إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 15 آب، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏السبت‏، 12‏ آذار‏، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 19 تشرين الثاني، 2016

احتفل لبنان بالذكرى الـ12 لانتصاره على عدوان "إسرائيل" في شهر تموز 2006. خطب السيد حسن نصرالله بهذه المناسبة، قال إن محور المقاومة يخوض "معركة على الوعي والإرادة" مع ذاته وجمهوره وضد أعدائه. السيد نصرالله قال إن عدوان تموز "كان الهدف منه القضاء على المقاومة عسكرياً أو فرض الاستسلام عليها … ولو سقط لبنان، كان المشروع سيستكمل في سوريا وغزة، وصولاً إلى عزل إيران لضربها وإنهاء هذا المحور. لكن صمود لبنان أسقط الخطة، وأجّل طموحات أميركا وإسرائيل لسنوات، وأوجد تحولات مهمة جداً عزّزت من قوة المقاومة". وأكد نصر الله  أننا "لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، لكن حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، لأن المسألة ليست مسألة إمكانات، بل تكمُن في إيماننا بحقنا الذي هو أقوى من إيمانكم في قضيتكم الباطلة، ونحن اليوم أكثر ثقة وتوكّلاً على الله". 

اللواء
الحريري: لن أشكل حكومة تطبّع مع النظام السوري
نصر الله للحوار لمعالجة عقد التأليف.. وخلاف حول تشكيل لجنة إعادة النازحين

للمرة الثانية، في أقل من عشرة أيام، يضع الرئيس المكلف سعد الحريري النقاط على الحروف في أزمة تشكيل الحكومة العتيدة.
يعترف الرئيس الحريري ان «عدم تشكيل الحكومة حتى الآن هو فشل لبناني بحت»، بمعنى ان لا تأثير للعامل الإقليمي على مسار التأليف.
الحريري: نقاط على الحروف
في الدردشة مع الصحافيين قبيل ترؤسه اجتماع كتلة المستقبل، الأسبوعي، اعتبر ان «المشاكل الاقتصادية في لبنان والأزمات الاقليمية» تفترض الإسراع بتأليف الحكومة.. لكنه استدرك: «لا شك ان بعض الأطراف ما يزالون متمسكين بشروطهم، لكننا اليوم نشهد تنازلات طفيفة من كل الأطراف».
وأكد الرئيس الحريري ان هناك بعض التقدُّم في موضوع الحقائب والاعداد، والأمر بحاجة إلى القليل من الوقت، وانه سيزور بعبدا عندما يكون لديه شيء ملموس (وفقاً لما اشارت إليه «اللواء» في عددها أمس).
وطالب بإيجاد المخرج «الذي يجعل من الجميع رابحاً في تشكيل الحكومة»، مضيفاً: «اذا اعتقد أحد الأفرقاء انه سيدخل إلى الحكومة بهدف التعطيل على فريق آخر، فيكون ذلك أكبر خطأ يرتكبه، مشيراً إلى ان حزب «القوات» يريد 4 حقائب، بينها واحدة سيادية أو نيابة رئيس مجلس الوزراء»، معتبراً ان «وليد جنبلاط مكوّن سياسي أساسي في البلد، وربح الانتخابات في مناطقه».
على ان الأبرز في مواقف الرئيس المكلف هو ما أعلنه لجهة المطالبة بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة: «عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة».
الترحيل إلى ما بعد العيد
ولم يخفِ مصدر نيابي في كتلة المستقبل ان كلام الرئيس الحريري يكشف ان الأمور المتعلقة بالتأليف ما تزال دونها عقبات جدية.
وقال المصدر لـ«اللواء» ان ترحيل النشاطات المتعلقة بالمشاورات إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك بات وكأنه أمر واقع.
ولم يستبعد المصدر قيام الرئيس المكلف بزيارة خاصة إلى الخارج لتمضية عطلة العيد مع عائلته.
وفي السياق، ردَّ مصدر مقرّب من رئيس حزب «القوات» على اتهام الحزب بالمطالبة بأكثر من حقه، بأنه محاولة لاخفاء الدور التعطيلي للوزير باسيل، الذي عليه ان يسهّل عملية التأليف، والا يرفع من سقف تصريحاته، لا سيما تهديده الأخير باللجوء الى الشارع.
بالمقابل رفض مصدر في التيار الوطني الحر التعليق حول ما يشاع عن قبول التيار بعشرة وزراء له ولرئيس الجمهورية، وعزا ذلك الى ان الموضوع ليس بالعدد ولا بثلث معطَّل خصوصاً ان رئيس الجمهورية ليس بحاجة الى ثلث معطَّل. مشدداً على ان الموضوع يتعلق بحقوق التمثيل ان كان لتكتل لبنان القوي او لرئيس الجمهورية، والتيار غير مستعد للتنازل عن هذه الحقوق.
قلق المختارة
وسط ذلك، يتمسك اللقاء الديمقراطي بحصة الوزراء الدروز الثلاثة، مدعوماً من قوى فاعلة في الوسطين الرسمي والحزبي. ولا تخفي أوساط قصر المختارة ان النائب السابق وليد جنبلاط قلق مما يتردد انها «أنياب جدية» للنظام السوري، تتدخل لمحاصرة جنبلاط، عبر دعم العهد لتوزير النائب طلال أرسلان، وفي محاولة لاستعادة «مرحلة سابقة» وقبل الطائف، وتتعلق بنظام الامتيازات الذي كان سائداً.
وكانت أوساط مقربة من بعبدا، اعتبرت ان ما يشاع عن ايجابيات تتعلق بالتأليف لا أساس لها في الواقع العملي.. فالبعض يدلي بتصريحات لا تتفق مع ما يجري من الناحية العملية. في وقت نقل فيه عن الرئيس نبيه برّي ان «الضوء لم يعد احمرا بالكامل، انه يميل إلى الإخضرار قليلا، وذلك في عرض تعليقه على المشهد الحكومي.
تعثر تأليف اللجنة
على صعيد دبلوماسي، وفيما ترددت معلومات عن وصول موفد أميركي لمتابعة الإجراءات المتعلقة بالعقوبات على إيران، وتجفيف الأموال عن حزب الله، ومجريات تنفيذ القرار 1701 والتعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني، علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ان اللجنة اللبنانية للتنسيق مع الجانب الروسي في ما نص عودة النازحين السوريين لم تؤلف بعد، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على زيارة الموفد الرئاسي الروسي إلى بيروت ومقابلته الرؤساء الثلاثة.
ولم تشأ المصادر الكشف عن أسباب التأخير، الا انها اشارت إلى خلافات بين كبار المسؤولين حول اللجنة وآلية عملها، ودورها المستقبلي لجهة التنسيق مع الجانب السوري، لا سيما إعادة فتح معبر نصيب، الذي طالب الرئيس عون بالعمل على الإسراع بفتحه في حين ان أوساط أخرى في الحكم لا تتبنى وجهة الإسراع هذه.
وكانت ​وزارة الخارجية أعلنت امس​ انها لا توافق على كلام المفوض السامي لشؤون اللاجئين  ​فيليبو غراندي الذي يعارض عودة ​النازحين السوريين​ الى بلادهم في الظروف الحالية لانها على العكس من ذلك تعتبر ان العودة الجزئية والممرحلة هي ممكنة وظروفها متوفرة. وإذ تثمن الوزارة كلام السيد غراندي حول استعداد ​الامم المتحدة​ لمساعدة من يريد العودة فإنها تطالب ​مفوضية اللاجئين​ منذ فترة بوضع برنامج لهذه العودة.
نصر الله للحوار حول الحكومة
وفي إطار سياسي، يتعلق بالمشهدين الحكومي والسياسي، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله انه «إذا كان أحد يراهن على متغيرات إقليمية تؤثر على تشكيل الحكومة فهو واهم».
