إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 29 تموز، 2017

القاضي علي ابراهيم: هناك شبهة بقرار منع المحاكمة عن عبد المنعم يوسف
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 30 كانون الثاني، 2019
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 13 شباط، 2018

استشهد مواطنان فلسطينيان يوم أمس وأصيب العشرات بجراح مختلفة خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" اندلعت في الضفة والقدس المحتلتين وفي قطاع غزة. والشهيدان هما عبد الرحمن أبو هميسة (16 عاماً) من غزة، وعبدالله طقاطقة، الذي ادعى الإحتلال أنه حاول تنفيذ عملية طعن قرب مستوطنة «غوش عتصيون» جنوب مدينة بيت لحم. وأفادت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة 225 إصابة مواطناً فلسطينياً بجراح مختلفة، في المواجهات مع العدو في محيط الأقصى وقلنديا، وعند حاجز حوارة جنوب نابلس، والمدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وقرية كفر قدوم، وبيت أمر في الخليل، وفي بيت إيل شمال البيرة. ونفذ المحتل الصهاينة اعتقالات عشوائية، في الضفة والقدس، طالت نحو 400 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال …
Related image
الجمهورية
آب شهر «المحطات الحاسمة»… والديمان يستضيف بطاركة الشرق

جبهة جرود عرسال على أهبة ان تطوي صفحة إرهابيي «جبهة النصرة» نهائياً، والساعات المقبلة حاسمة على صعيد تنفيذ اتفاق إخراج الارهابيين منها، وسط مؤشرات جدية تؤكد أنّ الأمور تتم وفق ما هو مرسوم لها، ما يعني انّ التنفيذ سيتم قريباً، وفق ما اكد مصدر امني رفيع لـ«الجمهورية»، في وقت يبدو البلد كله في انتظار تحقيق الهزيمة الكاملة للارهابيين، التي تكتمل بتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من إرهابيي «داعش»، والجيش اللبناني قابض على الزناد في هذه المعركة. في هذا الوقت، جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، تأكيده على التزام لبنان تطبيق القرار 1701 بالكامل.
إذا كان شهر آب المقبل مرشّحاً لأن يكون شهر الحسم عسكرياً في جبهة جرود راس بعلبك ويكتمل فيه عيد الجيش، فإنه في المقابل يبدو مزدحماً بجملة محطات، بدءاً من سلسلة الرتب والرواتب وبَت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في امر القانون المتعلق بها لناحية نشره او ردّه الى المجلس النيابي، وكذلك بجلسة تشريعية قريبة للمجلس النيابي بجدول الاعمال الذي تأجّل من الجلسة السابقة، تليها جلسة اسئلة واجوبة، وايضاً بزيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى دير القمر في السادس من آب، وصولاً الى القمة الروحية المسيحية التي تقرر ان يعقد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في الديمان خلال النصف الاول من آب، على أن يليها في وقت ليس ببعيد قمة روحية مسيحية شاملة لكل الطوائف.
وعلمت «الجمهورية» انّ البطاركة سيصلون الى لبنان يوم 8 آب، على ان يزوروا في اليوم التالي رئيس الجمهورية، ويلي ذلك في 10 آب انعقاد مجلس البطاركة الكاثوليك في الديمان، وبجدول اعمال يبحث اوضاع مسيحيي الشرق في ظل الحروب المشتعلة ودورهم في مرحلة التسويات وما بعدها، مع التأكيد على أهمية الحضور المسيحي المشرقي.
ومن المعلوم انّ اجتماع مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، كان يعقد سابقاً لمدّة أسبوع كامل، وكل سنة في دولة، الّا انّ ظروف بعض بلدان الشرق فرضت توقّفه عن الاجتماع لسنتين، وتقرّر عقده هذا العام في لبنان بمشاركة البطاركة الأرثوذكس على غرار الإجتماعات السابقة إضافة الى ممثّل عن الطائفة الإنجيلية.
ويكتمل النصاب السياسي مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن، حيث يفترض ان ينصرف الاهتمام مجدداً الى الملفات الداخلية، اضافة الى ملفات اخرى ضاغطة طَفت على السطح في الايام الاخيرة، والتي اظهرت تعرّض المواطن اللبناني لهجوم إرهابي من نوع آخر، من جبهة غليان الرفع الجنوني لأسعار السلع والمواد الغذائية من دون حسيب او رقيب، وكذلك سياسة الابتزاز التي بدأتها بعض المدارس بزيادة الاقساط المدرسية لأرقام خيالية.
وقال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «الوضع الامني الذي استجَد لا يجب ان يصرف النظر عن متابعة شؤون الناس، بل يوجب الانصراف الى اولوية التحصين الداخلي على كل المستويات. واولى المهام هنا، العمل بوَحي اتفاق بعبدا وتنشيط العمل الحكومي في شتى المجالات وتفعيل الانتاجية التي ينبغي ان يلمسها المواطن، ولعلّ المهمة الاساس في هذه المرحلة هي منع الاعتداء على المواطنين في لقمتهم ومعيشتهم وزيادة الاعباء عليهم، من قبل التجّار والفلتان في رفع الاسعار، وكذلك زيادة الاقساط المدرسية، وهنا مسؤولية الحكومة في أن تمارس دورها الرقابي الحازم وتوجِد العلاج الرادع لهؤلاء».
وتتوجه الانظار الى مجلس الوزراء المُرجّح انعقاده الاسبوع المقبل، خصوصاً انّ التطورات الامنية الاخيرة تفرض نفسها على جدول أعماله، بالاضافة الى ملف الكهرباء. وعلى ما اكد احد الوزراء لـ«الجمهورية» سيكون ضيفاً استثنائياً على مجلس الوزراء سواء أحالَ وزير الطاقة تقريره الذي يفترض ان يعدّه بناء على تقرير ادارة المناقصات في شأن ملف البواخر الذي اشار الى مجموعة ثغرات تعتري المناقصة وتحول دون فتح العروض، او العرض الوحيد المقدّم من شركة تركية في هذا الخصوص، او عبر توجّه بعض الوزراء، الذين يعارضون الصفقة، الى إثارة الموضوع في الجلسة، من باب ما أحاط هذه المسألة في الايام الاخيرة وصولاً الى المؤتمر الصحافي لوزير الطاقة وما تضمّنه من انتقاد لإدارة المناقصات وهجوم على قوى سياسية، من دون ان يأتي على ذكر المخالفات التي لحظتها الادارة، وتحول دون انطباق مناقصة البواخرعلى أحكام استدراج العروض.
