إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 26 آب، 2017

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 7 أيلول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 30 تشرين الأول، 2019
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 22 أيار، 2018

شنّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي هجوماً على قائد القوات الدولية في لبنان الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، مُعتبرةً أنّ قواته "لا تؤدي عملاً فعالاً ضد جماعات مُتشددة مثل حزب الله". وقالت إنّ بيري يُظهر "عجزاً مُزعجاً عن الفهم بشأن أنشطة سلاح الجماعة"، لذلك لا بُدّ "من تغييرات في اليونيفيل". ويندرج تصريح هيلي في إطار الضغوط التي تُحاول الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، منذ فترة، ممارستها على مجلس الأمن من أجل تعديل مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، لتتحول إلى حرس حدود لإسرائيل، من دون أن ينجحا في محاولتهما. وقد اتهمت هيلي القائد الإيرلندي …
Image result for ‫الجنرال الإيرلندي مايكل بيري‬‎
الجمهورية
واشنطن: "حزب الله" يُراكم الأسلحة تحضيراً لحرب ضد إسرائيل

أظهرت إطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخيرة انّ إرادة التنسيق مع النظام السوري ليست مسألة عابرة او تكتيكية، او على طريقة تسجيل موقف ورفع عتب، إنما تعبّر عن توجّه استراتيجي بدليل الإصرار على هذا التنسيق، وفي كل مرة يُصار فيها إلى إقفال هذا الباب يعود الحزب لفتحه مجدداً. وآخر تلك المحاولات الدعوة إلى التنسيق تحت عنوان العسكريين المخطوفين، الأمر الذي يؤشّر بوضوح إلى تبدّل في توجّه الحزب الذي كان يقضي بتحييد الملفات الخلافية ما سمح بالاستقرار الداخلي وأنتج انتخابات رئاسية وتأليف حكومة شهدت انتظاماً غير مسبوق منذ العام 2005. لكن يبدو انّ المعادلات الإقليمية، وتحديداً قرب دخول سوريا في مرحلة انتقالية، تستدعي إدخال لبنان في معادلة جديدة، والتي يصعب ان تقف عند حدود الحكومة في حال إصرار الحزب على التنسيق الذي سيهزّ شباكها ويعيد لبنان إلى مرحلة الانقسامات العمودية، خصوصاً في ظل توجّه سعودي تمّ التعبير عنه صراحة في زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان انّ الرياض لن تسمح بهيمنة إيرانية على لبنان، فيما إضافة نصرالله الجيش السوري إلى معادلته الثلاثية وتحويلها رباعية أعطى انطباعاً بوجود توجّه يرمي إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعودة نفوذ النظام السوري إلى لبنان، وبالتالي كل هذا الجو لا يطمئن ويؤشّر إلى تبدّل لا بد ان تظهر ترجماته في الأسابيع المقبلة على الأرض. 
في موقف اميركي متجدد ضد "حزب الله"، قالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هالي انّ على القوات الدولية الموقتة في لبنان "اليونيفيل"ـ التي يفترض أن ينتهي التفويض الممنوح لها بحلول نهاية الشهر الحالي ـ "التحرك على نحو أنشط لمنع توريد الأسلحة لـ"حزب الله". 
ورأت انّ الحزب "يراكم الأسلحة جنوب البلاد في إطار "التحضيرات لحرب جديدة ضد إسرائيل". وقالت: "منذ العام 2006، هناك تدفق كبير غير شرعي للسلاح إلى "حزب الله"، ومعظمه يتم تهريبه من إيران"، وشددت على أن "هذا ليس منعاً للحرب، وإنما هو تحضير لها". 
كذلك انتقدت قائد اليونيفيل، الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، واتهمته بأنه "يظهر عدم الفهم المُخجل للوضع"، وأنّ موقفه من سلاح الحزب "غير واضح". وأضافت: "إنه الشخص الوحيد في جنوب لبنان الذي لا يرى ما يجري". 
وطالبت بإدخال تعديل على تفويض القوات الأممية في لبنان، مشيرة في الوقت نفسه إلى "أنّ الولايات المتحدة لا تتطلّع إلى تعديل تفويض اليونيفيل جذرياً، وإنما تريد إدخال صيَغ واضحة تنص على وجوب إيلاء قوات اليونيفيل مزيداً من الاهتمام بنشاط "حزب الله" الذي تصنفه الولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً. 
دعم سعودي 
وقد تفاعلت مواقف نصرالله الاخيرة التي اضاف فيها جيش النظام السوري الى ثلاثية "شعب وجيش ومقاومة"، ودعا الى التنسيق العلني مع النظام السوري لإنهاء وجود "داعش" وجلاء مصير العسكريين، فيما برز دعم سعودي متجدد للجيش اللبناني في معركته ضد الارهاب، فغرّد السبهان الذي يتابع زيارته للبنان، عبر "تويتر" وقال: "جهود الجيش اللبناني ومحافظته على امن واستقرار وطنه تثبت انه لا يحمي الدول الّا مؤسساتها الشرعية الوطنية وليست الطائفية هي من يبني الدول". 
مصدر عسكري 
وفيما تبقى صورة الميدان العسكري في الصدارة، ربطاً بتحضيرات الجيش اللبناني لخوض الفصل الأخير من معركة الجرود، والذي بات قاب قوسين او أدنى من انطلاقه، على حدّ ما كشف مرجع امني كبير لـ"الجمهورية"، قال مصدر عسكري رفيع لـ"الجمهورية": "الأمور ما زالت على حالها، فالجيش لم ولن ينسّق مع "حزب الله" والنظام السوري. منذ اليوم الأوّل من المعركة قالت القيادة هذا الكلام بوضوح، ولم يتبدّل الموقف. 
الجيش يخوض المعركة في الجرود والبعض يحاول التشويش على انتصاراته، وهو غير معنيّ بالسجالات السياسية، لقد أخذ الغطاء السياسي من السلطة والدعم الشعبي، وبالتالي يرفض أن يضغط أحد عليه أو يملي عليه ماذا سيفعل، يتصرّف وفق متطلبات الجبهة، وسينهي المرحلة الرابعة بنجاح، ومرجعيته الوحيدة هي الدستور اللبناني وصون تراب الوطن، ويعمل وفق معادلة مقدّسة وهي الدفاع عن لبنان حتّى الإستشهاد ولا دخل له بأيّ معادلة يطرحها البعض. 
