جامعة الدول العربية تطلب من إدارة أوباما منع جمعيات أميركية من تمويل الاستيطان في القدس وتهجير الفلسطينيين

الشباب العربي يعيش محنة البطالة والأمية!
لبنان : الأمن العام يحذر من عملاء "إسرائيليين" ينشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي
“إسرائيل” تخطط لحرب الغاز‏ في المتوسط : شركات غربية متواطئة مع الكيان الصهيوني‏

طالبت جامعة الدول العربية الإدارة الأميركية بالوقف الفوري لكل الأموال والتبرعات التي تحوّل إلى المستوطنات الإسرائيلية، كونها تسهم في أعمال عدوانية وغير شرعية، وتمنع التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل.

وكشف قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية، في تقرير أصدره بعنوان «جمعيات أميركية معفاة من الضرائب تمول الاستيطان والاستيلاء على عقارات المقدسيين في البلدة القديمة وأحيائها في مدينة القدس المحتلة»، أنه في الفترة الأخيرة تكشّف العديد من الحقائق والمعلومات التي تثبت وجود العديد من المؤسسات والهيئات المدنية في الولايات المتحدة التي تمول إقامة وحدات استيطانية في القدس الشرقية المحتلة في العام 1967 ومحيطها، والاستيلاء على بيوت وأملاك المقدسيين وطردهم من بيوتهم بالتحايل والتزوير.

وأشار التقرير إلى وجود العديد من المنظمات والجمعيات الأميركية التي تموّل البناء الاستيطاني غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحاًَ أنّ «جزءا من أموال هذه المنظمات يستخدم في الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها، حيث تقف على رأس تلك الجمعيات واحدة يديرها المليونير الأميركي من أصل يهودي ايرفينغ موسكوفيتش».

وأوضح التقرير أن المشروع الأهم الذي موله موسكوفيتش هو بناء حي استيطاني في قلب حي رأس العمود أطلق عليه اسم «معاليه هزيتيم»، إضافة إلى مخطط لبناء حي استيطاني آخر في المكان ذاته سيحمل اسم «معاليه ديفيد». ولفت التقرير إلى أن موسكوفيتش وراء تمويل العشرات من صفقات بيع العقارات المشبوهة في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وجميع هذه الصفقات ممولة من صالات القمار التي يملكها في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أنّ مساهمة مواطنين أميركيين أمثال موسكوفيتش في تمويل المستوطنات الإسرائيلية لا تقتصر على المعارضة المباشرة لسياسة الولايات المتحدة الرسمية فحسب، بل ان الكثير من الهبات تحسم من الضرائب، وترسل لتمويل البناء الاستيطاني في مناطق تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي.

وأشار التقرير إلى أنه بالتدقيق في سجلات مصلحة الضرائب الأميركية، حددت 28 منظمة وجمعية أميركية أخرى قدمت 4,33 ملايين دولار كهبات لا تشملها الضرائب للمستوطنات والمنظمات المتعلقة بها بين العامين 2004 و2007، لافتاً إلى أنّ منظمة «عير دافيد»، وهي إحدى المنظمات الاستيطانية الرائدة في تهويد القدس الشرقية المحتلة، قد جمعت 8,7 ملايين دولار في العام 2004، و2,1 مليون دولار عام 2005، و7,2 ملايين دولار عام 2006.

وبحسب التقرير، فإنّ العلاقة بين الجمعيات الخيرية الأميركية والاحتلال الإسرائيلي قديمة وممتدة، حيث كان كثير من الهبات والمساعدات المالية التي تجمعها تلك الجمعيات يذهب إلى بناء المستوطنات اليهودية، وكانت هذه الجمعيات على الدوام تنتهك القانون الأميركي الخاص بعمل الجمعيات الخيرية. ورغم ذلك، لم تتخذ الأوساط القضائية والرسمية الأميركية خطوات رادعة بحقها.

وفي هذا الإطار، أشار التقرير الى ان اللافت للنظر في نشاط هذه الجمعيات والمنظمات هو مقدار الحماية والحصانة التي تتمتع بها رغم عدم قانونية كثير من نشاطاتها، وانتهاكها الفظ للقوانين. ووصف التقرير ما يجري في الضفة الغربية والقدس الشرقية بأنه «حرب خفية» يقودها المستوطنون المتطرفون عبر دعم مالي أميركي غير محدود، معتبراً أنه لا يساهم في تعزيز ما تقول الإدارة الأميركية انه سعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكدت تقارير عديدة أن منظمات وجمعيات أمريكية تمول بناء استيطانيا غير شرعي في الأراضي الفلسطينية، فيما يستخدم جزء من أموال هذه المنظمات في الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها. وذكرت التقارير أن المليونير اليهودي الأمريكي ايرفينج موسكوفيتش يقف على رأس هذه العمليات فيما تصل أموال عبر قنوات عديدة إلى جمعيات التطرف الاستيطانية وأشهرها “عطيرات كوهانيم” و”ألعاد” و”شوفوبنيم”، وصناديق حكومية إسرائيلية عديدة تمول البناء الاستيطاني اليهودي في قلب القدس العربية المحتلة، وفي الضفة الغربية.

ودعا مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العمل ضد المنظمات والجمعيات الأمريكية اليهودية الناشطة في الولايات المتحدة والتي تمول بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة خاصة في القدس.

وتقوم جمعيات ومنظمات يهودية عديدة من أشهرها مؤسسة “سي آند ام” المملوكة للمليونير الأمريكي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش بتمويل كامل لجميع الأنشطة الاستيطانية اليهودية في القدس الشرقية المحتلة في خرق واضح للقوانين الأمريكية. ويأخذ عمل الشركة اتجاهين الأول “الاستيلاء على عقارات المقدسيين وتمويل شراء أراض وعقارات بطرق التزوير داخل البلدة القديمة وفي الأحياء المحيطة بها. وقد نجحت تلك المؤسسة التي تعد من بين أشهر 1000 مؤسسة خاصة في الولايات المتحدة في تمويل عمليات استيلاء على 70 عقارا داخل أسوار البلدة القديمة بواسطة جمعية عطيرات كهانيم التي تتخذ من عقبة الخالدية طريق الهكاري في البلدة القديمة مقرا لها.

ويرى مؤلف كتاب ” الإمبراطورية العرضية: إسرائيل وولادة المستوطنات” غرشون غورينبرغ أن المانحين أمثال موسكوفيتش “يريدون منع أي تسوية قد تؤدي إلى اتفاق سلام”، فيما وصف موسكوفيتش عملية السلام بأنها “تدهور نحو التنازلات والاستسلام وانتحار إسرائيل”.

وشدد على “أن مساهمة مواطنين أميركيين أمثال موسكوفيتش في تمويل المستوطنات الإسرائيلية لا تقتصر على المعارضة المباشرة لسياسة الولايات المتحد الرسمية فحسب، بل إن الكثير من الهبات تحسم من الضرائب وترسل عمدا لتمويل البناء الاستيطاني في مناطق تعتبرها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي”.

وأشار إلى تقرير أصدره صندوق النقد الدولي في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي والذي ورد فيه أن الهبات التي تصل إلى إسرائيل من مختلف أنحاء العالم بلغت مليار دولار سنويا، و70% منها يأتي من الولايات المتحدة، كما أن الأموال المرسلة إلى إسرائيل غالبا ما تصل إلى مؤسسة الاستيطان من دون علم المانحين.
وكالات، 18 تشرين الأول 2009

للمزيد، راجع الروابط التالية :
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1367&ChannelId=31646&ArticleId=2071&Author=
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3274&id=118027

COMMENTS