افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 12 تشرين الأول، 2022

بكاسيني : سعيد وريفي و… الكاتب رضوان السيد “كتبة تقارير”، “مُضَلِّلون” “ومجانين”
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 22 شباط، 2017
تهديد وخشية “إسرائيلية” من الانتخابات النيابية اللبنانية!؟

الجمهورية
توقيع الترسيم في أيامه الأخيرة.. وبايدن: إختراق تاريخي
دخل ملف ترسيم الحدود ساعاته الحاسمة وسط اجواء ايجابية أوحت بأنه بات على مسافة ايام من توقيع الاتفاق حوله بين لبنان واسرائيل، خصوصاً ان الرئيس الاميركي جو بايدن اتصل بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد «مهنئاً» بالاتفاق كما لو انه تم توقيعه فعلياً، ووصفه بأنه «اختراق تاريخي». وفيما سيعلن عون موقف لبنان النهائي منه اليوم، فإنّ مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر سيعلن في الوقت موقف اسرائيل النهائي ايضا وقد استبقه لابيد واصفاً الاتفاق بأنه «تاريخي».
إنصَبّت كل الاتصالات والاهتمامات امس على ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء تسلّم لبنان الصيغة النهائية لمشروع الاتفاق بينه وبين اسرائيل من الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، وتلاحقت اللقاءات والاتصالات بين المقار الرئاسية وأفضَت الى موافقة على الصيغة الانكليزية للمشروع فيما عكفت رئاسة الجمهورية على مراجعة الصيغة العربية، واعلنت ان الصيغة «مرضية للبنان لا سيما انها تلبّي المطالب اللبنانية»، كما انها «حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين». آملة في «أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن».
وعلمت «الجمهورية» ان البحث بدأ جدياً في سبل تطبيق الآلية المقترحة للمرحلة المقبلة، خصوصا لجهة الترتيبات التي يمكن ان تتخذ لترجمة الإتفاق الذي تم التوصّل اليه وسط وجود أكثر من صيغة مقترحة.
وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان الاتصالات التي جرت أمس، وشارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، دخلت في كثير من التفاصيل حول ما يمكن القيام به في هذه المرحلة بعدما تبين ان هناك اكثر من سيناريو للمرحلة المقبلة.
بايدن
وفي هذه الاجواء تلقى عون اتصالاً من بايدن هنّأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكدا «وقوف الولايات المتحدة بجانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».
وأشاد بايدن في بيان لاحق أمس بالاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، ووصفه بأنه «اختراق تاريخي». وشدّد على «ضرورة وفاء كل الأطراف بتعهّداتهم وعملهم على تطبيق الاتفاق».
وذكر ​البيت الأبيض​ في بيان أن بايدن​ «أكد أن اتفاق ترسيم ​الحدود البحرية​ بين لبنان و​إسرائيل​ لا يحافظ على مصالح إسرائيل فحسب، بل يخلق فرصا لتكامل إسرائيل الإقليمي».
ولفت البيت الابيض إلى أنّ «بايدن شدّد لرئيس الوزراء الإسرائيلي ​يائير لابيد​، على التزامه الراسخ بأمن إسرائيل». واضاف أن «بايدن أكد لرئيس الجمهورية اللبنانية ​ميشال عون​ أن واشنطن لا تزال ملتزمة تجاه ​الشعب اللبناني​ ودعم استقرار وسيادة البلاد، حيث أمل في اتصال مع عون أن يمثّل اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل فصلا جديدا للشعب اللبناني».
من جهتها، أكدت وزارة ​الخارجية الأميركية​، في بيان، أن «اتفاق ​إسرائيل​ ولبنان على إنهاء النزاع على ​الحدود البحرية​ إنجاز ديبلوماسي رائع، ونحضّ على تنفيذ الاتفاق بسرعة لمصلحة المنطقة والعالم»، معتبرة أن «الاتفاق يدشن حقبة جديدة من التعاون الإقليمي ويعزز الرخاء والأمن والاستقرار». ولافتة إلى أن «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان لا يُعد تطبيعاً للعلاقات بين البلدين، وبالتالي سيؤدي إلى منطقة أكثر ازدهارا وتكاملا».
شيا
الى ذلك هنّأت السفيرة الأميركية في لبنان ​دوروثي شيا​، الشعب اللبناني بإنجاز «الترسيم​ البحري مع ​اسرائيل،​ وكل من لعب دوراً بنّاء في المفاوضات»، وأكدت أن «هذه الاتفاقية ستعزز الاستثمار الخارجي في لبنان وهذا أساسي إزاء الوضع المأساوي في البلد».
ولفتت في كلمة لها من السفارة إلى أنه «يمكن للبنان التعويل على التطور في مجال ​الطاقة​ والموارد الطبيعية ستكون مفتوحة للاستيراد والتصدير، ومن المهم التزام الجميع بتعهداتهم»، وأضافت: «حقول الغاز ستُؤمّن موارد طاقة للأسواق والمهم الآن التزام الافرقاء بالتزاماتهم بموجب هذا الاتفاق».
ما رتّبته واشنطن
وقالت مصادر مطللعة لـ»الجمهورية» إن اتصال بايدن بعون ترافَق مع اتصال آخر أجراه الرئيس الاميركي برئيس الحكومة الاسرائيلية للغاية نفسها، ودلّ هذان الاتصالان الى «اهمية ما رتبته الإدارة الأميركية نتيجة هذا الاتفاق وما انجزه مسؤول أمن الطاقة العالمية عاموس هوكشتاين، والذي سيشكل دفعا كبيرا لخطط إدارته في المرحلة المقبلة خصوصا في المواجهة التي خلّفتها العقوبات على روسيا وتقليص حجم توريد الغاز الروسي في أكثر من اتجاه».
وكان عون قد التقى ميقاتي الذي اعلن انّ رئيس الجمهورية «يجري وفريق العمل قراءة نهائية لمذكّرة التفاهم وعلى ضوئها اعتقد انّ فخامة الرئيس سيتوجّه بكلمة الى اللبنانيين في هذا الصدد إيذاناً بمرحلة ستكون بإذن الله مرحلة خير». وشكر «الادارة الاميركية التي بذلت جهدا كبيرا للوصول الى هذا الاتفاق»، كذلك شكر «الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به في الساعات الاخيرة، بالنسبة الى ما يتعلق بشركة «توتال» وإنجاح هذه الاتفاقية». واشار الى اجتماعه صباحاً بشركة «توتال» وقال: «اتفقنا على ان تبدأ بعملية التنقيب فور الانتهاء من مذكرة التفاهم».
نصرالله
ولفت الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله إلى أننا «أمام ساعات حاسمة في مسألة ترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز». وقال في خطاب خلال الاحتفال بعيد المولد النبوي مساء امس: «ننتظر إعلان الموقف الرسمي من رئيس الجمهورية اللبناني وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو». وأضاف: «في اللحظة التي تذهب فيها الوفود للتوقيع في الناقورة بالآلية المتّفق عليها نستطيع القول إن هناك اتفاقاً أو تفاهماً». واشار الى أنّه «إلى حين التوقيع علينا أن نَحتاط في ظل المواقف الإسرائيلية المتناقضة، والمفاوضات في الأيام الماضية كانت صعبة». وقال: «بالنسبة إلينا كمقاومة يحقّق هذا التفاهم المطالب الرسمية للدولة اللبنانيّة، «بَدنا ناكل عنب»، مضيفًا «حين يعلن الرئيس اللبناني الموقف المؤيد للاتفاق تكون الأمور بالنسبة للمقاومة قد أنجزت». واكد انه «بعد نشر النص كل شخص يستطيع مقاربة التفاهم ونتائجه بروح المسؤولية المطلوبة ليحكم عليه إيجاباً أو سلباً»، مشيرًا إلى أنّ «مقاربة الاتفاق بعد نشر نصّه يجب أن تتم بروح وطنية والفَرِحون بالاتفاق عليهم مقاربة الإنجاز بروح موضوعية».
من جهته، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر» فكتبّ: «‏اما وقد تم الترسيم من دون مشكلات ومن دون حرب والفضل يعود الى اهمية الديبلوماسية التي اوصيت بها، والتي تستند الى القوة الناعمة للمسيرات، لكن يبقى الأهم لبنانياً ان تشكّل الشركة الوطنية للحفاظ على الثروة الوطنية، بعيدا عن اي وصاية محلية وشركات النفط الوهمية التي شكلت».
الموقف الاسرائيلي
وفي اسرائيل اعلن مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر أنه سيجتمع اليوم لتحديد الموقف النهائي من الاتفاق، فيما أعلن رئيس ​الكنيست الإسرائيلي​ يولي أدلشتين عن «جلسة استثنائية غدا (اليوم) للاطلاع على المسودة النهائية لاتفاق ​ترسيم الحدود​ مع ⁧‫لبنان».
واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن «لبنان وإسرائيل توصّلا لاتفاق تاريخي بخصوص ترسيم الحدود البحرية»، لافتاً الى أن «المجلس الوزاري المصغر سيجتمع غداً الأربعاء (اليوم) للتصديق على اتفاق ترسيم الحدود المائية مع لبنان».
وذكر لابيد أن «هذا الإنجاز سيعزز أمن إسرائيل، وسيدخل المليارات إلى الاقتصاد الإسرائيلي، وسيضمن الاستقرار على الحدود الشمالية».
الى ذلك أُعلن في اسرائيل ايضا ان بايدن ولابيد اكدا خلال اتصال هاتفي بينهما ان «اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان سيضمن أمن إسرائيل». وقال لابيد: الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخّ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية، وسيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق».
وقال لابيد​ ان بايدن​ «هنّأه على التوصل إلى الاتفاق مع ​لبنان​ حول ​ترسيم الحدود البحرية​، الذي سيضمن أمن إسرائيل على حدودها الشمالي، وسيعزز الاقتصادين الإسرائيلي واللبناني»، كاشفًا أن «بايدن قال له: «صنعتَ التاريخ». كما أكّد «التزامه بأمن إسرائيل وبالاستقرار الاقليمي».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تأكيده أن «اسرائيل في طريقها إلى اتفاق تاريخي في شأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». ونسبت الى مسؤول اسرائيلي قوله انّ «جميع مطالب إسرائيل في شأن مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية تمّت تلبيتها».
من جانبه، قال وزير دفاع إسرائيل بيني غانتس: «لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». اضاف: «سنعرض اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان على الجمهور بشفافية». فيما قال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا في بيان باللغة العربية في شأن سير المفاوضات: «تمّت تلبية جميع مطالبنا والتعديلات التي طلبناها قُبِلت. حافظنا على مصالح إسرائيل الأمنية».
وفي السياق، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي، أن «رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد استسلم لـ»حزب الله»، ولا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء».
وكان نتنياهو قد أشار في رسالة وجهها إلى الإسرائيليين إلى أنه «لديّ رسالة مقلقة للغاية لكم»، موضحًا أنّ أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لاببيد. في إشارة إلى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية. واعتبر، في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ «لابيد ينوي تسليم لبنان من دون أي رقابة أو سيطرة من إسرائيل، احتياطيّاتنا من الغاز» في كاريش، «التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، سيستخدمها «حزب الله» لشراء آلاف الصواريخ والصواريخ التي تستهدف المدن الإسرائيلية». واضاف: «سنتعامل مع اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان كما تعاملنا مع الاتفاقات السيئة سابقا».
بدورها، اعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد، أنها ستصوّت ضد اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان إذا لم يُعرض على الكنيست.
الامارات ترحّب
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجيّة والتّعاون الدّولي الإماراتيّة، في بيان، أنّ «الإمارات ترحّب بتوصّل الجمهورية اللبنانية ودولة إسرائيل لاتّفاق حول ترسيم الحدود البحرية، وتُثمّن جهود الوساطة الحثيثة التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية بين البلدين»، مُعربةً عن الأمل في أن «تساهم هذه الخطوة في تعزيز استقرار المنطقة». وأثنت على «هذا الاتّفاق والجهود التي مكّنت تحقيقه»، مؤكدّةً أنّه «خطوة إيجابيّة وعمليّة لدفع مسارات الازدهار والتّنمية، وتحقيق المصالح الاقتصاديّة لكلا البلدين». وشدّدت على «أهميّة تعاون البلدين، لِما من شأنه تعزيز المصالح الاقتصاديّة وتوطيد السّلم والأمن الإقليميَّين».
وإيطاليا أيضاً
وبدورها، قالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، انّ «اتفاق ​ترسيم الحدود البحرية​ بين ​لبنان​ و​إسرائيل​ سيكون له انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين».
وأشارت الى ان «​إيطاليا​ ترحّب بجهود الأطراف المعنيين ووساطة ​الولايات المتحدة​، وتأمل انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه لِلتوّ في أقرب وقت».

