افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 19 شباط ، 2024
الأمن العام يوقف خلية لـ«داعش» تضم انتحارياً وكان هدفها الضاحية الجنوبية
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 23 آذار، 2019

اللواء
ترقُب لبناني لتحريك المسار الرئاسي.. وارتياح لخفض التصعيد جنوباً
المفتي دريان ينوِّه بمبادرة السعودية تحريك الملف الرئاسي.. وفرنجية يزور اليرزة عشية عشاء كليمنصو
اتجهت الانظار الداخلية والاقليمية الى منتدى دافوس في سويسرا، حيث يجتمع قادة سياسيون ورؤساء حكومات وشخصيات، ويشارك الرئيس نجيب ميقاتي، الذي غادر امس بيروت لهذه الغاية، وعلى جدول اعماله لقاءات تشمل وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن.
وعليه، تغيب الانشغالات الداخلية على مستوى المعالجة، ويرجح عدم انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، لاسباب لا تتعلق فقط بغياب رئيس الحكومة، بل ايضاً بعدم جهوزية جملة من المواضيع الملحة للحسم في الجلسة، سواء في ما خص تعيين رئيس للاركان او البت بنسب الزيادات المقترحة على الرواتب.
الا ان المعلومات التي كشفت عنها «اللواء» في عددها امس شغلت الاوساط النيابية والسياسية، لجهة عزم المملكة العربية السعودية تحريك اللجنة الخماسية التي تشارك في عضويتها للملف الرئاسي، والاسراع بانهاء الشغور الرئاسي.
وفي اليوم الاول لعودته من المملكة العربية السعودية، زار السفير وليد بخاري دار الفتوى، والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، وجرى التداول في القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الاسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني.
وجدّد السفير بخاري ان «المملكة مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألوَ جهداً في تقديم اي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من ازمات متعددة.
واعرب المفتي دريان عن امله في «ان تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في ايجاد حلّ في اقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة اولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها».
بعد ذلك زار السفير بخاري رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في منزله باليرزة، وجرى عرض للوضع في لبنان والمنطقة.
عشاء كليمنصو
وعشية العشاء السياسي الذي يجمع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية مع الزعيم الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، زار فرنجية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في موضوع المؤسسة العسكرية، والمخرج الممكن لتعيينات المجلس العسكري او اقله رئيس الاركان.
وحسب بيان للحزب التقدمي الاشتراكي فإن العشاء العائلي، تناول مختلف الشؤون العامة.
وكان النائب جنبلاط وعقيلته نورا جنبلاط استقبلا في كليمنصو النائب فرنجية وعقيلته ريما فرنجية والنائب تيمور جنبلاط وعقيلته ديانا جنبلاط.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن العشاء العائلي بين آل جنبلاط وآل فرنجية شكل مناسبة للخوض في البحث في عدد من الملفات ووضع إطار لتبادل الرأي وأشارت إلى أنه لا يجوز تحميل هذا العشاء اكثر مما يجب لاسيما بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي لاسيما ان المجتمعين ركزوا على أهمية إنجاز الاستحقاق الدستوري ولا يمكن إدراج الاجتماع في سياق تبني كتلة الإشتراكي ترشيح فرنجية للرئاسة وفي الأصل لم يكن هدفه الحديث في هذا السياق.
وقالت المصادر أن خشية جنبلاط من اندلاع الحرب حضرت في الاجتماع واعلنت أن موضوع تعيين رئيس هيئة الأركان قاربه الفريقان من ضرورة حسمه ولم يُبدِ رئيس تيار المردة أية ممانعة في هذا الأمر.
إلى ذلك، اعتبرت المصادر أن تمرير هذا الملف وحده في مجلس الوزراء قد يؤدي بالنسبة إلى البعض إلى إشكال، ولذلك يحتاج إلى المزيد من الاتصالات فضلا عن أنه إذا اقرته الحكومة فسيعرضها إلى المزيد من الانتقادات هي بغنى عنها.
ارتياح لجهوزية خفض التصعيد
دبلوماسياً، سلمت السفيرة الاميركية الجديدة في بيروت اوراق اعتمادها لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال، على ان تبدأ زيارات التعارف على المسؤولين بعد ذلك.
وحسب ما صرح بو حبيب فإن جونسون ابلغته جهوزية بلادها للتوسط في تخفيض التصعيد واعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب.
