هل طلبت قطر اغتيال معمر القذافي؟

وقائع العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الـ 294
جرائم ارتكبتها القوات البريطانية في أفغانستان وتزيف الأدلة!
تقرير سويدي : ارتفاع نفقات التسلح الدولي والولايات المتحدة في الصدارة

خاص ـ الحقول / عندما كان قائداً للجيوش الأميركية عام 1990 وضع (كولن باول) نظرية عسكرية تقول إنه قبل البدء بأية حرب عليك معرفة كيف يمكنك أن تخرج منها في الوقت المناسب. وقد كان قرار جورج بوش الأب بوقف الزحف نحو بغداد عام 1991 تطبيقا حرفيا لهذه النظرية التي لم يطبقها جورج بوش الابن في حربي أفغانستان والعراق مع (كولن باول) الذي كان وزيراً لخارجيته في حينه. وها هي الولايات المتحدة تغرق في حربين لا نهاية لهما ولا سبيل للخلاص منهما من دون سقوط القطب الأعظم جزئياً، ناهيك عن إهدار ماء الوجه والكرامة جراء أي انسحاب لن يفسر بسوى انه هزيمة لأمريكا.

هذا الوضع الصعب ينطبق تماما على الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الذي دخل الحرب في ليبيا فقط من أجل تعزيز شعبيته ليتسنى له الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012. هذا الكلام يردده السياسيون والإعلاميون الفرنسيون فضلا عن الإعلام الأميركي، وها هي صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بتاريخ 29 آذار/مارس الماضي عنونت “ليبيا الموت من أجل بنغازي أو من أجل ساركوزي؟”… وقالت الصحيفة حرفيا “الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في أدنى مستوى من الشعبية في بلاده بسبب الفساد الذي يحيط بإدارته وبسبب تدهور الاقتصاد الفرنسي أكثر مما يجب، ولأنه مع وزير خارجيته السابق برنارد كوشنير اختارا الجانب السيئ في تونس، لذلك يأمل ساركوزي أن تساهم الحرب الليبية في رفع شعبيته قبيل الانتخابات الرئاسية بعد عام من الآن”.

غير أن المغامرة التي قام بها ساركوزي وصلت الآن إلى طريق مسدود عسكرياً وسياسياً، حيث التحالف العسكري بدأ يتفكك من حوله، والحماسة الأميركية للحرب لم تصل إلى ما يساهم في الحسم العسكري، فضلا عن عدم وجود الغطاء العربي لهذه الحرب، وعدم تمكن قوات الثوار من حسم المعركة العسكرية على الرغم من الدعم الجوي الذي اتضحت تأثيراته المحدودة على ساحة الميدان. وهنا يطرح السؤال بعد شهرين من القصف الجوي، ما هو العمل؟

لن يغامر أي طرف في الغرب خصوصا ساركوزي نفسه بإرسال جندي واحد لخوض حرب بريّة في ليبيا وحتى لو توافرت النية والقرار لدى الرئيس الفرنسي المحارب لأن تدخلاً عسكرياً برياً يلزمه قرار ثانٍ من مجلس الأمن الدولي، وهذا ما لن تسمح روسيا ولا الصين بإمراره كما يصرّح المسؤولون في البلدين.

أما الحرب التي تشتعل رحاها فلا يعلم أحد إلى متى سوف تبقى وتطول؟ وهنا يأتي الحل على الطريقة التي تم بها الانتصار على أسامة بن لادن. فالقيام بعملية محددة ضد معمر القذافي سوف يكون مفيداً من الناحية الاقتصادية، حيث إن عمليات القصف الجوي ضد ترسانته العسكرية لم تكن حاسمة ولم تساهم في تراجعه وتركه للسلطة، إذاً العملية يمكن أن تجرّب كما جرّبت مع أسامة بن لادن، ولكن هناك عدة عوائق تقف في وجهها منها محدودية القدرة على تحديد مكان معمر القذافي إذ حاول رونالد ريغان عام 1986 ولم ينجح، ويبدو أن التحالف في الحرب الليبية حاول منذ أسبوعين ولم ينجح، بل قتل ابن القذافي وثلاثة من أحفاده، وقتلُ أفراد آخرين من عائلته في عمليات أخرى سوف يسيء إلى الحملة والحاملين معا.

هناك أيضا التعاون الأميركي المطلوب في عملية كهذه من حيث المراقبة الاستخباراتية عبر الأقمار الصناعية وعبر الجواسيس على الأرض، فضلا عن ضرورة مشاركة أميركا في أي عملية قتل مباشر، فليست قطر من يستطيع تحمل نتائج القيام بهذا العمل بمفردها، لذلك وجب إقناع الأميركيين بهذه الفكرة لأن الوقت يدهم… فالانتخابات قريبة في كل من أميركا وفرنسا وإسبانيا، والدول الثلاث مشاركة في الحرب ضد ليبيا، والمأزق القطري يكبر عربيا بعد المغامرة الخاسرة في سوريا، والتي يخشى القطريون انتقامها، وهم فاتحوا الغرب والإسرائيليين بهذا الموضوع حسب مصدر فرنسي موثوق لمّح إلى أن زيارات مسؤولين قطريين تحدثت عن الحل الأسهل!.

نضال حمادة، باريس

‏الأربعاء، 11‏ أيار‏، 2011

COMMENTS