افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 17 تشرين الثاني، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت، 18 حزيران 2022
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 5 آب، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 28 آذار ، 2023

أملَ الرئيس ميشال عون في أن يشكّلَ قبول الرئيس سعد الحريري دعوةَ الرئيس الفرنسي لزيارة باريس مع أفراد عائلته، مدخلاً لحلّ الأزمة مع السعودية. وقال خلال استقباله مجلسَي نقابة الصحافة والمحررين : "نحن لا نتجنّى على أحد". إلا أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي أبدى ارتياحه الى دخول أزمة الاستقالة مرحلة الحلول، قال : إن "أزمة الاستقالة وعودة الحريري انتهت، ولكن الأزمة السياسية بدأت". وجاء موقف بري مع انكشاف نية الرياض الإستمرار بالإشتباك مع بيروت، إذ  اعتبر الوزير السعودي عادل الجبير أنّ "الحريري مواطن سعودي كما هو لبناني"، مع أن الحريري يحمل الجنسية الفرنسية أيضا. وشن الجبير هجوماً عنيفاً على المقاومة اللبنانية، وكرر المطلب "الإسرائيلي" بنزع سلاحها، وذلك قبل يومين من موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في القاهرة، حيث من المرتقب وقوع مواجهة لبنانية ـ سعودية من المفترض أن يكون الوزير جبران باسيل قد أعد لها جيداً …

الجمهورية
الحريري إلى باريس للقاء ماكرون غداً و«المواجــهة» الأحد في القاهرة

أن يعلنَ قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل الرئيس سعد الحريري غداً السبت، فذلك يعني أنّ الرَجل سيغادر الرياض إلى باريس في أيّ وقت، ما يعني أنّ الأزمة الناشئة عن استقالته التي أعلنَها من العاصمة السعودية قبل أكثر من عشرة أيام بدأت تتماثل للحلّ، خصوصاً وأنّه سينتقل من العاصمة الفرنسية لاحقاً إلى بيروت، حيث ينتظره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لسماعِ الأسباب التي أملت عليه إعلانَ هذه الاستقالة، وفي ضوء ذلك يَبني على الشيء مقتضاه في شأن مصير هذه الاستقالة. في وقتٍ أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ أزمة الاستقالة انتهت لتبدأ أزمة السياسة.
نجَحت الديبلوماسية الفرنسية بعد دخولها بقوّة على خط معالجة الأزمة الناشئة من استقالة الحريري، فأثمرَت وساطتها مع المسؤولين السعوديين «اتفاقاً» على انتقال الحريري الى باريس في الساعات المقبلة، في وقت أعلنَ قصر الإيليزيه أنّ الرئيس الفرنسي سيستقبله غداً السبت. علماً أنّ ماكرون الذي كان قد دعا الحريري وأسرتَه إلى زيارة فرنسا أكّد أنّ هذه الدعوة «ليست عرضاً لمنفى سياسي وإنّما بدافع الصداقة».
وبَرز هذا التطوّر بعد محادثات أجراها ماكرون في الرياض في التاسع من الجاري مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأعقبَتها مفاوضات خاضَها أمس وزير خارجيته جان – إيف لودريان مع وليّ العهد السعودي أمس.
وقالت مصادر عاملة على خط الاتصالات القائمة لـ«الجمهورية» إنّ موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والموقف الدولي معطوفين على المسعى الفرنسي أدّت إلى اتفاق بين ماكرون وولي العهد السعودي على خروج الحريري وعائلته من السعودية غداً السبت إلى باريس لينتقلَ منها لاحقاً إلى بيروت قبل عيد الاستقلال الذي يصادف الأربعاء المقبل.
وكشَفت هذه المصادر أنّ الفرنسيين بَعثوا عبر القنوات السرّية برسالة إلى الرياض تشرَح موقفَ المجتمع الدولي المشدِّد على وجوب عودة الحريري إلى لبنان. وأشارت المصادر إلى أنّ الجميع في لبنان ينتظرون ما سيقوله الحريري، والأمر يعود له في ما سيقول وما سيَفعل، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه».
وأكّدت المصادر «أنّ لبنان أبلغَ إلى المملكة العربية السعودية وأيضاً عبر القنوات نفسِها أنّه حريص على أحسنِ العلاقات بينه وبينها، وليس في وارد أيّ مواجهة معها، وإنّ ما يريده هو عودة الحريري فقط والخروج من حالة الغموض المرافِقة لظروف استقالته».
لودريان
وكان لودريان قد زار الحريري في مقر إقامته في الرياض أمس، وقال إنّ الرَجُل مدعوّ إلى زيارة فرنسا مع أسرته متى يرى ذلك مناسباً، و«سنستقبله صديقاً». وقال في تغريدة عبر «تويتر» مصحوبةً بصوَرٍ للقائهما إنّه «اجتماع ودّي مليء بالثقة مع سعد الحريري الذي سيأتي إلى باريس قريباً تلبيةً لدعوة الرئيس».
أمّا الحريري الذي فضّل عدمَ الإجابة على أسئلة للصحافيين حول موعد ذهابه إلى فرنسا، فقال: «سأعلن عن موعد ذهابي إلى فرنسا في وقتٍ لاحق».
وعَقد لودريان قبَيل لقائه مع الحريري مؤتمراً صحافياً مع نظيره السعودي عادل الجبير شدّد فيه على ضرورة «حفظِ استقرار وسيادة لبنان وإبعاده عن التدخّلات الخارجية». وقال «إنّ فرنسا تعمل على إعادة الأوضاع في لبنان إلى طبيعتها».
الجبير
مِن جهته، أكّد الجبير أنّ الحريري يعيش في السعودية بإرادته، وهو قدَّم استقالته، أمّا عودته إلى لبنان فتعود له ولتقييمِ الأوضاع الأمنية. وتعليقاً على اتّهام عون للسعودية باحتجاز الحريري، قال الجبير: «هذه ادّعاءات باطلة، فالحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وعائلتُه تعيش هنا وهو يعيش هنا بإرادته، ويستطيع المغادرة متى يشاء».