 

 

اللواء
بايدن يشيد بالترسيم: ضبط إسرائيل وتحرير لبنان من الحصار
حزب الله لمواجهة المزايدات بعد التوقيع.. وطلاق بين «أمل» و«التيار» عشية الجلسة غداً
دفعت الولايات المتحدة الاميركية بكل ثقلها من اجل التوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والأهم التعهد بالمضي قدماً في ضبط السلوك الإسرائيلي لجهة عدم التنصل مما تم بلوغه.

ولم تكن عبارة الرئيس الاميركي جو بايدن، إنها «مجرد بداية» خلال الاتصال المطوّل الذي اجراه مع الرئيس ميشال عون، وطلب اثناءه ان ينقل شكر بايدن الى الرئيس نبيه بري «على المفاوضات واتفاقية الإطار التي توصلنا اليها».
وبعيداً عن الشكر وتبادل المجاملات، فقد وصف الرئيس عون الاتفاقية «بالتاريخية» في منطقة عصفت بها الصراعات والحروب.
والأهم في نظر بايدن، ان الاتفاقية «هي فرصة ايضاً لإعادة واستعادة الاستثمارات الاجنبية والخارجية في بلادكم والتي انتم في امسّ الحاجة اليها، وهذا سيساعدكم أيضاً على تعزيز فرص استغلال واستكشاف النفط والغاز في بلادكم لتحسين حياة الملايين من شعبكم. وإن تنفيذ هذه الاتفاقية بحسن نية سوف يكون امراً رئيسيًا ويلعب دوراً اساسياً في تحقيق النجاح، ونحن دائماً موجودون لمساعدتكم في اي وقت تحتاجون فيه الى المساعدة، وسنتأكد من التزام اسرائيل بجميع التزاماتها بموجب هذه الاتفاقية».
وبدا الرئيس الاميركي، وهو يتحدث الى الرئيس عون، وكأنه منخرط في صميم الازمات اللبنانية، فبعد الاشارة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان تجرى في موعدها وبموجب الدستور، وتأليف حكومة قادرة على استعادة ثقة شعبها، وتتمكن من تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية اللازمة للبلاد، من زاوية اعتماد مبدأ «الحوكمة الجيدة لانقاذ البلاد».
وقالت مصادر سياسية ان محاولة التيار الوطني الحر، تصوير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بانه انجاز حققه عهد الرئيس ميشال عون بمفرده، هو مجاف للحقيقة وامعان في انكار الجهود التي قام بها مسؤولون وسياسيون اخرون، قبل تسلم عون الرئاسة بسنوات عديدة، بدءا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبعده الحكومات المتعاقبة تباعاً برئاسة سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وجهود رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكانت العقبات والعراقيل المفتعلة، بايعاز من «حزب الله» و «التيار الوطني الحر»، تقف عثرة امام التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص كما هو معلوم للقاصي والداني، مع الترويج المنظم لحملات العمالة والخيانة لكل من يدعو لانجاز مثل هذه الاتفاقات
وقالت المصادر انه بدلا من أن يلوم «التيار الوطني الحر» نفسه وحليفه «حزب الله» لتعطيل التوصل الى الاتفاق المذكور قبل عشر سنوات، لان الراعيين الايراني والسوري، لم يكونا موافقين على ذلك يومذاك، يحول التيار نسب هذا الاتفاق لعهد ميشال عون، للتغطية على الخسارة الضخمة، التي تسبب بها تعطيل الاتفاق، وتصويرها كانجاز يسجل للعهد الكارثي الذي اغرق البلد، بسلسلة من المشاكل والازمات ماثلة للعيان، في حياة اللبنانيين، ولن تنفع في تبييض صفحته السوداوية المطبوعة في ذاكرة المواطنين.
واشارت المصادر ان انجاز اتفاقية الترسيم بين لبنان وإسرائيل، بالرغم من كل محاولات التورية والتغطية على محتواها وابعادها السياسية والامنية والاقتصادية، تشكل بداية مرحلة جديدة بالعلاقات العدائية بين البلدين، وتشكل مدخلاً للبحث في المشاكل المعقدة، التي تطال الترسيم البري في المرحلة المقبلة، وابعد من ذلك، باتجاه ارساء حالة من الاستقرار الامني الدائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، التي لم تسجل اي اهتزازات او اواشتباكات واسعة مع «حزب الله» منذ صدور القرار الدولي رقم1701 في صيف العام 2006، واكبر دليل التصريحات والمواقف الاميركية والاسرائيلية بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان كلام السفيرة الاميركية في لبنان عن الاتفاق واعلانها انه سيفتح افاقا جديدة امام لبنان في مجال الطاقة والاستثمارات فيها، يؤشر بمكان ما الى ان صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان قد فتحت، وان انجاز اتفاق الترسيم هو المفتاح الأساس لتطور هذه العلاقات نحو ما اعلنت عنه.
من جهة ثانية، كشفت مصادر متابعة معلومات ترددت، بان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، سيزور بعبدا قريباً لاعلان انتهاء مهمة التفاوض بخصوص اتفاقية الترسيم ألذي كلفه بها رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالمناسبة سيعلن استقالته من «التيارالوطني الحر»، للتفرغ لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، الذي يتطلب منه متابعة وعملاً دؤوباً، في حين وضعت المصادر خطوة بو صعب، بانها تأتي في اطار الخلاف المستفحل مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والتي تفاعلت أثناء الانتخابات النيابية الاخيرة، واستباقاً لمرحلة التطهير بالتيار التي سيبداها باسيل بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون مباشرة، في اطار التخلص من جميع خصومه داخل التيار.
وعلى الأرض الدبلوماسية، اعتبرت السفيرة الاميركية ان الاتفاقية ستطور قطاعات الطاقة وتوفّر الاستثمار الخارجي في لبنان، وتؤمن موارد طاقة للأسواق، وتعزز الاستقار وعلى جميع الاطراف الالتزام بالاتفاق.
ووصفت الخارجية الاميركية الاتفاق بين اسرائيل ولبنان على إنهاء النزاع على الحدود البحرية انجازاً دبلوماسياً رائعاً.
وكانت تسارعت بين ليل امس الاول وصباح امس، التطورات المتعلقة بإتفاق ترسيم الحدود البحرية، حيث بدأت بتسلم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قرابة الساعة الواحدة من فجر امس الثلاثاء، الصيغة الاخيرة لمقترحات ترسيم الحدود البحرية من الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وتم التدقيق في مضمونها. لكن قمة الايجابية في الانتهاء من مفاوضات الترسيم جاءت في اتصال الرئيس الاميركي جو بايدن عصر امس بالرئيس ميشال عون « هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومؤكداً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».
كما اجرى بايدن اتصال تهنئة مماثل برئيس وزراء العدو يائير لابيد.
كما رأت وزارة الخارجية الإيطالية أن «اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ستكون له انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين»، حسبما ذكرت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء.
وحسب المعلومات عن الرد الذي تسلمه بو صعب، فهي تشير الى ان الملاحظات اللبنانية تم اخذها في الاعتبار في النقاط التي كانت عالقة، ومع ذلك يُفترض ان تُدرس الصيغة بدقة لاعداد الرد عليها.
وصباح امس، سلّم بو صعب، الرئيس عون الصيغة التي تسلمها من هوكشتاين في ملف الترسيم. واكدت رئاسة الجمهورية: ان الصيغة النهائية للعرض مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين.
وأضاف مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: نأمل ان يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في اقرب وقت ممكن، مؤكدا ان الرئيس ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد.
واوضح بوصعب على ان «العرض الأميركي لترسيم الحدود البحرية ليس اتفاقا أو معاهدة مع إسرائيل، فنحن لا نعترف بإسرائيل». مشيرا الى ان «القرار النهائي بقبول العرض يعود لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة».
وأكد بو صعب أن «لبنان سيحصل على كامل حقوقه من حقل قانا والاسرائيلي يمكن ان يأخذ تعويضاته من شركة توتال وليس من لبنان، وسبق للبنان ان وقع اتفاقا مع توتال في العام 2017».
وزار بو صعب السرايا الحكومية حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي. الذي ابدى أمله «ان يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية الى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في التوصل الى مسودة اتفاق تحفظ الحقوق اللبنانية.
وقال الرئيس ميقاتي: ان الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه افضى الى هذه النتيجة الايجابية، وكلنا امل ان تبلغ الامور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية.
وشكر الرئيس ميقاتي الادارة الاميركية على الجهد الذي قامت به في ما تم التوصل اليه، وبشكل خاص السيد اموس هوكشتاين الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر. كما توجه بالشكر الى فرنسا «التي ساهمت بشكل مباشر في الوصول الى ما تم التفاهم علبه وتذليل العقبات التي طرأت خلال المفاوضات غير المباشرة».
وانتقل بو صعب الى عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري وسلمه نص الاتفاق، وقال: اطلعت الرئيس بري على الملاحظات التي اعطاها على المسودة النهائية للاتفاق بشأن ترسيم الحدود. وأكد «أن الملاحظات التي طالب بها لبنان أُخذ بها في المسودة النهائية والنقاش حول المسودة والتعديلات التي طرأت عليها تم الانتهاء منها».
وتابع: أن الموقف الموحد اعطى لبنان قوة والجميع يعرف ان لبنان ليس ضعيفا خصوصاً في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا. وصلنا الى الصيغة النهائية بفضل قوة موقف لبنان وهذه الصيغة تدرس من قبل الرؤساء وسيكون هناك موقف موحد للبنان.
وفي حديث لمحطة «سي ان ان» الاميركية، قال بوصعب: رداعلى سؤال حول امكانية استتباع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل باتفاق تطبيع: إن اتفاق الترسيم لا ينضوي تحت لواء التطبيع مع إسرائيل، إذ إن مسألةً مماثلة تتطلب حلّ العديد من المشاكل.
واضاف رداً على سؤال حول مدى التزام الطرفين بالاتفاق: أننا ملتزمون بالاتفاق، وعلى الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم ما البديل عن هذا الاتفاق؟
وأردف: ان شركة توتال عقدت اتفاقاً ربما قد يحد من أرباحها من أجل انجاز هذا الاتفاق، لأن لبنان لم يكن بوارد التنازل عن أي من حقوقه.
