ماذا وراء إسقاط الطائرة المصرية؟

حول مستقبل "المشكلة الكردية" في سوريا؟
أميركا منقذاً لـ«الديموقراطيات الأحفورية»
قضايا "الثورة اللبنانية" : "ثويرة الواتسآب" في لبنان (3)

أكد خبراء في مجال الطيران أن تدخلا بشريا كارثيا ربما يكون وراء سقوط الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط، وهو أمر يشمل فرضية العبوة الناسفة أو أن أمرا ما حدث في قمرة القيادة.

ونقلت صحيفة الإندبندنت عن خبراء في الطيران قولهم إنه نظرا لعدم صدور أية تحذيرات عن طاقم الطائرة، فإن فشلا كارثيا وقع في أجهزتها. ففي الوقت الذي أكد فيه الخبير الجوي جوليان براي، أن الحادث جاء نتيجة لانفجار، قال ويل جيد، العضو المنتدب لشركة أمن خاصة لحماية الشركات الدولية، إن الانفجار ليس بالضرورة أن يؤدي إلى تحطمها على الفور، مبينا أن هناك فشلا كارثيا حال دون إرسال نداء استغاثة.

وأشار جيد إلى أن انفجار جسم صغير في قمرة القيادة سيؤدي إلى انخفاض الضغط في قمرة القيادة.

لكن الطيار بالخطوط التجارية كريس ماجي، ذكر في تصريحات تلفزيونية، أن سبب عدم اتصال الطيار ببرج المراقبة يعود إما إلى وجود تدخل بشري حال دون ذلك أو أن أمرا ما حدث على متن الطائرة منع الطيار من الاتصال.

بدوره، قال أحمد عادل نائب رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، في تصريحات صحفية أنه لم يكن هناك مشاكل على متن الطائرة المصرية المنكوبة، ولا بضائع خطرة.

ونقلت “اليوم السابع” عن وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، أن قائد الطائرة لم يتحدث عن وجود أعطال فنية فى آخر مكالمة له مع برج المراقبة. وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة، أن الطائرة المصرية قامت برحلة إلى تونس ثم إلى القاهرة وبعدها باريس. ونفى وزير الطيران تلقيهم أى إشارات استغاثة من الطائرة، مشيرا إلى أن فرضية العمل الإرهابي أقوى من غيرها.

من ناحيته، قال خبير الطيران، جيرارد فيلدزر، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الحادثة وقعت وسط أجواء مستقرة تماما، مشيرا إلى أن احتمالات وقوع مشكلة تقنية أو انفجار على متن الطائرة تبدو ضئيلة.

وحول فرضية اسقاط الطائرة، استبعد الخبير فيلدرز أن يكون ذلك بواسطة صاروخ، لكنه قال إن ذلك ممكن بواسطة طائرة أخرى.

غير أن الاعتداء بمتفجرات يبقى الأكثر ترجيحا بالنسبة للمدير السابق للمكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل، جان بول تروادك، حيث أكد أن عدم صدور نداء استغاثة يشير الى “حدث مباغت”.

الجيش المصري
وأعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري الجمعة 20 مايو/أيار، العثور على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المنكوبة في مياه المتوسط، وبعض الأمتعة الشخصية التي تعود لركاب الطائرة.

وجاء في بيان نشره المتحدث العسكري باسم الجيش المصري محمد سمير على حسابه في موقع “فيسبوك”: “في إطار الجهود المبذولة من عناصر البحث والإنقاذ للقوات المسلحة في البحث عن الطائرة المفقودة منذ الأمس، تمكنت الطائرات والقطع البحرية المصرية المشاركة، صباح اليوم الجمعة 20 مايو/أيار، من العثور على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب وأجزاء من حطام الطائرة في المنطقة شمال الإسكندرية وعلى مسافة 290 كم”.

وتابع المتحدث أنه يجري حاليا استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه في المنطقة.

من جانب آخر، كشف وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن العسكريين المصريين عثروا على أشلاء بشرية ومقعدين وبعض الأمتعة يعتقد أنها تابعة لركاب الطائرة المنكوبة في المنطقة التي تجري فيها عمليات البحث.

وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي أنه تم إرسال قطع الحطام إلى القاهرة لتحليلها هناك.

وسبق لليونان أن أعلنت عن العثور على أجسام عائمة قد تكون مرتبطة بالطائرة، لكن تحليلها أظهر أن ذلك الحطام لا يعود للطائرة المختفية التي غابت عن شاشات الرادارات في حدود الساعة 02:30 صباحا بتوقيت القاهرة فجر أمس الخميس.

