إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 20 تشرين الثاني، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 22 أيار، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 23 كانون الأول، 2022
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 16 أيار، 2019

طمأنت المصادر السياسية لـ"البناء" إلى أن "الوضع الأمني والوضع النقدي يعتبران خطاً أحمر، ممنوع المسّ به". لكن "الجمهورية" نقلت عن مصادر سياسية انّه في "المرحلة الجديدة كل الاحتمالات مفتوحة، سواء نحو تسويات سياسية أو نحو امتحانات امنية. إذ كلما طالت الازمة كلما ازدادت الاخطار الامنية". وهذا السجال، غاب عن "الأخبار" التي قالت "إن البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب  لم يأتِ مخالفاً للتوقعات اللبنانية، لجهة اتهام المقاومة باللبنانية بالإرهاب. إلّا أن روح البيان لم تكن عامل قلقٍ بحدّ ذاتها، بقدر ما كانت مؤشّراً سلبيّاً على المسار المستقبلي الذي قد يسلكه الرئيس سعد الحريري بعد عودته إلى لبنان. خصوصاً أن بقاء ولديه، لولوة وعبد العزيز، في الرياض التي عادت إليها زوجته، يعني استمراره في حالة الرهينة لبن سلمان". وأضافت "الأخبار" أنه فيما "كان الرئيس نبيه برّي لا يزال يلتزم الصمت بانتظار عودة الحريري إلى بيروت، قال أمس أمام زوّاره إن بيان وزراء الخارجية العرب يعطي إشارة سلبية، إذا كان معياراً لمواقف الحريري المقبلة". وكشفت "الأخبار" أيضاً، عن "وجود الهواجس ذاتها"، لدى أن مصادر التيار الوطني الحرّ". وينقسم "فريق رئيس الحكومة حيال التعامل مع مسألة الاستقالة بين هناك اتجاهين : الأوّل لا يزال يؤكّد أن الاستقالة لم تحسم وأنه لا تزال هناك مساحة للمناورة للوصول إلى مكاسب معيّنة. والثاني يجزم بأن الحريري سيتمسك باستقالته وسيبلغها رسميّاً لرئيس الجمهورية ميشال عون حال عودته إلى بيروت" …
Image result for ‫اجتماع وزراء الخارجية العرب‬‎
الجمهورية
توقُّع إصرار الحريري على استقالته وحديث عن مبادرة فرنسية

فيما الجميع ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري من باريس ليُبنى على الشيء مقتضاه في مصير استقالته، وبالتالي مستقبل الاوضاع الداخلية، وسط مؤشرات تدل الى إصراره عليها ودفعه في اتجاه تعديل التسوية التي أنتجت انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتولّيه هو رئاسة الحكومة، إتخذ مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب موقفاً يجمع من جهة على مواجهة التدخلات الايرانية في الدول العربية، ويصنّف من جهة ثانية «حزب الله» المشارك في الحكومة «تنظيماً ارهابياً»، الامر الذي تحفّظ عنه لبنان وأكّد «التزامه النأي بنفسه لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في النزاعات الدائرة من حوله». وفيما ينتظر ان يكون لعودة الحريري وموقف الجامعة تداعياتهما على الواقع السياسي الداخلي، قالت مصادر سياسية «انّ المرحلة الجديدة الحبلى بالنزاعات، والتي يتداخل فيها اللبناني بالاقليمي والدولي، تُبقي كل الاحتمالات مفتوحة، سواء نحو تسويات سياسية أو نحو امتحانات أمنية». واضافت: «لا أحد يستطيع حتى الآن الجزم كيف ستتطور الاحداث، إذ كلما طالت الازمة بلا حل كلما ازدادت الاخطار الامنية، لأنّ الطرفين المعنيين بالوضع لديهما القدرة على تحريك قوى خارجية لتأزيم الوضع اللبناني».في ظلّ الاصرار الاميركي ـ الفرنسي على «مواجهة أنشطة «حزب الله» وايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، وفي موازاة الاتصالات والمساعي الفرنسية لحلّ الازمة اللبنانية، تقاسمت القاهرة وباريس المشهد السياسي أمس، فيما ظل لبنان يترقّب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أمضى يومه الباريسي الثاني أمس بلقاءات مع قريبين منه، بعد اجتماعه السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن يزور مصر غداً للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل ان يعود الى بيروت للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال والادلاء بالمواقف التي كان وعد بأنه لن يعلنها الّا في لبنان.
فقد حمّل اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد في القاهرة امس،»حزب الله» الإرهابي المشارك في الحكومة اللبنانية مسؤولية التدخّل في الشؤون العربية وتدريب الإرهابيين وتأسيس جماعات ارهابية وتمويلها من قبله ومن قبل ايران»، ودانَ إطلاق صاروخ من اليمن في اتجاه الرياض، معتبراً ذلك «تهديداً للامن القومي العربي»، ومؤكداً «حق السعودية في الدفاع عن اراضيها».
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: «إنّ المجلس الوزاري العربي لم يُقرر بعد اللجوء الى مجلس الأمن، وانّ القرار جاء لإحاطة مجلس الأمن الدولي بموقف الدول العربية وهذه المرحلة الأولى. ولعلّ في مرحلة تالية نجتمع مرة أخرى للجوء الى مجلس الأمن وطرح مشروع قرار عربي على المجلس». وأعلن انّ «الوفد اللبناني تحفّظ عن البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب».
في المقابل، أكد مندوب لبنان الدائم في الجامعة العربية السفير انطوان عزام، أنّ «لبنان الرسمي آثَر، وبالاستناد الى موقفه المبدئي القاضي بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كلّ ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، مُلتزماً النأيَ بنفسه لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة من حوله، مكتفياً بتحمّل الأعباء الانسانية الناجمة من تحوّله الى بلد نزوح بامتياز».
في هذا الوقت برز موقف سعودي جديد على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، أعلن فيه انّ بلاده أيّدت الحريري منذ البداية ولاحقاً، «لكن التحديات تغيّرت اليوم، والرجل لم يعد قادراً على الحكم كما يشاء»، نافياً ما تَردّد من انّ السعودية «تريد زعيماً سنياً آخر» غير الحريري.
واعتبرت مصادر مشاركة في الاتصالات القائمة «انّ المعركة التي خاضها لبنان منذ اعلان الحريري استقالته كانت بلا خسائر، وأثبتت انّ الكرامة الوطنية هي الحصانة مهما كان حجم التحديات».
وقالت لـ«الجمهورية»: «المرحلة الوطنية انتهت ودخلنا في المرحلة السياسية وهي تفوق بدقتها المرحلة الاولى، ولبنان خاض معركة وهو يدرك انه لا يمكن ان تكون بلا أثمان، فلا احد يخوض معركة من دون تكاليف وأثمان». واشارت الى «انّ الجميع ينتظرون ما سيقوله الحريري لكي يتّضح كثير من الامور».
القاهرة
وعلى إيقاع استعار المواجهة السعودية ـ الايرانية وارتفاع منسوب المناخ التصعيدي في المنطقة، تتجه الانظار الى ما سيعلنه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء اليوم، حيث سيتناول في كلمته تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.
وقالت مصادر سياسية: «انّ المرحلة الجديدة الحبلى بالنزاعات، والتي يتداخل فيها اللبناني بالاقليمي والدولي، تبقي كل الاحتمالات مفتوحة، سواء نحو تسويات سياسية أو نحو امتحانات امنية»، واضافت: «لا احد يستطيع حتى الآن الجزم كيف ستتطور الاحداث، إذ كلما طالت الازمة بلا حل كلما ازدادت الاخطار الامنية، لأنّ الطرفين المعنيين بالوضع لديهما القدرة على تحريك قوى خارجية لتأزيم الوضع اللبناني».
أبو الغيط في بيروت
وفيما يصل أبو الغيط الى بيروت صباح اليوم للقاء عون ظهراً ومسؤولين آخرين، أوضحت مصادر ديبلوماسية عربية لـ»الجمهورية» انه ليس موفَداً من مؤتمر وزراء الخارجية العرب، لكنّ المصادفة شاءت ان يكون في لبنان غداة هذا المؤتمر، وهو سيضع المسؤولين اللبنانيين في نتائجه وسيشارك أيضاً في مؤتمر دعت اليه منظمة «الإسكوا» في بيروت.