وغرد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلاً: اما وقد تم الترسيم بدون مشاكل وبدون حرب، والفضل يعود الى اهمية الدبلوماسية التي اوصيت بها، والتي تستند على القوة الناعمة «للمّسيّرات» لكن يبقى الاهم لبنانياً ان تشكل الشركة الوطنية للحفاظ على الثروة الوطنية بعيداً عن اي وصاية محلية وشركات النفط الوهمية التي تشكلت.!
هل وافق الحزب؟
الموقف أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله ليل امس بقوله الى اننا أمام ساعات حاسمة في ملف ترسيم الحدود البحرية، والمعني باعلان الموقف اللبناني هو فخامة الرئيس ميشال عون بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ونحن ننتظر إعلان الموقف الرسمي من فخامته. وفي كلمة خلال احتفال في ذكرى المولد النبوي الشريف، قال السيد نصرالله بالنسبة لنا كمقاومة ما يعنينا هو الموقف اللبناني ونحن إلى جانب الدولة، وما يهمنا هو ما يقوله المسؤولون اللبنانيون وهو أن هذا الاتفاق يلبي المطالب اللبنانية.
واضاف السيد نصرالله نحن ننتظر الموقف الرسمي من حكومة العدو ولو أن رئيس الحكومة أعلن موافقته، يبقى موافقة الحكومة، وبالنسبة لنا نحن سننتظر اللحظة التي تذهب فيها الوفود إلى الناقورة للتوقيع وفق آلية معينة حينها يمكننا القول أن الاتفاق حصل.
وفي أول تعليق من «مصادر حزب الله» على التطوّرات المتسارعة في ملفّ الترسيم، أفاد مصدران لبنانيّان لوكالة «رويترز» أنّ الحزب الله أعطى الضوء الأخضر لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الإحتلال الإسرائيلي.
ووفق «رويترز»، فقد ذكر مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية وآخر مقرب من حزب الله أنّ «الحزب وافق على بنود الاتفاق واعتبر أنّ المفاوضات انتهت».
توتال في بيروت:التنقيب قريب
في هذا الوقت، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة وليد فياض ووفد من شركة توتال الفرنسية وصل صباحاً الى بيروت، ضم رئيس مجلس الإدارة المدير العام رومان لامارتينيار، مدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال افريقيا جان جايلي. طلب ميقاتي من ممثلي شركة «توتال» المباشرة بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.
وقال: العمل جدي وهذا الملف إيجابي جدا للبنان ليسمح لنا بالإنتقال الى مكان آخر ونصبح على طريق الدول النفطية. ونعد بمستقبل أفضل لتخطي الأزمة الاقتصادية.
واوضح فياض: أننا كوزارة طاقة معنيون بالتنقيب و«توتال» ستحضر الخطة، وسنحرص على أن تكون خطة سريعة وسنحضر الامور اللوجستية وسنبدأ الاعمال فوراً.
وردا على سؤال قال: الامور اللوجستية يلزمها وقت، ولكن ستبدأ الأعمال فورا، والشركة تأخذ الأمر بجدية ولا ضرورة للسلبية في التعاطي معها، وسيكون لي لقاء آخر مع الشركة في وزارة الطاقة لمتابعة الحديث عن هذا الموضوع.
الحكومة
سياسياً، وبعد وصول ملف الترسيم الى خواتيمه، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»إن موقفا سيصدر اليوم عن رئيس الجمهورية مع العلم أن الموقف كان سيعلنه الرئيس عون أول من امس مشيرة إلى أنه بعد ذلك تبرز مسألة تأليف الحكومة إلى الواجهة مجددا، مع العلم أن أي موقف واضح لم يصدر بأستثناء ما كرره السيد نصرالله حول الإسراع في تشكيل الحكومة.
لكن المصادر قالت أن هناك عراقيل قائمة أمام هذا التأليف واعتبرت أنه ما لم يتم التشكيل في نهاية الأسبوع أو منتصف الأسبوع المقبل كحد أقصى، فقد تصعب المهمة.
إلى ذلك، فهم ان موضوع تبديل الوزراء لا يزال العائق الأساسي.
لكن مصادر وزارية ابلغت «اللواء» ان الموضوع الحكومي عاد بقوة الى الواجهة، وان عقدة التبديل الوزاري تتجه للحلحلة على اساس ان المرجعيات المعنية ستتولى تسمية الوزراء الخمسة المرشحين للتبديل، فوزير المال البديل يسميه الرئيس بري، ووزير الاقتصاد الرئيس ميقاتي، والوزيرالدرزي يبقى من حصة النائب السابق طلال ارسلان، في حين ان الوزيرين المسيحيين اللذين سيتغيران يسميهما الرئيس عون.
وعلى الصعيد الحكومي، دعا السيد نصر الله كل المعنيين الى تأليف حكومة في الوقت المتاح، داعياً الى عدم اليأس.
الجلسة النيابية
وعشية الجلسة النيابية غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كشف المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل اننا على تواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، ودوره اساسي في هذه المرحلة، ولديه الرغبة كالرئيس بري بالتوافق لانتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان موقف حزب الله واضح بأنه حريص على ايجاد تفاهم بين باسيل وفرنجية، كاشفاً عن ان «أمل» لن تنتخب باسيل رئيساً للجمهورية، مكرساً الطلاق مع التيار الوطني الحر..
وقال خليل: فرنجية كان مرشحنا في الانتخابات السابقة، لكن لا مرشح لدينا في هذه الانتخابات حتى اللحظة، ولا نتوافق مع ميشال معوض في العديد من القضايا.
الحراك السياسي الداخلي
في الحراك السياسي الداخلي، التقى الرئيس عون عصراً كلا من الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، تناول البحث حسب معلومات «اللواء» موضوع موقف لبنان من تطورات الحرب بين روسيا واوكرانيا وطلب اميركا وكندا واليابان ودول اوروبا دعم لبنان لمشروع القرار المرفوع الى الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يعارض ضم اراض اوكرانية بالقوة الى روسيا والمزمع التصويت عليه. كماجرى البحث في اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
وعلمت «اللواء» ان المجتمعين قرروا التريث في اتخاذ القرار لإجراء مشاورات داخلية وخارجية ومع بعثة لبنان في الامم المتحدة لاستطلاع الاجواء الدولية حول المشروع على ان يُتخذ القرار اليوم.
لكن معلومات تحدثت عن أن لبنان سيتجه للتصويت ضد الاستفتاء الروسي على ضم الأقاليم الأربعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وان هذا الموقف يأتي «على مبدأ أن لبنان عانى من قضم الأراضي وعلى اعتبار أن الحل يأتي عبر قنوات الحوار».
بعد اللقاء شكر ميقاتي الفريق اللبناني الذي ساهم في دراسة إتفاق ترسيم الحدود البحرية كما الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي بالذات لما قاموا به مع شركة توتال، مؤكّدا أنّه “تم الإتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الإتفاق النهائي.
وتابع:”العرض النهائي جرت الموافقة عليه باللغة الإنكليزية، وتتم دراسته لدى الرئيس عون باللغة العربية حالياً، وقد يطل الرئيس عون اليوم أو غداً لإطلاعكم على التفاصيل.
وفي الحراك السياسي ايضاً، التقى رئيس المجلس نبيه بري كلاً من عضوكتلة الكتائب النائب سليم الصايغ وعضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن، وبحث معهما في امور تشريعية وسياسية عامة.
وسلم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الرئيس عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نسخة من ورقة الاولويات الرئاسية التي كان حددها في مؤتمره الصحافي الاخير.
وقال باسيل بعد لقاء الراعي: لا يستطيع احد ان يندد بالفراغ ويرفض في الوقت نفسه الكلام مع الطرف الآخر واولويتنا هي انتخاب رئيس جديد.
وتابع باسيل: نلتمس من فخامة الرئيس وغبطة البطريرك القيام بالجهد والاتصالات الضرورية لتسهيل التواصل بين الافرقاء… وورقتنا تفتح الباب للبحث في الاسماء حتى لا نبقى نتحدث بالاوهام.
وأضاف: لا نريد ان نقع في الفراغ والانتظار موت بطيء… وسنشكل وفودا من التكتل لزيارة سائر المرجعيات لطرح مقاربتنا واولوياتنا التي وضعناها في الورقة.
مبادرة «تكتل الاعتدال»
واوضح الخير لـ «اللواء» ان التكتل وضع المفتي في اجواء المبادرة التي سيطلقها لاحقاً رسمياً: وقال: ارتأينا ان نؤجل اطلاق المبادرة بسبب وجود مبادرات من كتل اخرى واستمهلا اطلاق مبادرتنا حتى تأخذ هذه المبادرات مداها، ولن نعلن تفاصيلها حالياً لكن عندما يحين الوقت.
وعن موقف التكتل في جلسة انتخاب الرئيس الخميس؟ قال الخير: ما زلنا عند موقفنا الذي اتخذناه في الجلسة السابقة تأمين نصاب الجلسة و(وضع ورقة لبنان)، وسنجتمع صباح الخميس قبل الجلسة لبحث المستجدات فإذا رأينا ان هناك متغيرات مهمة نبحث في الموقف الذي سنتخذه. لكن ما يهمنا هو تأمين نصاب الجلسة وانتخاب رئيس جمهورية لإنقاذ البلاد وحتى لا نساهم في مزيد من الانقسامات والاصطفافات.
كما التقى المفتي دريان النائب نعمة افرام (المطروح اسمه لرئاسة الجمهروية) الذي قال: اكدنا أهمية انتخاب رئيس للجمهورية، الذي يجب أن يكون رئيس المهمّة الجديدة، مهمة الإنقاذ من هذا النفس، ومن هذا الزمن، في الإنقاذ. كذلك تطرقنا إلى أهميّة الدستور اللبناني والطائف. هذا الدستور ليس مطبّقاً، والأولوية في الزمن الجديد هي تطبيق الطائف. ومع انتظام مجلس الشيوخ ومجلس النواب واللامركزية الموسّعة، ننتقل إلى النظر في الإنتاجية بآليات أخذ القرار في لبنان من دون تعطيل.
وفي السياق، استقبل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل النائب فؤاد مخزومي «لتوحيد الجهود لايصال رئيس سيادي اصلاحي»، بتعبير الجميل، الذي استقبل قبل ذلك النائب وائل ابو فاعور، موفداً من اللقاء الديمقراطي.
مجلس القضاء بلا رئيسه
وفي التطورات القضائية، اجتمع مجلس القضاء الأعلى بناء على دعوة وزير العدل هنري خوري، على الرغم من غياب رئيسه القاضي سهيل عبود، وترأس القاضي غسان عويدات الجلسة، وانسحب منها عند الوصول الى البند المتعلق بتعيين قاض رديف لقاضي التحقيق العدلي في انفجا المرفأ طارق بيطار ما افقدها نصابها.
وبالتزامن مع انعقاد الجلسة، نفذّ أهالي ضحايا تفجير المرفأ وبعض الناشطين، وقفة احتجاجية أمام قصر العدل للتعبير عن رفضهم لما يحصل من تلاعب في هذا الملف.
واضاف: ما يحصل اليوم مهزلة، مؤكداً أن الأهالي سيقفون بوجه أي قاض رديف سيعيّن.
وكشف النائب علي حسن خليل انه بصدد تقديم دعوى ضد رئيس القضاء الاعلى، ولم يتم اي نقاش بتاتاً مع «التيار» في قضية تفجير المرفأ.
وحول مذكرة التوقيف بحقه قال: في حوار مع الـ«L.B.C.I»: هذه مجرّد بروباغندا، ولا علاقة لها بهذا الملف، وعلى الاجهزة المعنية التحقيق فعلياً، وفق الاصول والجسم القضائي هو الذي يغطي فضيحة باخرة النيترات.
اضاف: البيطار (المحقق العدلي) قام باستهدافي سياسياً، عندما وضعني في دائرة الاتهام ويوجد عليه الكثير من علامات الاستفهام.

