افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 نيسان، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 نيسان، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 29 تشرين الثاني، 2018
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 20 تموز، 2018
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 16 تموز، 2019

البناء
مفاوضات القاهرة تراوح مكانها والمساعي الأميركية لم تُحدث أي اختراق
كمين القسام النوعي في خان يونس يرسم حدود القوة بين المقاومة والاحتلال
إجماع في العواصم الإسلاميّة على العيد اليوم… وغزة مع المقاومة تنتظر عيدها
رغم كل الحديث عن ايجابيات ومساعٍ أميركية حثيثة ومبادرات لتحريك الجمود التفاوضي، تؤكد المعلومات الواردة عن مسار المفاوضات في القاهرة أن التفاوض يراوح مكانه وأن لا متغيرات وأن لا اختراق نجح الأميركيون في تحقيقه، بينما واصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الحديث عن أولويّة معركة رفح، فيما وزير حربه يوآف غالانت يطمئن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن لا موعد محدداً بعد لبدء معركة رفح.
المقاومة تستعدّ لتصعيد عملياتها على جبهات القتال في غزة ولبنان والعراق واليمن، وتدعو لعدم تصديق الكلام التفاؤليّ لقرب التوصل إلى اتفاق، وتقدم نموذج الكمين النوعي الذي نفذته قوات القسام في منطقة الزنة شرق خان يونس، كمثال لتوازن القوى الحقيقي بينها وبين جيش الاحتلال، خصوصاً بعدما تم نشر فيديو مفصل شديد الوضوح عن ملحمة المقاومة، وحسن التخطيط ودقة الأهداف وإتقان التصوير، بما يظهر درجة التعافي في بنية المقاومة، مقابل التهالك والوهن في حالة جيش الاحتلال. في المنطقة والعالم الإسلامي إجماع على موعد عيد الفطر المبارك اليوم، فيما كل العيون شاخصة نحو غزة التي تلاقي العيد بدموع أطفالها ووداع شهدائها، وهي تنتظر فرج العيد على أيدي مقاومتها خشبة خلاصها الوحيدة.
ينتظر الوضع في الجنوب مآل الأوضاع في قطاع غزة، وأمس، وعلى الحدود الجنوبية تحديداً، تعرضت بلدة يارون لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع ومصدره مرابض جيش العدو الإسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة دبل. وطال قصف مدفعي ايضاً عين الزرقا وأطراف طيرحرفا. وسجل قصف إسرائيلي على سهل مرجعيون. كما أغار على دفعتين مستهدفا بلدة كفركلا.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه “استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة”. وأعلن أنه “أسقط جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمّر ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناريّ على ثكنة دوفيف”. واستهدف “تحركاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية”.
وأبدى المتحدّث باسم “اليونيفل” أندريا تيننتي خشيته من “امتداد الاشتباكات بين لبنان و”إسرائيل” إلى حرب ونحتاج التزاماً من كل الأطراف بالقرار 1701 ولا حل عسكرياً بين لبنان و”إسرائيل” واتساع الصراع قد يكون مدمّرا”. وقال تيننتي: “نحن بحاجة لتفادي كل العناصر التي تؤدي إلى تفجّر الصراع بين “إسرائيل” ولبنان وعلينا أن نفهم بأن القلق من اتساع رقعة الصراع يبقى قائماً ونحن على اتصال مع الجيش الإسرائيلي والسلطات اللبنانية”.
وأمس، أطلعت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على نتائج زيارتها نيويورك واجتماعها مع أعضاء مجلس الأمن في ما يتعلق بالقرار 1701 ودعم الجيش.
على خط آخر، وفي جديد المعلومات والمعطيات في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان، قالت المعلومات إن “التحقيقات مع قتلة سليمان مستمرة لمعرفة ما إذا كانت جريمة الخطف والقتل سياسية أم بدافع السرقة”. وكشفت المعلومات أن “ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزوّرة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة، كما أن الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات”. ولفتت الى أن “الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجّه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سورية، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تمّ توقيفه”. وأشارت الى أن “هناك مشتبهين بهما أساسيين يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سورية”.
