إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 17 شباط، 2018

اللواء ملاك : الجيش لم يقتل أي معتقل وكلام الاعلام غير دقيق
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 20 حزيران، 2018
بالأسماء.. جمعياتٌ يُتوهَّم أنّها غير وهميّة (عن الفساد “الجمعياتي” في لبنان)  

ركزت "البناء" على خطاب السيد حسن نصرالله، يوم أمس، وإبلاغه المسؤولين المعنيين بأن المقاومة الوطنية ستنفذ أي قرار دفاعي لحماية السيادة اللبنانية على حقول النفط  البحرية من العدوان "الإسرائيلي". ورأت أنه يشير إلى "مرحلة جديدة من العلاقة بين الدولة والمقاومة". وقد تناغم موقف "ترويكا الحكم" مع منطق الخطاب، الذي ثبَّت خطوط الإستراتيجية الدفاعية الوطنية التي تتمثل في معادلة الجيش والشعب والمقاومة وعبَّر عن تطورها. لكن افتتاحية "الجمهورية" أعربت عن الشك في وحدة الموقف الرسمي من قضايا الصراع اللبناني ـ "الإسرائيلي" على ملف النفط والغاز وخط الحدود مع فلسطين المحتلة. ورأت "انّ الطرح الاميركي [الذي حمله وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى بيروت] أربك الموقف الرسمي اللبناني”، و”انّ بعض المستويات السياسية تعاطت بليونة مع هذا الطرح مع ميل الى الموافقة عليه، فيما كانت مستويات اخرى ترفع البطاقة الحمراء امام الطرح الاميركي على اعتباره طرحاً خبيثاً مغايراً”. لكن “اللواء” أكدت بالفعل، خبث “الطرح الأميركي” إذ كشفت عن أن “تيلرسون أكّد على ضرورة معالجة الخط الأزرق [البحري] مع الخط الأبيض [البري] لكي يكون ذلك مدخلاً لحلحلة الوضع في الجنوب”. وقالت “ان ما قدمه [الوزير تيلرسون] من مقترحات في هذا المجال مناسب لحلحلة الوضع، مع انفتاح على اقتراحات يمكن ان تكون مشجعة على تسوية يتم التوصّل إليها" بين لبنان والعدو الصهيوني …

الأخبار
نصرالله يمنح الدولة جرعة قوة في المفاوضات الحدودية: المقاومة قادرة على تعطيل البرنامج النفطي للعدو

منح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الدولة اللبنانية جرعة دعم كبيرة في المفاوضات بشأن الحدود الجنوبية. في خطابه أمس، وضع السيد ثقل سلاح المقاومة ليحمي الدولة اللبنانية من الضغط الأميركي والتهديد الإسرائيلي. ترسيم الحدود الجنوبية، البحرية خاصة، لن يتم وفق مشيئة الاميركيين، الذين يفاوضون بالأصالة عن أنفسهم، وبالنيابة عن العدو، لا كوسيط.
جعل قائد المقاومة سلاحها بإمرة الدولة في هذه الجولة الرامية إلى صون الحقوق اللبنانية في البر والبحر والنفط والغاز. فليقرر المجلس الاعلى للدفاع منع العدو من التنقيب عن النفط والغاز، ونحن جاهزون، قال الامين العام لحزب الله. معنى كلامه واضح: التهديد الأميركي بمنع الشركات من التنقيب في المياه اللبنانية يقابله تهديد المقاومة بمنع العدو من استخراج النفط والغاز من المياه الفلسطينية. معادلة تخدم المفاوِض اللبناني الذي طالبه السيد، علناً، بالاستفادة من قوة المقاومة في المفاوضات.
سورياً، كان نصر الله واقعياً في حديثه عن إسقاط الجيش العربي السوري لطائرة أف 16 إسرائيلية قبل أسبوع. قال إن ما بعد إسقاط الطائرة ليس كما قبله، لكنه لم يعلن معادلة جديدة. بقي متحفّظاً بعض الشيء، إذ أخذ النتائج إلى حدّها الأدنى: على الأقل، لن يكون سلاح الجو الإسرائيلي حراً ليفعل ما يشاء في سوريا
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الدولة اللبنانية إلى أن تفاوض من موقع القوة في موضوع النفط والغاز، وأن لا تسمح للشيطان الاميركي باللعب بين اللبنانيين لتفريق موقفهم، واضعاً فتح إسرائيل للمعركة حول البلوك 9 ضمن معركة النفط والغاز التي دخلت فيها المنطقة علناً.
من موضوع الصراع مع إسرائيل، وتحديداً من قضية الحدود البرية والبحرية والثروات النفطية للبنان في مياه الجنوب، استهل نصر الله خطابه أمس، منبّهاً الى «أن المنطقة كلها أصبحت علناً في قلب معركة النفط والغاز»، وأن «موضوعنا في لبنان «ليس منفصلاً».
وقال «إن أسباب الصراع على النفط والغاز في المنطقة معروفة»، معتبراً أن «الموضوع مع إسرائيل غير قابل للنقاش، وهي تستغل فترة وجود ترامب في رئاسة أميركا للحصول على قرار أممي بضمّ الجولان الى إسرائيل؛ فالجولان دخل في معركة النفط والغاز».
تحت شعار «حفظنا الوصية»، أحيا حزب الله ذكرى الشهداء القادة الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، والحاج عماد مغنية، في احتفال أقامه أمس في مجمع سيد الشهداء، حيث رأى السيد نصر الله أن «هذه الذكرى تأتي وأمامنا استحقاقات مهمة»، وهي «صراعنا مع إسرائيل، والانتخابات». وقال: «حفظنا الوصية ونكاد نخرج من أقسى حرب إقليمية على المقاومة».
وتوجه نصر الله الى اللبنانيين بالقول «نحن أمام معركة يجب أن نقاربها بشكل مختلف. عندما احتلت إسرائيل الجنوب، بعض اللبنانيين اعتبروا أنها ليست معركتهم. اليوم، الثروة النفطية الموجودة في الجنوب، كبقية الثروة في لبنان، هي ملك اللبنانيين جميعاً، وستدخل في صندوق لكل لبنان. الشعب اللبناني الذي يغرق في الديون ليس لديه موارد، ولعل الأمل الوحيد هو في الثروة النفطية الموجودة في مياهنا وفي أرضنا أيضاً، هذه الثروة للبنان وأمل له وطريق خلاص له، وهذا الاستحقاق يمكن أن يضع حياة الشعب على طريق واعد».
وإذ رأى أن معركة تثبيت الحق بـ«البلوك 9 والمنطقة الاقتصادية» هي «معركة كل لبنان»، أكد وجوب التنبه الى أن الموضوع الاساسي للنزاع ليس الحدود البرية، بل الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه، محذّراً من أن «أميركا تريد إعطاءنا حقنا السهل حول النقاط البرية لتأخذ منّا حقنا الصعب في المياه». ورأى أن بناء إسرائيل الجدار في الارض الفلسطينية هو «جزء من أعمال الاحتلال»، قائلاً: «عندما يبدأ البناء على أراضي لبنان تبدأ المسألة، ولبنان أخد القرار بأنه سيواجه. المسألة اليوم هي في الحدود البحرية. اللبنانيون موحّدون في هذه المعركة، وموحّدون في الدعوة إلى المحافظة على الحقوق، ويجب أن نبقى كذلك. وحدة الموقف هي أهم عامل لتحقيق الإنجاز في هذه المعركة، ويجب أن لا نسمح للشياطين باللعب بين اللبنانيين لتفريق الموقف، وأقصد أميركا بكلمة الشياطين».
