إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 22 أيلول، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 18 آذار، 2020
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 28 أيلول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 4 آذار، 2020

خطاب السيد حسن نصرالله في يوم العاشر من محرَّم 1440، عن "إنجاز مهمة" حصول المقاومة اللبنانية على "الصواريخ الدقيقة"، اخذ حيزاً واسعاً من اهتمام الصحف، حتى قال بعضها أن نصرالله دَبَّ الذعر في تل أبيب. كما ظهر الخطاب في مقالات إخبارية وتحليلية منفصلة أيضاً. وكان لافتاً أن رئيس وزارء العدو "الإسرائيلي" قد رد شخصياً على السيد نصرالله. لما في خطابه من تأكيدات ساطعة، بأن المقاومة باتت في مرحلة جديدة من القوة، وهي جاهزة للرد …  
Image result for ‫نصرالله‬‎
اللواء
مدير الـFBI في بيروت: تعاون أمني ضد الإرهاب وتبييض الأموال
عون إلى نيويورك بلا حكومة .. والهيئات والنقابات تحتج الثلاثاء على التأخير
بعد غد الاثنين، يغادر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك، ولم تتضح بعد مواعيد لقاءاته مع رؤساء الدول أو الحكومات. 
وفي الوقائع اللبنانية، زيارة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي F.B.I كريستوفر راي لكل من الرؤساء عون ونبيه برّي وسعد الحريري، وهي الأولى له منذ توليه منصبه.
وقالت المعلومات الرسمية ان الرئيس عون شدد ان الجيش هو  محور الاستقرار في لبنان، وان لبنان نجح في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب.
وأشارت المعلومات إلى ان المسؤول الأميركي الذي كان على رأس وفد، ضم السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد، قال للمسؤولين اللبنانيين ان أولوية بلاده هي مكافحة الإرهاب..
وقال مصدر واسع الاطلاع، ان البحث تطرق إلى «مواضيع أمنية حساسة».
على ان الأبرز في المشهد ان همّ الحكومة لن يحضر في لقاءات واشنطن أيا كانت، فالرئيس يعرف تماماً صلاحياته، والعرف يعطيه حصة، (وهذا معنى تحصين الموقع الرئاسي)، والمعايير موجودة في نتائج الانتخابات.
ولصقاً بهذا التوجه، يجاهر التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل، انه لن يتنازل عن حقه بالحصة المسيحية الكبرى، ولو كان ذلك على حساب ابعاد «القوات اللبنانية» وحتى «المردة»..
هذا يعني تلقائياً، تجذّر العقدة أو العقد المسيحية، اما العقدة الدرزية، فوفقاً للمعلومات الخاصة باللقاء فإن زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى عين التينة ولقاء الرئيس برّي، لا صلة مباشرة لها بالتأليف، أو «العقدة الدرزية»، بل بمناخ عام من ضمنه الملف الحكومي، وموقف النائب وليد جنبلاط من زيارة وزرائه إلى سوريا، وملابسات هذا الموقف، فضلاً عن الجلسة التشريعية، وتعيينات من حصة الدروز في بعض مؤسسات الدولة..
حراك خجول
وباستثناء الحراك الخجول الذي سجل على خط اتصالات تأليف الحكومة، ولا سيما بين بعبدا ومعراب، وبين عين التينة وكليمنصو، من دون حصول أي اختراق على مستوى المفاوضات الحكومية، بقيت أوساط «بيت الوسط» على تأكيداتها بأن الرئيس المكلف لم يوقف اتصالاته، وهو لا يزال يسعى لتدوير الزوايا، لكنه لا يلقى تجاوباً من الأطراف المعنية، مشيرة إلى ان العقدة ليست عند الحريري بل عند الآخرين، «وفتشوا ما هي حسابات الأطراف المعرقلة للتشكيل».
ومع ذلك، تؤكد مصادر المعلومات ان مساعي تشكيل الحكومة متوقفة عند النقطة الأخيرة التي عرض فيها الرئيس المكلف على «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي و«التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» تعديل الصيغة الحكومية التي تقدّم بها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، فجوبه برفض شديد من «القوات» التي ما تزال ترفع سقف المطالبة بحقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة، وثلاث حقائب وازنة للقبول بحقيبة دولة، بينما استشعر المتصلون برئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط إمكانية القبول بحقيبة دولة مقابل منحه حقيبتين اساسيتين، فيما طالب «المردة» بحقيبة الطاقة إذا تمّ نزع حقيبة الاشغال منه، في حين يرد البعض السبب الأساسي لعرقلة التشكيل إلى مطلب «التيار الوطني الحر» بإحدى عشرة حقيبة، مع حصة رئيس الجمهورية، بينها حقيبتان سياديتان، وحقائب أساسية وخدماتية.
ومنذ اللقاءات الأخيرة للرئيس الحريري مع ممثلي «القوات» والحزب الاشتراكي، لم يشهد «بيت الوسط» أي لقاء مع أي طرف، وتوقفت المفاوضات بانتظار «شيء ما» لم تعرف طبيعته بعد، أو بانتظار تغيير مواقف الأطراف وتليينها بسبب ضغط الظروف الاقتصادية والمعيشية على البلاد والعباد.
الا ان الجديد الذي سجل أمس، ولو كان خجولاً، فإنه يصب في إطار الاتصالات الحكومية، وفي طليعته زيارة وزير الإعلام ملحم رياشي للرئيس عون في قصر بعبدا مساء أمس الأوّل، حيث نقل إليه، وفق المعلومات، شكر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع على التوضيح الذي أصدره مكتبه الإعلامي في ما خص ما نقل عنه لاحدى الصحف. وتخلل اللقاء تأكيد الحرص على استمرار التواصل بين بعبدا ومعراب بمعزل عمّا يدور على خط العلاقات المتوترة بين القوات والتيار الحر، وتمسك بالمصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية.
كما سجلت زيارة لرئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي لرئيس المجلس نبيه برّي في عين التينة، حيث تمّ عرض الأوضاع الراهنة والوضع الحكومي، واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول: «لا جديد حكومياً، وإذا استجد شيء نعلمكم».
وفي المعلومات، ان الوضع الحكومي سيأخذ إجازة جديدة، على الرغم من انه سيكون حاضراً بشدة خلف كواليس الجلسة التشريعية التي ستعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، تحت عنوان تشريع الضرورة، في ظل الجدل الدستوري حول دستورية الجلسة في ظل حكومة مستقيلة، أو حكومة تصريف الأعمال، والذي لا بدّ ان يكون حافزاً، بشكل أو بآخر، على ضرورة تجاوز عراقيل التأليف بالتي هي أحسن، لكي تنتظم الامور في مسار دستوري سليم، في حال تحمل الجميع مسؤولياتهم.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الحديث الذي أدلى به جنبلاط الأب قبل يومين، يمكن ان يُساعد المساعي المبذولة لحلحلة الوضع الحكومي، لا سيما عندما ألمح إلى إمكان قبول بوزيرين درزيين ووزير مسيحي من حصة الحزب الاشتراكي في الحكومة، لافتة في الوقت نفسه، الى اللجان المشتركة التي تشكّلت بين «التيار الحر» والحزب الاشتراكي برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والاجتماع الذي تمّ بين نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر وهشام ناصر الدين من الاشتراكي، معتبرة ذلك عوامل يفترض ان تساهم في تبريد الأجواء بين الطرفين ويمكن أيضاً ان تساعد في حلحلة الأمور إذا ما تمّ استثمار ما جرى بشكل إيجابي.