البناء
بيروت وتل أبيب أعلنتا الموافقة على مسودة هوكشتاين… وبايدن يبارك… وتوتال تستعدّ
تأزم سياسي في الكيان والكنيست يفتح باب التصويت على الاتفاق ونتنياهو: لبيد خضع لنصرالله
نصرالله: سننتظر التوقيع في أعلى جهوزية… وجنبلاط: الفضل للدبلوماسية الناعمة للمسيرات
كان يوم النفط والغاز بامتياز مع الإعلان المتزامن في بيروت وتل أبيب عن الموافقة على اعتبار مسودة الاتفاق التي أودعها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين لدى الطرفين، وفيما أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن مسودة الاتفاق تلبي المطالب اللبنانية، أعلن رئيس حكومة الاحتلال موافقة حكومته. ودعا المجلس الوزاري المصغر الى اجتماع يعقد اليوم لإعلان الموقف الرسميّ، بينما رئيس أعلن الكنيست فتح الباب أمام أعضائه للاطلاع على الاتفاق فور تسلم نسخة عنه من الحكومة، وكان مثيراً للانتباه تواصل السجال بين حكومة لبيد وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي عاد لخطابه باتهام لبيد بالتنازل أمام تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وبالتوازي صدرت مواقف دولية وإقليمية تؤيد النهاية الإيجابية للمفاوضات حول حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، بين لبنان وكيان الاحتلال. وكانت أبرز المواقف قد صدرت عن الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال أجراه بالرئيس ميشال عون وأجرى مثله برئيس حكومة الكيان معرباً عن تهانيه للنجاح بالتوصل للاتفاق، وكان لافتاً على الصعيد العملي وصول وفد من شركة توتال الى لبنان بصورة تزامنت مع التقدّم في المفاوضات نحو توقيع الاتفاق، وبعد اجتماع للوفد مع الرئيس ميقاتي بحضور وزير الطاقة وليد فياض، خرج فياض يعلن جهوزية الشركة للبدء بالأعمال في البلوك رقم 9 الذي يحتوي على جزء من حقل قانا، فور توقيع الاتفاق.