عون
وإلى ذلك، أملَ عون في أن يشكّلَ قبول الحريري دعوةَ ماكرون لزيارة باريس مع أفراد عائلته، مدخلاً لحلّ الأزمة. وتحدّثَ خلال استقباله مجلسَي نقابة الصحافة والمحررين أمس عن اجتماعه بالقائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت الوزير المفوّض وليد البخاري والنقاطِ التي تمّ طرحها، لافتاً إلى أنّه طلب إيضاحات رسمية عن وضعِ الحريري في المملكة في ضوء المعلومات التي كات ترِد وما كانت تتناقله وسائل الإعلام. وقال: «مضَت ستّة أيام من دون أن يأتيَنا الجواب، فكان الموقف الذي أعلنّاه في الأمس».
وأضاف: «نحن لا نتجنّى على أحد، لكن من البديهي أن يسأل رئيس الجمهورية عن وضعِ رئيس حكومته الذي تناوَلته كلّ وسائل الإعلام المحلية والعالمية وتقول إنّه محتجَز، لأنّ للبنان كرامتَه وسيادته واستقلاله، وهذه المعايير هي فوق كلّ اعتبار(…) لقد حرصنا على التدرّج في معالجتنا للأزمة لكي يطّلعَ اللبنانيون جميعاً على الأمر بحجمه الطبيعي، والحمد لله يبدو أنّ الأمر سينتهي بسلام».
برّي
ومِن جهته رئيس مجلس النواب نبيه برّي أبدى ارتياحَه الى دخول أزمة الاستقالة وعودة الحريري في مرحلة الحلول، وقال أمام زوّاره أمس: «أزمة الاستقالة وعودة الحريري انتهت، ولكن الأزمة السياسية بدأت».
وتوقّفت مراجع مسؤولة عند الأسباب التي أنهت الأزمة بانتقال الحريري من الرياض إلى باريس، وردّت حماسة الفرنسيين في التدخّل على خط المعالجة إلى الأسباب الآتية:
1- إنّ الحريري يحمل الجنسية الفرنسية.
2- القلق من انفلاتِ الوضع في لبنان.
3- إنّ قسماً كبيراً من قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان هم من الفرنسيين.
4- موضوع النازحين السوريين، حيث يَخشى الفرنسيون من أن يؤدّي انفلات الوضع في لبنان إلى أضرار سلبية على قوات «اليونيفيل» وعلى الفرنسيين العاملين فيها ضمناً، والخشية الكبرى من موضوع النازحين، حيث يمكن أن يؤدي انفلات الوضع إلى تدفّقِ النازحين السوريين في اتّجاهات مختلفة، ومنها أوروبا، وهذا من شأنه أن يزيد أعباءَ على هذه الدول وأخطاراً مِن تَزايُدِ الأعمال الإرهابية فيها.
القاهرة
في غضون ذلك تسارَعت التحضيرات عربياً استعداداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي الذي سيَنعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، للبحث في «انتهاكات» إيران في الدول العربية، وذلك بناءً على طلبٍ سعودي. ويترقّب الجميع ما سيكون عليه الموقف اللبناني في هذا الاجتماع، الذي استبَقه الجبير بتوجيه رسالة إلى إيران من خلال قوله: «طفَح الكيل».
وقال لـ»رويترز» إنّ بلاده تردّ على ما وصَفه «سلوك إيران العدائي» في لبنان واليمن. وأضاف «كيفما نظرتَ للأمر وجدتَ أنّهم الذين يَعملون بطريقة عدائية. نحن نردّ على ذلك العداء ونقول طفحَ الكيل». كذلك شدّد على وجوب «نزع سلاح «حزب الله» الذي هو فرع لـ»الحرس الثوري الإيراني»، وأن يصبح حزباً سياسياً من أجل استقرار لبنان»، لافتاً إلى أنه يُجري التشاور «مع الحلفاء في شأن وسيلة الضغط» على الحزب «وسيكون هناك قرار في الوقت المناسب».
وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ«الجمهورية» إنّ تحضير ملفّ لبنان ووفدِه إلى إجتماع القاهرة كان قد اكتمل قبل أن يبدأ وزير الخارجية جبران باسيل جولته الأوروبية، وهو الذي سيرأس الوفد على الأرجح. وقالت هذه المصادر إنّ الشكوى في الأساس تتّصل باتّهام السعودية إيران بتزويد الحوثيين الصواريخَ البالستية التي انطلقَ أحدُها من اليمن في اتّجاه مطار الملك خالد بن عبد العزيز في الرياض، وإنّ لبنان ليس على عِلم بتعديل الشكوى لتكونَ ضدّ أيّ فريق لبناني.
وانتهت المصادر إلى القول «إنّ القرار النهائي في تشكيلة الوفد ينتظر عودة باسيل من جولته الخارجية ليُبنى على الشيء مقتضاه، وإنّ لبنان لن يصوغ موقفَه في المؤتمر إلّا بالتشاور مع مختلف الأطراف ليكون موقفاً لبنانياً جامعاً».
وكان الجبير قد هاجَم في مؤتمره الصحافي المشترَك مع لودريان «حزب الله» بعنف، وتحدّث عن وجود «إجماع عالمي» على أنه «منظمة إرهابية من الطراز الأوّل»، داعياً إلى نزع سلاحه، معتبراً «أنّ الأزمة في لبنان أساسُها «حزب الله» لأنه اختطف النظام اللبناني، ويحاول فرضَ سلطتِه ونفوذه على لبنان، وهو يعرقل العملية السياسية ويستمرّ في التدخّل في عددٍ من الدول العربية، وهو أداة في يد «الحرس الثوري الإيراني» لبسطِ نفوذه». ونبَّه إلى أنّه «إذا استمرّ الحزب بهذه السياسة والنهج، فسيَستمرّ لبنان في عدم الاستقرار، ما يَجعل الوضعَ خطيراً».
