احتجاجات “الرايات السوداء” في “إسرائيل” : البدايات والوجهة

احتجاجات “الرايات السوداء” في “إسرائيل” : البدايات والوجهة

ماكغريغور : السلام القرطاجي الذي تريده أميركا في أوكرانيا اصطدم بقوة روسيا
التكنولوجيا وحرية الفرد : يراقبون نشاطك في الفضاء السبراني عبر بطارية الهاتف؟!
عـائـــــدٌ مِـنَ الغـيــــــم… (شميسة غربي/ كاتبة جزائرية)

يشهد الشارع الإسرائيلي في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات المُستمرة تقريباً منذُ منتصف شهر نيسان الماضي، واشتدّت وتيرتها في الفترة القليلة الماضية، وهي تُنظّم بشكل شِبه أسبوعي من قِبل حراك "الرايات السوداء" وحركة "العقد الجديد" وغيرهما، وهي موجة لم نشهَد لها مثيلاً منذُ بدء تفشّي فيروس كورونا في إسرائيل.

وقد جاءت هذه الاحتجاجات بدايةً، كتعبير عن رفض المُتظاهرين للمفاوضات الجارية بين حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو وحزب أزرق أبيض برئاسة بيني غانتس لتشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل، حيثُ قادت أحزاب المُعارضة الإسرائيلية المظاهرة حينها والتي أُطلق عليها تسمية "الرايات السوداء"، نسبةً لُمنظّميها، الذين رفعوا شعارات تُندّد بتقويض نتنياهو وحكومته للديمقراطية في إسرائيل، وتمكّن المنظّمون من حشد أكثر من 2000 مُتظاهر في ميدان رابين وسط مدينة تل أبيب، حيثُ ألقت فيها بعض الشخصيات السياسية المُعارضة لنتنياهو وبعض نواب المعارضة خطابات مُندّدة باستمرار نتنياهو في منصبه كرئيس للحكومة بعد أن وُجّهت له لائحة اتهام في ملفات الفساد المُختلفة مُتّهمةً إيّاه بمحاولة تدمير الديمقراطية الإسرائيلية، مثل موشيه (بوغي) يعلون ويائير لبيد عن تحالف "يوجد مستقبل- تلم"، وعضو الكنيست أيمن عودة عن القائمة المُشتركة.

ومع تشكيل حكومة نتنياهو الخامسة في إسرائيل، وبعد موجة الانتشار الثانية لفيروس كورونا مؤخراً، أخذت الاحتجاجات التي يُنظّمها ويقودها حراك "الرايات السوداء" بشكل شبه أسبوعي تقريباً منحىً مُختلفا؛ حيث أصبح الحراك أكثر تنظيماً من ذي قبل، وواظب بعض المتظاهرين على الاعتصام والتظاهر في شارع بلفور بالقرب من مقرّ إقامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل شبه مُنتظم منذ شهر تقريباً.[1]

بالتوازي مع ذلك، انطلقت موجة أُخرى من الاحتجاجات، والتي اختلطت أحياناً مع احتجاجات "الرايات السوداء" واندمجت فيها، للتعبير عن حالة الاستياء والغضب من سوء إدارة نتنياهو وحكومته لأزمة فيروس كورونا، وما رافقها من تردٍّ للأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة التي وصلت إلى 22 بالمئة [2] بفعل الإدارة السيئة للأزمة من قِبل نتنياهو المُنشغل بالبحث عن حلول تضمن بقاءه في الحُكم بعد أن وجّهت له تُهم بالفساد، على حدّ تعبير المحتجين.

لكن المُلفت في احتجاج "الرايات السوداء" هو سلوكه لمسار مُختلف لربّما عن مسارات الاحتجاجات السابقة التي غلبَ عليها الطابع المطلبي فقط وليس المطلبي- السياسي كما هي حال احتجاج "الرايات السوداء"، الأمر الذي دفعنا إلى تسليط الضوء على الاحتجاج الذي يُنظّمه هذا الحراك بشكل خاص والوقوف عليه ومحاولة استشراف مساره المُستقبلي في حال استمرّ بنفس الوتيرة التي يبدو عليها الآن.
لنتمكّن من ذلك، لا بدّ لنا أولاً من التعريف بهذا الحراك، أهدافه، وأهم الجهات/الأشخاص القائمين عليه.

