العراق بين إرهاب الدولة الإسلامية ومشروع الإنفصال الكردي

العراق بين إرهاب الدولة الإسلامية ومشروع الإنفصال الكردي

الصين: لدى الولايات المتحدة الأميركية تاريخ طويل في الإتجار بالرقيق والبشر
نقاش حول مستقبل التحالف الأورو ــ أطلسي 
اندماج «باير» ــ «مونسانتو»: الشركات المتعددة الجنسيات تهدد الإستقلال الغذائي لدول العالم 

نقلت تقارير صحفية عن مسؤولين أكراد في أربيل، أن “الاجتماع الأخير بين نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس إقليم كردستان مسعود برزاني تناول في معظمه مشكلة تحرير الموصل”. وقال مسؤول رفيع المستوى في حزب برزاني “الديمقراطي الكردستاني”، إن “الأكراد قدّموا شروطاً في مقابل مشاركتهم في عملية تحرير الموصل وبقية مدن نينوى، مثل القيارة والبعاج والجزيرة، وأجزاء من ربيعة، فضلاً عن بلدات محاور كوير ومخمور وسهل نينوى”.

وتشير تلك التقارير إلى أن “الأكراد يصرّون على تقسيم محافظة نينوى إلى ثلاث محافظات، والاتفاق على مرحلة ما بعد داعش قبل الخلاص منه”. وكشفت عن “أنهم يريدون محافظة في سهل نينوى، تشمل المناطق المسيحية التي يسكنها الأرثوذكس واللاتين وبقية الطوائف، وتكون المحافظة مستقلة بطبيعة الحال عن الموصل. كما يريدون إنشاء محافظة ثانية في سنجار، ذات الغالبية من الديانات الإيزيدية والكاكائية والزرادشتية وطوائف أخرى صغيرة، غالبيتهم يتحدثون اللهجة الكردية، بفعل قربهم من أربيل ودهوك بكردستان العراق، أو لكونهم من القومية الكردية أصلاً. وتكون هذه المحافظة منفصلة أيضاً. من جهتها، تكون الموصل والبعاج والجزيرة، وصولاً إلى الحدود السورية، ثم جنوباً إلى مثلث فيش خابور (ليس من ضمنها)، محافظة ثالثة، تُعرف باسم نينوى أو الموصل”.

وأيد هذه المعلومات المسؤول في حزب برزاني، وقال إن “الخلاف السياسي حول مستقبل محافظة نينوى يُشكّل السبب الرئيسي لعدم تحريرها من سيطرة داعش، والأميركيون لديهم القدرة على تحريرها من دون أدنى شك”. وأفاد تقرير لمركز “باس” الإعلامي، المدعوم من الحزب المهيمن في إقليم كردستان العراق، عن أن “قيادة الإقليم باتت تشترط تأسيس محافظتين على أجزاء من أراضي محافظة نينوى، واحدة في منطقة سهل نينوى، وثانية في سنجار”.

ويوضح المركز، الذي ينشر تقاريره باللغة الكردية على شبكة إنترنت، أن “الأكراد اشترطوا تقسيم محافظة نينوى الحالية إلى 3 محافظات منفصلة مقابل مشاركتهم في عملية تحرير نينوى، وبموجب المقترح الكردي يتم تحويل قضاء سنجار إلى محافظة تابعة لإقليم كردستان وتحويل المناطق المسيحية والتركمانية في سهل نينوى إلى محافظة، يترك للسكان في هذه المحافظة تحديد مصيرها، سواء بالانضمام إلى إقليم كردستان أو البقاء مع الحكومة الاتحادية”.

وقد أدلى عبد الباري الزيباري النائب الكردي بالبرلمان العراقي، بتصريحات تطالب بتقسيم محافظة نينوى “وفصل مناطق المسيحيين الإيزيديين والتركمان عن مناطق العرب”. لكن مسؤولاً عراقياً بارزاً في بغداد وصف الخطط الكردية بـ”الابتزاز والخبث السياسي لتقسيم العراق مستقبلاً إلى دويلات لا تخدم سوى الكيان الصهيوني”. وذكر بأنه “لطالما حرصنا على عدم الإثارة لأن التقسيم يصب بصالح داعش، لكن يمكن القول إن الأكراد يبتزوننا الآن. فهم يريدون المشاركة مقابل تقسيم نينوى. وهي محافظة مدينة الموصل. هذه المدينة واحدة من أكثر مدن العراق تعايشاً وسلاماً بين المسلمين والمسيحيين، ولا يمكن تخيلها أجزاءً مقسمة على الإطلاق. كما يستغلّ الأكراد في الوقت عينه طريق الوصول إلى الموصل، من كردستان، كنقطة ضعف، فيحددون فيها من يشارك ومن لا يشارك” في الحرب على الدولة الإسلامية.

وأضاف هذا المسؤول العراقي بأن “الأكراد يريدون تقسيم نينوى ليس حباً بالمسيحيين ولا التركمان ولا الإيزيديين، بل لمخططات ضمّ أجزاء من نينوى، أو إضعاف هذه المحافظة التي تمتلك أطول حدود مع كردستان، والتي يطمحون لأن تتحوّل لدولة مستقلة عن العراق. لكن لن تكون سنجار سوى قضاء إداري يتبع نينوى وعاصمتها الموصل، وكذلك سهل نينوى، لن يكون سوى قضاء إداري يتبع الموصل. وقد أبلغت بغداد بايدن بذلك صراحة، حتى لو اضطررنا إلى الاستغناء نهائياً عن خدمات الميليشيات الكردية التابعة لبرزاني / بشمركة”.

ويقول رئيس لجنة الأمن والدفاع العراقية حاكم الزاملي إن “الموصل تبقى عراقية ولا يمكن لأحد تقسيمها”. ويضيف: “نعم صحيح هناك مخطط، لكن يجب أن يعلم أصحابه أنه لن ينجح، فنينوى ستبقى واحدة، وحتى أهالي الموصل يرفضون أن يكون ثمن تحريرهم هو تقسيم نينوى”. ويتابع قائلاً إنه “هناك استعدادات وتهيئة واسعة للجيش العراقي، ونحن قدّمنا الحل الحقيقي بصراحة، والقاضي بأن يشترك الجيش والشرطة والعشائر. وهذا الحلّ يحرم جميع من يطمح بهيمنة أو سطوة أو تقسيم لمحافظة نينوى. كما يكمن الحل الآن بتقوية الجيش العراقي”.

يتهم الزاملي الأميركيين بأنهم “يحاولون خلط الأوراق على بغداد في هذا الملف، ولا يعطون إجابات واضحة”، مستدركاً أنه “اعتدنا على السياسة الأميركية بأنها مع الأقوى على مدى السنوات الـ13 الماضية، وهي كانت تقف مع الأقوى في تعاملها مع الفصائل والأطراف العراقية، لكن بالنسبة لنينوى، فهي وحدة واحدة وتبقى عراقية”.

وتُعدّ نينوى ثالث أكبر محافظة عراقية بعد الأنبار والمثنى، والثانية عراقياً لناحية الكثافة السكانية، وتقطنها غالبية عربية سنية، فضلاً عن المسيحيين والإيزيديين والصابئة والكاكائية والشبك والقوميتين الكردية والتركمانية، ويتركز تواجدهم على حدود تركيا وحدود كردستان العراق مع المحافظة من الاتجاه الجنوبي للموصل.

مركز الحقول للدراسات والنشر
5 أيار 2016