الاستقالة
في هذا الوقت، يتصرّف لبنان الرسمي على أساس أنّ استقالة الحريري «كأنّها لم تكن»، إذ أعلنَ عون أن لا قبولَ لهذه الاستقالة الآن، وأنّه عندما يأتي الحريري «له أن يقرّر الاستقالة أو البقاء كرئيس للحكومة»، معتبراً «أنّ حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتّخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية». مطمئناً إلى أنه «لن يكون هناك أيّ حلّ مقفَل أمامنا، وكلّ شيء سيكون قانونياً».
ريفي
مِن جهته، أكّد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي لـ«الجمهورية» أنّ «إستقالة الحريري دستورية ولا يَشوبها أيّ عيب من عيوب الرضى، بل إنّ الكلام الذي قيلَ عن تقييد إرادته وأنّ هناك ضغوطاً مورسَت عليه لا يعدو كونه هرطقةً دستورية وقانونية، بل هو اجتهاد ساذج في معرض النص، فتسمية رئيس الحكومة إنّما تمّت مِن قبَل الشعب بواسطة ممثليه النواب، وإذا كانت المادة 53 (الفقرة 2) من الدستور اللبناني قد ألزَمت رئيس الجمهورية بتسمية من تختاره الغالبية النيابية لتشكيل الحكومة، فإنّ المادة 69 (الفقرة الأولى -البند أ) لم تلزم رئيس الحكومة بأيّ شكل، أن يقدّم استقالته لرئيس الجمهورية، كونه استمدّ هذه السلطة من الشعب وبقوّة الدستور».
الأخبار
برّي: حُلّت أزمة الحريري وبدأت الأزمة السياسية

نجح الضغط اللبناني في وصول المبادرة الفرنسية، بشأن الإفراج عن الرئيس سعد الحريري المحتجز في السعودية، إلى نتائج إيجابية، وتنتظر بيروت وصول الحريري إلى باريس ولقاءه مع الرئيس الفرنسي قبل البحث في أيّ أمرٍ آخر
بعد تلويح لبنان برفع قضيّة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية إلى الأمم المتحّدة ومجلس الأمن الدولي، والإعلان عن مبادرة فرنسية للإفراج عن الحريري، انعكست أجواء الاطمئان في بيروت مع قرب الإفراج عن الحريري وانتقاله إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً.
وعبّر رئيس الجمهورية ميشال عون عن هذا الاطمئنان، آملاً أن تكون هذه الزيارة لباريس مدخلاً لحلّ الأزمة، بينما عبّر الرئيس نبيه برّي عن ارتياحه لهذه الخطوة، مؤكّداً أن أزمة احتجاز الحريري شارفت على نهايتها. ومع استمرار الحركة الفرنسية، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان للرياض ولقائه الأمير محمد بن سلمان والحريري، تابع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جولته الأوروبية، والتقى أمس وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في برلين، قبل أن ينتقل إلى تركيا ويلتقي الرئيس رجب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو.
برّي الذي يتناغم موقفه مع موقف رئيس الجمهورية، لا يزال يرفض البحث في ما بعد عودة الحريري إلى بيروت قبل أن تتمّ هذه العودة والاستماع من الحريري إلى ظروف استقالته. إلّا أنه أكّد لزواره، مساء أمس، أن عودة الحريري باتت شبه أكيدة، وأن «أزمته الشخصيّة انتهت تقريباً»، إلّا أنه رأى أن «الأزمة السياسية بدأت الآن».
أمّا عون، فسرد أمام وفدٍ من مجلسي نقابة الصحافة والمحرّرين تفاصيل ما جرى من إعلان الحريري استقالته، مؤكّداً أنه سينتظر مجيء الحريري الى بيروت للبحث معه في «مسألة الاستقالة التي لم تقبل حتى الآن، وعندما يأتي يقرر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة، لأن الاستقالة يجب أن تقدم في لبنان، وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة، لأن تصريف الأعمال يفترض وجود رئيس الحكومة في البلاد». وكشف عون، أثناء حديثه عن لقائه القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد بخاري، أنه طلب إيضاحات رسمية عن وضع الحريري في المملكة في ضوء المعلومات التي كانت ترد، ومضت ستة أيام من دون أن يأتينا الجواب، فكان الموقف الذي أعلناه»، مضيفاً: «نحن لا نتجنّى على أحد، لكن من البديهي أن يسأل رئيس الجمهورية عن وضع رئيس حكومته، الذي تتناوله كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية، وتقول إنه محتجز، لأن للبنان كرامته وسيادته». وقال عون، ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت حكومة تصريف الأعمال يمكن أن تجتمع وتتخذ قرارات إذا ما طرأت ظروف استثنائية: «لا تخافوا، لن يكون هناك أي حل مقفل أمامنا، وكل شيء سيكون قانونياً». كذلك قال، ردّاً على سؤال إن كان البطريرك بشارة الراعي قد وضعه في أجواء زيارته للسعودية، إنه اطّلع على التصريح الذي أدلى به البطريرك في السعودية، و«إذا أراد أن يعلمني بأيّ نتيجة إضافية فإن أبواب قصر بعبدا مفتوحة دائماً لاستقبال البطريرك».
من جهته، كرّر وزير الخارجية الألماني مواقف بلاده القاسية بحقّ السعودية، على خلفية أزمة احتجاز الحريري، مؤكّداً بعد لقائه باسيل في برلين اهتمام ألمانيا «اهتماماً كبيراً بوحدة لبنان واستقراره، ونقف الى جانب لبنان والذين يريدون المحافظة على وحدة البلد وسيادته»، موجّهاً رسالة للسعوديين من دون تسميتهم بالقول: «نطالب سياسيّي المنطقة بالتصرف بحكمة في ما يتعلق بهذا النزاع».
