إضراب الأسرى الفلسطينيين يتصاعد والإحتضان الشعبي يتوسع (مُحدَّث)

إضراب الأسرى الفلسطينيين يتصاعد والإحتضان الشعبي يتوسع (مُحدَّث)

شاهد من مدينة الرقة : إنزالات جوية أميركية لاختطاف مئات الشباب وسوقهم إلى جهة مجهولة؟
واقعية إيمانويل ماكرون تتبدد في أميركا
“هوليوود إمبراطورية اليهود” ترجمة مصطفى الطناني

يحاول العدو الصهيوني تشديد القمع ضد الحركة الأسيرة، من خلال التصدي للتحركات الشعبية الفلسطينية التي تدعم "إضراب الحرية والكرامة"، الذي يخوضه أكثر 1500 اسير مضربين عن الطعام في سجون العدو في فلسطين المحتلة. وقد شنت القوات الصهيونية فجر اليوم الأحد 30 نيسان / أبريل الجاري حملة اعتقالات واسعة في مناطق الضفة والقدس المحتلتين طالت 25 مواطناً فلسطينياً. وذكرت مصادر محلية لمكتب إعلام الأسرى، أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر مؤمن صباح من عصيرة الشمالية بمدينة نابلس وهو ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، في حين اُعتقل الأسير المحرر أسامة يامين من بلدة تل، والأسير المحرر أسعد مراحيل من بلدة المخفية، بينما اعتقل الاحتلال الأسير المحرر رأفت أبو جحيشة، ومحمد عبد الكريم فرج الله، وفادي سليمية، والأسير المحرر غسان القيسي وجميعهم من إذنا الخليل . وأضافت المصادر أن الاحتلال اعتقل الشاب محمد حسن أبو عجمية من بلدة الدوحة ببيت لحم، والمواطن ربيع خالد من مخيم العين بنابلس .

وفي قالت مصادر مقدسية أن جيش الاحتلال نفذ حملة اعتقالات واسعة في منطقة العيساوية بالقدس طالت أكثر من 16 شاباً وفتى عرف منهم، محمد عبد الرؤوف محمود، وعبد القادر داري، وشادي محمد عطية، ومنير كايد محمود، وأدم كايد محمود، وبشار ناصر محمود، وفراس نضال محمود، ورشاد ناصر، ومحمد عدنان عبيد، وعدي عيسى عبيد، إضافة إلى اعتقال أكرم فادي مصطفى، وثائر محمد عبد محيسن، ومحمود خلدون مصطفى، وأمير درباس، ومحمود رمضان عبيد، واسماعيل محيسن .
أبرز أساليب التضامن : الإضراب عن الطعام والتواجد في خيم الاعتصام وحكايات التمجيد 
تتنوع الأساليب التي يستخدمها الأسرى للتضامن مع أبنائهم داخل سجون الاحتلال الصهيوني، في ظل إضراب الكرامة والحرية، الذي يدخل اليوم التاسع على التوالي، مطالبة بحقوق مشروعة.
مكتب إعلام الأسرى شهد على صور التضامن، بدءاً بوالدة الأسير علي القنيري، من مخيم جنين، والذي يواجه حكماً بالسجن المؤبد، فأم علي لا تراوح خيمة الاعتصام المقامة هناك، وتنوي الدخول في إضرابٍ مفتوح تضامناً مع الأسرى.
تقول أم علي" لن نعود إلى منازلنا حتى يكرم رب العالمين أسرانا بالنصر والتمكين، فأنا أحضر للخيمة منذ الصباح، وأبقى حتى ساعات متأخرة من الليل، ورغم تقدم سني فأنا لن أتردد في الإعلان عن الإضراب عن الطعام حتى ينتصر الأسرى".
تمارس أم علي خلال فترة وجودها في خيمة الاعتصام فن سرد الحكايات التي تمجد الأسرى وتوضح للمتواجدين حجم تضحيتهم، تنشد لهم الأهازيج الوطنية، ولا تنسى أم علي أن تتحدث عن معاناة أهالي الأسرى أثناء الزيارات.