وأعلنت قيادة الجيش: تسلّم جثة المواطن سليمان من السلطات السورية، مضيفة “ستُنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك”. كما تسلمت مخابرات الجيش سيارة سليمان. وبعد الكشف على الجثمان في المستشفى العسكري نقلته سيارة الصليب الأحمر إلى مستشفى المعونات في جبيل. وكشفت المعلومات أن أربعة أطباء شرعيين كشفوا على جثة سليمان وتبيّن أنّه تعرّض إلى ضربة على الرأس بآلة حادّة ما أدّى إلى وفاته. وكان مدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجار كلّف طبيبَين شرعيّين بتشريح جثّة الراحل سليمان، وبعد ذلك ستسلّم الجثة الى عائلته التي يعود لها تكليف من تريد من أطبّاء شرعيّين للكشف على الجثة وتشريحها.
ولفتت المعلومات إلى أن قائد الجيش العماد جوزاف عون اتصل عشية الحادثة برئيس حزب القوات سمير جعجع وكان اتصالاً إيجابياً وبناء وأفضى الى دعوة جعجع مناصريه الى فتح الطرقات والتهدئة أمس الأول.
الى ذلك، تقبّلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل وأفيد ان مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة عند الساعة 1 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
واعتبر وزير الداخلية بسام مولوي أنّ “خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وخيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تمّ إيقافهم، ودعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها”.
وأوضح أنّ “الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون”، وقال: “أكّدنا للقوى الأمنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين”، كاشفًا عن أنّ “نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً”. وأوضح مولوي، أنّ “موضوع إحالة قضيّة سليمان الى المجلس العدلي يقرّره مجلس الوزراء وفقًا للأصول، والقوى الأمنيّة تقوم بواجباتها رغم الصعوبات”.
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن الخطر الأمني من جراء النزوح لا يعني الانتقام معنويّا او جسدياً من النازحين السوريين، لأنه يولّد فتنة كبيرة في لبنان بين اللبنانيين والسوريين، إضافة الى تخريب علاقتنا مع شعب جار وصديق وقادرون أن نبني معه مستقبلاً جيداً.
وأكد باسيل أن الحل هو بالضغط والعمل الفعلي لإعادة السوريين الى بلادهم، “العمل والفعل وليس الحكي”. وجريمة قتل باسكال سليمان هي عبرة لكي لا أقول هي إنذار لأنها أكبر بكثير… هي عبرة لكلّ مَن دافع عن دخول السوريين من دون أي قيد أو شرط ولكلّ من وقّع على عريضة ضدّي وضد التيار ولكلّ من صرّح واعتدى علينا… وكل هذا موجود بالأرشيف والفيديوات وبوسائل التواصل ولا نفع للتهرّب.
وزار باسيل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في دارته في خلدة، بحيث أكدا أولويّة انتخاب رئيس للجمهورية يعيد تفعيل المؤسسات الدستورية وانتظام عملها، وشدّدا على أهمية العمل على حماية السّلم الأهلي والاستقرار في البلاد، خصوصاً في ظلّ الظروف الاستثنائية التي تمرّ فيها.
على خط آخر ينتظر لبنان إعادة السفراء الخمسة لحراكهم بعد عيد الفطر، حيث سيعقدون لقاءات مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكتلة الاعتدال. هذا وتغيب السفيرة الأميركية عن اللقاء مع باسيل، وتغيب أيضاً والسفير السعودي عن اللقاء مع النائب رعد.
اقتصاديّا، اجتمع رئيس الحكومة مع المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط للبنك الدولي جان كريستوف كاريه، بحضور مستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير ضاهر. وجرى عرض للمشاريع التي يقوم بها البنك في لبنان.
وخلال لقائه نظيره اليوناني أشار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب: “توافقنا على أن التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 يحقق الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان. وأبلغنا اصدقاءنا اليونانيين بأننا لا نريد الحرب التي إذا وقعت سينفجر كل الشرق الاوسط”.
ولفت الى “ان أزمة النزوح خرجت عن السيطرة بسبب غياب الحلول المستدامة. فلقد تخطّت قدرات لبنان على تحملها، وبدأت تدقّ أبواب قبرص وربما اليونان. لذلك على الدول المتشابهة التفكير كلبنان واليونان وقبرص العمل سوياً، لتغيير سياسة الاتحاد الاوروبي باتجاه المساعدة على إعادة النازحين الى سورية، ودعمهم ليتمكنوا من بناء قراهم وبلداتهم المدمرة».

 

الأخبار
المُصاب بداء الفتنة!
الجيش أطلع بكركي على التحقيقات: جريمة جنائية خالصة
“القوات” تواصل الاستغلال… «عنزة ولو طارت»!