ما هو حراك "الرايات السوداء" وما هي أهم مطالبه؟

تعود نشأة حراك "الرايات السوداء" إلى لانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتحديداً لمُبادرة الأخوة الأربعة إيّال، شيكما، يردين، وديكل شفارتسمان حينما خرجوا بواسطة مجموعة من المركبات والأشخاص باتّجاه مقرّ الكنيست الإسرائيلي رافعين الرايات السوداء احتجاجاً على قرار رئيس الكنيست في حينه، يولي إدلشتاين (الليكود)، بعدم عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للكنيست بعد الانتخابات مُباشرة، وهو الأمر الذي رأى فيه المُحتجّون انتهاكاً صارخاً للديمقراطية في إسرائيل. [3]

وجاء في البطاقة التعريفية لحراك "الرايات السوداء" عبر صفحته الرسمية بأن الحراك يضُم "مجموعة من المواطنين والمواطنات المسؤولين والقلِقين على الديمقراطية في إسرائيل، بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الجنس… هدفهم الحفاظ على ديمقراطية إسرائيل بروح وقيم وثيقة إعلان الاستقلال"، [4] لذلك يستخدم الحراك شعار "إنقاذ الديمقراطية" للتعبير عن نفسه، ويُميّز أعضاؤه أنفسهم من خلال "الرايات السوداء" المُستخدمة في الاحتجاجات بالإضافة إلى ارتدائهم للزّي الأسود. ويرفض ناشطو الحراك تعريف أنفسهم على أنهم حركة حزبية، مؤكّدين في الوقت نفسه أن الحراك يعتمد في تمويل أنشطته على تبرّعات الأعضاء والناشطين فقط، وفقاً لرواية قادة الحراك.[5]

ويقود حراك "الرايات السوداء" تظاهرات مُستمّرة على مُفترقات الطُرق والجسور وفي مراكز المُدن الإسرائيلية المُختلفة منذ فترة، مُندّداً باستمرار "نتنياهو الفاسد" في منصبه كرئيس للحكومة ومُطالباً إيّاه بالاستقالة، بعد أن تم تقديم لائحة اتّهام بحقّه تتضمّن الفساد، الرشوة، وخيانة الأمانة من قِبل المُستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت.

ويرفع حراك "الرايات السوداء" شعارات تُطالب نتنياهو بالاستقالة والتنحّي عن منصبه من قبيل "نتنياهو فاسد" و "مال، حُكم، عالم سُفلي"، "بيبي ارحل"، "لن نستسلم حتى تستقيل"… إلخ، بحجّة أنّه لم يعُد مؤهلاً أخلاقياً لقيادة إسرائيل إضافة إلى اتّهامه بتقويض الأسس والمبادئ والقيم الديمقراطية التي نصّت عليها وثيقة إعلان الاستقلال. واشتدّت هذه التظاهرات بعد مُصادقة الكنيست بالقراءات الثلاث خلال الأيام الماضية على "قانون كورونا" الذي تُمنح الحكومة بموجبه هامشاً كبيراً في عملية اتّخاذ القرار خلال فترة الطوارئ مع إعطاء بعض لجان الكنيست الحق في مناقشة أوامر الطوارئ بأثر رجعي، الأمر الذي يرى فيه المُتظاهرون وقادة الاحتجاج تعطيلاً للكنيست وهجوماً غير مسبوق على مؤسسات الدولة والتشريع. [6]

ومع انضمام المُحتجّين المتضرّرين من الأزمة الاقتصادية التي أفرزتها موجة الانتشار الثانية لفيروس كورونا من عُمّال وحرفيين وتُجّار إلى الاحتجاجات في الشارع خلال الأسابيع القليلة الماضية، أصبح حراك "الرايات السوداء" يتبنّى مقولة أن "هناك صلة مباشرة للفساد الحكومي بسوء إدارة الحكومة لأزمة فيروس كورونا"، [7] الأمر الذي عزّز من حضور هذا الحراك في الشارع الإسرائيلي ومكّنه من استقطاب العديد من المتظاهرين المُتضرّرين بفعل الأزمة، خصوصاً مع انضمام جيل الشباب لهذا الحراك مؤخّراً في مشهد غير مسبوق منذ عدّة أعوام نتيجة ارتفاع معدّلات البطالة وتردّي الأوضاع الاقتصادية، ومشاركة الشباب هذه يرى فيها المتظاهرون، خاصّة كبار السن منهم، مؤشّراً مُذهلاً يقود إلى التفاؤل بإمكانية إحداث التغيير المطلوب. [8]

ونظراً لشُحّ المراجع التي يُمكن الاستناد إليها للتعريف بالحراك وأهدافه، كونه حديث المنشأ نسبياً، سنحاول الاستناد إلى المُقابلات التي أُجريت مع عدد من أهم النشطاء والمُنظّمين لهذا الحراك للوقوف على أهم أهدافه وتطلّعاته المُستقبلية، إلى جانب الاستعانة بالتقارير الصحافية التي تناولت الاحتجاج على مدار الفترة الماضية.