وقد أنجزت دوائر القصر الجمهوري جدول اعمال اللقاء المنتظر بين عون وابو الغيط، والذي سيتناول موقف البنان الداعي الى تزخيم عمل الجامعة العربية انطلاقاً من المواقف التي أطلقها في زيارته لمقرّها في شباط الفائت، وسيذكر باقتراحاته الداعية الجامعة العربية الى قيادة عمل عربي مشترك هدفه الأول ترميم العلاقات بين الدول العربية وإنهاء الخلافات بالوسائل الديبلوماسية ونبذ استخدام السلاح في فَض الخلافات العربية ـ العربية.
وكان عون تلقى اتصالاً من الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتييريس الذي اكّد اهتمام المنظمة الدولية بالوضع في لبنان ومتابعة التطورات التي يشهدها عن كثب، مشدداً على دعم الاستقرار الامني والسياسي فيه. ورَدّ عون منوّهاً «بالجهود المبذولة لعقد اجتماع لدول الاعضاء في المجموعة في باريس قريباً».
من باريس الى بيروت
وتزامناً مع الحراك الذي شهدته باريس بعد انتقال الحريري اليها، يترقب قصر بعبدا عودته الى بيروت في الساعات الـ 48 المقبلة، وعلى أبعد تقدير قبَيل الاحتفال بعيد الإستقلال، حيث من المقرر ان يشارك الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في العرض العسكري الذي يقام في التاسعة صباح الأربعاء.
وعليه، فإنّ اللقاء المرتقب بين عون والحريري سيكون مساء غد الثلثاء او بعد العرض العسكري، حيث من المتوقع، حسب أحد السيناريوهات المتداولة، ان يتوجّه عون وبري والحريري الى القصر الجمهوري، لكنّ هذا السيناريو غير محسوم لأسباب امنية واخرى تتصل ببرنامج تحرّك الحريري غير المعلن رسمياً في الفترة الفاصلة بين وجوده في باريس وموعد عودته الى بيروت.
بري
وسُئل رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الاتصال الذي تلقاه من الحريري، فأجاب: كان الاتصال قصيراً واطمأنّيت عنه وهنّأته بالسلامة، واتفقنا على ان نتكلم في بقية الامور عندما يعود ونلتقي».
وحول ما يمكن للحريري ان يطرحه، قال بري: «لا معلومات اكيدة حول ما يحمله الرئيس الحريري، كل كلام تناول مسألته هو نوع من التبصير».
مبادرة فرنسية؟!
وعلمت «الجمهورية» انّ فرنسا، وبعدما نجحت مبادرتها في تأمين انتقال الحريري الى باريس، طوّرت مبادرتها في اتجاه التفاوض لبلورة خطوط عريضة لتسوية سياسية تقبل بها كل من السعودية وايران. لكنّ الاتصالات الاولية في هذا الشأن لم تعط نتائج مشجعة، لأنّ مطالب الطرفين لا تزال بعيدة الواحدة عن الاخرى.
في هذا الوقت، وبعد الحديث عن احتمال زيارة موفد خاص لماكرون الى بيروت وطهران، اكدت اوساط بعبدا وبيت الوسط لـ»الجمهورية» انهما لم تتبلغا أيّ زيارة من هذا النوع. لكنّ مصادر ديبلوماسية لبنانية، وأخرى حكومية، لفتت الى «انّ لبنان يعوّل كثيراً على الدور الفرنسي بعدما نجح ماكرون في إخراج الحريري من الرياض بمبادرة منه تجاوباً مع رغبة لبنان وبناء لحوافز فرنسية خاصة، وأخرى تتصل بحجم العلاقات بين البلدين».
وأضافت: «لفرنسا علاقات مميزة مع طهران وبيروت والرياض، فهي نظّمت عقوداً تجارية في مجالات عدة مع طهران، والعاصمتان الإيرانية والفرنسية أبدتا حرصَيهما على الإستمرار في بناء هذه العلاقات على رغم الإعتراضات الأميركية التي تجاوزتها باريس رغم حدّة موقفها من تدخلات إيرانية خارج حدودها، ولا سيما في أحداث سوريا واليمن والبحرين ومناطق التوتر الأخرى التي تخوض فيها طهران مواجهات متعددة».
وقالت المصادر نفسها: «الرئيس الفرنسي خاض مواجهة حادة مع طهران والرياض من اجل توفير مخرج لقضية الرئيس الحريري، وما شهده خط الرياض ـ باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع ليس سوى ترجمة لتفاهم سياسي يشكّل الحريري طرفه الثالث، ولا بد ان تترجم عودته الى بيروت الخطوط العريضة لهذا التفاهم إنطلاقاً من طريقة تعاطيه مع استقالته والمرحلة التي تليها والشروط التي سيتمسّك بها على خلفية مضمونها السياسي بعيداً عن شكلها وتوقيتها».
«القوات»
على صعيد آخر، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية» انها «تنتظر كل من أظهر حرصه ومحبته وغيرته على الرئيس الحريري ان يترجمها وطنياً وسياسياً في ملاقاته لتحصين الواقع السياسي اللبناني»، وأبدت اعتقادها «انّ عودة الحريري كفيلة بكشف وفضح كل من كان يستغلّ استقالته ويستخدمها تحقيقاً لمآربه، وبالتالي نصرة أهداف «حزب الله» على حساب الأهداف الوطنية ومصالح لبنان العليا».
واعتبرت «انّ معالم المرحلة الجديدة أصبحت واضحة لجهة انّ الحريري سيطرح بلورة فعلية للتسوية الحالية، على ان تلتزم القوى المعنية بتطبيق بنودها خصوصاً لجهة النأي بالنفس التي ليست مجرد موقف نظري ولفظي، بل كناية عن انسحاب فعلي من أزمات المنطقة والكَف عن استخدام لبنان منصّة عسكرية حيناً وسياسية أحياناً وإعلامية في كل وقت للانقضاض على السعودية والإمارات والدول الخليجية والعربية خدمة لمصالح غير لبنانية وبعكس ما تقتضيه المصلحة اللبنانية الفعلية، بالإضافة الى سلاح «حزب الله» الذي يجب الاعتراف بأنه يجب البدء بوَضع آلية لاستيعابه تدريجاً في الجيش، والوصول خلال فترة معقولة الى دولة ذات سيادة فعلية مُمسكة بقرارها الاستراتيجي والأمني والعسكري والخارجي».
وأضافت المصادر: «لا يفترض بأيّ طرف ان يعتقد انّ بإمكانه تمييع الأمور في المرحلة المقبلة، اذ انّ الأحداث في المنطقة تتسارَع، وكل تأخير في الخروج بموقف لبناني جامع لجهة النأي بالنفس ووضع آلية لاستيعاب سلاح «حزب الله» ضمن الدولة سينعكس على المصلحة اللبنانية العليا وضرراً وتأخراً في قيام دولة فعلية».
فرنسا والفاتيكان
وظلّت المواقف الدولية، وعلى أعلى المستويات، تطالب بضمان استقرار لبنان وعدم انجرار الوضع الى مزيد من التدهور، ما يؤكّد أنّ المظلة الدولية التي حَمته سابقاً، منذ بداية الأزمة السورية، وصولاً الى الفراغ الرئاسي، ما زالت مستمرّة.
ومن المعلوم مدى التنسيق بين فرنسا والفاتيكان من أجل حماية لبنان، وهذا ما ظهر جلياً من خلال استنفار باريس منذ وقوع أزمة استقالة الحريري الى استقباله في الإليزيه أمس الأول، إضافة الى تخصيص قداسة البابا فرنسيس لبنان وشعبه بتحية خاصة بعد صلاة التبشير. وقال: «أريد ان أذكر هنا اليوم، خصوصاً الشعوب التي تعيش آلام الفقر بسبب الحروب والأزمات.