باستثناء «فشّة الخلق» العنصرية لأنصار القوات اللبنانية ضد النازحين السوريين في جبل لبنان، لم تنجح القوات في استغلال أوسع لجريمة خطف وقتل مسؤولها في جبيل باسكال سليمان على يد عصابة سورية أوقف جميع أفرادها، وذلك بعدما لامس تحريض القوات المحظورَ مع إرسال مناصريها تهديدات إلى سكان قرى شيعية في جبيل وكسروان، ما دفع الجيش اللبناني بالتنسيق مع حزب الله إلى القيام بخطوات للتهدئة، قبل أن يوسع انتشاره العسكري والأمني في المنطقة.وعلمت «الأخبار» أن التحقيقات التي جرت بمشاركة أربعة من الأجهزة الأمنية اللبنانية أفضت سريعاً إلى رسم خريطة لملابسات الجريمة، بعدما نسّقت مخابرات الجيش مع الأمن السوري لاعتقال ثلاثة من المشتبه في تورطهم داخل الأراضي السورية، فيما أوقف ثلاثة آخرون على الأراضي اللبنانية. وتولّى مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي التواصل مع قيادة القوات والأحزاب السياسية المسيحية وبكركي لوضعها في أجواء التحقيقات، قبل أن يطلع قائد الجيش العماد جوزيف عون بكركي مباشرة على مضمون اعترافات الموقوفين.
وفي التحقيق معهم، قال هؤلاء إنهم لم يستهدفوا سليمان تحديداً، وإنهم فشلوا في محاولتين للسطو على سيارتين قبل أن يلاحقوا الضحية الذي كان وحيداً. وأفادوا بأنهم اعترضوا سيارة سليمان وحاولوا إنزاله منها، وعندما قاومهم ضربه الموقوف السوري بلال دلو على رأسه بعقب مسدس ضربات عدة، ووضعوه في المقعد الخلفي لسيارته audi Q7 (تتسع لسبعة ركاب) على أن يطلقوا سراحه على بعد نصف ساعة من المكان، بعدما تخلّصوا من هاتفه أولاً. وعندما توقفوا لإطلاقه فوجئوا بأنه فارق الحياة. وعندما تواصلوا مع زعيمهم الموجود في منطقة طرابلس، طلب منهم نقل الجثة معهم إلى منطقة زيتا داخل الأراضي السورية للتخلص منها هناك، حيث يفترض أن يسلموا السيارة إلى عصابة ابتزاز بعض أفرادها من اللبنانيين المطلوبين للقضاء. وأفيد بأن تقارير ثلاثة أطباء شرعيين في لبنان أحدهم طلبته القوات اللبنانية، تطابقت مع تقرير الطب الشرعي في سوريا لجهة أن سليمان قُتل بعد تعرضه للضرب بآلة حادة على مؤخرة رأسه تسببت بنزيف في الدماغ أدى إلى الوقاة التي حُدّد موعدها في وقت قريب جداً من وقت تنفيذ عملية الخطف. وكشفت التحقيقات أنّ العصابة نفسها سبق ان نفّذت عدداً من عمليات السرقة التي قُدّمت بلاغات بشأنها، من بينها سيارة هيونداي accent سُرقت من منطقة الرابية مطلع الشهر الجاري، وهي نفسها التي استخدمها الجناة في عملية الخطف.
تحريض القوات مستمرّ
رغم تكشُّف ملابسات الجريمة واعتقال منفّذيها، أصرّت القوات، وعلى طريقة «عنزة ولو طارت»، على مواصلة الاستثمار، وتوجيه الاتهام السياسي إلى حزب الله الذي يُعدّ، «بغضّ النظر عن خلفيات وعوامل الجريمة، المسبّب الأول للفلتان الأمني والحدودي وضرب إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية من خلال منعها العمل في مناطق معينة» وفق بيان لحزب القوات أمس.
ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن خطف سليمان الأحد الماضي، اندفعت القوات بدءاً من رئيسها الذي غادر حذره الأمني للمرة الأولى منذ فترة طويلة و«نزل على الأرض» في عملية تحريض وضعت الشارع على حافة انفجار كبير، بعدما غذّتها خطابات فتنوية لنوابها ومسؤوليها بالدعوة إلى الأمن الذاتي واستحضار شعارات من زمن الحرب الأهلية. ورغمَ محاولات التنصل اللاحقة من هذا الخطاب بحجة «عدم القدرة على ضبط الجمهور»، إلا أن واقع الأمر أن كلام الجمهور الغاضب هو ارتداد للمواقف الحزبية التحريضية المتراكمة ضد طرف محدد، والتي بلغت ذروتها في مقابلة تلفزيونية لجعجع الأسبوع الماضي قال فيها إن المشكلة اليوم هي بينَ الشيعة والمسيحيين.
