2025-05-18
Alhoukoul
تهميش أصوات المسيحيين في الإنتخابات البلدية والحلول المقترحة

تهميش أصوات المسيحيين في الإنتخابات البلدية والحلول المقترحة

تتجه الأنظار الى تحركات رئيس البرلمان نبيه بري لتثبيت "المناصفة" ومنع أي خرق في بلدية العاصمة

13-05-2025

كتب الأستاذ علي نصّار / الحقول ـ خاص ـ بعلبك : أعادت انتخابات البلديات في لبنان تسليط الأضواء على مشكلة تهميش الأصوات المسيحية في المدن والبلدات والقرى المختلطة مع المسلمين على اختلاف مذاهبهم. وتبرز حدة المشكلة بل خطورتها، من ثلاثة "دروس" يمكن أن نأخذها من انتخابات بلدة الناعمة ـ حارة الناعمة جنوب بيروت، ومن مدينة طرابلس، وكذلك من العاصمة بيروت التي ستصوت للمجلس البلدي الجديد في نهاية الأسبوع الحالي.


في "الدرس" الأول نجد أن بلدة الناعمة ـ حارة الناعمة لم تنجز الإنتخابات، لأن وزير الداخلية قرر تأجيل هذا الإستحقاق، وبقاء محافظ جبل لبنان قائماً بأعمال مجلس البلدية. والسبب أن جماعة "الفصل" أو التقسيم الطائفي البلدي فشلوا في تنفيذ قرار مجلس شورى الدولة قبل أكثر من عام، الذي حقق آمالهم بتقسيم البلدة إلى منطقتين وبلديتين تبعد الأغلبيتين الطائفيتين في الناعمة والحارة عن بعضهما.

فقد تحول ترسيم الحدود الجغرافية بين البلديتين الجديدتين إلى خط تماس طائفي، أثار مخاوف من اندلاع نزاعات محتملة. واتخذ قرار تأجيل الإنتخابات، بعد اعتراض العائلات المسلمة على محاولة إجراء الانتخابات في الناعمة دون الحارة، ما أوقع بعض المشاكل. وسيبقى المحافظ على رأس بلدية الناعمة ـ حارة الناعمة، إلى حين اجتراح اتفاق تسووي يرضي الخواطر.


وفي "الدرس" الثاني، رأينا كيف كان العنوان السياسي للترشح للمجلس البلدي لعاصمة الشمال طرابلس، هو عدم تطييف المعركة البلدية، أو إعادة الإعتبار إلى التمثيل المسيحي فيها. وكذلك تمثيل المسلمين العلويين الذين غابوا عن المجلس في الإنتخابات السابقة. لقد بدا الترشح كمشكلة سياسية وطنية، لأن المسيحيين المرشحين باتوا مجبرين أن يتوزعوا على كافة اللوائح التي يقودها الناخبون المسلمون ويقرروا مصيرها. وهذه المشكلة يتم معالجتها بـ"تطييب الخواطر" المسيحية، من خلال تعيين عرفي لمسيحي في منصب نائب رئيس البلدية تحت نظر القوى المهيمنة.

طبعاً، نتائج الإنتخابات في طرابلس لم تعلن حتى الساعة، وهناك مخاوف من التوترات التي وقعت يوم أمس وخلال الليل واستدعت تدخل الجيش لضبط الأمن. ولكن الملاحظة الرئيسية هو تفتت اللوائح وتفتت الكتلة الناخبة الطرابلسية، بحي من المتوقع أن يأتي مجلس بلدي من مرشحي لوائح مختلفة، ويكون غير منسجم، ويصار إلى تعطيله بينما المدينة بحاجة ماسة إلى قيادة بلدية نشيطة تنهض بمصالحها وأرزاق سكانها. وللتذكير فإن طرابلس تأوي جزءاً كبيراً، بل الجزء الأكبر من الفقراء اللبنانيين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي.   



أما الدرس الثالث فمن العاصمة بيروت. حيث "التخوف قائم رغم إعلان تحالف "المناصفة" في بلدية العاصمة". وقد أكدت "أوساط مطّلعة على مجريات الأمور" أنّ المجلس البلدي البيروتي المُقبل سيكون عبارة عن "توليفة مناصفاتية" يمثل أقطاب السياسة والأحزاب التي تكون "الموزاييك السياسي" في عاصمة لبنان، وهو ما أوضحته تركيبة لائحة "جماعة المناصفة" التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة باحتفال في حرش بيروت.


ويربط الباحث مبارك بيضون مصير هذه اللائحة نجاحاً أو فشلاً، بمشاركة واسعة من مختلف الأطراف التي قبلت المشاركة فيها. وتحدث عن تخوّف مما قد يبرز في "تفاصيل اللحظات الأخيرة"، وإمكانية مخالفة "بيئة مكوَّن سياسي" معين منح أصواتها لمرشحي حزب "القوات اللبنانية". وهذا أمر محتمل، كما نعلم، نتيجة ماضي "القوات" السياسي الخياني والإجرامي بنظر كثير من الناخبين المسلمين. ويضيف بيضون وهو مدير "مركز بيروت للأخبار"، أنه بعد الإعلان عن اللائحة وما تضمنته من قوى متناقضة، تتجه الأنظار الى تحركات رئيس البرلمان نبيه بري لتثبيت "المناصفة" فيها ومنع أي خرق في بلدية العاصمة. لأن وجود مرشحي حزب الله وحزب "القوات اللبنانية" في هذه اللائحة،،يثير مخاوف من عمليات تشطيب يمكن أن تؤثر سلبا على المناصفة الطائفية.

وكما نلاحظ، فإن إدارة الحلول التي يحملها "جماعة التقسيم" البلدي و"جماعة تطييب الخواطر" البلدية، و"جماعة المناصفة" البلدية لمشكلة تهميش أصوات المسيحيين في الإنتخابات، تتم بمفاتيح صدئة مصنوعة في "فبارك" النظام الرأسمالي الطائفي وغالباً ما تتكسر بين أصابع حامليها.

فيا بئسها من حلول.


‏مركز الحقول للدراسات والنشر

الثلاثاء‏، 16‏ ذو القعدة‏، 1446 الموافق ‏13‏ أيار‏، 2025


التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

أضف تعليقاً

يرجى إدخال الاسم
يرجى كتابة تعليق