افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 29 أيلول، 2016

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 17 شباط، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 19 آذار، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏الإثنين، 16 أيار‏، 2022

 

 

وقد علمت «الأخبار» أن حزب الله «في صدد القيام بمسعى بين عون وبري لإقناع الأخير بإزالة العقبات، في مقابل قيام عون بخطوات نحو رئيس المجلس، تبدأ بالاعتراف بشرعية البرلمان ومنح عين التينة الضمانات المطلوبة». وحتى وقت قصير، لم يكن الحزب قد نجح في مسعاه بعد. في المحصلة، كل القوى باتت «مزروكة»: عون يعيش تحت رحمة الوقت؛ الحريري يخشى فشل مبادرته الثانية، وبالتالي، ضياع فرصته الوحيدة (ربما) للعودة إلى رئاسة الحكومة؛ بري يرزح تحت ضغط معنوي لكونه حالياً يقف في وجه خيار غالبية المسيحيين؛ أما حزب الله، فيعاني من كل الضغوط السابقة مجتمعة. فهو لا يريد أن تضيع الفرصة على حليفه، كذلك لن يرضى بتشرذم فريقه السياسي، ولن يختار ما يعارضه الرئيس نبيه بري، ويثمّن غالياً مواقف فرنجية إلى جانبه ولا يقبل أن «يخسره».
Image result for ‫حزب الله وبري وعون‬‎
/++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار
بدأ العد العكسي: شهر الحسم لخيار عون
بصرف النظر عن الاجتهادات والتفسيرات التي اطلقت حيال ترحيل الجلسة الـ 46 لانتخاب رئيس للجمهورية الى 31 تشرين الاول المقبل وما يمكن ان تكتسبه من دلالات ورسائل، فان ذلك لم يحجب واقعا سياسيا “سقط ” بقوة ثقيلة على مجمل المشهد السياسي الداخلي وحرك فيه حيوية فائقة السخونة. يمكن القول بلا تردد عقب التطورات المتلاحقة الناشئة عن ادارة المحركات الحريرية في شتى الاتجاهات ان مهلة الشهر المحددة للجلسة الـ46 ستكون بمثابة مهلة مصيرية تماما لما يمكن تسميته “خيار عون ” الذي وضع في شكل واضح في مقدم الخيارات التي تشكل صلب حركة المشاورات الجارية بحيث بدأ مع انضمام الجلسة الـ45 أمس الى سابقاتها في مسلسل الاخفاق في انتخاب رئيس للجمهورية العد العكسي للجلسة المقبلة كأنها جلسة حسم أزمة الفراغ سلبا او ايجابا وأيا تكن التطورات المحتملة التي ستفصل عن نهاية هذا العد التنازلي. واذا كان صحيحاً ان مهلة شهر تشرين الاول بكامله لا تعتبر نهائية اذ يمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يقرب الموعد في أي لحظة تكتمل فيها “صفقة ” التفاهمات التي يدأب على التذكير بها ممراً الزامياً لانتخاب رئيس للجمهورية كما فعل أمس أمام النواب، فان الصحيح أيضاً ان ثمة أوساطاً كثيرة معنية رأت ان تحديد بري موعد 31 تشرين الاول للجلسة المقبلة ينطوي على رسائل مخففة من غلواء التوهج السياسي كأنه يستشرف طريقًا شاقاً أمام الحريري وأمام خيار انتخاب العماد ميشال عون من جهة ويوحي تاليا بان مهلة الشهر كافية لاتاحة الفرصة أمام “سلة التفاهمات” التي يطرحها والتي ينتظر ان تشكل جوهر لقائه الوشيك مع الحريري.

وفي أي حال لم تأت الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهورية والتي حضرها 51 نائباً منزوعة العصب هذه المرة كسابقاتها. بل اتسمت بحرارة لافتة عكست الى حد بعيد المناخ السياسي الناشئ وتميزت بترجمة “استنفار ” برز بقوة لدى كتلة “تيار المردة ” التي اطلقت مع هذه الجلسة ما يبدو انه طلائع رد واسع على طرح خيار المنافس الاول والوحيد للنائب سليمان فرنجية في السباق الى قصر بعبدا. ودخل عضو كتلة “المردة” النائب اسطفان الدويهي مكلفا من النائب فرنجية قاعة الجلسات مع النواب الذين دأبوا على الحضور ليكسر أول حاجز أمام مقاطعة كتلته للجلسات في رسالة سياسية واضحة برسم الحلفاء والخصوم. ثم اكمل الدويهي مهمته بتلاوة بيان شدد فيه على الاستمرار في ترشيح فرنجية مؤكداً أيضاً ان زعيم “المردة ” لا يزال مرشح الرئيس الحريري. أما ذروة هذا الاستنفار فجاءت من خلال “التغريدة ” الحادة للنائب فرنجية التي عاد عبرها الى الحقبة الاولى في المسار السياسي للعماد عون فكتب عبر “تويتر”: “اذا اتفق سعد الحريري مع عون وسماه لرئاسة الجمهورية فسيحصد النتيجة نفسها التي حصدها الرئيس (امين) الجميل عندما سمى عون رئيسا للحكومة عام 1988”. وعكست مداخلة لاذعة اخرى لرئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون في مجلس النواب دعا فيها الى ابراز “شهادة طبية للمرشح الرئاسي الذي يبلغ الثمانين من العمر” مزيدا من التوهج السياسي في صفوف مناهضي “خيار عون”، في حين ان النائب جورج عدوان أطل بالموقف “القواتي” الاول المنوه بتحرك الحريري.

في غضون ذلك، مضى الحريري في تحركه، فالتقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في البيت المركزي للحزب في الصيفي، ثم انتقل الى دارة الرئيس امين الجميل في بكفيا. ومساء كان لقاء في “بيت الوسط” بين الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي ” النائب وليد جنبلاط والوزير وائل ابو فاعور واستكمل البحث الى مائدة العشاء.

وأكدت مصادر سياسية واكبت تحرك الرئيس الحريري لـ”النهار “أنه لم يبلغ من التقاهم من السياسيين اتخاذه قراراً بدعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، بل أوضح لهم عزمه على السير إلى الآخر في محاولة للتوصل إلى حل لأزمة الفراغ الرئاسي”.