وقد عكست بعض المواقف الرسمية والحزبية والإعلامية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لفريق القوات السياسي، إصراراً على توجيه التهمة إلى حزب الله بأي شكل من الأشكال، وكيفما دارت التحقيقات على قاعدة إن «لم يكن هو صاحب الفعل فهو صاحب المسؤولية»، وفقَ بيان القوات. علماً أن الفريق «السيادي» الحريص على إدارات الدولة ومن ضمنه القوات شكّك في رواية المؤسسة العسكرية حول ملابسات الحادثة، واعتبرها «غير مقنعة»، ويُصر على اعتبار ما حصل «اغتيالاً سياسياً حتى يثبت العكس». وهو ما يشير إلى نية الاستمرار في استثمار الجريمة سياسياً حتى آخر نفس، وإلى ما بعد مراسم الدفن التي يرأسها البطريرك بشارة الراعي الجمعة في كنيسة مار جرجس في جبيل.
وبالتوازي، علمت «الأخبار» أن اتصالات داخلية وخارجية مكثّفة جرت مع جعجع لضبط الشارع وعدم التصعيد ووقف الممارسات التحريضية والعنف ضد النازحين السوريين. كما سُجّل تواصل بين الرئيس نبيه بري وكل من بكركي وقائد الجيش جوزف عون الذي زار الراعي أمس وأكّد له أن «أسباب الجريمة محصورة بالسرقة». علماً أن موقف الجيش ومسارعة مديرية الاستخبارات إلى كشف ملابسات الجريمة، إضافة إلى موقف الراعي الذي دعا إلى «التروي وضبط النفس»، وحضّ وسائل الإعلام على «عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة»، لعبت دوراً في سحب الغطاء المسيحي والشرعي عن جعجع وحزبه.
في المقابل، أصرّت مصادر في القوات اللبنانية على «أننا لم نتهم أحداً رسمياً، وننتظر التحقيقات. لكن ما سمعناه حتى اليوم من روايات يحمل تناقضات وتساؤلات ترسخ القناعة بأن الجريمة ليست مجرد عملية سطو بسيطة، وإلى أن تصدر رواية مقنعة، سنعتبر ما حصل اغتيالاً سياسياً». وأكّدت أن «جعجع لا يريد التصعيد وهو نزل إلى الأرض بهدف ضبط الشارع، ونزل الناس للضغط على القوى الأمنية للإسراع في تحرير رفيقنا. وعندما تأكّد خبر مقتله طلب من الجميع الخروج من الشارع والساحات وفتح الطرقات». ولفتت إلى أن «الملابسات لا تزال مبهمة وإذا لم تصلنا رواية مقنعة لا شك سيكون لنا موقف سياسي تصعيدي».
وعقد وزير الداخلية بسام مولوي أمس اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن المركزي بحضور قادة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، وأكّد بعده أن الجريمة ارتكبها سوريون، وشدّد على أنّ «البلد لا يحتمل فتناً»، مؤكداً أن «الفاعلين موقوفون، وخيوط الجريمة ستُكشف وكذلك خلفياتها ومَن يقف وراءها».

 

اللواء
قطوع الاغتيال: أولوية إبعاد الفتنة والاحتكام إلى إنجاز التحقيقات
عيد الفطر يُرخي بظلاله في عطلة مديدة.. والاحتلال يفوِّت نعمة الهدنة على غزة والجنوب
اليوم أول أيام عيد الفطر السعيد، وأعلنت الدول الاسلامية والمراجع الدينية عن ان اليوم الاربعاء هو الاول من شوال، في ما يشبه الاجماع العام، الامر الذي يعزّز اواصر الوحدة والتفاهمات، على الرغم من الجراح النازفة في غزة وعموم فلسطين، والتي حالت السياسة المناوئة والمتغطرسة لاسرائيل لمنع التوصل الى «هدنة» او وقف نار، يسمح بتبادل الاسرى وادخال المساعدات وانسحاب جيش الاحتلال من مخيمات القطاع ووسطه وشماله وجنوبه..
وفيما مدد الرئيس نجيب ميقاتي عطلة العيد من اليوم الاربعاء 10 نيسان الى 13 منه ضمناً، مما يعني ان النشاط الرسمي لن يستأنف قبل منتصف الاسبوع المقبل، ارخت وحدة موعد العيد بظلالها من الارتياح العام، والرهان على كل ما يجمع ليس المسلمين فقط بل كل اللبنانيين.
