افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 13 آذار، 2019

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 24 أيلول، 2016
فضل الله : أعلنا قرار مكافحة الفساد، والقضاء بحاجة لإصلاح، وبناء الدولة يحتاج للتفاهم مع بري
أزمة الإعلام: نقابة مخرجي الصحافة تطالب الحكومة بـ”تحمل مسؤوليتها تجاه وضع الصحافة المزري”

عرضت "اللواء" موقف الرئيس سعد الحريري من موضوع عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في مؤتمر بروكسل، لا سيما رفضه ان يحصل لغط سياسي حوله، وأن ملف النازحين ممنوع ان يكون حوله خلاف سياسي. لكن "الأخبار" التي خصصت الموضوع بمانشيت، وصفت موقف الحريري بأنه عذرٌ قبيح وخطأً سياسي بامتياز، يعكس مدى إصرار الحريري على مراعاة الأجندة الدولية على حساب اللبنانيين. كما تحدثت "البناء" عن "استبعاد" الوزير الغريب من وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل، متسائلة عـ"مّا إذا كان الحريري قد انتقل في السياسة من موقع التسوية التي قامت على ما وصفه بربط النزاع الإيجابي مع حزب الله إلى رسم نوع من توازن رعب عنوانه، حماية الرئيس السنيورة شرط مسبق لمواصلة السير بشروط التسوية، جاعلاً من التفاهم مع ريفي سلاحاً صالحاً للاستعمال في هذا التوازن". 
Image result for ‫الحريري في بروكسل‬‎
البناء
تحت نظر تركيا… النصرة تقصف أحياء حلب لرسم معادلة أمن حلب مقابل وقف الحسم في إدلب 
الحريري والسنيورة وريفي… لتحالف أبعد من انتخابات طرابلس 
الترسيم البحري يُشغل لبنان وسط تهرّب أممي – أميركي وتصعيد إسرائيلي 

عاد الوضع الأمني شمال سورية إلى الواجهة من الشرق والغرب، حيث شرقاً تتم عملية تهريب آلاف مقاتلي داعش باتجاه الباديتين السورية والعراقية بتسهيلات مكشوفة من الجماعات الكردية المسلحة والمخابرات الأميركية بما لم يعد كافياً لتفسيره الحديث عن الرشاوى المالية، وبما يكفي للاستنتاج أن الحاجة الأميركية لبقاء داعش والتذرّع بمعارك مقبلة يفتتحها التنظيم، سيبرر بقاء القوات الأميركية في سورية والعراق، ولو لمرحلة مؤقتة يتاح خلالها استكشاف مستقبل معارك إدلب، بعدما صار البدء بالانسحاب الأميركي من سورية بوابة مباشرة لفتح ملف الانسحاب من العراق.
في جبهة إدلب يبدو الوضع مقبلاً على معارك كبرى في ضوء حجم القصف المدفعي والصاروخي والجوي الذي تنفذه وحدات الجيش السوري على مواقع جبهة النصرة التي ردت ليلاً على استهداف أحياء حلب من مواقعها في الريف الشمالي والغربي للمدينة حيث تتمركز القوات التركية، وبدا من حجم ونوعية القصف الليلي الذي أربك الحياة في المدينة أنه رسالة تركية غير مباشرة لإقامة معادلة تربط أمن حلب بمستقبل معركة إدلب التي لا يريد لها الأتراك أن تسير وفقاً لروزنامة الجيش السوري، أي دون أثمان تطلبها تركيا في ما تسمّيه المنطقة الآمنة في شرق الفرات.
لبنانياً، فيما يستعدّ رئيس الحكومة سعد الحريري للسفر إلى بروكسل بعدما حسم في زيارته لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون استبعاد مشاركة وزير شؤون النازحين صالح الغريب ضمن الوفد الرسمي، شكلت المصالحة التي جمعت الحريري مع الرئيس السابق فؤاد السنيورة، والوزير السابق أشرف ريفي تحت عنوان المصالحة وفتح صفحة جديدة، والتعاون الانتخابي في طرابلس لحساب المرشحة المدعومة من تيار المستقبل ديما جمالي، مصدر للتساؤل حول ما إذا كان الحريري قد انتقل في السياسة من موقع التسوية التي قامت على ما وصفه بربط النزاع الإيجابي مع حزب الله إلى رسم نوع من توازن رعب عنوانه، حماية الرئيس السنيورة شرط مسبق لمواصلة السير بشروط التسوية، جاعلاً من التفاهم مع ريفي سلاحاً صالحاً للاستعمال في هذا التوازن، بينما حملت تصريحات الحريري حول ملفات الفساد إشارات نحو تفاهم على وقف الحملات الإعلامية وارتضاء السير بالملفات إلى الأجهزة الرقابية والقضاء ومجلس النواب، خصوصاً بعدما أنجزت وزارة المال ملفات المحاسبة العمومية للأعوام الماضية وقامت بإحالتها إلى ديوان المحاسبة وفقاً لتوجيهات رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما أكدت مصادر متابعة اعتباره الطريق الدستوري للمساءلة بعيداً عن التشنّجات والتجاذبات التي تخلق مناخات من التوتر السياسي والطائفي تعطل المساءلة.