وقال مصدر وزاري لـ«الجمهورية»: «انّ الصورة في ملف البواخر باتت شديدة الوضوح بعد صدور تقرير إدارة المناقصات، واي كلام حول هذا الموضوع ومن اي موقع صدر، لا يؤخّر ولا يقدّم.
وبالتالي، بات مجلس الوزراء هو المرجع الصالح لاتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن، ونقطة على السطر. ومن الطبيعي الّا يكون قرار مجلس الوزراء الّا مع مصلحة الدولة وماليتها، ورافضاً لأي صفقات تعاني الخلل القانوني، او تلك التي تشتمّ منها رائحة مصالح خاصة».
جرود عرسال
أمنياً، ثبت وقف إطلاق النار المعلن في جبهة جرود عرسال من دون خروقات، فيما بَدا انّ اتفاق إخراج إرهابيّي «النصرة» وعائلاتهم من المنطقة الى ادلب في سوريا، بلغ مراحل متقدمة، لَخّصتها جهات سياسية وامنية بأنّ المسألة دخلت في عملية إتمام اللوجستيّات المطلوبة في حالة من هذا النوع، ولا سيما لناحية إحصاء عدد الارهابيين مع عائلاتهم، وتأمين وسائل النقل الذي سيتمّ دفعة واحدة.
ودخل عامل جديد كاد يهدّد الاتفاق بانتكاسة، بعدما خطف الارهابيون ثلاثة عناصر من «حزب الله» تاهوا في منطقة جردية قريبة من مربع «النصرة» الذي يحاصره الحزب. وفرض هذا التطور اتصالات سريعة ابلغت خلالها قيادة الارهابيين بضرورة الافراج عنهم على الفور لأنهم لم يكونوا في مهمة قتالية. وعلى رغم الجو الإيجابي الذي نقله الوسطاء عن قيادة المسلحين لم يعلن حتى ليل امس عن الإفراج عنهم.
وفي سياق متصل، اكدت مصادر فلسطينية ان لا علاقة لمخيم عين الحلوة بالاتفاق في جرود عرسال، نافية ما تردد عن تحضيرات في المخيم لإخراج عدد من الفلسطينيين مع «النصرة» الى ادلب.
وقال مسؤول حركة «حماس» في صيدا ايمن شناعة لـ«الجمهورية» لا أساس من الصحة لهذا الكلام الذي يستبطِن محاولة لزَجّ الفلسطينيين في الأزمة السورية وتردداتها، علماً انّ جميع الفصائل ملتزمة بما تعهّدت به أمام المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في لقائها معه في صيدا».
جرود راس بعلبك
يأتي ذلك في وقت يستمر فيه الترقّب سيّد الموقف في منطقة راس بعلبك والقاع، فيما يواصل الجيش إجراءاته الامنية المشددة بالتوازي مع استمرار الوحدات العسكرية باستهداف «داعش» في الجرود بالمدفعية. في وقت عَمّت رأس بعلبك والقاع وغيرهما من بلدات المنطقة مسيرات تضامن شعبية مع الجيش.
وقال مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية»: «انّ الجيش استكمل التحضيرات العسكرية والانتشار، الّا انّ قرار بدء المعركة لم يتخذ بعد بانتظار الايام المقبلة والتطورات الميدانية».
واذ لفت الى «انّ وتيرة القصف ارتفعت مؤخراً بسبب تحرّكهم بشكل اوضح، خصوصاً بعد فتح جبهة عرسال»، اكد انّ الجيش «وكما أعلن مراراً، مهمّته حماية المدنيين ومنع الارهاب من التمدّد، وهو بالمرصاد لأي تحرك لإرهابيي «داعش» ويستهدفهم باستمرار.
الأخبار
السفارة الأميركية لجعجع: لا تصوّروا حزب الله حامياً للبنان
«جمعة الغضب» تتوّج انتصار المقدسيين

على وقع تحرير جرود عرسال، تزداد المواقف المؤيدة للعملية التي تقوم بها المقاومة لطرد الإرهابيين من الأراضي اللبنانية. وفيما بقيت قلّة قليلة تغرّد خارج السرب، أثارت بعض التصريحات، تحديداً تلك التي خرجت من معراب، ردود فعل وعلامات استفهام، واستياءً غربياً، تحديداً في الولايات المتحدة الأميركية 
لا تزال التفاعلات السياسية لمعركة جرود عرسال التي تخوضها المقاومة بالتنسيق مع الجيشين اللبناني والسوري تبرز يوماً بعد يوم. وفيما كانت "الدولة" بغالبية مكوّناتها تؤيّد هذه العملية وتعترف بنتائجها الإيجابية، التزم جزء صغير الصمت كعلامة رضى عن عملية تطهير الجرود من الإرهابيين، فيما استمر جزء آخر بحملة ممنهجة أعادت إلى الواجهة العناوين الإشكالية ذات الصلة بسلاح حزب الله ودوره في لبنان والمنطقة. 
وقد كان بارزاً أن المزاج المسيحي بأكثريته ميّال إلى تأييد هذه العملية، وتُرجم تحديداً على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باعترافه بإيجابية نتائجها على الداخل اللبناني "وإن كان الحزب يقوم بها لمصلحة محوره لا مصلحة بلده". 
