
مصر وإيران .. قوتان فاعلتان
تأتى المحادثات المصرية – الإيرانية فى توقيت مهم، فى ظل تصاعد التوترات بالمنطقة، وحدوث تغيرات متعددة على أكثر من محور
كتبت الأهرام / القاهرة : من الواضح أن هناك توافقا بين مصر وإيران على أهمية استمرار المسار الحالى لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين البلدين.
ظهر هذا من خلال الاجتماع الذى عقده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي، والذى حضره الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، والسيد اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والذى تم خلاله تناول مختلف الموضوعات، بداية من العلاقات الثنائية، ومرورا بقضايا المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية، ونهاية بالمفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووى الإيراني.
النقاط الأساسية التى تم تأكيدها خلال الاجتماع كانت : أهمية رفض أى توسيع لدائرة الصراع بالمنطقة، والعمل على منع نشوب حرب إقليمية شاملة، وضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، مع تشديد الرئيس على حتمية عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها فى منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وتأتى المحادثات المصرية – الإيرانية فى توقيت مهم، فى ظل تصاعد التوترات بالمنطقة، وحدوث تغيرات متعددة على أكثر من محور، سواء على صعيد الحرب الإسرائيلية الدائرة فى غزة، والمخططات المعدة لمستقبل القطاع، فضلا عن التطورات الجارية فى لبنان وسوريا، وكذلك قضية أمن الملاحة فى البحر الأحمر، وتطورات المفاوضات النووية الأمريكية – الإيرانية.
مصر من جانبها تحشد الجهود، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومواصلة حشد الدعم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية استنادا إلى حل الدولتين.
وتأمل مصر وإيران حماية حرية الملاحة فى البحر الأحمر، وأهمية استعادة الهدوء بالإقليم، مع الترحيب بالانعكاسات الإيجابية المأمولة للاتفاق الأخير باليمن مع الولايات المتحدة.
وإيران من جهتها، تخوض مرحلة مهمة وحاسمة من المفاوضات حول برنامجها النووي، وتأمل القاهرة أن تكلل هذه المفاوضات بالنجاح، بما يؤدى إلى التوصل لتسوية سلمية شاملة ومستدامة تسهم فى نزع فتيل التوتر وتحقيق التهدئة وتجنيب المنطقة التصعيد وعدم الاستقرار.
وخلال اللقاء الذى جمع وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطى ونظيره الإيراني، تمت مناقشة هذه القضايا بالتفصيل، بما يؤكد انفتاح مصر على جميع الأطراف الدولية والقوى الإقليمية، ومواصلتها سياستها الخارجية الناجحة التى تقوم على أساس التعاون المشترك والاحترام المتبادل، فى سبيل تحقيق مصالح مصر الأساسية، وأيضا من أجل تنسيق المواقف فى مواجهة التحديات الدولية والأزمات الإقليمية.
ولا شك فى أن وزير الخارجية الإيرانى عبر عن ذلك بوضوح عندما قال إن الدبلوماسية بين مصر وإيران دخلت مرحلة جديدة من التفاعل والتعاون، بوصفهما قوتين فاعلتين فى المنطقة، وتتحملان مسئولية مشتركة فى الحفاظ على السلام والاستقرار والهدوء فى المنطقة.
رأي الأهرام، منشور يوم الأربعاء 8 من ذي الحجة 1446 الموافق 4 يونيو/حزيران 2025
رابط دائم:
https://gate.ahram.org.eg/daily/News/982688.aspx
مركز الحقول للدراسات والنشر
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
أضف تعليقاً