وهدد السيّد نصر الله بإعادة النظر بطلبات حزب الله في ما يتعلق بتأليف الحكومة.. إذا ثبت ان أحداً كان يؤجل بانتظار هذه المتغيّرات فهذا لن يكون في مصلحته.
واعرب السيّد نصر الله عن أمله في ان يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة نؤكد على تجنّب الشارع، ونؤكد على الأمن والأمان في لبنان فالبلد آمن وسالم.
وأوضح السيّد نصر الله في خطاب ألقاه، في ذكرى 16 الحرب تموز 2006، أمس في الضاحية الجنوبية أنه «بناء على كلام سمعناه اليوم (امس)، أحب أن أنصح بعض القيادات التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا، أن لا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها، لينتظروا قليلاً وليراقبوا سوريا وتركيا إلى أين لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة».
وفي موضوع ملف الفساد ومحاربة الفساد، أكد نصرالله أن هذا المشروع جدي ولم يكن كلاماً انتخابياً لكن ساعة الانطلاق هي عندما تتشكل الحكومة»، لافتاً الى «اننا سنعمل من خلال رؤية لتخفيف الفساد ووقف الهدر المالي، لدينا منهج ورؤية ولا نريد الانتقام من أحد أو فتح مشكل مع أحد، ونحن نعمل من خلال رؤية واضحة كما عملنا في المقاومة، كما اننا اتفقنا مع الحلفاء على التعاون والسير معا في هذا الملف، ولذلك لا أحد يستعجل أو يحكم علينا، واذا كان أحد مفترض طريقة أو نهج محدد لا يستطيع أن يفرضه علينا».
اضاف ان «الجميع حريص على الانماء في لبنان، ومن يتصور أن الذهاب إلى الصراع الداخلي يخدم الأنماء يؤدي إلى نتيجة أو أنه من خلال الشتائم يصل إلى النتيجة هذا الأمر يؤدي الى خراب البلد»، موضحاً أنه «إذا كنا نريد إنماء وخدمات نحن بحاجة إلى تعاون وتكامل».
ونوه نصر الله الى «انني مع انتقاد حزب الله قبل غيره لكن هناك سوق مفتوح على بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام ولا يبقى هناك حرمات لاحد لا كبير أو صغير».
وقال السيّد نصر الله: لا أحد يهددنا بالحروب، وان كان أيِ أحد يريد أن يشن حرباً أهلاً وسهلاً فيه نحن جاهزون لها وسننتصر.. مؤكدين أن «العقوبات الأميركية لن  تمس قوتنا وإرادتنا».
وادعى السيّد نصر الله ان «السعودية تتدخل في سوريا والعراق، وفي الشأن اللبناني بالتفاصيل، وكانت تحتجز في يوم من الأيام رئيس حكومتنا في حين انها ترفض تدخل كندا».
وفي تطوّر أمني، قال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني: انه بتاريخ أمس (14/8/2018) في ​بلدة رميش​ ​بنت جبيل​، ولدى قيام دورية من ​مديرية المخابرات​ بتفقُّد أرض بين النقطتين B36 وBP14، تعرضت لاعتداء من قبل دورية تابعة للعدو الإسرائيلي التي ألقت 6 قنابل دخانية، ما أدّى إلى إصابة عنصُرَين بحالة اختناق، ونشوب حريق امتدّ إلى داخل الأراضي المحتلّة.
حضرت على الفور دورية من الجيش اللبناني وجهاز الارتباط في قوات ​الأمم المتحدة​ المؤقّتة في لبنان و​الدفاع المدني،  وعملوا على إخماد الحريق من الجهة اللبنانية».

البناء
معبر نصيب قريباً… ومعركة إدلب قاب قوسين… وساعة عودة النازحين حانت وفقاً للافروف
نصرالله: حزب الله أقوى من «إسرائيل» نصر سورية قريباً لا تقلقوا على إيران لا أفق لصفقة القرن
السعودية تفقد حلفاءها الرهانات الخارجية سترفع مطالبنا الحكومية العلاقة مع أمل شرط للتنمية

بينما أعلن الأردن أن الترتيبات السورية الأردنية لفتح معبر نصيب الحدودي شارفت على النهاية، كشف مصدر عسكري روسي لوكالة سبوتنيك أن معركة إدلب باتت وشيكة، وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أن مساعي تفادي معركة إدلب لا تزال مستمرة، بينما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من أنقرة أن التحضيرات لقمة رباعية روسية تركية ألمانية فرنسية حول سورية متواصلة، لأن التسوية السياسية وإعادة الإعمار يجب أن تنطلقا وأن عودة النازحين قد حانت.
في قلب هذه المواقف كان الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى النصر الذي حققته المقاومة في حرب تموز 2006 وتوّج في الرابع عشر من آب، إعلاناً لقرب انتصار تاريخي واستراتيجي لمحور المقاومة في المنطقة، ففي لبنان انزلقت «إسرائيل» من العجز إلى عجز أكبر وفي فلسطين من الارتباك إلى ارتباك أكبر، وصفقة القرن الموعودة الموهومة لا تجد شريكاً فلسطينياً فتتعثر، والسعودية في مأزق حرب اليمن وصموده الأسطوري، ومحور أميركي يفقد حلفاءه من أوروبا إلى تركيا، ومحور السعودية يفشل في سورية والعراق وها هو يخسر ماليزيا وباكستان، وإيران التي يراهنون على سقوطها تحت ضغط العقوبات أقوى من كل رهان وستخرج أقوى، وقد مرّ عليها ما هو أصعب وأقسى، داعياً لعدم القلق على مستقبل إيران وثباتها ومصادر قوتها. وعن سورية بشّر السيد نصرالله بإعلان النصر النهائي خلال أيام أو أسابيع او شهور قليلة، وعن دعوات «إسرائيل» وأميركا لانسحاب إيران وحزب الله من سورية قال السيد نصرالله، واهمون في استنتاجاتهم، فالمهزوم ليس مَن يفرض الشروط.
للإسرائيليين قال السيد نصرالله، حزب الله أقوى من جيشكم، وحروبكم التي تهدّدون بها لن تجرأوا على شنها، والمقاومة التي هزمتكم في 2006 هي اليوم أقوى بالعديد والسلاح والعزم والإرادة والخبرة واليقين بالنصر.
رسالة خاصة وجّهها السيد نصرالله لليمن حول معاني الصمود والتغييرات التي ترتبت عليه في توازنات المنطقة، وخصّ شهداء بلدة ضحيان في صعدة التي شهدت مجزرة سعودية سقط فيها عشرات الأطفال شهداء وجرحى، برسالة قال إنها من الضاحية إلى ضحيان حول الوحشية نفسها والشهادة نفسها والعدو نفسه والوعد بالنصر نفسه.
في الشأن اللبناني، وجه السيد نصرالله للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري رسالة واضحة حول العلاقة اللبنانية السورية داعياً لعدم التسرع بإلزام نفسه بمواقف عدائية ترفض العلاقة بسورية، لأن هذا مناقض لضرورات المصلحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة ويشهده العالم من تسابق على الانفتاح على الدولة السورية. وقال السيد نصرالله، لا داعي للتسرع بإطلاق مواقف ستصبح عبئاً على أصحابها، وعن تشكيل الحكومة الجديدة دعا نصرالله إلى مواصلة الحوار بين الأطراف المعنية لتسريع عملية التشكيل، منبهاً إلى خطورة أن يكون البعض يربط تأخير التشكيل برهانات على تطورات ضد محور المقاومة، لأن كل ما سيجري سيصب لصالح محور المقاومة، وإن صحّ وجود هذه الرهانات سيكون لنا مطالب مختلفة في تشكيل الحكومة، بالقياس لمطالبنا المتواضعة التي ارتضيناها لتسهيل ولادة الحكومة.
