افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 22 نيسان ، 2024

ستة سيناريوهات رئاسية
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس، 30 حزيران 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 12 آب، 2022

اللواء
تصاعد التهديدات بين اسرائيل وحزب الله. وقصف القسّام رسالة واضحة
ماكرون يدعو برّي الى الإليزيه.. ومشاغل الأسبوع بين لقاء الخماسية والجلسة والمؤتمر الاقتصادي
بعد ساعات قليلة على المحادثات التي أجراها الرئيس ايمانويل ماكرون مع الرئيس نجيب ميقاتي والعماد جوزاف عون، منفردين ومجتمعين، كان الحدث الملفت للإشتباه امس، الكشف عن أن الرئيس نبيه بري تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي لزيارة فرنسا.
وبالتزامن مع هذا التطور، اندفع الوضع الجنوبي الى حافة التهديدات المتبادلة، باتجاه التصعيد بين اسرائيل وحزب الله، مع دخول عنصر اضافي على خط المواجهة، تمثل بمعاودة حركة «حماس» القصف من الجنوب باتجاه المستعمرات الشمالية في الجليل الأعلى، في رسالة واضحة، لجهة أن استمرار الضغط على غزة، والمغامرة بالحرب على رفح، سيجعل الجبهة الجنوبية، ومنطقة شمال اسرائيل ساحة حرب حقيقية.
وفي سياق، محاولة لرفع معنويات جنوده في الجولان، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان نقطة الحسم في الشمال (جبهة جنوب لبنان) بدأت تقترب.
وفي اسرائيل، تتحسب المؤسسات العسكرية والأمنية لضربات صاروخية من حزب الله في عيد الفصح اليهودي.
لكن رئيس الجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، قال من البقاع امس: من يعتقد ان بإمكانه ان يهزم المقاومة في لبنان فهو واهم ومخطئ، نحن لم نستخدم كل اسلحتنا ونحن جاهزون لصد اي عدوان.
وفي الواجهة السياسية.. بقي استقبال ماكرون لكل من ميقاتي وعون، لجهة الالتزام بمنع تصاعد العنف بين لبنان واسرائيل وفقا لقرار مجلس الامن الرقم 1701، حسب بيان الاليزيه.
والاهم ان الاستقبالات الجمعة الماضي في الاليزيه، انتهت باتصال اجراه ماكرون مع الرئيس نبيه بري.
ويعتقد ان الدعوة جاءت عبر الاتصال الهاتفي، فضلا عن ابلاغ بري ان المبعوث الشخصي جان ايف لودريان سيواصل جهوده لايجاد مخرج لانتخابات الرئاسة في لبنان، بالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين، وبالتعاون مع المجتمع المدني والمسؤولين اللبنانيين.
ولم يعرف ماذا اذا كان الرئيس بري سيلبي الدعوة لزيارة الاليزيه ام ان المشاغل الراهنة، ستؤخر الاجابة عن الدعوة، وصولاً الى تحديد موعد الزيارة اذا ما تقرر حصول الزيارة.
أجندة الاسبوع
وعلى أجندة الرئيس بري للأسبوع الطالع اجتماع مع سفراء الخماسية، تقرر عقده بعد جولة السفراء على غالبية الكتل النيابية ولقاء رؤسائها، لاسيما النائب السابق سليمان فرنجية وكل من النائبين جبران باسيل ومحمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة.
والاستحقاق الثاني، عقد الجلسة النيابية المخصصة للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، وقانون يتعلق بالدفاع المدني.
وعاد الرئيس ميقاتي الى بيروت ليل امس، على ان يستقبل اليوم مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون التوسع والجوار اوليفير فاريلي في السرايا الحكومي.
المؤتمر الاقتصادي العربي
ويحفل الاسبوع الاخير من نيسان، بحدث اقتصادي، غاية في الاهمية، لجهة توقيته ودلالاته.