الملف الأخطر الذي يتصدر الاهتمامات اللبنانية هو ما بات مؤكداً لجهة الضغوط الأميركية في ملف ترسيم الحدود البحرية لحساب المصلحة الإسرائيلية على حساب لبنان وحقوقه في النفط والغاز، وهو ما أكد زوار رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، أنه يشكل موضع اهتمام وتنسيق بينهما ومع رئيس الحكومة بما يتيح حماية الحقوق اللبنانية، خصوصاً أن المصادر المتابعة نفسها تحدثت عن وجود تأكيدات تظهرها الاتصالات الدبلوماسية لتنصل أممي وأميركي عن لعب دور الوسيط النزيه في هذا الملف، بينما تتجه إسرائيل للتصعيد العملي بالاستعداد لطرح تلزيم مربعات تهدّد بالاستيلاء على جزء مهم وحساس من الثورة اللبنانية.
بعدما كثرت الترجيحات أن يرجئ وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بيروت، تحدّد أمس الموعد الرسمي لزيارة الأخير في 22 و23 من الحالي على رأس وفد يضم نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد ومساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هايل، وعدداً من المستشارين، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وعدداً من الشخصيات السياسية في فريق 14 آذار.
وأشارت مصادر مطلعة على الموقف الاميركي لـ«البناء» الى ان الزيارة التي تأتي استكمالاً لزيارة ساترفيلد وسبقتها زيارات اميركية عديدة ، تهدف الى إبلاغ المعنيين في لبنان أن واشنطن ستبقى الى جانب لبنان طالما انه ملتزم سياسة لا تنصاع لمصالح بعض الاطراف المحلية ذات الارتباطات الإقليمية، في اشارة بحسب المصادر الى حزب الله، مشددة على ان بومبيو سيؤكد للمعنيين أن لبنان يمثل أولوية للإدارة الاميركية التي لن تسمح أن يخرج عن توجهاتها لا سيما في ما خص ملف النازحين والعلاقة مع النظام السوري والموقف من حزب الله، قائلة في شأن حزب الله، إن بومبيو سيجدد تأكيد واشنطن الضغط على حزب الله اقتصادياً.
في المقابل، شددت مصادر مطلعة في حزب الله لـ«البناء» على أن السياسة الأميركية لم ولن تحقق ما تصبو اليه، فهي فشلت في المرات السابقة وستفشل اليوم، مضيفة: صحيح ان الحزب سيواجه بعض الصعوبات المالية لكنها لن تؤثر على امكانياته، واذ لفتت المصادر الى ان واشنطن فشلت في كل حروبها التي خاضتها بأشكالها المختلفة ضد المقاومة، اعتبرت ان القرار البريطاني بتصنيف حزب الله على لائحة الارهاب والذي قد يعقبه قرار آخر من المانيا يأتي في سياق الضغط الاميركي الذي لن يحقق ما يبتغيه الرئيس دونالد ترامب، غير أن المصادر نفسها دعت المكونات السياسية المحلية الى التنبه لما يحاك للبنان، مشددة على ضرورة التصدي لذلك بالوحدة الوطنية والتعاون الحكومي بعيداً عن الانصياع الى التدخلات الخارجية. ونفت المصادر أن يكون حزب الله قد فتح ملف محاربة الفساد والحسابات المالية لتطويق الرئيس سعد الحريري، من أجل تمرير تسويات تتعلق بوضعه في الخارج العقوبات المالية ، مضيفة «حزب الله مستمر في مكافحة الفساد حتى النهاية مهما واجه من ضغوط».
وكان الرئيس سعد الحريري أعلن أمس، من قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس العماد ميشال عون إن «مؤتمرات صحافية عقدت حول الحسابات المالية والفساد وقد انتهينا منها، واليوم ثمة هدوء في هذا الموضوع، ويتم العمل على أن هناك موازنة يجب ان تنجز وقطع حساب يجب ان يحول الى مجلس النواب ونقطة على السطر. إن حزب الله او تيار المستقبل ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد، بل متجهان الى إنهاء الفساد مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ومع كل الأفرقاء. وبالنسبة لي، فان اي مؤتمر صحافي يتناول الفساد هو حامٍ له، فمن يريد محاربة الفساد يعمل بصمت ووفقاً للقانون وما كنا متفقين عليه لجهة رفع اليد عن اي مرتكب». ولفت الحريري الى أن «موقفنا موحّد مع الرئيسين عون وبري في ملف مكافحة الفساد ولن يكون هناك تغطية لأي شخص في هذا الملف».
وكان الحريري حضر إلى بعبدا لوضع الرئيس عون في أجواء زيارته وتحضيره لمؤتمر بروكسل اليوم، وشدد على أنه سيناقش في بروكسل إمكانية تطوير الموقف في ما خص عودة النازحين، مؤكداً أنه ستكون هناك فرصة حقيقية للتحدث مع المعنيين بهذا الموضوع.
