افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 25 شباط، 2022

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 19 شباط ، 2024
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين الأول من شباط، 2021
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 23 أيلول، 2017

اصطفت وسائل إعلام لبنانية “كبيرة” في “جبهة” حلف شمال الأطلسي. بسرعة، جندت نفسها. سخرت الكلمة والصورة والصوت، وحنى النبرة، لإقناع المواطنين بدعم انضمام أوكرانيا إلى هذا الحلف الشرير. محطة
“تلفزيون المر”، إذاعة “صوت (كل) لبنان”، جريدة “النهار” وشبيهاتها، لخصت “رسالتها السياسية” بكلمات قليلة : علينا دعم توسع “حلف شمال الأطلسي” (ناتو) شرقاً. منذ يوم أمس، وهي “تصدع رؤوس” المواطنين بهذه “الرسالة”. هذه ليست “زحطة”. هذا اكتراء وكِرَاءْ. تأجير وأجر. تنضبط هذه الوسائل الإعلامية على حاجة دول “ناتو” وسفاراتها في بيروت. يقول مصدر نيابي في 8 آذار : إن هذه السفارات مستنفرة، وتخشى أن تطيح العملية العسكرية التي يشنها الجيش الروسي في أوكرانيا، بنفوذها في الفضاء الإعلامي ـ السياسي الداخلي. الذي أنفقت مليارات الدولارات وآلاف أيام العمل على تأسيسه وترسيخه. تخاف أن يلتفت المواطنون اللبنانيون إلى العجز الأميركي ـ الأوروبي أمام روسيا وكتلة الدول الأوراسية المستقلة. العجز عن تحقيق مشاريع الهيمنة الأميركية ـ الأوروبية والفشل في حماية عملائهم، أسوة بما حصل في أفغانستان وسوريا و… مالي، بل وفي أوكرانيا نفسها. حيث هربت البنية الديبلوماسية والعسكرية والأمنية “الأطلسية” من هذا البلد المنكوب، قبل أيام على قرار القيادة الروسية بــ”فرض الحياد” على النظام الحاكم في كييف الذي يرأسه اليهودي الصهيوني فلاديمير زيلينسكي. ويضيف المصدر المذكور : نفهم أن ينضوي مالكو هذه “الوسائل الإعلامية” الخاصة في “الجبهة الأطلسية” التي تضم “إسرائيل”. أن يعملوا كخادم لدى مخدوم. وأن مصالح الشعب اللبناني هي “آخر همهم”. لكن أن يرضى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بأن يتجند في هذه “الجبهة”، فهذا يجعلنا نتساءل عما إذا كانت “حليمة قد عادت لعادتها القديمة”. هل جاء الوزير بو حبيب لكي يمثل السياسة الخارجية للحكومة، وللرئيس ميشال عون الذي ائتمنه على وزارتها، أم أنه “وديعة” فيها، والقرار الحاسم يأتيه من أصدقائه القدامي في الأجهزة الأميركية؟…