فيوم الخميس في 25 الجاري، ينعقد مؤتمر «الأمن الاقتصادي العربي في ظل المتغيرات الجيوسياسية» بحضور 400 شخصية لبنانية وعربية من رجال المال والمصرفيين والمستثمرين في فندق فينيسيا.
ويفتتح المؤتمر الرئيس ميقاتي، ويستمر ليومين، وينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين، وبمشاركة حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، والامين العام للمصارف العربية وسام فتوح، ورئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السباق محمد شقير.
ومن ابرز موضوعات المؤتمر: الواقع الاقتصادي في لبنان بعد اربع سنوات ونيف من اندلاع الازمة.
القبرصي الى بيروت
وفي محاولة للمساهمة في الحد من النزوح السوري باتجاه قبرص، كشف الرئيس القبرصي ينكوس خريستو دوليديس الذي زار لبنان قبل اسابيع، انه يتجه الى زيارة بيروت برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فول دير لاين في اول الشهر المقبل لاطلاق مبادرة تتضمن دفعات مالية مغرية للنازحين الراغبين بالتوجه الى قبرص للبقاء حيث هم، فضلا عن تعزيز وضعية الجيش اللبناني.
باسيل: لا للتقسيم
ومن الجنوب، كانت رسالة وحدة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جزين، حيث اكد على الجمع وليس التقسيم والتجزئة، فلا يوجد مكان في لبنان الا وهو متداخل، فكيف نفكرّ بتقسيمه.
الوضع الميداني
ميدانياً، توسعت جغرافيا الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب ومناطقه، باتجاه قضائي جزين والبقاع الغربي كمرتفعات الريحان والجبور، كما استهدفت غارة اسرائيلية الجبل بين ميدون والسريرة، بعد قصف عيتا الشعب.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن موت ضابط من اللواء السادس، اصيب بالضربة التي وجهها حزب الله قبل ايام لوحدة معادية ف عملية عرب العرامشة.
واعلن حزب الله استهداف تجهيزات تجسسية عصر امس في موقع المالكية بالاسلحة المناسبة، وحقق اصابات مباشرة.
وبعد ظهر امس، اعلنت كتائب القسام انها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية، في الجليل الاعلى (القاطع الغربي) بـ 20 صاروخ غراد.

 

الأخبار
باريس «تتشاطر» على واشنطن: ورقة فرنسية «منقّحة» لتسوية في الجنوب والداخل
حملت الأيام الماضية محاولة فرنسية لفرض باريس نفسها شريكاً أساسياً في أي تسوية محتملة، بدءاً من ملف الانتخابات الرئاسية وقضية النازحين السوريين، وصولاً إلى الاتفاق حول الوضع في الجنوب، وهو ما ظهر خلال استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون للبحث معهما في هذه الملفات.في الملف الرئاسي، تسعى باريس إلى الايحاء بأن دورها لا يختصره سفيرها في بيروت، وأن الملف اللبناني موضع متابعة من ماكرون شخصياً، وأن لها حراكها المستقل عن بقية العواصم، بعدما لمست أن الولايات المتحدة تسعى إلى التفرد بإدارة الملف اللبناني على مختلف المستويات، انطلاقاً من قناعة بأن «الاستقرار على مختلف الصعد مرهون بالوضع في غزة، على عكس مبدأ الفصل الذي يتحدث عنه السفراء في اللجنة الخماسية».
وعلى وقع التقدير الأميركي بأن العمل الجدي يقوم به المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين مباشرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أتت زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لواشنطن أخيراً، واجتماعه مع هوكشتين بهدف التوصل إلى ورقة مشتركة حول لبنان. لكن الفرنسيين اصطدموا مجدداً بموقف أميركي حاسم مفاده أن هوكشتين هو المكلّف بإدارة الملف والقيام الدور الأساسي في لجم التصعيد وتسوية النزاع البري وتطبيق القرار 1701 وتطويره، على أن يأتي استحقاق الانتخابات الرئاسية لاحقاً، وذلك ضمن سلة متكاملة تُفضي إلى استقرار أمني وسياسي واقتصادي في لبنان.