معركته واضحة وضوح الشمس، فلا مجال للمساومة أو الدخول في صفقات سياسيّة، همّه إنهاء "داعش" ومعرفة مصير العسكريين المخطوفين. امّا بالنسبة للتنسيق مع سوريا لاحقاً أو عدمه، فهذا قرار الحكومة اللبنانية ولا دخل لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد، والجيش ملتزم قرارات الحكومة، ولا ينسّق مع أحد". 
اضاف المصدر: "عناصر الجيش وشهداؤه في الجرود من كل المناطق والطوائف والمذاهب، وهذا يثبت انه يمثّل كل الوطن وليس فئة دون الأخرى. وبالتالي، فالإنتصار الذي يحقّقه وحيداً هو هدية لأرواح الشهداء وللشعب اللبناني الذي التفّ حوله بعدما عبّر عن إيمانه بقدراته وإعجابه بأدائه الذي دحض كل الكلام المشكّك بقوته". 
وأشار المصدر الى أن "لا معلومات عن العسكريين المخطوفين حتى الساعة، والجيش يتابع بحثه وتَحرّيه"، وأوضح أنّ "منطقة وادي مرطبيا وبقعة الـ20 كلم2 المتبقية هي أراض لبنانية حسب خرائطنا، لكنها وعرة جداً وفيها مرتفعات تصل الى الـ2000 متر. 
وقد فرّ الإرهابيون إليها، ويتمركزون فيها". وأعلنت قيادة الجيش عن استشهاد العسكري ياسر حيدر أحمد خلال إطلاق إرهابيّين النار على آلية عسكرية خلال انتقالها في جرود رأس بعلبك. 
الجرّاح 
وقال الوزير جمال الجرّاح لـ"الجمهورية": "المعادلة الوحيدة هي معادلة الدولة والجيش والشعب، وأيّ معادلة اخرى لإعادة ربط لبنان بمحاور خارجية هي ضد مصلحته واستقراره. عندنا جيش يقاتل الارهاب واللبنانيون جميعاً وراءه والدولة معه، هذه هي المعادلة التي تحمي لبنان، وهذه هي المعادلة الوطنية الوحيدة التي يجب ان يدافع عنها كل الشعب اللبناني". 
اضاف: "نصرالله يدعو الى التفاوض مع "داعش" عبر النظام السوري، وهما وجهان لعملة واحدة. بالنسبة الينا، لا تفاوض مع الارهاب، هناك قنوات أمنية اذا كانت تسهّل انسحابهم كما حصل في جرود عرسال فليكن، لكن التفاوض مع الارهاب الذي هو وليدة النظام السوري، غير وارد".
الجميّل 
ورفض رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل "اي معادلات ثلاثية او رباعية قديمة او مستحدثة تمسّ بالمرجعية السيادية للدولة اللبنانية"، وقال لـ"الجمهورية": "المعادلة الوحيدة المقبولة والمطلوبة هي معادلة الدستور اللبناني الذي يجب الّا يكون له اي شريك في ادارة المؤسسات الشرعية والعلاقة بين اللبنانيين". 
وشَجب الجميّل اي شكل من اشكال تفويض النظام السوري او اي جهة غير شرعية بالتفاوض نيابة عن الدولة اللبنانية مع "داعش" او مع غيرها. وقال: "بعدما كان اللبنانيون يستنتجون بالتحليل والمراقبة انّ القرار السيادي ليس بيد السلطة التي تدّعي حكم لبنان، إذا بهم اليوم يعاينون بالمباشر من المواقف والتصرفات انّ القرار السيادي هو في يد جهات غير شرعية تضع الشروط وتدير المفاوضات وتُبرم الصفقات على حساب سيادة الدولة اللبنانية والقرار الحر لشعبها". 
أضاف: "لقد بلغت الامور حداً لم يعد يجوز معه ان يستمر اركان السلطة في مواقعهم لأنهم أثبتوا عجزاً وتواطؤاً يهدّد أسس الكيان اللبناني. ورحيل هذه السلطة بات ضرورة من ضرورات استعادة السيادة الوطنية بعدما بلغت المخاطر من استمرارها في مواقع الحكم الخطوط الحمر التي تعيد عقارب الساعة الى زمن الوصاية والاحتلال وتتجاهل ارادة اللبنانيين وتضحيات شهدائهم. امّا الذين يقولون من داخل السلطة إنهم غير راضين عن هذا الواقع فما عليهم الّا المبادرة الى الاستقالة إثباتاً لصدقيتهم". 
شمعون لـ"الجمهورية" 
ووصف رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون المعادلة "الرباعية" الجديدة بأنها "وصمة عار على جبين الدولة اللبنانية"، وقال لـ"الجمهورية": "عيب علينا كدولة تحترم نفسها ان نكون نفتّش عن معادلات من نوع كهذا، وما قاله نصرالله يشكّل قلة احترام للدولة والشعب اللبناني". 
اضاف: "يبدو انّ نصرالله شعر بأنه بات خارج اللعبة بعدما اصبح الجيش اللبناني المسيطر الوحيد على الارض، لذلك فهو يحاول ان يرى كيف سيجرّنا الى مكان آخر، لكن بالتأكيد سيفشل". 
وقال: "بات لزاماً على الدولة اللبنانية ان تكون اولى اولوياتها الآن الطلب رسمياً من الامم المتحدة بترسيم الحدود للانتهاء من هذه "الزعبرة" التي سمحت لـ"حزب الله" أساساً بخربطات عدة على الحدود و"التفشيخ" حيثما يريد". 
صقر 
وقال النائب عقاب صقر لـ"الجمهورية": "أخبرنا السيد حسن نصرالله انّ الذي يتحدث عن الاستثمار السياسي لا يعرف "حزب الله"، وانه لا يعلم كيف يكون الاستثمار السياسي الداخلي للانتصارات الخارجية. لكنّ طرحه للمعادلة الرباعية دَلّ على استعجال لقطف اكبر استثمار سياسي من خلال صفقة ملتبسة ومريبة في جرود عرسال قرّر "حزب الله" ان يسمّيها نصراً. 