أجدّد ندائي من القلب الى المسؤولين الدوليين لبذل كل الجهود لإحلال السلام وخصوصاً في الشرق الاوسط، وأتوجّه بتفكيري بنوع خاص الى الشعب اللبناني العزيز وأصلي من اجل أمن هذا البلد لكي يستطيع ان يتابع رسالته، وان يكون رسالة احترام وعَيش واحد مشترك لكل بلدان المنطقة والعالم».
الشدياق نقيباً للمحامين
على صعيد آخر، إنتُخِب أمس اندريه الشدياق نقيباً للمحامين في بيروت بـ 2459 صوتاً، مقابل 1492 صوتاً للمرشح عزيز طربيه، مع تسجيل 203 أوراق بيضاء.
شارك في المعركة أكثر من 4000 محام لانتخاب نقيب جديد و4 أعضاء جدد في مجلس النقابة خلفاً للذين انتهت ولايتهم. وشهدت المعركة انسحابات بالجملة، أبرزها لمرشح «القوات اللبنانية» فادي مسلم، ومرشح «التيار الوطني الحر» فادي بركات بعد فوزه بالجولة الاولى.
وبعد فوزه، قال الشدياق لـ»الجمهورية»: «الإنتخابات ديموقراطية، كلّ من شارك فيها حَكّم ضميره سواء صَوّت لي أو لم يدعمني». وأضاف: «الوقت الآن للعمل والمباشرة بتكوين مكتب جديد للمجلس، بعدها يتم توزيع المهام والمباشرة بصلاحياتنا» (تفاصيل ص 8).
الأخبار
انقسام في «المستقبل» حول الاستقالة وما بعدها

حوار فرنسي ــ إيراني حول لبنان: باريس تعهّدت بالسعي لدى طهران لتليين موقف حزب الله
لم يأتِ البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب مخالفاً للتوقعات اللبنانية والمعطيات التي جمعها أكثر من طرف طوال يوم أمس عن السياق العام الذي سيخرج به البيان الختامي لجهة اتهام المقاومة باللبنانية بالإرهاب. إلّا أن روح البيان لم تكن عامل قلقٍ بحدّ ذاتها، بقدر ما كانت مؤشّراً سلبيّاً على المسار المستقبلي الذي قد يسلكه الرئيس سعد الحريري بعد عودته إلى لبنان.
وبقي الحريري عرضة للابتزاز السعودي، خصوصاً أن بقاء ولديه، لولوة وعبد العزيز، في الرياض التي عادت إليها زوجته، يعني استمراره في حالة «الرهينة» لسياسة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان. لكن انتظار تغيير ما يطرأ على هذا الواقع سيكون بلا جدوى؛ فالحريري سيصرّ على رفض التطرق إلى وضع عائلته في السعودية، وسيؤكد أنها «في بيتها وبين أهلها»، كما سينفي تماماً المعلومات الموثقة عن تعرّضه للاختطاف.
وبينما يطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مساء اليوم للتعليق على آخر التطورات، أمضى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي يوم أمس مجرياً اتصالات بأكثر من دولة عربية لاستطلاع موقفها المنتظر أمس ووضعها في صورة الموقف اللبناني، لا سيّما مصر والجزائر والعراق، بالتوازي مع جولة الاتصالات التي قام بها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
وبقي الحريري عرضة للابتزاز السعودي، خصوصاً أن بقاء ولديه، لولوة وعبد العزيز، في الرياض التي عادت إليها زوجته، يعني استمراره في حالة «الرهينة» لسياسة وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان. لكن انتظار تغيير ما يطرأ على هذا الواقع سيكون بلا جدوى؛ فالحريري سيصرّ على رفض التطرق إلى وضع عائلته في السعودية، وسيؤكد أنها «في بيتها وبين أهلها»، كما سينفي تماماً المعلومات الموثقة عن تعرّضه للاختطاف.
وفيما كان برّي لا يزال يلتزم الصمت بانتظار عودة الحريري إلى بيروت، قال أمس أمام زوّاره إن بيان وزراء الخارجية العرب يعطي إشارة سلبية، إذا كان معياراً لمواقف الحريري المقبلة. وفي السياق، أكّدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحرّ لـ«الأخبار» وجود الهواجس ذاتها، خصوصاً أن الحريري لم يتواصل بعد بشكل جدّي مع أيّ من الأطراف اللبنانية للوقوف على حقيقة موقفه.
وإذا كانت بيروت تنتظر عودة الحريري بالكثير من الضبابيّة، فإن الإرباك الأكبر يسود فريق رئيس الحكومة حيال التعامل مع مسألة الاستقالة أوّلاً، ثمّ مع المرحلة اللاحقة. وبحسب مصادر وزارية بارزة مطّلعة على أجواء الحريري في باريس، فإن هناك اتجاهين داخل فريق الحريري اللصيق؛ الأوّل لا يزال يؤكّد أن الاستقالة لم تحسم وأنه لا تزال هناك مساحة للمناورة للوصول إلى مكاسب معيّنة، فيما يجزم الثاني بأن الحريري سيتمسك باستقالته وسيبلغها رسميّاً لرئيس الجمهورية ميشال عون حال عودته إلى بيروت. وهذا التخبّط ينسحب أيضاً على المسؤوليات التي ترتّبها الاستقالة على الحريري، وكيفية التعامل مع التطورات إذا ما تمّت إعادة تكليفه بالتشكيل، في ظلّ الضغط السعودي عليه لإعلان التصعيد الفعلي ضدّ حزب الله.
غير أن السقف الذي وضعه بيان وزراء الخارجية العرب بدا مقبولاً بالنسبة إلى فريق الحريري، على اعتبار أن إدانة حزب الله بالإرهاب ليست جديدة. ونشرت قناة «أم. تي. في.»، ليل أمس، كلاماً منسوباً إلى مصادر الحريري، وصفت فيه بيان وزراء الخارجية العرب بـ«المقبول» وأن «دبلوماسيتنا نجحت في إبعاد أي إجراء قاسٍ، كشطب لبنان» من جامعة الدول العربية. أثار الخبر بلبلة لدى الفريق المتعاون مع وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، وجرى تفسير الكلام وكأن الحريري يعلن انتصاراً على السعودية، ما اضطر فريق الحريري إلى النفي عبر وسائل إعلامية أخرى أن يكون خبر الـ«أم. تي. في.» منقولاً عن مصادر الحريري.
وعاد المرتبطون بالسبهان إلى الكلام التصعيدي ضد حزب الله وتبنّي خطاب استقالة الحريري، في مواقف تواكب بيان وزراء الخارجية العرب. وبدا لافتاً إشارة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، على قناة «العربية» أمس، إلى أنه «يجب أن نعيد النظر بقانون الانتخاب الذي أقرّ على قياس حزب الله».
تحضيرات في «المستقبل»
وعقد مساء أمس في منزل الحريري في وسط بيروت اجتماع مركزيّ لمنسّقي تيار المستقبل، جرى خلاله استعراض للأنشطة التي ينوي التيار القيام بها ترحيباً بعودة الحريري الى لبنان. وتوقّع القائمون على الاجتماع أن يكون الحريري في بيروت صباح الأربعاء على أبعد تقدير، مؤكّدين أن العمل جار على تنظيم تجمّع شعبي في ساحة الشهداء في الساعات التي تلي الاحتفالات بعيد الاستقلال.
وبحسب المداولات في الاجتماع، فإن النقاش تركز حول الشعارات والخطب والتجمعات، وحول من سيشارك في التجمع. وكان لافتاً استماع المسؤولين إلى منسّقين أُبلغوا من ناشطين محليين رغبة حزب القوات اللبنانية وأنصار ريفي المشاركة في المهرجان. إلّا أن البحث يتركز الآن على ضرورة التقيد بشعارات موحدة وعدم إطلاق مواقف سياسية وعدم فتح الباب أمام كلمات متنوعة. والجميع في انتظار القرار النهائي الذي سيبلغه أمين عام التيار أحمد الحريري إلى قيادة التيار في الساعات المقبلة.