وركزت مصادر أخرى على أن الحريري لم يحسم خياره بعد، لكنه منفتح على كل الخيارات بما فيها دعم ترشيح عون، وهذا الاحتمال وارد عملياً. وأضافت أن عملية التفاوض مع “الجنرال” جارية، لكنها لا تزال في أول الطريق، ويُمكن أن تبرز عراقيل داخلية وخارجية وتحول في نهاية الأمر دون الوصول إلى خاتمة إيجابية بالنسبة إلى عون، خصوصاً أن من الأمور المطروحة عليه ما يشبه إعادة تموضع سياسية وتقديم ضمانات قد لا يكون القرار في شأنها في يده.

وتقاطعت هذه المعلومات مع تأكيد قيادي من حزب الكتائب لـ”النهار” أن زيارة الرئيس الحريري للصيفي وبكفيا لم تكن من أجل تسويق قرار بدعم عون، وقد سمع من المسؤولين الكتائبيين الموقف التقليدي وهو أن الحزب يعارض أي مرشح لا يحمل مشروعاً سيادياً وطنياً، سواء أكان العماد عون أم غيره، وهذا الموقف ليس شخصياً.

التمديد المزدوج

في سياق آخر، وفيما لم يدع مجلس الوزراء الى جلسته الاسبوعية اليوم، من المتوقع ان يعلن نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل في مؤتمر صحافي يعقد ظهر اليوم قرارين يتناول الاول تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي سنة اضافية، فيما يتناول الثاني استدعاء رئيس الاركان اللواء وليد سلمان من الاحتياط كضابط برتبة لواء نظراً الى عدم تعيين رئيس جديد للاركان مع انتهاء مدة خدمته وقبل ساعات من احالته على التقاعد منتصف الليل.

/++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير
بوادر «حلف ثلاثي» بين بري وجنبلاط وفرنجية؟
الحريري: البلد سيطير ما لم ننقذه سريعاً
يبدو الرئيس سعد الحريري في سباق محموم مع الوقت، وهو المحكوم بمهل ضيقة لا تمنحه ترف التمهل. تعشّى في بنشعي مع سليمان فرنجية وتغدّى أمس، في بكفيا مع أمين وسامي الجميل، واستكمل «العصف الذهني» خلال اللقاء المسائي مع النائب وليد جنبلاط، في انتظار الاجتماع ـ المفتاح الذي سيجمعه بالرئيس نبيه بري، فيما لاحت في الأفق بوادر «حلف ثلاثي» غير معلن بين عين التينة والمختارة وبنشعي.

وبرغم أن المؤشرات والاستنتاجات، المتعددة المصادر، تقاطعت خلال الساعات الماضية حول فرضية اقتراب الحريري من لحظة الاعلان الرسمي عن دعم ترشيح العماد ميشال عون، بعد استكمال شروط الإخراج المناسب، غير أن هناك من يستبعد في المقابل ان يكون الحريري حُكما على عتبة تحول استراتيجي من هذا النوع، وإن يكن مُدرجا في المبدأ ضمن مروحة الاحتمالات التي تخضع للدرس.

ويقول أصحاب هذا الرأي، وبعضهم تسنى له لقاء الحريري، ان رئيس «تيار المستقبل» سيقرر بعد انتهاء جولاته اعتماد واحد من الخيارات الآتية:

ـ تجديد تمسكه بترشيح فرنجية والذهاب به حتى النهاية، ضمن اطار التعاون والتنسيق مع شركائه المفترضين في هذه المعركة.

ـ الانتقال بكل ثقله الى دعم ترشيح عون وتأمين انتخابه في اسرع وقت ممكن.

ـ التخلي عن عون وفرنجية والسعي الى إيجاد اصطفاف جديد حول اسم آخر.

وخلال لقاءاته مع بعض القيادات السياسية، تفادى الحريري ان يخوض مباشرة في ما يضمره، لكنه نبّه الى ان وضع المنطقة دقيق جداً، محذراً من تداعياته المتوقعة على لبنان ما لم يتم تحصين الساحة الداخلية انطلاقاً من انتخاب رئيس الجمهورية.

أكثر من ذلك، أبدى الحريري خشيته من أن «يطير البلد»، إذا لم «نسارع الى انقاذه وحمايته من النيران المشتعلة في محيطه»، لافتاً الانتباه الى «ان الاقتصاد يحتضر ومصرف لبنان استخدم مؤخراً آخر أسلحته ووسائله لتحصين الليرة والوضع النقدي ومنع اهتزازهما، كما ان الوضع الأمني حساس ويواجه تحديات مستمرة، أما في سوريا والمنطقة فهناك جغرافيا سياسية جديدة قيد التشكل على أنقاض الحروب المندلعة، وهذه العاصفة يمكن ان تضرب لبنان بشكل او بآخر، بحيث اننا قد ندفع ثمنها ما لم نتخذ الاحتياطات الضرورية في مواجهتها».

وفي انتظار ان يرسو الحريري على «بر»، يؤشر حراكه المكثّف الى ان هامش المناورة لديه ضاق كثيرا، بل لعله انعدم، فلا هو يحتمل البقاء طويلا في دائرة الأخذ والرد فيما جسمه الشعبي والتنظيمي يتآكل يوميا ويدفعه الى ان يحسم خياره سريعاً أيا تكن تبعاته عملا بقاعدة «إذا هِبتَ شيئا فقعْ فيه» على ان تأخذ التفاصيل مداها لاحقاً، ولا ميشال عون يستطيع بدوره أن ينتظره طويلاً وهو الذي ألزم نفسه بروزنامة تصعيدية كان يفترض ان تبدأ اليوم وتصل الى حدها الاقصى في 15 تشرين الاول المقبل، خصوصا ان تعبئة قواعد التيار ليست مهمة سهلة ولا يمكن ان تتم كل يوم.