اذا كانت هذه الصفقة التي عَوّمت "النصرة" تستدعي استثماراً بحجم تعويم نظام الاسد في لبنان، فكيف لو انتصر "حزب الله" فعلياً؟ ما الذي كان سيطلبه من اللبنانيين والدولة التي تنوء بأحماله؟!. 
لا أفهم الحاجة الى قيام الجيش اللبناني بالتنسيق مع جيش الاسد لعملية على الاراضي اللبنانية اذا كان جيش الاسد يستعين بالروسي والايراني و"حزب الله" وميليشيات العالم ليتمكّن من السيطرة على بعض الاراضي السورية؟ 
اضاف: "ما يطلبه "حزب الله" يتعارض اولاً مع ثوابت الرئيس الحريري، كما يتعارض مع رأي نصف الشعب اللبناني بأقلّ تقدير ويدخل لبنان بمقامرة جديدة في مواجهة الشرعية العربية والدولية، ويعرّض الحكومة والدولة لأخطار لا يمكن تحمّلها. 
فإذا كان "حزب الله" يتوهّم انّ تنازل الرئيس الحريري في التكتيك السياسي لصالح الاستقرار يمكن ان ينسحب ليتحوّل تنازلاً بالثوابت فهو مخطئ، واذا أراد فليراجع موقف الرئيس الحريري من السلاح غير الشرعي والمحكمة والقرارات الدولية، والعلاقات العربية، وسيكتشف ان لا تنازل او تراجع في الثوابت. وقطع العلاقة مع نظام الاسد هي أقوى ثوابت الرئيس الحريري، فلا داعي لتجارب فاشلة إضافية. 
الرئيس الحريري حريص على الحكومة لتسيير أمور الناس ومنع الانهيار، وهذه مصلحة لكل اللبنانيين ولجمهور "حزب الله" بالدرجة الاولى. وعليه، لا يزايدنّ أحد على احد بموضوع الحكومة التي لا نرى اي خطر عليها، لكونها تجسّد تقاطع مصالح الجميع في هذه المرحلة الخطيرة، الا اذا كان خلف الأكمة ما خلفها، والرئيس الحريري هو أمّ الصبي، الى حين المَس بالثوابت". 
جعجع 
وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اتهم الحزب "بإلحاق الضرر والأذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة "فجر الجرود" بين الجيشين اللبناني والسوري و"حزب الله" في وقت انّ تأكيداً من هذا النوع يضرّ بالجيش، حيث انّ عدداً من الدول التي تساعده ستوقِف دعمها. 
ورأى انّ معادلة نصرالله الفعلية "جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، حشد شعبي عراقي، وحرس ثوري إيراني" لا يمكن القبول بها". واستهجنَ استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة اللبنانية لإجراء محادثات رسمية مع الحكومة السورية. 
السبهان 
الى ذلك واصل السبهان لقاءاته مع القيادات اللبنانية، فزار وزير الخارجية جبران باسيل وعقد مساء أمس لقاء مطوّلاً مع النائب السابق الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد. 
وقال سعيد لـ"الجمهورية": "أجرينا جولة أفق حول المواضيع اللبنانية وتطورات المنطقة، وعرضنا وجهة نظرنا لِما يحصل في الداخل اللبناني. بدوره، استفاض الوزير السبهان في عرض موقف المملكة الحريص على دعم لبنان وسيادته واستقلاله والّا يكون لبنان جزءاً من اي محور إقليمي". 
إجازة سياسية 
سياسياً، وفيما جال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في البترون أمس، يبدو أنّ أجواء عيد الاضحى فرضَت نفسها على الحركة السياسية، التي ستدخل اعتباراً من الاسبوع المقبل في إجازة مفتوحة حتى الاسبوع الاول من الشهر المقبل، سواء على مستوى المجلس النيابي والحكومة. 
على انّ مرحلة ما بعد العيد ستشكّل انطلاقة متجددة للحركة السياسية، ولا سيما في المجلس النيابي، الذي أشار رئيسه نبيه بري الى إطلاق ورشة تشريعية مهمة بعد عطلة العيد، تستهلّ بجلسة تشريعية لإقرار مجموعة من المشاريع واقتراحات القوانين، وقد تليها او تسبقها جلسة لمناقشة وإقرار الموازنة العامة للسنة الحالية، خصوصاً انّ لجنة المال والموازنة، وبحسب أجوائها، شارفت على إنجاز مهمتها في درس مشروع الموازنة، وكان برّي بصدد عقد جلسة تشريعية قبل عيد الاضحى، الّا انّ تمنيات تلقّاها من بعض المستويات النيابية والحكومية، بضرورة التأجيل الى بعد العيد نظراً لاضطرار بعضهم الى السفر وتمضية العطلة خارج لبنان. 
وأوضح بري انه ينتظر ان يتلقّى تقرير لجنة المال حول الموازنة العامة، وفور تسلّمه التقرير سيقدّم إقرار هذه الموازنة على اي أمر آخر، وسيدعو الى جلسات متتالية نهارية ومسائية لمناقشتها وإقرارها في أسرع وقت، ويؤمل ان يتمّ ذلك قبل منتصف أيلول المقبل 
الأخبلر
المرحلة الرابعة من تحرير الجرود… في غضون أيّام
بعد النجاح في طرد إرهابيّي تنظيم "داعش" من مُعظم المساحات اللبنانية التي كان يحتّلها، علمت "الأخبار" أنّ الجيش اللبناني يستعد للبدء بالمرحلة الرابعة والنهائية من المعركة التي أطلق عليها تسمية "فجر الجرود"، على أن تنطلق "في غضون أيام"، بحسب مصادر معنية. وقد أعلنت مديرية التوجيه أمس أنّ الجيش قصف "ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهدف تحركات الارهابيين وتجمعاتهم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، فيما تُتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم". 