في الشأن الداخلي أيضاً توقف السيد نصرالله أمام التزام حزب الله في خوض معركة مكافحة الفساد، رابطاً ساعة البدء بإعلان تشكيل الحكومة وبدء العملين الحكومي والتشريعي، لافتاً إلى أن حزب الله سيخوض هذا الالتزام وفقاً لمنهجه وتكتيكاته لا وفقاً لما يريده البعض من رؤية الحزب عنواناً لصدامات مجانية وعبثية تذهب بالاستقرار والأمان ولا تحقق تنمية ولا تكافح فساداً. ومن هذا الملف تناول العلاقة بين حركة أمل وحزب الله والتباينات التي شهدتها المواقف حول ملف الكهرباء والتوترات التي حملتها وسائل التواصل الاجتماعي، حاسماً موقف حزب الله برفض الانجرار لأي تصادم يريده أعداء لبنان والمقاومة، ولن يخدم بشيء السعي للتنمية، محدداً شرط التنمية في البقاع والجنوب والضاحية بتعاون أمل وحزب الله والحوار بينهما وصولاً للتفاهم، كما كان الحال في النصر الذي تحقق في حرب تموز 2006 التي قاد التفاوض فيها نيابة عن أمل وحزب الله والمقاومة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصار تموز 2006.
وقال نصرالله خلال المناسبة: «إنّنا سنحتفل قريباً في الهرمل بعيد التحرير الثاني على الإرهاب».
وأضاف: «أهداف حرب 2006 كانت لتحقيق أهداف جورج بوش وقد أسقطنا الخطة الأميركية بالصمود وعززنا قوة المقاومة».
وتابع نصرالله: «إسرائيل اليوم تُعيد بناء نفسها بسبب هزيمة عام 2006 وتختبئ وراء الجدار الذي تقيمه، وتجمع المعلومات عن المقاومة في لبنان وسورية».
وأردف السيد نصرالله أنّ «نقلاً عن تقرير ضابط إسرائيلي، أنّ حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي».
وأكّد أنّ «المقاومة في لبنان مع ما تمتلكه من سلاح وعديد وقدرات وخبرات وإمكانات هي أقوى من أي زمان مضى، وحزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي».
وأشار نصرالله إلى أنّ «إسرائيل شريك كامل في المشروع الأميركي – السعودي في سورية. وكانت آمالهم بسقوط النظام والجيش السوري والمعارك التي خاضها الجيش في سورية زادته قوّة وخبرة. ورهان إسرائيل سقط في سورية ولن تستطيع وضع شروطها».
وكشف أنّ «يريدون تسوية الحدود البريّة والبحريّة مع لبنان لمصالحهم ويمارسون ضغطاً على الحكومة اللبنانيّة».
وقال: «إنّ إسرائيل تقف اليوم حائرة أمام صمود غزة التي كرّست معادلة القصف بالقصف وصفقة القرن الخاصة بترامب تواجه مشاكل حقيقيّة بالسقوط، ولا يوجد أي قائد أو شخص مؤيّد لهذه الصفقة في فلسطين».
واعتبر أنّ «أميركا تواجه أزمات ومشاكل مع حلفائها وتراجع المحور الإقليمي الذي تديره السعوديّة سبب إضافي في فشل مشروع ترامب في المنطقة، وأنا أقول من الضاحية إلى ضحيان في اليمن اعلموا يقيناً أن من قتلكم وسفك دماءكم هو من قتل أطفالنا في لبنان وكما انتصرنا في لبنان ستنتصرون في اليمن».
ورأى السيد نصرالله أنّ «السعوديّة تتدخل وتقاتل في سورية والعراق واليمن ولبنان عبر احتجازها لرئيس حكومة لبنان. وهي لا تسمح بتدخل أي أحد في شؤونها، وحليف السعوديّة في ماليزيا سقط في الانتخابات وهو خلف القضبان. والأمر نفسه تكرّر في باكستان».
وأعلن عن أنّ «مملكة الخير السعوديّة التي بعثت داعش إلى قتل الناس وتهديد العالم يتراجع دورها في المنطقة».
وأوضح السيّد نصرالله أنّ «خيار الحروب على المقاومة فشل، ففرضوا العقوبات على إيران التي وقفت مع لبنان وفلسطين وسورية واليمن. وإيران ستصمد أمام العقوبات لأنّها القوّة الأولى في المنطقة ونظام الجمهوريّة الإسلاميّة صلب لأنّ الشعب الإيراني يحميه».
وفي الشأن المحلي، أكّد نصرالله «أنّنا حريصون على أمن لبنان ولنذهب إلى الحوار للوصول إلى نتيجة. وإذا تأكدنا من رهان البعض على متغيرات إقليمية سيكون لنا موقف آخر في تشكيل الحكومة».
وذكّر أنّ «في موضوع مكافحة الفساد نؤكّد عملنا لتخفيف وإلغاء الفساد والهدر المالي ولدينا رؤية واضحة لهذا الملف. ونحن لا نستهدف أحداً ولا يستعجل علينا أحد ولا يفرض علينا الآخر رؤيته في مكافحة الفساد».
وتابع السيد نصرالله: «الذهاب إلى صراع سياسي داخلي لا يعمل إنماء، وإنّما التعاون والتكامل من يعملان الإنماء والخدمات. ونحن لن نأخذ الوطن إلى الهاوية ونقدم أفكاراً واقتراحات بموضوعية».
وأعرب عن أنّ «الباخرة التي أتت على الزهراني أحدثت خلافًا، لكن الكلام المسيء والمهين لا يقدم شيئًا للبنان سوى الخراب، وانا مع انتقاد حزب الله لكن هناك سوق مفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام يستبيحون كرامة الإنسان».
وشّدد السيّد نصرالله على أنّ «حركة أمل وحزب الله اتخذا قراراً تاريخياً بالوقوف والصمود سوياً».
كرامي: أول انتصار استراتيجي
وأكد رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل عمر كرامي في بيان، في ذكرى انتصار المقاومة على «إسرائيل»، أن «لبنان حقق في الرابع عشر من آب عام 2006، اول انتصار استراتيجي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بعد دحره جيش الاحتلال عام 2000، وأنهى اسطورة الجيش الذي لا يهزم بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من العدوان الإسرائيلي الذي قتل ودمر وشرّد ثم انهزم أمام بسالة المقاومين وصمود ووحدة اللبنانيين وبوساطة من المجتمع الدولي الذي عمل جاهداً لحفظ ماء وجه هذا العدو، ولكن دون جدوى».
وأضاف: «لقد تحقق في تموز وآب عام 2006 توازن الردع الجدي الذي أقلق الكيان الصهيوني وحماته. اليوم نعيش الذكرى الثانية عشرة لهذا الانتصار، ولكننا فعليا ندرك، أن العدوان الذي بدأ في 12 تموز عام 2006 لم ينته في 14 آب 2006، وإنما هو متواصل عبر السعي المحموم لإيجاد البدائل التي من شأنها أن تحقق الهدف الذي لم يكن خافياً على أحد وهو تركيب شرق أوسط جديد وتصفية القضية الفلسطينية».
الحريري: لا حكومة انفتاح على سورية…
على صعيد تأليف الحكومة، لا جديد يُذكر في ظل مراوحة العقدتين القواتية والجنبلاطية من دون التوصل الى مخارج نهائية، بحسب معلومات «البناء». وكل ما في الأمر هو تنازل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر عن الثلث المعطل أي عن وزير واحد وتنازل القوات عن وزير، لكنها تتمسك بأحد الحلول الثلاثة: حقيبة سيادية أو نائب رئيس مجلس الوزراء او 4 وزارات خدمية، الأمر الذي يرفضه التيار الوطني الحر الذي أكدت مصادره لـ»البناء» أن «نيابة رئاسة الحكومة محسومة لرئيس الجمهورية والحقيبة السيادية غير متاحة في ظل نيل التيار واحدة والرئيس ميشال عون الثانية أما 4 حقائب خدمية فصعب أيضاً، إذ إن وزراء الدولة يجب أن تتوزع على الجميع»، ولفتت الى أن «الرئيس ميشال عون لم يتلقّ حتى الساعة أي صيغة نهائية من الرئيس المكلف سعد الحريري»، مستبعدة تأليف الحكومة في وقت قريب. ونفت المصادر أن تكون قيادة التيار تلقت اقترحاً رسمياً من الرئيس نبيه بري بحل العقدة الدرزية من خلال توزير نجل النائب أنور الخليل»، مشيرة الى أنه في حال طرح اقتراح كهذا وغيره ستُناقش خلال اجتماع تكتل لبنان القوي الأسبوعي ويُتخذ الموقف المناسب».