هيئة تحرير موقع الحقول
‏‏الجمعة‏، 24‏ رجب‏، 1443، الموافق ‏25‏ شباط‏، 2022

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللواء
الإنقسام الوزاري يهدّد خطة الكهرباء رغم تحذيرات البنك الدولي
عون يستعجل شركة التدقيق .. وتهافت على الخبز والمحروقات
يسابق الحكم ومعه الحكومة، عن اتفاق أو عن اضطرار، الوقت، في ما خصَّ سلسلة من الاستحقاقات من خطة الكهرباء، التي دعي مجلس الوزراء لاقرارها عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، إلى الموازنة المنجزة، وغير المرغوب فيها، التي تحط في بعبدا بين وقت وآخر قريبين، لتحصل على التوقيع من الرئيس ميشال عون، قبل احالتها إلى مجلس النواب، في محاولة لتعديل الاجندات، بحيث قد تقر قبل بدء الانتخابات النيابية التي تتزايد التحضيرات لاجرائها، لوجستياً، وادارياً ومالياً، فيما تنصب الجهود على تدارك النتائج الكارثية للتدخل العسكري الروسي ضد نظام اوكرانيا الموالي للغرب، لجهة اللبنانيين العالقين هناك من طلاب ورجال أعمال، إلى المخاوف من أزمة رغيف، والاشارة إلى ان لبنان يستورد القسم الأكبر من القمح الأوكراني لصناعة الرغيف ومشتقاته والطحين وما تدخل في صناعته كغذاء، فضلا عن ا لمخاوف من أزمة ارتفاع في أسعار المحروقات كارتداد مباشر لارتفاع سعر برميل النفط إلى ما فوق إلى 105 دولارات للبرميل مع قفزات هائلة بسعر الذهب، جعلت اللبنانيين يتهافتون على السوبر ماركات والأفران لشراء الخبز والكعك وما يرتبط بها، في وقت كانت فيه الجالية الاوكرانية في بيروت تتظاهر في محيط السفارة الروسية ببيروت، تنديداً بالاجتياح الروسي لأوكرانيا، وسط هلع في صفوف الجالية اللبنانية هناك.
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون عند الثالثة من بعد الظهر للبحث في خطة الكهرباء وامور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
ولم يعرف ما اذا كان موعد الجلسة ثابتاً في ظل استمرار التباين والخلاف على خطة الكهرباء.
وعشية الجلسة، أبلغ المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، مع فريق عمل الرئيس نجيب ميقاتي ان البنك يرغب برؤية تبني الحكومة لخطة الكهرباء في أسرع وقت ممكن، لأنها شرط أساسي للبنك الدولي من أجل تأمين التمويل لقطاع الكهرباء.
على صعيد التحقيق في حساب مصرف لبنان، استقبل الرئيس عون قبل ظهر امس في قصر بعبدا، وفدا من شركة «الفاريز ومارسال» ضم السيدين جيمس دانيال وبول شارما، حيث تم في حضور مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان السيدة كريستال واكيم، شرح المراحل التي توصلت اليها الشركة في التدقيق الجنائي في تقييم «الداتا» التي وصلتها من مصرف لبنان. ومن المقرر ان ينتهي التقييم مع بداية الأسبوع المقبل حيث ابدى الوفد امله في ان تكون «الداتا» التي تسلمتها الشركة متوافقة مع لائحة المعلومات التي طلبتها.
وهكذا، إنشغل لبنان الرسمي والشعبي بمتابعة اخبار الحرب الروسية– الاوكرانية التي اندلعت على نطاق واسع فجرامس، واهتم المسوؤلون بإنعكاساتها على اللبنانيين في اوكرانيا بشكل خاص حيث توجد جالية لا بأس بها بين رجال اعمال وطلاب، وكذلك انعكاسها على الاقتصاد العالمي الذي يتاثر به لبنان لا سيما على صعيد ارتفاع اسعار القمح والمحروقات وربما تراجع تصديرها.
وفي هذا الصدد، اعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان الازمة الروسيّة- الأوكرانيّة ستؤثر حكماً على أسعار المحروقات وسيرتفع سعر البنزين ليصل إلى حوالى الـ 400 ألف هذا إذا بقي سعر الدولار مستقراَ على ما هو عليه اليوم.
كما اشار مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى «اننا نستورد القمح من اوكرانيا ورومانيا وروسيا، ونعمل من اجل تأمين الامن الغذائي لـ 7 مليون شخص». ولفت الى ان «مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف، لافتا الى ان هناك 4 و5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بإنتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة مئة في المئة.
من جانبه، اكد نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم ان «القمح موجود في المطاحن، لكن هناك خلافاً بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المطاحن على تسعيرة النخالة، مشيراً الى انه «اذا لم تسلّم مادة الطحين للافران سنصل الى ازمة رغيف ونأمل ان تحل المشكلة اليوم».
على الصعيد الرسمي لمتابعة اوضاع اللبنانيين، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وتداول معه في أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والإجراءات الاحترازية الواجب اعتمادها لتأمين سلامتهم وتوفير الحاجات الضرورية لهم. وشدد الرئيس عون على «ضرورة إبقاء التواصل قائما معهم لمتابعة أوضاعهم ومواكبة التطورات وما يمكن اتخاذه من إجراءات عند الضرورة بالتعاون مع سفارات الدول الصديقة في أوكرانيا» .
واكد الوزير بو حبيب للرئيس عون ان «الوزارة تجري الاتصالات اللازمة في هذا الاطار لمتابعة أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم هناك».
وزار بو حبيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأطلعه على ما تقوم به الوزارة من مساعٍ بعد إندلاع الازمة الروسية- الأوكرانية ومعالجة تداعياتها على اللبنانيين المقيمين في أوكرانيا.
وقال بو حبيب بعد اللقاء: لقد شكلنا خلية أزمة مكونة من موظفين ودبلوماسيين في وزارة الخارجية وسفراء لبنان في بولندا وأوكرانيا ورومانيا وروسيا، وقد وضعنا خطاً هاتفياً مفتوحاً لمتابعة التطورات، كما أنشأنا تطبيقا هاتفيا لتمكين اللبنانيبن المقيمين في أوكرانيا من الدخول اليه وتسجيل أسمائهم لكي يتواصلوا مع السفارة اللبنانية حول إقامتهم أو ذهابهم وإيابهم.
وأضاف: كما إجتمعت (امس) مع سفراء جوار أوكرانيا ومنهم سفير بولندا وسفير رومانيا وقد أبلغونا أن الطرق البرية ستكون مفتوحة أمام اللبنانيين الذين يرغبون بمغادرة أوكرانيا براً الى رومانيا أو بولندا، كما نعمل على إصدار بيان يدين، بإسم الدولة اللبنانية أعمال الحرب، ويدعو الى الحوار عبر أقنية الأمم المتحدة.
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا دعت فيه «بعد التشاور مع سفارة لبنان في أوكرانيا، جميع الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء حالياً في اماكن آمنة، وحثت الرعايا اللبنانيين الراغبين بالمغادرة على تسجيل اسمائهم على الرابط الالكتروني التالي:
https://mfa.gov.lb/Ukraineform
واوضح البيان «ان الوزارة تتابع اتصالاتها السياسية مع جميع الدول المعنية والصديقة، بما فيها دول الجوار لتأمين الممرات الآمنة وتسهيل مغادرة الرعايا اللبنانيين الراغبين بذلك وفقا» لتطور الحالة الامنية، وستقوم باصدار بيانات لاحقة تشرح فيها الخطوات المتخذة بهذا الخصوص».
ونظمت الجالية الاوكرانية في لبنان وقفة إحتجاجية امام السفارة الروسية في بيروت، إستنكاراً للقصف الروسي على اوكرانيا.
وقال السفير الأوكراني «أشدّد على ضرورة وحدة الشعب الأوكراني، وأستنكر الغزو الروسي، وأنوّه برسائل التضامن التي وصلت إلى الجالية الأوكرانية.
لجنة الكهرباء: لا توافق
في الداخل، ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس في السراي الحكومي إجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة خطة الكهرباء قبل عرضها على مجلس الوزراء. وشارك في الإجتماع: وزير التربية عباس الحلبي، وزير العدل هنري الخوري، وزير المالية يوسف خليل، وزير الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الإتصالات جوني القرم، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير الثقافة محمد مرتضى، وزير البيئة ناصر ياسين، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير الأشغال العامة علي حمية، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك، ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريّم.
وقد انتهى اجتماع اللجنة الوزارية قرابة السابعة مساء من دون البت في الملف. وكان من المفروض ان يعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية، عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، للبحث في خطة الكهرباء اذا انتهت منها اللجنة الوزارية، وأمور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. لكن ما حصل في اجتماع اللجنة ارجأ على الارجح الجلسة الى وقت لاحق حتى لا تنتقل اجواء الخلاف الى مجلس الوزراء في بعبدا.لكن حتى ساعات المساء لم يكن قد حسم تأجيل الجلسة او عقدها.
وتبين ان سبب الخلاف في اللجنة هو تمسك وزير الطاقة ببعض بنود خطته عبر تشغيل معملي الزهراني وديرعمار بواسطة 3 مصادر الغاز والديزل والفيول الثقيل، ولكن المعملين لا يكفيان لسد حاجة لبنان من الكهرباء 2800 ميغاواط ولا بد من اقامة معمل سلعاتا، وهذا ما كان موضع رفض من الرئيس ميقاتي ومعظم الوزراء نظراً لكلفته العالية من استملاكات وإنشاءات وسواها وعدم جدواه الاقتصادية، وقد اشار ميقاتي الى ان هناك عروضاً كثيرة من الخارج منها عرض شركة «سيمنيز» الالمانية التي تعهدت بتوفير الكهرباء 24 ساعة على اربع وعشرين بكلفة 8 سنت للكيلو واط بطريقة «بي او تي». ويجب إدخال هذه العروض في الخطة.
عراقيل لإرجاء الانتخابات
نتخابياً، اعتبرت مصادر سياسية ان اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل على انشاء «الميغاسنتر»، كشرط لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة، بالتزامن مع المطالبة بتعديل قانون الانتخابات بخصوص حصر تصويت المغتربين بالنواب الستة وليس لـ 128 نائبا، كما هو في القانون الحالي، معناه عرقلة واضحة لاجراء الانتخابات، بالرغم من كل الادعاءات بالحرص على أجرائها ظاهريا، امام الرأي العام والخارج.
وقالت المصادر انه يستحيل انشاء «الميغاسنتر» تقنيا، بما تبقى من الوقت الفاصل، بينما يعارض اكثر من طرف ضمنيا انشاؤه، ومن بينهم حزب الله، حليف التيار الوطني الحر، لاعتبارات تتعلق بتفلت قسم من الناخبين من هيمنته. اما تعديل قانون الانتخابات، بما يتعلق بتصويت المغتربين، فمرده إلى ان عددا كبيرا من هؤلاء المغتربين، يقترعون في الدائرة التي من المرتقب ان يترشح فيها باسيل بالبترون. ويخشى استنادا الى استطلاعات الراي التي اجريت، ان يقترعوا ضده ،وقد اصبح من المستحيل، بظل الخلاف المستفحل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب جبران باسيل واطراف اخرين يعترضون على التعديل ايضا.
وتوقعت المصادر ان تتصاعد مواقف الفريق الرئاسي المطالبة بتعديل قانون الانتخابات النيابية بخصوص المغتربين والمطالبة بانشاء الميغاسنتر، في الايام القليلة الماضية، بينما اصبح واضحا، بأن هناك استحالة لتحقيق هذين المطلبين، قبيل اجراء الانتخابات، ولكن يخشى من عراقيل مفتعلة او احداث غيرمتوقعة لحليف التيار الوطني الحر للاطاحة بالانتخابات، لتفادي الخسارة شبه المؤكدة للتيار في العديد من الدوائر الانتخابية، بسبب رفض معظم الاطراف التحالف معه، خلافا لما كان يحصل سابقا.
السنيورة في دار الفتوى
سياسياً، وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس فؤاد السنيورة حول طبيعة المواجهة والحاجة للاقتراع وعدم ترك الساحة للطارئين، زار السنيورة دار الفتوى، والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، في محاولة «لتوضيح حقيقة المعركة الانتخابية» في ضوء الانهيارات الكبرى التي يشهدها لبنان.
وقال ردا على سؤال عن وجود خلاف مع الرئيس سعد الحريري ومحاولة لملء الفراغ قال: «أولا، ليس هناك من خلاف مع سعد الحريري على الإطلاق، أمَّا موضوع الحلول محل سعد الحريري، فلقد ذكرت ذلك بكلام شديد الوضوح، أنا لست هنا من أجل أن أحل محل سعد الحريري، لا أحد يحل مكانه، وأوردت حرفيا البارحة في كلامي، وسأعيد قراءة ما قلته البارحة: لا أحد- وبشكل مطلق- يمكن أن يرث الرئيس سعد الحريري، فهو زعيم لبناني له كل الاعتبار.
وبقي ملف ترسيم الحدود البحرية في الواجهة. وكشف مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق دافيد شنكر عن عرض قدمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع ‎العقوبات عن ‎النائب جبران باسيل. وقال لا اعتقد ان الادارة الاميركية تقبل بهذا النوع من المقايضة. ولكن سنرى الى اين تصل. هوكشتاين قال انه سينتظر لمدة اسبوعين ثم سيلغي الاتفاق.
1060152 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3152 إصابة جديدة بفايروس كورونا مما رفع العدد التراكمي إلى 1060152 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

