افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 5 شباط، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 22 تشرين الأول، 2022
عطلة الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 26 كانون الأول، 2017، في عيد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 12 كانون الأول، 2019

قدم الجيش شهيداً وعدداً من الجرحى في الحرب ضد إرهابيي "داعش"، أثناء اقتحام وحداته مخابئ التكفيريين في حي التبانة/طرابلس الشام، يوم أمس. وقد تمكن الجيش من قتل "داعشي" يدعى هاجر العبدالله، وتوقيف شقيقه بلال، اللذين أطلقا الرصاص وقذفا القنابل على أفراد الجيش، ورفضوا تسليم أنفسهم. وهذه اليقظة ضد الإرهاب التكفيري، يوازيها يقظة مماثلة ضد الإرهاب الصهيوني في الجنوب. فاليوم، تشهد بلدة الناقورة، الاجتماع «الثلاثي» غير المباشر بين ضباط الجيش وضبّاط القوات الدوليّة وضبّاط العدوّ "الإسرائيلي". ووقد أجمعت الصحف على أن ممثلي لبنان سيعبرون عن تصميمه على التمسك بالحدود والحقوق البحرية، وبالحدود البرية، التي يتهددها جيش العدو بمشروع بناء الجدار في نقاط حدودية يتحفظ عليها لبنان …  
Image result for ‫الجيش يداهم في التبانة‬‎ 
الجمهورية
إنتقادات ديبلوماسية لقوى سياسية.. والترشيحات تبدأ اليوم

على وقع تراجع التوتر السياسي والتهدئة المستمرة، تشخص الأنظار إلى اللقاء الرئاسي المقرر في قصر بعبدا، في وقت ستفتح وزارة الداخلية باب الترشيح للإنتخابات النيابية، وذلك في تأكيد داخلي اضافي، بعد دعوة الهيئات الناخبة، على انّ هذه الانتخابات ستجرى في 6 أيار المقبل، وسيلي هذه اللقاء اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي يبحث في التهديدات الاسرائيلية المتلاحقة ضد لبنان، وكان منها إعلان اسرائيل ملكيتها «البلوك 9» الغازي في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة في اعتداء جديد على سيادة لبنان وحقوقه النفطية، علماً انّ اجتماع الناقورة الثلاثي الدولي ـ اللبناني ـ الاسرائيلي المقرّر اليوم سيتناول بالبحث الاعتداءات والتهديدات والاطماع الاسرائيلية الجديدة، وسيؤكد لبنان خلاله تمسّكه بحقوقه وسيادته براً وبحراً، رافضاً أي قرصنة إسرائيلية لها تحت طائلة التصدي لها بكل الوسائل.
يترقّب الجميع الاجتماع الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا قبل ظهر غد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعلى جدول اعماله الأزمة الرئاسية في ظلّ توقعات بأن يشرع المجتمعون في التأسيس لحل شامل لهذه الازمة التي كانت قضية مرسوم الاقدمية لضبّاط دورة عون 1994 منطلقها.
كذلك، سيتناول اللقاء نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية اللبنانية ـ الإسرائيلية ـ الدولية الذي سينعقد قبل ظهر اليوم في مقر القيادة الدولية في الناقورة، للبحث في طلب لبنان وقف بناء الجدار الإسرائيلي الذي اقترب من إحدى النقاط الـ13 التي يتحفّظ عنها لبنان ضمن الاعتراض المعلن عنه منذ 25 ايار 2000 حول طريقة تحديد الأمم المتحدة الخط الأزرق.
برّي
ورداً على سؤال عن اللقاء الرئاسي، قال برّي امام زواره أمس: «هذا اللقاء يعوّل عليه ان يؤسّس لترسيخ الاستقرار الذي حصل، ويفتح افق التعاون اكثر في سبيل مصلحة البلد وسلمه الاهلي».
ولم يؤكد بري او ينفي حضور الحريري هذا اللقاء، مشيراً الى انّ رئيس الجمهورية إقترح عليه خلال اتصاله به ان يلتقيا في اليوم التالي، لكن ارتُؤي نتيجة الانشغالات ان ينعقد اللقاء غداً. وقد أوحى عون خلال الاتصال انّ الحريري سيحضره.
وسُئل بري عن اجتماع الناقورة المقرر اليوم، فأكد «وحدة الموقف اللبناني الرسمي حول هذا الملف المرتبط بمحاولة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي داخل المنطقة الحدودية المتنازَع عليها، وقال: لقد أُعطيَت التعليمات لممثل لبنان في الاجتماع بتأكيد الحق اللبناني في منع اي محاولة إسرائيلية لبناء جدار في البر تستهدف من خلالها اسرائيل السطو على النفط في البحر، وهو ما أشار اليه صراحة وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عن «البلوك» الرقم 9، والذي كشف حقيقة الهدف الاسرائيلي.
وعمّا يحكى عن محاولات خلف ما يجري لفرض تأجيل الانتخابات النيابية، قال بري: «لا شيء سيؤثر على الانتخابات، هناك جهود يقوم بها من يحاول خَلق إرباكات في الداخل على غرار المحاولات المخابراتية للطابور الخامس، وخصوصاً في الحدث».
وعن الوضع الامني، قال بري: «نتيجة ما حصل في الايام الاخيرة وشغل الطابور الخامس، يجب ان نبقي العيون مفتوحة، وهذا لا يعني أنّ الوضع الأمني ليس جيداً وممسوكاً بواسطة الجيش والأجهزة الامنية». وقال: «لو حصل وقَبِلت بطروحات البعض تأجيل الانتخابات لكان ذلك سيحرم لبنان كثيراً من المساعدات الدولية من خلال المؤتمرات المقررة وغيرها في مجال إنعاشه الاقتصادي، علماً انّ ما من زائر خارجي للبنان هذه الأيام إلّا ويشجّع ويشدّد على إجراء الإنتخابات في موعدها».
ورداً على سؤال حول حديث البعض عن انّ «حزب الله» وحلفاءه سيفوزون بموجب القانون الانتخابي الجديد بالاكثرية النيابية في الانتخابات المقبلة، قال بري متسائلاً: «ومَن لا يُحب ان يربح؟ نحن نتمنى ان نربح، وإن شاء الله نربح، ونحن نحتكِم الى لعبة الانتخابات، وإن ربحوا «صحتين على قلوبهم»، ومن الطبيعي ان تحصل عندئذ موالاة ومعارضة».
وفيما يستمر التأزم في العلاقة بين بري وحركة «امل»، مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، توقعت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان يتمّ في الايام المقبلة «وضع مخطط لتنفيذ محاولتين: الاولى، لفصل النزاع بين حركة «امل» وباسيل عن علاقة رئيس مجلس النواب برئيس الجمهورية.
امّا المحاولة الثانية فهي فصل النزاع بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» عن المجتمع المسيحي ككل، لأنّ الممارسات التي شهدها الشارع اللبناني اخيراً أزعجت المسيحيين عموماً وصار «فيديو محمرش» بالنسبة اليهم وكلام باسيل الذي تناول بري، أمراً ثانوياً امام الممارسات في منطقتي الحدث وسن الفيل».
الّا انّ هذه المصادر تحدثت «عن عقبة تحول دون ضمان نجاح هاتين المحاولتين، وتتمثّل في وجود استياء حقيقي لدى «حزب الله»، وإن لم يعبّر عنه صراحة وعلانية كُرمى لرئيس الجمهورية، من مواقف باسيل، وليس آخرها ما تضمّنته مقابلته الى مجلة «الماغازين» الفرنسية واعتباره انّ الحزب يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية، وأن كل لبنان يدفع الثمن.