وقد تركت هذه المواقف المفاجئة في الداخل والخارج علامات استفهام كبيرة حيال خلفياته وما سيترتّب عليه. فقد علمت "الأخبار" أن كلام جعجع أثار استياءً أميركياً، دفع بدبلوماسيين أميركيين إلى الاستفسار عن هذا الموقف الجديد، من بعض القوى السياسية اللبنانية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الأخبار"، وجّه مسؤولون أميركيون "رسائل سلبية إلى معراب" مفادها عدم جواز تصوير حزب الله كمدافع عن أمن لبنان وحامٍ له. وتزامن ذلك مع تحريض شخصيات من فريق 14 آذار على جعجع، من زاوية ضرورة "عدم تمرير هذا الموقف المفاجئ وغير المفهوم، لأن تجاهله يُمكن أن يؤدي إلى عواقب كبيرة". 
غيرَ أن مصادر معراب نفت لـ"الأخبار" أن يكون جعجع قد تلقّى أيّ عتب أميركي، مشيرة إلى "أننا نتعاطى مع الأمور بما يرضي اقتناعاتنا؛ نحن نؤكد على مبدئية الدولة، لكن إذا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن حزب الله إرهابي، فليس بالضرورة أن نعتبره كذلك. الخلاف مع حزب الله حول الكثير من الأمور لا يزال قائماً، لكننا بدأنا نقارب الأمور بشكل هادئ بعيداً عن الخطابات العدائية". وأكدت "عدم التراجع عن الموقف الذي لا يحيد عن الثوابت، وكل ما في الأمر أننا تخلّينا عن الخطاب العدائي ومصطلحاته، لأن الأولوية هي للحفاظ على الاستقرار والهدوء وشراكة العهد الجديد". 
غير أن "التوضيحات" القواتية، المهاجمة لحزب الله، والتي لمّ تتوقف في اليومين الماضيين، تشير إلى أن القوات وجدت نفسها محرجة من كلام جعجع بإيجابية عن عملية حزب الله، ما دفعها إلى إطلاق تصريحات تبريرية، عقب الاستياء الذي ظهر لدى الأميركيين، وعلى مستوى جزء من جمهورها. غير أن هذه الردود لم تكُن كافية على ما يبدو وغير مقنعة، بدليل أن الحملات على القوات، على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتوقف. ودفع ذلك جعجع إلى الخروج عدة مرات لتأكيد "ثوابت القوات"، فسأل، في تغريدة على "تويتر": "ماذا ينفع لو ربح الخلاص من جيب للمسلحين في أقاصي أقاصي الجرود على الحدود بين لبنان وسوريا وخسر مفهوم الدولة… وخسر نفسه؟". 
ردود فعل
من جهة أخرى، رأى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم "أننا اليوم خضنا معركةً مهمة وحساسة، ومن اليوم الأول قلنا إنها معركة في الجرود ولا علاقة لبلدة عرسال ولا لمخيمات النازحين بهذه المعركة، وهي تستهدف شذاذ الآفاق الذين احتلوا الجرود وانطلقوا منها لضرب الساحة اللبنانية ولإيذاء السلم الأهلي وللإخلال بالتعايش بين المسلمين والمسيحيين ولإيجاد الفتنة في الداخل"، فيما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن "النصر في معركة جرود عرسال أسّس لمرحلة جديدة من الاستقرار على المستوى الأمني في لبنان، وهذا الاستقرار هو أيضاً وليد المعادلة الذهبية، وهي الشعب والجيش والمقاومة". 
من جهته، أكد المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد أن "المقاومة هزمت عبئاً كبيراً كان على كل لبنان بكل نواحيه". وأوضح السيد أن "ما يحصل من تصريحات لبعض السياسيين مهاجمة للمقاومة فيه كثير من السفالة، ومؤذٍ ومعيب، وما يجري فيه قلة أخلاق". وأكد أن "الشعب اللبناني يعرف أن هذا الشهيد في المقاومة والجيش الذي قتل وفجّر بسيارة مفخخة لم ينوجد أصلاً لو لم يكن تيار المستقبل والقوات مسهّلين لوجود الإرهابيين في الجرود". وأشار السيد علي فضل الله إلى "الانتصار الكبير الذي تحقّق في جرود عرسال، والذي فاق كلّ التوقعات في سرعة إنجازه، رغم صعوبة المعركة"، وإلى "حجم النتائج التي حصدها على المستوى الميداني والالتفاف الشعبي حين تجاوز الجميع كل اختلافهم، وكان صوتهم واحداً في هذه المعركة. وإذا كان من أصوات صدرت، فهي لم تؤثر في هذا المشهد الجامع، فقد وعى اللبنانيون جميعاً خطورة بقاء الأمور على حالها، وتداعياتها على أمنهم، فهذه الفئات الإرهابية التي كانت موجودة على حدود لبنان، هي قنابل موقوتة قد تنفجر في أيّ لحظة وفي أيّ مكان من لبنان". 
عون لكاغ: ممارسات إسرائيل عدوانية
من جهة أخرى، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أن لبنان "ملتزم التزاماً كاملاً بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لأنه يدرك المخاطر المحتملة التي تنجم عن انتهاك هذا القرار"، لافتاً الى أن "إسرائيل لا تزال تخرق الأجواء اللبنانية وتحتل أراضي لبنانية وتقوم بممارسات عدوانية تشكل انتهاكاً صريحاً للقرار الدولي". وأشار الرئيس عون الى أن "مجلس الوزراء قرّر طلب التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، "اليونيفيل"، سنة إضافية"، مؤكداً تعزيز التعاون القائم بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل" من خلال زيادة قدرات الجيش وحضوره في جنوب لبنان وفي مياهه الإقليمية. 
