الـ NGOs والسيادة الوطنية : بعد مصر، باكستان تتهم «Save The Children» بالتجسس

التقدّم المدهش في العلاقة التركية – السورية… وضيق الأفق اللبناني
الإستخبارات الأميركية CIA تدير العمليات في سوريا والسعودية توقّع الشيكات …
تراجع العولمة : “ساكسو بنك” يقول أن سياسة ترامب قد تؤدي لإندلاع حرب تجارية عالمية

قال وزير الداخلية الباكستاني، تشودري نزار علي خان، إن “المنظمات غير الحكومية الدولية تعمل من دون أي قواعد أو ضوابط أو جدول أعمال أو قانون في باكستان. ترد تقارير استخبارية منذ سنوات عدة، لكن من دون اتخاذ إجراء”.
وجاءت تصريحات نزار علي خان، بعد أغلاق الشرطة مكاتب منظمة “Save The Children”، في العاصمة إسلام آباد، في وقت متأخر من يوم أمس الخميس. وأمرت الشرطة هذه المظمة البريطانية، بترحيل جميع موظفيها الأجانب الى بلدانهم في غضون 15 يوماً.
وبدأت السلطات الباكستانية بمراقبة أنشطة المنظمة المذكورة عام 2012، وذلك بعدما ربط تقرير للاستخبارات الباكستانية المنظمة بالطبيب الباكستاني، شاكيل افريدي، المتهم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في البحث عن زعيم تنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن، تحت غطاء إجراء حملة تلقيح.
ومنذ تنفيذ القوات الخاصة الأميركية عملية قتل بن لادن في أيار 2011 في أبوت آباد، شمال البلاد، أبدت باكستان تشدداً إزاء جمعيات الإغاثة الدولية وحدّت من أنشطتها، واتهمتها بأنها واجهات لعمليات تجسس لصالح دول أجنبية.
وقال علي خان إن «جمعيات كثيرة تعمل ضد باكستان، ونبحث في رفع ملفها الى البرلمان»، مؤكداً أن «المنظمات غير الحكومية التي تعمل ضد المصلحة الوطنية لن يُسمح لها بمواصلة العمل في باكستان”.
وذكرت مصادر بالشرطة أن الهيئة متورطة في مشروعات مناهضة لباكستان، وأكد المصادر أنه من خلال عملية مراقبة للاتصالات ومتابعة لمكاتبهم أظهرت أن أنشطتهم مريبة للغاية ومشبوه فيها.
وتعد منظمة “Save The Children” شبكة غربية للعمل غير الحكومي، مع أن مركزها في بريطانيا. إذ توجد جمعيات غير حكومية، في كل من السويد والولايات المتحدة ودول أخرى تحمل اسم منظمة “Save The Children”. ويقول خبراء إن لها قيادة وجدول أعمال مركزي.
وقالت المنظمة في بيان صادر عن مقرها في لندن إنه “لم يتم إطلاعهاعلى هذا القرار. إننا نعترض بقوة على هذا التدخل”. وأضاف البيان إن عمل المنظمة “يتم التخطيط له ويُنفذ بالتعاون الوثيق مع الوزارات الحكومية”. وأفادت المنظمة في بأنها تعمل في باكستان “منذ أكثر من 35 عاماً، ولديها 1200 موظف” هناك..
وأشارت إلى أن موظفيها غير الباكستانيين كانوا قد “أُرغموا على مغادرة البلاد بعد صدور الاتهامات في تقرير الاستخبارات الباكستانية عام 2012”.، وكررت المنظمة نفيها لعلاقتها بالطبيب المذكور أو بالاستخبارات الأميركية.
كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي بأن الولايات المتحدة قلقة من الحملة التي تشنها باكستان على المنظمات الخيرية الدولية والمنظمات الأخرى غير الحكومية، مشيرا إلى أن تلك المنظمات أبلغت بوجود مصاعب متزايدة في ممارسة عملها في باكستان.
ومن المتوقع أن يتحرك “لوبي” الجمعيات غير الحكومية بمؤازرة الديبلوماسية الغربية، للضغط على حكومة اسلام آباد للتراجع عن قرارها. وتعتبر هذه الجمعيات وسيلة للتدخل الخارجي، وهي تقوم بأدوار تنتهك السيادة الوطنية للدول التي تعمل بها.
وكان أكبر صدام حدث بين هذا الـ”لوبي” والحكومة المصرية، قد بدأ بعد أن طردت سلطات القاهرة عدداً من هذه الجمعيات التي كانت تعيث فساداً في الحياة الإجتماعية، وتتدخل في الشؤون السياسية في مصر. ولم ينته حتى الآن.

COMMENTS