وأكدت هذه المصادر انّ «المراجع الديبلوماسية المعتمدة في لبنان توقفت ملياً عند هشاشة الوضع الامني في لبنان»، مشيرة الى انّ عددا كبيرا من السفراء الاساسيين المشاركين سواء في مؤتمر روما 2 او في مؤتمر باريس باتوا يتساءلون عن فائدة إعطاء مساعدات لدولة، وضعها الأمني بات يتوقف على تصريح من هنا وتصريح من هناك، مُنتقدين رهن الاستقرار اللبناني بمشيئة بعض القوى السياسية».
إلّا أنّ مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» أكدت لـ«الجمهورية» عشيّة الذكرى ١٢ لتفاهم مار مخايل «انّ العلاقة الاستراتيجية مع «حزب الله» سليمة ولا غبار عليها، مؤكدة أنّ التفاهم باق ومستمر ولن يستطيع أحد تخريب العلاقة بين «التيار» و«الحزب».
ومن هذا المنطلق، أفادت المصادر نفسها، انّ ما حصل في الأيام الاخيرة لم يترك أي ذيول سلبية على هذه العلاقة، بل على العكس فإنّ الاتصالات بين الطرفين دائماً مفتوحة وصريحة في اي ملف من الملفات، وانهما مدركان جداً ويعرفان انّ ثمّة محاولات لزعزعة هذا التفاهم عبر أخبار مزعومة لا أساس لها من الصحة».
باب الترشيح
الى ذلك، يُفتتح إبتداء من الثامنة صباح اليوم باب تقديم طلبات الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة ويستمر حتى انتهاء الدوام الرسمي، ويترقّب الجميع ما إذا كانت الأحزاب والكتل الكبرى ستقدّم ترشيحاتها في اليوم الاول أم انها ستنتظر بعض الوقت، علماً انّ معظمها لم يعلن أسماء المرشحين في كل المناطق، ما سيجعل عملية تقديم أوراق الترشيح اليوم تقتصر على المرشحين المنفردين الذين ما زالوا يبحثون عن تحالفات، او ربما لبعض النواب المستقلين.
وفي السياق، أكّد مصدر في وزارة الداخلية مَعنيّ بملف الإنتخابات لـ«الجمهورية» أنّ «الوزارة استكملت تحضيراتها اللوجستية، وهي تنتظر اليوم الاول للترشيح بفارغ الصبر بعد إجراء آخر انتخابات في عام 2009».
وردّاً على الإدعاءات بصعوبة إجراء الإنتخابات وفق القانون الجديد، شدّد المصدر على أنّ «استعدادات الوزارة بدأت منذ اليوم الاول لإقرار القانون، وإنّ إنجاح العملية الإنتخابية هو تحد كبير وسنعبره بنجاح»، مؤكداً ان «لا شيء سيوقِف العملية الإنتخابية، والوزارة جاهزة لكل الاحتمالات، ولن يكون الشقّ الأمني هاجساً أمامنا، لأنّ الأمن مضبوط».
واشنطن و«حزب الله»
من جهة ثانية وفي جديد الموقف الدولي من «حزب الله»، اعلنت الولايات المتحدة الاميركية والارجنتين أمس انهما «ستعملان معا وفي شكل وثيق لوقف شبكات تمويل حزب الله في اميركا اللاتينية».
واكد وزير الخارجية الاميركية، ريكس تيلرسون، انه تطرق الى هذا الموضوع خلال زيارته بوينوس ايرس حيث اجرى محادثات مع نظيره الارجنتيني خورخي فوري. وقال: «بالنسبة الى حزب الله فقد تناولنا في مناقشاتنا التي شملت كل المنطقة، سبل ملاحقة هذه المنظمات الاجرامية العابرة للاوطان التي تعمل بالاتجار بالمخدرات والبشر والتهريب وغسل الاموال، لاننا نرى انها مرتبطة ايضا بمنظمات تمويل الارهاب».
واضاف: «ناقشنا بالتحديد وجود حزب الله في هذا النصف من الكرة الارضية، والذي من الواضح انه يجمع الاموال لدعم نشاطاته الارهابية. انه امر نتفق معا على ضرورة صده والقضاء عليه».
إضراب المعلمين
مطلبيّاً، ينطلق اليوم الإضراب التحذيري لأساتذة التعليم الخاص لمدة 3 أيام، وذلك قبل «التفكير الجدي بإعلان الإضراب المفتوح» وفق ما أكّده نقيب المعلمين رودولف عبود لـ«الجمهورية»، وقال: «للأسف لم يتبدّل شيء نحو الأفضل، لا بل إلى الأسوأ، خصوصاً بعد البيان الختامي الصادر عن الإجتماع الموسّع في بكركي، والذي كان أقرب إلى هيئة حوار مسيحي ـ إسلامي»، مُنتقداً «غياب بعض المدارس الخاصة الوازنة والكبيرة من خارج إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ولم تُدع للاجتماع».
وأعرب عبود عن رغبته في الاجتماع مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، قائلاً: «لو أنهم فعلاً يرغبون في التوصّل إلى حلّ، لكان من الأجدى جَمع الاساتذة والاهالي والإدارات»، مشيراً إلى انّ «ما يَعوق لقاء كهذا هو غياب اعتراف المدارس الخاصة حتى الآن بالقانون 46 مع الدرجات الست». أمّا عن طبيعة إضراب اليوم، فقال: «اليوم الاول سيكون في مكتب النقابة وفي مكاتب المحافظات كافة، على ان تُحدد الخطوات لبقيّة الايام».
الأخبار
لقاء الثلاثاء… ثنائي أم ثلاثي؟
اللقاء الوطني لقوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي: يوجد بديل!

نتنياهو يطمئن جمهوره: لا نتجه إلى شنّ حرب (ضد لبنان)!

تشخص أنظار القوى السياسيّة نحو اللقاء المرتقب غداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، بعد أجواء من التوتّر العالي خلفتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل وكلامه بحقّ رئيس المجلس النيابي. التهدئة وقعت منذ أن تلقّى برّي اتصال عون الأسبوع الماضي، وفيه جرى الاتفاق على اللقاء، إلّا أن هذه التهدئة لا يبدو أنها تشمل باسيل، الذي لا تزال حركة أمل حانقة عليه على خلفيّة الكلام المسيء بحقّ رئيسها، فيما «لم يرضَ» برّي بعد على الرئيس سعد الحريري.
فالكلام كثيرٌ حول رفض برّي حضور الحريري قمّة الرئيسين المرتقبة، وفي الوقت نفسه، يكثر الحديث عن أن عون سيسعى جاهداً لترتيب انضمام الحريري إلى اللقاء، بعد ترطيب الأجواء مع بري. إلّا أن رئيس المجلس، حين سألته «الأخبار» أمس عن إمكانية حضور رئيس الحكومة غداً، قال: «لا يوجد أي مؤشّر حتى الآن على احتمال حضور الحريري». ورأى برّي أمام زوّاره أن اللقاء مع عون «ستظهر على أساسه بوادر المرحلة المقبلة»، لكنّه أكّد استنتاجاته من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن «ما حصل يشير إلى أن هناك من يحاول تخريب الوضع الأمني، وعلينا تفتيح عيوننا عشرة على عشرة»، مؤكّداً أن «الانتخابات حاصلة في موعدها»، علماً بأن أبواب الترشح إلى الانتخابات ستُفتح اليوم.