وبناءً عليه، تحاول باريس التشاطر عبر إعادة صياغة «مبادرتها» الخاصة بالوضع في الجنوب، فقدّمت إلى ميقاتي مقترحاً جديداً تضمّن تعديلات على الورقة الفرنسية التي حملها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى بيروت في شباط الماضي، وتبنّت المطالب الاسرائيلية تماماً، ما أثار ريبة القوى السياسية اللبنانية. وعُلم أن التعديلات تتمحور حول تنفيذ القرار 1701 على ثلاث مراحل، وأن لبنان سيرد على المقترح الجديد خلال أيام.
وعلى عكس ما يقوم به الجانب الأميركي، تسعى باريس إلى تعويم أفكار بديلة وتتحرك في اتجاه معاكس تماماً، ينطلق من الفصل بين الجبهات وتعزيز حضور الجيش وقوات اليونيفل في الجنوب وعلى الحدود، وضمان أن يكون الاتفاق المحتمل أقرب إلى تفاهم نيسان 1996 التي كانت باريس شريكة فيه إلى جانب الأميركيين.
ويأتي الدور الفرنسي في ظل انطباع كبير بأن «الاتفاق ناجز» مع الأميركيين في ما يتعلق بمجمل الوضع اللبناني، لكنّ تطبيقه لن يتحقق قبلَ وقف النار في غزة، وقوامه وقف العمليات العسكرية وتعزيز وجود الجيش، ومحاولة لزيادة عديد قوات الطوارئ الدولية، ثم بدء التفاوض على الحدود البرية بالتزامن مع ترتيب الاستقرار السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، علماً أن «الأميركيين وعلى عكس الفرنسيين، لم يتطرقوا إلى فكرة انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني».
يشار أيضاً، إلى أن البحث الفرنسي مع ميقاتي وعون تطرّق إلى وضع المؤسسة العسكرية وإعادة مناقشة حاجات الجيش اللوجستية والمادية التي تسمح له بتعزيز دوره في الجنوب، لناحية زيادة عديد أفراده هناك، أو تزويده بتجهيزات وآليات تساعده على القيام بدوره.
إلى ذلك، ورغم مرور نحو سبعة أشهر على اندلاع المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون يتبعون النهج ذاته في التهديد المتواصل حيال لبنان. وبرزت أمس تهديدات عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بني غانتس بـ«أننا نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية»، ووعد نازحي الشمال بإعادتهم إليه قبل بدء العام الدراسي. فيما تستمر المعركة انطلاقاً من جنوب لبنان بالزخم ذاته، بل تشهد نسقاً متزايداً من التصعيد المضبوط، بما يشكل نوعاً من قواعد اشتباك خاصة يحرص حزب الله على التحكم بها وتوجيهها بما يجبر العدو على الانصياع لحسابات كثيرة، أبرزها قدرة الحزب على التصعيد الكبير إذا حكمت المواجهة بذلك.
اصطدم الفرنسيون بموقف أميركي حاسم مفاده أن هوكشتين مكلف ملف لبنان
واستهدف مقاومو حزب الله أمس التجهيزات التجسسية في موقع المالكية، و‏التجهيزات المستحدثة في محيط ثكنة دوفيف ما أدى إلى تدميرها. ‏وبعد استبدال التجهيزات التجسسية المُستهدفة في موقع مسكاف عام، استهدف المقاومون تلك الجديدة بـ«الأسلحة ‏المناسبة ما أدى إلى تدميرها مجدداً». كما هاجموا نقاط ‏انتشار جنود العدو جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان ومبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة)، وتموضعاً للجنود في موقع العاصي. ‏ ‏
وأعلنت «كتائب القسام» أنها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية في القاطع الغربي من الجليل الأعلى بـ20 صاروخ غراد، رداً على مجازر العدو في غزة والضفة الغربية.