وجدّد نصر الله القول إن «الدولة مسؤولة عن ترسيم الحدود البرية، والحدود البرية والبحرية تحددها الدولة، التي يجب أن يكون موقفها راسخاً»، و«أن تتعامل الدولة والشعب في هذا الملف من موقع أننا أقوياء ولسنا ضعفاء، وأول الوهن أن نعتبر أنفسنا ضعفاء. نحن في لبنان إذا كنا موحّدين، وبما نملك من قدرات، نحن أقوياء ويجب أن نفاوض كأقوياء، وإسرائيل التي تهددكم تستطيعون أن تهددوها. القوة الوحيدة لديكم في هذه المعركة أيها اللبنانيون هي المقاومة، لأن الجيش ممنوع أن يمتلك الصواريخ. أميركا تمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني». وأضاف متوجّهاً إلى الإسرائيليين: «نحن الأقوياء في معادلة النفط. وإذا أردتم أن تمنعونا، فإننا سنمنعكم، وإذا قصفتمونا فسوف نقصفكم، وإذا ضربتمونا فسوف نضربكم، ونملك الشجاعة ونملك القوة ونملك القدرة، وعدونا يعلم ذلك، وهذا ليس مجرد خطابات». وأكد أن المقاومة مستعدة لتعطيل منشآت استخراج النفط الإسرائيلية في حال قرر مجلس الدفاع الاعلى اللبناني أن العدو يجب أن يتوقف عن التنقيب، مشيراً إلى أن المقاومة قادرة على تنفيذ هذا الأمر بسهولة، وفي غضون ساعات.
ولفت نصر الله إلى أن «الأميركي هو محامي إسرائيل»، ناصحاً الدولة اللبنانية بألا تعوّل على وساطته، قائلاً: «يريدون مصلحة إسرائيل وليس مصلحة لبنان»، كاشفاُ أن أميركا «أوصلت رسائل تهديد للبنان، ولم تحافظ حتى على شكليات الوساطة». وقال: «ليس هناك وساطة أميركية، بل هناك إملاءات وتهديدات للبنان. ويجب أن نتصرف بشكل موحد وبشجاعة، وأن نؤمن بحقنا وقوتنا، وأن لا نُخدع وأن لا نُؤخذ بالتهديد والوعيد، وإنا لمنتصرون بإذن الله».
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، رفض نصر الله القول إن قانون النسبية المعتمد هو «قانون حزب الله، بل إن حزب الله كان شريكاً في صنعه، وتم التوافق عليه. ومن نتائجه أن الانتخابات ليست كسر عظم، ولا مكاسرة بين فريقين». ونفى أن يكون هدف حزب الله الحصول على أغلبية في مجلس النواب، واضعاً الحديث عن هذا الأمر في خانة «هدف البعض تخويف بعض الدول للحصول على الدعم، أو الضغط لتعديل القانون الانتخابي أو للحصول على المزيد من الضغط على حزب الله». وعن التحالفات، قال: «حسمنا الأمر بالتحالف مع حركة أمل ومع قوى 8 آذار. لا تحالف مع القوات اللبنانية. وبالنسبة إلى تيار المستقبل، في كل مناسبة يقولون «سنتحالف إلا مع حزب الله». لم نطلب التحالف معهم، ونحن ندعوهم إلى إراحة أنفسهم، فنحن لا معركة لدينا مع أحد». ووعد بإعلان أسماء مرشحي الحزب إلى الانتخابات النيابية مطلع الأسبوع المقبل.
وعن «التيار الوطني الحر»، قال: «إن التحالف السياسي معه متين وصامد، والعلاقة لا تهتز. وعلى المستوى الانتخابي، نحن وهم نأخذ راحتنا، ويمكن أن نتحالف في دوائر ونترشّح في دوائر أخرى على لوائح منفصلة، ومع التقدمي الاشتراكي الأمر مفتوح للنقاش».
ووصف نصر الله إسقاط طائرة إسرائيلية في سوريا بأنه إنجاز عسكري كبير جداً، و«ما بعده ليس كما قلبه»، مؤكداً أن «القرار بالتصدي للطائرات الإسرائيلية في سوريا هو قرار سوري، وقرار القيادة السورية، والحلفاء أخذوا علماً لا أكثر، والذين أطلقوا الصواريخ على الطائرات المعادية هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل».
وتوقف عند ما تشهده الاراضي الفسطينية المحتلة، مستنكراً ورافضاً استمرار حصار أميركا للشعب الفلسطيني ووضع حركات المقاومة وقادتها على لائحة العقوبات. وقال إن «عمر العبد الذي حُكم عليه بـ4 مؤبدات وبقي مبتسماً، هذا هو الامل الذي نبني عليه»، واصفاً عهد التميمي بأنها صاحبة موقف شجاع، وأن الشهيد أحمد الجرار، بصفته شهيد ابن شهيد قرر مواجهة العدو حتى الاستشهاد، «نموذج يجب أن نقف عنده».
اللواء
«معركة النفط» بين تعثُّر مهمة ساترفيلد.. وتهديدات حزب الله
سُبحة الترشيحات تكرّ.. جنبلاط أولاً والثنائي الشيعي و«الحر» الأسبوع المقبل

قفزت ترشيحات اللوائح الكبرى، العائدة للكتل والتيارات الحزبية والطائفية إلى الواجهة، في سباق محفوف بتنافسات غير مسبوقة، وحسابات تضع يد الجميع على قلوبهم من مفاجآت النسبي والتفضيلي، والتحالفات فوق الطاولة وتحتها للظفر، هذه الدورة، ليس بمقعد نيابي أو كتلة وازنة، بل بقوة نيابية، ضمّن استقطاب قديم، جديد، يتعلق بخيارات البلد وموقعه ودوره المستقبلي في بحر متلاطم من المتغيّرات.
مقترحات ساترفيلد
وخلافاً لما تردّد بأن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعاد التذكير بخط الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف بما يتصل بالنزاع مع إسرائيل على البلوك 9 ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، تبين من خلال الجولة التي اجراها أمس مساعده لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، على المسؤولين اللبنانيين لمتابعة محادثات تيلرسون في بيروت، ان للدبلوماسية الأميركية مقترحات أخرى غير خط هوف الذي يرفضه المسؤولون اللبنانيون، الا ان هؤلاء رفضوا الكشف عن طبيعة هذه المقترحات، أو التأكيد عمّا إذا كانت تتصل باجراء مفاوضات رباعية مباشرة يُشارك فيها لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة على مستوى دبلوماسي لا عسكري، أو الذهاب إلى خيار التحكيم الدولي لبت النزاع مع إسرائيل حول الأراضي لصالحه.
