2025-06-28
Alhoukoul
نظرة على تحرك تركيا في بنغلادش وتوزيع

نظرة على تحرك تركيا في بنغلادش وتوزيع "خريطة جديدة" للهند؟

انتعشت هذه الحركة التوسعية التركية عقب تولي حكومة محمد يونس السلطة في داكا العام الماضي

24-06-2025

كتب محرر الحقول / خاص ـ الوطن العربي : تقوم تركيا بحركة توسعية على الإتجاه الأوراسي، وهو الإتجاه الرئيسي الذي يخدم مصالحها القومية. وتنسجم هذه الحركة مع البنية الأطلسية للدولة التركية الحديثة، وسعي الدول الإمبريالية الغربية لتوسيع حدود حلف شمال الأطلسي / "ناتو" نحو المناطق العميقة من أوراسيا. وتعتمد أنقرة في هذه الحركة على مزيج من الأيديولوجيا القومية "الطورانية"، و"الإسلام الإخواني" وعلى جهاز "المساعدات الإنسانية" أيضاً.    

وتفيد تقارير جديدة عن زيادة النشاط التركي في بنغلاديش، على الحدود الشرقية للهند لوضعها، ربما، بين فكي كماشة "إسلامية" تتكون من باكستان في الغرب وبنغلاديش في الشرق. وتحاول أنقرة أن تكرر "سابقة باكستانية"، فأنشأت فرعاً بنغلادشياً للحزب "الإخواني" الحاكم في تركيا. ويستند هذا الحزب "الإخواني" على منظمة غير حكومية تركية تعمل من العاصمة البغلادشية داكا، باسم "سلطانة بنغالا".

قامت هذه المنظمة التركية بنشر "خريطة بنغلادش الكبرى، التي شملت أجزاء من أراضي ميانمار (بورما) والهند. إذ تشير إلى ولاية راخين أو أراكان على الساحل الغربي لميانمار. كما تذكر ولايات هندية هي بَهار وأوديشا شرق الهند التي تمتد نحو خليج البنغال، وكذلك ولاية جهارخاند إلى الجنوب من بهار، بالإضافة إلى منطقة شمال شرق الهند بأكملها. ويتركز في هذه الولايات كتلة كبيرة من المسلمين الهنود.

وترافق نشر هذه الخريطة في جامعات العاصمة البنغلاديشية داكا مع تحمس شخصيات مقربة من نظام الرئيس البنغلادشي محمد يونس إلى ضم ولايات شمال شرق الهند المتاخمة لجبال هملايا إلى بنغلاديش. وهذا "الطموح الجيوسياسي" يقرب حدود بنغلادش نحو الصين، وخاصة صوب مناطق حساسة مثل لهاسا في التيبت، التي لطالما كانت باب الإختراق الأميركي والغربي إلى الصين.

انتعشت هذه الحركة التوسعية التركية عقب تولي حكومة محمد يونس السلطة في داكا العام الماضي. وقدمت تركيا "إغراءات" إلى بنغلادش تتضمن تزويد القوات المسلحة فيها بمنتجات المصانع العسكرية التركية. وعزز هذه "الإغراءات" خدمات المنظمات غير الحكومية التركية العاملة في بنغلادش، بتمويل ودعم من أوساط "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا. وترجح بعض التقارير أن تكون باكستان قد ساهمت في توثيق العلاقات بين داكا وأنقرة.

ومع أن التحرك التركي في مجتمعات المسلمين جنوب آسيا، يتم تحت عناوين "عثمانية" و"طورانية" وبأدوات "إخوانية"، ومن أجل مصالح تركية واضحة، وربما مشروعة، إلا أن الحصاد الأكبر من زرع "الإخوانيين" الأتراك سيكون، ضمن ظروف دولية معينة من نصيب الكتلة الأوروأطلسية.

   

مركز الحقول للدراسات والنشر

الإثنين‏، 27‏ ذو الحجة‏، 1446 الموافق ‏23‏ حزيران‏، 2025

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

أضف تعليقاً

يرجى إدخال الاسم
يرجى كتابة تعليق