دبلوماسياً، وبعد عودتها الى بيروت من نيويورك زارت المنسقة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، واطلعته على نتائج الاحاطة التي جرت في مجلس الامن الدولي حول القرار 1701، لجهة تطبيقه ودعم الجيش اللبناني.

قطوع الاغتيال
في المقلب الداخلي، يمكن القول ان البلاد اجتازت او هي في طريق اجتياز قطوع مقتل المسؤول «القواتي» باسكال سليمان، الذي اعيدت جثته من سوريا امس الى المستشفى العسكري في بيروت بعدما تكشَّفت مجموعة من الخيوط، ذات الصلة بـ«عصابات» او «افراد» يعملون في اطار الجريمة المنظمة، مما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى المطالبة بـ«ضبط النفس» والتروي والتعقل.
‎وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دخول البلد في عطلة الفطر لن يحجب الإهتمام عن متابعة قضية مقتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان، لا سيما أن معطيات عدة بدأت تتكشَّف كما أن التحقيقات ستتواصل، وأعلنت أن حزب القوات لا يزال مصرا على وصف الجريمة بالإغتيال السياسي، مشيرة إلى أن ما صدر من مواقف في هذا السياق يعزز التأكيد أن القوات مصرة على معرفة الحقيقة كاملة.
‎وأفادت هذه المصادر أن هناك متابعة رسمية لهذه القضية وذلك على أعلى المستويات، وقد تحضر في أي وقت عند انعقاد مجلس الوزراء كما في اجتماعات مماثلة.
‎وأكدت أنه سيصار إلى إعادة تعزيز الإجراءات بالنسبة إلى موضوع النازحين السوريين.
لكن الدائرة الاعلامية في «القوات اللبنانية» بقيت في دائرة ترجيح «الجريمة السياسية» في اغتيال سليمان.
واعتبرت ان ثلاثة اسباب ادت الى عملية الاغتيال وكلها تتعلق بحزب الله، الاول، يتمثل بوجود حزب الله بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة، والثانية بالحدود السائبة، التي حوَّلها حزب الله الى خط استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات، والثالث «خصي» ادارات الدولة القضائية والامنية والعسكرية من خلال منعها من العمل في مناطق معينة.
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان «جريمة» قتل باسكال سليمان هي عبرة لكل من دافع عن دخول السوريين من دون اي قيد او شرط.
وقال: منطق الدولة وحده خشبة الخلاص، ويجب عدم استسهال الامن الذاتي، طالما لدينا مؤسسات امنية رسمية تقوم بمهامها، فتطبيقه يفتح الباب امام العصابات في الاحياء، واشار الى رفض الفتنة ورسائل الترويع ودعوات الثأر، ونحذر من اي مؤامرة لحرب في لبنان.
وفي السياق، ترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر أمس اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين. وأكّد مولوي بعد الاجتماع «أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون»، موضحًا أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها»، مشيرًا إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتناً»، داعيًا إلى «التعقل والاتكال على على الأجهزة الأمنية والقضاء»، موضحًا:«أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين». وذكر مولوي أنّ «خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية»، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و«دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها».
وأوضح أنّ «الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون»، وقال: «أكّدنا للقوى الامنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين»، كاشفًا عن أنّ «نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً». وردًا على كلام لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين حول المسلحين في المخيمات، أوضح:«إنني لا أعلم إذا قام بعدّهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات في ما خص المخيمات».
وفيما تقام مراسم دفن سليمان عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة في كنيسة مار جرجس – جبيل، ويترأس القداس البطريرك الراعي، كشفت بعض المعلومات ان «ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل باسكال سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزورة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة».
 كما ان الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات». ولفتت الى ان «الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا، وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سوريا، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تم توقيفه». وأشارت الى ان «هناك مشتبهين بهما أساسيان يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سوريا».
على الارض، تمكنت وحدات الجيش اللبناني من احتواء التصعيد،الذي تمثل باحتجاجات وتجاوزات، طاولت النازحين السوريين، والسيارات العائدة للسوريين ايضاً.
الوضع الميداني
ميدانياً، تراجعت حدة المواجهات في الجنوب، فبعد قصف بلدة يارون ردت المقاومة الاسلامية باستهداف ثكنة زبدين، واوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي.
كما أعلن حزب الله انه استهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة.واعلن: «اننا أسقطنا جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمرنا ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناري على ثكنة دوفيف». واستهدف «تحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية».

 

COMMENTS