تعديلات جذرية على الموازنة
مالياً، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة طويلة على فترتين، كشف بعدها رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان تعديلات أُدخلت على الموازنة لجهة رفض الضرائب المستحدثة ورفض الرسوم المستحدثة والعشوائية، متطلعاً الى ايجابيات تتعلق بالقطاع العام والقطاع الخاص، كاشفاً عن مؤتمر صحفي يعقده اليوم او غداً للكلام عن التقرير النهائي حول الموازنة.
إضراب لا إضراب؟
تعليمياً، قد تعلن نقابة المعلمين في المدارس الخاصة الاضراب اليوم في ضوء نتائج الاجتماع الذي يعقد في وزارة التربية ويشارك فيه نقيب المعلمين نعمة محفوظ، في حين رحب مجلس الاهل في المدارس الخاصة برد القوانين التي يحتج على ردها المعلمون.
وينفذ الاساتذة المتقاعدون في المدارس الخاصة اعتصاماً عند الواحدة من بعد ظهر اليوم امام وزارة التربية في الاونيسكو، بالتزامن مع الاجتماع الذي دعا اليه وزير التربية عباس الحلبي في مكتبه امين العام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر والنقيب محفوظ، والمعروف ان المطلب هو زيادات على الرواتب في صندوق التقاعد أسوة بالمتقاعدين في المدارس الرسمية.
100 يوم من الإسناد
وسجلت جبهة الجنوب امس مائة يوم على اسناد غزة، مع تسجيل اشتداد ضربات المقاومة وتوسع اسرائيلي في استهداف مناطق بعيدة عن نقاط الحدود، كضرب جبل صافي في اقليم التقاح ومناطق اخرى.
وقالت المقاومة الاسلامية ان «مجاهديها استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالاسلحة الصاروخية وحققوا فيه اصابات مباشرة.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن تنفيذ غارة على خلية تابعة لحزب الله اطلقت صاروخاً مضاداً للدبابات من لبنان على موقع المالكية العسكري.

 

البناء
الاحتلال قتل أسراه بالصواريخ بدل استعادتهم… وعملية فدائية طعن ودهس 19
اليمن يبدأ بالردّ على العدوان: استهداف حاملة طائرات وإحراق سفينة أميركيّة
آزينكوت: لنتوقف عن الكذب ونتحلَّ بالشجاعة ونتوجه إلى صفقة تبادل كبيرة
من دون تحقيق أي إنجاز في الميدان، وفي ظل تأكيدات أن من يسيطر على شمال غزة هي المقاومة، أعلن جيش الاحتلال مغادرة قواته منطقة شمال غزة، في أول خطوة عملية تتضمن اعترافاً بالعجز عن إخضاع غزة وهزيمة مقاومتها، بينما الانفصام السياسي يسيطر على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت، اللذين يواصلان الحديث عن مواصلة الحرب حتى الانتصار وتحقيق القضاء على حركة حماس وسائر قوى المقاومة.
يحدث ذلك بينما خرجت إحدى الأسيرات في غزة، في شريط مصوّر لقوات القسام تكشف خلاله مقتل أسيرين بصواريخ جيش الاحتلال، ما حرّك الشارع الغاضب أصلاً من أكاذيب القيادات السياسية والعسكرية، حول أولوية الإفراج عن الأسرى من خلال العملية العسكرية، وكل شيء يقول إن العملية العسكرية تقتل الأسرى، بينما كانت تل أبيب تعيش ذعر عملية فدائية نفذها شاب من الضفة الغربية التي تتعرّض كل يوم للانتهاك والإذلال ويذوق أهلها مرارة الاعتداءات التي حصدت مئات الشهداء خلال مئة يوم من الحرب على غزة، وقد أسفرت عملية الطعن والدهس الفدائيّة عن مقتل مستوطنة وإصابة 19 مستوطناً آخر جراح أربعة منهم وصفت بالخطيرة.
على المستوى السياسي كان اللافت الكلام المنسوب لعضو مجلس الحرب رئيس الأركان السابق غادي ايزنكوت الذي خسر ابنه في حرب غزة، حيث أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت أن آيزنكوت قال خلال اجتماع للمجلس الوزاري الحربي مساء السبت: “علينا التوقف عن الكذب على أنفسنا، وأن نتحلّى بالشجاعة ونتوجّه إلى صفقة كبيرة تُعيد المختطفين إلى وطنهم”. وأضاف: “وقتهم (الأسرى) ينفد، وكل يوم يمرّ يعرّض حياتهم للخطر، فلا فائدة من الاستمرار على النمط نفسه الذي يسيرون (السلطات) به مثل العميان، بينما المختطفون هناك. هذا وقت حرج لاتخاذ قرارات شجاعة”.