في المواقف كانت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محطّ الأنظار لمعرفة موقف المقاومة التي بنيت على تهديداتها التحوّلات التي شهدها ملف التفاوض، وفرضت إيقاعها خصوصاً على ربط السماح باستخراج الغاز من حقل كاريش بتمكين لبنان من بدء الاستخراج من حقوله، والجنوبية منها خصوصاً، وقال نصرالله إن المقاومة لم تكن طرفاً في تحديد خطوط الترسيم لأسباب يعرفها الجميع منذ موقفها المبدئي المماثل عند التحرير عام 2000، حيث تركت مسألة تحديد الحدود للدولة ومؤسساتها، وقالت إنها تحمي كل ما تعتبره الدولة أرضاً أو مياه لبنانية، وقال نصرالله إن ما يعنينا هو أن تخرج الدولة برؤسائها ومؤسساتها وتقول إن مطالب لبنان قد تمّت تلبيتها، ولكن هذا ليس كافياً في ضوء ما يجري من نزاعات داخل كيان الاحتلال، لذلك فالمقاومة ستبقى على جهوزيتها حتى يُنجز التوقيع. ووصف نصرالله ما جرى بالإنجاز التاريخي الكبير، إذا سارت الأمور نحو الخواتيم المفترضة، داعياً للتمعن في العبر والدروس التي قدمتها هذه التجربة النموذجية لكيفية تكامل أدوار المسؤولين في الدولة ومؤسساتها، الى جانب دور المقاومة والجيش والحضور الشعبي سواء للبيئة الحاضنة للمقاومة أو للبيئات الأخرى التي لجمت المناخات السلبية، مشيراً بصورة خاصة للمقاومة وجهوزيتها الصامتة ورسائل حضورها واستعدادها التي وصلت لجيش الاحتلال بأكثر من طريقة كانت كافية لإفهامه جدية المقاومة في ترجمة تهديداتها إذا أقدم على بدء الاستخراج من حقل كاريش دون تلبية المطالب اللبنانية.

في المواقف أيضاً جدّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تقديره للإنجاز المحقق في ملف النفط والغاز داعياً إلى الإسراع في تأسيس الصندوق السيادي، الذي يفترض أن تضخ إليه عائدات الثروات البحرية، معتبراً أن الفضل يعود الى الدبلوماسية الناعمة للمسيّرات.