اهتمام رئيس المجلس ينصبّ على الاجتماع «الثلاثي» غير المباشر اليوم في الناقورة، بين ضبّاط العدوّ وضبّاط القوات الدوليّة والجيش اللبناني، الذي سيعيد فيه ممثّل لبنان الموقف الرسمي اللبناني بتأكيد التمسّك بالنقطة 23 البحرية، والحفاظ على حقّ لبنان في الدفاع عن ثروته النفطية ورفض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وادعاءاته بـ«ملكيّة» كيان العدوّ للبلوك 9 الجنوبي. كذلك من المنتظر أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى الأربعاء لمناقشة التهديدات الإسرائيلية.
بدوره، علّق وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على المزاعم الإسرائيلية، معتبراً أن «حقنا في ثرواتنا ليس قابلاً للمساومة، وبالتالي وقّعنا الاتفاق مع الشركات النفطية للتنقيب في البلوك الرقم 9، وأي كلام أو تهويل إسرائيلي بهذا الخصوص، ينتمي إلى مرحلة ماضية وسابقة، ولا سيما أننا كلبنانيين أجمعنا على التصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا التهديد الإسرائيلي، والمقاومة جزء أساسي من هذا التصدي في موقفها السياسي وجاهزيتها دفاعاً عن حق لبنان في أي شيء له صلة بسيادتنا وحقوقنا». وبشأن الانتخابات، رأى فنيش أن «كل كلام يقال عن أن القانون الحالي للانتخابات يعطي حزب الله فرصة الإمساك بالمجلس النيابي، هو كلام تحريضي، لأن من يقرأ القانون جيداً وكيفية إدارة التحالفات وتطبيقاته وإدارة البلد، يعرف أنه ليس بإمكان أي جهة أن تسيطر وحدها»، مشيراً الى أن «بلدنا لا يمكن أن يحكم بجهة واحدة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية، فلبنان يحكم بالشراكة، وطبيعة نظامنا السياسي، على علّته وشوائبه، هو نظام توافقي تشاركي».
من جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان لا ينتظر مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا عاصفة حزم لحماية السيادة والثروة النفطية اللبنانية، والمقاومة تعرف كل واجباتها الوطنية بالتكامل بينها وبين الجيش اللبناني». وأضاف أنه «بمعادلة المقاومة، نستطيع حماية الثروة النفطية وانتزاع كامل حقوقنا من العدو الإسرائيلي وأن المقاومة تمتلك قدرة تفوق كثيراً عما كانت تمتلكه في 2006. وهذا ما يردع العدو». وأضاف أن «حزب الله بالتحالف مع حركة أمل لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، وإنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصّن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية. لكن السفارات الأجنبية الأميركية والسعودية والإماراتية ترفع فزاعة سيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض».
شهيد من الجيش
أمنياً، نفّذ الجيش مساء امس عملية دهم في باب التبانة لتوقيف أحد المطلوبين البارزين المدعو هـ. ب. الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا. وقد جوبه عناصر الدورية بالرصاص والقنابل اليدوية، ما أسفر عن سقوط شهيد للجيش وجرح آخرين. وجرى تطويق المكان من قبل قوة من الجيش لتوقيف مطلقي النار.
اللقاء الوطني لقوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي: يوجد بديل!
نجح الحزب الشيوعي اللبناني، أمس، في جمع قرابة 200 مُمثل عن الأحزاب والشخصيات والجمعيات الاعتراضية، التي تطمح إلى خوض الانتخابات النيابية موحدة، تحضيراً لتأسيس ائتلاف مُعارض يكون بديلاً من النظام «الطائفي الفاسد».
تعي قوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي، أنّه من أجل مواجهة «قوى السلطة الطائفية الفاسدة» يجب أن تكون «صوتاً واحداً للتغيير». العبارة الأخيرة، كانت هي الشعار الذي رفعه أمس الحزب الشيوعي اللبناني في مسرح المدينة في شارع الحمرا، بمناسبة انعقاد «مبادرة اللقاء الوطني حول الانتخابات النيابية».
أهداف المبادرة أربعة: خوض الانتخابات النيابية، توحيد كلّ أطر التنسيق بين مكونات قوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي، إنتاج شعارات وبرامج انتخابية ولوائح موحدة في جميع الدوائر وتأسيس ائتلاف سياسي على قاعدة برنامج مشترك للتغيير الديموقراطي. تحت هذه العباءة، نجح الحزب الشيوعي في جمع حوالى 200 شخصية (سياسية وإعلامية وثقافية ونقابية وفنية) وحزب سياسي وجمعية وحركة مدنية: منظمة العمل الشيوعي، حركة الشعب، مواطنون ومواطنات في دولة، بدنا نحاسب، طلعت ريحتكم، لِبلدي… وتناوب على الكلام كلّ من رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، الأمين العام لـ«الشيوعي» حنا غريب، الوزير السابق شربل نحاس، الكاتب نصري الصايغ، رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي، المهندس ميشال عقل، الإعلامية فاديا بزي، عبد الناصر المصري، مسؤولة العلاقات العامة في لجنة حقوق المرأة اللبنانية عايدة نصرالله، الناشط في حملة «طلعت ريحتكم» أسعد ذبيان، عبدالله رزق، الطبيب ناجي قديح، الدكتور الجامعي الياس براج، المحامي عمر زين، الكاتب السياسي الدكتور سايد فرنجية، الكاتب زكي طه، الرئيس السابق لرابطة موظفي الإدارة العامة محمود حيدر، الطبيب قيصر معوض، المحامية وعضو مجموعة «لِبلدي» نايلة جعجع، جهاد اسماعيل، علي سويدان، العميد المتقاعد سامي رماح، النقابي محمد قاسم، هاني سليمان، هاني مراد، جورج سعادة، النقابي محمد نجيب الجمال، الكاتب سهيل الطشم، رشاد خزعل، سلطان سليمان، مصطفى اسماعيل، علي طفيلي ونور اللحام.
جلس غريب، مُحاطاً بالحسيني ونحاس، والحلبي، وعددٍ من الفاعليات. الكلمة الافتتاحية كانت لعضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي حسن خليل، الذي قال إنّ قوى السلطة تجمعت ضدّ مصالح الناس، «فبادرنا إلى التشاور مع كثيرين، لنقول إنّه يجب أن يكون هناك في مقابل خطاب السلطة خطابٌ آخر، هذا الخطاب السياسي». النقطة الثانية التي طرحها خليل هي أنه «يجب الإكمال باتجاه إنشاء معارضة وطنية لاطائفية، تأخذ مصلحة الشعب اللبناني بعين الاعتبار». ولم يفته توجيه تحيتين. الأولى إلى روح الباحث الدكتور صادر يونس، والثانية إلى المناضلة الفلسطينية عهد التميمي.
طالبو الكلام في «مبادرة اللقاء الوطني» كانوا كُثراً، قلّة منهم التزمت بطلب الإعلامية ألين حلاق أن لا تتعدّى مُداخلة كلّ منهم ثلاث دقائق. البداية كانت مع الحسيني، فرأى أنّ «قوة الدولة المدنية التي نسعى إلى قيامها ليست في أن نكون عبئاً عليها، بل أن تكون حيوية المجتمع المدني قوة لهذه الدولة، التي تكون وحدتها في مقدار الأمل الذي تبعثه وتحييه… إصلاح الدولة نفعٌ للجميع». وأضاف بأنّ اليأس لم يبلغنا «إلا حين تراجعنا إلى حدود الفئة وفقدنا المبادرة». إلا أنّ المهم اليوم «أن ينطلق تيار مدني لبناء الدولة».