بالنسبة لأمير هسكال، أحد قادة هذا الاحتجاج، وهو مُتقاعد برتبة عميد ركن كان قد شغل منصب رئيس قسم الموارد البشرية في سلاح الجوّ ومنصب طيار في السابق، يرى أنّه "لا يُمكن لشخص مُتّهم بارتكاب جرائم جنائية (جرائم فساد) أن يكون في منصب رئيس حكومة دولة إسرائيل"، [9] وأن الاحتجاجات لن تتوقّف إلّا بعد مغادرة نتنياهو الفاسد للحكم، فهو لم يَعُد مؤهّلاً أخلاقياً لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلّق بكورونا والضائقة الاقتصادية والضم، وأكد أن الحراك يتّبنى طرقاً سلمية لتحقيق مطالبه وسيبقى كذلك على الرغم من العنف الذي تستخدمه الشرطة الإسرائيلية لفض الاحتجاجات. [10] يُشار إلى أن هسكال قد انضم منذ سنة تقريباً للاحتجاجات الفردية المُندّدة باستمرار نتنياهو في الحكم والتي طالبته بالاستقالة فوراً بعد أن قُدّمت له لائحة اتّهام في ملفات الفساد المُختلفة، وقد أصبح مؤخّراً أحد أهم رموز هذا الاحتجاج.

أمّا الناشطة في الحراك وإحدى المُنظّمين للاحتجاجات، شيكما شفارتسمان، فتطمح بأن يتمكّن حراك "الرايات السوداء" من حشد مليونية أو مئات الآلاف من الإسرائيليين على الأقل، كما حصل في احتجاجات غلاء المعيشة عام 2011، لتحقيق هدفه المُتمثّل بإنقاذ الديمقراطية في إسرائيل من خلال إزاحة نتنياهو الفاسد عن الحكم. وتعتقد شفارتسمان أنّ الجهاز القضائي الإسرائيلي ليس بمقدوره إنقاذ المواطنين بسبب الهجوم الذي يتعرّض له من قِبل نتنياهو وحاشيته، لذلك فإن الحلّ الوحيد يتمثّل في أن يُنقذ مواطنو دولة إسرائيل أنفسهم بأنفسهم من خلال الخروج للشارع والانضمام للاحتجاجات التي تتّسع للجميع بصرف النظر عن توجّهاتهم السياسية، على حدّ تعبيرها. [11]

وفي مُقابلة مع عضو الكنيست رام بن براك من حزب "يوجد مستقبل" مع القناة 13 الإسرائيلية، يُؤكّد أن إسرائيل تمرّ في وضعية غير مسبوقة؛ من ناحية وجود مُعارضة ضعيفة وغير قادرة على التأثير في الكنيست، لكنّه يؤُكّد في الوقت نفسه أنّ نواب المعارضة في الكنيست سيدعمون هذه الاحتجاجات ويتبنّون مطالب المُحتجّين في حال تمكّنوا من حشد أعداد كبيرة في المُظاهرات التي يُنظّمها الحراك كما حصل في احتجاجات غلاء المعيشة العام 2011. [12]

وفي مقال بعنوان "من يقف وراء احتجاجات الرايات السوداء؟" للكاتبة إيلات كهانا نُشِر في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، ترى أن حراك "الرايات السوداء" هو حراك عنيف وليس سلمياً كما يدّعي قادته، وأن استخدام الحراك لشعار "يوم بيبيستيليا-Bibstylia" ليس سوى مُحاكاة لحادثة سقوط سجن الباستيل رمز السلطة في فرنسا؛ هذا الحدث الذي شكّل بداية الثورة الفرنسية بعد الأزمة الاقتصادية آنذاك، مؤكّدةً أن ما يحصل من مُحاولة لاقتحام شارع بلفور الذي يتواجد فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يهدف إلى إخراج هذا الأخير المُنتخب ديمقراطياً من مقرّ إقامته باستخدام القوة والعنف، وهو الأمر الذي يُمكن الكشف عنه من خلال مؤشّرات العنف والقوّة المُتضمّنة في شعارات المُحتجين بالإضافة إلى سلوكهم العنيف في تعاملهم مع رجال الشرطة. [13]