عون إلى نيويورك
اما على الصعيد الحكومي، فإن المصادر نفسها، اكدت ان الاتصالات مستمرة ومن شأنها ان تستكمل الى ما بعد عودة الرئيس عون من نيويورك. وفي هذا الاطار علم ان الوفد الذي يرافق الرئيس عون الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيسة بعثة لبنان في الامم المتحدة السفيرة امال مدللي وسفير لبنان في واشنطن وعددا من الدبلوماسيين والمستشارين.
واشارت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» الى ان الرئيس عون يلقي كلمة لبنان قبل ظهر الاربعاء المقبل بتوقيت نيويورك (بعد الظهر بتوقيت بيروت). وهي ستتناول المواضيع الداخلية في لبنان بصورة عامة والموقف الرسمي من الاوضاع الإقليمية ودور الامم المتحدة والمنظمات الدولية كما ستتطرق الى المقاربة اللبنانية لملف النازحين السوريين وعودتهم الامنة والتدريجية كما للملف الفلسطيني بعد قرار الولايات المتحدة الاميركية بوقف المساعدات عن «الاونروا».
كذلك اشارت المصادر نفسها الى ان الخطاب الرئاسي سيتناول قضايا متصلة بالارهاب وسبل مكافحته ودور لبنان في محيطه فضلا عن التحضيرات التي اعدها لبنان استكمالاً لجعله مركزا لحوار الحضارات في ضوء الآلية التي ستعرض على الأمين العام للامم المتحدة.
وقالت المصادر ان برنامجا اعد للرئيس عون خلال زيارته وهناك لقاءات له مع الامين العام ومسؤولي المنظمات الدولية فضلا عن لقاءات مع رؤساء وفود عربية واجنبية.
وعلم ان الرئيس عون سيلتقي ايضا ابناء الجالية اللبنانية.
جولة رئيس FBI
وكان موضوع مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، حضر في الجولة الاستطلاعية التي قام بها أمس رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة FBI كريستوفر راي، على الرؤساء الثلاثة، وقادة الأجهزة الأمنية، لمناسبة تعيينه حديثاً في منصبه.
وشدّد راي، خلال زيارته إلى بعبدا، برفقة السفيرة الأميركية اليزابيث ريتشارد ووفد مرافق، على «تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني، الذي قال انه اثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الامن في لبنان، ومكافحة الارهاب التي تبقى من اولويات الادارة الاميركية»، شاكراً الرئيس عون على «الجهود التي يبذلها لبنان لتأمين الامن والاستقرار للمواطنين الاميركيين على اراضيه»، لافتا الى ان الارهاب لا يميز بين جنسية او دين او عرق، ما يجعل المواجهة متشعبة وضرورية.
واكد عون ان لبنان نجح في مواجهة التحديات الامنية والارهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني، والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية، ولافتا الى اهمية استمرار التعاون في هذا المجال، لاسيما ان للجيش الدور المحوري في ترسيخ الامن والاستقرار.
واشار الرئيس عون الى ان لبنان الذي قضى على المجموعات الارهابية في الجرود البقاعية وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الارهابية النائمة تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ اي اعتداءات ضد الآمنين.
وأوضح بيان صدر عن السفارة الأميركية في بيروت، ان زيارة راي جاءت «لتأكيد التزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية الأميركية، وان النقاش تناول القضايا المتعلقة بتطبيق القانون والتعاون الامني بين البلدين».
وقال: «لبنان هو شريك رئيسي في تطبيق القانون، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والحفاظ على التراث الثقافي من خلال منع الاتجار بالآثار. وزيارة السيد راي، تلقي الضوء على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة على علاقتها مع لبنان، والتزامنا المستمر بأمن الولايات المتحدة ولبنان».
وكشف مصدر دبلوماسي ان تطبيق القانون يتعلق بصورة رئيسية بالجرائم ولا سيما جرائم تبييض الأموال.
الجلسة التشريعية
وعلى قاعدة «تشريع الضرورة»، تنعقد الجلسة التشريعية الأولى لمجلس 2018، يومي الاثنين والثلاثاء، وسط استمرار الجدل الدستوري على دستوريتها في ظل حكومة تصريف الأعمال، ولكن من دون ان تكون الدعوة التي وجهها الرئيس برّي موجهة ضد أحد، وتحديداً الرئيس المكلف، الذي وافق على المشاركة في الجلسة تحت عنوان المشاريع الضرورية المرتبطة بشكل خاص بمؤتمر «سيدر»، وبما يعني عدم تكريس أمر واقع، بل حالة استثنائية، وهو ما ترجم ببيان صدر عن تيّار «المستقبل» نفى فيه «اعتبار ما نسب إليه من موقف حول اعتبار التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتفاق الطائف»، مؤكداً أن «كتلة نواب «المستقبل» ستشارك في جلسات تشريع الضرورة عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة.
غير ان «لقاء الجمهورية» الذي اجتمع أمس برئاسة الرئيس ميشال سليمان، أسف «لعدم اكتراث غالبية القوى التي ستتشكل منها الحكومة لخطورة ما ينتج عن استمرار الشلل في التأليف من اعراف وتدابير قد تكون ضاغطة وضرورية لكنها حتماً غير دستورية، في إشارة إلى الجلسة التشريعية، وهو كان استمع إلى دراسة دستورية اعدها عضو اللقاء الخبير الدستوري المحامي ميشال قليموس تؤكد لا دستورية التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال.
وفي المقابل، تؤكد جميع الكتل النيابية المشاركة في الجلسة، على اعتبار ان هناك مشاريع واقتراحات قوانين ملحة، ولأن التشريع لا يمكن ان يتعطل، وان كان البعض يرفض عبارة تشريع الضرورة لأن التشريع دائما يكون ضرورة وهو المهمة الأساس لمجلس النواب، وتفضل استبدالها بمقولة اولويات التشريع، خصوصا اذا كانت الملفات مرتبطة بمهل معينة، كما يحصل مع الإتفاقيات والإلتزامات الدولية – ورغم ذلك بقي السؤال الملح وهو كيف سيتم التوقيع على القوانين التي تستلزم توقيع رئيس الحكومة والوزير المختص الى جانب توقيع رئيس الجمهورية في ظل حكومة تصريف الأعمال وماذا لو استمر تأخر التشكيل –  من هنا تصدر جدول اعمال الجلسة المواضيع التي انجزت في اللجان المشتركة والتي ترتبط بشكل او بأخر بالإصلاحات التي التزم لبنان القيام بها في مؤتمر «سيدر»، ومنها «الوساطة القضائية، ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز، ونظام الأوف شور للشركات. بالإضافة الى اقتراح معجل مكرر لدعم قروض الإسكان، والذي سيجمع الإقتراحات التي قدمت من اكثر من كتلة في اقتراح موحد، بالإضافة الى القروض مع البنك الدولي قبل ان تسقط مفاعليها.