وشدّد غابرييل على أن «وجود مليون ونصف مليون لاجئ يشكلون عبئاً جسيماً على لبنان يضاف الى أعباء الحروب الاقليمية، وهذا البلد يستحق الدعم والمساعدة السياسية والاقتصادية، ونحن مستعدون لذلك». بدوره، قال باسيل إن «سياسة لبنان واضحة، لأنه يعتمد النأي بلبنان عن مشاكل الخارج وعدم الاعتداء على أي دولة لكونها لا تعتدي علينا، ونطالب بأن تساعدنا الدول الصديقة على وقف السياسات الخاطئة والمتهورة التي تؤدي إلى تعزيز التطرف والارهاب، لأن التطرف يطال كل دول العالم، بما فيها أوروبا، ويغيّر معالمها السياسية». وتابع أن محاربة لبنان بأي شكل أتت، «إن كان على شكل تعطيل لحياتنا السياسية أو فرض إجراءات أو عقوبات على اقتصادنا، ستكون النتيجة مباشرة على النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وعلى اللبنانيين الذين ستضعهم في وضع هشّ ينقلهم إلى حالات أخرى، ومنها اللجوء إلى أوروبا وخلق أوضاع غير مستقرة، كما حصل في الأزمة السورية وما عانت منه ألمانيا وأوروبا».
ومن تركيا، أكّد باسيل أنه «اعتمدنا سياسة ضبط النفس في قضية الحريري، ولم نتخذ خطوات تصعيدية، آملاً أن لا نضطر إلى تصعيد موقفنا لتأمين عودة رئيس حكومتنا الى بلده»، مشيراً إلى أن «اللبنانيين متفقون على سياسة خارجية تقوم على إبعاد لبنان عن الأزمات»، فيما أكّد أوغلو أن «تركيا تساند الوحدة والتماسك والاستقرار في لبنان ونعارض كل الامور التي تخاطر به»، مشيراً إلى أنه «يهمنا عودة الحريري الى لبنان، ونؤمن بأنه سيتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون وسيتخذ القرار السليم ونقدّر موقفه».
الجبير يهاجم المقاومة
وفيما أكّد الحريري، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي، أنه سيذهب إلى فرنسا في وقتٍ قريبٍ جدّاً، كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لا يزال ينفي احتجاز الحريري في الرياض، مؤكّداً أنه «موجود في السعودية بإرادته، وعودته إلى لبنان تعود له ولتقييم الأوضاع الأمنية»، مع إشارته إلى أن الحريري «مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني». إلّا أن الجبير شنّ هجوماً على المقاومة، متذرّعاً بأن «الأزمة في لبنان أساسها حزب الله الذي اختطف النظام اللبناني، وهو أداة في يد الحرس الثوري الإيراني». وزعم أن «هناك شبه إجماع في العالم على أن حزب الله منظمة إرهابية ويجب عليه احترام الطائف ونزع سلاحه»، مضيفاً أنه «يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله، وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد».
اللواء
الحريري غداً في الأليزيه.. وأزمة بين بعبدا وبكركي
الجبير لـ عون: إدعاءات الإحتجاز باطلة.. وباسيل «يحشد دبلوماسياً» لإجتماع الأحد

هل صحيح ان الأزمة انتهت، وفتح باب الحل، مع وصول الرئيس سعد الحريري، المرتقب غداً إلى العاصمة الفرنسية، في إطار تلبية دعوة الرئيس عمانويل ماكرون للمكوث أيام هناك، مع عائلته، قبل عودته هو شخصياً إلى بيروت وتقديم استقالته إلى الرئيس ميشال عون، خطياً منهياً لغطاً يختتم السبت اسبوعاً ثانياً بالتمام والكمال؟
الانطباعات المتكونة عمّا هو معلن في بعبدا والاليزيه، والرياض، يصبّ في هذا الاتجاه، لكن معطيات سياسية ودبلوماسية أخرى تتحدث عن طي صحفة، وفتح صفحة جديدة، في دفتر الأزمة المفتوحة على خلفية الحملة على حزب الله، ودعوة الحكومة اللبنانية لإخراجه منها، والحؤول دون ما تسميه ادواراً خارج لبنان، وتدخلات عسكرية في الأزمات اللبنانية.
ذهاب الرئيس الحريري إلى باريس أولاً، ثم إلى بيروت لتقديم الاستقالة، يطوي مرحلة ويفتح الباب لمرحلة جديدة، في ضوء تداعيات الاستقالة، والأسباب التي أعلنت فيها، وأزمة الثقة التي ولدت بين بعبدا والمملكة العربية إذ ردّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على ما قاله الرئيس ميشال عون ان «الحريري محتجز في السعودية» مؤكداً: انها اتهامات وادعاءات باطلة، فالحريري شخصية سياسية حليفة للمملكة، وهو مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني.
أما في ما يتعلق بحزب الله، فأكد رداً على سؤال أن حزب الله أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام اللبناني، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان. وأضاف أن تلك الميليشيات سلاح في يد إيران، وذلك باعتراف أمين عام «حزب الله» نفسه.
كما لفت إلى أن حزب الله يهدد استقرار المنطقة ولبنان على حد سواء. وأضاف أنه يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله وهناك خطوات فعلية في هذا الصدد. وأشار إلى أن إيران تستخدم حزب الله لمد نفوذها في المنطقة وهزِّ استقرارها. ولفت إلى أن مواصلة حزب الله لنهجه تعرض لبنان لمخاطر كبيرة.
ويأتي الموقف السعودي هذا في وقت يتحرك فيه وزير الخارجية جبران باسيل عبر عواصم أوروبية واقليمية، محذراً في محطته الأخيرة أمس، بعد لقاء في برلين سبق اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ان «يكون للاضطراب السياسي في بلاده (لبنان) الناتج عن الأزمة مع السعودية عواقب على أوروبا عبر التسبب بموجات جديدة من الهجرة».