يأتي ذلك، في وقت بات فيه إرهابيّو "داعش" مُحاصرين على جانبَي الحدود اللبنانية ــ السورية في رقعة جغرافية ضيقة، بعد أن تمكن حزب الله والجيش السوري أيضاً من تحرير الجزء الأكبر من الأرض التي كان "داعش" يحتلّها، وأنهيا عمليّاً وجوده في شمال وجنوب وشرق جرود الجراجير وقارة والبريج السورية، المقابلة لجرود عرسال والفاكهة ورأس بعلبك والقاع لبنانياً، فيما يُسيطر الإرهابيون على المنطقة الوسطى ــ الغربية في جرود قارة، المقابلة للجرود اللبنانية، والتي تحوي كثافة إرهابيين مُقارنة بمساحة المنطقة. 
على الرغم من ذلك، ضاقت حركة الدواعش، بعد أن سيطر حزب الله والجيش السوري منذ بدء المعارك على معابر: سن فيخا (يصل جرود بلدة البريج السورية بالحدود اللبنانية)، ميرا (يصل جرود قارة بالبريج، ويتصل بمعبر سن فيخا ومنه إلى جرود القاع وراس بعلبك)، رأس الشاحوط (يبدأ من جرود قارة، ليصل إلى الحدود اللبنانية)، معبر الزمراني (يربط جرود الجراجير بجرود عرسال)، أبو حديج (يربط جرود الجراجير بجرود عرسال)، إضافة إلى سيطرة المقاومة والجيش السوري على مرتفع ضليل الفاخورية، ووادي الحمام، وأطراف مرتفع ضهور الخشن من الجهة السورية، وسرج القواميع، وسهل، وخربة مرطيسة، وسهل الفاخورية، غرب جرد البريج عند الحدود السورية اللبنانية في القلمون الغربي، وكذلك على قرنة تم المال في المحور الجنوبي لجرود القلمون. التقدّم الميداني دفع عدداً من الإرهابيين، داخل الأراضي السورية، إلى تسليم أنفسهم لحزب الله، مُشترطين عدم تصويرهم. 
وتختلف النظرة إلى المرحلة الرابعة من عملية تحرير الجرود، إذ يعتقد البعض بأنّ المعركة ستكون قاسية، بسبب العوامل الجغرافية الصعبة، فيما تقول مصادر أخرى إنّ الإرهابيين سينسحبون إلى داخل سوريا، حيث لديهم مواقع حصينة، كحليمة قارة، فور بدء الجيش عملية التقدّم البري. 
وكانت مديرية التوجيه قد أعلنت أمس استشهاد المُجند الممدّدة خدماته ياسر حيدر أحمد، بعد تعرّض آلية عسكرية في جرود رأس بعلبك لإطلاق نار من جهة الإرهابيين.
من ناحية أخرى، شنّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي هجوماً على قائد القوات الدولية في لبنان الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، مُعتبرةً أنّ قواته "لا تؤدي عملاً فعالاً ضد جماعات مُتشددة مثل حزب الله". وقالت إنّ بيري يُظهر "عجزاً مُزعجاً عن الفهم بشأن أنشطة سلاح الجماعة"، لذلك لا بُدّ "من تغييرات في اليونيفيل". ويندرج تصريح هيلي في إطار الضغوط التي تُحاول الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، منذ فترة، ممارستها على مجلس الأمن من أجل تعديل مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، لتتحول إلى حرس حدود لإسرائيل، من دون أن ينجحا في محاولتهما. وقد اتهمت هيلي القائد الإيرلندي، خلال جولة شمال فلسطين المحتلة قبل نحو شهرين، بالتغاضي عن نشاطات حزب الله في الجنوب. في المقابل، تسكت المندوبة الأميركية عن الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية؛ فقد أعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، أمس، عن أنّ زورقاً حربيّاً تابعاً للعدّو خرق المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة لمسافة حوالى 205 أمتار ولمدة 6 دقائق. وخرقت طائرتان شراعيتان الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا، وحلقتا على علّو منخفض فوقها. وقامت طائرة استطلاع إسرائيلية بتنفيذ طيران دائري فوق مناطق بعبدا، وبيروت وضواحيها، ثم خرقت طائرة مماثلة الأجواء من فوق رميش ونفّذت طيراناً دائرياً فوق مناطق رياق وبعلبك والهرمل. وآخر النشاطات الإسرائيلية أمس كان خرق طائرة معادية الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب، ونفّذت طيراناً دائرياً فوق مناطق الجنوب.
اللواء
تضييق الخناق على "داعش".. واستئناف جلسات الحكومة في المناطق 
السبهان ينوِّه بإنجازات الجيش.. وجعجع ينضم إلى معارضي مفاوضة النظام السوري
في الوقت الذي كانت فيه مدفعية الجيش وطائراته تضيّق الخناق على مسلحي "داعش" تمهيداً للمرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، وتنعى القيادة مجنداً استشهد في رأس بعلبك، كانت تداعيات المواقف الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، تستمر فصولاً في ما يشبه إيجاد بلبلة، تمس في بعض جوانبها الإجماع الداخلي، وتفتح الباب امام تجاذبات جديدة، لا تنفع في استثمار "النصر الآتي" من الجرود، في تدعيم الاستقرار السياسي والحكومي، وإن كانت المعلومات الخاصة بـ"اللواء" تؤكد ان لا إنعكاسات سلبية للسجالات على الوضع الحكومي، ولا حتى العمليات الجارية لإنهاء "الارهاب" في جرود القاع ورأس بعلبك. 
وقالت مصادر سياسية ان محاولات البعض النيل من دور الحكومة في إعادة لبنان إلى المشهد الدولي والإقليمي والعربي لجهة انها صاحبة القرار في ما خص السيادة والعلاقات مع الدول، وإعادة تنشيط الحياة السياسية والاقتصادية، واستعادة العافية.
بدورها، أعربت مصادر مطلعة عن عدم ارتياح بعبدا للسجال الذي اندلع بين تيّار المستقبل وحزب الله، غداة إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والتي دعا فيها الحكومة إلى "مفاوضة النظام السوري" و"داعش" حول الوضع الميداني، ولاستعادة الجنود المخطوفين لدى تنظيم "داعش" الارهابي. 
وأمس، غادر الرئيس سعد الحريري بيروت، في إطار زيارة تقوده إلى باريس، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه الخميس في 31 الجاري، كما انه سيلتقي رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون ووزير الخارجية جان ايف لودوريان ووزير الدفاع فلورانس بارلي.