وبحسب بعض المشاركين في الاجتماع، فإنه جرى التطرق الى الوضع السياسي، وسمع الحاضرون أن قيادة المستقبل تريد تجاوز كل ما رافق غياب الحريري في السعودية، وأن الميل هو لعدم التطرق الى مسألة احتجازه أو الضغط عليه هناك، أو حتى موضوع ترشيح شقيقه بهاء لخلافته في قيادة التيار. وأشار بعض الحاضرين إلى أنهم سمعوا توقعات بأن يلتزم الحريري سقف ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، لكنهم يتوقعون المزيد من الضغوط على لبنان، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، وأن هناك ميلاً لممارسة عقوبات في دول الخليج على الجاليات اللبنانية، خصوصاً المسيحية منها، بقصد نقل الضغط على عون لإجباره على الابتعاد عن حزب الله.
حوار فرنسي ــ إيراني حول لبنان: باريس تعهّدت بالسعي لدى طهران لتليين موقف حزب الله
نهاية أسبوع فرنسية قصيرة قضاها رئيس الحكومة سعد الحريري لالتقاط الانفاس، بعد محنة 14 يوماً سعودية، بدأت ترتسم فيها استراتيجية الخروج من الازمة المقبلة قبل ولوجها، بوعود أوروبية وفرنسية بالضغط على إيران، ووجهت بتصريحات إيرانية مبكرة باتهام فرنسا بالانحياز في المنطقة، لقطع الطريق على أي رهان من هذا النوع. هي رسالة واضحة إيرانية للفرنسيين بأنه لا ينبغي التعويل على أيّ ضغط إيراني على حزب الله (مقال محمد بلوط).
ويراهن الرئيس العائد، كما تقول التسريبات في باريس، على إعادة تكوين المشهد السياسي بتقديم موعد الانتخابات النيابية، واستغلال موجة التعاطف مع «الرهينة»، والعودة بقوة التفويض الجديد لفرض تسوية سياسية داخلية بشروط مختلفة عن بيان حكومته الوزاري، وتعيد النأي بالنفس الى المقدمة، وتستجيب لبعض الشروط السعودية.
استراحة الحريري بعد غداء الإليزيه أول من أمس، والعناق الحار مع الرئيس ايمانويل ماكرون، لم تشهد مواقف حاسمة، باستثناء ما بات معروفاً منها كالاستقالة والعودة الى بيروت. وهكذا واظب الحريري في خلواته مع من التقاهم من قيادات المستقبل والمقرّبين منه في شقته الباريسية على التمسك بتقديم الاستقالة في بيروت. وحجز كرسياً لعودته الى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه بري على منصة الاحتفال بالاستقلال، بعد غد الاربعاء. لم ينف الحريري شيئاً، كما لم يؤكد شيئاً. وحدها الابتسامات أجابت عن تساؤلات الصحافيين في شقته عن أيامه السعودية رهينة، وظروف خطاب الاستقالة. تأجيل الإفصاح عنها الى بيروت قد يكون التزاماً بتعهدات فرنسية ــ سعودية، ريثما تطأ قدماه العاصمة اللبنانية، كما تقول مصادر دبلوماسية في باريس.
الرئيس الحريري ترك للفرنسيين مهمة تمهيد الطريق نحو وساطة مع إيران لتسهيل الخروج من أزمة سياسية، تبدأ مع خروجه من قصر بعبدا وإيداعه الرئيس عون رسالة الاستقالة، كما ترك لمقرّبين منه مهمة التنبّؤ بخريطة الطريق السياسية التي تتقاطع مع الجهود الدبلوماسية الاوروبية في المرحلة المقبلة، ولا سيما الفرنسية منها، نحو أوهام إقناع إيران بتحجيم دور حزب الله الاقليمي، استجابة لبعض المطالب السعودية، على ما يقوله مسؤول رفيع في تيار «المستقبل» موجود اليوم في باريس. وشرح المسؤول سيناريو الأيام اللبنانية المقبلة، بعد لقائه الرئيس الحريري، وقال إنه سيقدم استقالته لندخل بعدها في أزمة سياسية. واشترط المسؤول المستقبلي الخروج مما سمّاه «النفق الذي ينتظرنا بنجاح الضغوط الدولية في دفع الايرانيين نحو احتواء حزب الله وإعادته الى لبنان». كذلك قال إن الاستشارات التي تلي الاستقالة قد تعيّن رئيساً جديداً للحكومة، فيما يتفرغ الرئيس الحريري لإدارة معركة الانتخابات النيابية.
ويبدو أن تيار المستقبل، بعد انجلاء غبار معركة لبنان لاسترداد الحريري، يخطئ في قراءة التعاطف الشعبي الذي تجاوز قاعدته التقليدية الى إجماع لبناني، بسبب ما تعرض له زعيمه خلال محنته السعودية، كما تحدثت عنها وسائل الاعلام. ويبدو أن التيار يخوض معركة لتثمير نتائج محنة زعيمه انتخابياً، فيما لا يزال علناً ينفي حدوثها، كما يراهن خطأً على استثمار رصيد لا يملكه وحيداً، إذ يشاركه في ملكيته الرئيس ميشال عون، فضلاً عن السيد حسن نصرالله، وبشروط سياسية تفضي الى مواجهة جديدة، بدا المزاج الشعبي بعيداً عنها في ساعات المحنة الحريرية الاولى. ورأى المسؤول المستقبلي أن العلاقة بين الحريري والسعودية قد تعود الى سيرتها الاولى، «شريطة أن يحصل على شي ما من حزب الله، كما نأمل أن يتمكن الفرنسيون من إقناع الايرانيين بتليين مواقفهم، ومقايضتها باستمرار تمسّك فرنسا بالاتفاق النووي الإيراني».
الجهود الفرنسية لتمهيد الطريق أمام التسوية التي يسعى اليها الحريري بدأت قبل أسابيع في سياق التقارب الايراني الفرنسي، والاستدارة الدبلوماسية الفرنسية في الخليج نحو إيران، وتمسّك الرئيس ماكرون بالاتفاق النووي الايراني، في مواجهة الولايات المتحدة. وقالت مصادر فرنسية مطّلعة لـ«الأخبار» إن لقاءات أمنية فرنسية ــ إيرانية جرت في العاصمة الاسبانية مدريد قبل أسابيع، لتعميق التقارب المستجد حول الملف النووي، تمهيداً لتعميق اللقاءات الدبلوماسية والسياسية بين الطرفين. وهي لقاءات يتوقع أن تشمل ملفات كثيرة في المنطقة.
وقال مصدر فرنسي رفيع في الإليزيه إن فرنسا لا تزال تتمسك بالاتفاق، لأنه يضمن الامن العالمي، ولأن فرنسا لا تستطيع أن تتخلى عن تعهداتها في إطار اتفاق الستة مع إيران في الرابع عشر من تموز 2015. أما بيان البيت الابيض أمس عن تفاهم هاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب وايمانويل ماكرون «لمواجهة أنشطة إيران وحزب الله في المنطقة»، فقد بدا بعيداً جداً عن المزاج الفرنسي المحايد نسبياً، وهجوماً دبلوماسياً لاحتواء ما تحاوله فرنسا من إعادة التموضع في المنطقة، إذ لم يأت بيان الإليزيه على ذكر أيّ تفاهم من هذا النوع، بل إنه لم يفرد رواية لمكالمة مع الرئيس ترامب وحده، وضمّه الى سلسلة مكالمات مع الرئيسين ميشال عون وعبد الفتاح السيسي، والامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتييريش، لا تستهدف سوى العمل على التهدئة. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي يقول إن الرئيس ماكرون سيزور إيران قبل نهاية العام الجاري، وهو قرار يستهدف حماية عملية التقارب مع إيران من التخريب الاميركي. وسارع الرئيس الفرنسي أمس الى توضيح توازن موقفه بين السعودية وإيران، فقال رداً على الاتهامات الايرانية لفرنسا بالانحياز «لقد أساءت إيران فهم موقفنا المتوازن، وان فرنسا لا تنوي اتخاذ جانب أحد في الصراع بين السنّة والشيعة».