بالتوازي مع المأزق الإسرائيلي، مأزق أميركي بريطاني بفعل العدوان على اليمن، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة أميركية اشتعلت فيها النيران، رداً على العدوان الذي استهدف اليمن بغارات أميركية بريطانية قبل يومين، بعدما تعرّضت حاملة طائرات أميركية وفقاً لبيان البنتاغون لصاروخ يمني تمّ إسقاطه بواسطة الطائرات الحربية.
لا يزال كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يتصدّر المشهد الداخلي ويلقي بثقله على الكيان الصهيونيّ وعلى الأميركيين، لا سيما إعلانه بأن رسائل التهديد الأميركية – الإسرائيلية بشنّ عدوان على لبنان لا تخيف حزب الله الجاهز للمواجهة في أي حرب مقبلة.
وكان لافتاً التصعيد الإسرائيلي عقب خطاب السيد نصرالله بشن غارات مكثفة جديدة على مناطق خارج قواعد الاشتباك.
ويشير خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن السيد نصرالله نجح في الحرب النفسية والإعلامية والمعنوية المزدوجة ضد حكومة الحرب الإسرائيلية وجبهته الداخلية لا سيما المستوطنين، وتحديداً المهجرين من غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة وأهالي الأسرى لدى حركة حماس، بهدف الضغط على “إسرائيل” لوقع العدوان على غزة والبدء بعملية التفاوض حول تبادل الأسرى وفك الحصار عن غزة. وجزم السيد نصرالله الذي تحدّث باسم محور المقاومة بأن الجبهات ستبقى مشتعلة في جنوب لبنان واليمن والعراق حتى يتوقف العدوان على غزة. ولفت الخبراء الى أن حكومة الاحتلال لم يعد لديها خيارات بعد كلام السيد نصرالله سوى الرضوخ لوقف إطلاق النار والتفاوض على تبادل الأسرى ووقف الرهان على استسلام حركة حماس أو إمكانية القضاء عليها تحت ضغط المجازر التي ترتكبها ضد المدنيين من أهل غزة وتهجيرهم. كما أن حكومة بنيامين نتنياهو ستعدّ للألف قبل توسيع العدوان على لبنان، بعد كلام السيد نصرالله الذي حدّد نقاط الضعف لدى العدو ونقاط القوة عند المقاومة بقوله إننا سنخوض الحرب من دون ضوابط وسقوف. كما يشير الخبراء الى أن إسرائيل لا تستطيع خوض حرب واسعة ضد لبنان في ظل غرقها في مستنقع غزة وبعد الضربات التي تعرضت لها ألوية النخبة، إلا أن الخبراء يحذرون من حماقة يرتكبها نتنياهو للخروج من مأزقه الكبير في غزة. ولاحظ الخبراء الهدوء والاطمئنان والثقة الذي طغى على خطاب السيد نصرالله ولغة جسده، ما يعكس وفق ما يقول مطلعون على الوضع الميداني للمقاومة لـ”البناء” بأن من يحمي لبنان ليس الأميركيون ولا الأوروبيون بل معادلة الردع التي أرستها المقاومة مع العدو الإسرائيلي. وهذا ما يمنع الإسرائيلي من توسيع عدوانه على لبنان. ويؤكد المطلعون أن معادلة الردع هذه ثابتة ومحمية وفاعلة ولم تمسّ أو تتضرر. والدليل أن المقاومة ليست مردوعة بل هي من فتحت الجبهة في 8 تشرين الأول الماضي، وأن العدو الإسرائيلي مردوع ويهاب توسيع الجبهة ويبقى ضمن دائرة معينة من القصف، فيما المقاومة تردّ على كل تصعيد.
وواصلت المقاومة قصفها لمواقع الاحتلال، وأعلن حزب الله “استهداف تجمّع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية وحقّق فيه إصابات مباشرة”. وأعلن استهداف موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة وموقع المطلة. كما استهدف الحزب مرة ثانية “موقع بركة ريشا بصواريخ بركان وحقق فيه إصابات مباشرة”.
ونشر الإعلام الحربي في الحزب مشاهد من “عملية استهداف المقاومة الإسلامية قوة تابعة لجيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة كفر يوفال (إبل القمح المحتلة) عند الحدود اللبنانية الفلسطينية”.
