
مصنوعات "الجزيرة" والإحتقان المذهبي في الجنوب السوري
وهؤلاء، بالذات، وهم الذين وضعوا "الجمهورية العربية السورية" بين سندان أردوغان ومطرقة نتنياهو، بدعوى "الإنصاف المذهبي" و"تكفير الروافض"، لا يحق لهم تقييم الهجري أو أمثاله.
كتب محرر الحقول / خاص ـ الشام : تطبخ الفتنة المجتمعية في "سوريا الجديدة" بالخفاء والكتمان. في الأسبوع الماضي، أنتجت قناة "الجزيرة" التابعة لإمارة قطر شريط فيديو سياسي ـ ديني، عن "إسلام" الشيخ حكمت الهجري، ووزعته على صفحات التواصل الإجتماعي. "يكشف" الشريط لرواد هذه الصفحات، أن الهجري، وهو أحد شيوخ العقل للمسلمين الموحدين / "الدروز" في سوريا، جاهل بالقرآن الكريم.
يُظهِر الشريط القطري لقطة للشيخ الهجري يرتكب بعض الهفوات "اللغوية"، وهو يتلو إحدى آيات الكتاب الكريم. ثم تليها لقطة ثانية لإمرأة سافرة تجلس على الأرض بجانب أحد الأشخاص، وتبدأ بالأذان بصوت أنثوي، لا نعلم إن كان لها أم لسواها، بينما يكتب على الشاشة، أنها "أمرأة مسيحية تقيم الأذان". طبعاً، يمكن تقييم الفيديو ونقده فنياً، وحتى التشكيك فيه، لكن مصنوعات "الجزيرة" القطرية لها "رسالة" واضحة : تكفير "الدروز".
هذا الصباح، الإثنين، نقلت صفحات التواصل الإجتماعي عن "وسائل إعلام من دولة الإمارات" أن "مصدراً عسكرياً مقرّباً من أحد الفصائل الدرزية المسلحة العاملة في الأراضي السورية، في المنطقة الواقعة ما بين السويداء وجبل الشيخ"، قد حذّر من أن هذه "المنطقة وقراها ["الدرزية" و"السنية"] على شفا انفجار رغم المصالحات" التي عقدت بين المسلمين الموحدين/ "الدروز" وبين المسلمين السنة من عشائر الجنوب في بلدة المطلة" المجاورة.
وتحدثت هذه الصفحات عن "وجود جهاتٍ تعمل على إشعال الفتنة الطائفية، مجدداً، في الجنوب السوري، "بين القرى المتصالحة، وأسندت توقعها المشؤوم بـ"هجمات مسلحة غامضة" آخرها، "حادثتان وقعتا يوم أمس في قريتين من قرى في جبل الشيخ. و"الحادثة الأولى كانت في قرية حرفا ذات الغالبية الدرزية، وهي تقع بين قرية نبع الفوار ومزرعة بيت جن التي تقطنها الغالبية السنية".
ما يجدر التنبه إليه هو أن تكفير الدروز، كأحد المذاهب الإسلامية، قد صار منتشراً بكثرة على صفحات "الإسلاميين التكفيريين" بكل اتجاهاتهم. وهؤلاء، بالذات، وهم الذين وضعوا "الجمهورية العربية السورية" بين سندان أردوغان ومطرقة نتنياهو، بدعوى "الإنصاف المذهبي" و"تكفير الروافض"، لا يحق لهم تقييم الهجري أو أمثاله. إذ أنهم تخلوا عن حقوق السيادة الوطنية ليحصلوا على "كرسي" السلطة السياسية.
إن الموقف القومي والوطني لا يغض النظر عن ارتكابات الشيخ الهجري، وخصوصاً "تعاونه" مع "دروز صهاينة" في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وكندا. ولكن تحويل الشيخ الهجري في مصنوعات "الجزيرة" القطرية إلى الرمز السياسي والديني الحصري للمسلمين الموحدين/ "الدروز"، غرضه تبرير استهداف "التكفيريين" لهم، في أحيائهم بالعاصمة السورية دمشق، وفي بلداتهم وقراهم في السويداء والجولان وفي إدلب. فهذه المصنوعات القطرية أو "التكفيرية" الخبيثة، هي من أدوات تدمير الوحدة المجتمعية للعرب السوريين من كل الطوائف الدينية، الذين لطالما حاربوا أعداء الوطن.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الإثنين، 05 محرم، 1447 الموافق 30 حزيران، 2025
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
أضف تعليقاً