الأمين العام لـ«الشيوعي»، حدّد الموجبات للدعوة إلى اللقاء أمس، فوصفه بأنّه «صرخة… وإيصال رسالة إلى اللبنانيين بأنّ هناك بديلاً يجب أن يولد من تراكم الحراكات الشعبية، ويجب أن يعمل على إطاحة أطياف السلطة ليبني دولة علمانية مدنية ديموقراطية». ورأى غريب أنّ «مواجهة القانون الحالي تكون بمواجهة السلطة التي أقرته، فكما توحّدت أحزاب هذه السلطة، علينا أن نتوحد بمواجهتها… ولنعترف بداية، بأن تمايزات تقوم بيننا وربما تكون ذات شأن، ولكن لا خيار أمامنا سوى أن نغلّب خيار إنقاذ لبنان من هذه السلطة الفاسدة على كل ما عداه». انطلاقاً من هنا، يجب «تنظيم حالة الاعتراض والتغيير الديموقراطي، خوض الانتخابات ببرنامج موحّد وشعارات موحّدة وبلوائح مشتركة تحمل تسميات موحّدة في كل الدوائر». ودعا غريب إلى «انتزاع المقاعد النيابية التي لم يتمكنوا من مصادرتها في قانونهم الانتخابي، والى انتزاع نسبة وازنة من أصوات المقترعين. تجسيد هذا الهدف الآني هو الذي سوف يحدّد السمة الأساسية لحقبة ما بعد الانتخابات النيابية، والتي سوف نحرص فيها على أن نبقى موحّدين على العمل المشترك في ما بيننا عبر لجنة متابعة مفتوحة».
من جهته، رأى نحاس أنّ العنوان يجب أن يكون «بناء الدولة وتسلّم إدارتها فعلياً، عبر عمليّة انتقال سلمي، والانتخابات هي فرصة لذلك». وتوجه «الوزير المُشاكس» إلى الناس ليختاروا «بين أن تكونوا شوارع أو بيئات أو زعراناً أو ضحايا، أو الحَكَم لتُصبحوا مواطنين ومواطنات في دولة… المواجهة مفصل تاريخي». أما ابراهيم الحلبي فأشار إلى أنّه «قد يكون هناك بعض التباينات (بين قوى التغيير)، ولكن نحن موحدون في المعركة». يقول إنّه «قد نكون أخفقنا في معركة فرض قانون عادل للانتخابات، يجب علينا أن لا نُخفق في المعركة لتحقيق النتائج وتشكيل ائتلاف مُعارض».
من خارج «السياق»، أتت كلمة نصري الصايغ، سائلاً: «وماذا بعد؟ هل سيتحقق شيء؟ كلّما حصلت معركة طائفية يفوز بها الطائفيون. ونحن على توحدنا والتزامنا بهموم الناس، لم نُحقّق شيئاً، فهل سنستطيع في المستقبل؟». وأضاف بأنّ «صراطنا مستقيم، لكن الطريق غير موجود. المعركة يجب أن تبدأ في 7 أيار ولا تنتهي في 6 أيار».
وفي الإطار نفسه، تحدّث سايد فرنجية عن هذه القوى «غير الموحدة… علينا أن نؤسس لقيام تكتل سياسي مُعارض… السلطة قوية لأننا ضعفاء». وحين شعر الناس «بحالة من الوحدة، نزلوا في آب 2015، 70 ألفاً إلى الشارع. انطلاقاً من هذه الحالة، يجب تشكيل لجنة متابعة لتوحيد الجهود، وتشكيل لوائح مشتركة، والابتعاد عن المُرشحين الذين يتنقلون من فريق إلى آخر». محمود حيدر كان أيضاً نقدياً، فقال إنّ هذا اللقاء «كان يجب أن يتم قبل فترة، وليس على أبواب الانتخابات. إذا نحن موحدون، يجب أن نتوجه صوب قوى أخرى لا تزال خارج القاعة، ونتفق على البرنامج الموحد لنخوض الانتخابات».
وقبل استكمال الكلمات، قرأ عضو المكتب السياسي «الشيوعي» حسن خليل الإعلان الصادر عن «اللقاء الوطني»، مُعلناً أنّ «الانتخابات تُشكل محطة سياسية مهمة في هذه المعركة المفتوحة، اعتبار الانتخابات استحقاقاً لمحاسبة أطراف السلطة، التزام العمل على توحيد الجهود لخوض الانتخابات في الدوائر كلها، تنظيم حالة الاعتراض والتغيير الديموقراطي، وضع الانتخابات في خدمة بناء معارضة ديموقراطية لفتح الآفاق أمام تأسيس ائتلاف سياسي على الصعيد الوطني، رفض وإدانة الخطاب السياسي المذهبي الهادف إلى تقسيم اللبنانيين والعمل على تحضير تحرك شعبي يهدف إلى توحيدهم وتشكيل لجنة متابعة مفتوحة من المشاركين لمواكبة مرحلة ما قبل الانتخابات وما بعدها».
اللواء
السباق الإنتخابي اليوم.. والسلطة لاحتواء الخلافات غداً
إستشهاد جندي في مداهمات التبانة.. وإضراب تربوي يهزّ المدارس الخاصة

تسعون يوماً، تزيد أو تقل، يتوجه بعدها الناخبون إلى صناديق الاقتراع لتجديد التمثيل في المجلس النيابي، في ضوء قانون النسبية، الذي يختبره اللبنانيون لأول مرّة، وهو ينطوي على مفاجآت تجعل من الصعب بمكان التنبؤ بالنتائج، التي ستتوقف ربما على صوت واحد، وفقاً لما لاحظه الرئيس سعد الحريري.
وتنطلق الترشيحات اليوم في وزارة الداخلية، وسط سباق محموم إلى الترشيح بانتظار «التحالفات الملونة» واللوائح المقفلة وحسابات الصوت التفضيلي، على ان يكون غداً في بعبدا اجتماع، يفصل بين الخلافات السياسية اليومية، والاستحقاقات النيابية أو الدفاعية أو حتى الاستراتيجية، في ما يتعلق بثروة لبنان النفطية، وردع إسرائيل، العدو الذي يتربص بلبنان واللبنانيين.
ولم يخفِ الرئيس الحريري ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً، لأن الكلام الذي سمعناه اعادنا 30 سنة إلى الوراء، ولولا حكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي لما تمكنا من الوصول إلى تفاهم.
لقاء المصالحة غداَ
وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان لقاء المصالحة الذي سيجمع الرؤساء الثلاثة في بعبدا غداً، يفترض ان يحسم الملفات الخلافية التي فجرت العلاقات الرئاسية، وكادت ان تطيح بمنجزات أولى سنوات العهد الجديد، وفي مقدمة هذه الملفات مرسوم اقدمية ضباط دورة العام 1994.
وتعتقد هذه المصادر ان مبادرة الرئيس عون بالاتصال بالرئيس برّي، طوت صفحة الخلافات والشحن الطائفي والمذهبي، واوقفت حركة الاحتجاجات في الشارع، ولا سيما بعدما كادت تعيد خطوط التماس الطائفية، الا ان صفحة ما اصطلح على تسميته بـ«فيديو» الوزير جبران ما تزال تحتاج إلى جهود مضاعفة، وهي «لن تطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين» على حدّ تعبير وزير الزراعة غازي زعيتر.
وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا ما سارت المحادثات بين الرؤساء الثلاثة، على نحو إيجابي، وامكن لهم طي صفحة الخلافات في ما بينهم، فإن لقاء الغد يفترض ان يحسم موعد جلسة مجلس الوزراء المؤجلة منذ أسبوعين، والذي يرجح ان تتم الخميس المقبل، بجدول أعمال فضفاض بطبيعة الحال، كما سيحسم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، حتى موعد الدورة العادية الأولى في آذار، بما في ذلك المواضيع التي ستطرح في هذه الدورة، والتي ستتصدرها موازنة العام 2018، في حال عادت مؤسسات الدولة إلى الانتظام من دون تشجنات وتوتر وخلافات.