وكان مسؤول رفيع في الإليزيه قد حاول التخفيف من صدى الاتهامات الايرانية لباريس بالانحياز، لحماية القنوات الأمنية والدبلوماسية المفتوحة، واعتماد لهجة إيجابية تمهّد لإنجاح زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لطهران، والتي باتت ترتبط مباشرة بالملف اللبناني. وقال المسؤول الفرنسي إنه لا ينبغي الإفراط في أيّ تفسير سلبي للتصريحات الإيرانية الأخيرة، مضيفاً «ان القنوات لا تزال مفتوحة مع الإيرانيين، ونحن لا نريد أن ندخل في مشاحنات معهم».
الحفاوة الرسمية والإعلامية بالحريري: كأنه رهينة فرنسية محررة
عناق طويل، مصافحات حارة، وجذب الأكتاف.
هكذا كان اللقاء أعلى درج الإليزيه، بين اللبناني الملهوف رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي تعشق يداه لمس ضيوفه. الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو وجد نفسه في سعد الحريري، في صور عناق مماثل مستعادة، وأحضان لاهفة، عندما عاد من الأسر في العراق عام 2005.
في كل قصة اختطاف، يقول مالبرونو، «هناك عودة وهناك مسرحة مشهدية لختام سعيد لا بد منه بعد كل نجاح تحققه الدبلوماسية في إطلاق سراح الرهينة. ولأن فرنسا ربحت، كان لا بد لها أن تربح وتحتفل بما ربحته» بتحرير الرهينة. وما أخفته الضرورات الدبلوماسية، والمساومات في الكواليس، وخوف الرهينة من خاطفها، نبشته الكاميرات … وحدس الرهينة السابق.
عين الرهينة السابق لا تخطئ في تأويل لهفة «المُحرَّر» لعناق «محرِّره». والمشهد يقول ما لا تجرؤ الحسابات السياسية على الإفصاح عنه. الصحافي الفرنسي، ومراسل «فيغارو»، عاد من سجنه العراقي مع زميله كريستيان شينو بعد أشهر من الاختطاف. التمرين على مسرحة العودة الى المنزل والأسرة والحرية، تحت أعين الكاميرات، خبره الفرنسيون طويلاً مع عودة صحافيين ودبلوماسيين وسياح طحنتهم مفاجآت الخطف والارتهان في أقبية وزنازين متفرقة تمتد من لبنان الى الجزائر واليمن وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
«في كل تفاصيل اللقاء في الإليزيه احتفاء بالرهينة»، يقول مالبرونو. ويضيف: «المسرحة كانت في كل شيء، العائلة التي انتظرت العائد عند مدخل قصر الإليزيه، والرئيس الحريري برفقة ابنه حسام، وتغريدة الرئيس الفرنسي الذي يرحّب بضيفه بالعربية أهلاً وسهلاً».
وبدت لحظة الذروة في قضية الحريري عندما هجمت الكاميرات وتسابقت لقطاف العناق مع ماكرون، بعد أن حرمها السعوديون من المشهد في الداخل. وبخلاف اللبنانيين، لازم الفرنسيين يقينٌ قاطع بأن سعد الحريري مخطوف، وأن محمد بن سلمان خاطفه. وما قالته بيانات الكي دورسيه أو الإليزيه عن تقييد حرية حركة رئيس الوزراء اللبناني، كان مصطلحاً مرادفاً دبلوماسياً مخففاً، تفادياً لأزمات، وحماية للمفاوضات مع «الخاطف». صحافيّ فرنسيّ قُيّض له أن يرافق وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى لقاء الحريري في الرياض، وصف الرجل بأنه «كان متشنّجاً شاحباً كشرشف سرير أبيض، مهموماً، ويتصبّب عرقاً، ليس في أفضل أحواله». الوزير أسرّ لمرافقه: «لا أفهم ماذا يريد السعوديون». ومنذ اليوم الثاني لمحنة الحريري، ما كان ممكناً العثور على وسيلة إعلامية واحدة في فرنسا تفهم ما أراده السعوديون من احتجاز الحريري. منذ التسعينيات، لم تعد السياسة الخارجية تغري وسائل الاعلام. المدرسة التي سادت القنوات التلفزيونية هي المثير والفضائحي، وأحياناً التفتيش في نفايات الضحايا. أصلاً ألغيت وظائف محللي السياسة الدولية في معظم القنوات. الكاميرات التي دنت لاحتضان العائد اللبناني على درج الإليزيه، لم تكن في السياسة إلا لماماً. ولو كان العائد رئيساً للوزراء فحسب، على ما جرت عليه العادة، ما وجد إلا كاميرات قليلة. الغريزة التي قادت الإعلام الذي احتشد بالعشرات، درّبت وسائل الإعلام الفرنسية جمهورها على استهلاكها دون إشباع، هي رائحة مختلطة من الدراما والفضيحة والتعاطف «السياسي المالي، والرهينة، والظلال الكثيفة والمثيرة لرئيس وزراء تحتجزه دولة أخرى»، يقول مالبرونو.
الحريري الذي لم يجد أبداً شاشة فرنسية تفتتح نشرة أخبارها بقدومه، تفوّق في دور الرهينة المحررة على السياسي في حبّ الجمهور الفرنسي وتعاطف وسائل الإعلام والإليزيه والحكومة معه. وكان لا يزال، حتى أول من أمس، خبر وسائل الإعلام الفرنسية الاول.
اللواء
الحريري في القاهرة غداً.. وأبوالغيط في بيروت اليوم
تريُّث فرنسي حول دعوة مجموعة الدعم.. والموقف من «حزب الله» يُحرِج العهد

في الوقت الذي كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، يعلن موقفاً تصعيدياً بوجه «التهديدات والتدخلات الايرانية» في القضايا والشؤون العربية، أعلن الرئيس سعد الحريري، من باريس، التي وصلها السبت الماضي، انه سيزور القاهرة غداً ويقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ولئن أدرجت الزيارة في إطار «شكر صديق» والتداول معه في مرحلة ما بعد قرار مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي ادان إيران على نحو غير مسبوق وحمل حزب الله «الارهابي» مسؤولية دعم «الجماعات الارهابية» في الدول العربية، وهو «الشريك في الحكومة اللبنانية» التي قدم الرئيس الحريري استقالتها في 4 ت1 الجاري، فإن مصادر مطلعة ربطت بين تغريدة الرئيس الحريري حول شكره للرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون وزيارته الى القاهرة لشكر الرئيس السيسي أيضاً..
وقال الرئيس الحريري في تغريدته «أشكره على دعمي، لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لم انساه ابداً».. وأشار إلى ان فرنسا أثبتت مرّة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تبث تعلقها بلبنان واستقراره.
الحريري في القاهرة غداً
وفيما يؤثر الرئيس الحريري عدم الإدلاء بأي مواقف سياسية، خلال اقامته في العاصمة الفرنسية، لاحظت مصادر متابعة، انه هو الذي اثار موضوع استقالة الحكومة، لدى خروجه من قصر الاليزيه، حيث عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تجاوزت الوقت المحدد لها بنصف ساعة إلى نحو 40 دقيقة، بما يعني ان الاستقالة ما زالت قائمة ما لم تتأمن ظروف تسوية سياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار المستجدات التي حصلت والموقف العربي المتصاعد ضد إيران وحلفائها في المنطقة العربية، وهو ما سينعكس سلباً على مساعي تحقيق هذه التسوية، لا سيما بعد اعتراض لبنان على بعض البنود التي تتناول «حزب الله» في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي وصف الحزب بـ«الارهابي».
وقبل عودته إلى بيروت والمتوقعة مساء غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء للمشاركة في احتفال عيد الاستقلال، مثلما أبلغ الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي فور وصوله إلى باريس صباح السبت، أعلن الرئيس الحريري في تغريدة له عبر «تويتر» انه سيزور القاهرة الثلاثاء للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه «بالصديق»، فيما ترددت معلومات انه سيزور أيضاً البحرين وقبرص، بينما نفت مصادر كويتية رسمية ما تردّد من احتمال زيارته الكويت في الوقت الراهن.