الأخبار
الخارجية تدين «الاجتياح» الروسي: اشهدوا لنا عند واشنطن!
في موقف يعكس نقصاً فادحاً في فهم التوازنات العالمية، وقصوراً ينمّ عن غباء في التعامل مع صراعات العالم، تفتّقت «العبقرية» اللبنانية عن بيان، صدر باسم وزارة الخارجية والمغتربين أمس، يدين «الاجتياح الروسي» للأراضي الأوكرانية، متجاهلاً أدنى معايير المصلحة التي تحكم العلاقات الدولية، ووجود آلاف الطلاب ورجال الأعمال والاستثمارات اللبنانية الضخمة في روسيا. أضف إلى ذلك إن المبالغة في الموقف اللبناني المنبطح تجاوزت حتى ما صدر عن دول عربية ذات وزن، لم يتجاوز رد فعلها الدعوة إلى ضبط النفس، ولم يصل إلى حدّ الإدانة. وهو ما يدفع الى التساؤل: من يقف خلف البيان؟ وهل صدر استجابة لضغوط مباشرة من الأميركيين؟ وهل أعمى استجداء الرضى الأميركي «المسؤولين» اللبنانيين عن تقدير أهمية ردّ الفعل الروسي؟

البيان «العبقري» برّر الإدانة بما «شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر»، وهو تبرير، إذا افترضنا جدلاً صحته، يصحّ أيضاً لإدانة العدوان السعودي على اليمن، ما ألحق باليمنيين أفدح الخسائر وأفظعها. والأفظع أن موقف الخارجية جاء «انطلاقاً من تمسك لبنان بالمبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية التي ترعى الأمن والسلم الدوليين، وفي طليعتها مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وأمن حدودها»… وهي «الشرعية الدولية» نفسها التي تقف يومياً متفرجة على اختراق العدو لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمن حدوده.

بوغدانوف للسفير اللبناني: هل استشاروا سعادتك قبل صدور البيان؟

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان أثار استياءً واسعاً في أوساط الدبلوماسيين اللبنانيين، وتسبّب بحرج شديد لسفير لبنان لدى موسكو شوقي بونصار. إذ تصادف إصداره مع حضور بونصار لقاءً في دارة السفير المصري لمناسبة صدور كتاب عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وبحضور الأخير وحشد من السفراء العرب. وقد بادر بوغدانوف السفير اللبناني بالسؤال: «هل استشاروا سعادة السفير بالبيان قبل صدوره؟ وهل يعقل أن يصدر بيان كهذا من دون علم رئيسَي الجمهورية والحكومة؟». وأردف: «ألم يكن وزير الخارجية اللبناني (عبد الله بوحبيب) هنا منذ فترة قريبة يطلب مساعدة موسكو في حل مشاكل لبنان الداخلية؟».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان صدر بعد التشاور بين بعبدا والسرايا الحكومية، فيما أكّدت مصادر عين التينة أنها لم تكن في جوّ البيان ولم تطّلع عليه قبل صدوره.