وما يزيد من إحراج عون ان وزير الدفاع سمير مقبل يتجه الى الاعلان عن قرار التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان، مستفيدا من غياب مجلس الوزراء لإتمام ترتيبات تأجيل التسريح بأقل الخسائر الممكنة. وبرغم ان الخلاف حول هذا الأمر في ظل إصرار التيار على إجراء التعيينات الأمنية كان في الاساس شرارة الازمة الميثاقية التي فجّرتها الرابية، إلا ان عون سيضطر على الأرجح الى ان يمدد مرحلة «ضبط النفس» قليلا، مع احتفاظه بحق الرد المناسب، وذلك في انتظار ان ينهي الحريري مشاوراته ويتخذ قراره النهائي حيال ترشيح الجنرال، فإذا ذهب في اتجاه دعم انتخابه رئيسا للجمهورية يصبح التمديد لقائد الجيش ورئيس الاركان مجرد تفصيل، وإذا رفض تنتقل المواجهة الكبرى حول كل الملفات المتراكمة الى الشارع.

وانطلاقا من رغبة عون في تسهيل مهمة الحريري قدر الامكان وتجنيبها اي ضغط ميداني قد يُستخدم ذريعة لتبرير الانقلاب على المناخات الايجابية المستجدة، فإن الجنرال تفادى إبداء أي رد فعل حاد على عدم انتخابه في جلسة 28 ايلول التي سبق ان صنّفها «التيار الحر» بانها فاصلة، وبالتالي لم تبرز طلائع التحرك الشعبي الذي كان من المقرر ان تظهر عينات رمزية منه بعد الجلسة، من دون ان يعني ذلك تعليق التعبئة الشعبية التي استمرت على إيقاعها المرتفع في الكواليس.

ويبدو ان الحريري تبلغ ان المدى الزمني البرتقالي لـ «الفرصة الأخيرة» ضيق جداً، ولا يمكن الرهان على توسيعه مجدداً، وسط خشية لدى «ضحايا» التجارب السابقة مع الحريري من ان تكون محاولته الجديدة تهدف الى المماطلة والتسويف مجدداً، وصولا الى تنفيس حماسة قواعد «التيار الحر» من جهة، وتبرئة الذمة امام عون من جهة أخرى عبر تحميل مسؤولية إجهاض فرصة انتخابه للآخرين.

يفضل عون ألا يخوض في «محاكمة نيات» مسبقة، خصوصا ان الخبر اليقين لن يتأخر، وبالتالي فهو يميل في «الوقت المستقطع» الى تغليب الايجابية على ما عداها، إنما من دون التسليم بها والاستسلام لها، تاركاً كل الاحتمالات التصعيدية واردة وفق آلية متدرجة سيُباشَر في تنفيذها تباعا، إذا تبلغ جوابا سلبيا من الحريري.

وفي هذا السياق، أكد مصدر قيادي في «التيار الحر» لـ «السفير» ان المنسقيات تعمل كخلية نحل، مشددا على ان جولة الحريري وما يرافقها من أجواء إيجابية لم تتسبب في تسرب الاسترخاء الى صفوف المحازبين والمناصرين، بل إن الكل مستنفر ومتأهب في انتظار إشارة الجنرال.

وأوضح المصدر ان العد العكسي الصامت للانتفاضة البرتقالية بدأ منذ يوم أمس، متوقعا ان يؤجل انطلاق التحرك الشعبي لأيام معدودة فقط، وذلك الى حين اتضاح نتائج جولة الحريري وتبيان خياره الحاسم، لافتا الانتباه الى ان الصورة ينبغي ان تتضح في أواخر الاسبوع الحالي، ليُبنى على الشيء مقتضاه، «ومتى وصلت إشارات سلبية الى ان الميثاق والشراكة لا يزالان في خطر وأن الرئاسة لم تعد مضمونة تحت سقف حكم الأقوياء، فإنه سيُباشَر تلقائيا في تطبيق الخطة الموضوعة».

ويؤكد المصدر ان موعد الحشد الكبير في 15 تشرين الاول يبقى قائما، لكن وجهته تتوقف على مسار التطورات حتى ذلك الحين، فإما ان يكون الحشد للاحتفال بانتخاب عون وإما ان يكون للرد المدوي على منع انتخابه والاستمرار في قهر مكوّن لبناني اساسي.

دلالات التأجيل
أما قرار بري بتأجيل جلسة انتخاب الرئيس الى 31 تشرين الاول المقبل، فهو أوحى بانطباعات متباينة، أحدها مبني على الاعتقاد بأنه ما من شيء منجز وجاهز رئاسيا يستوجب تقريب الموعد خلافا لظاهر الامور، فيما يميل انطباع آخر الى فرضية ان هناك تسوية متكاملة يتم تحضيرها وأن استكمالها يتطلب مزيداً من النقاش ما استدعى ارجاء الجلسة الانتخابية الحاسمة حتى أواخر الشهر المقبل من أجل إعطاء الحيز الكافي لمواصلة «المفاوضات»، بينما «افترض» قيادي في حزب مسيحي ان الغاية من التأجيل «الطويل المدى» تبريد الاندفاعة الايجابية في اتجاه خيار عون، ورجّح آخرون في «التيار الحر» ان بري يسعى الى احتواء التحرك المقرر في 15 تشرين الاول، واختبار الطريقة التي سيتعاطى بها عون مع بدء العقد العادي للمجلس النيابي واحتمال الدعوة الى جلسة تشريع الضرورة في تلك الفترة.

لكن مصادر بري استدركت التفسيرات والتأويلات بالتأكيد لاحقا انه مستعد لتقريب موعد جلسة الانتخاب إذا حصل تفاهم قبل أواخر الشهر المقبل.

وكرر بري في لقاء الاربعاء النيابي موقفه بأن الاتفاق على جملة التفاهمات الوطنية هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ من رئاسة الجمهورية.

ونقل النواب عنه ان «ليس لديه شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل».

رسالة فرنجية
ولئن كانت حصيلة الجلسة الـ 45 شبيهة بسابقاتها، إلا ان ما ميّزها حضور النائبين اسطفان الدويهي واميل رحمة وهما عضوان في كتلة فرنجية، في اول خرق من نوعه للمقاطعة التي واظب عليها نواب «المردة» منذ الجلسة الاولى.