الا ان كل ذلك يبقى رهن ما يمكن ان يتداوله الرؤساء الثلاثة، علماً انهم اتفقوا على عقد اجتماعهم من دون تحديد جدول أعمال له، على اعتبار انه سيبقى مفتوحاً لكل الملفات المطروحة، وهم يُدركون ان تفاهمهم واجب وطني لحسن إدارة شؤون الدولة والعباد، خاصة وان البلاد مقبلة على استحقاقات انتخابية، يفترض ان يرسم هذا التفاهم سقف الحملات الانتخابية والعملية برمتها وللعبور بهذا الاستحقاق نحو بر الأمان.
اما اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي سينعقد الأربعاء، ويخصص لموضوع التهديدات الإسرائيلية للبلوك 9 ولموضوع الجدار، الذي تعتزم إسرائيل اقامته بالقرب من الحدود الجنوبية، فإن لقاء الناقورة العسكري اليوم الذي سيجمع ضباطاً من الجيش اللبناني و«اليونيفل» مع ضباط اسرائيليين، يفترض ان يتبلغ خلاله الجانب الإسرائيلي من الجانب الدولي، الموقف اللبناني بضرورة إزالة هذا الجدار، باعتباره انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، علماً ان لبنان سبق ان أبلغ الأمم المتحدة ان البلوك 9 هو جزء من المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة، وليس منطقة متنازع عليها مع إسرائيل، وبالتالي فإن أي كلام بشأن هذا الجزء من المياه الإقليمية اللبنانية، سيعتبر بمثابة اعتداء على السيادة اللبنانية.
الحريري
وعشية لقاء المصالحة غداً، كانت للرئيس الحريري مواقف لم تخل من توجيه رسائل مما حصل في الأسبوع الماضي من تحركات احتجاجية في شوارع بيروت، طاولت قطع طرقات واحراق دواليب وتعطيل لحركة النّاس، مؤكداً انه «من غير المقبول ان تتحمل بيروت كل هذه الأعباء، وان تدفع الثمن عن كل من يخطئ، مشدداً على ان «بيروت ليست مكسر عصا لأي كان، ويجب ان تكون محمية من الجميع ومن أجل الجميع، لأن الجميع يعيش في بيروت».
ولفت الرئيس الحريري إلى ان لبنان تجاوز قطوعاً خطيراً جداً في الأيام الماضية، مشيراً إلى ان الكلام الذي سمعناه خلال هذه الأيام أعادنا ثلاثين سنة إلى الوراء، ولكن الحمد لله، بحكمة الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي تمكنا مجدداً من الوصول إلى هذا التفاهم، الا انه غمز من قناة الكلام العالي النبرة، قائلاً: «هذا لا يعني انك إذا رفعت صوتك فيسمعك النّاس، بل انا برأيي حين ترفع صوتك يتوقف النّاس عن الاستماع إليك، في حين ان علينا جميعاً ان نسمع بعضنا البعض، ولذلك فإن الهدوء هو الذي يوصلنا إلى المكان الصحيح، اما الصراخ فإلى أين أوصلنا؟».
وكان الرئيس الحريري قد شدّد في كلمة ألقاها خلال عشاء أقامه رئيس اتحاد العائلات البيروتية الأسبق محمّد سنو في منزله في حضور شخصيات بيروتية وحشد من أبناء العائلة على ضرورة الاقتراع بكثافة في الانتخابات المقبلة، لأنه «حسب القانون الجديد كلما زاد التصويت واقبل النّاس على الاقتراع كلما زادت حظوظ نجاحنا وعدم خرق لوائحنا». كما شدّد ايضا على التوافق، معتبرا ان البلد لا يدار الا بالتوافق، وقال «نستطيع ان نختلف مع حزب الله في الأمور الاستراتيجية، ولكن علينا ان نتوافق على الأمور الداخلية، ولذلك سرنا في هذا الخط، واتى من يزايد علينا ويقول انني اتخلى عن أهل السنة، أو يدعي ان هناك توظيفات في الدولة تذهب لصالح الفريق أو ذاك، وأنا اقول لهؤلاء في وظائف الفئة الأولى لا أحد يستطيع ان يأخذ حصة الآخر لأنها مقسمة بالقانون والدستور».
برّي
أما الرئيس برّي فقد أكّد من جهته ان لقاء الثلاثاء سيكون تثبيت الاستقرار وللبحث في النقاط الخلافية، وسيصار إلى التأكيد على السلم الأهلي، وجدّد امام زواره التأكيد على ان الانتخابات ستحصل في موعدها، وان لا شيء يعيق ذلك.
وحول ما إذا كان الرئيس الحريري سيحضر اللقاء، اجاب: «لا مشكلة في حضوره».
واسهب الرئيس برّي في الحديث عن الجدار الإسرائيلي على الحدود وعلى البلوك 9، مؤكدا التمسك بحق لبنان في استثمار ثرواته البحرية، في هذا البلوك، داعيا إلى مواجهة الأطماع الإسرائيلية من خلال الموقف اللبناني الموحّد.
وفي حين لم يتطرق برّي إلى تصريحات الوزير باسيل المسيئة بحقه، ولا إلى تصريحاته في «الماغازين»، الفرنسية حول «حزب الله»، فإن مصادر سياسية في فريق 8 آذار اعتبرت ان صمت الحزب على هذه التصريحات الخاطئة والمتسرعة، أبلغ تعبير عن استيائه من أداء شخص يفترض انه حليفه ومعه في الخط الاستراتيجي ذاته.
وقالت هذه المصادر انه أصبحت عند الحزب قناعة بأن حليفه العوني يعتمد سياسة العصا والجزرة في علاقاته مع الثنائي الشيعي تحديدا، وهو ما يرفضه الحزب رفضا تاما ويعتبره استفزازياً مقصودا للتملص من تفاهم مار مخايل.
الا ان المصادر نفسها استدركت بالاشارة إلى ان الحزب منذ البداية وقبل هفوات باسيل المتكررة يفصل بين علاقاته برئيس الجمهورية ميشال عون الذي يعتبره اشرف الحلفاء والمسؤول الأوّل عن التفاهم وبين باسيل الحليف السياسي الذي لا يلتزم معه الا اخلاقياً، وبالتالي فإن إيجاد عذر للرئيس مسموح في حال اخطأ، كما ان صون التفاهم هو التزام ثابت معه، اما مع باسيل فالقصة مختلفة».
فتح باب الترشيحات
في غضون ذلك، يفتح اليوم باب الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة المقرّر ان تجري في 6 أيار المقبل، مع بدء الحملة الانتخابية، بحسب ما أعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات.
ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل خلال احتفال اطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في «فوروم دو بيروت» اللبنانيين إلى ان يكونوا «نبض لتغيير في 6 أيار»، وقال «نحن مقبلون على انتخابات هي بالنسبة إلينا فرصة لكل اللبنانيين من أجل بناء لبنان جديد، غيرنا سيخوض المعركة بالمال والسلاح والخدمات ونحن سنخوضها من قلبنا لأننا نؤمن بالطيبة وبأن القلب أقوى من كل الحدود الموجودة بيننا وبين التغيير وحلمنا بلبنان، مشيراً ان منطق مرقلي لمرقلك يجب أن يتغيّر في 6 أيار (راجع ص 3)
أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فأعلن خلال حفل إطلاق المصالح والأجهزة الانتخابية لماكينة «القوات في معراب، أن «الإنتخابات هذه السنة ليست مجرد ممارسة ديمقراطية عادية، وإنما يجب أن تكون ثورة بيضاء على كل السياسات التقليدية التي نعيش»، مشددا على أن «مصيرنا بأيدينا، فلنتصرف تبعا لأحلامنا ولكل ما نتمناه ونعبر عنه كل يوم، بدل أن نتصرف انطلاقا من اعتبارات ضيقة صغيرة عائلية أو عشائرية أو شخصية أو منفعية».
