
رسالة من أبطال 7 أكتوبر إلى غسان كنفاني
كتب الروائي الفلسطيني الشاهد الشهيد، غسان كنفاني: «وجدت غزة كما تعهدها تماماً: انغلاقاً كأنه غلاف داخلي، التفّ على نفسه، لقوقعة صدِئة قذفها الموج إلى الشاطئ الرملي اللزج قرب المسلخ، غزة هذه، أضيق من نفس نائم أصابه كابوس مريع، بأزقتها الضيقة، ذات الرائحة الخاصة، رائحة الهزيمة والفقر، وبيوتها ذوات المشارف الناتئة…هذه غزة» («ورقة من غزة»، قصة قصيرة من مجموعة «أرض البرتقال الحزين»).
هذه الصورة القاتمة والمأساوية لغزة التي رسمها غسان في قصته القصيرة، تشير إلى كل أنواع المرارة التي مرّ بها الفلسطيني، واختزلت معاني «فقدان الوطن» الذي عانينا منه، وأصبحنا نعيش في المنفى نبحث عن وطن في ذكرياتنا. هنا يطرح غسان سؤالاً وجودياً عندما قال: «لكن ما هي هذه الأمور الغامضة، غير المحددة، التي تجذب الإنسان لأهله، لبيته، لذكرياته، كما تجذب النبعة قطيعاً ضالاً من الوعول؟ لا أعرف!».
التعليقات غير متاحة لهذا المقال