واضيف إلى جدول الأعمال الذي وزّع أمس ويتضمن 29 بنداً، اقتراح قانون المفقودين قسراً، والذي يتناول حصراً المخطوفين في الحرب الأهلية، إلى جانب اقتراحات قوانين قد لا تكون في أولويات التشريع، مثل استبدال اسم قرية في قضاء جبيل، وتنظيم مهنة تقويم النطق واعفاء السيّارات المتضررة من حرب تموز 2006 واحداث نهر البارد من رسوم الميكانيك.
وبالتزامن، دعت الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة إلى لقاء يعقد الثلاثاء المقبل، لاعلان صرخة احتجاج على تأخير تأليف الحكومة.

البناء
تركيا تطلب مؤازرة روسية في إدلب… وتوقعات أميركية بإغلاق الأجواء السورية بوجه «إسرائيل»
نصرالله يدبّ الذعر في تل أبيب: الأمر تمّ وانتهى… وعون إلى نيويورك
بري يبدأ تشريع الضرورة بإجماع نيابي… وإبراهيم لتهدئة التيار والاشتراكي
من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران اجتماعاً تشاورياً على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضوء ما صرّح به المسؤولون الأتراك عن صعوبة قيامهم وحدهم بأعباء تطبيق تفاهمات إدلب، وما نقلته وسائل الإعلام الروسية عن عمليات جراحية سينفّذها الطيران الروسي في مناطق تمركز الجماعات المتطرفة بطلب تركي، فيما تبدو التسوية التي توافقت عليها تركيا وروسيا بمباركة سورية وإيرانية من جهة وأميركية من جهة مقابلة، سياقاً مفتوحاً على الخيار العسكري، كما تؤكد الأوساط التركية المقرّبة من الرئيس رجب أردوغان وتبدو بالمقابل «إسرائيل» في ضفة الوضع الصعب والحرج، خصوصاً بعد تداعيات سقوط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري وتحميل موسكو «إسرائيل» مسؤولية إسقاطها، بعدما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي طلب مقابلته تحت عنوان التعزية، وهو يزور موسكو لتقديم إيضاحات حول ملابسات سقوط الطائرة، بينما رد الكرملين على إدعاءات إسرائيلية بعتب روسي على سورية في ضوء سقوط الطائرة، وتحدّثت الصحافة الأميركية عن مرحلة جديدة من القيود تنتظر «إسرائيل»، حيث توقعت صحيفة «كلتشر استراتيجي» المتخصصة بالشؤون العسكرية والاستراتيجية أن تغلق موسكو الأجواء السورية بوجه «إسرائيل» عبر نشر شبكات صواريخ أس 300 فوق الأراضي السورية أو ترك الجيش السوري يقوم بذلك.
بالتوازي كانت كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطوي إسرائيلياً سنوات الحرب السورية، التي جعلت حكومة بنيامين نتنياهو عنوان التدخل الإسرائيلي فيها منع وصول سلاح نوعي إلى يد حزب الله، معلناً أن الأمر تمّ وانتهى، فالسلاح الذي تخشون وصوله للمقاومة قد وصل بما يكفي كماً ونوعاً لجعل «إسرائيل» لا تفكر بالحرب.
ردود الأفعال داخل كيان الاحتلال أجمعت على الذعر الذي تثيره كلمات السيد نصرالله، التي لا يمكن تجاهلها، ولا مقابلتها بالتشكيك، أو الادعاءات الفارغة، فهي تفتتح مرحلة وتنهي مرحلة، على إسرائيل التصرّف بوحيها، فالامينُ العامُّ لحزبِ الله لا يَكذِب، كان ردُّ الخبراءِ الصهاينةِ والمحللين على رئيسِ وُزرائِهِم بنيامين نتنياهو، وكلُ الغاراتِ الإسرائيليةِ على سورية لم تَمنَعِ الحزبَ من تحقيقِ هدفهِ بالحصولِ على السلاح المنشود، اِنَهٌ فشلٌ استراتيجيٌ قالَ النائبُ السابقُ لرئيسِ مجلسِ الأمنِ القومي الصِهيوني «عيرن عتسيون».
لبنانياً، إجازة طويلة للملف الحكومي ومثله المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوزع الداخل اللبناني بين محاور ثلاثة، ما ستشهده نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من لقاءات يجريها الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وستكون محاورها قضيتا عودة النازحين السوريين، ومواجهة مساعي واشنطن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من بوابة قطع التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، وبالتوازي جلسات تشريع الضرورة التي سيعقدها مجلس النواب بعدما نجح رئيسه نبيه بري بتحقيق إجماع نيابي حولها، والمحور الثالث هو مساعي التهدئة التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في فترة الجمود السياسي منعاً لخروج السجالات عن السيطرة، وكان أبرزها مسرح العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي.
دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى البقاء في دائرة الحذر من أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وقال: «الإسرائيليون غاضبون، لأن مشروعهم في المنطقة سقط، وعلقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سورية والعراق، لكن يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى مما مضى، وأن دولاً جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وشعوباً أصبحت داخل دائرة الصراع مع العدو. فهذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد. هو يتهيّب أي معركة في المنطقة، خصوصاً مع لبنان ويعلم أن أي حرب ستكون لها تداعيات كبيرة، ويدرك أن نقاط ضعفه مكشوفة، وهو يعرف نقاط قوتنا».
وشدّد السيد نصرالله خلال كلمته في ختام المسيرة العاشورائية الحاشدة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية بمناسبة العاشر من محرم على أن «المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغيرها إذا ما فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام»، وأضاف: «يقولون إنني أخطب من الملجأ، أنا موجود في مكان ما وطبعاً ليس ملجأ والله مد في عمري، الذي تسعون في الليل والنهار لقتله، وهذا دليل على فشلكم، وليس مهماً أن أخطب من الملجأ أو غيره، بل المهم هو الخطاب والمهم هو ما أعدّه حزب الله من قوى وعتاد وصواريخ ومقاتلين مؤمنين أصحاب العزم والكفاءة».
وجدّد السيد نصرالله التزام الحزب «الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس ووقوفنا إلى الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة في مواجهة صفقة القرن، ونحيّي مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع».
كما شدّد الأمين العام لحزب الله على أن «من واجبنا أن نقف الى جانب إيران ، التي ستدخل الى استحقاق خطير. وهو بدء تنفيذ العقوبات الأميركية التي تعمل على مدى الساعة لتحاصر إيران وتمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني، وكلنا يعرف أن إيران تعاقب من قبل أميركا بسبب واضح جداً، وهو لأنها متمسكة بدينها وبإسلامها وبجمهوريتها واستقلالها وسيادتها وحريتها، ولأن إيران قائداً وحكومة وبرلماناً وشعباً ترفض أن تصبح عبداً عند السيد الأميركي وترفض أن يصادر أحد قرارها أو ينهب ثروتها وأموالها كما يحصل مع دول أخرى»، مضيفاً: «إيران تعاقَب، لأنها تريد أن تكون دولة مستقلة وسيدة وحرة، وتريد المساعدة في إسقاط مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ويجب أن نستحضر فضلها ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني واللبناني». كما لفت إلى أن «إيران كانت أول من لبّى نداء الشعب العراقي عندما جاء داعش، كما وقفت الى جانب سورية عندما شنت الحرب الكونية عليها، فإيران ملتزمة بقضايا المظلومين والمستضعفين، وعلينا أن نقف الى جانبها سياسياً وشعبياً ومعنوياً في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط».
