
أحوال يهود المغرب في ندوة بجامعة بنسيلفانيا الأميركية
"إفتتحت متاحف صغيرة حول الثقافة اليهودية المغربية المحلية بعدد من مدن المملكة، مثل طنجة، ومكناس، والجديدة، ومراكش، على سبيل المثال لا الحصر".
كتب وائل بورشاشن/ المغرب : ندوةٌ حول العلاقات بين المغاربة المسلمين واليهود بشمال إفريقيا، والمغرب خاصة، نظمتها جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية بحضور أكاديميين من مؤسسات أكاديمية متعددة، من بينهم باحثون وفنانون مغاربة، بمبادرة من مها مروان، أستاذة بكلية الفنون الحرة بجامعة بنسلفانيا، وبتعاون مع جوناثان بروكوب، مدير الدراسات الدينية، والأستاذة نينا سافران، مديرة دراسات الشرق الأوسط.
ومن بين المشاركين زهور رحيحيل، أول محافظة مسلمة لمتحف يهودي في العالم، وهو متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء الذي أسّس سنة 1997، بمبادرة خاصة من أربعة قادة للطائفة اليهودية المغربية في سنوات التسعينيات، هم: سيرج بيرديغو، وشمعون ليفي، وجاك طوليدانو، وبوريس طوليدانو. بمعنى أنه “بفضل الجماعة اليهودية التي بقيت مستقرة في المغرب إلى جانب المسلمين تحقّقت مبادرة تأسيس أول متحف للتراث اليهودي المغربي”.
واستعادت رحيحيل تخصيصها 25 سنة “لحماية التراث الثقافي اليهودي المغربي والتعريف به”، مردفة بأن “المتحف لا يهدف فقط إلى حماية الماضي، بل يروم إرساء رابط بين الماضي والحاضر والمستقبل”؛ وهو “مؤسسة فريدة في العالم العربي الإسلامي، تشهد على الاستثناء المغربي في المنطقة (…) الذي من أمثلته أنه بفضل تعليمات جلالة الملك محمد السادس رُمِّمَت أزيد من 167 مقبرة يهودية مغربية، في مبادرة فريدة عالميا”.
وذكّرت محافظة متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي بـ”منجزات مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، منذ تأسيسها سنة 1995، إذ رمّمت العديد من البَيعات، والمقابر، وزُوّد متحف الدار البيضاء بمجموعة من المعروضات اليهودية المغربية الأصيلة، كما افتتحت متاحف صغيرة حول الثقافة اليهودية المغربية المحلية بعدد من مدن المملكة، مثل طنجة، ومكناس، والجديدة، ومراكش، على سبيل المثال لا الحصر”.
ومن أعمال مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي “التعريف بهذا الموروث على مستوى المجتمع المدني، وعقد الشراكات مع القطاعات الوصية على التعليم والسياحة بالمغرب، ومع المتاحف العالمية المهتمة بالموروث اليهودي”.
ومن المتدخلين مها مروان، أستاذة بكلية الفنون الحرة بجامعة بنسلفانيا، التي سلّطت الضوء على “الدور البارز للمغرب خلال الحرب العالمية الثانية، عندما عارض الملك محمد الخامس بشجاعة الطلبات النازية، وحمى اليهود المغاربة من الاضطهادات؛ وهي سردية كثيرا ما تُهمل في الخطابات الغربية”.
وتابعت مروان: “المغرب فريد في العالم العربي والمسلم (…) لأنه البلد الوحيد الذي يعتَبر المسلمون واليهود، وسلالتهم، أنهم مواطنون مغاربة، مع ولوج قانوني للجنسية؛ وهذا ليس واقعا سياسيا فقط، بل حقيقة ثقافية متجذرة بعمق”.
وانطلقت الندوة بعرض “زيارة”، وهو وثائقي مؤثر للمخرج اليهودية المغربية سيمون بيتون، ترسم فيه مسار حجها إلى مزارات الأولياء اليهود “الصدّيقين”، في أنحاء المغرب؛ وهو “الفيلم الذي قدمته الدكتورة زهور رحيحيل، المتخصصة ذات الصيت الدولي في التراث الثقافي اليهودي للمغرب، التي رافقت سيمون بيتون خلال رحلتها الاستكشافية، وساهمت في ترميم المزارات اليهودية بالمغرب”.
ومن بين من استقبلهم الموعد فنانان من عائلتين يهوديّتين مغربيّتين، هما: نيطع القائم وعميت حاي كوهن، اللذين غنيا من التراث المشترك للمغاربة باختلاف انتمائهم الديني، في جو يقول تقرير الموعد إن “من بين ما برز في محاضراته بشكل جليّ مدى اهتمام الأساتذة الباحثين الأمريكيين بريادة مبادرات المغرب وجامعاته في البحث حول الإرث اليهودي في العالم العربي، وما يمثله ذلك من جسر للحوار والتفاهم في المستقبل”.
وائل بورشاشن، صحافي وكاتب عربي من المملكة المغربية
منشور في موقع هسبريس، يوم الخميس 17 أبريل/نيسان 2025
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!
أضف تعليقاً