كما نشر مقطع فيديو يحتوي على مشاهد من عملياته العسكرية ضد المواقع الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية الجنوبية، تحت عنوان “مئة يوم… وبيننا وبينكم ما بعدها من أيام”.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، وطال القصف الإسرائيلي تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. كما قصفت مدفعية الاحتلال المتمركزة أطراف بلدات الضهيرة، الجبين، طيرحرفا، عيتا الشعب، وحانين وشيحين.
وأشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الى أنّ “التضحيات والأثمان التي نقدّمها اليوم هي أقل بكثير مما يمكن أن ندفعه في بلدنا لو ترك العدو الإسرائيلي ينتصر على الشعب الفلسطيني، وأما الذين يقولون سواء في لبنان أو خارجه بأنّ لا علاقة لنا بما يحدث في غزة، ويمكن الاكتفاء بالتأييد السياسي والإعلامي، هم يغفلون عن أن هذا العدو لا سمح الله لو تمكّن من غزة والقضاء على المقاومة فيها، فإن كل المنطقة ستدفع الثمن، وإن بلدنا لبنان سيكون من أكثر البلدان التي تدفع أثماناً باهظة، وإن جنوبنا سيكون هو المحطة التالية للعدوان الإسرائيلي، ولذلك فإنّ المقاومة استبقت الضربة الاستباقية التي كان يخطط لها العدو، وفاجأناهم قبل أن يفاجئونا، وواجهناهم قبل أن يواجهونا”.
وشدد فضل الله على أن “الأولوية اليوم هي لوقف الحرب والعدوان على غزة، وكل الموفدين الذين يأتون إلينا يسمعون هذا الكلام بالواسطة أو مباشرة، وموقف الدولة اللبنانيّة اليوم يلتقي مع هذا الموقف الذي نعلنه، بأن المطلوب أن تقف الحرب في غزة، وإن كنّا نؤكد دائماً أن من يقرر مصير بلادنا هم أهل بلادنا، وأن العدو الذي لم نسمح له في الميدان أن يحقق أهدافه، لا يمكن لنا أن نسمح بتحقيق أي من أهدافه بالسياسة. فهو المعتدي وهو المحتل، ولن يطمئن مستوطنوه لا بالتهديد ولا بالوعيد ولا بدعوات الحرب، فلقد جرّبوا منذ العام 1978 إلى 82 إلى 93 إلى 96 حتى الـ2006، ولم يأتهم لا طمأنينة ولا أمان”.
على الصعيد الرسمي أشار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد لقائه القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة السفيرة ليزا جونسون في قصر بسترس الى أننا “تلقينا بارتياح جهوزية الولايات المتحدة الأميركية للتوسط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب”. وأضاف: “نتحاور مع الجانب الأميركي بانفتاح وروح إيجابية للوصول الى حلول مستدامة تحفظ سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتضمن الحقوق والأمن والاستقرار بالأخص لأهالي الجنوب”.
وبرز حراك للسفير السعودي وليد بخاري الذي زار دار الفتوى وبحث مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القضايا العامة التي تخص لبنان والعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والشعب الفلسطيني. وشدّد السفير السعودي في تصريح على “أن المملكة العربية السعودية مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألو جهداً في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة”، معلناً “وقوف المملكة مع القضايا العربية والإسلامية كافة، وبخاصة ما يعانيه قطاع غزة والشعب الفلسطيني من عدوان مستمر على أرضه ومقدساته وشعبه”. من جهته، أمل المفتي “أن تسفر جهود المملكة واللجنة الخماسية في إيجاد حل في أقرب فرصة ممكنة للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية لتكون هذه الخطوة الأولى نحو نهوض الدولة ومؤسساتها”.
واستقبل المفتي دريان نواب كتلة “الاعتدال الوطني” الذي زار عين التينة أيضاً، وتم البحث في الشؤون اللبنانية والعربية. وتم “التشديد خلال اللقاء على تحريك الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية والعمل الدؤوب لإنجاز هذا الاستحقاق الذي يتطلب تضافر الجهود لمصلحة لبنان واللبنانيين، وتم التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان والإطاحة بالقرارات الدولية هو من سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني”.