وعلمت «اللواء» ان زيارة الحريري للقاهرة ستكون لشكر الرئيس السيسي ومصر على وقوفها إلى جانب لبنان وإلى جانبه شخصياً في الأزمة التي مر بها، خاصة، وأن هذه الزيارة كانت مقررة في الخامس من تشرين الثاني الحالي، لكنه اضطر إلى تأجيلها بشكل طارئ بسبب ظروف إعلان استقالته من الرياض، حيث كان يفترض ان يلتقي السيسي في شرم الشيخ بالتزامن مع وجود الرئيس برّي في هذا المنتجع المصري.
ترقب عون
في الاثناء، لوحظ ان مصادر رئاسة الجمهورية تجنبت الدخول في أية توقعات في خصوص المرحلة المقبلة، قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري.
في ضوء معلومات دبلوماسية عن أن نعت «حزب الله» المشارك في الحكومة بالإرهابي، بإنه احراج للعهد.
وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» ان الحريري كان واضحا في اتصاله الهاتفي مع الرئيس عون لجهة مشاركته في احتفال عيد الاستقلال، وحضور العرض العسكري الذي تقرر ان يقام الأربعاء في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، الا ان المصادر لم تتحدث عن موعد اللقاء، وما إذا كان سيتم قبل موعد العرض العسكري، أم في اليوم نفسه للمناسبة.
وأفادت المصادر ان أي زيارة لوفد رئاسي فرنسي إلى قصر بعبدا لم تلحظ اليوم، مع ان الرئيس ماكرون كان أبلغ الرئيس عون في الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبيل وصول الحريري إلى قصر الاليزيه ظهر السبت، عن مسعى فرنسي لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان مطلع العام المقبل، الى جانب جهود للدخول على خط فتح حوار بين السعودية وإيران من أجل البحث في أسباب الخلافات وطرق حلها، بهدف تخفيف الاحتقان في المنطقة العربية وتخفيف الضغط عن لبنان نتيجة الصراع السعودي – الإيراني.
وذكرت معلومات موثوقة بها ان فرنسا تعمل على «حماية الاستقرار في لبنان وعلى عودة عمل المؤسسات اللبنانية الدستورية بشكل طبيعي، ولذلك فإن باريس تتشاور مع كل الأطراف المؤثرة على الوضع اللبناني بما فيها السعودية وإيران من أجل توفير الاستقرار للبنان.
وتلقى الرئيس عون مساء اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة والمتصلة باستقالة الحريري، وشدّد غوتيرس خلاله على دعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.
وشكر الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة على المواقف التي صدرت عنه وعن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته، منوها بالجهود المبذولة لعقد اجتماع للدول الأعضاء في المجموعة في باريس قريبا. واتفق الرئيس عون وغوتيريس على استمرار التواصل بينهما لاستكمال البحث والمواضيع التي تمّ التطرق إليها خلال الاتصال.
أبو الغيط في بيروت
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سيزور بيروت اليوم وغدا للقاء الرئيسين عون وبري الذي ما يزال بدوره ملتزما الصمت، وهو لن يقول شيئا قبل عودة الحريري، مثلما نقلت عنه مصادر عين التينة.
وتأتي زيارة أبو الغيط لبيروت، غداة الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة من المملكة العربية السعودية لبحث التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، حيث اعترض الوفد اللبناني إلى الجامعة الذي مثله القائم بالأعمال هناك السفير انطوان عزام على الفقرات 4 و6 و9 من قرار الجامعة الذي اتى على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي.
وأكّد قرار الجامعة على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها ضد الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
واستنكرت الجامعة في بيانها «التدخلات الإيرانية في البحرين وتدريب الارهابيين وتهريب الأسلحة وإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار من قبل حزب الله وإيران في السعودية والبحرين».
وحملت «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أي دعم للارهابيين في محيط اقليمه».
وأشارت إلى ان «الحكومة الإيرانية مطالبة بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية ضد العالم العربي».
ولفتت إلى انه «سيتم حظر القنوات التلفزيونية الممولة من إيران وسيتم الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة هذا الامر»، وأكدت انه «ستتم مخاطبة رئيس مجلس الأمن عبر المجموعة العربية لتوضيح الخروقات الإيرانية في ما يتعلق بتطوير الصواريخ الباليسيتية».
وافادت مصادر وزارة الخارجية ان الوزير جبران باسيل الذي عدل عن الذهاب إلى القاهرة اجرى اتصالات بعشرة وزراء خارجية لشرح الموقف اللبناني الرسمي، وهم وزراء خارجية مصر والاردن والجزائر وتونس والعراق وبعض دول الخليج، لتخفيف حدة البيان الوزاري حيال لبنان، واعتراضه الرسمي على ادانة «حزب الله» ووصفه بالحزب الارهابي، وأكد لهم «ان لبنان ينأى بنفسه عن الصراعات الاقليمية، ورفضه الاعتداء على اي دولة عربية والتدخل في شؤون الدول العربية،كما يرفض التدخل في شؤونه الداخلية».
وأوضح السفير عزام انه كانت هناك إدانة للحكومة اللبنانية على أعمال «حزب الله» الإرهابية في مشروع قرار وزراء الخارجية العرب، ونجحت اتصالات الوزير باسيل في حذف هذه الإدانة.
وقال ان لبنان الرسمي آثر الابتعاد عن كل ما يمكن ان ينقل التوتر إلى ساحة الداخلية ملتزما النأي بالنفس لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة حوله.
ولفت إلى ان العراق تضامن مع لبنان في اعتراضه على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي في البيان.
نصر الله يرد اليوم
في غضون ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، سيتحدث عن الأوضاع والتطورات الراهنة، عند الساعة السادسة من غروب اليوم، ويفترض أن يشرح موقف الحزب من هذه التطورات، ولا سيما من المواقف التي أعلنتها الجامعة العربية في خصوص التدخلات الإيرانية وادانتها لتصرفات الحزب، بالإضافة إلى موضوع استقالة الحريري والحديث عن تسوية سياسية جديدة.
وقالت مصادر وزارية قريبة من الحزب «ان لبنان يحاول أن ينأى بنفسه فعلاً عن صراعات المحاور فلماذا يُصرّ البعض على إدخاله في هذا المحور ضد ذاك، ولماذا يريدون أن يكون محايداً هنا وطرفاً هناك؟».
ورفضت المصادر التعليق على الحديث حول تسوية جديدة قائلة: لا يُمكن الحديث في فرضيات قبل أن نسمع شيئاً فعلياً مباشراً واقتراحات محددة».
البناء
البوكمال حرة… سليماني يقود النصر… ونصرالله يطلّ اليوم بالمناسبة وسواها
بيان عربي باهت… وموسكو طهران أنقرة للحل السوري… وأزمة فلسطينية أميركية
الناشف في التأسيس: حزب مقاومة ووحدة… مع الأسد وعون… ونداء للقوميّين

افتتح حدثان متعاكسان مسارين سيحضران بقوة خلال الفترة المقبلة الحدث الأول هو تحرير مدينة البوكمال بعد عشرة أيام من دخولها للمرة الأولى، وقيام القوات الأميركية والميليشيات الكردية التابعة لها بالتنسيق مع داعش لإعاقة القوات السورية والحلفاء، وإرباك وجودهم في البوكمال، وكان التحرير مدوّياً هذه المرة بمثابة التحدّي المباشر للأميركيين ممهوراً بالحضور المباشر للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري على رأس المهاجمين، وظهوره أمام الكاميرات في رسالة مباشرة حول المرحلة التي يفتتحها البوكمال نحو سورية جديدة ظهرت إشارة الانطلاق نحوها في لقاء وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في أنطاليا بتركيا والإعلان بختامه عن التفاهم على خريطة طريق للحلّ السياسي في سورية، ما وصفته مصادر مطلعة بالإشارة إلى التوافق على مؤتمر سوتشي الذي ترعاه موسكو للحوار بين الحكومة والأحزاب السورية، والذي ستدعى إليه الجماعات الكردية، تحت سقف التحذير من مغبّة المخاطرة بالسعي للحفاظ على خصوصية أمنية عسكرية ومساعي انفصال، ستقابل بالقوة وبلا رحمة، تحت عنوان بسط الجيش السوري سيطرته على كامل الأراضي السورية وضمان الأمن الإقليمي فيها، بينما الرسالة للأميركيين دعوة لحزم حقائبهم والاستعداد للرحيل من سورية، فالحسكة والرقة وإدلب أهداف مقبلة بعد البوكمال.