وقال: «مصيرنا جميعاً للسنوات الأربع القادمة موجود في هذه الورقة التي سيسقطها كل مفرد منا في صندوق الاقتراع في 6 أيار القادم. فلنتحمل مسؤولياتنا ونرمي الواقع المزري الحالي وراءنا ونقترع للشفافية، للسياسات العامة، للإستقامة، للوطنية الفعلية، فنقترع للدولة الفعلية اللبنانية القوية. فنقترع قوات لبنانية». (ص 3)
إضراب
تربوياً، وعلى وقع رفض تلامذة المدارس تمويل سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع الخاص، والتربية بوقف دفع الاقساط، ينفذ معلمو المدارس، بدءا من اليوم، ولمدة ثلاثة أيام اضرابا احتجاجاً على عدم تطبيق القانون 46 الخاص بالسلسلة.
وردت لجان الأهل بتعليق التوقيع على الموازنات المدرسية والطلب إلى الأهالي وقف دفع أقساط كل مدرسة تقفل ابوابها في وجه تلامذتها أيام الإضراب ومطالبة إدارات المدارس محاسبة الأساتذة عن كل يوم تعطيل.
امنياً، استشهد عسكري في الجيش اللبناني متأثرا باصابته خلال مداهمات لمطلوب في التبانة.
فقد نفذ الجيش مداهمة في التبانة، وتمكن من توقيف أحد المطلوبين «هـ.د»، ومحاصرة المطلوب الثاني، الذي فتح النار باتجاه الدورية ورمى 4 قنابل، ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح للجيش، الذي ردّ على مصادر النيران.
وأغلق الجيش عددا من الطرقات المؤدية إلى مكان المداهمات، فيما وصلت سيّارات إسعاف الطبابة العسكرية إلى المكان وعملت على نقل المصابين.
وكان الجيش استقدم وحدة من مغاوير الجيش، وقطع الطريق المؤدي إلى شارع الحموي، حيث يتحصن هاجر العبد الله، وكان اعتقل شقيقه الأكبر بلال وصهره فادي موسى.
والشهيد هو الجندي خالد خليل (من عكار) وعدد من الجرحى عرف منهم: النقيب مارون رزق، والملازم علي إبراهيم، والعريف يوسف حسن، والجندي ياسر عواد، والجندي خضر عاصي والعريف خالد حسن.
وكانت المداهمة تستهدف المطلوب هاجر لانتمائه إلى ما عرف بمجموعة «فنيدق» التي تنتمي لداعش.
البناء
«إسرائيل» تتراجع عن تهديدات ليبرمان: لا نريد الذهاب إلى الحرب… لكننا سندافع عن أنفسنا
ماذا قال باتروشيف لكوهين… وماذا سمع نتنياهو من بوتين حول خيار التصعيد؟
اليوم يبدأ الماراتون الانتخابي… وغداً لقاء بعبدا الرئاسي… والتفاهمات والخلافات «عالقطعة»

أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبيل الاجتماع الأسبوعي لحكومته ظهر أمس، أنّ «إسرائيل لا تريد الذهاب إلى الحرب، لكنها ستدافع عن نفسها»، وجاء الإعلان بعد نهاية زيارة لمدة ثلاثة أيام لمستشار الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف لتل أبيب عقد خلالها مع الوفد العسكري والأمني المرافق سلسلة اجتماعات تقنية مع مستشار الأمن القومي «الإسرائيلي» مئير بن شبات ورئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس الأركان غادي إيزنكوت وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين «الإسرائيليين»، من ضمن تفاهم على تقييم للمخاطر التي تتعرّض لها «إسرائيل»، وفقاً لما عرضه نتنياهو أثناء زيارته الأخيرة قبل أسبوعين إلى موسكو.
مصادر مطلعة على الموقف الروسي أكدت لـ «البناء» أنّ موسكو لا تعتقد بوجود مخاطر نشوب حرب قريبة، وتضع التهديدات «الإسرائيلية» ضمن سياق يهدف لرسم مسار يجعل موسكو شريكة في حفظ أمن «إسرائيل» مما سمّاه نتنياهو بتصاعد خطر القوة الإيرانية في سورية وقوة حزب الله في لبنان وسورية، بحيث يجري التوصل بين موسكو وتل أبيب لنوع من تفاهم على تحديد الخطوط الحمراء التي لا يجوز للحضور الإيراني ولوجود حزب الله في سورية تخطيها، بعدما حسمت موسكو بلسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مباحثاته مع نتنياهو، أنّ قوة حزب الله في لبنان شأن لا تتدخّل روسيا فيه، وهي تناقش الوضع في سورية انطلاقاً من كونها موجودة عسكرياً هناك وتشكل حليفاً وشريكاً للدولة السورية وإيران وحزب الله في الحرب على الإرهاب.
تضيف المصادر أنّ القيادة الروسية السياسية والعسكرية والأمنية لم تعط أيّ وعود لـ»الإسرائيليين» بالتدخل، على خط المواجهة أو القيام بوساطة لمنع التصعيد، لكنها وعدت بالاستماع والاطلاع على ما ترغب «إسرائيل» بعرضه للمسؤولين الروس. وهذا مبرّر سفر الوفد الروسي إلى تل أبيب، حيث كان وعد نتنياهو لبوتين بعرض وثائق تثبت ما قاله عن مصانع الصواريخ التي تتّهم تل أبيب طهران ببنائها في سورية.
تؤكد المصادر المطلعة أنّ قراءة موسكو للحراك «الإسرائيلي» تلحظ سعياً «إسرائيلياً» لمنح «إسرائيل» قواعد اشتباك تتيح استهداف مواقع وأهداف تابعة لإيران وحزب الله في حال نجحت بتوصيف طبيعة الأهداف المسموح ضربها واعتبارها خرقاً للاستقرار واستغلالاً للوجود الروسي، لكنها لم تحصل على شيء من هذا القبيل، فمعادلة موسكو لا تزال تقوم على اعتبار الدولة السورية هي الجهة الصالحة لتوصيف المسموح والممنوع فوق أراضيها، طالما يحظى الوجود الإيراني ووجود حزب الله برضا وقبول الحكومة السورية وتقع تفاهمات ثنائية تربطها بالطرفين ليست روسيا طرفاً فيها. ولذلك تنصح موسكو دائماً بالإسراع بالانطفاء «الإسرائيلي» من المعادلة السورية لصالح الدولة والجيش السوري، وفتح الباب لعودة قنوات أممية غير مباشرة كالأندوف تتيح طرح ما يراه كلّ طرف مصدر قلق على الضفة المقابلة.
في زيارة باتروشيف لتل أبيب، تقول المصادر المطلعة إنّ الزيارة انتهت بالإصغاء والاطلاع على ما لدى «الإسرائيليين»، وسقف ما يمكن قوله هو أنّ ما أتيح للوفد الروسي الإطلاع عليه وسماعه زاد القناعة لدى موسكو بعدم وجود مخاطر نشوب حرب، والنظر للتهديدات «الإسرائيلية» كاستدراج لتدخلات ووساطات، لا ترى موسكو أنّ ملف النفط اللبناني قد يشكّل عنصر تفجير سريع فيها.