وتضيف كهانا أنّ مشروع خيمة الاعتصام المُقامة في شارع بلفور بالقُرب من منزل نتنياهو والتي أُطلق عليها اسم "حصار بلفور" يُعتبر مشروعاً مشتركاً لحراك "الرايات السوداء" وحركة "العقد الجديد" المسؤولة عن تنظيم المُظاهرات أمام منزل المُستشار القانوني للحكومة مندلبليت في العام 2018 بهدف الضغط عليه لتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو. [14] وتضيف أنه وبخلاف تصريحات قادة الحراك لـ"هآرتس" سابقاً، بأن الحراك هو ذاتيّ التمويل، إلا أن سيفي عوفاديا، الصحافي في القناة 13 الإسرائيلية، استطاع الكشف عن أن الحراك حظي بتمويل من جمعية "المسؤولية الوطنية" التي تأسّست على يد أقرباء رئيس الحكومة السابق إيهود باراك، ومن هُنا لا تستبعد كهانا فرضية أن يكون باراك هو المُموّل الرئيس لهذا الحراك، بصفته أحد أشدّ مُعارضي نتنياهو الحاليين. [15]

مُستقبل الحراك وإمكانية تحوّله لحركة اجتماعية واسعة

تُشير الأدبيات والنظريات التي تناولت مسيرة الاحتجاجات والحركات الاجتماعية إلى ضرورة توفّر جملة من الشروط والعوامل الكفيلة بتحوّل أي عملية احتجاج أو حراك إلى حركة اجتماعية في المستقبل. بالنسبة لموديل "عملية المواجهة الجماعية" لسيدني تارو فإن أي احتجاج يُمكن أن يتحوّل إلى حركة اجتماعية إذا توفّرت فيه الشروط الأربعة التالية: تحدٍ جماعي، هدف مُشترك، التضامن والهوية الجماعية، ووجود سياسة مواجهة على مدى فترة طويلة (الاستمرارية). [16]

واستناداً إلى هذا التأطير، يُمكن القول بأن حراك "الرايات السوداء" لا يزال يحتاج إلى بعض العوامل آنفة الذكر حتى يتحوّل لحركة اجتماعية واسعة لديها مطالب واضحة ومُحدّدة؛ فهو لا يزال يفتقد مسألة التنظيم والهوية المشتركة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، على الرغم من كون "الرايات السوداء" أكثر الجهات تنظيماً مُقارنةً بالمُتظاهرين الآخرين الذي انضمّوا للاحتجاجات مؤخراً ولا سيّما أولئك الغاضبين من سوء إدارة نتنياهو لأزمة فيروس كورونا والمُتضرّرين من سلسلة الاغلاقات المُتكرّرة خلال فترة الطوارئ، فالمُتظاهرون ما زالوا غير مُتجانسين في موقفهم أو غير مُتّفقين على بعض القضايا رغم اتفاقهم النسبي على المطلب العام للحراك والمُتمثّل بدعوة نتنياهو للاستقالة؛ وهذا ما يُمكن ملاحظته من خلال عدم وجود موقف واضح من قضايا مُحدّدة كالضم والاحتلال التي يربطها بعض الناشطين في الحراك بالفساد السياسي وسوء الإدارة الحاصلة في حكومة نتنياهو، وهو الأمر الذي لا يلقى تأييداً في معظم الأحيان من قِبل جميع المُتظاهرين نظراً لاختلاف توجّهاتهم السياسية. وهذا بالإضافة إلى عدم تمكّنه، أي الحراك، على الأقل حتى وقت إعداد هذه الورقة، من وضع تحدّيات المواجهة أمام جهات ومؤسّسات الحكم في إسرائيل لعدم قُدرته لربّما على حشد أعداد كبيرة من المُتظاهرين المؤمنين بمطلب الحراك كما حصل في حراك "غلاء المعيشة" عام 2011 مثلاً، وكما حصل أيضاً مع حركة "الأمّهات الأربع" التي تشكّلت عام 1997 والتي وضعت تحدّي المواجهة أمام الجهات الحاكمة من خلال مُطالبتها بالانسحاب من جنوب لبنان، واستطاعت الحصول على تأييد فئات وقطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي آنذاك قبل أن تنتهِي الحركة بعد أن تحقّقت مطالبها بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000.