الحدث الثاني، كان الإعلان الأميركي عن إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كرسالة ردّ على توجّه السلطة الفلسطينية بشكوى لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي بحق حكومة الاحتلال، ولكن في رسالة تتضمّن إنذاراً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول الشروط الأميركية «الإسرائيلية» السعودية للتسوية الفلسطينية، وإلا ما يقوله إقفال مكتب التمثيل من بداية عقوبات ستتواصل بوقف تمويل السلطة ويليه إيقاف مخصّصاتها من حكومة الاحتلال كعائدات مستحقة للسلطة قانونياً، ومثلها وقف المساعدات السعودية والخليجية، وما يعنيه كلّ ذلك من إشارات لقرار بحق السلطة ما لم تنصَعْ للتحذيرات الأميركية السعودية، وفي المقابل بدا أنّ السلطة والمنظمة عاجزتان عن قبول التحذير الأميركي السعودي، وأنّ التوقف عن المشاركة في العملية السياسية تحت ضغط الشارع يتصاعد كخيار سيقرّر مصير ما يصفه «الإسرائيليون» والسعوديون والأميركيون بـ «صفقة القرن».
على خلفية هذين الحدثين انعقد مجلس وزراء الخارجية العرب، بدعوة سعودية تحت شعار تهديد إيران وتأديب لبنان، لكن التوقيت المتأخر كحال المتكاسلين والذين لا يجيدون القراءة جعل الاجتماع بلا قيمة. فلا هو جاهز لدعم الموقف الأميركي بحق السلطة الفلسطينية، وقد صار أولوية أميركية، ولا عاد من قيمة لتصعيده على إيران بالنسبة للأميركيين بعد دخول البوكمال وتحريرها.
بيان باهت رغم المحاولات المليئة بـ»الشيطنة» لإيران وحزب الله، حذفت منه الخطوات الإجرائية التي جرى التمهيد لها وروّجت كحاصل يبدأ بتجميد عضوية لبنان في الجامعة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والتوجّه لمجلس الأمن لتصنيف إيران وحزب الله على لوائح الإرهاب.
تقييم هذا المشهد المتداخل سيكون موضوع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السادسة مساء اليوم، وكان محور كلمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف في احتفال إحياء ذكرى تأسيس الحزب.
الناشف الذي أطلّ للمرة الأولى بعد انتخابه رئيساً في ظاهرة نادرة لتداول سلسل للسلطة في الأحزاب العربية الكبرى والعريقة، أطلق مجموعة من المواقف اللافتة، والتي حازت تقدير الشخصيات والقيادات التي حضرت الاحتفال، سواء لجهة تشريح مفهوم الوحدة المصيرية التي يدعو لها الحزب رداً على تقسيم كيانات سورية الطبيعية في اتفاقيات سايكس بيكو وارتباطها بزرع «إسرائيل» في المنطقة، والعلاقة التفاعلية بين هذا الإيمان بالوحدة والتمسك العميق بلبنان ومصالحه والتضحية في سبيل عزته واستقلاله، معلناً نحن حزب مقاومة ووحدة، مشيداً بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالرئيس السوري بشار الأسد، ودورهما في صيانة مشروع المقاومة ومواجهة مشاريع التفتيت، مطلقاً من منصة الاحتفال نداء للقوميين داخل الوطن وعبر الحدود للانخراط في المؤسسات الحزبية، قائلاً: لا تبخلوا على حزبكم بما تملكون من طاقات، ولا تسألوا ماذا يمكن لحزبكم أن يقدّم لكم، بل ماذا تستطيعون أنتم أن تقدّموا لحزبكم؟
الناشف: سنبقى ذراع المقاومة ضد «إسرائيل»
دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلّ المؤمنين بوحدة لبنان، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، والمؤمنين بالمقاومة ضدّ العدو «الإسرائيلي» وضدّ الإرهاب إلى تسريع إنشاء جبهة لنكون صفاً واحداً في مواجهة مخاطر التهديدات الخارجية وتحصين الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
وفي احتفالٍ حاشد أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في العيد الـ 85 لتأسيسه، في قصر الأونيسكو في بيروت، أكد الناشف «أننا نريد لبنان الواحد الموحّد، الذي يتخلّص من أمراضه الطائفية والتحزّبات المذهبية، والذي يذهب شعبه إلى انتخاب ممثليه بالطريقة النسبية الكاملة من دون أيّ قيد طائفي». وأضاف: «إذا كانت الانتخابات المقبلة التي ندعو لحصولها في أوانها، وندعو كلّ القوميين الاجتماعيين للانخراط بها، لم تعتمد النسبية الكاملة، فإننا نأمل أن تكون بداية لهذه النسبية الكاملة والشاملة كلّ لبنان».
وأعلن الناشف «أننا كنا في خط الممانعة وسنبقى، وأننا ضمن محور المقاومة وسنبقى، وأننا نرفض أية ضغوط استخدمتها وتستخدمها دول الإرهاب وصانعو الإرهاب لتحويل سياستنا من سياسة تخدم وحدتنا وسلامنا الداخلي إلى سياسة تضرب وحدتنا الداخلية ووفاقنا الوطني، كما سنبقى نقاتل أهل الظلام والإرهاب على كلّ أرضنا، حتى يزول طغيانهم، ودمارهم، وظلهم الثقيل المقيت، عن كلّ أمتنا».
وشدّد على أننا «سنبقى ذراع المقاومة ضدّ «إسرائيل» عدوة شعبنا وأرضنا وتراثنا وحضارتنا حتى استعادة أرضنا القومية مهما طال الزمن، وسنبقى في قتال دائم مع أمراض التعصّب والطائفية، والمذهبية، والفردية، والجهل، والخيانة والغدر».
كما أكد الناشف على «أننا سنبقى من دعاة الوحدة، في مواجهة العاملين على التفرقة والانقسام».
ووجّه التحية الى «جيوش لبنان وسورية والعراق وللمقاومة ونسور الزوبعة وكلّ الصامدين على خط النار في مواجهة الاحتلال والإرهاب»، معتبراً أن «دولة الأوهام انهارت تحت ضربات جيش العراق البطل وقوى العراق الحية وقيادته الحكيمة وأنّ فلسطين وأرض فلسطين هي جزء من أرضنا القومية ولا يمكن لأيّ طرف التنازل عنها أو عن أيّ جزء منها»، مشيراً الى أن «تلاويح النصر المؤزّر تلوح في الأفق لتعلن بقاء سورية الرئيس والشعب والجيش والأرض».
فضيحة «الوزراء العرب»
لم تُعرِّ الكارثة الإنسانية في اليمن ما يُسمّى مجلس وزراء الخارجية العرب فقط، بل جاء بيانه الختامي أشبه بالفضيحة المدوية، ففي حين كان الأجدر بهذا المجلس البحث في جدول أعماله العدوان الذي يشنه نظام محمد بن سلمان على أكثر من دولة عربية، من جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان في اليمن الى دعم التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية والعراق الى تآمره على ليبيا وليس آخر انتهاكه الصارخ للسيادة اللبنانية عبر احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري والمسّ بكرامته الشخصية وبموقع رئيس مجلس الوزراء، عمد المجلس الى إصدار بيان مكتوب سابقاً بالحبر السعودي، كما جرت العادة رغم غياب حوالي ثلث الوزراء ومن بينهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، يدين ما أسماه التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ووصف حزب الله بالإرهابي، ما يثبت مرة جديدة أنّ المجلس كما جامعة الدول العربية ليسا سوى أداتين دبلوماسيتين وسياسيتين للنظام السعودي، ومن خلفه «إسرائيل» يلجأ إليهما في أوقات الشدة الإقليمية والحرج الدولي. وما كشفته وكالات عالمية أمس، بأنّ «وزيراً إسرائيلياً أكد أنّ إسرائيل أجرت اتصالات سرية بالسعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران»، كافٍ للدلالة على الدور «الاسرائيلي» في البيان!