وعليه، فإن جلسة مجلس الوزراء التي تقرر ان تعقد الخميس من كل أسبوع، لن تعقد بسبب وجود رئيس الحكومة في الخارج. 
وعلمت "اللواء" ان مجلس الوزراء سيعقد جلسات له في المناطق، بعد عيد الأضحى المبارك، وستكون أولى هذه الجلسات في محافظة الشمال، لبحث مطالب المحافظات والمناطق واتخاذ ما يلزم من قرارات بشأنها. 
وكان لافتاً للانتباه السجال الذي اندلع أمس بين الوزيرين جمال الجراح ونقولا تويني، على خلفية اتهام الأخير للاول بالفساد في وزارة الاتصالات، ما استدعي رداً من الجراح، ورد على الرد من تويني، تبادل فيها الطرفان الاتهامات "بالعدوانية" و"البطولات الوهمية" وكلمات لم تخل من تجريح شخصي.
الا ان مصدراً وزاريا قلّل من شأن هذا السجال على الوضع الحكومي. 
عناصر ضاغطة
سياسياً، فرضت مواقف السيّد نصر الله، من موضوع المفاوضات مع تنظيم "داعش" الارهابي، واشتراط النظام السوري ان يكون هناك تنسيق علني معه من الحكومة اللبنانية، نفسها عنصراً ضاغطاً على الساحة المحلية سياسياً، وعلى معركة "فجر الجرود" التي يخوضها الجيش اللبناني بكفاءة شهد لها العالم، فيما هو يستعد ليوم الحسم والانتصار على التنظيم الارهابي، والذي ترجح المصادر المطلعة ان يكون قريباً جداً. 
وإذا كان تيّار "المستقبل" الذي يرأسه الرئيس سعد الحريري قد سارع إلى الرد على مواقف السيّد نصر الله، واضعاً النقاط على الحروف، سواء في ما يتعلق بالمفاوضات مع "داعش"، معتبراً انه يبتز الحكومة اللبنانية في قضية الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين، أو في ما يتعلق بالمعادلة الثلاثية: "جيش وشعب ومقاومة" باضافة الجيش السوري إليها، مما أدى إلى نسفها، بعدما فقدت صلاحية الإجماع الوطني ووضعت الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً، فإن مصادر معنية، تعتقد ان هذه المواقف والردود عليها، لن يكون لها انعكاس سلبي على الوضع الحكومي، رغم انه بالكاد خرج سليماً إلى حدّ ما وبأقل جروح من أزمة زيارة الوزراء الثلاثة إلى سوريا، وقبلها أزمة طرح التفاوض مع النظام في مسألة عودة النازحين السوريين، وكلها طروحات لم تكن تقصد سوى الضغط لتعويم النظام السوري. 
وفيما أوضحت مصادر عسكرية ان الجيش اللبناني غير معني بالمفاوضات وهو لم يفاوض يوماً، لأن هذا الأمر من شأن الدولة، قالت مصادر حكومية من جهتها ان موضوع التفاوض مع الحكومة السورية في قضية العسكريين المخطوفين مرفوض رفضا قاطعا وغير مطروح، على اعتبار ان هذه القضية في عهدة الجهات الأمنية المختصة، وفي عهدة القيادة العسكرية التي سبق ان أعلنت غير مرّة انها لن تذهب إلى التفاوض مع داعش قبل الكشف عن مصير هؤلاء العسكريين. 
ولفت وزير شؤون النازحين معين المرعبي لـ "اللواء" ان موضوع التفاوض منع النظام السوري موضوع خلافي واضراره أكثر من فوائده، وقال: "لم ننس اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا وسام الحسن ولا محمد شطح. كما لم ننس ميشال سماحة ولا متفجرات جامع السلام والتقوى. 
وعن عملية التفاوض مع "داعش" وما قاله السيد نصرالله في هذا الموضوع، أجاب: إذا كان حزب الله وكلاء عن "داعش" فيجب أن نعلم ،مذكرا أن اللواء عباس إبراهيم أوكل بموضوع العسكريين المخطوفين. 
إلى ذلك كشف المرعبي انه كان أول من آثار في الجلسة السابقة للحكومة موضوع وصول قوة الطاقة الكهربائية بالفولتاج من سوريا بنسبة 20% أقل من النسبة التي يجب أن تصل بها إلى لبنان، معلنا أن 53 الف فولت يصل بدلا من 66 الف كما أن التجهيزات الكهربائية ليست سليمة. 
اما رئيس حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع فقد اعتبر ان مواقف السيّد نصر الله تلحق الأذى والضرر بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة "فجر الجرود" بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله، في وقت يعرف ان تأكيدا من هذا النوع يضر بالجيش، حيث العديد من الدول التي تساعده باشكال مختلفة ستوقف دعمها في حال تبين انه ينسق معهما. 
وإذ اعتبر ان معادلة نصر الله: جيش، شعب، مقاومة، جيش سوري، وحشد شعبي عراقي وحرس ثوري إيراني، لا يمكن القبول بها، استهجن استخدام ملف العسكريين المخطوفين أداة للضغط على الحكومة اللبنانية لاجراء محادثات رسمية وفوق الطاولة مع الحكومة السورية، حازماً بان لا تنسيق مع النظام السوري الذي وصفه "بالداعشي أكثر من داعش". 
"تغريدة" السبهان
على ان اللافت، وسط هذه المواقف، كانت "تغريدة" وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان على موقعه عبر "تويتر"، حيث قال: "ان جهود الجيش اللبناني ومحافظته على أمن واستقرار وطنه تثبت انه لا يحمي الدول الا مؤسساتها الشرعية الوطنية، وليست الطائفية هي من يبني الدول". 
ولاحظت مصادر مطلعة، ان "تغريدة" الوزير السعودي تحمل اشادة بالجيش اللبناني ودعما غير محدد له في معركته ضد الإرهاب، بقدر ما تحمل ردا على مباشر على مواقف السيّد نصر الله وحزب الله، من خلال التأكيد على وجوب حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة، والوقوف وراء المؤسسة العسكرية الوطنية المكلفة، حصرا ورسميا بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية، بحسب تعبير بيان تيّار المستقبل أمس الأوّل. 
