الإرهاب يتآكل : ماذا يجري في الغوطة الشرقية لدمشق؟

السعودية تحتجز 298 مسؤولا في تهم فساد “مالي وإداري”
الأردن : إرهابيو “سرايا المجاهدين” نفذوا هجمات انتحارية ضد الجيش
المغرب : الرحالة فؤاد أيّات يعاين الأحوال في أعماق جبال الأطلس

أكد مراسلون صحفيون أن ميليشيا "جيش الإسلام" الإرهابية المدعومة من السعودية، قد سيطرت على أهم مقار "جبهة النصرة" الإرهابية في منطقة الغوطة الشرقية، وهي مدعومة من قطر وتركيا. وتتحالف مع "النصرة" التي تعتبر "تنظيم القاعدة في بلاد الشام" ميليشيا "فيلق الرحمن". وقال المراسلون إن "جيش الإسلام" أمهل عوائل "النصرة" مدة 24 ساعة لإخلاء المنطقة المتاخمة للعاصمة دمشق. وقد أسفر القتال بين إرهابيي الغوطة عن تقسيمها إلى قسمين، شرقي وعاصمته دوما تحت سيطرة جيش الإسلام، وغربي عاصمته حرستا ويتبع للفصائل المناهضة للجيش وأبرزهم النصرة والفيلق.
جيش الاسلام يسيطر على أهم مقار النصرة في الغوطة الشرقية
وقالت تنسيقيات المسلحين إن "جيش الإسلام" يحرق جثث مسلحي "هيئة تحرير الشام" (النصرة) في الغوطة الشرقية لدمشق. وأعلن "جيش الإسلام" في بيان، عزمه حلّ "جبهة النصرة" بالغوطة الشرقية، موضحاً أن أنهى "70 في المئة من وجود "جبهة النصرة" في الغوطة خلال ساعات معدودة".
واتهم "جيش الإسلام" في بيانه المنشور على حسابه الرسمي على تويتر، "فيلق الرحمن" بالاصطفاف إلى جانب "جبهة النصرة" و"مؤازرة شديدة لها ودعم بالسلاح والعتاد لفلولهم المهزومة"، مؤكداً في الوقت نفسه قبوله "الحياد على الاقل" من جانب مسلحي "فيلق الرحمن". 
كما عرض البيان تقديم المزيد من "التطمينات والضمانات" لمسلحي "فيلق الرحمن"، قائلاً بأن وجهته هي القضاء على هذه "الزمرة الآثمة في الغوطة" أي "جبهة النصرة". كان جيش الإسلام  قد اقتحم مقرّات فيلق الرحمن في بلدة بيت نايم حيث دارت اشتباكات بين الطرفين. وكانت حصيلة الاشتباكات بين الطرفين الإرهابيين قد ارتفعت يوم أمس السبت إلى 150 بين قتيل وجريح. وأفاد هؤلاء المرسلون بأن مسلحي "النصرة" و"فيلق الرحمن" قد تمكنوا من السيطرة على بلدة "حزة" بعد اشتباكات  عنيفة مع مسلحي "جيش الإسلام".
View image on Twitter

"فيلق الرحمن" يهاجم "جيش الاسلام"
من جهته ، هاجم "فيلق الرحمن" في بيان له "جيش الاسلام" متهماً إياه أن المعركة ضد "هيئة تحرير الشام" (النصرة)، هي "ذريعة للهجوم على مقرات ومستودعات فيلق الرحمن والاعتداء على عناصره".
وقال البيان " لقد استولى جيش الاسلام على مقرات الفيلق في مديرا وبيت سوى وكتيبة الافتريس ومقر اللواء 45 في المحمدية، والاعتداء مستمر حتى الآن على زملكا وسقبا والافتريس، وسقط بنيران جيش الاسلام عشرات القتلى من عناصر فيلق الرحمن".
View image on Twitter