وقد تلاشى احتمال تأليف الحكومة قبل عيد الأضحى، كما توقع البعض في ظل ذهاب بعض المعنيين بالتأليف في إجازات خاصة خارج البلاد وانشغال البعض الآخر بعيد السيدة العذراء. وقد أوحى كلام الرئيس الحريري أمس، بأن لا صيغة جاهزة لديه لعرضها على رئيس الجمهورية، وأن العقد على حالها. وقد جدّد تأييده لمطالب حليفيه القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. أما اللافت فهو إصرار الحريري على أن العقد داخلية وليست خارجية لدفع التهمة عن السعودية بقوله: «لا دخل للوضع الإقليمي بتعثر ولادة الحكومة. وهذا في الواقع «فشل لبناني» بحت والعلاقة مع السعودية مميزة وممتازة».
لكن الحريري ناقض نفسه، حينما أعلن رفضه عودة العلاقات اللبنانية السورية. وهنا بيت القصيد والسبب الذي يعرقل تأليف الحكومة، أي «الفيتو السعودي» على حكومة تضع على جدول أولوياتها عودة العلاقة مع سورية الى طبيعتها. فالحريري تجاوز مرحلة العداء مع سورية منذ زيارته الى سورية حيث بات ليلته في منزل الرئيس بشار الأسد ما يعني أن رفض الحريري الانفتاح على سورية غير مرتبط بالعلاقة الشخصية مع الرئيس السوري، بل متعلق بأمر سعودي للحريري ترؤس حكومة انفتاح على سورية إلا إذا نال فيها ثلاثي القوات والاشتراكي وتيار المستقبل من دون رئيس الحكومة الثلث المعطل لإسقاط أي قرار حكومي بعودة العلاقات السياسية مع دمشق، وقال الحريري: «لست موافقاً على عودة العلاقات اللبنانية السورية. وهذا الأمر لا نقاش فيه واذا كان الآخرون يصرّون على عودة العلاقات مع سورية من باب فتح معبر نصيب «ساعتها لن تتشكل الحكومة». في المقابل أشارت مصادر نيابية لـ «البناء» الى أن «العقدة ليست في الداخل، بل في الخارج وإلا لماذا لم يتمكن الحريري على تأليف حكومة حتى الآن؟ ولماذا لم يقدم تشكيلة اولية متكاملة لرئيس الجمهورية منذ تكليفه الى الآن؟ وإذا كان عاجزاً عن ذلك لماذا لم يعلن اعتكافه؟ وإلا متى سيبقى رهينة شروط القوات والاشتراكي؟».
وأبدى مصدر وزاري مقرّب من رئيس الجمهورية استغرابه حيال كلام الحريري حول العلاقة اللبنانية السورية، ولفت لـ»البناء» الى أن «موقفه يخالف موقف رئيس الجمهورية وموقف الأكثرية النيابية الجديدة، حيث أكد الرئيس عون في أكثر من مناسبة ضرورة عودة العلاقات الى طبيعتها مع سورية»، موضحة أن «العلاقات بين لبنان وسورية قائمة على مستويات معينة. وهناك موفد رئاسي هو اللواء عباس إبراهيم مكلف بحل مسألة النازحين، لكن العلاقة تحتاج الى تفعيل على مستوى حكومتين وعودة العلاقات السياسية لمصلحة البلدين ولمصلحة لبنان أولاً»، محذّرة من أن «رفض رئيس الحكومة المكلف ذلك يرتب تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد اللبناني لأن الانفتاح على سورية يشكل فرصة ذهبية للبنان لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية».
أما مصادر التيار الوطني الحر فعلقت على كلام الرئيس المكلف بالقول: «هذا رأيه وليس رأينا»، مستغربة ربط تأليف الحكومة بالوضع الخارجي وبموضوع العلاقة مع سورية ما يعني بأن الحريري أضاف عقدة جديدة الى العقد الأساسية المعروفة».
ورد النائب السابق وئام وهاب على الحريري قائلا: «تستطيع أن تتحكم يا دولة الرئيس بالعلاقة بين آل الحريري وأي طرف، أما العلاقة بين لبنان وسورية ليست ملكاً لك».

الجمهورية 
الأعياد «تلتهم» فرص التأليف… وسجال على «التطبيع» يُعمِّق المأزق

ما كان ينقص مسار التأليف الحكومي ما يعانيه من عقد وتعقيدات تُمعن في تأخير إنجازه، حتى برزت أمس في وجهه عقدة جديدة تمثّلت في تأكيد الرئيس المكلّف سعد الحريري أنّ الحكومة لن تؤلّف إذا اشترط البعض تضمين بيانها الوزاري مطلب تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية، ليردّ عليه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله من دون أن يسمّيه بقوله: «أنصح بعض القيادات التي نحن على خلاف معها مع شأن العلاقة مع سوريا ألّا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها». وقد دفع التطور المراقبين إلى الاستنتاج بأنّ تأليف الحكومة كلّما ازداد تأخّراً، كلّما ازداد تعقيداً، خصوصاً أنّ بعض الأفرقاء عادوا يراهنون أكثر فأكثر على متغيّرات إقليمية لا يملك أحد منهم تحديد موعدها ومستقرها، مفضّلين عدم الدخول في تسويات تسهّل ولادة الحكومة على متغيرات مفترضة تحسّن حصصهم الوزارية والشروط.
مع دخول البلاد في إجازة طويلة، بدءاً من عطلة عيد انتقال السيدة العذراء اليوم مروراً بنهاية الاسبوع وصولاً الى عطلة عيد الاضحى التي تمتد لثلاثة ايام، تنعدم المعطيات عن حل قريب للعقد وتتبخّر الآمال بولادة حكومية قريبة خلافاً للاجواء التي سادت أخيراً. وفي هذا السياق أكد معنيون بالاستحقاق الحكومي ان لا شيء ملموساً ويتوقع حصوله في خلال ما تبقى من ايام هذا الشهر على صعيد الولادة الحكومية نظراً لحلول بعض الاعياد والمناسبات، فاليوم يحلّ عيد انتقال السيدة العذراء ويوم الاربعاء المقبل يحلّ عيد الاضحى المبارك، وفي نهاية الشهر الجاري تحلّ ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه والتي ستحييها حركة «أمل» في مدينة بعلبك هذه السنة، وسيطلق خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري جملة مواقف تتصل بكل القضايا المطروحة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وقد نقل زوّار بري عنه قوله أمس انه ينتظر استكمال الرئيس المكلف سعد الحريري الاتصالات التي بدأها أخيراً، وذلك لكي يتابع هو في ضوء نتائجها اتصالاته بالمعنيين للمساعدة في تذليل بعض العقد التي يرى انها ما زالت عقداً داخلية حتى الآن وتتعلق بالحصص وتوزيعها. وأضاف: «على رغم الاجواء الايجابية التي سادت واستمرار الاتصالات لم يتحقق أي شيء ملموس حتى الآن، ولكن هذه الاتصالات متواصلة وهناك انتظار لأجوبة بعض القوى السياسية فضلاً عن ضرورة استكمال الرئيس المكلف خطواته».