وبالنسبة لعدم دعوة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب للانضمام الى الوفد المشارك في مؤتمر بروكسل، اعتبر الحريري أن رئيس مجلس الوزراء يمثل لبنان، وقال: «هناك لغط في هذا الموضوع ولا أحد يلعب على هذا الوتر».
وفيما شدّدت مصادر نيابية في 8 آذار لـ«البناء» على أن قرار الرئيس الحريري باستبعاد وزيري الصحة والنازحين عن مؤتمر بروكسل لا يعكس سوى كيدية سياسية، رأت المصادر أنه كان الأجدر برئيس الحكومة الذي كان على اضطلاع على زيارة الغريب الى سورية أن يتعاطى بمسؤولية مع قضية بحجم ملف النازحين، مشيرة الى ان سياسته لا تبعث على الايجابية طارحة علامات استفهام حول مواقفه بعد عودته من المملكة.
وأكدت كتلة المستقبل أن «مشاركة رئيس الحكومة على رأس الوفد اللبناني لمؤتمر بروكسل كافية لأن تغطي كل جوانب التمثيل الوطني والرسمي، وان بعض المحاولات التي ترمي الى تحميل أصدقاء لبنان في المجموعة الاوروبية والمجتمع الدولي تبعات الحساسيات المحلية، لن تقدّم أو تؤخر في المسارات المعتمدة للتعامل مع قضية النازحين، ولن تعدو كونها أساليب معروفة ومرفوضة لعرقلة أي جهد يقوم به رئيس الحكومة الذي سيحمل حكماً موقف لبنان الرسمي بعيداً عن أية مزايدات وتأويلات».
وكرّر رئيس الجمهورية بدوره خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً نيابياً فرنسياً برئاسة النائب غواندال رويار مواقفه المعروفة من النزوح السوري. فأعرب عن رغبته أن «تساهم فرنسا والدول الاوروبية في مساعدة لبنان على إعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سورية»، لافتاً الى ان «عدد النازحين الذين عادوا من لبنان حتى الآن بلغ 167 الف نازح، قال رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السيد فيليبو غراندي بعد زيارته الى سورية انهم يعيشون في ظروف مطمئنة».
وشددت مصادر بعبدا لـ«البناء» على ان الرئيس عون يجهد لتوحيد الموقف من ملف النازحين انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا، مشيرة الى ان الرئيس عون يدعو المعنيين الى النظر الى هذا الملف الحساس من منطلق التحدّي الذي يتعرض له لبنان من جراء النزوح على المستويات كافة لا سيما الاقتصادية، مشددة على ان قضية النازحين ستبقى قضية العهد الاولى، مشدّدة على أن أي حل لا يعكس مصلحة لبنان العليا سيتم التصدي له، لافتة الى ان المجتمع الدولي لا يزال يضع العراقيل في طريق عودة النازحين الى ديارهم بذرائع واهية، فمن يقدم المساعدات عليه أن يقدمها إلى السوريين العائدين والراغبين بالعودة.
الى ذلك حضر الوضع في الجنوب خلال لقاء وكيل الامين العام لعمليات السلام ورئيس إدارة عمليات السلام في مقر الامم المتحدة جان بيار لاكوروا وقائد قوات اليونيفيل ستيفانو ديل كول مع المسؤولين اللبنانيين، بدآها من قصر بعبدا، حيث أكد لاكوروا الاستعداد لاستمرار التعاون مع الحكومة الجديدة وإمكانية المضي قدمًا في بعض المشاريع المهمة في ما يتعلق بتعزيز القوات المسلحة اللبنانية الموجودة في الجنوب، وتعزيز القدرة البحرية للقوات المسلحة اللبنانية، وإمكانية مواصلة النظر في زيادة عدد القوات اللبنانية في الجنوب. وفي حين لفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن لبنان لا يزال يواجه معارضة إسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة على رغم الاقتراحات التي قُدمت في هذا الاتجاه، أبدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري قلقاً من التأخير في ترسيم الحدود البحرية، مشدداً على دور الأمم المتحدة في ترسيم الحدود.
من ناحية أخرى، حضر الملف المالي في لقاء الرئيس سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل الذي أكّد في تغريدة الالتزام بإنجاز موازنة بأسرع وقت ممكن لافتاً الى أن «التزامنا أن تكون موازنة تعكس حرصاً لبنانياً لما رسمناه في البيان الوزاري». وأوضح حسن خليل أنه يتم العمل على تخفيض عجز الموازنة في إطار خطة إصلاحية عبر قرارات جذرية وبنيوية وقال: «نحن أمام امتحان حقيقي في ذلك». شدد على أن «محاربة الفساد معركة جدّية بالنسبة إلينا، بدأناها منذ اللحظة الأولى، وهي مستمرّة بإجراءات استباقيّة وإجراءات ردعيّة لكل من تسوّل له نفسه أن يخالف القوانين أو يمارس ابتزاز المواطن على حساب مصالحه أو على حساب سمعة الدولة وموقعها».