إعلام العدو: «حسّان» اخترقت الوعي لا الأجواء فقط
رغم أن الطائرة «حسان» التي أطلقها حزب الله، الجمعة الماضي، لم تشكل خطراً مباشراً على الأرواح، إلا أن دخولها أجواء فلسطين المحتلة أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات الجولان وإصبع الجليل والجليل الأسفل، للمرة الأولى منذ عام 2006، قبل تفعيل منظومة «القبة الحديدية» التي لم تتمكن صواريخها من إسقاط الطائرة. ومكمن الخطر، بالنسبة إلى مشغلي القبّة عملياً، تمثّل في التهديد الأمني والجمع الاستخباري، الذي بدأ بمجرد انطلاق الطائرة من قاعدتها واختراقها لأجواء فلسطين (مقال بيروت حمود).
على هذه الخلفية، خلص مسؤولون في جهاز أمن العدو إلى أن «تشغيل صافرات الإنذار عقب اختراق الطائرة ومن ثم انطلاق صواريخ القبة الحديدية كان خللاً عملياتياً»، في اعتراف بأنه كان هناك «سوء تقدير» من قبل الجيش تمثّل في «هز الشمال كله»، بدءاً بإطلاق صافرات الإنذار وتوجّه المستوطنين إلى الملاجئ، مروراً بإطلاق صواريخ القبة، وليس نهاية باستدعاء المروحيات والطائرات المقاتلة في محاولة لإسقاط المسيّرة، رغم أنها لم تكن تحمل في «أسوأ الاحتمالات» سوى كاميرا، بحسب موقع «واللا» العبري. وعملياً، فإن الطائرة بسبب مزاياها التكنولوجية، تجاوزت كل الوسائل والمنظومات الاعتراضية والرادارات التي نشرها العدو.
يتقاطع ذلك مع انتقادات نقلها موقع «واللا» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قبل يومين، مفادها بأنه «في حال أدرك حزب الله أن أيّ طائرة مسيرة ستجعل الشمال كله يستنفر، فإنهم (حزب الله) سيتحدّونك. وبالتالي ستخسر في معركة الوعي. إن تشغيل صافرات الإنذار كان خللاً عملياتياً». وجّهت هذه الانتقادات إلى قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن تشغيل صافرات الإنذار، رغم أن الطائرة لم تشكل خطراً على «الجبهة الداخلية»، وإنما كانت غايتها، طبقاً لاستنتاجات الجيش، «تنفيذ عملية استفزاز من أجل إحداث انتصار إدراكي (في الوعي)».
تسلسل الحدث منذ لحظة انطلاق الطائرة فتح، بحسب القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو تسبيكا حيموفيتس، خطاباً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً «يشوّش الواقع ويمنع من تحليله». فضلاً عن ذلك، فإن «محاولة تقزيم الحدث من خلال تسمية الطائرة بأداة طائرة أمر خاطئ»، مشيراً إلى أن «الحاجة هي لفهم الواقع والاستعداد لما سيأتي». ولذلك، فإن تحليل الحدث كأنه معزول من السياق الأعم «خطأ». والسبب أن هناك «ميلاً لبناء تهديد جوي ذي مزايا جديدة ينضم إلى التهديد الصاروخي الذي احتل مكانة مهمة في خريطة التهديدات على إسرائيل في العقد الأخير». ويتمثل التهديد، وفق ما نشره حيموفيتس في صحيفة «معاريف»، في أنه «يتشكل من منصات جوية صغيرة، سهلة التملص، تطير على مستوى منخفض، ذات سرعة بطيئة وعالية، زهيدة الثمن، سهلة الاستخدام، تحتاج إلى نقليات سهلة التحرك والإخفاء». وما بات بمثابة «سلاح الجو» الجديد لتنظيمات المقاومة على حد سواء. ورأى أنه «في حال تجاهل التهديد الجوي الجديد، سنلاقي في الساحات المختلفة تهديداً متعاظماً، واسع النطاق وذا قدرات مهمة».
التحذير الذي أوردته الصحيفة ترافق أيضاً مع اعتراف بحقيقة أن إسرائيل «لا تملك حالياً أي فعل للتصدي لتهديد الحوامات والمسيّرات الصغيرة بشكل ناجع». ولذلك فإن «المطلوب هو الاستعداد، وإلا فسنستيقظ بعد فترة زمنية غير طويلة على واقع آخر نجد فيه عشرات الحوامات والمسيّرات المستخدمة في الوقت نفسه فوق إسرائيل».
أمّا صحيفة «إسرائيل اليوم» فرأت أنه «ليس معقولاً أن يدخل نصف منطقة الشمال إلى الملاجئ في كل حالة تتسلل فيها حوامة إلى إسرائيل». لأن ذلك «يعطي حزب الله سبيلاً سهلاً جداً لإفقاد إسرائيل صوابها كلما أراد ذلك». أمّا المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، طال ليف رام، فرأى أن «حزب الله أراد المس بالحياة الطبيعية، وأصابها بدقة». إذ إنه «سيطر على جدول الأعمال في إسرائيل» من خلال طائرة «هي أقرب إلى الدمية منها إلى الأداة الحربية، بسببها انطلقت صافرات الإنذار، ومسّت الحياة الطبيعية في منتصف يوم سياحي جميل في شمال البلاد». وهو بالضبط ما سعى حزب الله إلى أن يحققه، رغم أن الفوارق في موازين القوى بين القدرة الجوية للجيش الإسرائيلي وقدرة حزب الله «غير قابلة للمقارنة على الإطلاق».
من جهته، رأى المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، أن «اختراق الطائرة الصغيرة فاجأ الجيش الإسرائيلي كما يبدو بسبب غياب تحذير استخباري مسبق، لذلك تم تشغيل صافرات الإنذار في شمال البلاد وأثارت ذعراً في أوساط المواطنين». هدف حزب الله من ذلك بحسب هرئيل، توجيه رسالة بأنه «حتى لو أسقط الجيش الإسرائيلي في كل مرة طائرة لنا، سواء سمّوها مسيّرة أو طائرة صغيرة أو طائرة شراعية، يمكننا أن نواصل الإطلاق نحو الجليل متى أردنا. إذا كانت إسرائيل تعتقد أنه يمكنها خرق سيادة لبنان عبر طلعات لطائرات مسيّرة وطائرات حربية، فإن حزب الله أيضاً سيعمل بصورة مشابهة من الجنوب»، موضحاً أنه «تتطوّر أمام إسرائيل مشكلة بعيدة المدى، لا تكثر من الحديث عنها علناً. وتتمثل في أن حزب الله، بمساعدة إيران، منخرط في السنوات الأخيرة في عملية متواصلة من تطوير منظومة الدفاع الجوي».

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

البناء
بوتين يحسم نصف الحرب في يومها الأول بتفكيك البنية العسكريّة الأوكرانيّة
النقطة الحرجة في العقوبات وتوازن الرعب: «سويفت» مقابل إمدادات الغاز
حردان وحجازي: لرفع الحاصل الوطنيّ ولحماية المقاومة والوحدة والسلم الأهليّ
بخلاف النفي الروسي الدائم للاتهامات الأميركية بوجود نوايا وخطط مسبقة لغزو أوكرانيا، أو على الأقل شن حرب شاملة عليها، أثبتت المعلومات الاستخبارية الأميركية التي بدأ تداولها منذ مطلع الشهر الحالي، أنها لم تكن مجرد بروباغندا أميركية للتهويل أو المساومة، وما جرى أمس فجراً، براً وبحراً وجواً، لم يكن إلا تعبيراً عن تنفيذ القوات الروسية لقرار وخطة حرب شاملة على أوكرانيا، تدرجت خلال أسبوع بالاعتراف الروسي بجمهوريتي دونباس، لحقه توقيع معاهدات تعاون ذات شق دفاعي مع كل منهما، ليبدأ الجيش الروسي العملية التي حذرت واشنطن وحلفاؤها موسكو من القيام بها، والفوز الأميركي بإثبات صحة المعلومات، يجعل الفشل الأميركي بتفادي وقوع الحرب وردع موسكو عن البدء بها، ولاحقاً الفشل في حماية النظام الحليف في كييف، مسؤولية أكبر، حيث لا حجة لواشنطن بأنها تفاجأت، فهي لم تتلق تحذيرات بوجود خطر حرب، بل هي من أطلق هذه التحذيرات، ولم تفعل شيئاً، وبمثل ما عرفت بالخطة كانت تعلم بحدود القدرة الأوكرانية على الصمود بوجهها، وبحدود ما ستفعله أميركا والناتو لمنع الحرب أو لدعم النظام الحليف، ولذلك رفضت تقديم الضمانات التي كانت تكفي لتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قرار الحرب، سواء لجهة التراجع عن نوايا نظام كييف بامتلاك سلاح نووي، او لجهة التزام الناتو بعد ضم أوكرانيا الى صفوفه، فما نفع العناد هنا طالما ان أوكرانيا بقوة ما حدث ستكون عاجزة عن التفكير بامتلاك سلاح تقليدي وليس سلاحاً نووياً، وسيكون التفكير بضمّها للناتو ضرباً من الخيال، ويصير السؤال لماذا ضحت واشنطن بأوكرانيا ولم تفعل ما ينقذها، ما دامت عاجزة عن خوض حرب او التهديد بها، كما فعلت موسكو يوم جاهرت واشنطن بغزو كوبا، وكانت التسوية التي ضمنت لأميركا أمنها في الجوار وضمنت لكوبا استقلالها؟

فجر اليوم بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه الشاملة على أوكرانيا، دون ان يظهر حجم نية التوغل البري في الأراضي الأوكرانية، لكن نتائج اليوم الأول من الحرب كانت كافية للقول بأن موسكو حققت نصف أهدافها، بتدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث خرجت كييف بنهاية هذا اليوم دون مطارات ودون رادارات ودون نظام صاروخيّ ودون دفاع جوي، فنزعت أنيابها ومخالبها، وصار زمام المبادرة لتحديد سقف الحرب ملك أيدي موسكو وحدها، وخرجت في كييف وأوروبا وواشنطن مقارنات تنتهي بأسئلة، من نوع لماذا لم تصمد أوكرانيا على الأقل كما صمد العراق بوجه الحرب الأميركيّة، فرغم تعرّض العراق لحصار عشر سنوات، تمكّن جيشه من الصمود لأسبوعين قبل أن تنهار دفاعاته الأساسية، وهو يواجه كل الجيوش الأميركيّة، ويقع تحت عزلة عربية ودولية، ويشارك أكثر من نصف شعبه في الحرب ضد النظام، وقارن البعض بين صمود المقاومة بوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدراته النارية سواء في حرب تموز 2006 على لبنان، التي استمرت لثلاثة وثلاثين يوما، أو في الحروب التي تعرّضت لها غزة وكانت آخرها معركة سيف القدس.