غير ان مصدراً مطلعاً مقرباً من الرئيس نبيه برّي في عين التينة التي زارها ساترفيلد بصحبة السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد، بعد لقائهما وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس، وقبل لقاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في «بيت الوسط»، أوضح لـ«اللواء» ان ساترفيلد طرح تعديلات على «خط هوف» الا ان الرئيس برّي أبلغه بأن هذا الطرح مرفوض وغير قابل للدرس.
ورفض المصدر الكشف عن طبيعة الطرح الأميركي الجديد، واكتفى بالتأكيد ان ساترفيلد تبلغ الموقف نفسه من الرئيس الحريري والوزير باسيل.
اما مصادر الخارجية فقد اشارت لـ«اللواء» إلى ان ساترفيلد الذي يتوقع ان يتوجه إلى إسرائيل في الساعات المقبلة لاستكمال وساطته بين الطرفين، نقل أجواء إيجابية عن زيارة تيلرسون إلى بيروت بمحطاتها الثلاث، وتحديداً مع الرئيس ميشال عون.
وأضافت ان اللقاء جاء تكملة لاجتماع باسيل مع تيلرسون والذي تركز حول المبادرة الأميركية لحل مشكلة الحدود وترسيمها والنقاط الخلافية مع اسرائيل، وان ساترفيلد قدم مقترحات سوف يدرسها باسيل على ان لا تتناقض مع ثوابت المواقف اللبنانية التي اتخذت سابقاً، وان باسيل أصرّ على ان يكون القرار اللبناني متخذاً تحت مظلة الوحدة الوطنية والإجماع الوطني بعيداً من التفرد.
وكانت مصادر اطلعت على محادثات تيلرسون مع المسؤولين اللبنانيين أوضحت ان المسؤول الأميركي ابلغهم بأن الاقتراح الذي أشار إليه مساعده ساترفيلد يعطي مكاسب للبنان قد لا تكون مضمونة في حالات أخرى، الا انه لم يسم «خط هوف».
وقالت ان تيلرسون أكّد على ضرورة معالجة الخط الأزرق مع الخط الأبيض لكي يكون ذلك مدخلاً لحلحلة الوضع في الجنوب، مشيراً إلى ان ما قدم من مقترحات في هذا المجال مناسب لحلحلة الوضع، لافتاً إلى ان مصلحة لبنان يمكن ان تتأمن بمثل هذا الحل، مع انفتاح على اقتراحات يمكن ان تكون مشجعة على تسوية يتم التوصّل إليها.
وأفادت المصادر ان الرئيس عون أكّد على أهمية ان تمارس الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل كي لا تعتدي على لبنان مستذكرا معاناة أهالي الجنوب مع الاعتداءات الإسرائيلية.
وكشفت المصادر ذاتها أن تيلرسون أوضح للمسؤولين اللبنانيين أن بلاده ترغب بإنجاح المؤتمرات الدولية للبنان، ومن مصلحة لبنان ألا تكون هناك ملاحظات للدول المشاركة في المؤتمرات في ما خص الوضع المتعلق بحزب الله، إذ أن وجود السلاح خارج إطار الدولة يمكن أن يكون سببا لملاحظات تخفف من اندفاع الدول مساعدة لبنان فهي تريد دعمه مادياً ومعنوياً، باعتباره بلداً ديمقراطياً، كما تريد لبنان خاليا من أي نفوذ خارجي. وأفادت أن أميركا تقف إلى جانب لبنان وقواه الأمنية وستطلب من الدول المانحة المساهمة في ذلك.
وأكدت المصادر أنها تشجع لبنان على اعتماد سياسة الناي بالنفس ويجب أن يبقى بعيدا عن التجاذبات في المنطقة لأن للبنان دورا وحضورا ولا يجوز لأي شيء أن يؤثر عليهما. ولفتت إلى أن تيلرسون رأى أن دور إيران في لبنان وسوريا يقلقه، أما الرئيس عون فقال أمام ضيفه «لا يجب أن تحملوا لبنان أكثر مما يحتمل».
وعلم أن رئيس الدبلوماسية الأميركية كرر أكثر من مرة أن لبنان والولايات المتحدة الأميركية يلتقيان على قيم واحدة وهناك قلق على الوضع، ومن مصلحة لبنان أن يبدد هذا القلق لا سيما انه مقبل على رغبة في الانطلاق نحو مستقبل مزدهر، أن الرئيس عون ردّ على ضيفه قائلاً: «انه عندما تحصل تطورات إيجابية على صعيد الحل السوري في المنطقة تزول المخاوف وتنتفي الحاجة إلى حيازة السلاح». 
وأشارت المصادر إلى أن تيلرسون أكد انخراط بلاده في الحرب ضد داعش في الوقت الذي تستمر فيه المشاورات في جنيف بين عدد من الفرقاء للوصول إلى حل ومؤتمر جنيف هو الحل. واكد أن بلاده تستمر في دعم لبنان اقتصاديا وتريد لمستقبله أن يشرق من جديد، مشيرا إلى أن الشركات الأميركية و الأوروبية تساهم في الاستثمار في لبنان.
نصر الله
وبطبيعة الحال، لم تغب محادثات تيلرسون عن خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء للحزب، والذي رأى ان المنطقة كلها دخلت علناً في معركة النفط والغاز، معتبراً ان ما يحصل في لبنان من محاولات إسرائيلية للاستيلاء على البلوك 9 ليس منفصلاً عن هذه المعركة التي فتحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال جشعه وطمعه بالثروات العربية، واصفاً الوسيط الأميركي بأنه «غير نزيه ولا يريد مصلحة لبنان بل مصلحة العدو الإسرائيلي ويريد ان يأخذ نفطنا ويعطيه للصهاينة».
وأكد نصر الله ان الثروة النفطية في جنوب لبنان هي للبنانيين جميعاً، وان المعركة على البلوك 9 هي معركة كل لبنان، مشدداً على ان «حزب الله» لا يتدخل في مسألة الحدود البرية أو البحرية، باعتبارها من مسؤولية الدولة، لكنه كشف بأن الجدار ما زال يُبنى خارج الأراضي اللبنانية، معتبراً ان المسألة تتغير عندما يصبح البناء على الأراضي اللبنانية المتنازع عليها، وان الحدود البحرية ومسألة النفط أهم من الحدود البرية.
وقال: ان الدفاع عن لبنان أيضاً هو من مسؤولية الدولة وان على الدولة أن يكون لديها موقف شجاع وراسخ وقوي ونحن ندعمها، مشدداً على انه يجب أن يتحدث لبنان اليوم من موقف قوي ان لديه القدرة وليس من موقف ضعف لأن ذلك يؤدي إلى الهزيمة.
أضاف: «نحن أقوياء ويجب ان نفاوض كأقوياء و«اسرائيل» التي تُهدّد بامكاننا ان نهددها، وإذا أتى الأميركي ليقول عليكم أن تسمعوا لي لأردّ إسرائيل، قولوا عليك ان تقبل مطالبنا لنرد حزب الله عن «اسرائيل». وأشار انه في حال أخذ مجلس الدفاع اللبناني قرارا بأن تتوقف محطات استخراج النفط «الاسرائيلية» عن العمل نحن جاهزون لنوقفها خلال ساعات.