التطور الأبرز
التطور البارز أمس، كان إعلان قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل الرئيس الحريري غداً السبت في قصر الاليزيه، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن الرئيس الحريري، لدى استقباله وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان في منزله في الرياض، قوله انه سيغادر العاصمة السعودية إلى فرنسا قريباً جداً، مضيفاً بأنه «يفضل الإعلان عن موعد مغادرته في حينه».
وعقبت مصادر رئيس الجمهورية ميشال عون لـ«اللواء» على هذا التطور، بقولها ان زيارة الحريري إلى باريس هي أوّل خطوة على طريق معالجة الأزمة المتصلة بوضع الرئيس الحريري واستقالة حكومته، مشيرة إلى ان الخطوة التالية، يجب ان تكون عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للبت بموضوع الاستقالة، وتقرير ما إذا كان سيستمر بها لتسلك الأصول المتبعة، وبالتالي اجراء استشارات وتكليف شخصية لتأليف الحكومة الجديدة، أو يتراجع عن الاستقالة.
وأكدت المصادر ان هذا كلّه مرهون بقرار الحريري. ولاحظت ان الافساح في المجال أمام الحريري للعودة يزيل الضغط الذي كان ربما من العوامل التي حالت دون توضيح الكثير من المواقف.
وجزمت ان لا إمكانية لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد من دون رئيس الحكومة، اما إمكانية دعوة المجلس للانعقاد في ظل حكومة تصريف الأعمال وبوجود رئيس حكومة يصرف الأعمال، فهي واردة وهناك أمثلة على ذلك.
وفي أوّل إشارة إلى توتر العلاقة بين الرئيس عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي في أعقاب إعلان الأخير بأنه مقتنع باسباب استقالة الحريري، كشفت مصادر بعبدا ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه البطريرك الماروني من روما بالرئيس عون تناول عموميات زيارته للمملكة، من دون أي تفاصيل، مكتفيا باسماع عون كلاما طيبا، وافاده بأنه عرض على الرئيس الحريري عندما التقاه في الرياض العودة إلى بيروت لكن الأخير لم يقبل.
وعندما سئل الرئيس عون أمس، عمّا إذا كان اطلع على نتائج زيارة الراعي إلى السعودية، ردّ الرئيس قائلا: «انه اطلع على تصريح البطريرك». واضاف معقبا، إذا أراد ان يعلمني بأي نتيجة إضافية فإن أبواب قصر بعبدا مفتوحة دائما له ساعة يشاء».
عون
وكان الرئيس عون أمل في ان يُشكّل قبول الرئيس الحريري دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون لزيارة باريس مع أفراد عائلته مدخلا لحل الأزمة التي نشأت عن استقالة رئيس الحكومة من الرياض، مع ما اكتنف ذلك من غموض حول وضعه.
وأكّد عون، خلال استقباله مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، انه سينتظر مجيء الرئيس الحريري إلى بيروت للبحث معه في مسألة الاستقالة «التي لم تقبل حتى الآن»، مشيرا إلى انه «عندما يأتي (الحريري) يُقرّر ما إذا كان يريد الاستقالة أو الاستمرار في رئاسة الحكومة، لأن الاستقالة يجب ان تقدّم في لبنان وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة، لأن تصريف الأعمال يفترض وجود رئيس الحكومة في البلاد».
وأوضح ان التسوية السياسية التي انتجت العهد الجديد، كانت «داخلية»، ولم تكن وليدة تقاطع دولي، بل تقاطعاً لبنانيا أوجد حلا لمشكلة الشغور الرئاسي التي دامت سنتين ونصف السنة، لكنه استدرك بأن يكون قد حصل توازن دولي، الا ان هذا التوازن كان خارج ارادتنا، ولم نبلغ عنه، من دون ان يُشير الى ان زيارته إلى السعودية، والتي افتتح بها جولاته الخارجية، كانت بمثابة إشارة إلى السياسة الخارجية المعتدلة التي يفترض ان ينتهجها، بعيدا عن صراع المحاور الإقليمية، ومع ذلك أكّد عون ان التسوية ما تزال قائمة.
واللافت هنا ان الرئيس عون، أكّد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ولا سيما في الخلافات بين الدول العربية، الا انه لم يُشر إلى صراع المحاور، مع ان سياسة النأي بالنفس، كانت أبرز الأسباب التي دفعت بالرئيس الحريري إلى الاستقالة. وقالت مصادر بعبدا ان كلام عون عن النأي بالنفس كان ردده أكثر من مرّة ولا سيما في كلمته امام جامعة الدول العربية في القاهرة، أثناء زيارته الأخيرة لها.
النأي بالنفس
وفي تقدير مصادر متابعة، ان عون استبق اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، بالتأكيد على الالتزام بالنأي بالنفس، مع ان دعوة المجلس للانعقاد جاء بدعوة من السعودية للبحث في الموقف من إيران، وما قد يستتبعه من إثارة المواضيع المتصلة بـ«حزب الله».
وفي هذا السياق، اشارت معلومات مصادر رسمية إلى احتمال كبير لمشاركة وزير الخارجية جبران باسيل شخصياً في اجتماع القاهرة وليس عبر موفد أو مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة، لافتة إلى الوزير باسيل سينهي اليوم جولته الأوروبية بزيارة موسكو ولقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، على أن يعود السبت إلى بيروت، تمهيداً للانتقال إلى القاهرة، بعدما كان زار أمس أنقرة والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، آملاً بحل المسألة المتعقلة بقضية الحريري حتى لا نضطر إلى تصعيد موقفنا الدبلوماسي لتأمين عودته إلى بلده. وقال من أنقرة، ان مسألة الحريري تتعلق بسيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، وهو يتمتع بصفة لبنانية تعلو على أي صفة أخرى.