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخبار
كيد الحريري يقصي الغريب!

اختصر الرئيس سعد الحريري موقفه من عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في وفد بروكسل بالبيان الذي أصدره الغريب، متناسياً أن بيان وزير شؤون النازحين كان نتيجة، لا سبباً. لكنّ ما حصل سيكون مداراً للنقاش في أول جلسة للحكومة المقبلة (مقال فراس الشوفي).
لم يجد الرئيس سعد الحريري أمس، تبريراً منطقياً لعدم مشاركة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب في الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل، الذي ــ للمفارقة ــ أُعدّ خصيصاً لأزمة النازحين السوريين في دول جوار سوريا!
أثناء زيارته أمس لقصر بعبدا، وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، قال الحريري ردّاً على سؤال عن سبب عدم مشاركة الوزير المعنيّ في هذا الملفّ الخطير ضمن الوفد، بالقول إن «رئيس الوزراء ذاهب إلى بروكسل، وهو يمثل لبنان ويتحدث باسمه ويهتم بالشؤون ذات الصلة». مقبول حتى الآن. لكن يضيف الحريري: «لقد حصل لغط في هذا الموضوع (من دون أن يوضّح ما هو اللغط)»، ويتابع: «لكن هذا لا يعني أني أرغب في ذهاب أو عدم ذهاب الوزير، وأنا لا أريد للغط السياسي أن يحصل، وهذا الملف ممنوع أن يكون هناك خلاف سياسي فيه… وما حدا يلعب على هذا الوتر»! كل ذلك في تصريح الحريري كلام عام، أما الزبدة، فهي في ما ختم به تصريحه: «لسوء الحظ، ثمة بيان صدر ولن أقبل بالأمر»!
ذريعة الحريري إذاً لعدم دعوة الغريب، أن وزير شؤون النازحين أصدر بياناً سياسيّاً، اعترض فيه على مصادرة دوره في ملفّ هو من اختصاصه، لا بل اختصاصه الوحيد، وعلّة وجود وزارته أصلاً! مع العلم، أنه حين أصدر بيانه، أبلغ المعنيين أنه لو دُعي بعد ذلك إلى المؤتمر، فإنه لن يشارك. لكن ألم يأتِ بيان الغريب بعد أن علم بعدم دعوته إلى المؤتمر؟ أم أنه كان مدعوّاً وأحبّ أن ينكّد على نفسه وعلى الحكومة وعلى اللبنانيين!
هو عذرٌ قبيح، ذلك الذي يحاول الحريري تسويقه منذ يومين، ليبرّر خطأً ليس بروتوكولياً أبداً، بل سياسي بامتياز، ويعكس مدى إصرار الحريري على مراعاة الأجندة الدولية على حساب اللبنانيين.
الرّد على كلام الحريري يحتاج قبل أي شيء للعودة إلى التغريدة التي كتبها مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمّار حوري، الذي قال بعد أن شاع خبر غياب الغريب عن وفد بروكسل، إن المسؤول عن الدعوات هو الاتحاد الأوروبي وليس رئاسة الحكومة. وإذا صدق حوري، فهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي تعمّد عدم دعوة الغريب إلى المؤتمر ومعه وزير الصّحة جميل جبق، المعنيّ بدوره بملفّ النازحين، أي إن الاتحاد الأوروبي يتعامل بخلفية سياسية، وليس بخلفية مهنية لحلّ هذا الملفّ، ما دام قد دعا وزير شؤون النازحين السابق معين المرعبي، ووزير الصحة السابق نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، إلى مؤتمر بروكسل العام الماضي. وبالتالي، ألم يكن الأجدى بالحكومة أن تأخذ موقفاً «مهنياً» يحفظ سيادة لبنان ويرفض تحديد الاتحاد الأوروبي من يمثّل لبنان ومن لا يمثّله؟
وإن كان حوري مخطئاً، والحريري هو المسؤول عن اختيار الوفد، فهذا يعني أن رئيس الحكومة استثنى الغريب وجبق، تماشياً مع سياسة ما! وبالتالي، يصبح بيان الغريب، مهما كان حاداً، موقفاً مبرّراً ومن صاحب «مظلومية مهنية»، وليست شخصيّة!
الأرجح أن يكون حوري صادقاً، والاتحاد الأوروبي هو صاحب الدعوة. وقبل أيام، بحسب معلومات «الأخبار»، جرى اتصال بين الوزير جبران باسيل والحريري، واقترح وزير الخارجية على رئيس الحكومة أن يكون الغريب في عداد الوفد، لما فيه من مصلحة للبنان، ولأنه صاحب الاختصاص، ولأن لرئيس الحكومة هامشاً واسعاً في اختيار من يصطحب معه، ولو من دون دعوة من الاتحاد الأوروبي. لكنّ الحريري تذرّع بالبيان! وهنا ينتهي الكلام السياسي، ليتحوّل موقف الحريري إلى موقف كيدي مجرّد من أي مصلحة سياسية. وكأن سياسة لبنان الخارجية والداخلية والتهديدات الوجودية التي تعصف به، يحدّدها غضب رئيس الحكومة وانفعالاته الشخصية. البلد لا يُقاد بالكيد يا دولة الرئيس! وحبّذا لو يكشف الحريري للبنانيين النص الدستوري أو القانوني الذي يمنحه حق تحديد سياسة لبنان الخارجية، بمعزل عن مجلس الوزراء. لا بد من تذكيره بأن التفاوض مع الجهات الدولية هو اختصاص حصري لرئيس الجمهورية، وأن المشاركة بأي نشاط باسم لبنان في الخارج، تكون بقرار من مجلس الوزراء مجتمعاً، وأن الدستور لم يمنح رئيس مجلس الوزراء أي صلاحيات استثنائية في هذا المجال تحديداً.