جلسة الموازنة
وعلى صعيد آخر، وفي خطوة يؤمل ان تكون مساعدة على طريق تحضير لبنان لمؤتمرات الدعم الدولية المرتقبة في الشهرين المقبلين، سواء في روما أو باريس أو بروكسل، تقرر ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر الاثنين المقبل في بعبدا، للبدء في بحث مشروع موازنة العام 2018، بعد ان تمّ تعديله من قبل وزارة المالية لجهة تخفيض النفقات بنسبة 20 في المائة.
وعلم ان الوزير علي خليل قد أعاد مشروع الموازنة إلى رئاسة الحكومة، بعد أن كان استرده قبل ذلك.
يُشار إلى ان موضوع المؤتمرات الثلاثة كانت موضع بحث بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اشيم شتاينر والمنسق العام للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني.
ولفت شتاينر إلى ان هذه المؤتمرات فرصة لابراز دعم هذه الدول للبنان، في حين شدّد المشنوق على ان كل الفرقاء في لبنان يعملون لإنجاح هذه المؤتمرات، وان الوزارة تعمل ليلاً نهاراً لإنجاز التحضيرات اللوجستية والإدارية لاجراء الانتخابات.
وخلال افتتاحه مساء في فندق «فينيسيا» المؤتمر الذي نظمته أندية «الروتاري» لعام 2018 بعنوان: «المياه، النظافة الصحية والسلام»، دعا الرئيس عون المؤسسات والتنظيمات الفاعلة دولياً ومنها أندية «الروتاري» في العالم إلى المساعدة في معالجة معاناة النازحين السوريين «لان عبء النزوح صار مرهقاً علينا، كما على النازحين أنفسهم، والحاجة للحل اضحت ملحة أكثر من أي وقت مضى».
موسم اللوائح
وبالتزامن مع احتدام النشاط الحكومي، تبدأ لوائح المرشحين الكبرى بالظهور تباعاً.
فيعقد الرئيس برّي في عين التينة عند الساعة 12،30 مؤتمرا صحفيا، يعلن فيه على الارجح مرشحي حركة «امل» عن المقاعد الشيعية في كل لبنان، بعد تقاسم هذه المقاعد مع الطرف الآخر في «الثنائي الشيعي»، حزب الله.. على ان يعلن السيّد نصر الله على الشاشة مساء الثلاثاء مرشحي الحزب في كل المناطق اللبنانية.
وكان السيّد نصر الله قد أعلن، في مهرجان القادة الشهداء الذي أقامه الحزب في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية، انه ينوي إعلان أسماء مرشحي الحزب الاثنين، لكنه استدرك بعدما تذكر عزم الرئيس برّي تقديم مرشحيه الاثنين، فأرجأ ذلك إلى السادسة مساء الثلاثاء، مؤكدا بأن هناك فريقين حسما خيارهما الانتخابي في كل لبنان منذ أشهر وهما حزب الله وحركة امل».
واستحوذ موضوع الانتخابات على معظم الشق الثاني من خطاب نصر الله الذي نفى ان يكون قانون الانتخاب الجديد هو قانون «حزب الله» وان كان الحزب شريكا فاعلا ومؤثرا في صنع هذا القانون الذي وصفه بأنه «مفخرة سياسية» وانه «اهم إنجاز سياسي في لبنان لأنه فتح المجلس النيابي امام كل من يريد ان يتمثل في البرلمان.
ونفى نصر الله ايضا ان يكون الحزب يفرض لوائح ومرشحين على قوى سياسية معينة، أو انه يريد الحصول على أغلبية في المجلس النيابي، معتبرا هذا الكلام هدفه تخويف بعض الدول للحصول على الدعم أو الضغط لتعديل قانون الانتخاب أو الضغط على الحزب، موضحا ان لا حزب سياسيا يستطيع الحصول على أغلبية في مجلس النواب.
ورد على إعلان الرئيس الحريري، من دون ان يسميه، بأنه لن يتحالف مع الحزب في الانتخابات، مؤكدا انه لا معركة لديه مع أحد، وانه يجب حسم التحالفات في المرحلة المقبلة، بعد ان حسمنا الأمر مع حركة «امل»، ولا تحالف مع القوات اللبنانية وتيار «المستقبل»، اما التحالف السياسي مع «التيار الوطني الحر» فهو متين وصامد، لكننا على المستوى الانتخابي سنأخذ راحتنا، إذ يُمكن ان نتحالف في دوائر ونتنافس في أخرى، ومع التقدمي الاشتراكي الأمر مفتوح للنقاش.
ومن جهته، أعلن المجلس السياسي «للتيار الحر» انه سيكون لديه تباعاً ترشيحات وفقا لجهوزها، وان الإعلان النهائي للوائح الانتخابية سيكون في 24 آذار، أي قبل يومين من سقوط أسماء المرشحين خارج اللوائح.
وقدم الحزب التقدمي الاشتراكي أمس طلبات الترشيح للانتخابات النيابية لأعضاء اللقاء الديمقراطي، حيث ترشح تيمور جنبلاط بدل والده عن دائرة عاليه – الشوف، وبلال عبد الله بدل النائب الحالي علاء ترو، وهادي أبو الحسن عن منطقة بعبدا، وفيصل الصايغ عن بيروت الثانية، بدل النائب غازي العريضي واكرم شهيب عن عاليه ومروان حمادة عن عاليه – الشوف، ووائل أبو فاعور عن البقاع الغربي – راشيا.
وسيكون للنائب وليد جنبلاط اليوم، مواقف انتخابية، في كلمة له في مؤتمر يعقد في فندق الريفيرا حول «رؤية إصلاحية علمية لقطاع الكهرباء».
اما الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، فقد شدّد خلال جولة قام بها في منطقة البقاع الأوسط، على ان أسماء مرشحيه ستعلن قبل مرور 24 ساعة على اقفال باب الترشيحات.
البناء
الجيش السوري لترتيبات لوجستية إلى عفرين… وارتباك في واشنطن وأنقرة
نصرالله يرسم علاقة المقاومة بالدولة وميزان الردع: مجلس الدفاع يقرّر ونحن ننفّذ
بري يعلن مرشحيه الإثنين وحزب الله الثلاثاء… و«القومي» يُطلق ماكينته في بيروت الأحد

لبنان نحو الانتخابات بسرعة مع تبلور مشهد مرشحي الكتل الكبرى خلال هذا الأسبوع، للدخول في رسم التحالفات. فرئيس مجلس النواب نبيه بري سيفتتح الموسم الانتخابي بالإعلان عن مرشحي حركة أمل يوم الإثنين، بينما حزب الله سيعلن مرشحيه يوم الثلاثاء على الأرجح، فيما سيطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي ماكينته الانتخابية في بيروت يوم الأحد، بينما ينتظر التيار الوطني الحر وتيار المستقبل الإعلان عن المرشحين النهائيين بعد اكتمال صورة التحالفات، وما تستدعيه من انسحابات يفرضها الخيار التحالفي النهائي بعد فتح المجال في الترشيح لمن يتناسب ترشيحهم مع جميع فرضيات التحالفات.