وأعلن السيد نصرالله أننا «أمام ساعات حاسمة في ملف ترسيم الحدود البحرية»، وقال: «الجهة المعنية بالتعبير عن الموقف اللبناني الرسمي هو فخامة الرئيس ميشال عون بالتشاور مع دولة الرئيس (نبيه بري) ودولة الرئيس (نجيب ميقاتي) ونحن كلبنانيين ننتظر إعلان الموقف الرسمي من فخامة الرئيس وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو، وسننتظر المواقف الرسمية وأكثر من ذلك أقول لكم في اللحظة التي تذهب فيها الوفود للتوقع بالناقورة بالآلية المتفق عليها بعد أن يحصل هذا التوقيع نستطيع القول إن هناك «تفاهماً» حصل… نحن كمقاومة سننتظر».

وشدّد على أننا «كمقاومة ما يعنينا أننا نقف إلى جانب وخلف الدولة اللبنانية في موضوع المطالب اللبنانية، ما يهمّنا أنه عندما يقول المسؤولون اللبنانيون إنّ هذا الاتفاق يحقق مطالب الدولة اللبنانية بالنسبة لنا هذا تمام.. ما يهمّنا استخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية».

وأضاف: «عندما يعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي اللبناني الموافق والمؤيّد لهذا «الاتفاق والتفاهم» تكون الأمور قد أنجزت بالنسبة للمقاومة وإلى ذلك الحين يجب أن نبقى يقظين… دعوتي أنه بعد نشر النص النهائي أن تكون مقاربة هذا التفاهم بروح المسؤولية الوطنية المطلوبة ليحكم عليه إيجاباً وسلباً وأن ينطلق من روح وطنية وليس من تصفية حسابات».

وانتقد أولئك الذين يحمّلون حزب الله مسؤولية رسم الخطوط البحرية وقال: «نحن لا علاقة لنا بخطوط، وإذا بتسألني «بحرنا وين؟»، بقلك: «بحرنا يمتدّ إلى غزة، ونحن والشعب الفلسطيني مش قاسمين ويوم تتحرّر فلسطين لن نختلف على الحدود البحرية». موضحاً أننا «أمام تجربة ممتازة جداً في لبنان يتعاون فيها الرؤساء رغم كثرة اختلافاتهم، نحن أمام تجربة تعاون فيها المسؤولون في الدولة على اختلاف مواقعهم وكان هناك احتضان كبير جداً من البيئة الحاضنة للمقاومة بالدرجة الأولى».

وأكد أنه «بالتضامن الرسمي والوطني ووقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب من هذا النوع في ظلّ ظروف إقليمية ودولية لا أحد في الكرة الأرضية سائل عن لبنان، سيتمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير».

وكان لبنان تسلّم الصيغة الأميركية النهائية المعدّلة للتفاهم على ترسيم الحدود الاقتصادية بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين من الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين. ثم جال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب على المقار الرئاسية أمس، وسلم النسخة الجديدة التي وصلته من الوسيط الاميركي الى رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والوزراء.

وأكدت مصادر مطلعة على الملف لـ»البناء» أن «لبنان سجل انتصاراً ديبلوماسياً ووطنياً بإلزام العدو الإسرائيلي بإنجاز ملف ترسيم الحدود الاقتصادية وفق المطالب اللبنانية وإجهاض كل المحاولات الإسرائيلية بهضم وقضم حقوق لبنان من خلال فرض أمر واقع عبر التلاعب بتفسير العبارات والمصطلحات بما يخدم العدو».

وشددت على أن «صمود المفاوض اللبناني المدعوم بموقف سياسي ووطني موحّد عبّر عنه الرؤساء الثلاثة، وتهديدات المقاومة التي تكاملت مع موقف الدولة، تمكنت من إلزام العدو بتنفيذ المطالب والملاحظات اللبنانية وضمان الحقوق الاقتصادية مع احترام السيادة اللبنانية». وكشفت أن «لبنان تمكن في مفاوضات الأيام الأخيرة من تعديل الصيغة الأولى في الاتفاق بأكثر من نقطة أهمها: رفض لبنان لأي حقوق أو امتيازات للعدو بحقل قانا وإبعاد أي علاقة للبنان بالاتفاق بين شركة توتال وحكومة الاحتلال من تعويضات مالية وغيرها».

أما النقطة الثانية وفق المصادر فهي فشل العدو بتكريس خط الطفافات البحري كخط حدود والإبقاء عليه كخطٍ بحري يشبه الخط الأزرق البري، وعدم تجاوز نقطة رأس الناقورة والـ b1 وبالتالي عدم المس بالحقوق اللبنانية وأي تأثير لهذا الخط على الحدود البرية».

وأجمع الموقف اللبناني الرسمي على قبول الصيغة النهائية التي أخذت بكافة الملاحظات اللبنانية ودونت في الوثيقة الأميركية بانتظار موافقة العدو النهائية على التفاهم في الكنيست «الإسرائيلي» والمحكمة. وأعلنت رئاسة الجمهورية أن «الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان لا سيما وأنها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية وتطلبت جهداً وساعات طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة، وحافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية وذلك في توقيت مهم بالنسبة الى اللبنانيين. وشدّدت رئاسة الجمهورية على أن «عون سيجري المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحّد».

وأكد بوصعب بعد لقائه عون، أن «الملف أصبح في عهدة فخامة الرئيس، والجو إيجابي جداً وتوصلنا اليوم الى حل يرضي الطرفين وهو أمر صعب للغاية لأنهما لا يقيمان علاقات دبلوماسية، لا بل إن لبنان لا يعترف بالعدو الاسرائيلي، وبالتالي الوصول الى تفاهم من هذا النوع على حدود فيها مصلحة اقتصادية ليس بالأمر السهل».

كما أكد بو صعب من عين التينة على أن «الموقف الموحّد أعطى لبنان قوة والجميع يعرف ان لبنان ليس ضعيفاً خصوصاً في هذه المفاوضات التي تعني سيادتنا والحفاظ على حقوقنا». وقال «سنودع الاتفاق لدى الأمم المتحدة وهو ليس بين لبنان ودولة لا نعترف بها إنما مع الولايات المتحدة الأميركية والمفاوض أخذ بالاعتبار المطالب اللبنانية».

من جهته، لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال تسلّمه من بو صعب المسودة النهائيّة للاتفاق في السراي الحكومي الى «ان الموقف اللبناني الموحد في هذا الملف وتشبث لبنان بحقوقه ومطالبه أفضيا الى هذه النتيجة الإيجابية، وكلنا امل ان تبلغ الأمور خواتيمها ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية».

وكان ميقاتي، زار بعبدا برفقة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، وكشف عن اتفاق مع شركة توتال على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي.

وأشار ميقاتي، إلى أن «العرض النهائيّ جرت الموافقة عليه باللغة الإنكليزية، وتتم دراسته لدى الرئيس عون باللغة العربية حالياً، على أن يطل الرئيس عون اليوم أو غداً لإطلاعكم على التفاصيل».

وكان ميقاتي اجتمع مع وزير الطاقة وليد فياض، ووفد من شركة «توتال» الفرنسية، وخلال الاجتماع طلب ميقاتي من ممثلي شركة «توتال» المباشرة بالإجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية فوراً.

وفي أول تعليق أميركي رسمي على إنجاز الاتفاق، أعلنت رئاسة الجمهوريّة، أنّ «رئيس الجمهوريّة ميشال عون تلقّى اتّصالًا هاتفيًّا من الرّئيس الأميركي جو بايدن، هنّأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ومؤكّدًا وقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان، لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية».

واستمر التخبّط الإسرائيلي حيال تفاهم الترسيم مع لبنان، في ظل حملة مزايدات سياسية وإعلامية بين المعارضة وبين حكومة يائير لابيد الذي زعم أن «الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخيّ سيعزّز أمن «إسرائيل» ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية وسيتمّ عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة الأربعاء للموافقة على الاتفاق». من جانبه، ادعى وزير جيش الاحتلال بيني غانتس «لم نتنازل قيد أنملة في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». وكشفت وكالة «رويترز» أن «»إسرائيل» قد تعلن موافقتها النهائية على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في غضون 3 أسابيع». فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «بالتنسيق مع واشنطن ستصدق «إسرائيل» على اتفاق ترسيم الحدود بعد تصديق لبنان عليه».