التضامن لا يحتك على بلدة أو قرية فلسطينية بحد ذاتها، ففي قرية قصرة، الواقعة جنوب مدينة نابلس، يتضامن سيف، مع والده عبد العظيم عبد الحق، في إضرابه المفتوح عن الطعام، حيث يواجه والده الأسير حكماً بالسجن مدة 32عاماً.
يقول سيف لمكتب إعلام الأسرى" أنا مضرب عن الطعام منذ أسبوع، فلا أستطيع أن أتذوق الطعام ووالدي في الأسر مضرب عن الطعام، ورغم أنني طالبٌ في مرحلة الثانوية العامة، إلا أنني أشارك في الإضراب، فهو أقوى من كل مناسبة، ولن أتوقف عن الإضراب حتى ينهي الأسرى معركتهم".
دور الأسيرات
ومن جانبٍ آخر، وبالرغم من عدم إشراك الأسيرات في إضراب الكرامة، إلا أن عائلات الأسيرات في مقدمة التضامن مع الأسرى في إضرابهم، ويتواجدن في الفعاليات وخيام التضامن مع الأسرى.
والدة الأسيرة نورهان عواد، من القدس، والتي تواجه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً، قالت لمكتب إعلام الأسرى" بالرغم من أن الأسيرات لا يشملهن الإضراب إلا أننا نتواجد كأمهات أسرى في كل الفعاليات، فنصر الأسرى ينعكس على الجميع، والأسيرات جزء مهم من الحركة الأسيرة".
بدورها دعت والدة الأسيرة الجريحة مرح باكير، المحكوم عليها بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف إلى مؤازرة الأسرى في إضرابهم، وتواجدها في خيمة التضامن جزءٌ يسيرٌ كما ترى، تقدمه والدة أسيرة جريحة، وقد دعت الجميع للتفاعل مع إضراب الأسرى .
وكانت الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال الصهيوني قد أصدرت بيانا إلى أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية كل أحرار العالم جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) صدق الله العظيم
بيان صادر عن الحركة الوطنية الأسيرة
لجنة متابعة الإضراب
مع استمرار معركة الأمعاء الخاوية ( معركة الحرية والكرامة) في يومها العاشر، واتساع نطاق الاستهداف للمناضلين والمجاهدين المضربين عن الطعام من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال بدعمٍ كاملٍ من قبل حكومة العدو الصهيوني التي تعلن على لسان رئيسها ووزرائها يومياً رفضها التعاطي مع مطالب الأسرى العادلة، وبرفع سقف التحريض العنصري ضد الأسرى وتوعدها بمزيد من القمع والتنكيل غير مستفيدة من دروسٍ وعبرٍ سابقةٍ، حيث مرغ الأسرى أنوف ضباط إدارة السجون ومخابراتها وحكومتهم بالأرض عبر الصمود والإصرار والنضال، فهذه معركة أخرى من سلسلة معارك تخوضها وخاضتها الحركة الأسيرة على مدار تاريخها، ومحطة صمود وتحدي وتأكيد على خيار المقاومة والوحدة وطريق التحرير والانتصار .
وإننا في هذا الإطار إذ نوجه جملة من الرسائل عبر بياننا هذا إلى الأسرى المضربين والمستعدين لخوض غمار المعركة، وإلى أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، وإلى القوى الوطنية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم نؤكد فيها على ضرورة الدعم والإسناد والمشاركة والوحدة على صعيدنا كأسرى لمواجهة التحديات التي تفرضها حكومة الاحتلال مؤكدين على التالي:
أولاً: إلى الأسرى الأبطال المضربين الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لليوم العاشر على التوالي نحن جميعاً معكم دعماً وإسناداً بالفعل لا بالأقوال؛ فإدارة سجون الاحتلال ستخضع أمام إرادة الأسير الحر، وأمام الإصرار على المضي حتى تحقيق الأهداف، ونقول لكم أن هذه مرحلة عض الأصابع، ولن نكون كأخوة ومجاهدين ورفاق من سيصرخ أولاً؛ فالدعم قائم والأيام القادمة ستحمل الجديد بما يضمن رفع سقف وتيرة الإضراب، وتحقيق الأهداف؛ فالشعار الآن هو الصمود أولاً، الإصرار أولاً، والتمسك بالمطالب أولاً، وجميعاً سنقف في وجه الجلاد موحدين متراصي الصفوف.