«جمعة الغضب» تتوّج انتصار المقدسيين
لم يخل يوم أمس من مواجهات بين الفلسطينيين وجنود العدو الإسرائيلي داخل الأقصى أو خارجه، وصولاً إلى محافظات الضفة وكذلك على الحدود مع غزة، إذ سقط شهيد في القطاع وآخر في بيت لحم، بجانب مئات الإصابات. وجاءت «جمعة الغضب» تتويجاً لأسبوعين من مقاومة الفلسطينيين لإجراءات العدو في الأقصى حتى إزالتها، وتأكيداً للموقف الرافض لتكرارها
رغم التحذيرات التي أطلقتها الشرطة الإسرائيلية مسبقاً، احتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين للوصول إلى المسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة، وأداء صلاة الجمعة فيه بعدما حرموا الجمعة الماضية من أدائها داخل المسجد. لكن قوات الاحتلال كانت قد فرضت قيوداً على دخول المصلين ونشرت حواجز عدة حالت دون وصول فئات كثيرة اختارت أن تصلي على الطرقات.
وبعدما انقضت الجمعة، فتحت مساء أمس جميع أبواب الأقصى أمام المصلّين لصلاة العصر وما بعدها، وذلك دون تحديد أعمار أو شروط مقيدة. وقالت «الأوقاف الإسلاميّة» في القدس، إنّه تم فتح جميع أبواب المسجد من دون تحديد الأعمار للداخلين إلى الأقصى، بعدما أعلنت شرطة الاحتلال أنّ تحديد الأعمار للرجال دون الخمسين قد ألغي، وأنّ ذلك كان مجرد إجراء احترازي لصلاة الجمعة، التي أغلق خلالها بابا الأسباط وحطة.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت مساء أول من أمس «غلاف» القدس الذي يشمل الأحياء والشوارع المتاخمة لسور القدس التاريخي، وكذلك المنطقة الممتدة من سلوان وحي رأس العمود والصوانة ووادي الجوز والشيخ جراح، فضلاً عن إغلاق الشارع الرئيسي المحاذي لسور القدس والممتد من باب العمود وشارع السلطان سليمان وباب الساهرة، وصولاً إلى باب الأسباط. وأتى ذلك بعد يوم عنيف من المواجهات الناجمة عن قمع الاحتلال للمتظاهرين الفرحين بدخول المسجد، حيث اعتقلت فجر أمس نحو 120 مصلياً كانوا يعتكفون داخل الأقصى، وأصابت عشرات منهم 15 بأعيرة مطاطية في الرأس بين المصلين، وكذلك ستة مسعفين.
كذلك، شملت إجراءات الاحتلال تحليق طائرة مروحية ومنطاد استخباري في سماء المدينة، فضلاً عن نصب المتاريس وحواجز عسكرية وشرطية في شوارع المدينة وطرقاتها، بالإضافة إلى تسيير دوريات عسكرية راجلة ومحمولة وخيالة. كما أقيمت صلاة حاشدة في باب الخليل، وهي المرة الثانية التي تقام فيها مثل هذه الصلاة في تلك المنطقة، علماً بأن باب الخليل هو الأقرب إلى غرب القدس المحتلة ودوما يجري الاحتلال فيه أعمالاً تهويدية، فيما تظاهرت هناك مجموعة من المستوطنين وهي تحمل أعلاماً إسرائيلية لاستفزاز المصلين.
في هذا السياق، نقلت مواقع إعلامية عن مفتي الديار الفلسطينية وخطيب الأقصى السابق، الشيخ عكرمة صبري، أن المقدسيين والفلسطينيين هم من حققوا الانتصار بإعادة فتح أبواب المسجد للمصلين، متسائلاً: «غريب أن بعضهم تبنّى الانتصار بعد حدوثه»، في إشارة إلى السعودية والأردن. وأضاف صبري: «الخطوة التالية هي التعامل مع التجاوزات الإسرائيلية وتصحيحها».
في غضون ذلك، استشهد مواطنان وأصيب العشرات بجراح مختلفة في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال اندلعت في مناطق عدة في الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع استشهاد الشاب عبد الرحمن أبو هميسة (16 عاماً) شرق البريج، وسط القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة في رام الله استشهاد الشاب عبدالله طقاطقة بعد إصابته برصاص الاحتلال الذي ادعى محاولته تنفيذ عملية طعن قرب مستوطنة «غوش عتصوين» جنوب بيت لحم، في الضفة.
وذكرت مواقع إسرائيلية أن فلسطينياً يحمل سكيناً صغيرة حاول تنفيذ عملية طعن للجنود على مفرق «غوش عتصيون» قبل استهدافه بالرصاص، فأصيب بجراح بليغة، ثم أعلن عن استشهاده، فيما لم يصب أي من الجنود الإسرائيليين. ومثلما حدث في حالات سابقة، منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم العلاج اللازم للشهيد وتركوه ينزف حتى الموت.
وبالنسبة إلى الإصابات، أفادت مصادر طبية بأنه تم التعامل مع 225 إصابة بجراح مختلفة، بينها إصابات بالغاز والرصاص الحي والمطاطي في المواجهات التي تركزت في محيط الأقصى وكذلك في قلنديا، فيما تركزت تظاهرات الضفة المحتلة على كل من حاجز حوارة جنوب نابلس، والمدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وقرية كفر قدوم، وبيت أمر في الخليل (جنوب)، وفي بيت إيل شمال البيرة.
ووفق إحصائية لـ«مركز أسرى فلسطين للدراسات»، صعّدت سلطات الاحتلال عمليات الاعتقال العشوائية بحق الفلسطينيين منذ «عملية الأقصى» قبل أسبوعين، إذ رصد المركز ما يزيد على 400 حالة اعتقال في الضفة والقدس. وأوضح المركز في بيان، أمس، أن حملات الاعتقال الجماعية طاولت النساء والأطفال وقيادات سياسية ونواباً وكباراً في السن وعلماء، كما تركز الجزء الأكبر منها في مدينة القدس، حيث بلغت نحو 300 حالة، منها 120 فجر أمس.
إلى ذلك، خرج مئات الأردنيين في تظاهرة قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان للمطالبة بإغلاق السفارة وإلغاء معاهدة وادي عربة احتجاجاً على مقتل مواطنين أردنيين برصاص أحد حراس السفارة الإسرائيلية، الأحد الماضي، علماً بأن طاقم السفارة غادر بعد ذلك بيومين.