ومشاركة الدويهي ورحمة أتت بالتزامن مع تغريدة قاسية اللهجة لفرنجية عبر «تويتر»، ورد فيها انه «إذا اتفق الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، فسيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس (أمين) الجميل عون رئيسا للحكومة عام 1988». لم يكن صعبا استنتاج ما اراد فرنجية ان يقوله للحلفاء والخصوم على طريقته: أنا.

/++++++++++++++++++++++++++++++/
الاخبار
برّي «يفركش» التسوية!
التسوية الرئاسية لايصال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون دونها عقبة أساسية وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري. فلا تكاد الطريق تفتح أمام عون الى بعبدا حتى يزرعها بري بالألغام، معولا على تضييع الوقت الى حين فقدان التسوية بريقها والعودة الى نقطة الصفر

أرانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا تُعَدّ ولا تُحصى، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر برئاسة الجمهورية وبشخص النائب ميشال عون على وجه التحديد. ففي السابق، كان الموعد بين جلسة انتخاب رئيس وأخرى لا يتعدّى ثلاثة أسابيع، قبل أن يعيّن بري الجلسة المقبلة يوم أمس في 31 تشرين الأول، أي بعد 33 يوماً.

هو استفزاز واضح للعونيين، «غلّفه» رئيس المجلس النيابي على طريقته عبر تسريب إمكان عقد جلسة مبكرة في حال حصول خرق ما في الشأن الرئاسي. وتأجيل بري يرمي إلى هدف من اثنين: إما إبطاء مفاعيل التسوية وعرقلتها قدر الإمكان، أو الحصول على سلة مكتسبات ثمينة تبدأ بالحفاظ على نظام الشراكة القائم في الحكم وانتزاع ضمانات عونية تتعلق بملفات ووزارات الدولة الرئيسية مقابل رفع الفيتو عن عون. يعكّز بري في مسعاه هذا على سير النائب وليد جنبلاط معه في السراء والضراء. فرغم إعلان المختارة عدم معارضتها لوصول عون إلى بعبدا واقتناعها منذ مدة بعدم جدوى الاستمرار في ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا أنه لن يخطو خطوة إلى الأمام من دون حليفه التاريخي. لذلك، لا إمكانية اليوم للقفز فوق عين التينة والمختارة، وبالتالي، لا بد من مفاوضة بري والحصول على ضوء أخضر واضح منه. أما القول إنه يمكن عون الفوز بكرسي بعبدا من دون المرور ببري من منطلق تأييد نحو 80 نائباً له موزعين بين تيار المستقبل وحزب الله وبعض نواب 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح (في ما عدا المردة) والقوات، فلا يقرّش سياسياً. إذ يصعب وزن بري عبر احتساب عدد نواب كتلة التحرير والتنمية، تماماً كما لم يكن جائزاً في السابق قياس حجم كتلة الوفاء للمقاومة عددياً عند وقوفها ضد تسوية فرنجية. ولا بدّ بالتالي من مفاوضة حزب الله والحريري وعون لبري لنقل التسوية من الإطار الافتراضي إلى الأمر الواقع. فالحريري الذي لم يمهّد الأرض سابقاً لمبادرة ترشيح فرنجية، يبدو أنه وقع في الخطأ نفسه مجدداً، فلم يمهد كما يجب ـــ لا داخل كتلته ولا خارجها ــ لخطوة التراجع عن المبادرة للذهاب نحو ترشيح عون. ولعل خير معبّر عن الواقع، كان فرنجية نفسه، الذي قال للحريري عند لقائهما: «كنا قد اتفقنا على أمرين: أولاً، إذا أردت التراجع عن ترشيحي، أن تفعل ذلك بالتنسيق معي ومع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. لماذا لا نعقد لقاءً رباعياً اليوم لحسم الأمر؟ ثانياً، أنك إذا تراجعت عن دعمي، ألّا تدعم ترشيح عون، بل أن نذهب إلى خيار ثالث». فردّ الحريري بالقول: «أنا مستعد لانتخابك غداً. لكن أنت تعرف أن الرئيس بري لم يؤمن موافقة حلفائكما على انتخابك. ولا نستطيع الاستمرار في هذا الأمر». ثم لفت الحريري إلى أنه لا يريد إعلان دعم عون، «بل مجرد التشاور للخروج من حال المراوحة».

في النهاية، تبدو المشاورات متجمّدة عند سور عين التينة، الذي عُزِّز بجبهة تضم إلى بري وجنبلاط وفرنجية، عدداً من نواب 14 آذار، كدوري شمعون وبطرس حرب. وتؤكد مصادر سياسية مطلعة أن بري يراهن على إضاعة الوقت وإطالة أمد التداول بمبادرة الحريري المفترضة إلى حين خفوتها بعد مضي شهر أو اثنين كما في حالة المبادرة الأولى بترشيح فرنجية. فالحل الأفضل بالنسبة إلى بري أولاً، هو إسقاط ترشيح عون. أما الحل الثاني، فكرره بري في لقاء الأربعاء: «الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية». فيما هناك من يعوّل على موقفَي بري وجنبلاط حول ضرورة عودة الحريري إلى السلطة «ظالماً كان أو مظلوماً»، لتليين تشددهما بعد ثبوت أن فوز الحريري برئاسة الحكومة مجدداً لن يتحقق إلا بعودة عون إلى بعبدا.

ويبدو أن حزب الله على موعد مع حملة ممنهجة ستطاوله في الأيام المقبلة من الحليف والخصم، بدءاً بالمردة، مروراً بالتيار الوطني الحر الذي يحمّله بعض نوابه مسؤولية إقناع بري برفع الفيتو عن زعيمهم، وصولاً إلى القوات اللبنانية التي ستستغل معاندة بري للعب على الوتر الأحبّ على قلبها ضمن السيناريو المملّ نفسه منذ إعلان النيات مع عون: دق إسفين الخلاف بين عون والحزب من منطلق عدم جدّية ترشيحه لرئيس تكتل التغيير والإصلاح، وإلا كان ضغط على حليفه من أجل ضمان وصوله إلى بعبدا. وجاءت كلمة النائب جورج عدوان أمس لتؤكد ما سبق، حيث أشار إلى ضرورة «بذل حزب الله الجهد والإقناع المطلوب منه كي يدفع بقوى الثامن من آذار فعلياً باتجاه انتخاب العماد عون». فالقول إن «الممر الوحيد والإلزامي لانتخابات الرئاسة هو العماد عون لا يكفي إذا لم يقترن بفعل (…) وفي ضوء ذلك يتأكد لنا مدى حرص حزب الله وتشبثه بانتخاب العماد عون». ولم ينسَ عدوان الغمز من قناة سعي بري إلى حضور السوق الرئاسي، موضحاً رسالة بري السياسية من وراء تأجيل الجلسة: «إذا كنتم تطبخون بمعزل عني، فلن تستطيعوا أن تأكلوا. تفضلوا إما أن تأخذوا رأيي كشيف طباخ، وإما لن تأكلوا».