إن استشراف مستقبل الحراك وإمكانية تحوّله إلى حركة اجتماعية واسعة قادرة على إحداث تغيير حقيقي وتحقيق مطلبها الرئيس المُتمثّل باستقالة نتنياهو من منصبه، يحتاج إلى دراسة مُعمّقة، فالحراك لا يزال حديثاً نسبياً، وقدرته على حشد قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي ما زالت متواضعة أو غير واضحة حتى هذه اللحظة على الرغم من تفاؤل قادة الحراك من أنهم سيتمكّنون من ذلك في نهاية المطاف. ولعلّ مُشاركة الجيل الشاب في هذا الحراك تُعطيه زخماً أكبر، وتُعتبر مؤشّراً إيجابياً أيضاً يُفيد بإمكانية استمرار الاحتجاجات في المستقبل القريب ما دامت الظروف الذاتية والموضوعية تسمح بذلك، خصوصاً وأن تفشّي فيروس كورونا على نطاق واسع قد يُشكّل عائقاً أمام قدرة هذا الحراك وقادته على حشد وتعبئة الطاقات في الشارع. وعليه، يُمكن القول إن التساؤلات بشأن مُستقبل الحراك وطبيعته ومساره تبقى مفتوحة وقابلة للتغيُّر بحسب المعطيات والظروف الراهنة والمُستقبلية المُتغيّرة بطبيعتها، لكن ما هو واضح الآن أن هذا الحراك وهذه الاحتجاجات ما زالت مُستمرّة حتى وقت إعداد هذه المقالة.
 

عبد القادر بدوي، باحث عربي من فلسطين المحتلة
27 تموز/ يوليو، 2020
المصدر : 
موقع مركز مدار ، فلسطين المحتلة 
هوامش: 

 

1.نوعا شبيغل، ونير حسون. "احتجاجات الرايات السوداء: الآلاف تظاهروا على مفترقات الطرق والجسور في مناطق البلاد"، هآرتس، 11/07/2020، https://www.haaretz.co.il/news/politi/1.8987378. 

2.أمين فارس، "تداعيات كورونا الاقتصادية: العرب أول المتضررين وآخر من سيتعافى"، موقع عرب 48، 18/07/2020، https://www.arab48.com/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/2020/07/18/%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1-%7C-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B6%D8%B1%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%81%D9%89. 

3.إيلات كهانا، "من يقف خلف احتجاجات الرايات السوداء؟"، مكور ريشون، 16/07/2020، https://www.makorrishon.co.il/news/yoman/247639/. 

4.البطاقة التعريفية للحركة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، https://www.facebook.com/%D7%9E%D7%A6%D7%99%D7%9C%D7%99%D7%9D-%D7%90%D7%AA-%D7%94%D7%93%D7%9E%D7%95%D7%A7%D7%A8%D7%98%D7%99%D7%94-%D7%9E%D7%97%D7%90%D7%AA-%D7%94%D7%93%D7%92%D7%9C%D7%99%D7%9D-%D7%94%D7%A9%D7%97%D7%95%D7%A8%D7%99%D7%9D-110794797223076. 

5. المرجع السابق 

6. إريك بندر، وآنا ريفا بريسكي، "قانون كورونا يمنح سلطات الطوارئ للحكومة: تمّت المصادقة عليه بالقراءتين الثانية والثالثة"، معاريف، 23/07/2020، https://www.maariv.co.il/news/politics/Article-779108. 

7. شبيغل، وحسون. "احتجاجات الرايات السوداء: الآلاف تظاهروا…"، مرجع سابق. 

8. أورين زيف. "تظاهرات في بلفور: انضمام الشباب مدهش وسيغيّر الحدث"، سيحاه مكوميت 17/07/2020، https://www.mekomit.co.il/%d7%94%d7%94%d7%a4%d7%92%d7%a0%d7%95%d7%aa-%d7%91%d7%91%d7%9c%d7%a4%d7%95%d7%a8-%d7%94%d7%94%d7%a6%d7%98%d7%a8%d7%a4%d7%95%d7%aa-%d7%a9%d7%9c-%d7%94%d7%a6%d7%a2%d7%99%d7%a8%d7%99%d7%9d-%d7%9e%d7%93/. 

9. جلعاد موراج، "الطيّار والباحث في المحرقة الذي تحوّل لرمز الاحتجاجات ضد نتنياهو"، يديعوت أحرونوت، 27/06/2020. https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5755207,00.html. 

10. المرجع السابق 

11. القناة 13 العبرية، موقع يوتيوب. تم الوصول بتاريخ 24/07/2020، https://www.youtube.com/watch?v=UR2H95clYTg. 

12. المرجع السابق 

13. كهانا، "من يقف خلف احتجاجات الرايات…"، مرجع سابق. 

14.المرجع السابق 

15.المرجع السابق 

16.سامي شالوم شطريت، النضال الشرقي في إسرائيل: بين القمع والتحرر، بين التماثل والبديل 1948-2003، ترجمة: سعيد عياش. رام الله: مدار، 2005. 28.