اللواء
توسيط صندوق النقد لحماية القطاع المصرفي من العقوبات 
إتفاق الإنسحاب والتبادل قيد التنفيذ.. وتحضيرات عسكرية للمعركة مع داعش

انتهى الأسبوع الأخير من تموز على محطات ثلاث: 
1- إختتام زيارة الرئيس سعد الحريري والوفد المرافق له إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية تيلرسون، ونواب وشيوخ في الكونغرس، فضلاً عن زيارة مقر صندوق النقد الدولي، واجتماعه مع مديرة الصندوق كريستين لاغارد، ثم توسع بمشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
والاهم في المحادثات دور صندوق النقد بالحؤول دون ان تؤدي التشريعات التي ستصدر عن الكونغرس الأميركي إلى عدم استقرار القطاع المصرفي اللبناني..
كما تناولت المحادثات مع الصندوق نتائج النزوح السوري على لبنان، وكان ثمة اتفاق على ضرورة تنفيذ برنامج استثماري في البنى التحتية كوسيلة لتحفيز النمو، وخلق فرص جديدة، إضافة إلى دراسة تحديد الآثار السلبية للنزوح السوري على موازنة الدولة اللبنانية. 
2- المحطة الثانية، تتعلق بمعارك عرسال، والنتائج التي أسفرت عنها، ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً، والترتيبات الجارية لإنهاء الوضع، المشابه للجرود، في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة، وينظم حزب الله جولة للاعلاميين اليوم في المنطقة. 
3- اتفاقية نقل ما تبقى من مسلحي "النصرة" وعائلاتهم إلى أدلب، مقابل الإفراج عن مقاتلين لحزب الله محتجزين لدى "النصرة". 
وفي هذا الإطار، كشف اللواء إبراهيم ان العمل جارٍ على قدم وساق لناحية تنفيذ اتفاق جرود عرسال، وكل شيء يسير وفق المرسوم له. 
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان هذه المواضيع ستكون على جدول أعمال الأسبوع السياسي الطالع، لا سيما في محطتين رئيسيتين: الاحتفال بعيد الجيش في الأوّل من آب، وما سيحمله هذا الاحتفال من مواقف، والمحطة الثانية، جلسة مجلس الوزراء التي يتوقع ان يتحدّد موعدها في الساعات المقبلة على ان تكون يوم الأربعاء أو الخميس من الأسبوع المقبل. 
وفي ما خصّ مشروع سلسلة الرتب والرواتب لم يصل بعد إلى دوائر قصر بعبدا وعندما يصل يجري الرئيس عون دراسة معمقة حول الأرقام الواردة. وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية كان يفضل إقرار الموازنة قبل السلسلة من دون أن تشرح ماهية الموقف الذي سيتخذه حول المشروع. 
وافيد أن الرئيس عون عازم على مزاولة النشاط الرسمي في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين وذلك بعد منتصف الشهر المقبل ريثما يتم الانتهاء من مهرجانات بيت الدين. 
وفيما غادر أمس رئيس الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة عائداً إلى بيروت، يفترض ان يغادر الرئيس الحريري واشنطن اليوم، بعدما اختتم زيارته رسمياً، أوضحت مصادر الوفد اللبناني، ان الزيارة حققت أهدافها، لناحية النقاط الأربع التي ركز عليها خلال محادثاته مع المسؤولين الأميركيين، وهي: 
– تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية. 
– دعم لبنان في مواجهة أزمة النزوح السوري، وهو ما تأكد من خلال الموازنة الجديدة التي رصدتها الإدارة الأميركية لمساعدة النازحين. 
– الحصول على ضمانات مؤكدة لدعم الجيش بالعتاد والسلاح، وهو ما سيترجم من خلال الزيارة التي سيقوم بها قائد الجيش العماد جوزف عون لواشنطن في 12 آب المقبل. 
– أما مسألة العقوبات، فقد لمس الرئيس الحريري انه من المستحيل إلغاؤها أو تأجيلها طالما سلكت طريقها نحو التشريع في الكونغرس والذي يتوقع التصويت عليها قبل نهاية أيلول المقبل، إلا ان الرئيس الحريري تلقى – بحسب مصادر الوفد- ضمانات بتحييد الاقتصاد اللبناني، ولاسيما القطاع المصرفي عن هذه العقوبات التي ستكون موجهة ضد "حزب الله" ومؤسساته. 
اتفاق الانسحاب
في هذه الاثناء، بقي وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين "حزب الله" و"جبهة النصرة" بوساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم صامداً، حيث سيطر هدوء على كافة محاور القتال في جرود عرسال، لم تشهده المنطقة منذ سنوات. 
وفيما اكد اللواء ابراهيم ان العمل جار على قدم وساق على خط المفاوضات، وكل شيء يسير وفق المرسوم له، اشارت معلومات الى ان لجنة من فتح الشام وصلت الى عرسال برئاسة "ابو الخير" لتسجيل اسماء النازحين السوريين من المسلحين والمدنيين الراغبين بالعودة الى ادلب في الشمال السوري، وطلبت اللجنة من رؤساء المجموعات في المخيمات رفع لوائح الاسماء باسرع وقت ممكن الى الامن العام. 
ورجحت المعلومات ان يتخطى عدد الاسماء المسجلة اكثر من ثلاثة آلاف نازح، وبالتالي ستصبح هناك حاجة الى حافلات وطرق معبدة بدلا من طريق الجرود الوعرة، وان تكون عملية الانتقال عن طريق القاع، معبر الجيوسية، او المصنع.
ورصدت امس بدء اعمال تفكيك خيم بعض المخيمات في وادي حميد والملاهي، القريبة من عرسال، تمهيدا لعملية اخلاء المسلحين. 
وخلافً للهدوء على محاور جرود عرسال، كثف الجيش اللبناني ضغطه المدفعي على جبهات القتال في جرود رأس بعلبك والقاع، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة، بانتظار ساعة الصفر التي سيحددها الجيش، والذي اعطى تعليمات بأن يكون على أهبة الاستعداد، والرد بعنف على المسلحين. 