عن الانتخابات والملف النفطي والردع الذي تمثله المقاومة كمصدر قوة للبنان، كانت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إحياء ذكرى الشهداء القادة في مسيرة الحزب في المقاومة، بينما التفت نحو سورية مشيداً بالإنجاز التاريخي الذي عزّز ميزان الردع عبر إسقاط طائرة الـ»أف ـ 16» الإسرائيلية، التي اعتبرها إنجازاً لسورية ورئيسها وجيشها، ليتخذ منها العبرة لطرح السؤال عن مبرّر بقاء لبنان دون شبكة دفاع جوي، ليتوقف أمام التلاعب الأميركي بالمعادلة العسكرية والسياسية شرق سورية وشمالها عبر الثنائي التركي والكردي، متحدّثاً للأكراد كجماعة وقيادة داعياً لعدم الوقوع في الفخ الأميركي وأخذ الدروس من التجارب لجهة سلوك التخلّي والخداع الذي يعتمده الأميركيون داعياً للانضواء تحت مشروع الدولة الوطنية السورية كمكوّن سوري رئيسي، وهو ما بدا أنّ ثمة نجاحاً يحققه محور المقاومة والقيادة السورية ومعهما روسيا، على صعيد اجتذاب القيادة الكردية للانخراط ضمن تفاهم يترجم بتولي الجيش السوري حماية عفرين من العدوان التركي، وتوضع في إطاره كلّ الجماعات المسلحة تحت إمرة الجيش السوري كمرجعية أحادية للسيادة في المناطق التي يتولى مسؤوليتها.
فيما أكد المراسلون الإعلاميون في منطقة شمال سورية ومحاور الربط بين مدينة حلب وريفها وصولاً إلى عفرين وجود حركة لوجستية للجيش السوري تشير إلى قرب الإعلان عن هذا التفاهم، بدت أنقرة وواشنطن اللتان تداولتا بحلّ يقضي بانسحاب الأكراد وتولي وحدات تركية وأميركية دخول عفرين ومنبج، وقد أسقط بأيديهما، مع تأكيد مصادر تركية وأميركية لوكالات الأنباء عدم وجود تأكيدات لديهم على وصول الأكراد وسورية لتفاهم ينتهي بدخول الجيش السوري إلى عفرين، وامتنعت كلّ من الخارجية الأميركية والخارجية التركية عن التعليق على فرضية وجود هذا التفاهم.
تلاقي المعطيات الميدانية في منطقة عفرين مع دعوة السيد نصرالله لم يحجب الضوء عن النقطة المحورية في خطابه، التي تتصل بملف النفط في المياه اللبنانية ومضمون المساعي الأميركية تحت شعار الوساطة، حيث كشف نصرالله عن خلفيات الاستنهاض للدور الأميركي لدور يتصل بملف النفط من العراق إلى شرق سورية وصولاً إلى لبنان، ودعا المسؤولين في الدولة اللبنانية إلى موقف ينطلق من وحدة الموقف والتمسك بالحقوق، لفرض معادلة قوة لا تهاب التهديدات طالما لدى لبنان ما يقابل التهديد بالتهديد، راسماً معادلة جديدة لعلاقة الدولة بالمقاومة من جهة، ولميزان الردع النفطي من جهة أخرى، عنوانها فليقرّر المجلس الأعلى للدفاع وقف العمل في منصات النفط الإسرائيلية، وخلال ساعات ستكون المقاومة قد تكفّلت بذلك.
نصرالله: الدولة تُقرّر ونحن جاهزون…
خطا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطوة متقدمة على طريق وضع سلاح المقاومة في خدمة الدولة، حيث كان قرار المقاومة منذ العام 1982 حتى العام 2006 بيد قيادتها السياسية والميدانية الى جانب تنسيق مرن مع الدولة عبر الجيش اللبناني من دون إدخال العنصر السياسي في القرار، لكن بعد إرساء المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة وتضمينها في البيان الوزاري للحكومة الحالية وخطاب القسم للعهد الجديد وثقة المقاومة والشعب والجيش في لبنان برئيس الجمهورية العماد ميشال عون انفتحت المقاومة على العنصر السياسي، وصحيح أن السيد نصرالله وضع السلاح في خدمة قرار الدولة الذي هو شريك أساسي فيها، لكن لا يعني أن قيادة المقاومة تخلت عن الجزء المتعلق بالمبادرة الفردية. فهناك وظيفة دفاعية للمقاومة لا تنتظر القرار من أحد للردّ على أي عدوان، ووظيفة ردعية خاضعة لقرار الدولة السياسي والاستراتيجي ما يُعَد مرحلة جديدة من العلاقة بين الدولة والمقاومة.
ومدّ الأمين العام لحزب الله الدولة بجرعات من القوة وتكاملت مواقفه مع الموقف الرسمي الذي عبر عنه الرؤساء الثلاثة للمسؤولين الأميركيين في ملفات النزاع مع «إسرائيل»، وقال: «إن لبنان قوي ولديه القوة وخلينا نجرّب». وأشار إلى أنه «في حال أخذ مجلس الدفاع الأعلى اللبناني قراراً بأن تتوقف محطات استخراج النفط «الإسرائيلية» عن العمل نحن جاهزون لنوقفها خلال ساعات».
واعتبر أن «الثروة النفطية في جنوب لبنان اليوم هي للبنانيين جميعاً وملكٌ لهم، وأن المعركة على البلوك رقم 9 اليوم هي معركة كل لبنان»، موضحاً أن أمام الديون الكبيرة، فالأمل الوحيد للبنان هو الثروة النفطية». كما لفت إلى أن «أهم من الحدود البرية هي الحدود البحرية ومسألة النفط»، معتبراً أن «هذا يستدعي وحدة لبنان التي تعتبر من أهم عوامل الانتصار في المعركة»، موضحاً أن «حزب الله لا يتدخل في مسألة الحدود البرية أو البحرية. وهذه مسؤولية الدولة».
وتابع: «على الدولة أن يكون لديها موقف شجاع وراسخ وقويّ ونحن ندعمها»، وأضاف: «نحن أقوياء ويجب أن نفاوض كأقوياء و«اسرائيل» التي تهدّد بإمكاننا أن نهدّدها، وإذا أتى الأميركي يقول عليكم أن تسمعوا لي لأردّ «اسرائيل» قولوا له عليك أن تقبل مطالبنا لنردّ حزب الله عن «اسرائيل»»، مشيراً الى أن «المقاومة القوة الوحيدة لدى لبنان لحماية الحدود والثروات».
المنطقة دخلت في حرب على النفط
ولعل الجديد والأبرز في خطاب السيد نصرالله إعلانه عن بداية الحرب على النفط والغاز في الشرق الأوسط، وهذا معطىً جيواستراتيجي جديد يؤشر الى أن أمد الصراع سيمتدّ ويتفاعل مستقبلاً. والأهم بحسب مصادر مطلعة أن «السيد نصرالله اعتبر المقاومة في لبنان جزءاً أساسياً من معركة النفط والغاز في المنطقة ما يشكّل رسالة لأميركا بأن المقاومة لن تقف على الحياد في هذه المعركة وستتنصر فيها».