وأوضحت مصادر المعلومات، ان مشاركة باسيل في اجتماع القاهرة سيكون لسببين: أولهما شرح موقف لبنان الرسمي من استقالة الحريري والتمسك بعودته، والثاني: توفير جو عربي واسع لضمان الاستقرار، في ضوء التحذيرات والتلميحات من احتمال حصول زعزعة للاستقرار السياسي والأمني فيه.
ولفتت إلى ان موقف لبنان الرسمي في الجامعة حول إيران سيكون شيئاً، فيما الموقف من «حزب الله» كمكوِّن لبناني مشارك في البرلمان والحكومة سيكون شيئاً آخر، علماً ان الموقف اللبناني العام سيختلف إذا كان الرئيس الحريري في بيروت.
البناء
روسيا تُسقط اللجنة الأميركية للتحقيق الكيميائي بالفيتو… والنصرة تُسقط هدنة الغوطة
ماكرون لوساطة بين طهران والرياض… وأيزنكوت يطلّ من الإعلام السعودي!
الحريري غداً في باريس… سيناريوات ما بعد الاستقالة… وانتظار مطلع العام

بينما شهد الميدان السوري مبادرة جبهة النصرة للهجوم على مواقع للجيش السوري في منطقة حرستا بغوطة دمشق مسقطة اتفاق خفض التصعيد هناك، لتندلع مواجهات عنيفة بقيت مستمرة طيلة يوم أمس، كان التفسير يأتي من نيويورك، حيث تقدّم الأميركيون للمرة الثانية بمشروع لتجديد لجنة التحقيق بالسلاح الكيميائي التي وضعت تقاريرها واختارت شهودها بتوجيه أميركي، ما جعل الروس يلجأون لحق النقض مرة ثانية، بينما كانت رسالة النصرة في الغوطة تقرأ كتهديد أميركي بإسقاط تفاهمات خفض التصعيد، إذا واصلت موسكو استعمال الفيتو، وجاء الرد الروسي متعمداً باستعمال الفيتو لوظيفة مزدوجة وفقاً لمصادر مطلعة، إسقاط المشروع الأميركي بذاته، وتأكيد الاستعداد للتعامل مع المشاغبة على مناطق خفض التصعيد بما يتناسب من القوة عند الضرورة.
الحدث الأبرز بقي مصير رئيس الحكومة سعد الحريري مع تتبّع مسار المسعى الفرنسي الذي توّج بالإعلان عن وصول الحريري إلى باريس غداً واستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون له في الإليزيه، بسيناريو أنقذ السعودية من مواجهة محتومة في مجلس الأمن لن تكون بنهايات سعيدة، لكنه أصاب الرياض بنكسة كبيرة في مكانتها الإقليمية ودورها في لبنان، بعدما تحوّلت محاولة أخذ الحريري رهينة للمواجهة المفتوحة مع حزب الله وعبره مع إيران، صارت السياسة السعودية في لبنان والمنطقة رهينة السقوف الفرنسية التي أنقذت السعودية ورسمت معادلة جديدة.
الرئيس الفرنسي وفقاً لما تداولته الأوساط الباريسية المتابعة كان يستعدّ لوساطة بين إيران والسعودية تواكب مشروعه للوساطة بين أميركا وإيران انطلاقاً من معادلة الفصل بين التمسك بالتفاهم النووي مع إيران ومنع تعريضه للاهتزاز، وبين معارضة السياسات الإيرانية في المنطقة والسعي لتقييد برنامجها الصاروخي، وقد وجد ماكرون في الأزمة التي ولدت مع احتجاز الرئيس الحريري الفرصة لهذه المبادرة، خصوصاً أن زيارته المقررة لإيران مطلع العام تمنحه فرصة بلورة مبادرة متكاملة يعرضها على القادة
الإيرانيين بعدما يستقبل ولي العهد السعودي قبيل زيارته لطهران بأيام، يتقدّم خلالها بالتطمينات التي تريدها طهران حول برنامجها النووي وحمايته، وبرؤية للعلاقات الثنائية يجد فيها ماكرون فرصة للشركات الفرنسية للإفادة من رفع العقوبات عن إيران ولا يريد خسارتها، وبالمقابل يصيغ تصوّرات وسطية يمكن التفاوض حولها بصدد البرنامج الصاروخي الإيراني وأزمات المنطقة.
المصادر المتابعة قالت إن هذه الروزنامة ستقطعها لقاءات لماكرون مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا مركيل الشهر المقبل، ولذلك فإن التجميد والتهدئة سيكونان عنوان المرحلة الفاصلة عن إطلاق الوساطة الفرنسية مطلع العام، لتظهر بعد ذلك مشاريع الحلول.
المصادر استبعدت سيناريوات واضحة لما بعد وصول الحريري إلى باريس وموعد عودته لبيروت رغبة بتمديد المهل التي ستعقب قدومه وتقديم الاستقالة ومن ثم الاستشارات النيابية وتسمية الحريري مجدداً لرئاسة الحكومة وبدء التفاوض على الدور السياسي للحكومة الجديدة، التي لا يرد عند أحد التفكير باستبعاد حزب الله عنها، بل بتضمين التفاهم حولها صيغة لموقف لبنان الإقليمي، الذي يستحيل تبلور تفاهم حوله لا يحصّنه تفاهم أو قبول إيراني سعودي.
على خط معاكس، كان رئيس الأركان «الإسرائيلي» يطل من الإعلام السعودي عبر موقع «إيلاف»، مؤكداً العلاقة الثنائية بين السعودية و«إسرائيل» والعداء المشترك لإيران وحزب الله، لكن دون تورط «إسرائيل» بحرب، في تلميح خطير لدعوة السعودية لتقديم المعلومات الاستخبارية لحساب «إسرائيل» وما يعنيه ذلك من تعرض الجماعات التابعة للسعودية من ضغوط تكليفات جديدة عنوانها التجسس على المقاومة لحساب «إسرائيل»، ويستدعي وضع هذه الجماعات تحت الرقابة.