على المقلب العوني، الشارع معلّق اليوم في انتظار ما ستؤول إليه المبادرة التي يقودها الحريري وجولته التي بدأها أمس في الصيفي فبكفيا مع الرئيس أمين الجميّل والنائب سامي الجميّل، وختمها في بيت الوسط مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وبحسب مصادر الرابية، إن هدف رئيس المجلس النيابي «تركيع عون. إلا أن السؤال الرئيسي هو عن مدى إمكانية تحمّل بري نتائج إفشال وصول أول رئيس جمهورية متفق عليه مسيحياً والأكثر تمثيلاً نيابياً وشعبياً». لذلك ينتظر التيار «تحرك حزب الله باتجاه بري»، وقد علمت «الأخبار» أن «الحزب في صدد القيام بمسعى بين عون وبري لإقناع الأخير بإزالة العقبات، في مقابل قيام عون بخطوات نحو رئيس المجلس، تبدأ بالاعتراف بشرعية البرلمان ومنح عين التينة الضمانات المطلوبة». وحتى وقت قصير، لم يكن الحزب قد نجح في مسعاه بعد.

في المحصلة، كل القوى باتت «مزروكة»: عون يعيش تحت رحمة الوقت؛ الحريري يخشى فشل مبادرته الثانية، وبالتالي، ضياع فرصته الوحيدة (ربما) للعودة إلى رئاسة الحكومة؛ بري يرزح تحت ضغط معنوي لكونه حالياً يقف في وجه خيار غالبية المسيحيين؛ أما حزب الله، فيعاني من كل الضغوط السابقة مجتمعة. فهو لا يريد أن تضيع الفرصة على حليفه، كذلك لن يرضى بتشرذم فريقه السياسي، ولن يختار ما يعارضه الرئيس نبيه بري، ويثمّن غالياً مواقف فرنجية إلى جانبه ولا يقبل أن «يخسره».

/++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء
الحريري زار الصيفي وبكفيا والتقى جنبلاط في «بيت الوسط»
أوساط كتائبية: لم يأتِ لتسويق مرشّح وإنما لفكفكة عقد الرئاسة
واصل الرئيس سعد الحريري جولته على القيادات السياسية من أجل تسريع انتخاب رئيس الجمهورية وبحث المخارج المطروحة لإنهاء استمرار الفراغ الرئاسة، وهو زار ظهر أمس بعدما كان زار بنشعي قبل يومين والتقى رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث التقى رئيس الحزب النائب سامي الجميل في حضور نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي البيرتو ستانيان والنائب سامر سعادة، فيما حضر من جانب المستقبل مستشار الرئيس الحريري النائب السابق غطاس خوري والمستشار هاني حمود.

ولم يشأ الرئيس الحريري أو النائب الجميل بعد اللقاء الذي استمر قرابة نصف ساعة الإدلاء بأي تصريح، وهما غادرا الصيفي إلى بكفيا، حيث استكملت المشاورات والمحادثات إلى مائدة غداء في حضور الرئيس أمين الجميل.

وأشارت مصادر المشاركين في لقاء «البيت المركزي» الى ان الحريري لم يأتِ ليسوّق اسم هذا المرشح أو ذاك بل للتشديد على ضرورة الخروج من الدوامة الرئاسية والبحث عن طروحات ومبادرات جديدة لوضع حد للشغور.

ولفتت الى ان الجانبين اتفقا على ان المعطل الاساسي للاستحقاق هو «حزب الله» ومن يقاطعون جلسات الانتخاب.

أما الجميل، فقد ابلغ الحريري رفضه تبني ترشيح اي شخصية من فريق 8 آذار لأن مشروعها لا يلتقي ومشروع 14 آذار، الا انه أعلن في المقابل انه لا يمانع تأييد مرشح من 8 آذار يتبنى مشروعا وطنيا جامعا.

وذكرت ان «ليس هناك من مبادرة واضحة المعالم من قبل الرئيس الحريري، انما حركة لفكفكة العقد بدأت تعطي نتيجة مهمة بنزول احد نواب «تيار المردة» الى جلسة الانتخاب امس».

واذ لفتت المصادر الى ان «الكتائب» لا تحارب اشخاصاً، لأن همّها سيادة لبنان، ذكرت ان «الرئيس الحريري تبلّغ موقف الكتائب» الثابت لناحية دعوتها الى ضرورة سحب الترشيحين (ترشيح العماد ميشال عون وترشيح النائب فرنجية)، وأن كتلة الحزب النيابية ستستمر بالمشاركة في جلسات انتخاب الرئيس في اي جلسة تُعقد من اليوم وحتى الانتخاب».

وأوضح الوزير السابق سليم الصايغ لوكالة الانباء «المركزية» أن «أهم ما جرى اليوم أننا فهمنا أن هناك حراكا معينا لأنه لا يجوز استمرار الفراغ الرئاسي، مع ضرورة تحميل المعطلين مسؤولية التعطيل. وأنا أتصور أن هذه هي الرسالة التي يحاول الرئيس الحريري ايصالها من حركته».

واوضح أن الحريري لم يقل أنه سار بخيار عون، غير أنه يريد أن يبادر سياسيا. إلا أن حركته لم ترق بعد إلى مستوى المبادرة، ونحن نعتبرها حركة تحضيرية لموقف ما.