يُشار إلى ان الوزير السبهان التقى مساء أمس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مكتبه في الوزارة وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. 
وتوقعت مصادر مطلعة ان يزور السبهان قصر بعبدا، قبل انتهاء زيارته للبنان، استناداً إلى البروتوكول، علما ان برنامج الرئيس ميشال عون كان حافلا أمس، وكذلك اليوم، حيث دشّن طريق القديسين الذي يربط قضاءي جبيل والبترون، وافتتح بيت الراحة في دير القديسة رفقا في جربتا البترون وتفقد أعمال طريق تنورين التحتا – وتنورين الفوقا، وهو سيشارك اليوم في الاحتفال الذي سيقام برعايته لمناسبة الذكرى 72 لتأسيس الأمن العام اللبناني في مبنى المديرية، وستكون كلمة مهمة في المناسبة. 
"فجر الجرود"
وفي اليوم السابع من عملية "فجر الجرود"، واصلت مدفعية الجيش وطائراته قصف ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الارهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحركات الارهابيين وتجمعاتهم ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، بحسب بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش، الذي أكّد ان القوى البرية تتابع تضييق الخناق على المسلحين، والاستعداد لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، وهذه أوّل إشارة عن القيادة إلى ان المرحلة الرابعة هي الأخيرة من المعركة، والتي يتوقع ان يبدأ تنفيذها عند انتهاء الفرق المختصة في فوج الهندسة من شق طرقات جديدة وإزالة العبوات والالغام والاجسام المشبوهة من مختلفة المناطق التي حررها الجيش. 
ولفتت مصادر ميدانية ان المرحلة الرابعة من المعركة قد تكون الأصعب، خصوصا ان نقطة تمركز المسلحين في وادي مرطبيا مليئة بتضاريس صعبة جدا، فيما نقلت قناة "المنار" عن مصدر عسكري قوله ان الجغرافيا المتبقية للقضاء على داعش صعبة ووعرة، وسيكون هناك قرار عسكري حاسم، بعيدا عن التفاوض للقضاء على الجماعات الإرهابية، لكن معلومات أخرى توقعت ان لا تكون المعركة صعبة، لأن معنويات المسلحين في الحضيض، وهم يفرون إلى الداخل السوري نتيجة كثافة نيران مدفعية الجيش في اتجاه تجمعاتهم ومواقعهم والتي باتت مرصودة تماماً من قبل الجيش. 
وفي المقلب السوري، أفاد الإعلام الحربي التابع لحزب الله "ان الجيش السوري و"حزب الله" سيطرا على سهل وخربة مرطيسة وسهل الفاخورية غرب جرد البريج عند الحدود اللبنانية السورية في القلمون الغربي. 
أما من الجهة السورية، فسيطر الطرفان على مرتفع ضليل الفاخورية ووادي الحمام وأطراف مرتقع ضهور الخشن. 
وأعلنت القيادة في بيان لاحق، انه أثناء انتقال آلية عسكرية تابعة للجيش في جرود رأس بعلبك تعرّضت لاطلاق نار من جهة الارهابيين، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين، وهو المجند ياسر حيدر أحمد من المعلقة – زحلة. 
وليلاً ذكر تلفزيون لبنان، أن 125 عنصراً من "داعش" سلموا أنفسهم مع عائلاتهم إلى حزب الله عند مربع "إقليم قارة".. 
البناء
مساعٍ لعقد جنيف منتصف تشرين ومنح الرياض فرصة ترتيب «معارضة مهذّبة» تحت سقوف جديدة
موسكو تردّ على نتنياهو: توحيد منظومات الدفاع الجويّ في سورية بدائرة 400 كلم وارتفاع 35 كلم
المستقبل والقوات يتهرّبان من الجواب على خيارات نصرالله… ويؤكدان وجود أمر عمليات أميركي
تسير متسارعة الخطى السياسية على إيقاع انتصارات ميدانية تسجّلها الجيوش السورية والعراقية واللبنانية ومعها الحشد الشعبي والمقاومة اللبنانية ومن ورائها روسيا وإيران، بحيث بات عنوان السياسة تموضع الدول المتورّطة بالحرب على سورية على ضفاف تسويات، تجلب إليها واجهاتها المعارضة إلى مساري أستانة وجنيف، للانضواء في صيغة سياسية عنوانها سورية موحّدة برئيسها وجيشها وثوابتها وتحالفاتها. فتتحرك تركيا على مسار أستانة لتجميع الجماعات المسلحة التي تشغّلها للانخراط في الحرب على جبهة النصرة مقابل ضمانات عدم قيام كيان كردي على الحدود، بينما تطلب السعودية منحها المزيد من الوقت لترتيب أوراق المعارضة، وفكّها وإعادة تركيبها بما يتلاءم مع السقوف الجديدة، التي قالت مصادر متابعة لتحضيرات لقاءات جنيف السياسية، إنها تحتاج لمعارضة مهذّبة لم يعتد لسانها على التهجّم على الرئيس السوري. ولهذا تحدثت المصادر عن تلبية الطلب السعودي بتأجيل جنيف لمنتصف شهر تشرين الأول، بينما يُعقد لقاء أستانة منتصف أيلول المقبل.
«إسرائيل» التي كانت في طليعة أصحاب مشروع الحرب على سورية، تشعر بعزلتها، بعدما فقدت الإغراءات الجاذبة لبناء حلف لتعطيل مسارات التسويات، وتستشعر ما تسمّيه بانتصار الرئيس السوري، ويجول قادتها العواصم طلباً للدعم بلا طائل، فيسمعون الدعوة للغة التأقلم مع الحقائق الجديدة، قرّرت أن تختبر لغة التهويل والإيحاء بقدرتها على التعطيل والتلويح بوضع خيار الحرب على الطاولة، خصوصاً بعد لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصورة أرادت إنشاء التباس وتشويش حول حقيقة الموقف الروسي من هذا التهديد، فكان إعلان وزارة الدفاع الروسية عن إنجاز توحيد منظومات الرادار وشبكات صواريخ الدفاع الجوي فوق المساحة السورية كلّها، بدمج المنظومتين الروسية والسورية في منظومة واحدة، تعمل بمدى 400 كلم وارتفاع 35 كلم، كما ورد في البيان الروسي، ليشكل رداً صاعقاً على نتنياهو وتلويحه بخيار الحرب، بعدما شكّل الإعلان الروسي الذي لم يكن تزامنه مع كلمات نتنياهو الاستفزازية مصادفة، رسالة هي الأولى من نوعها منذ الوجود الروسي في سورية، مضمونها انّ استهداف أيّ قوة فوق الأرض السورية، صار من اليوم وصاعداً مشروع مواجهة مع روسيا، التي توفر الحماية الكاملة للأجواء السورية.