ونعت حركة أمل الشهيد وسيم موسى موسى من بلدة كفركلا.
واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بمقتل ضابط إسرائيلي متأثراً بجراح أُصيب بها جراء عملية حزب الله في عرب العرامشة قبل أيام. وتحت بند «سمح بالنشر»، كشف أن القتيل هو الرائد في الاحتياط دور زيمل نائب قائد سرية في الكتيبة «8103» التابعة للواء «عتسيوني 6».

 

البناء
نتنياهو يعلن فشل المفاوضات حول غزة ويهدّد بمزيد من الضغوط العسكرية
ماكرون يحمل وساطة مع لبنان بتخلّي نتنياهو عن شرط سحب المقاومة للتهدئة
المقاومة في الضفة الغربية لعمليات نوعية.. وفي لبنان تمسك زمام المبادرة
مع تثبيت معادلات الردع بين إيران وأميركا، و”إسرائيل” ضمناً، كجزء من حلف عسكري قادته أميركا في مواجهة الردّ الإيراني الذي أنتج معادلات جديدة في المنطقة، سقط رهان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على جرّ المنطقة الى حرب كبرى تكون إيران وأميركا طرفين مباشرين فيها. واستعادت ساحات المواجهة المفتوحة من غزة الى جبهات الإسناد، المكانة التي كانت تحتلها قبل الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، وما اعقبها من رد إيراني حاسم ورد إسرائيلي هزيل، وما عاد ممكناً الحديث عن استراتيجية الهروب إلى الأمام عبر طريق الحروب المتهوّرة، لكن نتنياهو بدلاً من أن يدرك ان الطريق بات مغلقاً أمام رهاناته العسكرية ومغامراته ذهب الى نعي المسار التفاوضي متحدّثا بلغة التهديد عن مزيد من التصعيد في جبهة غزة..
استحقاقات جبهة غزة وجبهات الإسناد، تضع المأزق الذي تعيشه حكومة نتنياهو على المحك، حيث الفشل العسكري لم يعد قابلاً للإخفاء، مع تصاعد العمليات النوعية في غزة وجبهة لبنان. ومع إمساك المقاومة اللبنانية بزمام المبادرة بصورة دفعت عضو مجلس الحرب في حكومة نتنياهو بني غانتس، للحديث عن اقتراب لحظة الحسم في جبهة لبنان، بينما كان نتنياهو يطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما قالت وسائل الإعلام الفرنسية، إحياء الوساطة مع لبنان طلباً لإعادة صياغة المبادرة الفرنسية، بدون شروط المطالبة بسحب قوات الرضوان التابعة لحزب الله الى خلف نهر الليطاني، والقبول بصيغة التهدئة مقابل التهدئة، وهي صيغة لا تلقى قبولاً لبنانياً لا على مستوى الحكومة، وخصوصا على مستوى المقاومة، حيث شرط ربط التهدئة في جبهة الجنوب بالتهدئة في جبهة غزة لا يزال قائماً. وبينما كانت المقاومة في غزة تواصل عملياتها النوعية وتنقل أداءها المتميز إلى الضفة الغربية بعمليات نوعية كان أبرزها كميناً ثلاثياً نصبته قوات القسام في منطقة طولكرم لقوات الاحتلال.
وعلى الرغم من تهديدات المسؤولين الإسرائيليين لا سيما وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس الذي زعم أن جيشه يقترب من الحسم على الجبهة الجنوبية، واصلت المقاومة في لبنان ضرباتها النوعية ضد مواقع وتجمعات العدو. وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات، استهداف مبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة شوميرا (بلدة طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة، والتجهيزات التجسسية المستحدثة التي تمّ رفعها في محيط ثكنة دوفيف بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابتها ‏إصابةً مباشرة مما أدى إلى تدميرها. كما أعلن الحزب قصف نقاط ‏انتشار جنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان، و‏التجهيزات التجسسية في موقع «مسكاف عام» بالأسلحة ‏المناسبة مما أدى إلى تدميرها، و‏التجهيزات التجسسيّة في موقع «المالكية» بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابةً مباشرة.