ثانياً: الحوار سيتم مع الأسرى المضربين ولن يُسمح بأي تدخلات مهما كانت، كما ونحذر من تداول الشائعات التي يهدف الاحتلال إلى نشرها حول الإضراب مستهدفاً معنويات المناضلين والمجاهدين، ومحاولاً الحد من حالة الدعم الشعبي للإضراب، وخلق حالة من التردد والبلبلة، وهذا ما علينا جميعاً مواجهته، داعين إلى عدم تداول الأخبار التي يحاول الاحتلال بثها والترويج لها.
ثالثاً: ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني إلى المزيد من الدعم والإسناد عبر النضال اليومي المشتبك مع الاحتلال في كافة المواقع، فكل حراك جاد، فاعل شامل، يُقصر من أمد الإضراب، ويُوصّل رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن الأسرى ليسوا وحدهم، فمن داخل فلسطين المحتلة عام 1948، والقدس من الممكن التواجد أمام السجون وفي الضفة المحتلة، وفي مواقع الاشتباك، وفي غزة الصامدة فعلاً يومياً ودعماً وخارج فلسطين أنتم حملة الأمانة وصوت الحرية، فلتتصاعد حالة الفعل النضالي الوطني.
رابعاً: ندعو القوى الوطنية والإسلامية إلى توحيد برنامج دعم نضالي شامل على الصعيد الوطني والقومي والدولي، وإلى بذل الجهد لنصرة إضراب الحرية.
وختاماً، إننا نؤكد على أن الأيام القادمة تحمل بشائر الانتصار، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
إخوانكم ومجاهدينكم ورفاقكم
الحركة الوطنية الأسيرة
26/4/2017
اليوم العاشر لإضراب الحرية والكرامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ انطلاقة الإضراب … 
تتواصل الفعاليات الشعبية في فلسطين المحتلة. وخرجت يوم الثلاثاء 18 نيسان / أبريل الجاري، مسيرات دعماً للأسرى المضربين عن الطعام في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية. وطالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بجلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن ممارسات "إسرائيل". وقال منسق القوى الوطنية في رام الله عصام بكر إن "الاحتلال قام بتجميع الأسرى المضربين عن الطعام تمهيداً لعزلهم". أما رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس فتحدث عن أن "أوضاع الأسرى صعبة جداً نتيجة الإجراءات الإسرائيلية"، معلناً عن "انضمام مجموعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين إلى الإضراب عن الطعام".
على المستوى السياسي توقع نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن انضمام جميع القوى الفلسطينية إلى إضراب الأسرى، مضيفاً أنه يجب أن تقوم منظمة التحرير بواجباتها على الساحة الدولية لتدويل قضية الأسرى. كما رأى فؤاد أن إضراب الأسرى سيترك أثراً على الحراك الشعبي في الداخل الفلسطيني وسيرفع وتيرة الصدام مع "إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "يجب إيجاد قيادة واحدة للحركة الأسيرة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية"، ومتحدّثاًَ عن "تقصير إعلامي فلسطيني وعربي بحق قضية الأسرى".
واعتبرت صمود سعدات عضو "مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" إن "قضية الأسرى هي قضية مركزية في نضالنا الوطني"، وأن"برنامج الفعاليات التضامنية يرتبط بقرارات الأسرى وستتسع المشاركة لتشمل كل الفئات الشعبية". كما صرح أمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى بأن "حالة من التوتر الشديد تسود السجون بعد إجراءات الاحتلال"، وأضاف أن تلك الإجراءات مؤشر خطير والاحتلال الصهيوني يريد كسر الإضراب بكل الوسائل وحتى غير القانونية، جازماً بأن الأسرى سيواصلون إضرابهم حتى الرمق الأخير وحتى تنفيذ مطالبهم رغم إجراءات الاحتلال. ووصف شومان إضراب الأسرى عن الطعام بأنه مفصلي ومهم وسيكون له صدى دولي وسيتصاعد، وهو مطلبي بحت وليس سياسياً كما تحاول "إسرائيل" الترويج له، كاشفاً أن الاحتلال يريد عزل الأسرى عن بعضهم وتفكيك الإضراب عبر إجراءاته العقابية.