وقصف الجيش بالمدفعية مواقع مسلحي تنظيم "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك بعد رصد تحركات مشبوهة، وعمل على تعزيز آلياته وعناصره في المحيط، فيما اعلنت قيادة الجيش ان مركزاً تابعاً لها في مرتفع حرف الجرش في رأس بعلبك تعرض لسقوط قذيفتي هاون مصدرها المجموعات الارهابية المنتشرة في جرود المنطقة، وردت قوى الجيش بقصف مصدر اطلاق النيران من دون تسجيل اصابات في صفوف العسكريين. 
وفي خطوة لافتة، تفقد رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك الوحدات العسكرية المنتشرة في مناطق القاع ورأس بعلبك وعرسال، واطلع على الاجراءات الميدانية المتخذة، ثم اجتمع بالضباط والعسكريين وزودهم بالتعليمات اللازمة. 
واكد ملاك ان حرب الجيش ضد الارهاب ستبقى مفتوحة حتى تحرير آخر شبر من الحدود الشرقية، لافتا الى ان المعركة المقبلة ستكون فاصلة، وسينتصر الجيش فيها لا محالة، كما انتصر سابقا في كل المواجهات التي خاضها ضد التنظيمات الارهابية، ودعا العسكريين الى مزيد من اليقظة والاستعداد الاقصى للقيام بالمهمات المرتقبة في القريب العاجل. 
قلق دولي
وفي السياق، اشارت مصادر ديبلوماسية غربية الى ان المعركة التي خاضها حزب الله في الجرود، اثارت قلقا دوليا من احتمال ان تمهد لاضفاء شرعية لبنانية على سلاح الحزب المصنف ارهابيا اميركيا وخليجيا واوروبيا، وقد عبر عن هذا القلق البيان المشترك للسفارتين الاميركية والبريطانية في بيروت، والذي اكد ان "الجيش اللبناني هو المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان". 
ورجحت المصادر، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء "المركزية" ان يكون السفير البريطاني هيوغو شورتر والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ اللذان زارا امس قصر بعبدا، كلا على حدة، حملا للرئيس ميشال عون الذي يعتزم نقل نشاطه الرسمي في المقر الصيفي في بيت الدين منتصف الشهر المقبل، حرص المجتمع الدولي على اعتبار المؤسسة العسكرية دون سواها، حامية استقرار لبنان وأمنه وشريكته في الحرب على الارهاب، وكذلك تحذيراً من اي تسليم رسمي لبناني بسلاح حزب الله وبثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. 
واوضحت المعلومات الرسمية عن زيارة شورتر بأنه نقل للرئيس عون الموقف البريطاني من الاحداث التي شهدتها الحدود اللبنانية – السورية خلال الايام الماضية، فيما نقلت السيدة كاغ رسالة شفهية من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ثم قدمت عرضاً مفصلاً عن المناقشات التي جرت في مجلس الأمن خلال مناقشـة التقرير الدوري حول تطبيق القرار 1701. وإن الرئيس عون أبلغ ممثلة الأمم المتحدة ان لبنان ملتزم التزاماً كاملاً بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لأنه يُدرك المخاطر المحتملة التي تنجم عن انتهاكه. 
وفي حين أشار إلى أن مجلس الوزراء قرّر في جلسته الأخيرة طلب التمديد لقوات "اليونيفل" سنة إضافية، شدّد عون على أهمية دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للجيش في حربه ضد الإرهاب، لافتاً إلى تحقيق خطوات مهمة سوف تعيد الاستقرار والأمن إلى الحدود اللبنانية – السورية التي عانت خلال الأعوام الماضية من الاعتداءات الإرهابية. 
وفي معلومات "اللــواء" ان السيدة كاغ لم تتناول خلال لقائها الرئيس عون، معركة عرسال، ولا حتى أي اقتراح بشأن توسيع مهمة "اليونيفل" لتشمل الحدود الشرقية، حسبما طالبت كتلة "المستقبل" النيابية، قبل معرفة ما إذا كان سيطرح أثناء عرض موضوع التمديد لهذه القوات في مجلس الأمن. 
البناء
واشنطن وموسكو في حرب العقوبات… ولا شيء يمنع التعاون في سورية 
داعش ينسحب من السخنة… والجيش السوري يدقّ أبواب دير الزور 
استعدادات لمعركة الجيش في جرود القاع… وانسحاب النصرة الأسبوع المقبل

تصاعدت لغة العقوبات المتبادلة بين موسكو وواشنطن بعد دخول مجلس الشيوخ في مناقشات تفصيلية لقانون جديد أقرّه مجلس النواب بأغلبية ساحقة يتضمّن خطر التدخل الأميركي للعبث في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للنخب المحيطة بالكرملين من طبقة رجال الأعمال، بما يتضمّن من تشكيل مكتب خاص قانوني دبلوماسي استخباري مهمّته تجميع لوائح اسمية مفصّلة بكبار رجال الأعمال الروس وتوزّعهم السياسي الداخلي بقياس علاقتهم بالرئيس فلاديمير بوتين، وتجميع معلومات عن أعمالهم وشركاتهم وعلاقاتهم بالغرب والمصارف وحساباتهم وحسابات أقاربهم، اعتبره الكرملين عدواناً اقتصادياً وانتهاكاً سيادياً يكفي لتفجير مواجهة تكون الأقسى بين واشنطن وموسكو، سرعان ما ردّت روسيا على القانون الجديد بتخفيض البعثة الدبلوماسية الأميركية في موسكو بمقدار ثلاثمئة موظف من أصل سبعمئة وخمسين. وتقصّدت إبعاد البعثات المختصة بالشؤون الأمنية والمالية والاقتصادية بنسب عالية ضمن العدد الذي تمّ تخفيضه في رسالة مباشرة على القانون الجديد، لكن واشنطن وموسكو أكدتا كلّ في بيان أنّ التوتر في حرب العقوبات المتبادلة لا يمنع مواصلة التعاون في سورية والقول إنه تعاون مثمر يخدم الرؤى والمصالح المشتركة للبلدين ويسهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين ويزيد فرص النجاح في الحرب على الإرهاب. 