الحريري
كذلك فإنّ ما عزّز الانطباع بتلاشي الآمال بولادة الحكومة قريباً، تأكيد الحريري «أن لا تقدّم حتى الآن، وأنّ هناك حاجة لبعض الوقت للتوصّل الى صيغة نهائية»، مشدداً على أنّ عدم تأليف الحكومة حتى الآن «هو فشل لبناني بحت»، نافياً أن يكون للعامل الإقليمي أي تأثير على مسار التأليف. مشيراً الى انه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما يتكوّن لديه شيء ملموس.
وقال الحريري في دردشة مع الصحافيين أمس قبَيل ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لكتلة «المستقبل»: «اليوم نشهد تنازلات طفيفة من جميع الأطراف، وربما لا زلنا في حاجة إلى قليل من الوقت للتوصّل إلى صيغة نهائية. هناك بعض التقدم في موضوع الحقائب والأعداد، والأمر في حاجة إلى القليل من الوقت».
واعتبر الحريري «انّ «القوات اللبنانية» تريد إمّا منصب نائب رئيس الحكومة وإمّا حقيبة سيادية، وقد رفضت عرض (إعطائها) 4 وزارات أساسية». نافياً أن يكون الوزير جبران باسيل قد طلب منه إعطاءها حقيبة سيادية من حصته. واشار الى انّ موضوع الحقيبة السيادية «يحتاج إلى بعض الوقت الإضافي».
وشدد على «انّ المطلوب إيجاد المخرج الذي يجعل من الجميع رابحاً من تأليف الحكومة. أمّا إذا أوحت تركيبة الحكومة بأنّ هناك خاسراً ورابحاً، فإنّ ذلك سيشكل عقبة في عملها». وقال: «أريد أن أشكّل حكومة يشعر فيها الجميع أنهم حصلوا على الحصة التي يستحقونها».
ورأى الحريري انّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «مكوّن سياسي أساسي في البلد، ولا يمكننا إنكار وجوده. هو ربح الانتخابات في مناطقه، وعلى جميع الأطراف أن يهدأوا».
وأعلن عدم موافقته على عودة العلاقات اللبنانية – السورية، وقال عن مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة هذه العلاقات شرطاً لتأليف الحكومة: «عندها لا تتشكّل الحكومة، وهذا هو الأمر بكل صراحة». وكرر تأكيده حرص المملكة العربية السعودية «على أن نؤلّف حكومة في أسرع وقت ممكن».
«التيار»
وفي حين غاب اجتماع تكتل «لبنان القوي» امس، رفضت مصادر «التيار الوطني الحر» التعليق على كل ما يشاع عن قبول «التيار» بـ10 وزراء له ولرئيس الجمهورية، وقالت: «لا نعلّق على هذا الكلام لأنّ الموضوع ليس بالعدد ولا بثلث معطِّل، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية ليس في حاجة الى ثلث معطِّل». وشددت على «ان الموضوع يتعلق بحقوق التمثيل سواء بالنسبة الى تكتل «لبنان القوي» او الى رئيس الجمهورية، وإن «التيار» غير مستعد للتنازل عن هذه الحقوق».
«القوات»
في المقابل، شبّه مصدر بارز في «القوات» سلوك بعض قياديي «التيار الوطني الحر» بـ«سلوك بعض القوى الشيعية في العراق»، «بينما يتمايز شيعة لبنان في إدارة شؤونهم بحكمة وحنكة».
ورأى المصدر انّ «التيار» لو يحترم المعايير المتوافق عليها في توزيع الحقائب الوزارية، لأمكن صنع توازن تام في السلطة مع المكونات الاخرى»، مشيراً الى «انّ تفاهم معراب نجح خلال فترته الذهبية القصيرة في تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية على ارض الواقع، من دون الحاجة الى تعديل النص، «الّا انّ المؤسف هو انّ «القوات» التي تملك مقاربة استراتيجية للأمور اصطدمت لاحقاً بعقلية «الدكنجي» لدى مسؤولين محددين في «التيار»، من دون ان يعني ذلك اننا سنتخلى عن العمق الاستراتيجي للمصالحة المسيحية». (راجع ص 4)
نصرالله
وفي غمرة التعقيدات والمعوقات المتعددة التي تعوق ولادة الحكومة العتيدة، أمل الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في «الذكرى 12 لانتصار تموز» في «ان يؤدي الحوار الى تشكيل الحكومة»، وشدد على تَجنّب الشارع والحرص على الامن والامان في لبنان، وقال: «اذا كان هناك ايّ احد يراهن على متغيرات إقليمية تؤثر على تشكيل الحكومة فهو مشتبه، نحن منذ البداية كنا متواضعين في مطالبنا وما زلنا، ولكن إذا ثبت انّ البعض يراهن على متغيرات اقليمية فإنّ من حقنا ان نعيد النظر في مطالبنا»، ونَصح «بعض القيادات التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا ألّا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها». واعتبر أنّ «العقوبات الأميركية على إيران و«حزب الله» ستؤثر، لكنّها لن تمس من قوتنا وتأثيرنا». وقال: «كل ما قاموا به ضد إيران جعلها أقوى والعقوبات لن تمس عزيمتها وقوتها وثباتها». وشدد على أنّ «المقاومة اليوم في لبنان، بما تمتلك من سلاح وإمكانات وخبرات وتجارب وإيمان وعزم وشجاعة، هي أقوى من أي زمن مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة»، واكد «انّ «حزب الله» والمقاومة في لبنان اليوم أقوى من الجيش الاسرائيلي».
النازحون
وعلى صعيد ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف انّ موقف الغرب من هؤلاء النازحين فاجأ موسكو، وأكد أنّ الظروف قائمة لبدء عودتهم إلى ديارهم.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في انقرة: «تمّ إخلاء جزء كبير من سوريا من الإرهابيين، وحان الوقت لإعادة بناء البنية التحتية وكل ضرورات الحياة لبدء عودة اللاجئين من تركيا ولبنان والأردن ومن أوروبا إلى ديارهم».
والى ذلك حضرت المبادرة الروسية في شأن عودة النازحين في لقاء مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد، وكذلك مع رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» الوزير طلال أرسلان.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية انه «جرى تبادل الآراء بنحو مفصّل حول تطورات الوضع في لبنان وما حوله، وأكد الجانب الروسي موقفه الثابت الذي يدعم استقلال الجمهورية اللبنانية وسيادتها ووحدة أراضيها، وعزمه مواصلة علاقات الصداقة التقليدية بين روسيا والشعب اللبناني المتعدد الطوائف وتطويرها وتعزيزها». وأضاف البيان أنّ الطرفين بحثا في موسكو «قضايا تسوية الأزمة السورية، بما في ذلك حزمة المسائل المرتبطة بعودة اللاجئين السوريين الموجودين في الأراضي اللبنانية إلى وطنهم».
في هذا الوقت أعلن نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين أنّ وزارة الدفاع الروسية تتعاون بنشاط مع سلطات الدول المجاورة لسوريا في شأن عودة اللاجئين إلى بلادهم، وأنها «نظّمت تعاوناً نشطاً مع قيادات سوريا وتركيا والأردن ولبنان والعراق ودول أخرى في المنطقة، وأقيمت اتصالات مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومع الولايات المتحدة لمنع الحوادث وضمان أمن الطيران». وأشار إلى أنّ نحو 7 ملايين لاجئ من سوريا مُجبرون حالياً على اللجوء إلى 45 دولة حول العالم. العدد الرئيسي للاجئين (نحو مليونين) موجودون في أراضي الأردن المجاورة، وأكثر من مليون في لبنان.
وتعتبر عملية عودة اللاجئين السوريين، التي أطلقت بمشاركة وزارة الدفاع الروسية مباشرة، خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في الموقف».
