
الهند ـ باكستان : الجيوش على الجبهة وتدخل إيراني و... تركي؟
مودي وشريف يحشدان الجيوش وبزشكيان يتدخل للتهدئة. ماذا عن تركيا والصين
كتب محرر الحقول / خاص ـ بيروت : تتطاير شرارات التوتر الحربي بين الهند وباكستان منذ خمسة أيام، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحاً جاؤوا إلى منطقة جامو وكشمير في جبال هملايا المتنازع عليها بين البلدين. ما أسفر عن مقتل نحو ستة وعشرين شخصاً فيما أُصيب عشرات آخرون. وتحدثت بعض التقارير يوم أمس عن استمرار جيشي البلدين بحشد قواتهما على جانبي الحدود. كما أشارت إلى شن مجموعات موالية لباكستان هجمات مسلحة على مواقع الجيش الهندي في كشمير. وشهد هذا اليوم الإثنين تطوراً بارزاً بعد تقرير صحفي كشف عن تدخل تركيا لمؤازرة باكستان.
وفي أعقاب الهجوم، يوم الثلاثاء الماضي، قطع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي زيارته إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأصدر مودي بياناً نشرته شركات التواصل الإجتماعي، أدان فيه الهجوم وعزّى أسر الضحايا، قائلا: "سيُقدّم من يقف وراء هذا العمل الشنيع إلى العدالة... لن ينجوا. لن تنجح أجندتهم الشريرة أبدأ".
وفي إيران نشرت وسائل إعلام محلية يوم أمس، تقريراً عن تدخل طهران لتخفيف التصعيد بين نيودلهي وإسلام آباد. وقالت إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف واقترح العمل على تخفيف التوترات بينهما. وأكدت أن هذا الأخير رحب بإعلان إيران استعدادها للمساعدة في تخفيف التوترات بين باكستان والهند.
ونفى مسؤولون باكستانيون تورط حكومتهم في الهجوم الإرهابي وأبدوا استعداداً لتقبل نتائج تحقيق مستقل لكشف الجهات التي نفذته. لا سيما وأن الجماعة الإرهابية التي أعلنت مسؤوليتها عنه غير معروفة من قبل. وقال وزير الدفاع الباكستاني : "ليس لدينا نية لبدء أي عمل عسكري ضد الهند. إذا حاولت الهند غزو أو مهاجمة بلادنا فسيكون ردنا أكثر من متناسباً مع الأفعال".
ونشرت مواقع "شرق أوسطية" فيديوهات وتعليقات تحدثت تدخل تركيا إلى جانب باكستان في النزاع الناشب بينها وبين الهند. وتدعي المواد المنشورة أن أنقرة أرسلت معدات وطائرات نقل ثقيلة إلى إسلام آباد، دون الكشف عن محتوياتها. ولم يصدر عن المسؤولين الأتراك توضيحات في هذا الشأن. كما قالت قناة أميركية إن بعض الفيديوهات والصور كانت مزيفة. وأنه لم تتوفر أفلام أو صور فوتوغرافية عن اشتباكات مسلحة بين جيشي الهند وباكستان في منطقة الحدود.
لكن صحيفة هندية عادت اليوم للتأكيد على إن تركيا أرسلت، بالفعل، طائرات شحن عسكرية ضخمة لنقل شحنات من الدعم اللوجستي إلى باكستان. ومن المعلوم أن كلا البلدين المتنازعين يمتلكان أسلحة نووية مجهزة على صواريخ ثقيلة ذات مديات مختلفة. واتهمت تقارير غربية الصين بتغذية النزاع الهندي ـ الباكستاني، بسبب الأزمة المحتدمة بينها وبين الولايات المتحدة، لكن لم تتوفر أي أدلة على صدقية هذه التقارير. غير أن بعض الخبراء رأوا أن الهند تستفيد من الهجوم الإرهابي الذي وقع على "أراضيها الكشميرية"، لأنه يمنح فرصة للساسة الهنود، خصوصاً رئيس الوزراء مودي، لكي يستعرضوا قوة الهند بوجه الباكستان حليفة الصين، ما يوحي بأن مودي يريد "بيع" دور الهند للولايات المتحدة في المواجهة مع الصين، مقابل مكاسب مالية واقتصادية وتكنولوجية تجنيها بلاده.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الإثنين، 01 ذو القعدة، 1446 الموافق 28 نيسان، 2025
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
أضف تعليقاً