النصف الثاني من الحرب حدّد بوتين عنوانه وهو تسليم أي حكم في أوكرانيا بعدم امتلاك أي سلاح يهدد الأمن الروسي والتزام الحياد، ويبدو هذا النصف مرهوناً بنجاح موسكو في تحويل الانتصارات العسكرية الى حراك داخلي في أوكرانيا على مستوى النخب السياسية والعسكرية والاقتصادية، في ظل خريطة للعمليات بدا انها تستهدف مناطق تراهن موسكو على خروج نخب ذات أصول روسية فيها لإعلان استقلال مشابه لجمهوريتي دونباس، مثل خاركوف وأوديسا وسواهما.

المواجهة الأميركية الأوروبية التي تتخذ طابعاً قانونياً ومالياً، تحت عنوان العقوبات شملت خطوات جديدة تمثلت بتجميد أصول بنوك وشركات روسية قال الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تزيد عن تريليون دولار، لكن مصادر مالية في موسكو قالت إن النقطة الحرجة في المواجهة المالية، والتي تمثل توازن رعب متبادل بين موسكو وواشنطن، تتمثل في معادلة منع موسكو من استخدام نظام السويفت للتحويلات، وما سيعنيه من توقف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا، فما يجعل موسكو لا توقف شحنات الغاز هو فقط ضمان تدفق أثمان الغاز المباع الى حسابها، ويعرف الأميركيون والأوروبيون أن هذه تعادل تلك، وأن لا بدائل للغاز الروسي بالنسبة لأوروبا، فنورت ستريم 2 هو أنبوب لم يتم استخدامه بعد، وتعليقه لا يؤثر على السوق، لكن أنبوبين روسيين آخرين يضخان 40% من حاجات أوروبا من الغاز عبر أوكرانيا، وبولندا، سيترتب على توقفهما اشتعال حرب أسعار لن يتحملها العالم، فسعر برميل النفط يسابق على سعر 110 دولارات للبرميل، دون وقف أنابيب الضخ الى أوروبا، وألف متر مكعب من الغاز قفز فوق الـ 1300 دولار، ويسير سريعاً نحو الـ 2000 دولار في حال توقف الأنابيب.

لبنانياً، الحدث الروسي الأوكراني حضر بقوة، سواء لجهة الموقف السياسي، الذي تفرد وزير الخارجية بإعلانه مندداً بالموقف الروسي خلافاً لقاعدة النأي بالنفس، او لجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في أسعار النفط والقمح.

سياسياً وانتخابياً التقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بالأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، وفي نهاية اللقاء أكد تفاهم الحزبين على مقاربة المتغيرات والاستحقاقات والتحديات، خصوصاً لجهة ما ينتظر لبنان وسورية، وتطرّقا الى استحقاق الانتخابات النيابية في لبنان، وأعلنا أن المطلوب هو رفع الحاصل الوطني لحماية المقاومة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي على رأس وفد قيادي.

وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والتحديات التي تواجه لبنان على أكثر من صعيد، وسبل مواجهتها. وفي هذا السياق كانت وجهات النظر والمواقف متطابقة لجهة التمسك بخيار الدفاع عن وحدة لبنان بمواجهة الطروحات التقسيمية، والتأكيد على صون الاستقرار وحماية السلم الأهلي وتحصين الأمن الوطني والاجتماعي والصحي والغذائي.

واعتبر المجتمعون أنّ الطائفية هي سبب الويل الذي أصاب لبنان، وقد رعتها القوى الاستعمارية وحمتها في إطار نظام طائفي لم يجلب للبنان واللبنانيين سوى المآسي والحروب. وأكدوا التمسك بالإنجازات الوطنية التي تحققت بدءاً بترسيخ هوية لبنان وانتمائه القومي، إلى إسقاط مشاريع التقسيم والتفتيت ودحر الاحتلال والإرهاب، إلى امتلاك عناصر القوة المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. معتبرين أنّ هذه الإنجازات لا يمكن التفريط بها، مهما كانت الأكلاف.

وتطرّق اللقاء الى استحقاق الانتخابات النيابية وضرورة تضافر الجهود وتنسيق المواقف بما يحقق المصلحة الوطنية. وقد شدّد المجتمعون على أهمية تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات النيابية، ورفع الحاصل الوطني لمصلحة قوى المقاومة، لضمان ترسيخ وحدة لبنان وحماية سلمه الأهلي.

وأدان المجتمعون العدوان الصهيوني المتمادي على مناطق سورية والانتهاكات المتواصلة لسيادة لبنان، معتبرين أنّ كلّ تصعيد يقوم به العدو الصهيوني، لا بدّ أن يقابَل بمثله، وأنّ قوى المقاومة لن تتأخر عن القيام بواجباتها في المواجهة المفتوحة ضدّ الاحتلال والإرهاب.

وفرضت الحرب الروسية – الأوكرانية ايقاعها على المشهد الدولي وسط ترقب لتداعياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على العالم لا سيما على أسواق الطاقة، مع تسجيل أسعار النفط والذهب والقمح العالمية ارتفاعاً ملحوظاً فور بدء العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وفيما سارعت دول العالم لإعلان مواقفها من الحرب بين مؤيد للحرب الروسية على أوكرانيا وبين معارض لها ما يعكس انقسام العالم بين محورين، أدان لبنان الاجتياح الروسي لأوكرانيا في موقف لم تُعرَف خلفياته ومبرراته. ولفتت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى أن “لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها”.

وفيما يعكس موقف الخارجية اللبنانية انحيازاً واضحاً لأوكرانيا ضد روسيا من دون تقديم المبررات الموضوعيّة لذلك، أكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” أن “بيان الخارجية صدر بعيداً عن عين التينة ولم يكن لديها علم بالأمر”، مستغربة صدور هذا البيان. فيما أبدت أوساط سياسية في فريق المقاومة استغرابها الشديد لتفرد رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية بتحديد موقف لبنان من دون العودة الى مجلس الوزراء”، مشيرة الى أن بيان الخارجية مغامرة غير محسوبة ولا تخدم العلاقات المميّزة مع روسيا، علماً أن موسكو لطالما وقفت الى جانب لبنان في أزماته وقدّمت الكثير من العروض الكهربائية والاقتصادية لتنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان وتم رفضها من قبل الحكومات المتعاقبة وآخرها العروض الحالية لبناء معامل كهرباء يمكن أن تحل أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان ويتم تجاهلها من قبل الحكومة الحالية التي تعكف اليوم على دراسة ومناقشة خطة الكهرباء التي قدمها وزير الطاقة ولم يتم التوصل الى اتفاق حكومي حولها.