ومساءً، استقبل الرئيس الحريري، في «بيت الوسط» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري، وجرى عرض التطورات السياسية الراهنة، واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء، من دون الإدلاء بأي تصريحات بعد العشاء خلافاً لما كان تمّ تداوله في «بيت الوسط» قبل وصول جنبلاط.

/++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء
اتصال أوباما ببوتين بعد انهيار دفاعات شرق حلب يُعيد الخبراء إلى جنيف
انتهى الشخصي في ملف الرئاسة وبدأت المفاوضات على السياسة والحصص
الحريري يواصل مواجهة حلفائه بالسؤال هل لديكم بديل أفضل من الفراغ؟
بعد نهار من التراشق الكلامي العالي بين موسكو وواشنطن، وصل حد التلويح الأميركي بعمليات إرهابية تستهدف مصالح ومدناً روسية، وحديث روسي عن هجمات بالسلاح الكيميائي يُعدّ لها الإرهابيون لشرق حلب، على إيقاع حرب ضروس نجح خلالها الجيش السوري بتكسير وتهشيم خطوط الدفاع الأمامية في شرق حلب، حيث تمكّن من دخول كتلة أبنية في حي الراشدين جنوب شرق حلب من جهة معامل السفيرة، وفي الإمساك بحي الفرافرة في حلب القديمة قرب القلعة التاريخية، وبتحقيق تقدم بارز في الجنوب الغربي عبر حي الشيخ سعيد من محور الراموسة، وهو يُمسك منذ سيطرته على معبر الكاستلو بحي بني زيد في الشمال الغربي للجزء الشرقي الذي يسيطر عليه المسلحون من حلب، ليتوّج النهار الطويل باتصال أجراه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعياً للتعاون في تعويم التفاهم الروسي الأميركي، بعد بيان للخارجية الأميركية هدد بوقف التعاون مع موسكو ما لم يتوقف الهجوم على حلب، وصفته مصادر روسية ببيان بالمقلوب، فالتعاون لم يبدأ كي يتوقف، إلا إذا كان المقصود الاستعداد لتطبيق أحكام التعاون العسكري في فصل المعارضة عن جبهة النصرة والسير معاً للحرب على النصرة، مع تثبيت الهدنة مع الجماعات التي تفك ارتباطها وتشابكها مع جبهة النصرة، وليلاً أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توجّه خبرائها إلى جنيف لملاقاة الخبراء الأميركيين هناك واستئناف المحادثات التي توقفت منذ الأسبوع الماضي مع انهيار الهدنة وتلكؤ واشنطن عن تنفيذ أحكام التفاهم الذي جاهرت وزارة الدفاع الأميركية بمعارضة تطبيقه رافضة أي شكل من التعاون العسكري مع روسيا.

الأربعاء حسم الجيش السوري أمر بوابات حلب الشرقية، فحسم أوباما قراره بالعودة للتفاهم، والعيون شاخصة لجنيف وحلب في سباق الساعات المقبلة. والسؤال هل سيذهب خبراء وزارة الدفاع الأميركية أم سيتمردون على قرار الرئيس الأميركي في زمن التمرد الذي افتتحه مجلسا النواب والشيوخ في تصويت شكل كارثة للسعودية وصفعة لحق الفيتو الذي استخدمه أوباما لحماية الودائع السعودية من التجميد ضد قانون إتاحة حق الملاحقة أمام أهالي ضحايا تفجيرات الحادي عشر من أيلول بحق حكومات الدول التي يحمل الإرهابيون جنسيتها. والسؤال إذا ذهب الخبراء الأميركيون هل سيلاقون الخبراء الروس بالسعي الجدي لتفاهم أم سيسبق السيف العذل في ميدان حلب؟

بمثل التراشق السياسي والعسكري في الشأن السوري، والتمرد على المشيئة القيادية التي عاشها أوباما، في لبنان العيون والآذان تلاحق خطوات الرئيس سعد الحريري في القدرة على تسويق خياره الرئاسي الذاهب صوب الرابية، طلباً للود مع حارة حريك، وتفادياً لخيارات أشدّ مرارة، لا يشاركه بعض حلفائه تقدير المقارنة بينها وبين خياره الجديد. وأول التمرد كان في تصريح النائب أحمد فتفت بالإعلان عن عزمه عدم التصويت للعماد ميشال عون، إذا رسا عليه التوافق، بينما وصفت مصادر تابعت لقاء الحريري بالنائب وليد جنبلاط تقييم جنبلاط للخيار الحريري بالتكرار غير المبرّر لسير والده الرئيس الراحل رفيق الحريري بخيار التمديد للرئيس إميل لحود. وذهب النائب سليمان فرنجية من موقعه كمرشح رئاسي تخلّى الحريري عن المضي به مرشحاً معتمداً بذريعة أن الترشيح لم يكن لحراسة الفراغ الرئاسي بل للمجيء برئيس، فقال فرنجية إن الحريري يكرّر ما فعله الرئيس السابق أمين الجميل عام 1988 بالمجيء بعون إلى بعبدا، لكن الحريري بقي يردّ على منتقديه وأمام نوابه وزواره بالقول فليعطني المعترضون بديلاً للفراغ الرئاسي لأسير فيه؟

الواضح، وفقاً لمصدر سياسي متابع للمناقشات الدائرة في الصالونات والكواليس السياسية حول الاستحقاق الرئاسي والتي، تمتد من الحريري وعون وجنبلاط وفرنجية، لتستقر على طاولة الثنائي الذي يمثله رئيس مجلس النواب نبيه بري كمدير للعبة السياسية وصانع للتسويات، وكشريك في المعادلات الرئاسية والحكومية والنيابية، وبالمقابل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كضامن للتفاهمات التي تتصل بالتعاون مع العماد ميشال عون كرئيس عتيد، منعاً لتكرار تجربة التصادم التي فاجأت بري بعد انتخاب العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية ومن ثم بعد السير بالتمديد له لنصف ولاية رئاسية.