إلا أن رئيس وزراء العدو السابق، بنيامين نتانياهو، شنّ هجوماً على الاتفاق وعلى حكومة لابيد، واتهم الأخير بأنه «استسلم لحزب الله».

وغاب الملف الحكوميّ عن لقاء عون – ميقاتي في بعبدا أمس والذي اقتصر على صياغة موقف لبنان من ضمّ روسيا الأقاليم إليها.

وعلمت «البناء» أن الأجواء الحكومية كانت إيجابية منذ أيام قليلة وكادت أن تصل الى خواتيم إيجابية، حيث اتفق المعنيون بالتأليف على انتظار انتهاء جلسة انتخاب الرئيس الخميس للعمل على تذليل آخر العقد لإعلان الحكومة من خلال تغيير 5 وزراء فقط، لكن الأجواء عادت وانقلبت الى سلبية أمس».

وأشارت مصادر سياسيّة لـ «البناء» الى أن «ظروف انتخاب الرئيس لم تنضج بعد، وبالتالي لن نشهد رئيساً للجمهورية قبل 31 الشهر الحالي ما يعني التوجه نحو الشغور الرئاسي».

وعلمت «البناء» أن الأميركيين لم يتدخلوا بالملف الرئاسي حتى الساعة ويتركوا الأمر لحلفائهم لتضييع الوقت تمهيداً لإنضاج اتفاق خارجي على الرئيس المقبل، وعلمت أيضاً أن السفير السعودي في لبنان يجري مشاورات وضغوطاً على عدد من الكتل النيابية لمحاولة خلق تكتل نيابي متنوع طائفياً وسياسياً من 40 الى 50 نائباً لكي تتحول السعودية الى ناخب أساسي يحسب له حساب لحظة بدء التفاوض الإقليمي والدولي على الملف اللبناني».

أما القوات اللبنانية فستحضر الجلسة وفق ما أكد مصدر نيابي قواتي مطلع لـ»البناء»، ولفت الى أن نواب الكتلة سيصوتون للمرشح النائب ميشال معوّض وسيصار الى قراءة مجريات جلسة الخميس للبناء على الشيء مقتضاه في الجلسات المقبلة، وشدد المصدر على أن موقف القوات والكتائب والاشتراكي وكتلة تجدد موحد لجهة تأييد معوّض ونحاول إقناع وجذب كتل أخرى لتبني هذا المرشح لتأمين أكثرية نيابية لإيصاله. وفيما يتهم القوات بتنفيذ مناورة لتضييع الوقت بانتظار الضوء الأخضر الخارجي والتسوية نفى المصدر أن تكون مناورة مؤكدة أن القوات تسعى لتأمين أكثرية له.

أما تكتل نواب عكار الـ12 فسيحضرون الجلسة وفق ما تؤكد مصادر نيابية بالتكتل، والتي كشفت لـ»البناء» أن أغلب نواب التكتل سيلتزمون بقرارها، والتوجّه الى التصويت بـ «لبنان» بانتظار نتيجة المتغيرات والمشاورات، ولفتت الى أننا لسنا مع الاصطفافات السياسية بل نؤيد رئيساً توافقياً يحظى بتأييد داخلي وعربي ودولي وإلا فلن يستطيع إخراج البلد من أزماته.

وتشير المصادر الى أن السعودية تحاول تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية لا سيما تلك التي تربطها علاقة بها، من أجل توحيد الموقف على رئيس توافقي، لكنها لم تتدخل بالأسماء بل تفضل رئيس ينفذ القرارات الدولية ويجمع اللبنانيين ولا يعادي المجتمع الدولي والدول العربية.

وتشير معلومات «البناء» الى أن الاجتماعات بين تكتل الـ12 ورئيس القوات سمير جعجع لم تفض الى أي نتيجة، إذ حاول جعجع إقناع التكتل السير بمعوّض لكونه يلتزم بالطائف ويتمتع بعلاقات خارجية مميزة لا سيما مع دول الخليج، لكنه قوبل بالرفض، وحاول جعجع تقديم ضمانات بأن لا يكون معوّض رئيس تحدّ ومواجهة لحزب الله.

وأعلن تكتل «لبنان القوي»، بعد اجتماعه الدوري برئاسة النّائب جبران باسيل، امتناعه عن المشاركة في جلسة الخميس وذلك بسبب تعيينها في 13 تشرين الأوّل، وهو ما يشكّل استهتارًا بالمشاعر.

شدّد على «ضرورة تشكيل حكومة عملًا بأحكام الدستور»، مكرّرًا التّحذير من «أيّ محاولة قد يفكّر بها البعض لاعتبار الحكومة المستقيلة قادرة على تولّي صلاحيّات رئيس الجمهوريّة في حال حصول فراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وهو ما لا يمكن القبول به، لأنّ أيّ محاولة في هذا الاتّجاه ستولّد نوعًا من الفوضى الدّستوريّة لا يمكن ضبطها».

 