ونفت الهيئة اليونانية لسلامة الطيران، العثور على حطام الطائرة المصرية المنكوبة، وقال رئيس الهيئة اليونانية للطيران، اثناسيوس بينوس، “إن الحطام الذي عثر عليه في منطقة قريبة من السقوط المفترض للطائرة المصرية “ليس مصدره الطائرة”.

وأضاف: “يؤكد تحليل الحطام أنه ليس من الطائرة، كما أن نظيري المصري أكد لي أيضا أن الحطام ليس من رحلة مصر للطيران، وذلك في آخر اتصال معه الساعة 17:45 ت غ”.

الرئاسة المصرية تنعى ضحايا الطائرة المنكوبة
نعت الرئاسة المصرية ضحايا كارثة الطائرة المصرية، مؤكدة تحطم الطائرة في البحر المتوسط.

وتقدمت الرئاسة، في بيان أصدرته إثر العثور على أجزاء من حطام الطائرة صباح اليوم الجمعة، بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا المصريين وذويهم.

كما تقدمت رئاسة الجمهورية بخالص التعازي إلى أسر الضحايا من الجنسيات الأخرى، الذين لقوا مصرعهم في الكارثة، وإلى الدول الأجنبية، قيادة وحكومة وشعبا، التي تكبدت خسائر بشرية بسبب الكارثة.

وأضاف البيان: “تتقدم رئاسة الجمهورية بوافر الشكر والتقدير للدول الصديقة التي بادرت إلى تقديم المساعدة للبحث عن حطام الطائرة وانتشال الضحايا، كما تؤكد على مواصلة التحقيقات من أجل كشف ملابسات هذا الحادث المؤسف واستجلاء الحقائق بشأنه والوقوف على أسباب سقوط الطائرة”.

بدورها نعت شركة “مصر للطيران” في بيان ضحايا الطائرة المنكوبة، وأعربت عن بالغ أسفها لهذا الحادث الأليم. وأكدت الشركة أنها تقوم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتعامل مع الموقف من كل جوانبه.

مصر تشكل لجنة للتحقيق في كارثة الطائرة
أصدر شريف فتحى وزير الطيران المدنى المصري قرارا بتشكيل لجنة التحقيق فى حادث تحطم طائرة مصر للطيران القادمة من باريس، وذلك برئاسة الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق في الحوادث بوزارة الطيران. وجاء تشكيل اللجنة بعد وصول 3 خبراء فرنسيين وممثل شركة “ايرباص” إلى القاهرة، علما بان القانون يشترط أن تضم اللجنة ممثلين عن دولة الصانع والمصمم للطائرة.

استمرار عمليات البحث
وتنفذ سفن وطائرات مصرية بمساندة من فرنسا وبريطانيا، عمليات بحث وتمشيط في المنطقة التي يعتقد أن الطائرة سقطت فيها، عندما كانت في طريقها من باريس إلى القاهرة، على بعد نحو 280 كيلومترا من السواحل المصرية.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سفينة الإنزال المساعدة “لايم باي” التابعة للبحرية الملكية ، وطائرة من طراز “هيركوليز سي 130” تابعة لسلاح الجو البريطاني، انضمتا صباح الجمعة 20 مايو/أيار، لجهود البحث عن الطائرة المفقودة التي دخلت يومها الثاني.

من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أنه ليس هناك حتى الآن أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب كارثة الطائرة المصرية.

وقال آيرولت في تصريحات لشبكة “فرانس 2” التلفزيونية، “إننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا أي فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة المصرية”.

وأضاف الوزير أنه سيجتمع غدا مع عائلات الركاب لإعطاء أقصى ما يمكن من معلومات بشفافية تامة.

من جانب آخر، وصل 3 محققين فرنسيين وخبير فني من شركة “أيرباص” صباح الجمعة 20 مايو/أيار إلى القاهرة للمساعدة في التحقيقات حول مصير الطائرة المصرية. وذكرت المصادر أن المحققين الفرنسيين يتبعون مكتب التحقيقات والتحليل في وزارة الطيران المدني الفرنسية.

وتشارك فرنسا في لجنة تحقيق تقودها مصر حيث أنها مقر شركة “أيرباص” كما أن لها ثاني أكبر عدد من الضحايا على متن الطائرة التي كانت تقل 66 شخصا، بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا.

وكالات، 20 أيار 2016