اللقاء المرتقب بين الأستاذ والسيد سيعطي صفارة الانطلاق نحو الانتخابات، وفقاً للمصدر بعد حسم التشكيلة الحكومية المقبلة وقانون الانتخابات الجديد، والاختيار لتظهيره بين تمديد تقني لستة أشهر أو انتخابات لمرة واحدة وفقاً لقانون الستين. فكل ما هو شخصي انتهى وبدأ التفاوض على ما يتصل بالسياسة، وهو ما سيقوم به حزب الله مع كل من عون والحريري، بخصوص البيان الوزاري وخطوطه العريضة، ومعه التفاوض على قانون الانتخاب الذي سيتولاه بري، وبينهما ترسيم الحصص والأدوار، خصوصاً توزيع الوزارات السيادية.

الجيش السوري يستعيد حي الفرافرة بحلب

سيطر الجيش السوري على حي الفرافرة غرب قلعة حلب والمحاذي لمنطقة السويقة بحلب القديمة بعد القضاء على العشرات من المجموعات الإرهابية فيه.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية، أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة استعادت حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب بالكامل بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين وتعمل وحدات الهندسة على تفكيك وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المجموعات الإرهابية في الحي .

ودارت اشتباكات أمس، في محيط قلعة حلب، وتابع الجيش تقدّمه في جنوب المدينة وفي الجبهة الشمالية والشمالية الغربية، وفتح معابر عدة آمنة للمدنيين للخروج من الأحياء الشرقية.

وفي ريف حمص الشرقي سيطرت وحدات من الجيش والدفاع الوطني على تلة الصوانة و904 والتلال المحيطة بها. وفي ريف دمشق سيطر الجيش السوري على رحبة الإشارة بالغوطة الشرقية، واقترب من السيطرة على منطقة تل كردي، مضيقاً الخناق على مسلحي «جيش الإسلام» في مدينة دوما.

الجلسة 45 والقصر فارغ

وكما كان متوقعاً، لم تنعقد الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس للجمهورية لعدم توفر النصاب القانوني، وبالتالي سيبقى قصر بعبدا، فارغاً من دون رئيس حتى 31 تشرين الأول الموعد الذي حدّده رئيس المجلس النيابي نبيه بري للجلسة المقبلة، إلا في حال حصول اتفاق على رئيس فسيعمد بري إلى تقريب الموعد، كما أعلن.

أما الجديد في جلسة الأمس، فهو حضور عضو كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب اسطفان الدويهي الذي أكد في تصريح من المجلس النيابي «أن المشاورات المطروحة لا زالت في بدايتها وأمامها عقبات كثيرة، لأن الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب رؤية وتوافقاً»، مضيفاً «مستمرون بترشيح فرنجية ولا نطلق موقفاً رداً على تقارير إعلامية ومشاريع مفترضة».

وكان لافتاً تصريح رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية عبر تويتر، والذي جاء بعد يوم واحد على لقائه الحريري بأنه: «إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، فسيحصد نفس النتيجة، حينما سمّى الرئيس الجميل عون رئيساً للحكومة العام 1988».

الحريري التقى جنبلاط والجميل

وفي غضون ذلك، استكمل الحريري لقاءاته واستقبل مساء أمس، رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط لبحث الملف الرئاسي.

ونشر الحريري عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة «سيلفي» تجمعه مع جنبلاط، وأرفق الصورة بعبارة: «مين قال زعلانيين».

وكانت وسائل إعلامية أفادت أن جنبلاط غادر غير مرتاح بعد لقاء الحريري في بيت الوسط من دون الإدلاء بأي تصريح، بعدما كان أبلغ الصحافيين بأنه سيُدلي بتصريح.

وكان الحريري قد التقى في وقت سابق رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في الصيفي والرئيس أمين الجميل في بكفيا.

حركة الحريري بلا نتائج…

ورفضت مصادر قيادية في تيار المستقبل التعليق على تصريح فرنجية، معتبرة أنه هو المعني بتفسير كلامه، مشيرة لـ «البناء» إلى أن «أجواء اللقاء بين الحريري وفرنجية لم تكن سلبية بل إيجابية ولم يبلغ الحريري فرنجية بأنه سيتخلى عنه أو يعتزم ترشيح عون، بل قال له إنه يطرح الخيارات الموجودة وكيفية الخروح من الفراغ الرئاسي».

وأضافت المصادر أن «الأمور غير واضحة حتى الآن وإعطاء مزيد من الوقت من خلال تأخير موعد الجلسة المقبلة الى 31 تشرين الأول يؤكد أن الوضع مجهول، ولو كان هناك أي بارقة أمل بقرب الاتفاق على رئيس، لكان الرئيس بري قرب موعد الجلسة ولم يؤخره مدة 35 يوماً»، وأوضحت أن «حراك الحريري حتى الآن من دون نتائج وسيستكمل لقاءاته ولا يعني انتهاء هذه الجولة واللقاءات بأننا توصلنا إلى مخرج لانتخاب الرئيس».

لا مفاوضات ثنائية…

ونفت المصادر حصول مفاوضات ثنائية ما بين الحريري وعون على انتخاب الأخير الجنرال رئيساً، بل ما يجري هو بحث ونقاش مع عون لكيفية إنهاء الفراغ، كما يبحث مع القيادات السياسية كلها في البلد. فالقضية ليست انتخاب عون أم لا، فالرئيس الحريري سأل مَن التقاهم وسيسأل كل مَن سيلتقيهم: لقد وصلنا الى انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس إن كان فرنجية أو رئيس القوات سمير جعجع، فهل هناك من مبادرات وخيارات جديدة لنطرحها؟ إن كان عون أو غيره أو الرئيس الوسطي المقبول من الجميع؟».

واعتبرت المصادر أن حزب الله سيعطّل خيار الرئيس الوسطي بتمسّكه بالعماد عون، وحتى لو سار الحريري بعون، فإن سلة الشروط أو ما يسمّى بالسلة المتكاملة للحل ستعطل انتخابه من ضمنها الثلث المعطل ووزارة الخارجية وموقف الحكومة المقبلة من النظام في سورية ووزارة الدفاع وقيادة الجيش وسياسة الدولة وتشريع سلاح حزب الله والبيان الوزاري». وختمت المصادر بالقول: «لن يكون هناك رئيس للبنان بل أي لبنان سيكون لننتخب له رئيساً؟».