وفي الشأن المحلي دعا السيد نصرالله الى «الهدوء والحوار والتواصل و تشكيل الحكومة وتحمل المسؤوليات في مواجهة الملفات».
إبراهيم على خط التهدئة بين «التيار» – «الاشتراكي»
وإذ لم يُسجِّل ملف تشكيل الحكومة أي جديد بانتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يغادر مساء غدٍ الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لافتاً الدور الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط التهدئة وتبريد الأجواء على جبهة التيار الوطني الحر الحزب التقدمي الاشتراكي، وبحسب معلومات «البناء» فإن «اللواء إبراهيم تواصل خلال الأيام القليلة الماضية مع الرئيس ميشال عون ومع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لتجنيب الجبل التوترـ لا سيما أن بعض التصريحات وما صدر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفريقين بدأ يخرج عن المألوف ويأخذ منحى مرحلة ما قبل مصالحة الجبل ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأرض». ولفتت المعلومات الى أن «اللواء إبراهيم كان على تنسيق تامّ مع ثنائي أمل وحزب الله اللذين فوّضا إبراهيم أيضاً للعب دور على هذا الصعيد». كما تحدثت مصادر «البناء» أيضاً عن «دور لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وعلى هذا الاساس التقى ابراهيم كلاً من نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر والمسؤول في الحزب الاشتراكي هشام ناصر الدين للبحث من أجل تفعيل لجنة التواصل بين التيار والاشتراكي لقطع دابر أي فتنة طائفية تهدد أمن الجبل».
وكان جنبلاط قد أعلن عن تأليف لجنة تواصل بين التيار والاشتراكي يرأسها إبراهيم وتضمّ عن الطرفين رومل صابر وناصر الدين وعدداً من كوادر الحزبين في منطقة الشوف – عاليه.
وأمس زار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض للأوضاع الراهنة والوضع الحكومي. واكتفى جنبلاط بعد اللقاء بالقول «لا جديد حكومياً، وإذا استجدّ شيء نعلمكم».
المستقبل يشارك في الجلسات التشريعية
وعشية انعقاد الجلسة التشريعية يومي الاثنين والثلثاء المقبلين، حسم تيار المستقبل موقفه إزاء مشاركته في هذه الجلسات، فأوضح في بيان أن «الكلام المنسوب إليه عن أن التشريع في غياب الحكومة بداية انقلاب على اتّفاق الطائف لم يصدر عنه، وبأن كتلة نواب المستقبل ستشارك في جلسات تشريع الضرورة المقررة يومي الاثنين والثلثاء المقبلين عملاً بما تقتضيه المصلحة العامة».
ولفتت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» أن مختلف الكتل النيابية ستشارك في الجلسات التشريعية ولم يبلغنا أحد الأطراف مقاطعته لها، موضحة أن «المجلس النيابي لا يُصادر ولا يُغيّب دور الحكومة بل يتكامل معها ويمهّد لها الطريق لتنطلق في عملها فور تشكيلها». وأشارت الى أن «جدول أعمال الجلسة بات جاهزاً ويتضمن بنوداً تقع في إطار تشريع الضرورة وتلبية لحاجات الدولة والمواطنين لا سيما مواكبة متطلبات مؤتمر سيدر، فالجدول يتضمن مشاريع تتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة واقتراحَي حماية كاشفي الفساد ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز ومطالب الأساتذة والأسلاك العسكرية الى جانب معضلة الإسكان».
لجنة العودة
على صعيد آخر، وجهت وزارة الخارجية والمغتربين كتاباً الى سفارة روسيا في لبنان حمل الرقم 4093/5 وتضمن أسماء أعضاء اللجنة اللبنانية الذين سيشاركون في عمل اللجنة اللبنانية – الروسية المشتركة لمتابعة إجراءات عودة النازحين السوريين. والأعضاء هم: جورج شعبان عن رئاسة الحكومة، أمل أبو زيد عن وزارة الخارجية والمغتربين، اللواء عباس إبراهيم عن الأمن العام اللبناني والعميد سهيل خوري عن الجيش اللبناني.
على صعيد المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، لم يُقدّم فريق الإدعاء أدلة وقرائن جديدة يُعتد بها لإدانة المتهمين بالاغتيال كما لم يُحقق إعادة احياء هذه المحكمة أهداف بعض من في الداخل والخارج الذين أرادوا لهذه المحكمة أن تُعيد مشهد التوتر المذهبي الى الساحة الداخلية ومزيد من الضغط والحصار على حزب الله، لكن النتيجة جاءت معكوسة وانقلب السحر على الساحر، فقد عرّى فريق الدفاع ما تبقى من ثقة وعدالة لهذه المحكمة ودحض كل أدلة فريق الادعاء التقنية والسياسية، كما أن موقف الرئيس سعد الحريري التهدوي والعقلاني أيضاً خيّب آمال المراهنين على نتائج هذه المحكمة في الداخل.
وأعلنت المحكمة في بيان، انتهاء تقديم المرافعات الختامية بعد 9 أيام من الجلسات.

الجمهورية
التهديدات والتوترات تهزّ المنطقة.. ودعــوة أممية لضبط النفس وتطمينات غربية
المنطقة مضبوطة على إيقاع توترات تنذر باحتمالات واشتعالات على اكثر من ساحة، يصعب التكهّن بحجم التداعيات التي يمكن ان ترخيها على بعض الدول وخرائطها السياسية والجغرافية. وأمام هذا الواقع الخطير يلقي لبنان بنفسه على رصيف التعطيل الحكومي، مُستسلماً لجمود يزيد من ترسيخه انعدام مريع في المبادرات من فريق التأليف، نحو خطوات جدية تضع الحكومة الضائعة منذ نحو 4 أشهر على سكة الولادة. او بالحد الادنى نحو خطوات تخفّف من الاضرار المتراكمة، وتوقف المسار الانحداري السريع الى الوراء.
تعكس المستويات السياسية والديبلوماسية صورة منطقة يكتنفها الغموض يُلقي ظلالاً من القلق حول مستقبلها، حيث يتهددها جوّ حربيّ آخذ في التفاقم في هذه الفترة، وبشكل خاص في الميدان السوري حيث ما زالت شرارة إدلب مشتعلة برغم تبريدها في قمة سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، عبر تفاهمات ثنائية بشأنها. وكان اللافت بالأمس المهلة التي أعطاها وزير الخارجية الروسي لجبهة النصرة للخروج من إدلب، ما فسّر بأنه موقف تمهيدي لعمل عسكري. حيث قال لافروف امس: على جبهة «النصرة» الإنسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب حتى منتصف تشرين الأول.
وبحسب هذه الاجواء، فإنّ الامور شديدة الحساسية، ومع الحشد العسكري والبحري المتبادل على هذه الجبهة بين الاميركيين والروس، تصبح مفتوحة على تطورات غير متوقعة، وما يقلق أكثر هو دخول العامل الاسرائيلي على هذا الخط، من خلال تكثيف الغارات في سوريا، والتي أدّت الى أزمة إسقاط الطائرة الروسية ومقتل 15 عسكرياً روسياً.