في المقابل واصل العدو اعتداءاته على القرى الجنوبية، وشنّ عدواناً جوياً ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص في غارة استهدفت بلدة الجبين.
وزفت حركة أمل الشهيد المجاهد وسيم موسى موسى (طاهر) من بلدة كفركلا مواليد عام 1974، أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب.
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن المقاومة وجهت ضربات نوعية وقوية لجيش الاحتلال شكلت رسائل تحذيرية وردعية، لا سيما ضربة “عرب العرامشة” ومواقع الاحتلال بصواريخ البركان، وهذا ما سيردع العدو عن توسيع عدوانه على لبنان، لأن حزب الله لم يستخدم إلا جزءاً يسيراً من قدراته وإمكاناته، وإن توسيع العدو لنطاق العمليات سيدفع الحزب تلقائياً الى توسيع رده كماً ونوعاً ونطاقاً جغرافياً، وحينها لن تبقى قواعد اشتباك ولا خطوط حمر وتصبح كل الأهداف في “إسرائيل” تحت مرمى استهداف المقاومة. ورجح الخبراء أن يطول أمد المواجهة في الجبهة الجنوبية مع جولة تصعيد أكثر عنفاً من السابق، لكنها ستبقى ضمن قواعد وخطوط معينة ليس من مصلحة أي طرف تخطيها لأسباب وحسابات مختلفة. كما رجح الخبراء أن تمتدّ الحرب في غزة لأشهر إضافية قبل التوصل الى هدنة لأن كيان الاحتلال يخوض حرباً مصيرية ووجودية ولن يقبل الهزيمة وسيحاول جاهداً تغيير المعادلة الميدانية، وبالتالي فرض شروطه السياسية في التفاوض. وشدّد الخبراء على أن حركة حماس لا تزال تملك أرجحية في الميدان ويمكنها الصمود لفترة طويلة.
وفي سياق ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، أن المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة، ورغم أن الأعداء يمتلكون الصواريخ والطائرات لكنهم لا يمتلكون القدرة بأن ينهوا معركة لصالحهم، والمعركة المفتوحة حققت أمراً عظيماً للمستقبل والمسألة مسألة وقت فقط، وعلى الأميركي والإسرائيلي أن ينتظرا حتى زوال هذا الكيان.
ولفت صفي الدين خلال حفل تأبيني في بعلبك، الى أن كل سلاح نملكه ليس للاستعراض، وكل سلاح تملكه جبهة المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى حزب الله في لبنان مروراً بالعراق واليمن وسورية هو للجبهة والقتال والدفاع عن المظلومين في فلسطين وغزة. وأوضح أن “الإيراني لم يستخدم السلاح الأمضى والإمكانيات الأكبر، هناك سلاح أمضى وإمكانيات أكبر، ففي تموز 2006 قال بعض الإسرائيليين “كنا نعرف أن حزب الله يمتلك سلاحاً يصل إلى حيفا لكنه لن يستخدمه”، وأن يقصف حزب الله حيفا فهذا جديد، قلنا إن كل سلاح نملكه ليس للاستعراض، كل سلاح تمتلكه جبهة المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران هو للقتال والدفاع عن المظلومين”.
في سياق ذلك، أشار مسؤول ملف الموارد والحدود في “حزب الله” نواف الموسوي، إلى أنّ جهة دولية طلبت من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله التوسّط لدى إيران لعدم الردّ (على إسرائيل)، إلّا أنّ السيّد شرح الموقف بأنه من الضروري أن تردّ إيران”، مضيفًا “للحقيقة لم نرَ ردًا إسرائيليًا”.