وسأل بيان "فيلق الرحمن" المتحالف مع "النصرة"، عن سبب استمرار اقتحام جيش الاسلام وآلياته بلدات زملكا وسقبا وبيت سوى، "طالما أنه قال في بيانه إنه قضى على 70% من النصرة التي لا وجود لمقراتها في البلدات المذكورة؟".وأكد "فيلق الرحمن" أن ملتزم فقط بالدفاع عن النفس ورد الهجمات عليه، مطالباً "جيش الاسلام" بــ "إيقاف عدوانه فوراً والانسحاب من جميع المقرات والنقاط التي اقتحمها وسيطر عليها". من ناحيته، دعا "الجيش الحر"، "جيش الاسلام" إلى "إيقاف عدوانه فوراً والانسحاب من جميع البلدات والمقرات والنقاط التي سيطر عليها". 
أسباب القتال المحلية
وفي بيانات نشرها الطرفان، اتهم "جيش الإسلام" "جبهة النصرة" بعرقلة وصول مسلحيه إلى خطوط القتال مع الجيش العربي السوري في القابون، وحجز عدد من مقاتليه، ما دفعه إلى التحرك لتحرير رتله في منطقة عربين. وبالمقابل، تتهم "النصرة" التي تقاتل تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”، "عدوها بالهجوم على مناطق سيطرتها من دون سبب، وهي مدن وبلدات “عربين” و”حزة” و”حوش الأشعري” و”كفربطنا”. 
لكن مصادر من داخل الغوطة الشرقية، قالت إن الخلاف بين "النصرة" و"جيش الإسلام" مرده بشكل اساسي إلى تحكم الاولى بالتعاون مع الفيلق بانفاق التهريب، ابرزهم نفق “ابو خالد الزحطة”، ومن ثم تقوم الجماعتين باستقطاب مقاتلين جدد، من طريق ببيع المواد المهربة إلى الأهالي بأسعار أرخص من تلك التي تبيعها ميليشيا "جيش الإسلام" لهم. حيث أنها لا تملك أي نفق من جهة حي القابون.
أسباب القتال الإقليمية!
ويرى محللون أن القتال في الغوطة الشرقية مساعي الحل السياسي وفرضه على المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا. ويتطلب الحل التخلص من عبء تنظيم القاعدة المتمثل في "جبهة النصرة"، أو إجباره على الذوبان في باقي الفصائل. وقد لوحظ أن بيان "جيش الإسلام" حيث دعا مسلحي الغوطة ويقصد مسلحي "النصرة" بالأساس، إلى الإنضمام إليه، او الإستعداد للقتال. كما أن استهداف المقاتلين السعوديين في "جبهة النصرة" من قبل "جيش الإسلام:، يشير إلى نية الرياض التخلص من ورقة الإرهابيين من مواطنيها الذين سهلت ودعمت سفرهم ذهابهم إلى سوريا للقتال ضد الجيش العربي السوري خلال السنوات الماضية.
كما تحاول ميليشيا "جيش الإسلام" الإستفادة من المتغيرات الدولية، واستعادة مكاسب لها في الغوطة كانت خسرتها قبل عام من الآن، أملاً في نيل الرضى الأميركي، حيث تقوم بمحاربة فصائل مسلحة تدعمها تركيا التي دخلت في خلافات مع إدارة الرئيس دونالد ترامب حول الملف السوري. وتتصل المعارك الحالية بخسارة "جبهة النصرة" و"فيلق الرحمن" في جوبر، وهما اللذان شنا الحرب بايعاز تركي في الشهر الماضي، قبل ساعات من افتتاح اجتماع جنيف حول سوريا. في محاولة فاسلة لإيصال رسالة إلى المجتمعين في جنيف بأن أنقرة تملك مفاتيح التأثير في العاصمة دمشق. وقد جاءت المعارك الحالية لتقوي الموقف السعودي، بأن "جيش الإسلام" المحسوب هو القوة الأساسية في الغوطة الشرقية.
وكالات، الأحد 30 نيسان / أبريل/ 2017