المغرب يرفض الإنصياع لطلب السعودية “تسليم” الأمير منصور ابن الملك عبد الله

“الدولة الإسلامية” استهدف مستشارين أمريكيين بغاز الخردل في العراق
مصر وقبرص توقعان اتفاقاً لنقل وتسييل وبيع الغاز
لبنان : كيف انضمت بُـشْــرَى فَـتُّــوح إلى “داعش” وما هي مهماتها؟

قالت مصادر مطلعة ان المغرب رفض تسليم الأمير منصور بن الملك عبد الله الى السلطات السعودية، ورفع من الحراسة عنه في إقامته في قصر أبيه في الدار البيضاء.  وكان الأمير منصور بن عبد الله يوجد في أوروبا عندما قام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باعتقال الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتوجه الأمير منصور من فرنسا الى المغرب وأقام في قصر أبيه الملك الراحل عبد الله.

وكانت السعودية قد طلبت أيضاً من المغرب، الكشف عن حسابات الأمراء السعوديين وممتلكاتهم في المغرب، وشددت على تسليمها الأمير بن عبد الله، لكن المغرب رفض الكشف عن الحسابات إلا بحكم قضائي، كما رفض تسليم الأمير منصور بن عبد الله.
وكان منصور بن عبد الله يرغب في العودة الى أوروبا، إلا أنه كان يخشى من وجود مذكرة اعتقال في حقه صادرة عن السلطات السعودية، وسيطر عليه الخوف عندما لم يتحرك الأوروبيون للدفاع عن معتقلي فندق ريتز كارلتون، بل قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشجيع ولي العهد السعودي على هذا العمل رغم أنه جرى خارج الإطار القانوني. وكان الأمير  بن سلمان يعد لإصدار مذكرة اعتقال دولية ضد ابن عمه منصور بعدما علم بنيته الإقامة في بروكسيل وقد يجري اتصالات مع مسؤولين أوروبيين في المفوضية الأوروبية.

وتسبب هذا الأمر في توتر في العلاقات بين الرباط والرياض، وحاول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تهميش المغرب، وأمر بعدم التصويت على احتضان المغرب كأس العالم، وأعطى صوته للولايات المتحدة.
وبعدما "موت" الصحفي جمال خاشقجي في سفارة السعودية في تركيا، أغلقت الرياض ملف الأمير منصور بن عبد الله ولم تعد تطالب المغرب بتسليمه.
وكان المغرب قد سلم أميرا سعوديا الى الرياض وهو تركي بن بندر سنة 2015 بموجب مذكرة اعتقال دولية صادرة عن الأنتربول، ولم تكن العائلة الملكية تشهد التوتر الحالي لأن الأمير محمد بن سلمان لم يكن قد وصل الى ولاية العهد.
وكان تركي بن بندر قد طالب بإصلاحات سياسية في البلاد، وكيفت السلطات السعودية الاتهامات ضد تركي بن بندر من سياسية الى جنائية. ولم يتضامن المغرب مع العربية السعودية في "موت" خاشقجي، أسوة بالأردن والإمارات والبحرين.
وكان برنامج وثائق بثته قناة “BBC” البريطانية كشف عن نجاح السلطات السعودية في خطف عدة امراء سعوديين معارضين كانوا يقيمون في الغرب ابرزهم سلطان بن تركي بن عبد العزيز الذي جرى نقله من جنيف الى الرياض مخدرا، وكان الأمير منصور بن عبد الله يخشى من المصير نفسه.
ويذكر ان جناح الملك عبد الله في الاسرة الحاكمة الممثل في الأمير عبد العزيز بن عبد الله في هيئة البيعة، رفض مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، ورفض الامر نفسه الأمير احمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأسبق، الذي عاد الى الرياض قبل أسبوع، قاطعا منفاه الاختياري في لندن، في اطار ضمانات أمريكية وبريطانية بحمايته.
وكان اثنين من أشقاء الأمير منصور بن عبدالله بن عبد العزيز، معتقلين في فندق "الريتز كارلتون"، وهما الأمير متعب، الذي كان يتولى رئاسة الحرس الوطني (جرى الافراج عنه بعد قبوله بالتسوية والتنازل عن بعض املاكه)، وكذلك الأمير تركي بن عبد الله، امير منطقة الرياض، الذي ما زال قيد الاعتقال. أما الامير عبد العزيز بن عبد الله الذي كان يشغل نائب وزير الخارجية في عهد أبيه الملك، فإنه مقيم الآن، في فرنسا.
وكالات، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، 2018