التهديدات
ولا تشكل الساحة السورية وحدها مصدراً للتوتر في المنطقة، بل اضيف اليها مصدر آخر عبر التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» واسرائيل، التي ارتفعت وتيرتها في الساعات الماضية الى مستويات غير مسبوقة.
مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»
الى ذلك، تخوّفت مصادر ديبلوماسية غربية من ان تنزلق التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» واسرائيل الى ما هو أخطر في المرحلة المقبلة.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: انّ بلوغ التهديدات هذا الحد من استعراض القوة، من قبل الجانبين مؤشّر خطير، ويبعث على القلق من احتمالات أسوأ يمكن ان تطرأ في أي لحظة اذا ما خرجت الأمور عن السيطرة.
مصادر أممية لـ«الجمهورية»
بدورها، قالت مصادر ديبلوماسية أممية لـ«الجمهورية» انّ الامم المتحدة على تواصل دائم مع كل الاطراف وتدعوها الى تجنّب السقوط في اي منزلقات، والى ممارسة المستوى الاعلى من ضبط النفس».
وإذ اشارت المصادر الى انّ قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان على تواصل مستمر مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، تفيد تقارير قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان انّ الوضع على جانبي الحدود هادىء وينعم بالاستقرار.
وشددت المصادر على تعاون كل الاطراف مع اليونيفيل، واكدت اهمية الدور الذي تضطلع به للحفاظ على الاستقرار في الجنوب اللبناني، وضرورة استمرار كل من لبنان وإسرائيل بالتزاماتهما بقرار مجلس الأمن 1701، لافتة الى انّ الامم المتحدة تواصل جهودها في سبيل إبقاء الحفاظ على الاستقرار في لبنان هو الاولوية، مذكّرة في الوقت نفسه بما أكد عليه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لناحية استئناف الحوار الوطني في لبنان بهدف التوصّل إلى استراتيجية للدفاع الوطني.
تطمين
في هذا الوقت، وفيما قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» ان موقف لبنان معروف لناحية التزامه الكامل بمندرجات القرار 1701، الذي تخرقه اسرائيل براً وبحراً وجواً، ولناحية قراره بحماية ارضه والدفاع ومواجهة اي احتمالات اسرائيلية، كشفت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» انّ تأكيدات تلقّاها لبنان، سواء من الاميركيين او الاوروبيين بالحرص على استمرار الاستقرار في لبنان وعدم الاخلال به.
ولم تُشر المصادر الى ما اذا كانت هذه التأكيدات قد جاءت بعد التهديدات المتبادلة ام قبلها، الّا انها قالت: سواء كانت قبل التهديدات ام بعدها، الواضح انها تعكس تأكيداً مباشراً من قبل الاميركيين تحديداً، على انّ جبهة لبنان ليست قريبة من الاشتعال. والسبب الاساس في ذلك هو انّ الاميركيين لا يريدون بؤر توتر اضافية في المنطقة، أولويتهم اليوم هي سوريا والتطورات المتسارعة فيها عسكرياً وسياسياً، وكيفية إدارة الصراع السياسي المحتدم بينهم وبين الروس.
نصرالله
وكانت الساعات الـ48 الماضية قد شهدت تصاعداً في وتيرة التهديدات بين «حزب الله» واسرائيل، حيث وجّه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله تحذيراً لإسرائيل من عاقبة وخيمة لها في حال شَنّت عدواناً على لبنان.
وخلال إحياء مراسم اليوم العاشر من محرّم (عاشوراء)، امس الاول، حيث نظّم الحزب مسيرة حاشدة في الضاحية الجنوبية، أكد نصرالله «أنّ إسرائيل تعلم أنّ محور المقاومة «عائد أقوى من أي زمن مضى»، لافتاً إلى أنّ العدو يدرك أنّ نقاط ضعفه باتت مكشوفة، ويعرف جيداً نقاط القوة التي نمتلكها.
وإذ اشار الى انّ «العدو يعرف أنّ هناك متغيّرات كبرى حصلت في المنطقة لم يكن يتوقعها»، قال: إنّ «المقاومة تملك إمكانيات تسليحية بما يجعل إسرائيل تواجه مصيراً لم تتوقعه إذا فرضت حرباً على لبنان، والإسرائيلي يتهيّب أيّ معركة في المنطقة وخصوصاً مع لبنان، ويعلم أنّ أيّ حرب ستكون لها تداعيات كبيرة».
وشدّد نصر الله على أنّ «الجيش الإسرائيلي الذي كان يهدّد باجتياح بيروت لم يعد موجوداً». وتوجّه إلى الإسرائيليين بالقول «إنّ الله مدّ في عمري وأنتم تسعون في الليل والنهار لقتلي، ولكنكم فشلتم ووجودي هو دليل على فشلكم».
نتنياهو
وفي وقت لاحق، ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كلام السيد نصرالله، مهدداً بتوجيه ضربة قاسية الى «حزب الله».
وقال نتنياهو في تصريح له، خلال المراسم الرسمية التي أقيمت في جبل هرتسل في القدس، إحياء لذكرى حرب تشرين الأول 1973، إنه «استمع للتصريحات النارية التي أطلقها نصرالله». أضاف: «الأخير قال بعد حرب الـ2006 انه لو كان يعلم ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على خطف جنودنا آنذاك، لكان فَكّر مرتين. وأقول لنصرالله: عليك التفكير عشرين مرة قبل التعدي على اسرائيل، لأنه لو اعتدى علينا، فإنه سيتلقّى ضربة ساحقة لا يستطيع تصورها حتى».
أزمة التأليف
حكومياً، حواجز التعطيل منصوبة بين المتصارعين على الحقائب والاحجام، والمشهد الداخلي تتجاذبه شروط وتعقيدات، ولم يقدّم اي من المتصارعين بدائل او حلولاً وسطية او مخارج يمكن ان تشكل مساحة مشتركة في ما بينهم، فيما العدادات تمرّك أزمات، واعتراضات، وتقنيناً كهربائياً ومولّدات وتوعّداً بعدادات، او بالأحرى «شفّاطات» لِما تبقّى في جيوب الناس، وفي محاذاتها تحركات وتحضيرات لاعتصامات وإضرابات.
على هذه الصورة، وكما يقول احد المشاركين الاساسيين في مطبخ التأليف، يتجمّد تشكيل الحكومة، فلا تواصل جدياً بين الرؤساء الثلاثة حيال هذا الامر، وإن وجد هذا التواصل فهو خجول جداً، ومحدود الى أضيق الحدود، والارباك يشمل الجميع بمن فيهم الرؤساء، اذ انّ عصا الحلول الداخلية مفقودة.