في لبنان، حيث يواصل الجيش اللبناني عملياته في الجرود، ومثله الجيش السوري والمقاومة في الجهة المقابلة من القلمون، وتندحر عصابات داعش إلى مساحات أشدّ ضيقاً تحت ضربات التقدّم على الجبهتين، كانت الخيارات التي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الطاولة أمام الجميع، بين فرص تفاوض تديرها الحكومة اللبنانية، وعندها فلتستعدّ لطلب رسمي وعلني من سورية لتسهيل تطبيق تفاهمات سحب المسلحين، إذا كان مزعجاً للحكومة أن تتولى المقاومة التفاوض، كما هو حاصل الآن، أو تبارك قيام المقاومة بالتفاوض لضمان عودة العسكريين المختطفين، وتسلّم بعجزها وضعفها وتخلّيها عن مسؤولياتها، تفادياً لمعصية الأوامر الأميركية التي تمنع التنسيق مع سورية وتريده ورقة تفاوضية في جيبها لمرحلة مقبلة من التطبيع مع سورية، ممنوع على لبنان تخطّيها، فكانت الردود تهرّباً من الخيارات، سواء من القوات اللبنانية أو من تيار المستقبل، وركّزت على التهجّم على حزب الله، مؤكدة بذلك ما سبق وأشار إليه السيد نصرالله في كلمته عن وجود أمر عمليات أميركي لحلفاء واشنطن للتصعيد ضدّ المقاومة سياسياً وإعلامياً، وتلاوة فعل الندامة على أيّ إيجابية أظهروها في مرحلة معارك جرود عرسال للمقاومة ضدّ جبهة النصرة، قبل أن يقع الغضب الأميركي عليهم، وربما العقوبات، التي يلوّحون هم بها اليوم لكلّ من يدعوهم لتغليب المصلحة الوطنية لبلدهم على التعليمات الآتية من السفارات.
محاولة لإجهاض الانتصار قبل اكتماله
بقي كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله محور الاهتمام المحليّ لا سيما إعلانه عن معادلتي النصر والتفاوض اللتين أرساهما الميدان في معركة تحرير الجرود الحدودية من تنظيم «داعش» الارهابي.
وقد برزت أمس، عودة «حزب القوات اللبنانية» والمسؤولين في تيار المستقبل وإعلامه الى المنطق السياسي الذي ساد مراحل الانقسام الحاد في لبنان، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، متجاهلين الوقائع الجديدة وسقوط رهاناتهم المحلية والإقليمية لا سيما رهانهم على التنظيمات الإرهابية التي تتقهقر وتنهار في الجرود تحت ضربات الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة، تماماً كما رهانهم على العدو «الإسرائيلي» في القضاء على المقاومة.
وقد عمد هؤلاء إلى التهديد مجدّداً بفرض عقوبات مالية أميركية على لبنان وحجب المساعدات عن الجيش اللبناني في حال نسّق مع الجيش السوري والتهويل بإبعاد العاملين اللبنانيين في الخليج، وفوّضوا أنفسهم كمتحدّثين رسميين عن الحكومة اللبنانية وأعلنوا رفض التنسيق مع سورية رفضاً قاطعاً. فهل ما يقوم به هذا الفريق محاولة لإجهاض الانتصار قبل اكتماله؟ وما هي مصلحة لبنان بالتصويب على المقاومة وعلى العلاقة مع سورية في الوقت الذي يخوض الجيش اللبناني معركة تحرير وطنية استراتيجية ضد الإرهاب إلى جانب المقاومة والجيش السوري على أرض متصلة وضد عدو واحد هو «داعش»؟ هل الهدف ضرب معنويات الجيش ووضع خطوط حمر أمامه عشية إطلاق المرحلة الرابعة والأخيرة من عمليته العسكرية للقضاء على آخر فلول «التنظيم» في الجرود اللبنانية، وبالتالي رفع معنويات المسلحين المنهارة؟ وماذا لو أفضت المفاوضات بين الدولة اللبنانية والمسلحين على انسحابهم الى الداخل السوري؟ ألا يتطلّب الأمر ضمانات من الجيش السوري؟ وألا يستوجب ذلك الحدّ الأدنى من التنسيق العلني مع الدولة السورية؟ فهل مصلحة هذا الفريق السياسية والانتخابية وتبعيته الخارجية أهم من دماء الجيش ومصلحة الوطن؟
مصادر نيابية مطلعة أشارت لـ «البناء» الى أن «موقف المستقبل وحزب القوات لا يخدم المصلحة الوطنية العليا، بل مصالحهم السياسية الفئوية فقط ويعبّر عن خلفية العداء لسورية لديهما وضرب العلاقة المميّزة معها الذي يُعتبر هدفاً أميركياً إسرائيلياً». ودعت المصادر الحكومة اللبنانية الى التنسيق مع الحكومة السورية لإنجاح العملية التفاوضية، وبالتالي تسريع تحقيق الانتصار الذي لن يتحقق ويكتمل من دون الدور السوري، لا سيما أن لبنان وسورية محكومان بالعلاقات المميزة والعداء لعدو مشترك هو «إسرائيل».
وتساءلت المصادر: كيف أن فريق 14 آذار قد خسر في السياسة وفقد حلفاءه من التنظيمات الإرهابية في الجرود، وهو الذي كان يحتمي ويستقوي بها على شريكه في الوطن، أن يُملي شروطه على اللبنانيين ويعطّل مصالحهم ويضرب العلاقة الاستراتيجية والتاريخية مع سورية، وهو مَن وضع «كل بيضه في سلة الأميركيين» لإسقاط النظام في سورية؟ وها هي آماله تخيب ويبقى النظام والدولة والجيش.