واستند الوزراء في بيانهم لإدانة إيران وحزب الله على اتهامٍ بتصنيع وتهريب الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد في الرياض ومن دون أيّ دليل، رغم أنّ الأمم المتحدة وهي أعلى جهة دولية برّأت الدولة الإيرانية من هذا العمل، في وقتٍ تجاهل المجلس مئات آلاف الصواريخ التي تنهمر يومياً منذ ثلاث سنوات على رؤوس اليمنيين مخلفة مئات آلاف الضحايا وملايين المهدّدين بـ «الكوليرا» وخسائر مادية فادحة وحصاراً وتجويعاً في كارثة إنسانية يمكن وصفها بكارثة العصر!
وبعد تحشيد النظام السعودي لعددٍ من الدول التي تدور في الفلك السعودي وتحريضها على المقاومة في لبنان التي قاتلت أعداء العرب والمسلمين من «إسرائيل» والتنظيمات الإرهابية صنيعة النظام السعودي، حمّل البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة أمس، «حزب الله الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أيّ دعم للإرهابيين في محيط إقليمه».
.. ولبنان يعترض
وأعلن لبنان اعتراضه على الفقرات 4 و6 و9 من البيان الذي أتى على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي. وأكد المندوب الدائم المناوب لدى جامعة الدول العربية السفير أنطوان عزام، الذي مثل لبنان بتكليف من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قاطع الاجتماع، تمسكه بـ «المعادلة المتوازنة القاضية بتحصين ساحته الداخلية من خلال إطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة، وبما يحفظ السلم الأهلي، توازياً مع القيام بكلّ ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالإجماع العربي من دون المسّ بوحدتنا الداخلية».
وكان الوزير باسيل قد اتصل بعددٍ من نظرائه العرب قبيل اجتماع القاهرة، حيث طالبهم بتخفيف حدة بيان الاجتماع. وطالب وزراء الخارجية العرب بتحييد لبنان عن قضية التدخل الايراني.
نصر الله يطلّ مساء اليوم
وسط الأجواء الملبّدة بالغيوم داخلياً عشية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت بالتوازي مع التصعيد السعودي في المنطقة، لا سيما ضدّ لبنان والذي بلغ مداه الأقصى، وعلى وقع تحرير الجيش السوري وحلفائه مدينة البوكمال في دير الزور من تنظيم داعش، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم كما أعلنت العلاقات الإعلامية في الحزب، ويتناول فيها تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.
وستشكل التطورات المحلية العنوان الرئيسي في كلمة السيد نصرالله، بحسب ما أفادت أوساط مطلعة «البناء»، الأمر الذي سيرسم مرحلة جديدة في لبنان، بحسب الأوساط، والحديث الذي يدور في الأروقة السياسية والدبلوماسية على خط بيروت – باريس بأنّ «الضمانات الفرنسية لم تكف السعودية لإطلاق سراح الحريري، بل أبقت على نجليه كرهينة لضمان عدم تفلته من فلكها»، وبحسب الأوساط فإنّ السيد نصر الله «سيقوم بعملية احتوائية استباقية لأيّ موقفٍ قد يخرج عن رئيس الحكومة تحت الضغط السعودي يخرج عن المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية»، كما سيشير السيد نصرالله إلى «الرهينة التي تقيّد الحريري وتداعياتها السلبية على لبنان وعلى عملية تأليف حكومة جديدة».
وفي السياق رفضت مصادر سياسية إطلاق مواقف وتكهّنات حول المرحلة المقبلة وفضلت انتظار عودة الحريري وما سيُدلي به ليُبنى على الشيء مقتضاه، لكنها أكدت أنّ «تثبيت الحريري لاستقالته بات مؤكداً لأنّ أيّ تراجع سيعتبر هزيمة وانكساراً للسعودية التي لن تقبل أيضاً إعادة تكليف الحريري على شروط التسوية الرئاسية، ما يرجّح خيار إعادة تكليف الحريري وعدم التأليف والدخول في أزمة تأليف الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة». وطمأنت المصادر إلى «الوضع الأمني والنقدي اللذين يعتبران خطاً أحمر ممنوع المسّ به».
كما سيتطرّق السيد نصر الله الى الوضع على الساحة اليمنية واتهام الحزب بالتدخل في اليمن وسيردّ على بيان مجلس وزراء الخارجية العرب، أما المحور الثالث في كلمته سيتطرّق الى المستجدات الميدانية في سورية والعراق مع تحرير مدينة البوكمال في دير الزور وسيتحدث عن مرحلة ما بعد داعش.
الوساطة الفرنسية ضمانة عودة الحريري
في غضون ذلك، ينتظر اللبنانيون عودة رئيس الحكومة المحرّر الى بيروت بعد جولة يقوم بها الى عددٍ من الدول التي تعتبر حليفة للمملكة السعودية لجسّ نبضها حول طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان، حيث رُفِعت صور الحريري في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما على طريق المطار مرحبة بعودته.
بينما كانت لافتة كثافة الاتصالات التي انهارت على الحريري فور وصوله الى باريس من شخصيات لبنانية، تهنئه بالسلامة، حملت دلالات بأن الحريري كان معتقلاً وأُطلق سراحه.
وكان الحريري قد عقد خلوة ثنائية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلتها مائدة غداء جمعت الرجلين وعقيلتيهما ونجل الحريري البكر، تحدّث الرئيس الحريري مباشرة، للمرة الاولى، الى الإعلام عبر بيان مكتوب مقتضب بالفرنسية شكر فيه فرنسا ورئيسها على دعمهما للبنان وتمسكهما باستقراره، قبل أن يؤكد أنه سيحدّد موقفه من كل القضايا السياسية اللبنانية من بيروت بُعيد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وكان الحريري قد أجرى اتصالات عدة قبيل توجّهه الى الاليزيه، برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، أعلمهما فيه أنه سيحضر الى لبنان للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال.
وأعلن المكتب الإعلامي للحريري، أنّه سيقوم غداً الثلاثاء بزيارة الى مصر للقاء رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي، بينما نفى نائب وزير الخارجية الكويتي خبر زيارة الحريري إلى الكويت.
وقالت مصادر لبنانية في باريس لـ «البناء» إن «الوساطة الفرنسية التي أخرجت الحريري من الرياض الى باريس هي ضمانة عودته الى لبنان على أن تستكمل بعيداً عن الأضواء في مشاورات تقودها الرئاسة الفرنسية مع الدولة اللبنانية ومع السعودية والولايات المتحدة الأميركية لتثبيت أمن واستقرار لبنان، ودعم حوار الحريري مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي لتدعيم التسوية على أسس جديدة».
وأوضحت أن «الدبلوماسية الفرنسية تبذل جهوداً لمنع تداعيات الاستقالة السلبية على الداخل اللبناني من خلال محاولة لملمة التسوية وتزخيم الحوار بين اللبنانيين»، لكنها لفتت الى أن «احتجاز نجلي الحريري سيعرقل دور الحريري في لبنان وإحياء التسوية ما يفرض البحث عن تسوية جديدة غير واضحة المعالم في ظل الوضع الساخن في المنطقة».
ولفت المصادر الى «التناقض في التوجهات والسياسات بين الرياض والقاهرة التي باتت أقرب الى موقف الدولة السورية في الحرب على سورية وأقرب الى الموقف اللبناني الرسمي من قضية الحريري ودعم الاستقرار في لبنان ومنع التصعيد والحرب في المنطقة».
وكشفت المصادر أنه بعد فشل خيار مبايعة آل الحريري لبهاء الحريري، «يجري التداول باسم الرئيس فؤاد السنيورة ليكون بديلاً عن الحريري ورجل السعودية الأول في لبنان».
وفي توقيت مريب يصل اليوم السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الى لبنان لتسلّم مهامه في بيروت.
وتلقى الرئيس عون أمس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة، لا سيما تلك التي استجدت بعد إعلان الحريري استقالته من الخارج. وقد أكد غوتيريس للرئيس عون اهتمام الأمم المتحدة بالوضع في لبنان ومتابعة المستجدات فيه عن كثب، مشدداً على دعم الاستقرار الامني والسياسي فيه.