لبنانياً، سيكون يوم غد مناسبة لموقف لبناني بحجم التحدّي الذي فرضه كلام أفيغدور ليبرمان وتهديداته حول الملف النفطي، خصوصاً بعدما تزامن التصعيد «الإسرائيلي» مع ملفات الخلافات اللبنانية، وجاء التراجع على لسان نتنياهو بالتزامن مع النجاح بالسيطرة على الخلافات الداخلية بعد مبادرة رئيس الجمهورية للاتصال برئيس المجلس النيابي، وفتح الباب لحوار حول قضايا الخلاف لا تتوقّع مصادر متابعة أن يصل لنتائج تسبق الانتخابات النيابية التي تنطلق الإشارة الأولى رسمياً نحوها اليوم بفتح باب الترشيحات، ليبدو أنّ التحالفات الانتخابية كما التفاهمات الحكومية والسياسية، ستتمّ تفادياً للمواجهات، على القطعة وبالمفرّق، بمثل ما ستنشأ خلافات ومواجهات موضعية سيكون الحرص لتكون أيضاً على القطعة وبالمفرّق، ليتبلور المشهد السياسي والنيابي بعد الانتخابات، وتنتهي مفاعيل الصراع على الأحجام والأدوار والرهانات على شدّ العصب الطائفي والحزبي كشرط لتحسين الوضع الانتخابي، يصعب معه لطلب التهدئة أن يوصل لتفاهمات راسخة.
ماذا يحمل لقاء بعبدا الرئاسي؟
بينما هدأت العاصفة السياسية والاعلامية التي عصفت بالساحة الداخلية الاسبوع الماضي، جراء الفيديو المسرّب لوزير الخارجية جبران باسيل وتنفّست البلاد الصعداء واستعادت هدوءها الحذر في الفرصة الأسبوعية، يحمل الأسبوع الطالع جملة من الاستحقاقات سترسم معالم المرحلة المقبلة أبرزها اللقاء الرئاسي في بعبدا يوم غدٍ والذي سيجمع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، وربما بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، على أن يحدد هذا اللقاء أيضاً شكل العلاقة بين الرئاسات الثلاث في المستقبل لا سيما بين الأولى والثانية وسيحدد أيضاً مصير مجلس الوزراء والملفات الحياتية والمالية والاقتصادية الضاغطة والداهمة المطروحة على طاولة الحكومة، في وقتٍ يفتح اليوم باب الترشيحات للانتخابات النيابية وسط إعلان الأحزاب والقوى السياسية بالتوالي انطلاق الماكينات الانتخابية لخوض استحقاق أيار على أن تتظهّر اللوائح النهائية وخريطة التحالفات تدريجياً بدءاً من الشهر الحالي حتى أواخر آذار المقبل.
وفي ظل هذا الواقع الداخلي المأزوم تبقى الأنظار مشدودة الى الوضع جنوباً مع تصاعد التهديدات «الإسرائيلية» ضد لبنان وثروته النفطية والغازية على أن يشهد هذا الأسبوع ايضاً اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية على أن يحدّد خلاله خطة المواجهة لمحاولة «إسرائيل» القرصنة على بلوكات الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، لا سيما الرقم «9» واعداد الجبهة الداخلية للرد على أي عدوان جديد محتمل على أن يُكمل ذلك ويتكامل مع موقف وخطة الردع والمواجهة التي أعدّتها المقاومة والتي من المتوقع، بحسب مصادر أن يعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة له منتصف الشهر الحالي في ذكرى الشهداء القادة في حزب الله.
وعلى رغم تمكّن لبنان من معالجة ذيول الأحداث الامنية الأخيرة واحتواء الشارع وطي صفحة الفتنة الطائفية التي أطلّت برأسها من بوابة الحدث الضاحية الجنوبية، غير أن صفحات القلوب المليانة لم تُطو بعد لا سيما تداعيات كلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بحق رئيس المجلس النيابي ولم تحطّ الخلافات والاختلافات بالجملة بين حركة أمل و»التيار» رحالها، ما يعني أن ربط النزاع وارجاء الملفات المتفجّرة والسير بين الألغام في الحكومة وتحديد قواعد اشتباكٍ داخلية جديدة ستشكل المعادلة التي ستحكم البلاد الى ما بعد الانتخابات النيابية.
وإذ سُجِل لقاءٌ جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على هامش التعازي بوفاة والد قائد الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي في وادي شحرور، أوضحت مصادر معنية لـ «البناء» أن «اللقاء لم يكن منسقاً، بل كان محض صدفة ولم تعقد خلوة بين المجتمعين، بل ما قيل كان كلاماً عاماً تناول التطورات الأخيرة على الساحة الداخلية». وأوضحت المصادر أن «الاختلاف بوجهات النظر لا يعني القطيعة، بل إن قنوات التواصل قائمة بين حارة حريك وبعبدا، لكن لقاء وادي شحرور لم يقدم أي معطيات جديدة تغير في المعادلة بشأن الأزمة القائمة»، ولفتت الى أن «حزب الله دخل على خط حل الأزمة بين بعبدا وعين التينة والرابية بعد أن انتقل الصراع الى الشارع واستشعر خط الفتنة واهتزاز ورقة التفاهم بين الحزب والتيار الوطني الحر، وبالتالي سعى الى حصول لقاء بين حليفيه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في بعبدا، علّه يكون بداية تجسير للعلاقة وكسر للحاجز النفسي بينهما».
وحول تصريحات الوزير باسيل لمجلة «ماغازين» لفتت المصادر الى أن «الحزب غير معني بالردّ على الكلام»، مشيرة الى أن «التهديدات التي يتعرض لها لبنان من العدو الإسرائيلي أهم بكثير من الخلافات أو الاختلافات على بعض الملفات الداخلية»، مؤكدة «متانة وعمق العلاقة الاستراتيجية مع كل من حزب الله وأمل من جهة والحزب والتيار من جهة ثانية»، مشيرة الى أن «الاستقرار الداخلي والتوافق بالنسبة للحزب يعلو على أي أمر آخر وفوق كل المقاربات المختلفة في الملفات الداخلية».
وعلمت «البناء» أن «لا جدول أعمال محدّداً حتى الآن للقاء بعبدا، لكن ما بات محسوماً هو أن الرئيس بري سيفتح مع الرئيس عون مسألة مرسوم الأقدمية ويعرض نظرته حول اتفاق الطائف في ظل استمرار عون على موقفه المتصلب إزاء المرسوم»، وقللت مصادر أخرى من تفاؤلها بنتائج لقاء بعبدا مع استمرار السجال غير المباشر بين أمل والتيار على هامش مؤتمر ساحل العاج وغياب أسس عملية واضحة لمعالجة أسباب الأزمة، ما يبقي اللقاء في إطار الشكل لا الضمون، بحسب المصادر مع «بقاء الامل بأن يؤدي اللقاء الى إدارة وتنظيم الخلاف إذا كان أفق حل الازمة مسدوداً»، غير ان الرئيس بري بحسب مصادر «البناء» «يفصل بين علاقته بالرئيس عون وموقفه من الوزير باسيل الذي لم يتغيّر، كما أنه لا يزال على مواقفه من الملفات الخلافية مع بعبدا، لكنه لن يسمح بتعطيل المؤسسات أو الاحتكام للشارع».