وقال نصرالله: إن «المنطقة كلها دخلت علناً في معركة النفط والغاز. وما يحصل في لبنان من محاولات صهيونية لأخذ البلوك رقم «9» ليس منفصلاً». وأوضح أن «الذي يزيد من الصراع على النفط والغاز هو الرئيس الأميركي من خلال جشعه وطمعه بالثروات»، لافتاً الى أن «إسرائيل» تريد في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحصول على قرار دولي بضمّ الجولان إلى الكيان الغاصب».
وتحدث سيد المقاومة عن الاستباحة الجوية الصهيونية لسماء لبنان، سائلاً: هل تنازلنا عن الجو للصهيوني ليستبيحه دون التعامل معه؟ وهنا يشير خبراء عسكريون لـ «البناء» الى أن «السيد نصرالله قد يكون ألمح الى أن المقاومة باتت تمتلك سلاحاً جوياً قادراً على حماية الأجواء اللبنانية من العدوان الجوي الإسرائيلي. وهذا فحوى حديثه عن دعوة الدولة لمفاوضة الاميركي من موقع القوة، لكن السيد لا يريد الكشف عن هذا السلاح لاعتبارات عدّة منها مفاجأة العدو بهذا السلاح الجديد في أي حرب مقبلة ما يجعل الانتصار فيها حتمياً للمقاومة والهزيمة للعدو الذي ستتعطّل حركته الجوية، وبالتالي سينهزم في الميدان».
إسقاط الـ f16 إنجاز نوعيّ
ووصف السيد نصرالله إسقاط الطائرة الصهيونية بأنه «إنجاز كبير جداً وأن ما قبله ليس كما بعده، وان هناك حسابات جديدة لدى الصهيوني على حركة سلاح الجو»، وأوضح أن «هناك قراراً سورياً ينفذ منذ أشهر عدة، بأن أي طائرة صهيونية تدخل فعلى الدفاعات الجوية أن تتعامل معها، وكذلك أي ضربات صاروخية يجب التعامل معها». ولفت إلى أن قرار التصدي للطائرات الصهيونية هو قرار سوري ومن الرئيس بشار الأسد فقط، وشدّد على أن الذي أسقط الطائرة الصهيونية هم فقط ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل».
الوسيط الأميركي غير نزيه
كما شدّد نصرالله على أن الوسيط الأميركي غير نزيه ولا يريد مصلحة لبنان بل يريد مصلحة العدو الصهيوني ويريد أن يأخذ نفطنا ويعطيه للصهاينة، وأوضح أنه «يجب أن لا نخدع وأن لا نؤخذ بالتهويل والتهديد، مؤكداً أننا منتصرون».
وفي سياق ذلك، ورغم عودة وزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون الى بلاده خالي الوفاض بعد إبلاغه الرفض اللبناني للعرض الأميركي النفطي المفخخ، غير أن ملائكته كانت حاضرة في لبنان عبر مساعده دايفيد ساترفيلد الذي واصل حركته الدبلوماسية التفاوضية اللافتة متنقلاً بين قصر بسترس وعين التينة وبيت الوسط، في محاولة لإقناع المسؤولين اللبنانيين بالتفاوض وفقاً للعرض الذي قدمه، وزار أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أبلغ زائره رفض لبنان الطرح الاميركي ورفض التنازل عن حقوقه النفطية الى «اسرائيل» تحت أي ذريعة وضغوط». وأصرّ بري على الموقف لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996. كما نُقل عن مصادر بيت الوسط قولها إن «الأميركيين ما زالوا يطرحون اقتراح هوف في المنطقة التي تدّعي إسرائيل أن لديها حقوقاً فيها وأنها لا ترى حلاً قريباً لهذه المشكلة».
وفي وقت لم يدلِ الدبلوماسي الأميركي بأي تصريح، توجّه الى الأراضي الفلسطينية المحتلة لاستكمال المفاوضات مع الحكومة «الاسرائيلية»، حيث سيبلغها الموقف اللبناني من النزاع الحاصل على أن يعود الى لبنان بطرح جديد، كما تقول المصادر.
«القومي» يزور ضريح مغنية
مواقف السيد نصرالله جاءت خلال مهرجان القادة الشهداء الذي أقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، وكان وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي زار بمشاركة فصائل رمزية من «نسور الزوبعة»، ضريح الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاده. وأكد رئيس المكتب السياسي المركزي د. كمال النابلسي، في كلمته أننا «سنبقى مقاومة، جنباً إلى جنب مع المقاومين في حزب الله، نواصل الصراع ضدّ العدو اليهودي، حتى تحرير كلّ أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان وكلّ فلسطين وإلى الذين يتهمون المقاومة بالإرهاب.. نقول لهم أنتم الإرهاب بعينه.. أنتم قتلة الأطفال ومرتكبو المجازر في فلسطين وقانا وصبرا وشاتيلا»..
معركتنا الانتخابية ليست مع أحد
وفي الشأن الداخلي تطرّق السيد نصرالله الى الاستحقاق الانتخابي وقانون الانتخاب، معتبراً أن «هذا القانون ليس قانون حزب الله كما يُشاع، وإن كان الحزب شريكاً وفاعلاً ومؤثراً في صنع هذا القانون، موضحاً ان هذا القانون هو مفخرة سياسية، وهو أهم إنجاز سياسي في لبنان، لأنه فتح المجلس النيابي أمام كل من يريد أن يتمثل في البرلمان، وسيحصل الكثير من الضغط على حزب الله حتى حصول الانتخابات سواء ما يتعلق بالعقوبات أو المحكمة الدولية أو غيرها». وحدّد السيد نصرالله تحالفات الحزب الانتخابية وأن معركته ليست مع أحد، وقال «متحالفون مع حركة أمل ومتفاهمون مع قوى 8 آذار»، مضيفاً أن «تيار المستقبل منذ شهر وأكثر يقول في كل مناسبة لن نتحالف مع حزب الله، ولكن حزب الله لم يطرح الأمر عليهم أصلاً، أما مع التيار الوطني الحر فلكل منا الحرية في اختيار مصلحته الانتخابية».
وفي وقتٍ أشار السيد نصرالله الى أنه سيعلن الاثنين أو الثلاثاء المقبل أسماء جميع مرشّحي حزب الله، يعقد الرئيس بري مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر الإثنين المقبل، في مقر الرئاسة الثانية، يخصّصه لإعلان أسماء مرشحي حركة «أمل» وكتلة «التنمية والتحرير»، غير أن التيار الوطني الحر، سيعقد مؤتمراً لإعلان لوائح «التيار» الانتخابية ومرشحيه النهائيين، في 24 آذار المقبل.
وقدّم الحزب التقدمي الاشتراكي أمس، طلبات الترشيح الخاصة بأعضاء اللقاء الديمقراطي في وزارة «الداخلية»، وقالت مصادر إن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، سيطلق اليوم مواقف انتخابية، خلال مؤتمر «نحو رؤية إصلاحية علمية لقطاع الكهرباء» الذي يُعقد في فندق الرفييرا في بيروت.