الأخبار
لبنان يلزم العدو بـ «تفاهم تشرين البحري»
حكومة لابيد تستعجل الإقرار إسرائيلياً والمقاومة مستنفرة في انتظار التوقيع: بايدن يبلغ بيروت وتل أبيب ضمانة أميركا لـ«التفاهم البحري»
دخلت الموافقات الأولية للبنان وكيان الاحتلال على مشروع الاتفاق على ترسيم الحد البحري بين الجانبين مرحلة الخطوات التنفيذية. حيث يفترض الإعلان عن موقف رسمي بالموافقة على الاتفاق قبل الشروع في خطوات تنفيذية تتعلق بالصياغة النهائية للأوراق التي يجب أن يوقعها ممثلون عن الطرفين بمشاركة أميركية وأممية، ومن ثم الإعلان عن سريان الاتفاق.
وبعد وقت قليل من تسلم الرئيس ميشال عون النسخة النهائية من مسودة الاتفاق، وبروز تصريحات رسمية لبنانية تشير إلى أن الاتفاق قد تم، كانت حكومة العدو برئاسة يائير لابيد تعلن عن التوصل إلى «تفاهم تاريخي»، لتشهد ساعات النهار والليل أمس، حفلة صاخبة من التصريحات والمواقف كان البارز فيها مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتصال هاتفياً بالرئيس ميشال عون في بيروت وبرئيس حكومة العدو «مهنئاً وداعماً».
أما في لبنان، فكان البارز الموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليل أمس، من أن المقاومة تتعامل بهدوء وإيجابية مع الملف، لكن استنفارها مستمر إلى حين حصول توقيع على التفاهم أو الاتفاق في الناقورة، مكرراً أن المقاومة لم تكن معنية بترسيم الخطوط بل هي مستمرة بالدفاع عن ما يعلنه المسؤولون في الدولة حول حصول لبنان على حقوقه من عدمها.
وقال نصرالله إنه «عندما يعلن رئيس الجمهورية الموقف الرسمي اللبناني الموافق والمؤيد للاتفاق، تكون الأمور قد أُنجزت بالنسبة للمقاومة. وإلى ذلك الحين، يجب أن نبقى يقظين»، ودعا نصرالله في احتفال في ذكرى المولد النبوي في الضاحية الجنوبية أمس، «من يخوّنون ويتّهمون ويعترضون على الاتفاق وتضييع الثروات، إلى انتظار النص النهائي، وحينها يمكنهم الاعتراض، ولكن بروح وطنية وموضوعية وليس بروح تصفية حسابات». وأضاف: «كمقاومة، ما يهمّنا هو استخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية». ونبّه إلى أنه «في اللحظة التي يُوقع فيها الاتفاق، حينها يمكننا القول إن اتفاقاً أو تفاهماً حصل، وبعدها يتّم الاتّفاق على التسمية وما إذا كان اتفاقاً أو تفاهماً. المهم المولود وليس الاسم»، واصفاً ما تحقّق بـ«الإنجاز الكبير» الذي تحقّق «بالتضامن الرسمي والوطني». ولفت إلى أنه بعد إرسال المقاومة مسيّرات فوق كاريش قبل أشهر، «لم نكن بحاجة لإرسال مسيّرات ولا قطع بحرية لأن الهدف منذ البداية كان إفهام العدو أن المقاومة جادة في ما قالت. وهناك أمور كثيرة قامت بها المقاومة شاهدها الإسرائيلي وأدركها وسمع بها من خلال بعض الأنشطة التي توصل هذه الرسالة. وقد عمل الإخوة خلال الأشهر الماضية في الليل والنهار لنكون جاهزين لتنفيذ العمل ولردود الفعل الصادرة من قبل العدو ولما هو أبعد وأخطر، وجهود سنوات نُفّذت في أيام». وتوجه إلى قادة المقاومة ومجاهديها: «ستبقون على جاهزيتكم ويقظتكم إلى حين توقيع التفاهم، وبعد التفاهم يوم آخر».
الإجراءات التنفيذية
إجرائياً، أبلغ الوسيط الأميركي المسؤولين اللبنانيين أن رئيس حكومة العدو يضمن موافقة المجلس الوزاري المصغر وكذلك الحكومة الموسعة على الاتفاق، وأن الإعلان عن الموافقة يبقى مجمد التنفيذ إلى حين الانتهاء من إجراء سيتم التفاهم عليه مع الكنيست. وتبين أن سكرتير الحكومة الإسرائيلية أرسل ليل أمس إلى رئيس الكنيست نسخة عن المسودة وطلب عرضها على أعضاء الكنيست في جلسة اليوم. وذكر مكتب رئيس الكنيست ميكي ليفي، أنه «بناء على طلب الحكومة، وفي ضوء أهمية الموضوع، قرر رئيس الكنيست، السماح بطرح اتفاق تحديد الحدود البحرية الشمالية بين إسرائيل ولبنان، غداً (اليوم) في جلسة الكنيست، انسجاماً مع قرار الحكومة. وسيسمح طرح الاتفاق لأعضاء الكنيست بالنظر في تفاصيل الاتفاق في أسرع وقت ممكن مباشرة بعد جلسة النقاش التي ستجري في الحكومة».
أما المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية فقالت ليل أمس إنه «لا مانع قانونياً من الاكتفاء بعرض الاتفاق مع لبنان على طاولة الكنيست وإن كان من المرغوب عرضه على الكنيست والتصويت عليه». ولم يفهم بشكل دقيق ماهية الفكرة من العرض على الكنيست سواء لرغبة بالتصويت عليه سريعاً أو الاكتفاء بعرضه واستهلاك مهلة 14 يوماً (مهلة إيداع) قبل أن يكون للحكومة الحق بالتوقيع والتصرف بالاتفاق. وهذا يعني أنه بحسب الاتصالات الجارية الآن مع الأميركيين، فإن الإعلان الرسمي لتسليم أوراق المسودة موقعة لن يكون قبل السابع والعشرين من هذا الشهر. ما يعني أنه سيكون أمام لبنان وإسرائيل مهلة أربعة أيام فقط لإنجاز الخطوات التنفيذية قبل دخول لبنان في مرحلة الفراغ الدستوري في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وقبل دخول إسرائيل الانتخابات النيابية التي حددت في الأول من الشهر المقبل.
ووفقاً للاتصالات الجارية، فإن المشاورات التي جرت بين الأميركيين والإسرائيليين تقضي بأن تعلن حكومة لابيد اليوم موافقتها على المسودة، ما يسمح للبنان بالإعلان عن الموافقة من خلال بيان أو رسالة يوجهها الرئيس عون إلى اللبنانيين اليوم أو غداً على أبعد تقدير. وبعدها يصار إلى انتظار الإجراءات الخاصة بمرحلة الإعلان الرسمي. وتشير التفاهمات الأولية إلى أن لبنان وإسرائيل سيوقعان على نسختين منفصلتين عن الاتفاق، ويقومان بإرسالهما إلى الولايات المتحدة. ومن ثم يتم إيداع نسخة من هاتين الرسالتين لدى الأمم المتحدة.
وحتى اللحظة يحق للرئيس عون أن يوقع على الرسالة أو انتداب من يوقع الرسالة عنه، وهناك نقاش مستمر حول طبيعة الوفد الذي سيتوجه إلى الناقورة لحضور الاحتفال، وحيث من المفترض – حتى اللحظة – أن يحضر الوسيط الأميركي بنفسه وأن يكون هناك ممثل رفيع عن الأمم المتحدة. ويقضي التصور الأولي بأن يقوم الوفد اللبناني بتسليم المسودة الموقعة إلى الوسيط الأميركي في غرفة منعزلة عن الغرفة التي يسلم فيها الوفد الإسرائيلي النسخة موقعة إلى الوسيط الأميركي نفسه. وعلى قاعدة أنه لن يكون هناك لقاء مباشر بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي بخلاف رغبة الجانب الإسرائيلي الذي يهتم باستخدام هذه الصورة في حملته الانتخابية.
الضمانة الأميركية
ومساء أمس، حرصت مساعدة رئيس حكومة العدو على تسريب ما اسموه بفحوى الاتصال بينه وبين الرئيس الأميركي. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر سياسية مشاركة في المفاوضات، أن الولايات المتحدة التزمت بتقديم ضمان لأي احتمال لخرق الاتفاق من قبل الجانب اللبناني، وأن إسرائيل «ستحصل من الإدارة الأميركية على رسالة ضمانات توضح أن الولايات المتحدة ملتزمة بحقوق إسرائيل الأمنية والاقتصادية في سيناريو يقرر فيه حزب الله أو جهة أخرى تحدي الاتفاقية التي تم توقيعها».
وأضافت المصادر أنه «في أساس الرسالة ضمانات لخط الطفافات على أنه دفاع إسرائيلي وحماية الحقوق الاقتصادية لإسرائيل في حقل صيدا وكذلك منع عائدات الحقل من الوصول إلى حزب الله وفقاً للعقوبات الأميركية».
وفي بيروت، علمت «الأخبار» أن الرئيس الأميركي أبلغ الرئيس عون أن واشنطن ملتزمة أن تضمن التزاماً إسرائيلياً كاملاً بالاتفاق وأن الولايات المتحدة ستمنع أحداً في إسرائيل من خرق الاتفاق، وستكون الضامن الأكيد له.
لكن موقع «مكور ريشون» العبري نقل أمس عن مسؤول أميركي «وثيق الاطلاع على المفاوضات» أنه «لا توجد ضمانات بأن يلتزم حزب الله بالاتفاق» مشيراً إلى «أن الإنجاز الذي حققته إسرائيل هو توفر الأمن لمواصلة إنتاج الغاز على طول الساحل فيما إنجاز لبنان القدرة على الازدهار اقتصادياً».

إلى ذلك، فإن الجانب الفرنسي يعمل من جانبه على تقديم ضمانات إضافية للبنان ولإسرائيل، ويفترض أن تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية معها إلى بيروت رسالة تؤكد على التزام شركة «توتال» العمل مباشرة بعد إعلان الاتفاق. كما سيجري تضمين اتفاق الشركة مع إسرائيل حول تسوية حقل قانا ضمن الاتفاق نفسه. ويبدو أن الجانب الفرنسي يريد أن يحجز لنفسه موقعاً في الاتفاق بما يسمح له بلعب دور سياسي أكبر في الشأن اللبناني، وهو أمر أثار سخرية جهات معنية لأن باريس كانت طوال فترة المفاوضات ملتزمة بما يطلبه منها الجانب الأميركي ولم تكن لديها أي مبادرة بكل ما يتعلق بالمفاوضات.