
يارا الخوري في نزهة «تحت الشمس»
كتبت الأستاذة رنا علوش / الحقول ـ بيروت : رغم موسيقى البوب التي كانت تنخر في رأسها طوال فترة ما بعد الظهيرة، والزبائن الذين كانوا دائماً يسحقون أملها حين يسألون عن أحد الكتب الرائجة، وجدت الشابة يارا الخوري في المكتبة التي عملت فيها لمدة من الزمن، فرصةً للتعرف أكثر إلى الشِعر وأعمال أبرز الشعراء حول العالم.
استطاع الشِعر أن يفتح لها أبواب أزمنة بعيدة، وأن يعرّفها إلى ذاتها أيضاً، حتى بدأت بكتابة قصائدها الخاصة. بحثت في بيروت عن منابر مفتوحة تلقي عبرها بعضاً من قصائدها، إلى جانب قراءات من مختاراتها المفضلة.
على خطٍ موازٍ، كانت الخوري تعمل على إتمام دراستها في اختصاص المسرح في «الجامعة اللبنانية». وفي هذه الرحلة، اكتشفت ميولها الواضحة نحو المسرح الحركي والرقص المعاصر، اللذين وجدتهما وسيلةً تعبيرية جديدة تُشبه الشعر، بل تتقاطع معه أيضاً.
هكذا، حدّدت الشابة اللبنانية الطريق الذي تريد أن تسلكه، واتجهت نحو تطوير مهاراتها في المسرح الحركي وتقنيات الرقص المعاصر.
تدرّبت وعملت مع عدد من الراقصين ومصمّمي الرقص المحليين والأجانب، وشاركت في أعمال لفرق مسرحية لبنانية رائدة، ما أسهم في صقل خبرتها، ومكّنها من تكوين هوية مسرحية وحركية تخدم رؤيتها الفنية.
أخيراً، بعد سنوات من الشغف والبحث والتجربة، يبصر النور أول عرض مسرحي حركي ليارا الخوري.
تحت عنوان «وحدنا تحت الشمس نمشي»، تقدّم الخوري غداً على خشبة «مسرح المدينة»، عرضاً** يستكشف سيرة امرأة شابة في رحلة عاطفية بين الألم والانسلاخ والتحوّل.
ما سيشاهده الجمهور غداً، كان ثمرة إقامات فنية عدة، عملت فيها الخوري مع المؤدية ناتاشا كرم على خلق لغة خاصة تمزج بين الشعر والحركة في تيّار واحد متدفق.
كما تعاونت مع مصممة السينوغرافيا مارا إنجة لتطوير معادلة درامية بصرية تسلّط الضوء على تحوّلات الشخصية ورحلاتها الداخلية، عبر سينوغرافيا تعتمد بشكل أساسي على الأزياء المتبدّلة. كذلك، عملت الخوري مع المؤلف الموسيقي علي حوت على خلق موسيقى خاصة بالعرض، تُجسّد الإيقاع الداخلي للحركة والمشاعر.
غداً، تخطو الخوري بعرضها الأول كمخرجة مسرح ومصممة رقص، فتقدّم للجمهور عملاً يغرف من التعبير الشعري والحركي، ليلامس مشاعر الاحتجاز والخطر، والتوق العميق إلى الحرية والأمان. تبدأ الرحلة بمراهقة منفية تُرمى وحيدة في غابة خاوية من الحياة، قبل أن تسدل ستارة العرض على نزهة «تحت الشمس».
رنا علوش، صحافية وكاتبة عربية من لبنان
المقال منشور في جريدة الأخبار، يوم الجمعة 11 نيسان 2025
** عرض مسرحي حركي «وحدنا تحت الشمس نمشي»: غداً، السبت 12 نيسان 2025 – الساعة الثامنة والنصف مساءً - «مسرح المدينة» (الحمرا، بيروت).
الجمعة، 11 نيسان، 2025
التعليقات غير متاحة لهذا المقال