وتحدثت مصادر “البناء” عن حراك سعودي في الملف الرئاسي عبر المسؤولين في لبنان وعلى صعيد اللجنة الخماسية التي ستجتمع خلال وقت قريب للبحث في إعادة تحريك استحقاق رئاسة الجمهورية قبيل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان.
واستقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط في كليمنصو، رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وعقيلته السيدة ريما فرنجية، والنائب طوني فرنجية وعقيلته السيدة لين زيدان، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعقيلته السيدة ديانا جنبلاط، السيد جوي الضاهر وعقيلته السيدة داليا جنبلاط، وعضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور وعقيلته السيدة زينة حمادة، و”كان بحث على مائدة العشاء في مختلف الشؤون العامة”، بحسب بيان للتقدمي.
وعلمت “البناء” أن اللقاء لم يكن وليد الساعة، بل سبقته سلسلة اتصالات ووساطات عدة من قبل مرجعيات سياسية رفيعة عملت لعقد هذا اللقاء.. وإن سادت اللقاء أجواء عائلية لكن لا يحجب أبعاده السياسية في تقريب وجهات النظر بين جنبلاط وفرنجية للتمهيد لالتقاء الطرفين عندما تنضج ظروف التسوية الرئاسية. ولفتت المعلومات الى أن أسهم فرنجية لا زالت الأعلى لكونه المرشح الجدّي الأوحد مقابل غياب بقية المرشحين، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحه منذ أيام.

 

الأخبار
«موفد إسرائيل» غادر … وانقطع الاتصال!
بأسرع مما كان متوقعاً، خفتَ وهج زيارة المُوفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت، حتى لدى المتحمّسين له باعتباره «عرّاب التفاهمات الكبرى». المحسوم أن الرجل لم يحضر تلبيةً لدعوة «أصدقائه» من اللبنانيين، ولا انطلاقاً من سعيه الدائم لإثبات نفسه «كرجل الاتفاقات المستحيلة»، وإنما جاء حاملاً طلباً أميركياً واضحاً: «عودة الأمن إلى شمال إسرائيل وإعادة المستوطنين إلى منازلهم».وبأسرع مما كان متوقعاً أيضاً، توقف تبادل الرسائل مع هوكشتين رغمَ الاتفاق على إبقاء باب النقاش مفتوحاً. ومنذ مغادرته بيروت إلى الولايات المتحدة، لم يُسجّل له أيّ اتصال رسميّ مع أيٍّ من الوسطاء لنقل رسالة أو للحصول على جواب. لذا، فسّر كثيرون الخطوة بأنها قد تكون «التحذير الأخير قبل التصعيد الكبير».
الغارات التي نفّذها العدوّ الإسرائيلي، أول من أمس، على مناطق في الجنوب لم تكُن نسخة مكررة من يوميات التوتر على الحدود، بل حملَت إشارات. فهي أتَت بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي تضمّن رداً واضحاً على التهديدات الإسرائيلية وزيارة هوكشتين التي هدفت إلى الفصل بين جبهات الإسناد وما يجري في غزة.
قبلَ زيارة الموفد الأميركي، نُقلت عنه «دردشات» حول نقاط من شأنها أن تكون سبباً لوقف إطلاق النار في الجنوب، وتحديداً حول تثبيت الحدود، وانسحاب إسرائيل من 13 نقطة متنازع عليها بما فيها نقطة الـ B1 عند رأس الناقورة. لكن يبدو أن هناك من أعطى «هذه الدردشات» قيمة أكبر من حجمها الحقيقي، معتقداً أن ذلك من شأنه أن يحرج حزب الله داخلياً، ويتحوّل الى ورقةٍ تُرفَع في وجهه من باب الضغط لدفعه إلى «صفقة» هدفها الوحيد «نأي لبنان بنفسه عمّا يجري في غزة».
لكن هوكشتين خيّب آمال «المُراهنين» عليه، وخصوصاً بعدما اتّضح بأنّ الرجل حينَ حطّ في لبنان لم يتحدث سوى عن بعض الأفكار التي تصبّ في تهدئة الجبهة بهدف إراحة الكيان. وفي الحالتين، كان الجواب عند حزب الله في مكان آخر، وظلّ مرتبطاً بوقف العدوان على غزة، قبل أيّ نقاش. وفي كلمته الأخيرة، الأحد الماضي، أرسى السيد نصر الله معادلة أن «أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهونٌ بوقف العدوان على غزّة. أوقفوا العدوان وبعدها لكل حادث حديث».