وأشار وزير الزراعة غازي زعيتر في حديث إذاعي الى «أننا طوينا صفحة الخلافات والشحن منذ زمن، ولكن هناك صفحة لن تُطوى قبل الاعتذار من كل اللبنانيين، لأن الكلام المسرّب هو إهانه للبنانيين ويجب على جميع الأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها لضبط الفلتان الحاصل»، مؤكداً أننا لن نعطل المؤسسات والمشاريع وسير عمل في الحكومة.
خرقٌ للهدنة
وقد تعرّضت الهدنة الإعلامية والسياسية الى خرقٍ طفيف تمثل بالسجال بين عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي ووزير البيئة طارق الخطيب الذي اعتبر أن «ردّة الفعل التي حصلت تثبت صحة النعت الذي نعت فيه، ولا يريدون الدولة القوية لكي تبقى الذهنية الميليشياوية»، ما استدعى رداً عنيفاً من بزي قال فيه: «حبذا لو أعار وزير البيئة اللبنانيين صمته خاصة في هذه المرحلة، لأن الوطن والمواطن لا يحتملان مزيداً من الكلام الذي تفوح منه روائح النفايات السياسية والبهلوانيات ممن تعوّد تمسيح الجوخ على قاعدة اشهدوا لي عند الأمير. تعقّل يا معالي الوزير فكفى اللبنانيين شر كلام تنبعث منه روائح النفايات السياسية».
إلى ذلك عمدت بعض وسائل الإعلام الى توتير الأجواء لاستدراج الشارع الى المواجهة من جديد. فوجّه رئيس مجلس إدارة قناة الجديد تحسين خياط سهامه باتجاه عين التينة مستخدماً المصطلحات والعبارات نفسها التي وردت في الفيديو المسرّب للوزير باسيل وكادت تأخذ البلاد الى الفتنة، حيث قال خياط في كلمة له خلال أمسية أقامتها إدارة قناة الجديد لموظفيها بمناسبة عيدها الخامس والعشرين، إن «لا البلطجية قدروا علينا ولا رئيس البلطجية قدر». وتطرّق إلى سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها قناة الجديد آخذاً منها عبرة للاستمرار في رسالتها.
وفي وقتٍ دعت جهات مجهولة باسم حركة أمل المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى التظاهر أمام مبنى «قناة الجديد» في بيروت، نفت حركة أمل في بيان لمكتبها الإعلامي «أي علاقة لها بأية دعوة إلى التظاهر او الاعتصام أمام مبنى تلفزيون «الجديد»، أو أي مكان آخر، وأهابت بكل الحركيين عدم الانجرار وراء دعوات مشبوهة توزع على وسائل التواصل الاجتماعي».
حماوة وحُمّى انتخابية
وعشية فتح باب الترشيحات للانتخابات النيابية، ارتفعت وتيرة الخطاب الانتخابي والسياسي وبدأ إنزال الأسلحة المختلفة الى المعركة وفتح الملفات والاتهامات وسط توقّعات بأن يرتفع الخطاب المذهبي والطائفي والسياسي المتشج وتستعر الحماوة والحمّى الانتخابية لتصل مداها الأقصى مع اقتراب موعد الانتخابات بهدف تجييش الشارع لرفع نسبة الاقتراع المتوقع أن تتراجع في معظم الدوائر الانتخابية لأسباب عدّة أبرزها غياب الشعارات والعناوين الجاذبة للجمهور، فضلاً عن شحّ في الإنفاق الانتخابي الخارجي والداخلي الى جانب التحوّلات في المشهد الإقليمي.
وافتتح رئيس حزب الكتائب المعركة الانتخابية بخطاب استعراضي من الـ «فوروم دو بيروت» خلال احتفال إطلاق الماكينة الانتخابية للكتائب موجّهاً رسائل سياسية الى بيت الوسط والرابية، متهماً تيار المستقبل والوطني الحر بالشراكة في الصفقات لا سيما في ملف الكهرباء، ما استدعى رداً من وزير العدل سليم جريصاتي، عبر «تويتر»، قائلاً: «عيب يا نائب الأمة القول «قاضي إلي وقاضي إلك» وعيب القول استخدموا القضاء لإسكاتنا وإسكات الإعلاميين». وأضاف جريصاتي: «القضاء سلطة مستقلة إلك ولغيرك، بس المهم تلجأ للقضاء لتثبت حقك واتهامك كم خطيئة ترتكب بحق الوطن والقضاء بسبب الاستحقاق الانتخابي».
ودخل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ، على خط الاشتباك ونشر مرتين صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر دخاناً في الجو فوق العاصمة بيروت ، غامزاً من قناة «الوطني الحر» و»المستقبل» بملف الكهرباء، وقال: «يوم مشمس وعادي من أيام بيروت. بعضٌ من التلوث ، أمّا الدخان الأسود، فإنّه حريق عادي لمعمل بلاستيك. عذراً من «فاطمة غول»».
وعلى ضفة أخرى، حاول رئيس الحكومة سعد الحريري ضخّ جرعات الاستنهاض والدعم المعنوي في شرايين تياره السياسي، بدلاً من ضخ الأموال، كما درجت العادة في موسم الانتخابات، مستخدماً أسلوب التعبئة واستعراض مرحلة الرئيس رفيق الحريري، وردّ الحريري على الوزير السابق أشرف ريفي من دون أن يسمّيه، وقال خلال حفل عشاء أقامه رئيس اتحاد العائلات البيروتية الأسبق على شرف الحريري: «هناك اليوم مَن يزايد علينا بأن موقفه عروبي أو ضد فلان أو فلان آخر. نحن قمنا بربط نزاع مع حزب الله، ونختلف مع الحزب في الأمور الاستراتيجية، ولكن هل يجب أن يجعلنا ذلك نوقف العمل في البلد؟ كلا. نستطيع أن نختلف في الأمور الاستراتيجية، ولكن علينا أن نتوافق على الأمور الداخلية، ولا شيء في البلد يمكن أن يتحقق إلا من خلال هذا التوافق»، ونفى الحريري وجود تفريط بحقوق المسلمين.
وفجّر ريفي بحصة في وجه الحريري، وأكد في حديث تلفزيوني أن «السعودية لم تكن تنتظر تقارير لا منه ولا من النائب السابق فارس سعيد أو رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة»، مشيراً إلى أن المظلومية لا تصنع رجلاً سياسياً.
ورداً على سؤال حول علاقته مع السيد بهاء الحريري، لفت إلى أنها «علاقة احترام وتقدير كما كان علاقته مع رئيس الحكومة سعد الحريري قبل أن يخرج عن الثوابت»، قائلاً: «لا أرى أن لدى بهاء الحريري مشروعاً سياسياً».
حزب الله : نريد حماية الخيارات الوطنية
من جهته، حذّر حزب الله من التدخل الخارجي في الانتخابات النيابية تحت عنوان منع حزب الله وفريق المقاومة من نيل الأكثرية النيابية في المجلس النيابي الجديد، وأشار عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق إلى أن «حزب الله، بالتحالف مع حركة أمل ، لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، إنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية، ولكن السفارات الأجنبية الأميركية و السعودية والإماراتية يرفعون فزاعة سيطرة حزب الله على الاكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض، وكفى بذلك اعتداء على السيادة اللبنانية. فهذا هو الخطر الذي يعكر صفو الانتخابات».
وفي ملف النفط، شدّد على أن «حماية الثروة النفطية في لبنان قضية وطنية لا تحتمل أي تساهل أو تنازل، وهي قضية تسمو على جميع الاعتبارات الانتخابية والحساسيات والخلافات الداخلية. فهي تعني كل الكرامه والسيادة اللبنانية ولا فرق بين حبة تراب أو قطرة نفط يمتلكها لبنان».