2025-10-26
Alhoukoul

"عقيدة ترامب" : بانيتا يحذر من "حرب بالصدفة" مع فنزويلا

تغوص "عقيدة ترامب" في دوامة "المثالية التكنولوجية" حتى توشك أن تَفْطَسْ

25-10-2025

كتب محرر الحقول / خاص ـ بيروت : أصبح تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشن الحرب على دولة ذات سيادة هي فنزويلا، بذريعة القضاء على تجارة المخدرات، أحدث فصل من حروبه المتعددة، التي تكشف جانباً كبيراً مما يسمى "عقيدة ترامب" أو مبدأ ترامب".


ويدل الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في حزيران/ يونيو 2025، بعنوان "إطلاق العنان للهيمنة الأميركية بطائرات من دون طيار" على ضرورة المنهج التجريبي في هذه "العقيدة". وهو ما حتمته ظروف النظام الدولي الإنتقالي المتميزة بهبوط وصعود قوى دولية مختلفة.


ويأتي التحرش العسكري والإستفزاز الحربي بدولة مستقلة، في أميركا اللاتينية، من حجم فنزويلا، بينما يواجه يواجه القوميون الإمبرياليون الأميركان الذين يقودهم الرئيس ترامب، مهمة وقف تراجع واستعادة الهيمنة الأميركية العالمية.


ومع هذه المهمة الرجعية، يكبر الأمل في "عقيدة ترامب" بأهمية التكنولوجيا الحربية الجديدة، مثل الطائرات الحربية المسيرة بالذكاء الإصطناعي، التي يتم اختبار منتجاتها، فرادى واسراباً، في ميدان الحرب في أوكرانيا وإسرائيل وفي عمليات خفر السواحل الأميركي.


وتغوص "عقيدة ترامب" في دوامة "المثالية التكنولوجية" حتى توشك أن تَفْطَسْ. فإحدى هذه الشركات تدعي أن "النصر الأعظم لا يتطلب حرباً". بل هي تعيد تعريف طبيعة الردع، حيث يمكن بفعل الآلات الذكية "المحافظة على السلم، من خلال جعل الفوز مستحيلاً في الصراعات الكبرى".


إن أول نقد واضح للتجريبية الترامبية أتى اليوم، من وزير الدفاع الأميركي السابق، ليون بانيتا، الذي عقب على أمر ترامب بحشد القوات البحرية والجوية أمام سواحل فنزويلا، بتحذيره من أن "ارتكاب خطأ صغير واحد من الجيش الأميركي، قد يؤدي إلى نشوب حرب" بين واشنطن وكراكاس.


وقال بانيتا، وهو رئيس سابق لوكالة الاستخبارات الأميركية "CIA"، في مقابلة على إحدى قنوات التلفزة الأميركية : "نحن نتعامل مع نشرٍ جدّيٍ لقواتنا في الوقت الحالي. لدينا قاذفات بي-1 تقترب من فنزويلا، وطائرات بي-52، وأسراب إف-35 في مواقعها. أعتقد أن هناك غواصات بمواقعها، وثماني سفن حربية في مواقعها بالفعل، وطائرات ريبر مُسيّرة، والآن هذه المجموعة من حاملات الطائرات، هذا يعني أن عددًا كبيرًا من الرجال والنساء الأميركيين في الزي العسكري يُعرّضون للخطر".


وأضاف : أنه "لفهم هذا الوضع، ولكي لا نجد أنفسنا في حربٍ بالصدفة، أعتقد أنه من المهم جدًا أن يُقدّم الرئيس استراتيجيةً للشعب الأميركي وللكونغرس تُحدّد الأهداف بدقة :

. هل يتعلق الأمر بتغيير النظام؟

. هل يتعلق بالاتجار بالمخدرات؟

. هل يتعلق الأمر بشيءٍ آخر؟

لأنك عندما تنشر هذا العدد الكبير من الرجال والنساء في مواقع خطرة، فإنك في الواقع تُعرّض حياتهم للخطر. ومن الأفضل أن يكون لديك تفسيرٌ وجيهٌ لذلك".


وسخر بانيتا من "المثالية التكنولوجية" في "عقيدة ترامب"، فقال : "لا أعتقد أن هناك أي شك في أنه إذا شنت هجمات برية وبدأتم بإلقاء القنابل على فنزويلا نفسها، فإنهم سيدافعون عن أنفسهم وسيحاولون الرد. وهذا يعني أننا قد نفقد أرواحاَ، ولهذا السبب أعتقد أنه من المهم جداَ أن يُخصّص رئيس الولايات المتحدة بعض الوقت هنا لمحاولة فهم الأهداف بدقة. لا يُمكن القيام بذلك بناءً على ارتجال. هذه قوة نيران هائلة. وحادث واحد، أو هدف خاطئ، قد يُؤدي إلى حرب صغيرة مع فنزويلا".


كما طعن الرئيس السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية في "حجة ترامب" ضد فنزويلا، بالقول : "أجد صعوبة بالغة في فهم مبرر هذه الحجة، أي القضاء على تجارة المخدرات. لأن تجار المخدرات مجرمون. ليسوا مقاتلين، وليسوا في حرب، ولم يهاجمونا. ولهذا السبب، نتعامل مع مجرمين، أعتقد أنه يجب علينا، بالمناسبة، التعامل مع تهريب المخدرات، لكنها مشكلة تتعلق بإنفاذ القانون أكثر منها مشكلة عسكرية، وهذا هو الارتباك السائد الآن."


وختم بأنه : "ينبغي على الرئيس التوجه، على الأقل، إلى الكونغرس، وشرح ما يحاول فعله، وأعتقد أنه يجب أن يحصل على تفويض من الكونغرس لفعل ما يراه ضرورياَ. هذه هي الطريقة الصحيحة، أليس كذلك، بدلًا من التصرف بشكل ارتجالي".


ومن المفترض أن يكون رأي بانيتا معبراً عن تيار فاعل في المجتمع السياسي في الولايات المتحدة، لا سيما وأن عدم شن الحروب كان من بين الشعارات البارزة للمرشح دونالد ترامب الذي سمحت له بأن يصير رئيساً. 


مركز الحقول للدراسات والنشر

السبت‏، 04‏ جمادى الأولى‏، 1447 الموافق 25 تشرين الأول 2025

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يعلق!

أضف تعليقاً

يرجى إدخال الاسم
يرجى كتابة تعليق