الخارجية وغراندي
وفي لبنان، وغداة إعلان مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي معارضته «عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم في الظروف الحالية»، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية عدم موافقتها على كلامه «لأنها على العكس من ذلك، تعتبر انّ العودة الجزئية والمُمرحلة هي ممكنة وظروفها متوافرة». وإذ ثمّنت كلامه «حول استعداد الامم المتحدة لمساعدة من يريد العودة»، ذكّرت بمطالبتها مفوضية اللاجئين «منذ فترة بوضع برنامج لهذه العودة»، آملة في أن تساعد زيارته لسوريا «على تحقيق ذلك»، ودَعته الى «تقييم الوضع الأمني بطريقة موضوعية والاعتماد على التقارير الأمنية الواردة من معظم الأجهزة الأمنية العالمية، والتي تقاطعت بمعظمها على أنّ الوضع الأمني في سوريا أصبح مستقراً في كثير من المدن والمحافظات السورية».
وأكدت «أنّ شروط عودة النازحين السوريين الآمنة والكريمة قد توافرت اكثر من أي وقت مضى»، وانها «تتطلّع للعمل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لوضع ملف عودة النازحين على طريق الحل النهائي والمستدام».
تأثيرات الأزمة التركية
على صعيد آخر، بدأ الكلام يتكاثر في بيروت في شأن التداعيات المحتملة لانهيار العملة التركية على الوضع الاقتصادي في لبنان، والذي لا تنقصه تعقيدات إضافية بسبب المرحلة الدقيقة التي يمر بها. ويظهر من مواقف الخبراء اليوم، انّ لبنان سيتأثر حتماً بما يجري في تركيا، لكنّ درجة التأثير تتفاوت وفق القطاعات، وحسب التطورات اللاحقة. وكشف مصدر مصرفي لـ«الجمهورية» انّ المصارف اللبنانية تراقب عن كثب ما يجري في تركيا لتبني على الشيء مقتضاه، وأنّ مصرف لبنان يتابع الوضع بدقة، عبر جمعية المصارف لتجنّب اي تأثير لهذه الأزمة، عَدا عن انّ مصارف لبنان تلتزم المعايير الدولية وفق معايير بازل.
كذلك أشار مصدر صناعي لـ«الجمهورية» الى انّ الصناعة اللبنانية قد تتضرر جرّاء المنافسة التركية التي باتت اسعارها متدنية، فضلاً عن أنّ التصدير الى تركيا بات أصعب. (تفاصيل ص 11)
هجوم إرهابي
دوليّاً، صدمت سيارة الحواجز الأمنيّة أمام مقر مجلس العموم البريطاني أمس، في هجوم يشتبه بأنّه إرهابيّ، تسبّب بإصابة «عدد من المارّة» بجروح، على بُعد أمتار من المكان الذي قُتل فيه 5 أشخاص العام الماضي. وتمّ توقيف سائق السيارة وهو في العشرينات من عمره، للاشتباه بارتكابه أعمالاً إرهابية. وقالت شرطة لندن «اسكوتلنديارد» انّه: «في هذا المرحلة، نعتبر الحادثة عملاً إرهابياً»، مضيفة أنّ أيّاً من الجرحى «ليس في حال الخطر». وكشفت انّ السيارة، وهي من نوع فورد فييستا، دهست عند الصباح عدداً من الدرّاجين والمارّة قبل ان تصدم الحواجز أمام البرلمان».

الأخبار
نصرالله: من الضاحية لليمن القاتل واحد
«أفكار» إسرائيلية جديدة: الجيش الروسي جنوبي الليطاني

في الذكرى السنوية الــ12 لانتصار تموز 2006، ظهر التحدّي واضحاً في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. الخطاب استند إلى قوة محور المقاومة وتغيّر قواعد الاشتباك لمصلحته في المنطقة. تضمن الخطاب رسائل عدّة إلى العدو الإسرائيلي الذي لم تعُد له اليد الطولى، لأنه يعرف أن أي اعتداء سيواجه بردّ قاسٍ. لم يكتفِ نصر الله بالقول إن المقاومة لديها كل المقومات التي تجعلها تردّ في كل زمان وأي مكان، بل ذهب إلى حدّ الجزم بأن المقاومة «أصبحت أقوى من الجيش الإسرائيلي». تناول «السيد» العقوبات على إيران واليمن وسوريا والعراق، قبل أن يتطرق إلى الملف اللبناني، ناصحاً الأطراف بعدم انتظار المتغيرات في المنطقة لتشكيل حكومة، لأن ذلك قد يرتدّ عليهم سلباً. وفي ردّ على كل المراهنين على شق الصفوف بين حزب الله وحركة أمل، أكد نصر الله أن حركة أمل وحزب الله اتخذا قراراً تاريخياً بأن يكونا معاً ويواجها المشاكل معاً وأن يتكاملا وجودياً.
في ذكرى نصر تموز، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله عبر الشاشة على جمهور كبير احتشد ليل أمس في الضاحية الجنوبية. ومن المقرر أن يطل الأحد المقبل عبر الشاشة أيضاً على جمهور احتفال الهرمل المركزي، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني (القضاء على المجموعات الإرهابية التكفيرية في الجرود الشرقية للبنان)، واعداً جمهوره بأنه «قريباً سنخرج منتصرين في هذه الحرب الكبرى في منطقتنا».
في بداية كلمته، انطلق نصر الله من قراءة أبعاد حرب عام 2006، فأشار إلى أن الحرب هدفت إلى تحقيق المشروع الأميركي الذي كان يقوده جورج بوش بعد احتلال أفغانستان والعراق ووصول الجيش الأميركي إلى الحدود مع سوريا والعراق وإيران. وقال: «حين فشلوا انطلقوا إلى خطة جديدة هو ما كنا نواجهه في السنوات السابقة. في 2006 كان الهدف القضاء على المقاومة عسكرياً أو من خلال فرض الاستسلام عليها، وهذا ما طُلب منا في الأيام الأولى. تسليم سلاحنا والقبول بقوات متعددة الجنسيات على الحدود مع فلسطين وسوريا وفي مطار ومرفأ بيروت، ما يعني تكريس احتلال جديد. ولو سقط لبنان، كان المشروع سيستكمل في سوريا وغزة، وصولاً إلى عزل إيران لضربها وإنهاء هذا المحور». ولفت إلى أن «صمود لبنان أسقط الخطة، وأجّل طموحات أميركا وإسرائيل لسنوات، وأوجد تحولات مهمة جداً عزّزت من قوة المقاومة». وذكّر السيد نصر الله بأنه «من 2006 حتى اليوم، إسرائيل مردوعة بعد أن كانت تأتي إلى لبنان لأتفه الأسباب، لا بل هي تعيد بناء نفسها في ضوء الهزيمة وتداعيات الهزيمة». وتابع بأن «لبنان يشكّل بالنسبة إلى إسرائيل قلقاً وتهديداً مركزياً تعمل عليه، وهي تختبئ خلف الجدران، وتعبّر عن مخاوفها على جبهتها الداخلية. وقد باتت تعمل حساباً للكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات، لأنها تعرف أنّ في مقابلها عدواً قوياً وجدياً».
وأشار نصر الله إلى أنهم «منذ حرب تموز يراقبون المقاومة في لبنان، ومن ثم في سوريا، وقد وصل الأمر إلى وضع خطط دفاعية في شمال إسرائيل لمواجهة احتمال تحرير الجليل، حيث يقول ضابط كبير قبل أيام إن حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي»، قائلاً: «أنا لا أوافق على هذا التقييم، لكن هذا يعبّر عن نظرة الإسرائيلي لهذه المقاومة التي أراد سحقها في عام 2006». وشدّد على أن «المقاومة اليوم في لبنان بما تمتلك من سلاح وعتاد وإمكانات وقدرة وخبرات وتجارب، ومن إيمان وعزم وشجاعة، هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة». وأوضحَ أننا «لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، لكن حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، لأن المسألة ليست مسألة إمكانات، بل تكمُن في إيماننا بحقنا الذي هو أقوى من إيمانكم في قضيتكم الباطلة، ونحن اليوم أكثر ثقة وتوكّلاً على الله».