على صعيد آخر، لم تتضح بعد العلاقة الانتخابية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ من جهة وحزب «القوات اللبنانية» من جهة ثانية، في ظل تعثر مساعي المصالحة حتى الآن، وقد ظهر ذلك من خلال رد وزير الإعلام ملحم الرياشي في سؤال عن العلاقة بين «القوات» و«التيار» الوطني الحر حالياً، بالقول آسفاً «أحسد ثنائية حزب الله وحركة أمل الشيعية على كيفية التعاطي بينهما».
وفي سياق ذلك، يطلق الحزب السوري القومي الاجتماعي ماكينته الانتخابية لمدينة بيروت، خلال لقاء يُعقد من فندق الكوموردر ـ الحمرا، صباح الأحد المقبل بحضور عدد من أعضاء قيادة الحزب.
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة قبل ظهر الاثنين المقبل للبدء في بحث مشروع الموازنة لعام 2018.
عفرين: غارات تركية وسلاح كيميائي
أفاد مراسلو وكالات الأنباء منتصف الليل في مدينة عفرين عن وصول مصابين مدنيين إلى مستشفيات المدينة نتيجة حالات اختناق ناجمة عن قيام سلاح الجو التركي بشنّ غارات ليلية على المدينة استخدمت خلالها أسلحة كيميائية وغازات سامة محرّمة…!
غوتيريس: كابوس حرب بين «إسرائيل» وحزب الله
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، «أنّ «اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و حزب الله ، سيكون أسوأ كابوس»، موضحاً أنّ هذه الحرب «ستعني تدمير جزء كبير من لبنان ».
ولفت إلى أنّ «الوضع معقد جداً وصعب جداً»، مشيراً إلى «أننا نحتاج في مجلس الأمن رؤية مشتركة للأوضاع في الشرق الأوسط».
الجمهورية
الترشيحات تتوالى والموازنة على الرفّ ولبنان يرفض الحلّ الأميركي للنفط

حضرت الولايات المتحدة الاميركية على الخط البحري، وغادرت من دون أن يجد النفط اللبناني منفذاً للخروج من قعر الازمة الغارق فيها بين لبنان واسرائيل، فلا حل وسطاً أمكن الوصول اليه، ما أبقى الافق مسدودا ومصير هذه الثروة اللبنانية في عالم الغيب، وبالتالي الاحتمالات مفتوحة في ظل لغة التصعيد المتبادلة عبر الحدود الجنوبية. فيما برز موقف للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس من ميونيخ، أشار فيه الى «أنّ إسرائيل و»حزب الله» لا يريدان الحرب لكنّ خطر المواجهة موجود». يأتي ذلك، فيما لبنان غارق من جهة ثانية في بحر الانتخابات االنيابية والتحضيرات الجارية على قدم وساق من قبل مختلف الاطراف السياسية استعداداً لهذا الاستحقاق الآتي بعد 77 يوماً، والاسبوع المقبل يبدو حافلاً بجملة خطوات على هذا الصعيد، تتمثّل بشكل اساسي في مبادرة الثنائي الشيعي الى إعلان مرشحيهما في المناطق المشتركة بينهما، الى جانب موضوع الموازنة العامة للعام الحالي، في ظل الحديث عن توجّه رئيس الحكومة سعد الحريري للدعوة الى جلسات متتالية حولها خلال الاسبوع المقبل بدءاً من يوم الاثنين. الّا انّ هذا لا يعني انّ الدخان الابيض قد يتصاعد من المدخنة الحكومية، مع تزايد التأكيدات حتى من قبل المعنيين بالموازنة بأنّ أفقها مسدود هي الاخرى، واحتمال إقرارها في الفترة المتبقية من ولاية المجلس النيابي الحالي بات في حكم المستحيل.
غادر وزير الخارجية ريكس تيلرسون بيروت بخفيّ حنين، حيال الاشتباك النفطي بين لبنان واسرائيل، وبقيت صواعق هذا الاشتباك مشتعلة، وبقي مساعده دايفيد ساترفيلد على خط التواصل مع المستويات الرسمية، فتنقّل بالأمس بين عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري والسراي الحكومي حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري، وقصر بسترس حيث كان له لقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل وكذلك مع اعضاء هيئة ادارة قطاع النفط، ولكن من دون ان ينجح في انتزاع موافقة على ما سمّي «حل الوسط» الاميركي، الذي يقول إنّ الحل الوحيد لأزمة الحدود البحرية النفطية يكون بالعودة الى خط فريديريك هوف، الذي رسمَ في العام 2012 خطاً بحرياً يمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المختلف عليها بين لبنان واسرائيل، ويمنح اسرائيل 40 في المئة منها.
واللافت للانتباه في هذا السياق، وكما تؤكد مصادر مواكبة لهذا الملف لـ»الجمهورية»، انّ الطرح الاميركي الذي سعى ساترفيلد الى تسويقه، أربك الموقف الرسمي اللبناني، إذ بَدا انّ بعض المستويات السياسية تعاطت بليونة مع هذا الطرح مع ميل الى الموافقة عليه، فيما كانت مستويات اخرى ترفع البطاقة الحمراء امام الطرح الاميركي على اعتباره طرحاً خبيثاً مغايراً لم يأخذ من خط هوف سوى الاسم فقط، ذلك انّ ما اقترحه هوف ليس التقاسم بنسبة 60 % للبنان من المنطقة المختلف عليها و40 % لإسرائيل، بل هو اقترح ان يمنح لبنان 60 الى 65 % من المنطقة المختلف عليها، وامّا المساحة المتبقية، فيعتمد حولها خياران، الاول: ابقاء المنطقة كما هي من دون ان يستثمر فيها لا لبنان ولا اسرائيل الى حين التوصّل الى اتفاق حولها بينهما. والثاني: أن يُصار الى الاستثمار فيها، على ان توضَع الاموال المحصّلة في صندوق حيادي الى حين حصول اتفاق بين الطرفين.
وبحسب المصادر انّ الموقف الاميركي انطوى على لغة ترغيبية عَبّر عنها الموفد الاميركي بقوله ما مفاده، انّ موافقة لبنان على الالتزام بخط هوف يفتح الباب أمامه للشروع في استثمار نفطه البحري الذي كلما تأخّر لا يجني لبنان من ذلك ايّ فائدة، حتى انّ الموفد الاميركي حاول إحراج مَن التقاهم بسؤال: هل يريد لبنان نفطه ام لا»؟
الّا ان صورة الموقف اللبناني، كما تؤكد المصادر، عادت الى الثبات، بعد سلسلة اتصالات جرت في الايام الاخيرة على الخطوط السياسية والرئاسية كلها، وخصوصا بين بعبدا وعين التينة والسراي وكذلك مع «حزب الله»، خلاصتها «اذا تراخى لبنان في هذه المسألة سيخسر حتماً، والطرح الاميركي، كما يجري تسويقه، يعطي 60 % للبنان و40 % لإسرائيل، والمكامن النفطية موجودة بشكل اساسي في مساحة الـ40 % التي تكتنز ثروة من النفط والغاز بعشرات المليارات من الدولارات، وفق تقديرات الخبراء. فإذا قَبل لبنان بهذا الطرح فَرّطَ بسيادته من جهة، وهو لن يجني من الثروة النفطية الموعودة سوى الفتات، من جهة ثانية.