مداهمات وإعتقالات في الضفة الغربية
وبعد يوم على انطلاق الإضراب اندلعت مواجهات عنيفة فجر الثلاثاء بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في القدس ومناطق مختلفة بالضفة الغربية التي شهدت مظاهرات لنصرة الحركة الأسيرة التي شرعت بالإضراب المفتوح عن الطعام. وخرج آلاف الفلسطينيين بمظاهرات غضب وتضامن مع إضراب "الحرية والكرامة"، وأصيب العشرات منهم بجراح متفاوتة وحالات اختناق في محاولة قمع من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في العيزرية وأبو ديس واليامون. وفي قضاء جنين، اندلعت مواجهات عقب اقتحام جنود الاحتلال بلدة اليامون، حيث أصيب العديد من المتظاهرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع الذي وصل إلى منازل المواطنين، فأصيبوا بالاختناق داخلها بينهم نساء وأطفال.

 

وفي مدينة أم الفحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فأضرب الفلسطينيون عن الطعام ليوم واحد تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال. وأعلنت اللجنة الشعبية في المدينة عن تضامنها مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون والمعتقلات الصهيونية، ونظمت أماكن اعتصام مخصصة للمتضامنين في مبنى بلدية أم الفحم. كما دعت المواطنين إلى المشاركة الواسعة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى ومساندتهم في نضالهم ومطالبهم الإنسانية العادلة. واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني فجر الثلاثاء عمارة سكنية بالمدينة، للمرة الثانية في غضون يومين، بحثاً عن أسير محرر بهدف اعتقاله. وحاصرت القوات إحدى العمارات في إسكان جامعة النجاح بحي المعاجين غربي المدينة، قبل أن تداهم جميع الشقق فيها. واعتقلت قوات الاحتلال 7 شبان بشبهة ضلوعهم في أعمال مقاومة للاحتلال في الضفة الغربية. وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان له، عثوره على 3 عبوات ناسفة خلال عمليات البحث والتفيش عن أسلحة ووسائل قتالية.
 الاحتلال الصهيوني : قمع الأسرى الفلسطينيين بكافة الوسائل
وتعمل مديرية سجون الاحتلال الصهيوني على مواجهة إضراب الأسرى عن الطعام، وذلك عبر خطوات تم اتخاذها حتى الآن من بينها نقل قائد الإضراب مروان البرغوتي إلى العزل الانفرادي في سجن كيشون، ونقل أسرى بين السجون بهدف ضرب الاضراب وإلغاء الزيارات العائلية وإجراء عمليات تفتيش داخل زنازين الأسرى المضربين عن الطعام وإخراج مقتنياتهم التي يمتلكونها كامتيازات مثل التلفاز والراديو وغيرها، ولاحقاً وعند الضرورة سيتم استخدام التغذية القسرية. ونقلت وكالات أنباء أجنبية عن مصدر في مديرية السجون الصهيونية انه لا توجد مفاوضات مع الأسرى الفلسطينيين من أجل إنهاء الإضراب، قائلاًَ : "لدينا تجربة كبيرة في مواجهة الإضرابات المفتوحة (للأسرى) عن الطعام، ولدينا القدرة والوسائل لمواجهتها واستيعابها. نحن لا نجري مفاوضات مع الأسرى واستعدينا مسبقاً لإمكانية الاضراب وذلك عبر التنسيق مع جهات أخرى من بينها الجيش ووزارة الصحة والشاباك والشرطة وغيرها". 
مركز الحقول للدراسات والنشر
الثلاثاء 18 نيسان/أبريل، 2017. آخر تحديث 18:21 
الأحد 30 نيسان / أبريل، 2017. آخر تحديث 13:43