لم تكُن المرة الأولى التي يسمع فيها هوكشتين أو أيّ موفد أميركي أو أوروبي أو حتى وسيط عربي هذا الشرط. وحين قال الموفد الأميركي ما قاله، سمِع جواباً إضافياً مفاده أن «لا ضرورة للبحث في اتفاق جديد. القرار 1701 موجود، اذهبوا وطبّقوه واضغطوا على إسرائيل لتنفيذه فتحلّ المشكلة…ولكن بعد وقف العدوان على غزة»، تكررت الجملة التي فهم منها هوكشتين أن مقاربته الماكرة «لن تنفع».
أحبط الموفد أصدقاء أميركا في لبنان كونه لم يحمل سوى التهديد من دون أيّ مبادرة
حتى يوم أمس، حاول مواكبون للملف التأكيد أن «الاتصالات لم تتوقف»، وهذا ما لا تبدو عليه الأمور فعلاً، إذ علّق بعض العارفين بالقول: «call was disconnected». وقرأ هؤلاء زيارة هوكشتين من زاويتين لا ثالث لهما: هي تمهيد صريح لما يهدّد به العدوّ الإسرائيلي، من أنه سيشن حرباً على لبنان في حال استمرار تهديد أمن المستوطنين وإلحاق الضرر بهم على الحدود. كما تمثّل الزيارة اعترافاً ضمنياً بأن الولايات المتحدة توفّر التغطية لأيّ عدوان سيحصل، لذا تحاول واشنطن أن تقوم بدور «الناصح» للبنان بعدم الغرق في حربٍ جديدة تستنزفه بشرياً ومادياً وسياسياً، علما أن الأميركيين يعرفون جيداً أنّ أيّ معركة ستُفتح ضد لبنان، ستكون نتائجها على إسرائيل كبيرة جداً، ولا يمكن مقارنتها بحرب تموز عام 2006. مع فارقٍ إضافي، وغير بسيطٍ هذه المرّة، ألا وهو تعدُّد الجبهات والصفعات التي ستنزل على الكيان. ولهذا الغرض، لا تزال واشنطن تتوسط بين لبنان وإسرائيل لفرملة التصعيد.
لكن الموفد الأميركي لم يجِد بين يديه ما يُقنِع المقاومة بما يريده، مكرّراً مرات عدة الحديث عن المرحلة الثالثة في غزة ولم يفلح. حتى الوسطاء الذين التقوا به، وكذلك المسؤولون الرسميون فقد شكّكوا بما تعنيه هذه المرحلة، متسائلين عن ضمانات التزام إسرائيل بها من دون أن تعود لتوسعة الحرب. ومن جملة الأسئلة التي طُرحت عليه، كان عن الضمانات بعدم استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان لقادة فلسطينيّين قد تسهِم في تصعيد المواجهة.
لم ترُقْ هوكستين هذه التساؤلات لأنه لم يكن يملِك جواباً عنها. هذا ما أوحى للقوى المعنية في لبنان بأن الرجل آتٍ لتكرار الرسائل التي حملها زملاؤه في الإدارة الأميركية، بما يتحقق مع المصلحة الإسرائيلية من دون زيادة أو نقصان. وهذا ما جعله يغادر one way إلى بلاده مجدداً من دون أن يعرّج على كيان الاحتلال بعدما سمِع الردّ الأولي، الذي قال مطّلعون إنه «أحبط هوكشتين وجعلته يقتنع بأن لا فائدة من مجيئه».
غضب أميركي على ميقاتي وبوحبيب
أثار البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية حول التطورات في البحر الأحمر، استياء الأميركيين الذين عبّروا عن سخطهم وانزعاجهم من خلال رسالة نقلتها السفيرة الأميركية الجديدة في بيروت ليزا جونسون إلى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وكان البيان قد عبّر عن «قلق عميق إزاء تصاعد التوترات في مياه البحر الأحمر»، كما نقل دعوة لبنان «المجتمع الدولي وجميع الأطراف في المنطقة إلى العمل معاً من أجل تخفيف حدّة التوترات والحفاظ على الاستقرار الإقليمي وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر». من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أنّ هناك انزعاجاً أميركياً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على خلفية كلامه في الجلسة الأخيرة للحكومة، عن أن «التهدئة في لبنان غير منطقية دون وقف إطلاق النار في غزة»، حيث يعتبر الأميركيون أن هذا الكلام مخالف للجهود التي تقوم بها واشنطن من أجل وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية.

COMMENTS