وفي سياق ذلك، لفت مرجع ديبلوماسي سابق لـ”البناء” الى أن “لبنان لم يكن مضطراً لإدانة الاعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا والانحياز لطرف ضد الآخر، وكان عليه الاكتفاء بدعوة الطرفين لضبط النفس ووقف العمليات العسكرية وبدء الحوار”، وتساءل: “ما إذا كان تبرير موقف الخارجية اللبنانية من حرب اليمن بإدانة قصف حركة أنصار الله ضد السعودية والامارات، بالحجم الكبير للمصالح التي تربط لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، فما الذي يبرر موقفها من الحرب في أوكرانيا؟ فلماذا نزجّ بأنفسنا في هذا التوتر الدولي؟ فهل الهدف استرضاء الأميركيين والاتحاد الأوروبي؟ وأوضح المرجع أن تبرير الموقف بوجود مصالح اقتصادية كبيرة مع أوكرانيا غير صحيح، فحجم التبادل التجاري بين لبنان وأوكرانيا لا يتعدى المئة مليون دولار سنوياً، كما أن لبنان يستورد 30 ألف طن من القمح الأوكراني فقط ويمكنه تأمين هذه الكمية من أسواق أخرى، وبالتالي بيان الخارجية غير مبرر”.

وأشار مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى “اننا نستورد القمح من اوكرانيا ورومانيا وروسيا، ونعمل من اجل تأمين الامن الغذائي لـ 7 ملايين شخص”. ولفت الى ان “مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف”، لافتاً الى ان هناك 4 و5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بانتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة 100 %”.

من جانبه، اكد نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم ان “القمح موجود في المطاحن، لكن هناك خلافاً بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المطاحن على تسعيرة النخالة”، لافتاً الى انه “اذا لم تسلّم مادة الطحين للأفران سنصل الى ازمة رغيف ونأمل ان تحل المشكلة”.

وانعكس ارتفاع أسعار النفط العالمية على سوق المحروقات في لبنان مع توقعات، أكّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس، أنّ “الأزمة الرّوسيّة – الأوكرانيّة ستؤثّر حُكمًا على أسعار المحروقات، وسيرتفع سعر صفيحة البنزين ليصل إلى نحو 400 ألف ليرة، هذا إذا بقي سعر الدولار مستقرًّا على ما هو عليه اليوم”.

ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الروسية، برزت الخشية على الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا، فقد دعت اللجنة الطالبيّة في لبنان في بيان، وزارة الخارجية والمغتربين الى “إجلاء الطلاب اللبنانيين من اوكرانيا فوراً، على نفقة الدولة اللبنانية، وذلك حفاظاً على أرواحهم ومن منطلق ضرورة ان تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة تجاه مواطنيها المنتشرين في العالم”.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية جميع الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء حالياً في أماكن آمنة. وأكدت الوزارة “أنها تجري اتصالاتها السياسية مع جميع الدول المعنية والصديقة، بما فيها دول الجوار لتأمين الممرات الآمنة، وتسهيل مغادرة الرعايا اللبنانيين الراغبين بذلك وفقًا لتطور الحالة الأمنية”.

على صعيد ملف ترسيم الحدود اللبنانية البحرية، لم تعرف حقيقة حذف الرسالة اللبنانية للأمم المتحدة التي تثبت الحقوق اللبنانية كاملة لا سيما الخط 29، رغم تأكيد وزارة الخارجية ومندوبة لبنان في مجلس الامن أمل مدللي أن الرسالة لا زالت موجودة في أرشيف الأمم المتحدة.

وفيما توقعت مصادر “البناء” أن يعود الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين الى بيروت قريباً للعمل على استئناف المفاوضات، كشف مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق دافيد شنكر في حديث تلفزيوني “عن عرض قدّمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع ‎العقوبات عن ‎النائب جبران باسيل”. وقال: “لا اعتقد ان الادارة الاميركية تقبل بهذا النوع من المقايضة، ولكن سنرى الى اين تصل. هوكشتاين قال إنه سينتظر لمدة اسبوعين ثم سيلغي الاتفاق”.

في المقابل جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه، “تمسك لبنان بحقوقه وسيادته الكاملة براً وبحراً وجواً، وبتطبيق القرار 1701”، لافتاً الى ان “الخروق الإسرائيلية المتكررة لسيادته هي موضع إدانة من اللبنانيين وعلى الأمم المتحدة ممارسة الضغط على “إسرائيل” لوقفها”.

واستقبل رئيس الجمهورية، وفداً من شركة “الفاريز ومارسال” ضم جيمس دانيال وبول شارما، بحضور مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستال واكيم، شرح المراحل التي توصلت اليها الشركة في التدقيق الجنائي في تقييم “الداتا” التي وصلتها من مصرف لبنان. ومن المقرر ان ينتهي التقييم مع بداية الأسبوع المقبل حيث أبدى الوفد امله في ان تكون “الداتا التي تسلمتها الشركة متوافقة مع لائحة المعلومات التي طلبتها”.

على صعيد آخر، لم تفضِ اللجنة الوزارية المكلف دراسة خطة الكهرباء في جلستها أمس في السراي الحكومي الى أي نتيجة، وانتهت من دون اتفاق وسط خلافات بين الوزراء على بنود الخطة وآليات تطبيقها وجدواها الاقتصادية وعدم قدرتها على حل أزمة الكهرباء بحسب ما أفادت مصادر “البناء”. ما يجعل مصير جلسة مجلس الوزراء التي كانت متوقعة اليوم مجهولاً حتى منتصف ليل أمس. إذ لم تبلغ دوائر القصر الحكوميّ الوزراء أي تأكيد بعقد الجلسة. لكن وزير الطاقة وليد فياض قال: “دُعينا إلى جلسة لمجلس الوزراء غدًا (اليوم)، للبحث في خطة الكهرباء الوطنية، وهي ولم تُلغ حتى اللحظة، “وبكون حظ اللبنانيين حلو اذا اتبنت بكرا”.

وتحدث فياض في حديث تلفزيوني عن “تريث بالموافقة على خطة الكهرباء، على الرغم من التعديلات، ولا أفهم ما هي أسباب تأخير الموافقة عليها”.

في غضون ذلك، بقي الوضع الأمني في الواجهة بعد الإنجاز الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بالكشف عن شبكة إرهابية كانت تعد لعمليات تفجير في الضاحية الجنوبية، وكان الإنجاز محل تقدير وتنويه من مختلف القوى السياسية.

وأشاد حزب الله “بالإنجاز الهام الذي حققته قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات ويضاف إلى الإنجاز النوعي بكشف شبكات أمنية تعمل لمصلحة العدو الصهيوني والتجسس على المقاومة ومواقعها وعناصر قوتها”.

ودعا الحزب في بيان إلى “اليقظة والتنبه ومواصلة الجهود الممتازة ورفع ‏مستوى الجهوزية والتنسيق بين جميع الأجهزة المعنية وعدم ‏السماح ‏للعدو من الاستفادة من أي ثغرة محتملة في ظل ‏الأوضاع الاقتصادية ‏والاجتماعية الراهنة”.