ورأى نصر الله أنه في «السنوات السبع الماضية كان الهدف إسقاط سوريا، وإسرائيل هي شريك كامل في الحرب عليها، وقد أمّنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في الجنوب السوري، وصولاً إلى التدخل العسكري لنصرة هذه الجماعات»، وأشار إلى أن «الإسرائيلي كان يأمل أن تصبح دمشق عاصمة صديقة، لكنّ آماله ذهبت أدراج الريح. العالم ليس جاهزاً لمنحه الجولان، بل يقِف في الصف للحديث مع السوريين لأنه خائف. كان لديه أمل بسقوط الدولة ولم تسقط، وكان لديه أمل بانهيار الجيش السوري، فيما وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يقول إن الجيش السوري سيعود قوياً أكثر من أي زمان مضى. كما أن وجود حزب الله وإيران فشل لإسرائيل، لذا فإن معركة الإسرائيلي اليوم هي منع إيران وسوريا من البقاء في سوريا». وأضاف: «من الوقاحة أن إسرائيل المهزومة تريد فرض الشروط على سوريا المنتصرة وحزب الله وإيران».
وتعليقاً على صفقة القرن، قال نصر الله: «هناك رأي يقول إن صفقة القرن سقطت، لكن أنا أقول إن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة، وإن صفقة القرن هذه تواجه مشاكل حقيقية، وفي حال كرّسنا المعادلات حينها ستسقُط هذه الصفقة». واعتبر أن «الأمر يعود إلى رفض الفلسطيني بالإجماع هذه الصفقة، إذ لا يوجد في فلسطين قائد يمكن أن يتحمل توقيع على صفقة تجعل القدس عاصمة لإسرائيل».
وأشار نصر الله إلى أن السعودية تعاني مشاكل كبيرة في الخليج والعالم، وهي تتدخل في الكثير من الساحات من سوريا والعراق واليمن ولبنان، وتحجز رئيس حكومته (سعد الحريري)، في حين أنها ترفض تدخل كندا، بالإضافة إلى الأزمات مع تركيا، وحتى في العالم الإسلامي تعاني السعودية، وصولاً إلى ماليزيا. وشدد على أن المحور السعودي يتراجع إقليمياً ودولياً، وصورة السعودية اليوم كيف أصبحت على الرغم من إنفاق الأموال الطائلة للقول إنها مملكة الخير، بينما هي أرسلت الجماعات الإرهابية إلى مختلف الدول، كيف هي صورة السعودية بعد الحرب على اليمن والأزمة الإنسانية هناك من التجويع والكوليرا؟ وأكد أن هذا المحور فشل في سوريا والعراق وفي دفع العالم لمحاصرة إيران وفرض العقوبات مع ترامب، وفشل في حربه على اليمن، «واليوم أقول من الضاحية لليمن، الذي قتلكم هو الذي قتل أطفالنا في قانا ولبنان، وهو الذي سفك دماءنا في لبنان. وكما انتصرت دماء أطفالنا ونسائنا في لبنان، ستنتصر دماء أطفالكم ونسائكم في اليمن».
معتبراً أن «تراجع السعودية عن تأييد صفقة القرن يعود إلى أنها أدركت أنها انتحار».
وفي ما يتعلق بالعقوبات على إيران، أشار إلى أن الأخيرة هي قاعدة القوة الأساسية في محور المقاومة، وهي وقفت مع سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وموقفها واضح مما يجري في اليمن والمنطقة. وقال: «هم يعملون على العقوبات والإضرابات الداخلية، على أمل أن تؤدي إلى وضع اجتماعي واقتصادي يدفع الشعب إلى إسقاط النظام، ما يؤدي إلى إضعاف كل المحور». وشدّد على أن «إيران اليوم أقوى من أي زمن مضى، بل هي القوة الأولى، ولن يستطيعوا أن يمسّوا قوتها بسوء، والنظام قوي وثابت يحميه شعبه».
داخلياً، أبدى نصر الله أمله أن يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة، مشدداً على «تجنب الشارع»، قائلاً: «دعوا الشارع على جنب ولنستمر بالحوار». ونصح من يؤجل تأليف الحكومة بعدم المراهنة على تطورات إقليمية، لأن «محورنا هو الذي ينتصر ونحن متواضعون، لكن في حال انتصر محورنا سيكون لنا مطلب آخر، وهذا من حقنا ولا يخدم مصلحة من تفشل رهاناتهم». ورداً على ما قاله الحريري أمس بشأن العلاقة مع سوريا، قال: «أنصح بعض القيادات التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا، أن لا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها، لينتظروا قليلاً وليراقبوا سوريا وتركيا إلى أين لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة».
إيران اليوم أقوى من أيّ زمن مضى، بل هي القوة الأولى، ولن يستطيعوا أن يمسوا قوتها بسوء
وفي موضوع ملف الفساد، أكد أن هذا المشروع جدي ولم يكن كلاماً انتخابياً، لكن ساعة الانطلاق هي عندما تتشكل الحكومة، لافتاً إلى أننا كما عملنا في المقاومة وبالتعاون مع حلفائنا، سنعمل برؤيتنا وتكتيكاتنا للتخفيف من الفساد ووقف الهدر المالي، وقال: لدينا منهج ورؤية، ولا نريد الانتقام من أحد أو فتح مشكل مع أحد.
وأكد نصر الله أن حزب الله وحركة أمل اتفقا على عدم السماح لأحد بتخريب العلاقة القائمة بينهما، وخاطب أهالي الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، قائلاً إن «من يريد إنماءً يجب الحفاظ على العلاقة الإيجابية بين حزب الله وحركة أمل، وأي أمر آخر لا نريد الذهاب إليه، وأنا أعنيه، وبقوة»، وشدد على أن حزب الله وحركة أمل اتخذا القرار بالبقاء سوياً وبالتلاحم الوجودي بين الحزب والحركة، وعلى هذا الأمر قام الانتصار الكبير في تموز 2006، وسأل: من يستطيع إنكار الدور الكبير للأخ الرئيس نبيه بري في حرب تموز؟ وأوضح أن «الطريق للإنماء هو بالتعاون والابتعاد عن التشاتم والإساءة، وهذه البيئة التي كانت عنصراً بتحقيق انتصار 2006 ستكون عنصراً أساسياً في حسم أي معركة آتية».
وشدّد نصر الله على أن «هناك الكثير من الضغوط على الدولة اللبنانية لتسوية موضوع الحدود البرية والبحرية لمصلحة إسرائيل، لكن زمن فرض إسرائيل شروطها على سوريا أو لبنان انتهى، وهذا الكلام ثبّتته الوقائع على مدى عشرات السنين».
«أفكار» إسرائيلية جديدة: الجيش الروسي جنوبي الليطاني
جعبة الخيارات الإسرائيلية في مواجهة حزب الله، باتت مقلصة جداً، إلى حدّ التساؤل عن أصل وجود خيارات، سواء كانت أصلية ومباشرة، كما هو خيار المواجهة العسكرية، أو بديلة وبالوكالة، كما هي الخيارات البديلة غير العسكرية، التي جرى تفعيلها، في السنوات الأخيرة. مع ذلك، جعبة الأفكار وبلورة الخطط تتواصل، مع أو من دون فاعلية أو مبادرة نحو التنفيذ.
وتختلف الأهداف في الخيارات البديلة المتبلورة أو التي في طور التبلور، بين الأهداف التي تحقق النتيجة نفسها التي كان يراد أن تتحقق عبر الحرب العسكرية المباشرة، أي اجتثاث حزب الله، أو الأهداف الأقل تواضعاً نتيجة التعذر. وهي مروحة واسعة من الأفكار، ومنها ما يستأهل التأمل والتوقف عندها طويلاً، وآخرها، ما يجري تداوله إسرائيلياً، عبر الإعلام الأميركي، عن رؤية لخيار بديل، في نشر الجيش الروسي جنوبي الليطاني، للحؤول دون تهديد حزب الله لإسرائيل.