لا وساطات خارجية
وكشف مرجع سياسي كبير لـ«الجمهورية» انّ كل ما قيل عن وساطات وجهود خارجية غربية وغير عربية للدفع بالوضع الحكومي اللبناني نحو تأليف الحكومة، ليس صحيحاً على الاطلاق، ولم يطرح احد على اي مسؤول لبناني اي امر او اي مبادرة او حتى نيّة للتدخل ولو من بعيد في الاستحقاق الحكومي للتعجيل بالحكومة. يأتون الينا ويعربون عن تمنيات ورغبات من دون ان يعربوا عن استعدادهم للقيام بخطوات ملموسة. ينصحوننا بالتعجيل بتشكيل حكومة، لأنّ ضرورات اقتصادية ملحّة مثل مؤتمر سادر وما تقرر تجاه لبنان، توجِب وجود حكومة لمتابعتها ومواكبتها وإفادة لبنان منها، لكن نحن في مكاننا عالقين بين متاريسنا وصراعاتنا على مغانم ومكاسب، ولا نخجل من ان نعطي آذاننا للداخل او للخارج لتعطيل تأليف الحكومة عبر لعبة مكايدة واضحة، وضعت البلد على سكة الجمود الطويل. في الخلاصة علينا ان نعترف اولاً واخيراً انّ الخارج أحرص منّا على بلدنا.
يرسم المرجع صورة التأليف كما هي اليوم، فيشير الى «صراع رئاسي» واضح، إنما غير معلن، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينتظر ان يحسم الرئيس المكلف سعد الحريري، ولم يسجّل انه قدّم حلاً وسطاً يمكن ان يوافق عليه الأخير. والحريري عَلق في دوامة الطروحات المستهلكة التي تدور حول إرضاء «القوات اللبنانية»، ولم يخرج عن هذا السياق منذ تكليفه تشكيل الحكومة في أواخر ايار الماضي، بل وصل به الأمر في آخر مسودة له الى التنازل عن حقيبة من حصته لمصلحة «القوات»، الّا انه اصطدم بعدم موافقة عون الذي يرفض ان يتضخّم حجم «القوات» أكثر من اللازم.
امّا في الجانب الآخر من الصورة التي يرسمها المرجع المذكور، فإلى جانب صراع «القوات» و«التيار الوطني الحر» على الاحجام والحقائب، يتبدّى مثلث الاشتباك على وزارة الاشغال، فـ«االقوات» تريدها، و«التيار» يريدها، و»تيار المردة» يدافع للتمسّك بها وإبقائها معه رافضاً التخلي عنها الّا اذا استبدلت بحقيبة الطاقة، التي يتمسّك بها «التيار»، وتشكّل عنصر اشتباك عليها بين «التيار» و«القوات». وفي محاذاة هذا المثلث الاشتباكي تقع العقدة الدرزية المستعصية، والمؤجّل إيجاد مخرج لها الى ما بعد حل العقد بين «التيار» و»القوات». الّا انّ اكثر العقد تعقيداً، والمؤجّل الاشتباك عليها هي عقدة تمثيل «سنّة المعارضة»، حيث يرفض الحريري إخراج التمثيل السني في الحكومة من دائرة تيار «المستقبل»، في مقابل إصرار قوى أخرى على تمثيل النواب السنّة الآخرين من خارج تيار «المستقبل»، ويؤيّد هذا المنحى وبقوة «حزب الله»، الذي اكد لرئيس الجمهورية ضرورة تمثيل هؤلاء في الحكومة.
واللافت في هذه الصورة ايضاً، عودة الكلام في بعض زوايا مطبخ التأليف حول وزارة الصحة، مع إبداء تحفظات على إسنادها الى «حزب الله». ويقال في هذا الاطار انّ «القوات» تسعى الى الحفاظ عليها كونها من حصتها الوزارية الحالية، وثمّة جهات سياسية في فريق 14 آذار، ترى حجبها عن الحزب لأنها وزارة على تماس مباشر مع العالم، وتستوجب ان تتواصل مع كل العالم، ووجود وزير من «حزب الله» على رأسها سيصعّب هذا التواصل حتماً. إلّا انّ موقف الحزب حول هذا الأمر تمّ إبلاغه للعاملين على خط التأليف بأنه اختار وزارة الصحة ولن يتراجع عنها.

الأخبار
«انتهى الأمر وأُنجِز»… فشَل الحرب الإسرائيلية على سلاح المقاومة النوعيّ
كيف أمسك خليل الصحناوي برقاب اللبنانيين؟
تبادل التهديدات بين الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ورئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أدخل عامل اطمئنان إضافياً على معادلة الردع المتبادلة بين الجانبين، مع تأكيد وجود وفاعلية «الصواريخ الدقيقة»، التي ما بعدها، ليس كما قبلها (مقال يحيى دبوق).
كلمة نصر الله، أول من أمس، جاءت مفصلية في مسار مواجهة العدو الإسرائيلي، إن لجهة مضمونها والرسائل التي تضمنتها، ومن بينها تأكيد القدرات العسكرية وتعاظمها النوعي، أو على الندية وإرادة الرد والذهاب بعيداً في حال قررت إسرائيل الاعتداء على لبنان. توقيت الكشف عن هذه القدرات، كان أيضاً لافتاً، وفي مرحلة مصيرية جداً من الصراع مع العدو، قد يعمد فيها خاطئاً إلى محاولة تقليص نتائج الفشل في الحرب السورية والحد من تبعاتها، عبر تكرار رهانات ومغامرات عسكرية، قد يلجأ إليها في سياق اليأس وتراكم السلبيات.
تحمل الكلمة معطيات تكشف فشل العدو الإسرائيلي في منع تعاظم تسلح حزب الله نوعياً، وتحديداً السلاح الدقيق، الذي من شأنه تغيير المعادلات وتثبيت معادلة الردع. الرد الإسرائيلي على الكلمة جاء استثنائياً وبمستواها في الشكل، وإن دونها في المضمون، وعلى لسان رأس الهرم السياسي في إسرائيل: بنيامين نتنياهو. يشير ذلك إلى الانزعاج والقلق الكبيرين من تبعات الكلمة وما تكشّف فيها، ومن تأثيرها السلبي الذي يتجاوز المسؤولين في تل أبيب، إلى الجمهور الإسرائيلي نفسه، ربطاً بما ينتظره في الحرب المقبلة، إن نشبت.
خلف التصريحات والمواقف العلنية الإسرائيلية، يمكن افتراض أسئلة تتعلق بمرحلة ما بعد التسلح النوعي والدقيق، ووصول قدرات حزب الله الدفاعية إلى مرحلة «الإشباع»، بما يشمل القدرة على الرد المؤثر والموجّه، المفضي إلى منع الاعتداء الإسرائيلي مسبقاً.
وعلى رغم كل التأكيدات على الموقف الدفاعي لحزب الله، وعلى وظيفة السلاح بما يشمل الصواريخ الدقيقة، إلا أن القلق الإسرائيلي من الآتي لا يبتعد عن طاولة القرار في تل أبيب: هل يكتفي حزب الله بالموقف الدفاعي، أو يسعى إلى ما هو أبعد منه؟
في تبادل التهديدات، والندية في مستوياتها، وإن كانت زائدة جداً عن حدها إسرائيلياً، يمكن الإشارة إلى الآتي:
عملياً، أعلن السيد نصرالله نتيجة حرب خيضت وتخاض يومياً بين الجانبين، منذ أكثر من 12 عاماً، حول السلاح والتسلح والنوعية والدقة والقدرة التدميرية. «انتهى الأمر وأُنجزت المهمة»، هي نتيجة هذه الحرب، وهي إعلان فشل استراتيجية المنع وما تسميه إسرائيل «المعركة بين الحروب»، وهي «المعركة» التي لم تستثن منها سوى العدوان العسكري الصاخب والمباشر، في الساحة اللبنانية تحديداً، وإن كانت حاولت أيضاً ذلك وأخفقت (اعتداء جنتا مطلع عام 2014).