ما حصل خلال اليومين الماضيين، يكشف عن انقسام خطير حيال مسألة النازحين، وشبه تملّص للحريري من التزاماته السابقة مع عون للمساعدة في حلّ هذه الأزمة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن ما حصل لن يمرّ مرور الكرام بالنسبة إلى الكتل السياسية التي تبحث عن حلول جديّة لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم في مقابل القوى السياسية الأخرى، وعلى رأسها الحريري، التي تبدي انصياعاً كاملاً للأجندة الغربية الراغبة في توطين النازحين السوريين في لبنان، لأسباب وذرائع لم تعد خافية على أحد. وعلى ما تقول مصادر بارزة في قوى 8 آذار، سيُطرَح الأمر على طاولة أول جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لوضع النقاط على الحروف، وتأكيد أن المصلحة اللبنانية بعودة النازحين فوق كل المصالح الدولية والغربية، وأن وزارة شؤون النازحين لم تُنشَأ لتكون ترفاً سياسياً، بل ليقوم الوزير بما تمليه عليه واجباته ودوره.
الأزمة أيضاً، أن جماعة الحماسة الزائدة لمؤتمر بروكسل، ذاهبون إلى المؤتمر من دون ورقة عمل واضحة لكيفية إيجاد الحلول المناسبة والمنطقية القابلة للتطبيق لتسهيل عودة النازحين، بل كل ما يفكر فيه هؤلاء، تسوّل مبالغ مالية، إن جرى تحصيلها وشكّلت دعماً مالياً للنازحين، وما يسمّى «المجتمع المضيف»، فستكون واحداً من عوامل تثبيت النازحين في لبنان، بدلاً من أن يطالبوا بآليات مالية تساعد هؤلاء النازحين على العودة إلى مدنهم وقراهم ودعمهم داخل سوريا، لا على الأراضي اللبنانية.
زيارة بومبيو بين عون والحريري
من جهة ثانية، وضع الحريري عون في أجواء زيارته للسعودية أول من أمس، ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز. كذلك ناقشا مسألة طرح التعيينات في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، خصوصاً أعضاء المجلس العسكري. لكن أبرز ما جرى الحديث حوله، التحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي المرتقبة لبيروت الأسبوع المقبل، وكيفية التعامل مع ما سيطرحه بومبيو، الذي سيتابع ما مهّد له الموفدون الأميركيون في المرحلة الأخيرة، من زيادة الضغوط على لبنان والتحريض على المقاومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللواء
مصالحة الحريري – ريفي: إعادة اللحمة في طرابلس
رئيس الحكومة: طائفة من يرتشي هي الرشوة وأنا أمثِّل لبنان في مؤتمر بروكسل

أخبار سارة، بكل الاتجاهات:
1 – الرئيس سعد الحريري، في بعبدا بعد ظهر أمس، كل الملفات على طاولة البحث مع الرئيس ميشال عون، وأجوبة حاسمة عن مجموعة من النقاط المثارة، فحول الفساد، قال رئيس الحكومة: «الحكومة ستحارب الفساد، وعمرها شهر واحد، وسيقع النّاس في قبضة القضاء، لا نريد تسييس هذا الملف، فطائفة مَنْ يرتشي هي الرشوة».
واشار: «موقفي وموقف الرئيس عون واحد، والرئيس نبيه بري يدعمنا، والأحزاب لديها القرار نفسه، ولن نغطي أي شخص مرتكب».
وفي موضوع عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في مؤتمر بروكسيل، رفض الرئيس الحريري ان يحصل لغط سياسي. وملف النازحين ممنوع ان يكون حوله خلاف سياسي، «ونريد عودة النازحين البارحة قبل اليوم» ولكن هذا لا يتم بين ليلة وضحاها..
وحول قضية الـ11 ملياراً والتوظيفات المخالفة للقانون، قال: «الآن أنجز قطع الحساب، ومن كان يتحدث عن 11 ملياراً بدأ يلاحظ ان الكلام السابق كان مسيساً ويتم العمل على ان تكون هناك موازنة، يجب ان تنجز وقطع حساب يجب ان يحول إلى مجلس النواب ونقطة على السطر.. مؤكداً ان «حزب الله أو تيّار المستقبل ليسا متجهين لإتهام بعضهما بعضاً بالفساد، بل متجهان إلى إنهاء الفساد مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ومع كل الأفرقاء».