فرنسا أنقذت «المملكة» من مأزق احتجاز الحريري
نجحت المبادرة الفرنسية في إنقاذ النظام السعودي من مأزق احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعدما وجد «نظام الانقلاب» نفسه في مواجهة لبنان الرسمي والمجتمع الدولي برمّته. وأفضت المفاوضات الشاقة التي خاضتها الرئاسة ووزارة الخارجية الفرنسية على مدى أسبوع كامل مع المسؤولين السعوديين الى انتقال الحريري الى باريس في زيارة خاصة، كما وصفها الفرنسيون كمخرجٍ دبلوماسي للأزمة.
وقد جاءت محصلة المفاوضات، بحسب مصادر «البناء» بعد أسبوع من المشاورات على خط بيروت – باريس الرياض، وتقضي بأن ينتقل الحريري وعائلته الى باريس لأيام عدة ويعود بعدها الى لبنان لتقديم استقالته رسمياً الى رئيس الجمهورية ويطلعه على أسباب الاستقالة، ويبقى في لبنان لتصريف أعمال الحكومة في حين تبقى عائلته في باريس .
وقد أشار الإليزيه مساء أمس، الى أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجتمع مع الرئيس الحريري يوم غد السبت المقبل في باريس».
ما يعني أن طائرة الحريري ستقلع من مطار الرياض مساء اليوم أو صباح الغد وتصل الى باريس ظهر اليوم نفسه»، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي قوله إن «ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور فرنسا في كانون الثاني المقبل».
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «الدور الفرنسي في قضية الحريري أبعد من تأمين انتقال آمن للحريري من الرياض الى باريس، بل تتعداه الى إنجاز تسوية هامة كانت هي الرابحة الأولى فيها والسعودية هي الخاسر الوحيد، حيث اقتنصت باريس الفرصة وانتزعت ورقة الحريري من تحت البساط السعودي وبموافقة الرئيس ميشال عون، وبالتالي باتت فرنسا الدولة الأكثر تأثيراً على السياسة الحريرية في لبنان». وبدأت المفاوضات بحسب المصادر بعد أن طلب الجانب اللبناني تدخلاً فرنسياً في القضية، فطلبت فرنسا من الرئيس عون ارسال وزير الخارجية اللبناني للقاء المسؤولين الفرنسيين. وتم الاتفاق على أن تتولى فرنسا المفاوضات مع السعودية، فهدّدت باريس المملكة بأنها ستكون الخاسرة إذا ما نقل لبنان القضية الى مجلس الأمن الدولي، وأن فرنسا ولا حتى الولايات المتحدّة تستطيع استعمال الفيتو حول أي قرار دولي يدين السعودية».
وأوضحت المصادر بأن «المفاوضات تدور بين الرياض وباريس حول مرحلة ما بعد عودة الحريري الى لبنان والسياسة التي سيتبعها». واستبعدت المصادر أن يعود الحريري الى لبنان بخطابٍ تصعيدي، لأنه سيبقى تحت السقف الفرنسي».
وزار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، الرئيس الحريري الذي أكد بأنه «سيغادر الرياض الى فرنسا قريباً جداً». وقال الحريري رداً على أسئلة الصحافيين لدى استقباله لودريان في منزله في الرياض، عن موعد ذهابه الى فرنسا، «أفضل الا أجيب الآن، سأعلن لكم ذلك في حينه»، ثم قال: «قريباً جداً».
السعودية تضع شروطاً وتطلب ضمانات…
وقد بدا التناقض واضحاً بين تصريحات وزيري الخارجية الفرنسي والسعودي عادل الجبير، ففي حين أكد لودريان بأن «فرنسا حريصة على أن يحافظ لبنان على استقراره وسيادته ويكون بمنأى عن التدخلات الخارجية في شؤونه وأن الرئيس الحريري مدعوّ لزيارة فرنسا مع أسرته، وسيلبي الزيارة متى يرى ذلك مناسبا»، موضحاً «أننا سنستقبله خلال زيارته إلى فرنسا كصديق»، ظهرت التهديدات والشروط السعودية على لبنان في تصريحات الجبير الذي ردّدها على مسمع لودريان في مؤتمرٍ صحافي مشترك بعد انتهاء اللقاء بينهما في الرياض، حيث طالب الجبير بإيجاد «وسائل للتعامل مع حزب الله» فهو أساس الأزمة في لبنان وهو منظمة إرهابية من الطراز الأول، بحسب زعمه، مؤكداً وجود «خطوات فعلية في هذا الصدد».
وقد تحدّثت معلومات عن طلب السعودية ضمانات من فرنسا بأن لا يقوم الحريري بإغضاب المملكة وكشف ما حصل له في الرياض بعد عودته الى لبنان.
وتابع الجبير حملة التهديد والتهويل ضد لبنان، وقال: «إذا استمر حزب الله على هذه السياسة والنهج، فهذا الأمر سيجعل لبنان يستمرّ بعدم الاستقرار ويجعل الوضع خطيراً». لافتاً الى أن «هناك تشاوراً جارياً لمحاولة الخروج بخطوات تعيد للبنان سيادته وتقلص العمل السلبي الذي يقوم به حزب الله».
وقد ردّ وزير النظام السعودي على الرئيس عون واصفاً كلامه عن احتجاز رئيس الحكومة بـ «ادعاءات وباطلة وغير صحيحة».
وفي وقت اقتنع كل العالم بأن السعودية تحتجز حرية الحريري، استمرّ الجبير في سياسة التعمية على الحقائق وادعى بأن «الحريري يعيش في المملكة بإرادته ويستطيع أن يغادرها وقتما يشاء وهو مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني».