وتخوفت مصادر سياسية عبر “البناء” من مخطط يهدف للإطاحة بالانتخابات النيابية عبر العبث بأمن واستقرار لبنان بإعادة استخدام التنظيمات الإرهابية من جديد، وذلك بعدما تبين للأميركيين والسعوديين بأن الانتخابات لن تعدل في موازين القوى النيابية ولا بالمعادلة السياسية”.

وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية بسام المولوي من قصر بعبدا انه سيسلم اليوم مجلس الوزراء دراسة “الميغاسنتر”، وقال: “تطرقت مع فخامة الرئيس الى آخر التحضيرات التي نقوم بها لإنجاز العملية الانتخابية بدقّة وسلاسة وشفافية كي يتمكن جميع المواطنين من الوصول الى أقلام الاقتراع سواء في الداخل او الخارج”.

وفيما أشارت معلومات “البناء” الى أن التيار الوطني الحر مصر على تضمين قانون الانتخاب موضوع “الميغاسنتر” غرّد رئيس التيار النائب جبران باسيل قائلاً: “الميغاسنتر هو مركز اقتراع للساكنين بعيداً من مناطقهم. الحكومة أنشأت 219 مركزاً في 59 دولة في العالم وما في أي عذر ما تعمل 7 مراكز بلبنان وإلا عم تحرم الناس من الاقتراع بسبب البعد وكلفة الانتقال، عم تشجع المال السياسي وعم تخفض نسبة المشاركة. الوقت كافي، الكلفة بسيطة والانتخاب اسهل. ما رح نقبل”.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

الأنباء
روسيا ترسم واقعًا عالميًا جديدًا من أوكرانيا.. والتداعيات لن يسلم منها لبنان
عيون العالم شاخصة على الساحة الأوكرانية. فالضربة الروسية التي كانت متوقعة ستضع العالم بأسره أمام منعطف خطير وقد بدأت الأسئلة ترتسم في الأذهان والتحليلات تكثر. فما يحدث هو في الحسابات الروسية أبعد من مسألة أمن قومي تُهدّده محاولات ضم أوكرانيا الى حلف الناتو. إذ إن هذه الحسابات فيما لو نجح المخطط الروسي على الأراضي الأوكرانية ربما تكون مقدمة لرسم معادلات جديدة تعيد نوعا من التوازن الذي كان قائما قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي. ولأن الضربة الروسية تعتبر صفعة قوية لما يسمى النظام العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، فإن الأسئلة التي تتمحور حولها التحليلات تتركز على الرد المحتمل من واشنطن ومعها دول الغرب، فهل يمكن أن يتجاوز هذا الرد حدود تشديد العقوبات؟ وفي المقابل هل يمكن للاقتصاد الروسي أن يتحمل بدوره مزيدا من العقوبات؟ وماذا لو أدت الحرب الى تمددها وتوسع نطاقها في ما لو تدخل “الناتو” بشكل مباشر لدعم أوكرانيا؟
قد تبدو الصورة غير واضحة تماما ولم تمضِ بعد ساعاتٌ على بداية الضربة، ومع عدم وضوح المدى الذي يمكن أن تبلغه العملية العسكرية الروسية. أما لبنان الذي ينظر بقلق لما يجري في كل ساحة دولية نسبة إلى ما يمكن أن يطاله من تداعيات، تتعدد التحليلات فيه أيضا. وفي هذا السياق اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث مع “الأنباء” الالكترونية ان “هناك سببين رئيسيين دفعا بروسيا للهجوم على أوكرانيا، الأول تلويح كييف بالانضمام الى دول الناتو، والثاني ضرورة أن يكون لروسيا مدخل على بحر البلطيق. لأن روسيا دولة عظمى ويجب ان يكون لها منافذ إلى كل العالم”، معتبرا أن “الهجوم الروسي على أوكرانيا سيفتح شهية الدول الكبيرة التي تعيش حالة نزاع مع جيرانها كالصين نحو تايوان”، مشيراً في هذا السياق إلى ما يتم التداول به من أخبار عن تجمعات للجيش الصيني للهجوم على تايوان، وكذلك بالنسبة لإيران والعراق.
في المقابل فإن النائب السابق فارس سعيد اعتبر أن العمل الروسي يمسّ بقرار السلام في العالم، معتبراً في حديث مع “الأنباء” الالكترونية أن “روسيا كما إيران تفتعل حالات من عدم الاستقرار لاستدعاء انتباه دول القرار، فتلجأ إلى سياسة تتناقض مع قرار السلام في العالم. وهذه السياسة لا تؤدي طبعا الى نتائج إيجابية”، ورأى ان “من يريد أن يلعب أدوارا كبيرة عليه ان يجعل هذه الادوار مفيدة لا تلك التي تطيح بالقوانين الدولية”، مبديا خشيته من أن يكون ما يحصل “مقدمة لإعادة رسم خريطة كاملة للنظام العالمي من خلال إعادة الحرب الباردة والساخنة، وهذا المعسكر تقوده دول مثل روسيا والصين وإيران تكون وأبرز ارتداداتها حالة عدم استقرار ستطال بالطبع لبنان“.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد رأى الخبير الاقتصادي أنطوان فرح عبر “الأنباء” الإلكترونية أن “الملف الأول لحرب أوكرانيا وتداعياتها على لبنان هو موضوع القمح. فلبنان يستورد من أوكرانيا 350 ألف طن في السنة، أي أكثر من نصف استيراده. وهذا سيكون له تأثير كبير على الأمن الغذائي، ما يجعل لبنان مضطرا للتفتيش عن مصدر آخر للقمح وبتكلفة أكبر. وأول ما يتبادر للذهن أيضا موضوع النفط حيث ارتفع سعر البرميل إلى أكثر من مئة دولار في أول يوم للحرب، في وقت ما زلنا نفتش فيه عن خطة الكهرباء، خصوصا وأن الغاز مثل النفط سيرتفع سعره أكثر“.
ورأى فرح أنه “في المحصلة سنعاني مثل كل الدول التي تعاني التضخم وارتفاع كل المواد الاستهلاكية التي من شأنها أن تسبب ضغطا إضافيا يتأثر به لبنان كما غيره من الدول“.
من جهة اخرى، وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، اعتبرت مصادر نيابية أن “إعادة طرح “الميغاسنتر” ومناقشته على طاولة مجلس الوزراء كما صرح بذلك وزير الداخلية بسام مولوي، سيكون مؤشرا لأزمة جديدة لصعوبة تنفيذها من جهة، ولمعارضة قسم كبير من الكتل النيابية لها“.
المصادر توقعت عبر “الأنباء” الالكترونية حصول “كباش” كبير عليها، “فإذا جرى تمريرها في مجلس الوزراء فإن إقرارها في مجلس النواب ليس بالأمر السهل لوجود معارضة شديدة عليها. وإعادة طرحها في هذا التوقيت الضاغط جزء من السلاح الذي ما زال يستخدمه الفريق الذي يعمل على تأجيل الانتخابات“.  