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي معبّراً عن القلق والخشية والانزعاج، جراء الكشف عن نتيجة حرب كانت تل أبيب حتى الأمس تركز على نجاحات فيها، مقابل الصمت عن إخفاقاتها، وهي استراتيجية متبعة ومترسخة في المقاربة الإسرائيلية العلنية لتعاظم حزب الله العسكري، عبر تأكيد جدية «الخط الأحمر» الذي بدا في أعقاب الكلمة وبسببها أيضاً، خطاً مشوّشاً في ألوانه. وهذه النتيجة استدعت التدخل بمستويات رفيعة في تل أبيب، للحد من السلبيات. تعرُّض نتنياهو لشخص السيد نصرالله ومحاولة توهين صورته، يأتي ضمن هذا المسعى، وكذلك تهديداته بـ«حرب لا يمكن تصورها ولا تدخل في خيال أحد»، هي محاولة لحرف الجمهور الإسرائيلي عن حقائق ومعطيات قيلت في خطاب السيد، ولم يأت الرد عليها في تعليقات وتعقيبات إسرائيل: التعاظم العسكري والصواريخ الدقيقة.
مع ذلك، في كلمة نتنياهو نفسه، قدر من الطمأنة باستبعاد الحرب، في معرض التهديد بها. إذ إن الوعد بحرب «لا يتخيلها أحد»، سيكون رداً على (ونتيجة لـ) فرضيّة «إنْ واجَهَنا حزب الله». في ذلك، يُبعد نتنياهو خيار الحرب الابتدائية (المتعذر خوضها) من قِبَله، ويحاول إضفاء الموقف الدفاعي على الفعل الإسرائيلي واعتداءاته، كنتيجة لعمل قد يقدم عليه حزب الله. لكن العدو يعلم أن المبادرة الهجومية من قِبَل حزب الله مستبعدة، طالما أن موقف المقاومة هو موقف دفاعي في العلن وفي الفعل، ويتركز على صد اعتداءات إسرائيل، من دون التوجه إلى الموقف الهجومي، إلا في حالات خاصة جداً، وفي خدمة الموقف الدفاعي نفسه.
على رغم ما تقدّم، فإن الكشف عن وجود القدرات الصاروخية الدقيقة، ينقل حزب الله من تموضع دفاعي ثبتت فاعليته حتى الآن في منع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إلى تموضع دفاعي أكثر إشباعاً وفاعلية، مع قدرة هجومية دقيقة، ستتركز في شكل رئيسي على خدمة الموقف الدفاعي وتعزيزه. وبات على صانع القرار في تل أبيب الاستحضار الدائم للسلاح الدقيق، وفاعليته وتأثيره، منعاً للوقوع في الأسوأ.
وبات من المفهوم أكثر موقف وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، في تأكيده على تغييرين استراتيجيين: «أعداؤنا امتلكوا صواريخ دقيقة؛ وتحول الجبهة الداخلية إلى الجبهة الأساس في الحرب المقبلة، ليخلص إلى القول: كل شيء تغير، في السنوات الثلاث الأخيرة قفزت التهديدات أربع درجات». وهذه السنوات الثلاثة الأخيرة، هي التي قادت فيها إسرائيل حربها وبفاعلية، على تعاظم حزب الله العسكري النوعي. وفي هذا التصريح، إقرار مسبق بخسارة الحرب على القدرة والدقة، قبل أن يكشف نصر الله نفسه هذه النتيجة بأسابيع.
تبادل التهديدات (التي تولاها من طرف إسرائيل نتنياهو نفسه)، يؤكد فاعلية وتأثير تهديدات السيد نصرالله بإعلانه عن قدراته الدقيقة، وعن فشل الحرب الإسرائيلية في صدها. رد نتنياهو يؤكد أيضاً على الندية والتعامل الجدي الإسرائيلي مع الكشف، وإن كان الرد مشبعاً بتهديدات زائدة.
الإعلان عن الانتصار في معركة القدرة العسكرية وتعاظمها، بل وأيضاً دقتها، كما ورد في خطاب «انتهى الأمر» لنصر الله، وكذلك التأكيد على هذا الانتصار من خلال رد الفعل الإسرائيلي الزائد المشير إلى القلق وإلى الإقرار الضمني، لا تعني أن الحرب بين الجانبين قد انتهت. فرق كبير بين الانتصار في معركة القدرة، وبين الانتصار في الصراع بين الجانبين، مهما كانت القدرة وفاعلياتها ودقتها. خسارة إسرائيل هذه المعركة وتداعياتها السيئة على كل مجالات المواجهة، لا تعني أن الحرب باتت منتفية. ترسّخ عامل ردع حزب الله في وجه إسرائيل، بحد ذاته، ومهما كان مستواه، لا يلغي بالمطلق إمكانات المواجهة، على رغم أنه يقلصها إلى حد كبير جداً.
يفترض بإسرائيل في الآتي من الأيام، أن تعمل على ترميم المشهد والنتيجة السيئة من ناحيتها، في أعقاب تبادل التهديدات بين الجانبين، والكشف عن السلاح والصواريخ الدقيقة. ترميم صورة، إن لم تكن باتجاه الأعداء في لبنان والإقليم، فباتجاه الجمهور الإسرائيلي الذي ثبت تعامله الجدي مع كل ما يرد عن الأمين العام لحزب الله، نتيجة صدقيته. في ذلك، يقدر أن تُفرط إسرائيل في «سرديات» المناورات والتدريبات، ومحاكاة المواجهة المقبلة مع حزب الله، مع التشديد على النجاحات الافتراضية في محاكاة الحرب وعلى الجاهزية لها. إضافة إلى ذلك، يُقدَّر إطلاق سلسلة تهديدات، بمناسبة وغير مناسبة، قد ترد على لسان المسؤولين الإسرائيليين، وفي تعليقات وتقارير الإعلام العبري.
الإعلام الإسرائيلي: نصر الله لا يكذب
تابع الإعلام العبري، وفي مقدمة التقارير والنشرات الإخبارية، كلمة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وأولاها اهتمامه ومتابعته، وتحديداً ما يتعلق بالكشف عن القدرة النوعية الدقيقة، التي وردت في الكلمة.
القناة العاشرة العبرية ركزت في تعليقاتها على «مشروع الدقة»، والرسالة التي أراد نصر الله تمريرها إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنه «أكد لإسرائيل أنه مستعد للحرب وعلى جاهزية لخوضها، لكن مع التأكيد المقابل أنه في حال تطلب الأمر ذلك»، وأضافت أن «هذه الجاهزية وهذه الرسالة جاءت على رغم تدخله في سوريا عسكرياً، وعلى رغم حساسية وتعقيدات الوضع في لبنان».