2 – الوزير السابق اشرف ريفي في بيت الوسط، مصالحة مع الرئيس الحريري، تفتح الباب امام إعادة اللحمة إلى الفريق السيادي في معركة طرابلس الانتخابية الفرعية.
مصالحة الحريري- ريفي
وشكل لقاء المصالحة الذي جمع الرئيس الحريري والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، في منزل الرئيس فؤاد السنيورة، وفي حضور الوزير السابق رشيد درباس، تطوراً بالغ الأهمية على صعيد الانتخابات الفرعية التي ستجري في طرابلس في 14 نيسان المقبل، من شأنه ان يُخفّف الضغط على تيّار «المستقبل»، وبالتالي يدعم فرص فوز مرشحته السيدة ديمة جمالي، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس السنيورة، ان اللواء ريفي لن يترشح في الانتخابات الفرعية وسيؤيد المرشحة جمالي.
على ان الأهم في لقاء المصالحة، هي المصالحة نفسها، والتي وضعت حداً لفصول من الخلاف السياسي بين الرئيس الحريري واللواء ريفي، حول الخيارات التي اعتمدها رئيس «التيار الازرق» منذ إعلانه عن التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس عون لرئاسة الجمهورية، ومعارضة ريفي لهذا الخيار، ومن شأن طي هذه الصفحة، فتح صفحة جديدة على صعيد إعادة اللحمة بين فريق الصف الواحد، وهو ما أكّد عليه الرئيس الحريري، عندما أعلن ان اللقاء فتح صفحة جديدة مع الوزير السابق ريفي، داعياً إلى رص الصفوف والعمل لاخراج طرابلس من الفقر».
وقال ان الحوار يجب ان يتم بين جميع الفرقاء، وأنا متأكد ان اللواء ريفي همه انماء طرابلس، ويجب علينا ان نعمل معاً لمصحلة المدينة.
ومن جهته، شدّد ريفي على ضرورة التعالي عن الأمور الصغيرة، لأن البلد بخطر، والاولوية لمواجهة التحديات، وأقول للشارع الطرابلسي ان يمارس قناعاته، لأن المدينة بحاجة إلى انماء، وان شاء الله تترجم الأمور إيجاباً.
وفي المعلومات ان المصالحة التي لعب دوراً كبيراً في اتمامها الوزير السابق درباس مع اللواء ريفي، والرئيس السنيورة مع الرئيس الحريري، لم تكن صعبة على الطرفين، في ظل الاستعداد المبدئي لكل من الحريري وريفي على ان يلتقيا ويتصالحا، ويطويا الصفحة السابقة.
وفي هذا السياق، قال درباس لـ«اللواء» انه لم يكن صعباً إقناع ريفي بالمصالحة، وكذلك بعدم خوض الانتخابات الفرعية، لافتاً إلى ان العمل على المصالحة تمّ بالتنسيق بينه وبين الرئيس السنيورة الذي كان اجتمع بريفي قبل أيام في بيروت، حيث اتفق على لقاء الرئيس الحريري.
وأوضح درباس، ان الكلام عن الخلاف حول الخيارات التي اعتمدها الحريري لم يستغرق أكثر من خمس دقائق، حسمها الحريري بالقول ان من حق الجميع ان نختلف بالسياسة، لكن مسؤولياتنا تحتم علينا ان نلتقي وان نتعاون لما فيه مصلحة المدنية ووحدة الصف الواحد.
وكشف درباس ان ريفي سيعلن في مؤتمره الصحفي غداً الخميس عزمه على عدم الترشح، الأمر الذي سيسهم في تأمين فوز مرشحة تيّار «المستقبل» بالتزكية، خصوصاً وان مرشّح جمعية المشاريع طه ناجي، قد يعزف ايضا عندما يلمس ان القوى السياسية الأساسية في المدينة بما فيها تيّار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمّد الصفدي ستدعم السيدة جمالي.
في المقابل، ذكرت مصادر «لائحة الكرامة» التي ينتمي اليها مرشح جمعية المشاريع طه ناجي، ان النائب فيصل كرامي ينتظر موقف الجمعية سواء بخوض الانتخابات او العزوف عنها، فيما قال المسؤول الاعلامي للجمعية عبد القادر فاكهاني لـ«اللواء»: لا زال لدينا الوقت لتقرير الموقف، ونحن نراقب الوضع الانتخابي وندرس كل الخيارات والامر بحاجة لتردٍ وتفكير في الخيارات برغم ان الصورة الانتخابية باتت شبه واضحة.
تجدر الإشارة إلى ان وزير الداخلية ريّا الحسن أصدرت بياناً، أمس، حددت فيه مهلة تقديم تصاريح الترشيح للانتخابات الفرعية، اعتبارا من صباح غد الخميس في 14 آذار وتنتهي منتصف ليل الجمعة في 29 آذار، وتنتهي مهلة الرجوع عن الترشيح في الساعة 24 من يوم الاربعاء في 3/4/2019.