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

النهار
لبنان يدين الغزو الروسي ويواجه تداعيات موجعة
لم يكن ينقص لبنان شقاء وتداعيات إضافية على ازماته وانهياراته سوى ان يغزو فلاديمير بوتين أوكرانيا لتشتعل مع هذه الحرب تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة على البلدان المأزومة في المنطقة وفي مقدمها لبنان، مهددة إياه كما تنبأ له مسؤولون اميركيون بالجوع. وارخت الانباء المتسارعة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ظلالا ثقيلة على المشهد الداخلي في لبنان ولو ان أزمات البلد لا تتسع للإفساح امام ترقب وانتظار ما ستؤول اليه دوليا تداعيات الاجتياح وآثاره. ذلك ان لبنان بدا في قلب الانعكاسات الفورية للحرب على أسعار النفط كما على مخزونات القمح والحبوب، كما على الكثير من وجوه التجارة والاقتصاد العالميين، اذ ان كل هذا يؤثر بسرعة على الواقع اللبناني، ناهيك عن ان الدولة استشعرت ضرورة الاستنفار لمتابعة أوضاع اللبنانيين في أوكرانيا التي تضم خصوصا عددا وافرا من الطلاب اللبنانيين.

واذا كانت جلسة مجلس الوزراء المقررة في الثالثة بعد ظهر اليوم مخصصة أصلا للبحث في خطة الكهرباء فانها ستتناول الخطوات الجارية في شأن متابعة اللبنانيين في أوكرانيا .
وفي اول موقف رسمي من الحرب، أصدرت وزارة الخارجية مساء بيانا دان عبره لبنان اجتياح الأراضي الأوكرانية، داعياً روسيا إلى “وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها”. وقالت الخارجية إنّ الموقف اللبنانيّ جاء “انطلاقاً من تمسّك لبنان بالمبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية التي ترعى الأمن والسلم الدوليين، وفي طليعتها مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة اراضيها وأمن حدودها، وإيماناً منه بوجوب حلّ النزاعات كافة التي قد تنشأ بين الدول بالوسائل السلمية، أي عبر التفاوض، ومن خلال آليات الوساطة التي يلحظها القانون الدولي الذي ينبغي أن يبقى الملاذ الأوحد للدول تحت مظلّة الأمم المتّحدة”.
كذلك، لفتت الخارجية إلى أنّ لبنان دان الغزو الروسيّ “نظراً لما شهده تاريخه الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي امتدّ أثرها البالغ لسنوات طويلة على استقراره وازدهاره”.
غير ان اللافت في هذا السياق ان أوساط عين التينة أبلغت ليلا ” النهار” تعليقا على هذا البيان انه صدر بعيدا عنها بما فهم منه انه لم يجر التشاور معها او استمزاجها في الموقف الذي صدر.
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون تابع مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والإجراءات الاحترازية الواجب اعتمادها لتأمين سلامتهم وتوفير الحاجات الضرورية لهم. كما إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية الذي أطلعه على ما تقوم به الوزارة من مساع بالتزامن مع إندلاع الازمة الروسية- الأوكرانية وتداعياتها على اللبنانيين المقيمين في أوكرانيا.
واعلن بو حبيب تشكيل خلية أزمة مكونة من موظفين ودبلوماسيين في وزارة الخارجية وسفراء لبنان في بولندا وأوكرانيا ورومانيا وروسيا، ووضع خط هاتفي مفتوح لمتابعة التطورات، كما أنشأت الوزارة تطبيقا هاتفيا لتمكين اللبنانيبن المقيمين في أوكرانيا من الدخول اليه وتسجيل أسمائهم لكي يتواصلوا مع السفارة اللبنانية حول إقامتهم أو ذهابهم وإيابهم. واجتمع بوحبيب مع سفراء جوار أوكرانيا ومنهم سفير بولندا وسفير رومانيا الذين أبلغوه أن الطرق البرية ستكون مفتوحة أمام اللبنانيين الذين يرغبون بمغادرة أوكرانيا براً الى رومانيا أو بولندا .
تداعيات مؤذية
اما في التداعيات الاقتصادية فبدا واضحا ان الحرب ستؤثر اولا على أسعار المحروقات وسط توقعات بارتفاع سعر البنزين اليوم إلى حوالى الـ400 ألف ليرة طبقا لاسعار النفط العالمية فضلا عن سعر الدولار في الأسواق اللبنانية.
كما ان الجانب البارز الاخر يتمثل في ان لبنان يستورد أكثر من 80% من حاجته للقمح من أوكرانيا اي أكثر من 600 الف طن من القمح سنويا في حين يستورد 15% من حاجته من روسيا ، كما يستورد لبنان من اوكرانيا الحديد وزيت دوار الشمس وحبوب الذرة والحيوانات الحية وغيرها ضمن واردت تصل قيمتها السنوية الى ما يقارب 450 مليون دولار. واكد امس نقيب المطاحن أحمد حطيط ان الازمة الاوكرانية – الروسية سيكون بالتأكيد لها تداعيات على لبنان بالنسبة لواردات القمح فيما يعاني لبنان أيضا من نقص كبير بالقمح المدعوم. ولفت مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى ان مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف شهر، وان هناك 4 او5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بإنتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة 100% .
الميغاسنتر
أما على صعيد المشهد السياسي وفي ظل انتظار بلورة التحالفات الانتخابية التي لا تزال الحركة حيالها تتسم ببطء لافت عاد الى الواجهة موضوع اعتماد مراكز “الميغاسنتر” في العملية الانتخابية بما يثير التساؤلات عن الهدف من تركيز العهد و”التيار الوطني الحر” على اعتماده في الوقت القصير المتبقي عن موعد الانتخابات وطبيعة التداعيات التي ستنشأ في حال اخفاق محاولة اعتماد هذا الاجراء نظرا لقصر المدة المتبقية وتعذر اعتمادها في الانتخابات المقبلة. وفي وقت اعلن وزير الداخلية بسام المولوي من قصر بعبدا انه سيسلم غداً رئاسة مجلس الوزراء دراسة “الميغاسنتر” اعلن أيضا انه تطرق مع الرئيس عون “الى آخر التحضيرات التي نقوم بها لإنجاز العملية الانتخابية بدقّة وسلاسة وشفافية كي يتمكن جميع المواطنين من الوصول الى أقلام الاقتراع سواء في الداخل او الخارج”. وفي وقت متزامن غرّد رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل عبر “تويتر” قائلا: “الميغاسنتر هو مركز اقتراع للساكنين بعيدا من مناطقهم. الحكومة أنشأت 219 مركزا في 59 دولة في العالم وما في أي عذر ما تعمل 7 مراكز بلبنان وإلا عم تحرم الناس من الاقتراع بسبب البعد وكلفة الانتقال، عم تشجع المال السياسي وعم تخفض نسبة المشاركة. الوقت كافي، الكلفة بسيطة والانتخاب اسهل. ما رح نقبل”.
تحدي شينكر
في سياق متصل عاد ملف ترسيم الحدود البحرية الى الواجهة من باب اتهام متجدد للعهد والنائب جبران باسيل بالسعي الى مقايضة التنازل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برفع العقوبات الأميركية عن باسيل. الجديد في هذا الاطار ما كشفه مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق دافيد شينكر في مقابلة عبر فيديو مصورعبر موقع “هنا بيروت” عن “عرض قدمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع ‎العقوبات عن ‎النائب جبران باسيل. ويتضمن العرض موافقة لبنان على الخط 23 كحد اقصى لحدود لبنان البحرية مع إسرائيل وهو ما تطلبه إسرائيل خلال عملية ترسيم الحدود”. ولوحظ ان أي رد على شينكر لم يصدر من المعنيين.