بالتوازي، كانت موسكو تعلن الاستعداد لمنطقة تهدئة جديدة في ريف حمص بالتعاون مع واشنطن، بينما كان الجيش السوري وحلفاؤه يحرزون المزيد من التقدّم في البادية في ريفي حمص وحماة، ومن جهة مقابلة يصلون على أبواب مدينة السخنة التي تشكل مفتاح فكّ الحصار عن مدينة دير الزور لتنقل التقارير العسكرية ليلاً معلومات عن انسحاب داعش من السخنة التي تنتظر دخول الجيش السوري وحلفائه ليصير على أبواب دير الزور حيث يقول الأميركيون والروس إنها المدينة التي ستشهد المعركة الفاصلة مع تنظيم داعش. 
داعش في جرود القاع ورأس بعلبك أيضاً يضرب أخماساً بأسداس لكيفية التعامل مع الحرب التي تدق طبولها ويستعدّ لها الجيش اللبناني بالمزيد من التعزيزات والتحضيرات. وعليه أمام بدء تطبيق اتفاق انسحاب جبهة النصرة من جرود عرسال انتظار لحظة يصير في مثلث يحاصره فيه الجيش اللبناني والجيش السوري وحزب الله ويختار مواجهة انتحارية أم تسوية تنتهي بتكرار انسحاب النصرة قبل دفع ثمن مكلف. وهي تسوية ستتضمّن حكماً الإفراج عن العسكريين المخطوفين، كما أكدت مصادر معنية بملف التفاوض لـ "البناء"، بينما تتمّ التحضيرات على قدم وساق للبدء مطلع الأسبوع بتنفيذ اتفاق انسحاب جبهة النصرة من جرود عرسال. وهو ما قالت مصادر معنية لـ "البناء" إنه سينتهي قبل نهاية الأسبوع المقبل، وربما يبدأ مع بداية الأسبوع. 
"الاتفاق" يسير وفق المرسوم 
لا تزال ظلال معركة جرود عرسال تطغى على المشهد الداخلي وسط ترقبٍ لآفاق المرحلة المقبلة من تحرير الجرود في رأس بعلبك والقاع من تنظيم داعش الإرهابي، الذي واصل أمس اعتداءاته على مراكز الجيش المنتشرة في محيط المنطقة، في حين يستمر العمل على تنفيذ بنود اتفاق وقف النار بين حزب الله وتنظيم جبهة النصرة، الذي أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أن العمل جارٍ على قدم وساق بشأنه وأن كل شيء يسير وفق المرسوم له. بينما يسود الهدوء الحذر جبهة جرود عرسال لليوم الثاني على التوالي. 
وأفادت مصادر مواكبة لملف التفاوض لـ"البناء"، أنّ عملية نقل مسلحي "جبهة النصرة" مع عائلاتهم من جرود عرسال إلى إدلب قد تُنجَز في مدة لا تتجاوز الـ 48 ساعة وأقصاها اليوم السبت. 
المصادر نفسها لفتت الى أن "عدد الذين سينتقلون من مسلّحين ومدنيين من جرود عرسال الى إدلب السورية قد يصل إلى ثلاثة آلاف وسجلوا أسماءهم لدى اللجنة المنبثقة عن التسوية"، وأكدت أن "تسريع عملية تنفيذ الاتفاق يسير بوتيرة متسارعة بهدف إنهاء الملف، وما يؤكد ذلك عملية الإفراج عن العناصر 5 من حزب الله الذين أسرتهم هيئة تحرير الشام، ووصلوا فجر أمس إلى نقطة حدودية مع تركيا، وتسلمتهم المخابرات التركية، على أن يتم انتقالهم جواً إلى بيروت". 
وأشارت قناة "المنار" إلى أن التحضيرات داخل المخيمات التي تأوي المسلحين في جرود عرسال بدأت من خلال توضيب الحقائب وتفكيك بعض الخيم، بينما تحدّثت مصادر أخرى عن تحضيرات في مخيم عين الحلوة لإخراج عدد كبير من مسلحي تنظيم النصرة ونقلهم إلى سورية كجزءٍ من الاتفاق. وقد رصدت اجتماعات وتحرّكات لعناصر وقيادات النصرة في المخيم لإنجاز هذا الأمر. 
ميدانياً، عثر المقاومون خلال دخولهم إلى نقاط "جبهة النصرة" في الجرود وعمليات المسح التي يقيمون بها داخلها على منشأة تصنيع صواريخ وتفخيخ سيارات تابعة للإرهابيين. 
إجراءات الجيش تُنذر بقرب المعركة 
وفي ما أنهت المقاومة المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد الإرهاب على الحدود بنجاحٍ وتستكمل الجهات التفاوضية تنفيذ بنود اتفاق وقف القتال الذي أنجز، يحشد الجيش اللبناني قوّاته في المرتفعات المشرفة على المنطقة الجغرافية في رأس بعلبك والقاع والفاكهة واتخذ إجراءات ميدانية وعزّز مواقعه المتاخمة لنقاط انتشار وسيطرة تنظيم "داعش"، ما يُنذر بقرب بدء المرحلة الثانية من المعركة، لتطهير هذه الجرود من "التنظيم". 
وقد استهدف الجيش أمس، مسلّحي "داعش" في مرتفعات جرود القاع رداً على إطلاق قذيفة سقطت في سهل القمح الذي يربط بين بلدة القاع ورأس بعلبك ومصدرها أحد مواقع "داعش". 
وفي حين رأت مصادر عسكرية أن "قصف الجيش لمواقع المسلحين هو تمهيد للمعركة البرية"، لفتت إلى أن "جرود رأس بعلبك والقاع تحتوي على ممرات قاسية خصوصاً لناحية المنطقة الفاصلة بين لبنان وسورية ما يجعل المعركة أكثر دقّة وصعوبة".
