عدو الإسلام “ويلدرز” يجول في أميركا على أكتاف المحافظين الجدد والحركات اليهودية اليمينية؟

نموذج إيران: السلاح حياة. (عن دور القوة والوحدة في حماية مصالح شعوب الجنوب)
واشنطن بوست : جيش الإحتلال الأميركي ينتهك حقوق الإنسان في سجون أفغانستان
وقائع العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الـ 511

جاب غيرت ويلدرز، النائب البرلماني الهولندي ومخرج فيلم “فتنة” المسيء للإسلام، مختلف أنحاء الولايات المتحدة بمساعدة المحافظين الجدد والجماعات اليهودية اليمينية، وذلك في جولة لحشد التبرعات لنفقات الدفاع عنه في القضية المرفوعة ضده في بلده.

وعلى الرغم من تصريح ويلدرز بأن الهدف من جولته الأميركية هو الترويج لحرية التعبير، فقد تولى “تحالف” من جماعات وتنظيمات مختلفة، يوحد بينها أساسا عداؤها للإسلام، رعاية الجولة والترويج لها.

وجمع هذا “التحالف” بين تنظميات للمحافظين الجدد وجماعات يهودية يمينية في الولايات المتحدة من ناحية، وشخصيات متصلة باليمين المتطرف في أوروبا من ناحية أخرى.

ويشار إلي أن ويلدرز قد تحول إلي شخصية لامعة في نظر اليمين الأميركي، بعد إتهامه في يناير/كانون الثاني 2008 في هولندا بالتحريض على الكراهية والتمييز، وبعد رفض بريطانيا في فبراير/شباط 2009 التصريح له بدخول أراضيها لأسباب أمنية.

وقدم ويلدرز أثناء جولته في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط الماضي، عرضا لمدة 17 دقيقة لفيلمه المعادي للإسلام، في مجلس الشيوخ الأميركي، بإستضافة السناتور الجمهوري عن أريزونا جون كيل.

كما تحدث في برامج بيل أو ريلي و غلين بيك التلفيزونية اليمينة المعروفة، وعقد إجتماعات خاصة مع مجلس تحرير جريدة “وول ستريت جورنال”، وتحدث مع السفير الأميركي السابق لدي الأمم المتحدة جون بولتون في مؤتمر العمل السياسي المحافظ.

وتوج ويلدرز جولته المكثفة في نادي الصحافة الوطني، حيث كرر مناداته بوقف الهجرة الوافدة من الدول الإسلامية، وأكد وسط موجة من التصفيق أن “ثقافتنا الغربية المبنية علي المسيحية واليهودية والإنسانية، هي أفضل من كل ناحية من الثقافة الإسلامية”.

ويعرف ويلدرز أيضا بدعوته لحظر القرآن والملابس والمدارس الإسلامية في هولندا، وجزمه بأنه “لا يوجد أي إسلام معتدل”.

هذا وكانت ضمن الجهات الراعية الرئيسية لجولته الأميركية، منظمات للمحافظين الجدد كمركز فرانك غافني لسياسة الأمن، ومركز ديفيد هورويتز للحرية، ومنتدي دانييل بايبس للشرق الأوسط الذي يساعد على جمع التبرعات لنفقات المحاماة القانونية عن ويلدرز.

كما برز من بين الجهات التي رعت جولة ويلدرز، “التحالف اليهودي الجمهوري” الواسع النفوذ والذي يضم مجلسه كل من شيلدون أديلسون أحد عمالقة “الكازينو”، وآري فليشر المتحدث السابق بإسم البيت الأبيض، والكاتب المحافظ الجديد ديفيد فروم.

كذلك فقد روجت لجولة ويلدرز المدونة المحافظة الأميركية باميلا غيلير، التي تولت رعاية حفل إستقبال على شرفه في واشنطن. وتعرف غيلير بزعمها أثناء حملة الرئيس باراك أوباما الرئاسية بأنه نجل غير شرعي لزعيم “أمة الإسلام” الراحل “مالكولم إكس”، ولا تزال تردد أن أوباما هو مسلم في السر.

كما ظهرت ضمن مؤيدي ويلدرز، منظمة أقل شهرة ولكن ذات دور حاسم في الترويج لجولته، وهي “جمعية الصحافة الحرة الدولية” الحديثة التأسيس، التي يديرها الصحفي النرويجي لارس هيديغازرد، والتي تضم ويلدرز في مجلس إدارتها.

ولعبت هذه الجمعية دورا حاسما في الدفاع عن قضية ويلدرز كقضية حرية تعبير، وذلك في إطار حملة تصويره علي أنه “شهيد” هذه الحرية، علي الرغم من مطالبته في 2007 بحظر القرآن في هولندا بقوله أنه يحتوي علي “خطاب كراهية” لا يختلف عن خطاب أدولف هتلر.

ومن الملفت للنظر أن “جمعية الصحافة الحرة الدولية”، فضلا عن إرتباطها بالمحافظين الجدد (يعمل بها أعضاء بمنتدي دانييل بايبس للشرق الأوسط، ومركز فرانك غافني لسياسة الأمن)، فإن الجمعية على صلة باليمين المتطرف الأوربي، وبالتحديد الحزب اليميني البلجيكي “فلامز بيلانغ” (الصالح الفلامنكي).

لكنه تردد أن هذا الإرتباط بين الحزب البلجيكي وعدد من أهم مؤيدي ويلدرز، قد يثير المصاعب لهذا الأخير الذي حرص علي القول بأنه مختلف عن زعماء اليمين المتطرف كالفرنسي جان ماري لو بان، والنمساوي يورغ هايدر.

كذلك أن هذه الروابط قد تعقد بصورة خاصة جهود ويلدرز لتسويق نفسه بين التنظيمات اليهودية الرئيسية، وهي التي تعرف بإرتيابها من اليمين الأوروبي المتطرف لتوجهاته المعادية للسامية والفاشية.

يذكر أن ويلدرز صرح لجريدة “غارديان” البريطانية في العام الماضي “حلفائي ليسوا لو بان أو هايدر”. ومع ذلك، فقد صرح في ديسمبر الأخير لجريدة “هآرتس” الإسرائيلية أنه سينظر في تحالف مع الحزب اليميني البلجيكي “فلامز بيلانغ”.

بقلم : دانييل لوبان وإيلي كليفتون/انتر بريس سيرفس

المصدر : آي.بي.إس، واشنطن، 3/3/2009

COMMENTS