وحذّرت المصادر من أن عدم التنسيق مع سورية، يشكل طعنة في ظهر الجيش ولبنان بأسره والمطلوب ليس فقط التنسيق ميدانياً، بل بالملفات الحياتية والاقتصادية كافة، وشدّدت على أنه «لولا التنسيق الميداني مع سورية في هذه المعركة والتي سبقتها لما تمكّن الجيش اللبناني من تحقيق تلك الإنجازات وفي هذه السرعة والكلفة». ولفتت الى أن «جعجع ليس الحاكم بأمره في لبنان كي يقرّر مع مَن تنسّق الدولة، بل هو من ضمن فريق الخاسرين سياسياً».
ودعت المصادر الرئيس سعد الحريري الى تجاوز النكايات السياسية والدفع باتجاه التنسيق مع سورية لمصلحة الجيش والعسكريين المخطوفين والمصلحة الاقتصادية اللبنانية، فضلاً عن مصلحة استمرار حكومته.
علي عبد الكريم: الانتصار إحباط للراعي الصهيوني
وأكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن «ما يقوم به الجيشان السوري واللبناني والمقاومة من انتصارات على الإرهاب شكّل إحباطاً للراعي الصهيوني لهذا الإرهاب.
وخلال لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، قال السفير السوري: «في اللقاء مع دولة الرئيس كانت الآراء متفقة على أن ما يقوم به الجيشان السوري واللبناني، وما تقوم به المقاومة من انتصارات على الإرهاب التكفيري شكّل إحباطاً للراعي الصهيوني، لهذا الإرهاب والمستثمر فيه. وبالتالي كانت السعادة والاطمئنان والتفاؤل بأن الأمان سيكون نتيجة كبيرة لسورية ولبنان والمنطقة، وما تحقّقه سورية وجيشها وقيادتها وشعبها يشكل فاتحة خير يستبشر بها دولة الرئيس لصالح المنطقة كلها».
هجوم أميركي على «اليونيفيل»
وتزامنت حملة «القوات» و«المستقبل» على المقاومة والجيش السوري مع الحملة التي تقوم بها المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على حزب الله في المحافل الدولية لا سيما في مجلس الأمن، كما شنت هجوماً لاذعاً على قائد القوات الدولية في جنوب لبنان، معتبرة بأنه «يظهر عجزاً كبيراً في فهم نشاط سلاح «حزب الله» في لبنان». وأكدت هايلي أنه «يتعيّن على قوات اليونيفيل القيام بمهامها بفعالية لتجنّب أي صراع في المستقبل ».
المرحلة الرابعة والأخيرة
ميدانياً، أكمل الجيش اللبناني استعداداته لإطلاق المرحلة الرابعة والأخيرة من العملية العسكرية «فجر الجرود» بعد أن حاصر المسلحين في بقعة جغرافية محددة. وأفادت قيادة الجيش في بيان أن «مدفعية الجيش وطائراته واصلت قصف ما تبقى من مراكز تنظيم داعش الإرهابي في وادي مرطبيا، واستهداف تحركات الإرهابيين وتجمّعاتهم، ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات في صفوفهم، فيما تتابع القوى البرية تضييق الخناق عليهم، والاستعداد القتالي لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود، كما تستمرّ الفرق المختصة في فوج الهندسة في شقّ طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة من مختلف المناطق التي حرّرها الجيش».
وأعلنت قيادة الجيش في بيان آخر أنه «أثناء انتقال آلية عسكرية تابعة للجيش في جرود رأس بعلبك ، تعرّضت لاطلاق نار من جهة الإرهابيين ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين».
وقال مصدر عسكري لـ «البناء» «إن قوة الضربات ودقة الإصابة ضيّقت الخناق على إرهابيي داعش وبقي في بقعة جغرافية لا تتجاوز الكيلومترات العشرين، كما جعلت الوحدات الميدانية في كل قطاعات الجيش وخاصة وحدات المشاة المتقدّمة أكثر استعداداً لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية فجر الجرود»، وسط «متابعة الفرق وحدات فوج الهندسة في شق طرقات جديدة، وإزالة العبوات والألغام والأجسام المشبوهة والنسفيات من مختلف المناطق التي حررها الجيش».
ولفت المصدر إلى «أن الجغرافيا المتبقية للقضاء على داعش صعبة ووعرة، ما شكّل حالة إرباك وتقهقر سريع أمام ضربات الجيش، وبالتالي سيكون هناك قرار عسكري حاسم بعيداً عن التفاوض للقضاء على الجماعات الإرهابية».
السيطرة على المعابر الرئيسية
على الجانب الثاني من الحدود، وفي اليوم السابع لمعركة «وإن عُدتْم عُدْنا»، تمكّن الجيش السوري والمقاومة من السيطرة على أهم المعابر الرئيسية في جرود القلمون الغربي ما يعني سقوط معظم مواقع ومراكز تنظيم «داعش»، وبالتالي هزيمته العسكرية النهائية باتت وشيكة، والمعابر هي: معبر سن فيخا: يصل جرود بلدة البريج السورية ويصل الى الحدود اللبنانية، معبر ميرا: يصل جرود قارة بالبريج اضافة لاتصاله بمعبر سن فيخا ومنه إلى جرود القاع ورأس بعلبك اللبنانية. معبر رأس الشاحوط، معبر الزمراني: وهو عند الحدود السورية اللبنانية ويربط جرود الجراجير بجرود عرسال، معبر أبو حديج: يربط جرود الجراجير بجرود عرسال وله اتصال مع معبر الزمراني عند الحدود السورية اللبنانية.
أما المعابر المتبقية تحت سيطرة «داعش» في جرود القلمون الغربي هي: معبر مرطبية: يصل جرود بلدة قارة بجرود عرسال ورأس بعلبك، معبر الشيخ علي: يصل الأراضي السورية من جرد قارة ومرتفع حليمة قارة إلى جرود عرسال اللبنانية.