ورأى، في حديث تلفزيونيّ أنّه “لولا الولايات المتحدة لما استطاعت “إسرائيل” حتى قصف غزة والقرار بتصفية حماس هو أميركيّ”.
وأشار الموسوي إلى أنّ “الإسرائيلي لم يتطرق في أي وقت أو بأي طروحات إلى مزارع شبعا، بل أقصى حد وصل إليه هو الحديث عن الغجر والـ13 نقطة”، موضحًا أنّه “عندما تقف المقتلة في غزة سننتقل لمرحلة جديدة في جنوب لبنان”.
وأوضح الموسوي أنّ “شركة “توتال” قامت بأعمال التنقيب في البلوك رقم 4 و9، لكننا نشكك في صحة ما تقوله وتفضلوا اعطونا التقرير”، كاشفًا أنّ “في المرحلة المقبلة هدفنا هو تحرير الثورة البتروليّة من الحصار الأميركي”.
بدوره، لفت المعاون السياسيّ لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل الى أننا “حريصون على السيادة والاستقلال كما حرصنا على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار الى حرب يريدها هذا العدو وفقاً لقواعده، فمقاومتنا له ولمشروعه لم تكن ترفاً انما هي التزام بالدفاع عن الوطن وحدوده وسيادته. فالجنوب ليس حدوداً لمجموعة بشرية أو لطائفة. فالدفاع عن تلك الحدود دفاع عن لبنان وعن كل اللبنانيين”.
وجدّد التأكيد على الالتزام بالقرار ١٧٠١ الذي شارك لبنان في صياغته والذي انتهكته “إسرائيل” عشرات آلاف المرات، وقال: “نحن جاهزون لتطبيق هذا القرار الذي فيه من بنود ما يردع “إسرائيل” عن عدوانها وفيه ما يعيد ويؤكد على حقوقنا السيادية، فنحن اول المطالبين بدعم الجيش عديداً وعدة وتوسيع دوره على كل لبنان وضمناً الجنوب والذي بالأساس الجيش متواجد في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة”.
وفي الملف الرئاسي، لفت خليل الى أننا نتطلع بإيجابية الى دعم الخارج للبنان لإنجاز هذا الاستحقاق لا سيما اللجنة الخماسية، لكن هذا على أهميته يبقى رهناً بتوافر النيات والإرادة الداخلية الصادقة التي يجب أن تتوفر لدى جميع الأطراف والتي نعود ونؤكد ونجدّد الدعوة الى عدم ربط ما يجري في غزة او في الجنوب بالملف الرئاسيّ. ونقول للبعض الذي يراهن أو ينتظر تحوّلات في المنطقة لا تنتظروا هذه التحولات فهي لا تصنع رئيساً.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوفد الرافق اختتم زيارته إلى فرنسا بسلسلة اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين، حيث كان الملف الرئاسي حاضراً في النقاشات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشاره جان إيف لودريان الذي سيغادر الى الولايات المتحدة الأميركية للبحث بملفات عدة. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقّى اتصالاً من الرئيس الفرنسي بعد اجتماعه الجمعة الماضي في باريس مع الرئيس ميقاتي حيث دار النقاش حول نقطتين أساسيتين: الانتخاباتُ الرئاسية وملف عودة النازحين. ولفتت مصادر إعلامية الى أن ماكرون وجّه دعوة لبرّي لزيارة باريس فقبِلها مُحتفظاً بتلبيتها بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وهو أبلغَ الرئيسَ الفرنسي أنّ هذا الملف محورُ متابعة حثيثة منه وخصوصاً من خلال الدور الذي تلعبه اللجنة الخماسية. وذكرت المصادر أنها ليست الدعوة الفرنسية الأولى من ماكرون لبري الذي تلقّى قبل ذلك دعوات مماثلة من دول عربية صديقة لزيارتها والتباحث في بعض الملفات ومنها الملف الرئاسي إلا أنّه آثَرَ تأجيلَ تلبيتها الى ما بعدَ انتخابِ رئيس.
ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن هناك محاولة جدية من اللقاء الخماسيّ لإنضاج طبخة رئاسية وانتخاب رئئيس للجمهورية، بالتعاون مع أطراف داخلية أساسية في المعادلة الرئاسية كالرئيس بري، لكن الأمر يعتمد على مرونة كافة القوى السياسية لا سيما الأساسية منها، لأن أي تسوية يجب أن تحظى بأغلبية نيابية لانتخاب رئيس وتغطية إقليمية – دولية. ولفتت المصادر الى أن الجهود منصبة على توفير الظروف المناسبة و”البنية التحتية” للتسوية تمهيداً للدفع بها قدماً فور الإعلان عن هدنة في غزة وعلى الجبهة الجنوبية.
وعلمت “البناء” أن ملف النازحين السوريين والهجرة غير الشرعية الى أوروبا والمساعدات للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية هي السبب وراء زيارة ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون الى فرنسا، حيث أن الجيش لن يستطيع الصمود في ظل الواقع المالي الحالي، وهناك حاجة ماسّة لدعم دولي للجيش للحفاظ على استمراريّة عمل الجيش والأجهزة الأمنية، لأن الضائقة المعيشيّة تضغط بقوة على عناصر وضباط الأجهزة الأمنيّة ما يؤثر على المهام الموكلة للجيش اللبناني لا سيما ضبط الأمن الداخلي وعلى الحدود الشمالية والشرقية، وكذلك الأمر على الحدود الجنوبية. في حين أن أزمة النزوح باتت تشكل تهديداً أمنياً واقتصادياً كبيراً للبنان.
وكشف وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين الى ان دول الاتحاد الأوروبي عرقلت عملية عودة النازحين السوريين والملف سُحب من وزارة المهجّرين قبل أن يتوقف العمل عليه. وأوضح بأن موقف أميركا والإتحاد الأوروبي المتعلّق ببقاء النازحين وصمة عار، ونحن طالبنا بـ”لوبي عربي” لمساعدتنا في هذا الملف وفور تلقينا موافقة من الأمن الوطني السوري نبدأ بتسيير القوافل. ولفت شرف الدين في تصريح تلفزيوني، الى ان الحلّ الخارجي بشأن ملف عودة النازحين السوريين مهم جداً لأن المعرقلين هم من الخارج، وذكر بأنه بموضوع النزوح السوريّ هناك عدد كبير من المسلحين وربما يتجاوز الـ 20000 وهم على استعداد تام للقتال، وهذا ما يستدعي التجهيز لخطة وقائية.
على صعيد آخر أشار مصدر نيابي لـ”البناء” الى أن جلسة تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد للمجالس الحالية باتت شبه منجزة وجاهزة، وقد تمكن الرئيس بري من تأمين الأغلبية النيابية لإقرار قانون التمديد لسنة كاملة، بحضور كتلة التيار الوطني الحر، إضافة الى كتل الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير والاعتدال الوطني واللقاء الديمقراطي ونواب فريق 8 آذار وبعض المستقلين والتغييريين، وأشار عضو تكتل «لبنان القوي” النائب ألان عون الى ان تساؤلاتنا كثيرة لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بشأن الجهوزية الإدارية والتنظيمية والشعبية، ولا نشكّ في نيّته بإجراء الانتخابات البلدية لكن إذا تأكد انطباعنا فسنشارك بالجلسة التشريعية ونمدّد. واعتبر عون في حديث تلفزيوني، بأن كل تمديد سيّئ لكن لا يمكننا ترك مصير الناس للفراغ ومشكلة البلديات ليست فقط بالتجديد بل بتعزيز الإمكانات وهذا ما يجب العمل عليه.

COMMENTS