2025-05-09
Alhoukoul
سوريا | هل يكرر الشرع تجربة ملك المغرب مع اليهود السوريين

سوريا | هل يكرر الشرع تجربة ملك المغرب مع اليهود السوريين

مقابل تشجيع "العودة اليهودية" إلى سوريا، فإن الرئيس أحمد الشرع رفض إعادة النازحين السوريين من لبنان

30-04-2025

كتب محرر الحقول / خاص ـ الوطن العربي : أدى وفد من اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الصلاة في كنيس الإفرنج في دمشق القديمة الثلاثاء، وفق مصور في وكالة فرانس برس. وتأتي الزيارة عقب إعلان رئيس الطائفة اليهودية في سوريا بخور شمنطوب أن مجهولين اقتحموا منتصف الأسبوع الماضي مقبرة اليهود حيث قاموا بأعمال تخريب قرب قبر الحاخام حاييم فيتال الذي يعد من رموز التصوف اليهودي.


وترافقت الزيارة مع لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك، اليوم الثلاثاء، بوفد من ممثلي اليهود الأميركيين من أصل سوري. حيث أكد أمامهم على أهمية دورهم في عملية إعادة بناء سوريا. ووفق ما ذكرت وزارة الخارجية السورية على صفحتها فقد جرى الحديث خلال اللقاء عن "أهمية تعزيز جسور التواصل والتفاهم، وعرض القضايا التي تهم أبناء الجالية وروابطهم الثقافية والتاريخية بالوطن الأم".


وضم الوفد اليهودي إلى دمشق شخصيات بينهم الحاخام هنري حمرا، نجل يوسف حمرا الذي كان آخر حاخام غادر سوريا، وكان في عداد آلاف اليهود السوريين الذين سافروا منها مطلع التسعينات. وهو كان زار دمشق مع ابنه في شباط/فبراير، وذلك للمرة الأولى منذ مغادرته.


وترأس هنري حمرا الصلاة صباحا في كنيس الافرنج، وهو واحد من أكثر من عشرين معبدا يهوديا في سوريا، بحضور أعضاء الوفد بينهم فيكتور كميل، من الجالية اليهودية السورية في بروكلين.


وقال كميل لفرانس برس إن الزيارة تأتي في إطار "الإعداد لزيارة وفد أكبر في وقت قريب الى سوريا" مضيفا "نريد تجهيز الكنيس والمجتمع هنا لاستقبال الزوار على الأقل، ونأمل أن تتحسّن الأوضاع هنا في البلد، فيبدأون بالتفكير أكثر في العودة أو القدوم للسياحة".


وتابع "نحن يهود سوريون فخورون للغاية، ويعرف أولادنا اننا فخورون جدا، وسيحبون بالتأكيد هذا التراث وهذا التاريخ".


وأحيا الوفد في دمشق الإثنين ذكرى وفاة الحاخام فيتال المدفون في مقبرة اليهود في دمشق، وفق ما قال كميل.


وجاء إحياء الذكرى بعدما كان مجهولون اقتحموا الأسبوع الماضي الغرفة التي تضم مرقده في المقبرة.


وفي منشور على فيسبوك الجمعة، كتب رئيس الطائفة اليهودية في سوريا إن المجهولين "حفروا الارض بجانب القبر بحثا عن الآثار"، مضيفا "أخبرنا الهيئة المسؤولة عن المنطقة وعاينت مكان التخريب ووعدتنا بالبحث عن المسؤولين عن الحادثة".


وقال تحالف الحاخامات في الدول الاسلامية في بيان نشره شمنطوب الأحد، "نشعر بصدمة وحزن عميقين إزاء تدنيس قبر الحاخام حاييم فيتال"، داعين "الحكومة السورية بإلحاح الى تأمين (ضمان أمن) الأماكن المقدسة اليهودية والمعابد والمقابر فورا".


وقال كميل لفرانس برس "لا نعرف الغرض من الحادث، ونحاول معرفة ما إذا كان الهدف لمس عظام الحاخام أو نقلها أو تدنيسها".


وأكد أن ما حصل "لن يغيّر شيئا. فالحاخام مهم جدا لنا وسيبقى مهما لنا الى الابد، لا سيما المكان الذي دفن فيه".


ومنذ سقوط النظام السوري السابق في 27 كانون الأول الماضي، بدأت وفود اليهود السوريين بـ"العودة" الى سوريا. ويبدو هذا التطبيع الديموغرافي الطائفي جزءاً من السياسة الخارجية للحكم الإنتقالي الجديد في دمشق، حيث يحرص الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) على تلبية "شروط" الولايات المتحدة الأميركية، كما يصمت عن توسع احتلال "إسرائيل" للأراضي السورية في جبل الشيخ وريف درعا الغربي وحوض نهر اليرموك، وفرض منطقة أمنية تصل حتى تخوم مدينة حمص وسط سوريا.


وتمارس الحكومة الإنتقالية السورية تمييزاً بين المواطنين، إذ يلاحظ أنه مقابل تشجيعها "العودة اليهودية" إلى سوريا، فإنها ترفض إعادة النازحين السوريين من لبنان. وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية قد ذكرت اليوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر وزارية لبنانية، أن «المسؤولين اللبنانيين ومنهم رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لم يسمعوا من الرئيس السوري أحمد الشرع أي نيّة لديه بإعادة النازحين السوريين، بل على العكس لفت أكثر من مرة إلى أن لا قدرة حالياً لسوريا على استيعابهم»،


ويرى بعض المتابعين للشأن السوري ان النظام الجديد برئاسة الشرع يتجه لتكرار تجربة المغرب بشأن أتباع الديانة اليهودية، حيث يحمل الكثير من اليهود المغاربة الجنسية المغربية والجنسية "الإسرائيلية" في آن معاً، وكثير منهم مستوطنون صهاينة في فلسطين المحتلة. وتوقعوا ان نشهد في المرحلة المقبلة يهوداً سوريين يحملون الجنسية "الإسرائيلية" (وجنسيات غربية) يزورون دمشق ويقيمون فيها.



مركز الحقول للدراسات والنشر

الثلاثاء، 29 نيسان/ أبريل 2025

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

أضف تعليقاً

يرجى إدخال الاسم
يرجى كتابة تعليق