باسيل للأوروبيين: ادعموا الحريري المعتدل
في غضون ذلك، واصل وزير الخارجية جبران باسيل تحشيد الدول الأوروبية لدعم قضية لبنان، وأكد أمس من أنقرة، بعد لقائه نظيره التركي جاويش اوغلو، أن «لبنان يتابع بدقة المبادرة الفرنسية ونرى أنها ستكتمل عندما ينتقل الحريري من فرنسا الى لبنان، حيث يكون بحل من أي قيد قد يقيّده لدى اتخاذ قراره بالاستقالة». ولفت باسيل الى اننا اعتمدنا سياسة ضبط النفس في قضية الحريري ولم نتخذ خطوات تصعيدية أملا أن لا نضطر لتصعيد موقفنا لتأمين عودة رئيس حكومتنا الى بلده».
وأكد وزير الخارجية التركي «أننا نساند الوحدة والتماسك والاستقرار في لبنان ونعارض كل الأمور التي تخاطر به». ولفت الى أنه «تهمنا عودة رئيس الحكومة الحريري الى لبنان ونؤمن بأنه سيتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون والقوى وسيتخذ القرار السليم ونقدّر موقفه».
وكان باسيل قد أشار من ألمانيا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني زيغمار غابرييل إزير الى أن «الحريري شريك لبناني فعلي معتدل ويسوّق للاعتدال في لبنان والعالم، ويجب دعمه وليس محاربته، لأن محاربته تؤدي الى تعزيز الافكار المتطرفة والتي تعاني منها اوروبا والتي يعاني منها لبنان والتي تؤدي الى التلاعب باستقراره».
وأشارت مصادر مواكبة لجولة باسيل الدبلوماسية الى أنه لمس تجاوباً كبيراً من كل الدول التي زارها مع المطلب اللبناني باستعادة الحريري ورفض التدخل في الشؤون اللبنانية، وتأكيد دعم أمن واستقرار لبنان وضرورة استمرار عمل مؤسساته».
وينتقل باسيل الى موسكو اليوم، حيث يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
عون: تصريف الأعمال يفترض وجود الحريري
وبالتوازي، واصل رئيس الجمهورية لقاءاته ومشاوراته في سياق معركة السيادة والكرامة، وأكد أمس، خلال استقباله مجلسي نقابة الصحافة والمحررين، والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وأصحاب المهن الحرة أنه «سينتظر مجيء الرئيس الحريري الى بيروت للبحث معه في مسألة الاستقالة التي لم تقبل حتى الآن، «وعندما يأتي يقرر ما اذا كان يريد الاستقالة او الاستمرار في رئاسة الحكومة، لأن الاستقالة يجب أن تقدم في لبنان وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة، لأن تصريف الاعمال يفترض وجود رئيس الحكومة في البلاد».
وكشف رداً على سؤال، أن حكومة تصريف الاعمال يمكن ان تجتمع وتتخذ قرارات إذا طرأت ظروف استثنائية. وقال: «لا تخافوا ، لن يكون هناك أي حل مقفل امامنا وكل شيء سيكون قانونياً».
ما بعد العودة؟
وفي حين خرج نظام الرياض بعد أسبوعين على احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية بخفي حنين وفشل في مخطط تفجير الفتنة في لبنان، بدأ الحديث في الكواليس السياسية والاوساط الشعبية عن طبيعة المرحلة التي ستحكم ما بعد عودة الحريري الى لبنان، فهل ستنجح المساعي المحلية بتراجع الحريري عن استقالته أم سيعلنها رسمياً من قصر بعبدا؟ وهل سيبقى في لبنان ويقبل أعادة تكليفه وتصريف أعمال الحكومة الحالية؟
أكثر من مصدر من كتل نيابية مختلفة أوضح لـ «البناء» أنه من المبكر الحديث عن مرحلة ما بعد عودة الحريري الى بيروت وماذا سيفعل وما لديه من معطيات وكيف سيترجم التسوية الفرنسية السعودية، لكن مصادر سياسية توقعت أن تفرز الأزمة المستجدة واقعاً جديداً مختلفاً عن السابق وتحدث تغييرات على الوضع السياسي الداخلي وعلى أداء رئيس الحكومة في الملفات الخلافية المطروحة وعلى خريطة التحالفات السياسية بين القوى المحلية، وتوقعت أن تهتز علاقة الحريري ببعض حلفائه داخل بيته المستقبلي من جهة، ومع 14 آذار من جهة ثانية، لا سيما مع «القوات اللبنانية» التي حاول نائب رئيسها أمس النائب جورج عدوان استدراك خطأ رئيسها سمير جعجع والتغطية عليه، حيث يعتبر المقرّبون من الرئيس الحريري بأن «الحكيم» طعن «الشيخ» في ظهره، إن كان بالتحريض الذي مارسه رئيس القوات على رئيس المستقبل خلال زيارته الأخيرة الى المملكة والتي ظهرت لاحقاً من خلال مسارعته الى قبول استقالة الحريري. وأشار عدوان في حديث تلفزيوني بأن «الحريري حليف وصديق وأخ ونحن نراهن عليه ليستمر دوره في تحقيق استقرار لبنان ولدينا آمال لتُنجز سوياً».
وما يؤكد ذلك هو سجال أمس، الذي طفا على سطح الخلافات بين مستشار رئيس الحكومة وزير الثقافة غطاس خوري والنائب السابق فارس سعيد، حيث نشر خوري تغريدة تشير الى أن سعيد طعن الحريري في ظهره. الأمر الذي استدعى رداً من سعيد قائلاً: «لا تعنيني تغريدة غطاس خوري لا من قريب ولا من بعيد حتى ولو قصدني بها»، وأتبعها بتغريدة أخرى، قال فيها: «أرجو من جميع «المحبّين» عدم التدخل بيني وبين بيت الحريري. السياسة عابرة».