في حديث مصادر (إسرائيلية) مطلعة، لصحيفة أميركان هيرالد تريبيون، تساؤلات حول إمكان إقدام إسرائيل على شن حرب جديدة في مواجهة حزب الله في لبنان. تساؤل يأتي، مع الإدراك المسبق، أن الحرب التي امتنعت إسرائيل عنها في السنوات 12 الماضية، كان تعذرها مبنياً على جملة عوامل، بينها إضافة إلى الثمن والكلفة والخسائر البشرية والمادية، الواقع العسكري والسياسي المتوقع مع حزب الله في اليوم الذي يلي الحرب، مع شبه إطمئنان الى أن لا تغيير جوهرياً وأساسياً سيطرأ عليه، عما هو عليه الوضع الآن.
وبحسب المصادر، فإن أحد أهم التحديات الماثلة أمام إسرائيل، هو المؤشر الدال على أن الولايات المتحدة «لن تبقى طويلاً في سوريا، وأنها تبحث عن مخرج لها». في ذلك، لا يبقى أمام إسرائيل الا روسيا ووجودها العسكري، المقدر أنه سيمتد طويلا. لكن كيف يمكن لإسرائيل أن تسحب روسيا إلى لبنان؟ الإجابة بالنفي إن كان ذلك عبر خطة مشتركة إسرائيلية روسية للانتشار العسكري الروسي في جنوب لبنان، لكن بالإمكان سحب روسيا إلى الساحة اللبنانية، بعد حرب تبادر إليها إسرائيل، مع توقع وتقدير تدخل موسكو للحد منها وإنهائها كي لا تتضرر مصالحها في المنطقة، وبما يؤدي إلى الانتشار الروسي في الجنوب اللبناني، على غرار الانتشار في الجنوب السوري، وكذلك الانتشار المتوقع على الحدود مع تركيا، كجزء من حل متصور وأكثر معقولية للمشكلة الكردية في سوريا، والهواجس التركية حولها.
إلى ذلك، تشير المصادر (الإسرائيلية) المطلعة، إلى أن «من الطبيعي ألا تكون روسيا جزءاً من هذا المخطط، ولن تتناغم موسكو مع إسرائيل وأميركا لضرب حزب الله. لكن إسرائيل تستطيع إيجاد أي ذريعة لبدء الحرب لجذب روسيا الى طاولة المفاوضات وتسليمها الجنوب اللبناني وفرض إبعاد حزب الله عن جنوبي الليطاني، وهذا حلم إسرائيل منذ زمن بعيد».
تأتي هذه الأفكار، الطموحة والمتطرفة، بعيداً عن واقعية إمكاناتها وظروفها، لتشير إلى تقلص الخيارات الإسرائيلية الفعلية في مواجهة حزب الله، علماً بأنها أفكار تقفز فوق العوامل المانعة لنشوب الحرب، المؤكد عليها عملياً خلال السنوات الماضية منذ انتهاء حرب عام 2006. هي أفكار تتعلق بتقديرات وإمكانات ما بعد الحرب واليوم الذي يليها، في حال نشوب الحرب التي يقدر تعذر نشوبها. لكن ماذا عن موانعها وأثمانها، وماذا عن كلفتها وأصل المجازفة في الرهان على انتشار الصديق الذي هو حليف للعدو؟
«الأفكار الجديدة» لا تجد حلولاً لهذه الأسئلة. القراءة المتأنية لهذه الأفكار، من شأنها الإضاءة على المأزق والمعضلة كما تراهما إسرائيل، وذلك من خلال إيضاح مستوى التهديد وضرورة منع تناميه، وكذلك إيضاح ضيق الخيارات الواقعية وتقلصها، للحؤول دونه.
في موازاة ذلك، برزت، أمس، تأكيدات عن رئيس جهاز الموساد السابق، تامير باردو، في مقابلة مع موقع ايلاف السعودي، حول الخيارات الممكنة في مواجهة حزب الله. باردو، الذي عايش «معضلة» حزب الله والساحة اللبنانية وتعقيداتها طويلاً حتى الأمس القريب، كما عاين ضمن مهماته وأهداف جهازه تقلص الخيارات الإسرائيلية في مواجهة حزب الله، يشير مع تأكيد أن لا حل عسكرياً لتهديد حزب الله، مع ضرورة التشديد على الخيارات الأخرى السياسية البديلة. وإذا كان باردو لم يتطرف إلى الحد الوارد أعلاه في الخيار الروسي، إلا أنه أقر ابتداء بضرورة الابتعاد عن الحلول العسكرية لعدم جدواها. وهو إقرار لم يأت من شخصية تعبر عن تصور ورؤية أحادية في إسرائيل، بل عن رؤية مبنية على إمكانات تقدير ومعلومات لجهاز استخباري إسرائيلي فاعل ومؤثر ومقتدر في إسرائيل.
ففي حديثه مع موقع إيلاف السعودي، يؤكد باردو أن «معضلة حزب الله في لبنان لا تحل عسكرياً»، ويضيف أن «للسعودية والإمارات دوراً مهماً في الضغط على الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا، للضغط (بدورهما) على حكومة لبنان لحل مشكلة حزب الله وسلاحه وصواريخه».
في الطرحين، مع الخلاف بينهما، إشارات ودلائل على فقدان إسرائيل خيارات مباشرة في مواجهة حزب الله. وما الأفكار والخيارات البديلة، الممكنة وغير الممكنة، إلا تعبير عن فقدان هذه الخيارات، والتأكيد عليها.
كلاكيت عاشر مرة الجيش الإسرائيلي بات الآن جاهزاً للحرب؟
أعلنت إسرائيل أنها أنهت مناورة عسكرية، واسعة النطاق، حاكت حرباً في مواجهة حزب الله. المناورة، التي انتهت كما ورد في الإعلان بنجاح باهر، اختبرت تقنيات وإجراءات وخططاً عسكرية، من بينها وسائل قتالية جديدة، بات بإمكان الجيش الإسرائيلي في أعقابها القول إنه جاهز لمواجهة حرب لبنان الثالثة، والتقدير أنه سيفوز بها.
الإعلان، كما يرد، يأتي في سياق تقارير وردت في الأسابيع الماضية، شككت في قدرة الجيش الإسرائيلي على المواجهة، وفي حد أدنى، شككت في قدرته على حماية المستوطنين في المستوطنات القريبة من الحدود، حتى عشرات الكيلومترات منها، مع التأكيد، كما ورد في التقارير المنشورة أخيراً، أن منظومات الدفاع ضد الصواريخ المخصصة لمواجهة ترسانة حزب الله، ستنشر لحماية البنى التحتية والأصول العسكرية الرئيسية، فيما يجب العمل على إخلاء المستوطنات، نتيجة العجز عن حمايتها.
التقرير الجديد، يخدم بطبيعة الحال، أهداف تهدئة المستوطنين بعد التقارير السابقة المشككة في القدرات الحمائية للجيش الإسرائيلي، لكن في الوقت نفسه، يثير التقرير أيضاً جملة تساؤلات حول الجاهزية العسكرية لخوض حرب في مواجهة حزب الله. تقرير المناورة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي بات جاهزاً الآن لمواجهة حزب الله، وهي العبارات نفسها الواردة في تقارير سابقة عن الجاهزية، كما وردت في الأشهر الأخيرة، وكذلك في السنوات الأخيرة، بل من اليوم الأول لانتهاء حرب عام 2006. في كل مرة، تشدد فيها التقارير على أن الجيش الإسرائيلي بات جاهزاً الآن، على خلاف الماضي لخوض الحرب والانتصار فيها. ما يعني، أن التقارير التي سبقت، وتحدثت كذلك عن الجاهزية المحققة، إما مبالغ فيها، أو كاذبة. والسؤال هو الآن نفسه: هل التقرير الحالي مبالغ فيه وكاذب؟ سؤال مشروع، مهما كانت الاستعدادات والقدرات العسكرية الإسرائيلية، ربطاً بسوابق التقارير الإسرائيلية، للأعوام الـ 12 الماضية.