وفي السياق، لفت عضو «كتلة المستقبل» النائب أحمد فتفت الى أنه «لدي قناعة راسخة بأن لا رئيس للجمهورية في القريب العاجل، لأن المنطقة تغلي ولا جو تسويات في المنطقة ولا انعكاس لتسوية في لبنان».

وفي حديث تلفزيوني، أشار فتفت إلى أن «الأعصار السياسي يشهد أموراً تتفاعل سلباً»، معتبراً أن «هناك فريقاً من اللبنانيين لا تعنيه المصلحة اللبنانية، فحزب الله معني بالحفاظ على الهدوء في الداخل ويُعنى بالمصلحة الإيرانية السياسية في المنطقة». وأوضح فتفت أن الرئيس الحريري يسعى الى محاولة حلحلة الأمور»، موضحاً أن «ما يقوم به الحريري هو مسعى من ضمن المساعي الكثيرة التي يقوم بها».

أما عن الاجتماع بين الحريري وجنبلاط، فأشار الى أن لا معلومات واضحة لديه عن معطيات الاجتماع، مبيناً «أننا قمنا بما فيه الكفاية وعلى الأفرقاء الآخرين التحرك وتقديم أي شيء».

بري: التفاهمات هي المعبَر للحل

وأكد الرئيس بري، أمام النواب في لقاء الأربعاء، موقفه «بأن الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية».

ونقل النواب عنه أن «ليس لديه شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل الآن، وأن لا مانع لدى بري من تقريب موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في حال تم الاتفاق على اسم للرئاسة».

..والرابية مرتاحة.. والعقدة السنيورة

أما الرابية فلا تخفي ارتياحها حيال التقدم الحاصل في الملف الرئاسي وإزاء حركة الحريري وتؤكد مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ «البناء» أن قيادة التيار جمدت تحركاتها بانتظار تطور الأمور، فـ «التيار ليس من هواة التصعيد ولا يلجأ اليه الا بعد اليأس من إنجاز التفاهم مع الآخرين على وضع الأمور على سكة التوافق على قاعدة الميثاقية». وتؤكد أن «المفاوضات مستمرة مع الحريري عبر أكثر من اجتماع ومراسلات، وتضيف بأن قناعة تكونت لدى الحريري بأن لا خيار لديه غير انتخاب عون، لكن عليه أن يذلل العقبات الموجودة داخل تياره لا سيما الرئيس فؤاد السنيورة الذي يعمل لإجهاض المفاوضات ويصيب «عصفورين بحجر واحد» الأول الحؤول دون وصول عون الى الرئاسة، والثاني منع الحريري من دخول السراي». وتحدثت المصادر عن «خلافات داخل المستقبل نفسه فضلا عن تقيد الحريري بارتباطات واتفاقات مع أطراف داخلية وخارجية يحتاج الى وقت لترتيبها، وهو يعلم جيداً أن خلاصه من المشاكل والازمات المادية تكون بعودته الى رئاسة الحكومة والمعبر الوحيد لها هو انتخاب عون رئيساً للجمهورية». ولا تستبعد المصادر «تكرار المناورات والتراجع في الوعود ونصب المكائد السياسية من المحيطين بالحريري الذين يعملون لإفشال أي تسوية».

لا خلاف بين بري وعون

ونفت المصادر أن «يكون بري هو مَن يعرقل وصول عون، جازمة بأن أي اتفاق بين عون الحريري سينال مباركة ورضى بري ومطالبه محقة ومحفوظة ضمن قاعدة الميثاقية والشراكة».

كما تنفي المصادر «وجود أي خلاف بين بري وعون حول وزارة النفط، مضيفة: فالاتفاق بين الطرفين على الموضوع قد تمّ منذ أشهر، اما في ما خص قانون الانتخاب فالتيار متمسك بقانون النسبية»، وترى أن «إنجاز السلة المتكاملة قبل انتخاب الرئيس والتفاهم على مجمل الملفات يسهّل عمل الرئيس المقبل».

وأوضحت المصادر أن «قواعد التيار تتحضر في جميع المناطق للنزول الى الشارع فور تلقيها الاشارة»، موضحة أن «التيار سينزل الى الشارع في 13 تشرين في كل الأحوال لإحياء ذكرى الشهداء وإما للتصعيد الذي سيأخذ أشكالاً مختلفة».

والحكومة معطّلة حتى إشعار آخر

حكومياً، لا جلسة لمجلس الوزراء اليوم بسبب عدم الوصول الى تفاهم حول الجلسات بين رئيس الحكومة

تمام سلام والأطراف المقاطعة. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ «البناء» أن الرئيس سلام لم يدعُ الى جلسة اليوم لترك المجال والوقت أمام التفاهمات ولا يريد الذهاب الى الصدام مع أي من الأطراف». وشدد درباس على «أننا لم نصل بعد الى تفاهم حول جلسات الحكومة وإقناع الاطراف المقاطعة بالعودة الى حضور الجلسات»، لافتاً الى أن «الدعوة الى جلسة الاسبوع المقبل مرهونة بالمشاورات التي يقوم بها سلام مع الاطراف».

واعتبر أن «التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي أمر ملحّ وضروري في ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء الذي وإن عُقد فعاجز عن التعيين»، وحذّر درباس من أن «البلد بحالة تعليق كامل وشامل وليس فقط الحكومة حتى إشعار آخر الى أن يعود الضمير والمسؤولية الوطنية الى الجميع»، مشدداً على أن انتخاب الرئيس سيغير الوضع على صعيد عمل جميع المؤسسات، لكنه استعبد انتخاب الرئيس في الوقت الراهن».

وقالت مصادر وزارية لـ «البناء» إن اعتراض التيار الوطني الحر على التمديد للأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير هو تمهيد لقطع الطريق للتمديد لقائد الجيش، لكن لا يجوز ترك هذا المنصب الأمني الحساس فارغاً، واعتبرت أن «المشكلة في رئاسة الأركان أنه لا يجوز تأجيل تسريح الرئيس الحالي بعد استهلاك مدة خدمته الفعلية، لكن وزير الدفاع سيتخذ القرار في الساعات المقبلة وذلك باستدعائه من الاحتياط».