بري يرفض
وعلمت «الجمهورية» انّ حركة الاتصالات صاغت موقفا نهائيا فحواه رفض ما سُمّي «التحايل الاميركي على الخط»، وانّ القبول بهذا الطرح معناه التفريط، ليس بالثروة النفطية والغازية، بل بالسيادة الوطنية.
وتبعاً لذلك، جاء موقف الرئيس بري الذي أبلغه الى ساترفيلد امس. حيث انّ رئيس المجلس استمع الى مقترحات المسؤول الاميركي، وردّ عليه مؤكداً «انّ المطروح غير مقبول»، مُصرّاً على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996، على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق.
واكد بري امام زوّاره انّ موقفنا ثابت ونهائي بأننا لا يمكن ان نقبل بما يمسّ سيادتنا وثروتنا الوطنية في البر والبحر. وهذا ما ابلغناه بالإصرار عليه لكل من يأتي الينا، وقلنا هذا الامر لوزير الخارجية الاميركية وكذلك لساترفيلد: لبنان يرفض الطرح المتعلق بخط هوف، هذه هي خلاصة موقفنا ولا رجعة عنه.
واشار برّي الى انّ ساترفيلد سينتقل الى اسرائيل، وبالتأكيد سيبلّغ الاسرائيليين موقفنا.
نصرالله
وفي السياق نفسه، جاء موقف الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه خلال مهرجان «القادة الشهداء» امس، حيث قال: «ليس هناك وساطة اميركية بل هناك إملاءات وتهديدات للبنان».
واعتبر انّ الثروة النفطية الموجودة في الجنوب هي للبنانيين جميعاً، وهذا استحقاق يمكن ان يضع الاقتصاد اللبناني على طريق واعد، مشدداً على انّ البلوك رقم 9 هو معركة كلّ لبنان. وقال: إنّ وحدة الموقف اللبناني هي أهم عامل للإنتصار في هذه المعركة، موضِحاً انّ الموضوع الاساسي للنزاع اليوم هو الحدود البحرية وليس الحدود البرية.
ولفت نصرالله الى «انّ حقوق لبنان تُحدّدها الدولة ومؤسساتها التي عليها ان تكون بمستوى الثقة وعلى درجة عالية من الشجاعة، قائلاً: «على الدولة في لبنان ان تتعامل مع ملف الحدود من مستوى اننا اقوياء، فالقوة الوحيدة في معركة النفط والغاز هي المقاومة، يجب الّا نُخدَع وألّا نؤخَذ بالتهويل والتهديد. واقول انه في حال اتّخذ مجلس الدفاع الأعلى قراراً بأنّ محطات النفط الاسرائيلية ممنوعة من العمل «فإنا أعدكم أنها خلال ساعات ستتوقّف عن العمل».
وفيما اعتبر بري «انّ خطاب السيّد نصرالله في محله»، قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» انّ سفيراً غربياً نقل اليه تطمينات بعدم وجود نيّة لدى اسرائيل بتصعيد الموقف مع لبنان. وهو أمر عكسه ايضاً وزير الخارجية الاميركية خلال وجوده في بيروت.
وكشف السفير المذكور انّ نقاشاً جرى في اسرائيل في الفترة الاخيرة، وعقب اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مواقف تصعيدية ضد لبنان ربطاً بالبلوك رقم 9، أمّا سبب هذا النقاش فهو انّ الشركات العاملة في مجال النفط البحري في اسرائيل بعثت بإشارات تحذيرية للسلطات الاسرائيلية تبلغها فيها بأنّ اي تصعيد للموقف من شأنه ان يؤثر في عمل هذه الشركات ويدفعها الى الانسحاب.
وتصدّرت هذا التحذير الشركة اليونانية التي تتولى العمل في الحقل القريب من المنطقة المختلف عليها مع لبنان، الأمر الذي دفع سريعاً الى تَبدّل في النبرة التهديدية الاسرائيلية وخفض سقف التصعيد.
الإنتخابات
من جهة ثانية، وفي وقت يتوالى تقديم الترشيحات للانتخابات في وزارة الداخلية، يستعد الرئيس بري لعقد مؤتمر صحافي ظهر الاثنين المقبل لإعلان مرشحي حركة أمل للانتخابات، حيث علم في هذا المجال انّ تغييرات طفيفة قد طرأت في بعض الاسماء، فيما تمّ التشارُك مع «حزب الله» على المرشحين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية، وتقرّر ترشيح حركي في البقاع الغربي.
وفيما يعلن «حزب الله» مرشحيه مطلع الاسبوع المقبل خلال اطلالة جديدة للسيد نصرالله، علمت «الجمهورية» أنّ الحزب أجرى بعض التغييرات في صفوف مرشحيه في البقاع والجنوب، واعتمد خيار الفصل بين النيابة والوزارة، وعاد بمرشّح الى بيروت وآخر الى زحلة، وتشارَك مع حركة أمل على المقعدين الشيعيين في بعبدا.
يأتي ذلك في وقت قالت مصادر تيار المستقبل لـ»الجمهورية انّ اعلان ترشيحات المستقبل لن تتأخر كثيراً، وستضمّ ما وَصفتها «وجوهاً معروفة، إضافة الى وجوه واعدة». وفيما تجري التحضيرات لدى «التيار الوطني الحر» لتظهير صورة مرشحيه، أشار النائب الان عون، في تغريدة له، الى انّ اجتماع المجلس السياسي بحث البرنامج الإنتخابي للتيار والتحالفات والترشيحات، على أن «تُعلن اللوائح الإنتخابية النهائية في مؤتمر 24 آذار».
خليل
على صعيد الموازنة، لا مؤشرات توحي بأنّ الموازنة ستوضع على نار جدية لإنضاجها في الفترة المتبقية من عمر المجلس النيابي الحالي، ومع ذلك انّ الامور سائرة نحو الوقوع مجدداً في أزمة ما قبل إقرار موازنة الـ2017، ومعمعة قطع الحساب والجدل حول إقرار الموازنة قبله او بعده.
وفيما أفيد عن إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل، قال وزير المال علي حسن خليل لـ»الجمهورية»، انّ رئيس الحكومة وعد بعقد جلسات متتالية الاسبوع المقبل حول الموازنة.
وأشار خليل الى ضرورة إقرار الموازنة في هذه الفترة، ونكون بذلك نعطي قبل الانتخابات النيابية اشارة ايجابية جداً لكل العالم بأننا جادّون في هذا المنحى. وكشف انّ نقاشا واسعا يجري حول مضمون الموازنة، ولكن لا اتفاق حتى الآن. هناك زيادة في الانفاق وفي العجز، وبرأيي انه ما لم تكن هناك إجراءات كبيرة نتخذها فمعنى ذلك أننا ذاهبون الى مشكل. وقال: نحن جميعاً امام تحدٍ كبير، والمسؤولية تقع على كل القوى السياسية لتصحيح الوضع المالي الذي لا يمكن ان يعالج الّا بإجراءات إصلاحية حقيقية.