بروكسل- 3
إلى ذلك، يتوجه الرئيس الحريري اليوم إلى العاصمة البلجيكية لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر «بروكسل- 3»، في نسخته الجديدة، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، ويضم الوفد اللبناني وزيري التربية اكرم شهيب والشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان اللذين سبقاه إلى بروكسل، أمس، بدعوة من الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنظيم المؤتمر، وحرص على دعوة وزيرين معنيين بشكل مباشر بملف النازحين السوريين، بدلا من أربعة وزراء مثلما حصل في العام الماضي، تجنبا لبروز انقسامات لبنانية في أروقة المؤتمر، حول الملف، في حال شارك وزير الصحة جميل جبق وشؤون النازحين صالح الغريب، المعروف منهما قربهما من النظام السوري، فضلاً عن عدم وجود ورقة لبنانية محددة في شأن النازحين، بحسب ما أكدت مصادر الاتحاد الأوروبي، والتي استدركت لـ «اللواء» بأن هذا الأمر لا يخيف، إذ ان الأردن لم يقدم ورقة عمل أيضاً، سيما وان رئيس الحكومة في المؤتمر هو الذي سيمثل لبنان.
وكشفت المصادر انه سيشارك في المؤتمر 85 ومنظمة دولية، وقرابة ألف مشارك يمثلون الدول المانحة والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي والدول المضيفة للنازحين وفي مقدمتهم لبنان والأردن وتركيا. وسيتناول المؤتمر كيفية إغاثة النازحين ومساعدة الدول المضيفة، ويتوقع ان يتم التطرق خلال المناقشات والكلمات إلى المواضيع السياسية المتعلقة بمستقبل سوريا وإعادة اعمارها.
ومن المقرّر ان يلقي الرئيس الحريري غداً الخميس كلمة لبنان في المؤتمر، وسيؤكد على ضرورة ان تكون هناك عودة آمنة وكريمة للنازحين، كما أشار البيان الوزاري، وسيدعو المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته إزاء عودة آمنة للنازحين، وإلى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة إلى لبنان، في الوقت التي تستنزف قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية. كما من المتوقع ان يتطرق الرئيس الحريري في كلمته إلى موضوع توفير التعليم إلى النازحين وسيؤكد على ان الاحتياجات كبيرة، وستكون له أيضاً سلسلة لقاءات على هامش المؤتمر، سيناقش فيها إمكانية تطوير الموقف في ما خص عودة النازحين، والتشديد على أهمية إيفاء الدول الداعمة بالتزاماتها تجاه لبنان، حيث يأمل الحصول على مساعدات تفوق المليار دولار للتخفيف من أعباء استضافته للنازحين، على الرغم من ان الحاجة تفوق المليارين ونصف المليار.
الحريري في بعبدا
وعشية سفره إلى بروكسل، زار الرئيس الحريري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، وعقد معه لقاء اتسم بالايجابية، بحسب مصادر مطلعة في بعبدا، وتم فيه التفاهم على سلّة نقاط أبرزها السير في مكافحة الفساد حتى النهاية، وجعل التحقيقات الجارية في هذا الملف تأخذ مداها القانوني، مع الحرص على ابقائه بعيدا عن الاعتبارات السياسية والطائفية.
ولفتت المصادر الى ان البحث تناول ايضاً مشاركة رئيس الحكومة في مؤتمر بروكسل وكان توافق على ان يكون سقف الموقف اللبناني فيه هو جوهر البيان الوزاري للحكومة، كما مضمون الموقف الرسمي من ملف النازحين السوريين. اما موضوع مشاركة الوزير صالح الغريب من ضمن الوفد فقد حضر ولكن لوحظ ان الرئيس الحريري كان مستاءا من البيان الذي أصدره الغريب وقد عكس ذلك في رده على اسئلة الصحافيين، عندما أكّد ان رئيس الوزراء هو الذي يمثل لبنان ويتحدث باسمه ويهتم بالشؤون ذات الصلة.
وإذ اكدت المصادر ان تعيين المجلس العسكري بقي خارج التداول الرئاسي في لقاء بعبدا في ظل عدم انعقاد جلسة حكومية هذا الأسبوع، اوضحت ان تطابقا في وجهات النظر بين عون والحريري ساد في ما خص تفعيل الجلسات الحكومية في المرحلة المقبلة وتحريك المشاريع المتصلة بشؤون المواطنين ولا سيما الموازنة فضلا عن الأسراع في تطبيق قوانين سيدر وقيام ضوء اخضر في هذا المجال. كما سجل الرئيسان ارتياحهما وفق المصادر لقرب موعد انعقاد اجتماع اللجنة العليا اللبنانية- السعودية المشتركة.