وأشار خبراء عسكريون الى "الدور الذي أداه الجيش في المرحلة الأولى من العملية العسكرية مع النصرة، لجهة فصل الجرود عن عرسال والحؤول دون تسلل المسلحين الى المدينة ومخيماتها، والذي إن حصل كان سيخلط الأوراق ويقلب المعادلة الميدانية لصالح النصرة، ولجهة حماية الجيش لظهر المقاومة ومساندته لها عبر القصف المدفعي لتحرّكات ومواقع المسلحين". 
المقاومة قوة مساندة 
ويلفت الخبراء لـ"البناء" إلى أن "الدور الرئيسي في المرحلة الثانية سيكون للجيش من حيث تنفيذ الهجوم البري، أما السبب فهو أن منطقة وجود تنظيم داعش كانت مسرح عمليات الجيش منذ ثلاث سنوات في القاع ورأس بعلبك والفاكهة وبالتالي يعرف طبيعتها الجغرافية ولديه بنك الأهداف لمواقع انتشار التنظيم بينما تتحول المقاومة في هذه المعركة الى قوة مساندة للجيش وتتولى المنطقة الممتدّة من الحدود السورية باتجاه شرق الجرود وتتقدّم على خط موازٍ ومعاكس لتقدم الجيش الذي سيقترب نحو التلال المرتفعة باتجاه الشمال الغربي للجرود والذي يبلغ طوله 20 كلم وطوله 25 كلم ولا يمكن تحديد توقيت انطلاق العملية الذي يبقى بيد الجيش وفقاً للمعطيات الميدانية".
ويوضحون أن "داعش لا يملك خطاً لوجستياً مع مخيمات النازحين في عرسال بعكس ما كان حاصلاً مع النصرة، ما يشكل عاملاً إيجابياً لصالح الجيش". 
خيارات "داعش"؟ 
أما الخيارات المتاحة أمام "داعش" فهي أربعة بحسب الخبراء:
محاولة التنظيم اختراق أحد القرى المحاذية للجرود القاع أو الفاكهة واحتلالها واستخدامها كرهينة للضغط على الجيش الأمر الذي قد يخلط الأوراق ويعرقل تقدم الجيش، لكنه سيتخذ إجراءات كاملة للتصدّي لأي محاولة على هذا الصعيد.
انسحاب عناصر "داعش" باتجاه الأراضي السورية من جرود القاع والفاكهة عبر بعض الممرات الصعبة في القلمون الى مخيم اليرموك في دمشق، حيث يعتبر "داعش" التنظيم الأقوى في المخيم، لكنهم قد يصطدموا خلال انسحابهم إلى القلمون السوري بقوات حزب الله والجيش السوري المرابضة هناك. 
القتال حتى الموت ورفض التفاوض والاستسلام، ما يطيل أمد المعركة لأسابيع عدة كي يتمكن الجيش من القضاء على عناصر التنظيم وتطهير الجرود. 
الاحتمال الرابع وقد يكون الورقة الأخيرة بيد التنظيم وبالتالي ربما يكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى "التنظيم"، حيث تردّدت معلومات عن أن العسكريين لا زالوا على قيد الحياة ومحتجزين في الجرود التي يسيطر عليها "داعش"، ما قد يدفع الأخير تحت ضغط النار والحصار الى التفاوض وإطلاق سراح العسكريين مقابل تأمين ممر آمن لمسلحيه للانسحاب إلى دمشق أو الى الرقة. 
..وجولة ميدانية لرئيس الأركان 
رئيس وتفقد رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن حاتم ملاك، قطعات الجيش المنتشرة في البقاع الشمالي وكانت له جولة ميدانية على المواقع التي استهدفها المسلحون فجر أمس في جرود رأس بعلبك. وقد أفيد أيضاً عن إعداد غرفة طوارئ بالتنسيق مع الصليب الأحمر والدفاع المدني في المنطقة. 
وأكد ملاك أن "حرب الجيش ضدّ الإرهاب ستبقى مفتوحة حتى تحرير آخر شبر من الحدود الشرقية، والمعركة المقبلة ستكون فاصلة، وسينتصر الجيش فيها لا محالة، كما انتصر سابقاً في جميع المواجهات التي خاضها ضدّ التنظيمات الإرهابية، وذلك بالاستناد إلى الكفاءة القتالية لوحداتنا، وإلى ثقة اللبنانيين على اختلاف مكوّناتهم بالمؤسسة العسكرية وإجماعهم على دورها الوطني". 
قاسم: العملية حققت هدفين 
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "العملية في جرود عرسال كان لها هدفان: 
الأول: تنظيف الحدود الشرقية من هؤلاء الوحوش الذين يخرّبون على الناس ويعيثون فساداً على الحدود اللبنانية. 
والثاني: هو حماية لبنان من مفخخاتهم أكانت سيارات أو أحزمة ناسفة والتي طالت المدنيين في الأراضي اللبنانية كلها". 
وشدد قاسم على أن "مقاومتنا ليست خاضعة لمنظومة المستكبرين، وهي قائمة على مبدأين: الأول: تحرير الأرض، والثاني: كسر التبعية، وهذان المبدآن سيستمران مع استمرار المقاومة". 
الحريري عاد إلى بيروت 
وفيما عاد رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت أمس، من زيارته للولايات المتحدة التي استمرت أربعة أيام، والتي التقى فيها مجموعة من المسؤولين الأميركيين، من المتوقع أن يطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج زيارته ولقاءاته، كما سيطلع مجلس الوزراء خلال جلسته المرتقبة الأربعاء المقبل لا سيما لجهة دعم الجيش وأزمة النازحين السوريين ومشروع قرار العقوبات المالية الأميركية على حزب الله. وفي المقابل ستشكل مواقف الرئيس دونالد ترامب والمسوؤلين في إدارته من الحزب، محور نقاش داخلي بين القوى السياسية. إضافة الى الانقسام السياسي والسجال الدائر حول معركة الجرود.