تعليق القناة 13 ركز على الصواريخ الدقيقة الواردة في الكلمة، كشف رئيس فيها، مشيرة في تقريرها إلى «دخول عامل جديد على الحلبة بين حزب الله وإسرائيل، وهو عامل مقلق لكن متوقع، إذ قال (نصر الله) مع كل الهجمات التي شنتها إسرائيل، فإن الصواريخ الدقيقة وصلت إلى المخازن في لبنان»، مشيرة في تحسر إلى أن «الأعمى فقط لا يدرك أن إسرائيل تدفع ثمن أخطائها، في أنها لم تعمل بجدية أكثر على إسقاط حكم الأسد، في السنوات الأولى من الحرب السورية».
تقرير القناة 12 شدد على توصيف الكلمة بأنها جاءت واضحة وبسيطة وحماسية، وفقاً لأسلوب الأمين العام لحزب الله. وأضافت يجب علينا جميعاً أن نعرف أنه على رغم جميع الهجمات التي شنتها إسرائيل، فإن الصواريخ الدقيقة تسربت إلى لبنان، وإلى مخازن حزب الله. هذا ما شدد عليه نصر الله، وأوضحه في شكل جيد، وعلينا أن نتعامل مع هذه الأمور بجدية، و«للأسف، أقول أن نصر الله لا يكذب، ويتبين أن الهجمات الـ200 في سوريا، لم تمنع تزوده بالصواريخ الدقيقة».
كيف أمسك خليل الصحناوي برقاب اللبنانيين؟
أمسك المدعى عليه خليل صحناوي بمفاصل مؤسسات الدولة لسنوات. امتلك القدرة على التلاعب بداتا الاتصالات واختراقها. غير أنّ الأخطر كانت قدرته على تغيير «النشرة الجرمية» لأيّ كان، بعد اختراقها. وحده الصحناوي، بقدرة القراصنة، كان في مقدوره أن يمحو جرائم من يشاء ويُجرِّم من يشاء. بل أكثر من ذلك، امتلك القدرة على التلاعب بنتائج الاختبارات للمتقدمين لدورة رتيب في قوى الأمن الداخلي (مقال رضوان مرتضى).
لم يستأنف «بطل» عملية القرصنة الإلكترونية الأكبر في تاريخ لبنان المدعى عليه خليل الصحناوي قرار رفض إخلاء سبيله، الذي أصدره قاضي التحقيق في بيروت أسعد بيرم، قبيل مغادرته البلاد في زيارة عمل ضمن وفد رسمي، نيابي وقضائي، إلى الولايات المتحدة الأميركية. الجلسة المقبلة حُدِّدت في الخامس من الشهر المقبل، بعد إحالة ملف التحقيق إلى مديرية المخابرات في الجيش. معطيات التحقيق تكشف عن فضيحة هزال نُظم الحماية لمؤسسات الدولة الرسمية وانعدامها أحياناً. أما الفضيحة الأكبر، فتتمثل بحجم ونوعية الخرق المرتكب والداتا التي يُشتبه في أن صحناوي سرقها، وقدرته على التلاعب بأسس يُحرّم المساس بها، مترافقة مع صمت غير مسبوق من الأجهزة الرسمية والمسؤولين، على رغم وجود أدلة دامغة على حدوث الاختراقات الشديدة الخطورة. فالتقارير الفنية الثمانية التي كتبها محققو فرع المعلومات في قوى الأمن داخلي، وبعثوا بها إلى القضاء، تكشف بالدليل القاطع حصول جناية تخريب منشآت الدولة الرسمية وتعريض الأمن القومي للخطر الشديد. ماذا يعني أن يمتلك مواطن القدرة على تغيير مضمون النشرة الجرمية لمواطنين آخرين؟ أن يمتلك قدرة محو السجل الجرمي لمجرمين أو إضافة جريمة لبريء؟ فخليل صحناوي، بحسب ما هو وارد في اعترافاته، امتلك القدرة على تنظيف سجل أي مواطن بكبسة زر، مع ما يستتبع ذلك من احتمالات لا تعد ولا تحصى. لعلّ أبرزها أن يتيح للمرتكب، بعد تنظيف سجله، أن يغادر البلاد، أو أن يُتيح لمجرم مطلوب أن يدخل البلاد! وما تقدّم متاح له من دون ترك أي أثر إلكتروني، تماماً كقدرته على التلاعب بداتا الاتصالات في أوجيرو! غير أن الصحناوي زعم بأنه لم يستخدم هذه القدرة التي أتاحها له المقرصنون الذين عملوا لحسابه. «كلمة شرف» قالها للمحققين بأنه لم يفعل ذلك! ربما لم يقترف صحناوي شيئاً من ذلك، لكن ألا يوجد احتمال كبير أن يكون من سلمهم الصحناوي هذه الداتا والإمكانية، فعلوا ذلك؟ لقد تضمن التقرير رقم واحد الذي رفعه المحققون لقاضي التحقيق شرحاً عن مجموعة ملفات عُثر عليها لدى صحناوي.
عثر في حوزة صحناوي على معلومات تخص مشتركين في شركتي ألفا وأم تي سي عثر في حوزة صحناوي على معلومات تخص مشتركين في شركتي ألفا وأم تي سي
وهذه الملفات تتعلق بوزارة العدل والأمن العام ووزارة الداخلية ووزارة الاتصالات والاقتصاد وقوى الأمن الداخلي، علماً أنه «خردق» العديد من شُعب هذه المؤسسة. فإضافة إلى قدرته على التغيير والتلاعب في النشرة الجرمية، اخترق الصحناوي عبر قراصنته نتائج الاختبارات للمتقدمين لدورة رتيب في قوى الأمن الداخلي. كان في مقدوره منح النجاح لمن يشاء وتدوين عبارة راسب بدلاً من ناجح لمن يشاء أيضاً. هذا إذا لم نأت على ذكر قدرته على التلاعب بمحاضر الضبط وتنكيله بالمعلوماتية في قوى الأمن الداخلي. التقرير الثالث تحدث عن المواد المقرصنة وكلمات المرور التي حصل عليها صحناوي من شركتي IDM وcyberia ومن هيئة «أوجيرو» التي استحوذ المدعى عليه على الخريطة الإلكترونية لشبكتها، مماثلة لتلك التي سلّمها العميل شربل القزي للعدو الإسرائيلي. كذلك عُثر لديه على ملفات شخصية لأحد الفنانين المعروفين، وملف عن المصرف المركزي وآخر عن مصرف خاص. ليس هذا فحسب، ففي التقرير رقم سبعة سرد المحققون ملخصاً كبيراً عن معلومات في حوزة الصحناوي عن مشتركين في كل من «أوجيرو» وشركتَي تشغيل الهاتف الخلوي «ألفا» و«أم تي سي»، إضافة إلى حسابات الدخول إلى خادم omsar، المسؤول عن جميع المواقع الرسمية التابعة للدولة اللبنانية. أما التقرير رقم ثمانية فيُعدّ الأكثر خطورة، إذ إنّ خلاصته تكشف أن الداتا التي في حوزة الصحناوي تُتيح له التنصّت على المشتركين في مؤسسات أوجيرو والحصول على الداتا الشخصية الخاصة بهم ومعرفة المواقع الإلكترونية التي دخلوا إليها وكلمات السرّ التي دونوها بينها تلك المتعلقة ببطاقات الائتمان المصرفية التي استخدموها للشراء عبر الإنترنت.