وقد عبر الرئيس الحريري بعد اللقاء بشكل واضح عن التفاهمات التي أرساها مع الرئيس عون، سواء في ملف مكافحة الفساد، أو مؤتمر بروكسل، أو بالنسبة إلى زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث شدّد على ضرورة تشجيع عودة مواطني دول الخليج إلى لبنان، كما كانوا في السابق، بعد قرار المملكة رفع الحظر عن مجيئ رعاياها، آملاً ان تتخذ دول أخرى قرارات من هذا النوع في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى ان فريقاً كبيراً من لبنان عمل على إنجاز مجموعة من الاتفاقيات المشتركة والتي سيُصار إلى توقيعها في اجتماع اللجنة اللبنانية- السعودية.
وبالنسبة لملف محاربة الفساد والهدر، أكّد الحريري ان موقفه والرئيس عون واحد، وان الرئيس نبيه برّي يدعمهما في ذلك، ولن يكون هناك من غطاء لأي شخص مرتكب كائناً من كان، لافتا إلى ان جميع الأفرقاء السياسيين يعملون بإيجابية لحل كل الأمور من دون تسييس، معتبرا ان ملف الـ11 مليار دولار انتهى بعد إنجاز قطع الحساب الذي سيحال إلى مجلس النواب مع مشروع الموازنة، حيث ستكون هناك شفافية تامة، فالمرتكب سيثبت انه مرتكب، وكذلك لمن هو ليس مرتكباً.
وقال ان «حزب الله» أو تيّار «المستقبل» ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد، بل هما متجهان إلى إنهاء الفساد بالتعاون مع «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» ومع كل الفرقاء، معتبرا ان أي مؤتمر صحافي يتناول الفساد هو حام له، فمن يريد محاربة الفساد يجب ان يعمل بصمت ووفقاً للقانون.
كتلة «المستقبل»
وتلقفت كتلة «المستقبل» النيابية، التي اجتمعت أمس في «بيت الوسط» برئاسة السيدة بهية الحريري، وجهة نظر الرئيس الحريري بالنسبة إلى الفساد، مشددة على «اعتبار الاصلاحات الإدارية والمالية والقطاعية التي التزمتها الحكومة في بيانها الوزاري المدخل الحقيقي والسليم لوقف الهدر ومكافحة الفساد ومنع التطاول على المال العام». ورأت ان «المبارزات الجارية على غير جبهة سياسية والتسابق الجاري لحمل راية مكافحة الفساد هي مبارزات تقع بمعظمها في خانة المزايدات أو الصراخ الذي يحجب الأنظار عن الجذور العميقة للفساد والهدر، إلا ان الكتلة رفضت الدخول في البازار السياسي والإعلامي المتعلق بهذه المسألة، آملة ان تلقى دعوتها إلى التركيز على البرنامج الحكومي والتضامن على إنجاز الإصلاحات المطلوبة الصدى الإيجابي لدى كل من يعنيهم الأمر».
وأكدت الكتلة ان مشاركة رئيس الحكومة على رأس الوفد اللبناني لمؤتمر بروكسل كافية لأن تغطي كل جوانب التمثيل الوطني والرسمي.
وفيما يشبه الرد على بيان الوزير الغريب، رأت ان بضض المحاولات التي ترمي إلى تحميل أصدقاء لبنان في المجموعة الأوروبية والمجتمع الدولي تبعات الحساسيات المحلية لن تقدّم أو تؤخّر في المسارات المعتمدة للتعامل مع قضية النازحين، ولن تعود كونها أساليب معروفة ومرفوضة لعرقلة أي جهد يقوم به رئيس الحكومة، الذي سيحمل حكماً موقف لبنان الرسمي بعيداً عن أية مزايدات وتأويلات».
لاكروا في بيروت
وفي مجال آخر، علمت «اللواء» ان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي زار أمس الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية جبران باسيل، اعرب امام رئيس الجمهورية عن ارتياح الامم المتحدة للتعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني كما للعلاقة القائمة مع اهالي منطقة الجنوب مركزا على وجود فرصة امام الحكومة من اجل تعزيز التعاون والتدريب بين «اليونيفيل» والجيش. 
واذ أكد الرئيس عون رفض اسرائيل تحديد الحدود البحرية ابدى لاكروا تفهما للموقف اللبناني. كذلك شرح الرئيس عون للمسؤول الدولي موقف لبنان من موضوع بناء اسرائيل للجدار الاسمنتي مؤكدا اهمية عدم حصول اي اعتداء على لبنان.
وابلغ الرئيس عون لاكروا «ان لبنان لا يزال يواجه معارضة اسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، على رغم الاقتراحات التي قدمت في هذا الاتجاه»، لافتا «الى ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو».
بدوره، أكد الرئيس نبيه برّي على «العلاقات العائلية بين «اليونيفيل» وأهالي الجنوب، معرباً عن قلقه من موضوع التأخير في ترسيم الحدود البحرية»، مشددا «على أهمية دور الامم المتحدة في هذا المجال».
اما لاكروا، فجدد التأكيد على أهمية التعاون مع الحكومة في مختلف المجالات لاسيما عمل اليونيفيل»، متمنيا «ان يتعزز هذا التعاون خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة»، مقدرا الدور الذي يلعبه الجيش في اطار حفظ السلام على الحدود.