افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 20 نيسان ، 2024

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 16 تشرين الأول، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 26 نيسان ، 2024
بهيج أبو حمزة حرّاً من دون كفالة بمصادقة الهيئة الاتهامية في بيروت

البناء
طائرات مسيّرة صغيرة الحجم تحلق فوق أصفهان وتسقطها الدفاعات الإيرانية
مسرح المنطقة يستقبل مسابقة عروض الردع: ملحمة إيرانية وكوميديا إسرائيلية
المقاومة في غزة ولبنان: مزيد من التكتيكات الإبداعيّة ومزيد من خسائر الاحتلال
صحا العالم فجر أمس، على نبأ يملأ شاشات القنوات الأميركيّة وتتدفق معه معلومات مسرّبة بصورة منسقة ومبرمجة دون إعلان رسميّ بالمسؤولية الاسرائيلية، لكن بالقول بلا أدنى شك ها هو الرد الإسرائيلي على ايران لم يتأخر، وتحت عناوين جاذبة متقنة كانت وسائل الإعلام الغربية تشترك في حملة تسويق تريد خلق الانطباع بأن غارات لطائرات إسرائيلية أصابت قواعد عسكرية كبرى ومفاعلات نووية حساسة في منطقة أصفهان في وسط إيران، قبل أن تؤكد الأنباء الآتية من طهران أن لا شيء من ذلك على الإطلاق وأن لا جسم طائراً دخل أجواء إيران، وأن لا غارات استهدفت قواعدها العسكرية، كما عادت وأكدت قناة «سي أن أن» وفق صور الأقمار الصناعية. وأن مفاعلاتها النووية لم تتعرّض لأي غارات او استهدافات، كما عادت وأكدت وكالة الطاقة الدولية. وأن الأمر اقتصر على ثلاثة أجسام طائرة صغيرة، كناية عن طائرات مسيّرة صغيرة أطلقت من داخل إيران، على أيدي عملاء تمّ تجنيدهم لهذا الغرض، وقد أسقطتها الدفاعات الإيرانية. وبقيت القنوات الإسرائيلية تتناقل خبر الرد على الرد الإيراني أملاً بأن يصحّ بعض ما وردها من تسريبات، لكن كل ساعة تمرّ كانت تقول إن الرواية الصحيحة هي الرواية الإيرانية، حتى خرج وزير الأمن الداخلي في حكومة كيان الاحتلال ايتمار بن غفير يقول إن ما جرى هو مجرد مسخرة.
عمليّاً، شهدت سماء المنطقة خلال أيام قليلة عروضاً للردع قدّمتها كل من إيران وكيان الاحتلال. وإذا قبلنا بإيجابية ما قاله البعض تهكماً بوصف الرد الإيراني بالمسرحية، فإن عامل الإبهار الذي يرافق العمليات الحربية الكبرى المصمّمة لتحقيق انتصارات كبرى، يسمح بتشبيهها بالعمل الممسرح. ووفقاً لمعادلات العمل المسرحيّ فإن المنطقة كانت في عرض 14 نيسان على موعد مع ملحمة إيرانية مبهرة، وشاهدت في 19 نيسان كوميديا إسرائيلية سوداء فاشلة.
بالتوازي، كانت هذه الأيام ذاتها تسجل للمقاومة في غزة ولبنان النجاح بتقديم تكتيكات إبداعية مبهرة، بينما جيش الاحتلال في حال تراجع قتاليّ، ومثلما كانت الفخاخ التي نصبتها المقاومة في غزة في شرق خان يونس واصطادت فيها أربعة عشر جندياً من جيش الاحتلال واصلت ملاحقة الجنود والآليات بطرق إبداعية متجددة، كان ما أنجزته المقاومة على جبهة لبنان يقول شيئاً مشابهاً، سواء بتكتيكات استخدام الصواريخ السريعة ذات الرؤوس الثقيلة، أو الطائرات المسيّرة الانقضاضيّة أو عمليات التفخيخ واستدراج جنود الاحتلال إلى الكمائن، بينما نيران صواريخ المقاومة نجحت بجعل مقار القيادة ومرابض المدفعية ومراكز القبة الحديدية والحرب الالكترونية والمتابعة الجوية، مناطق مُقفرة غير صالحة للاستخدام، وهي تتلقى كل يوم المزيد من النيران.
فيما تنفّس العالم الصعداء بعدما أتى الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني هزيلاً و«مسخرة»، وفق توصيف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، عادت الجبهتان الغزاوية والجنوبية الى صدارة المشهد الإقليمي والدولي في ظل تعثر جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بموازاة استمرار العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي مع تراجع نسبي في سخونة العمليات عن الأيام القليلة الماضية.
وعلمت «البناء» أن الأميركيين وبعض الدول الأوروبية حاولوا استثمار الرد الإسرائيلي على إيران قبل حصوله، بمحاولة الضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله تحت تهديد توسيع العدوان على لبنان كبديل أميركي لـ»إسرائيل» عن ضرب إيران، لانتزاع ضمانات من لبنان بوقف العمليات العسكرية ضد «إسرائيل» من الجبهة الجنوبية. وقد نقلت جهات دبلوماسية لمراجع سياسية رسائل حازمة بأن لبنان سيتعرّض لضربة إسرائيلية قريبة، إلا أن حزب الله لم يكترث لهذه التهديدات فيما رفضت الحكومة تهدئة جبهة الجنوب من دون تطبيق القرار 1701 وانسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة.
وأيّد مصدر سياسي مسيحي مخضرم قول رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن «وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا»، مشيراً لـ»البناء» الى أنه لا يمكن فصل لبنان عن ما يجري في المنطقة، وبخاصة في فلسطين المحتلة، وهو أكثر المتأثرين من نتيجة حرب طوفان الأقصى، ولذلك لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي لكي تستفرد «إسرائيل» بغزة وتقضي على حركة حماس ثم تنقضّ على لبنان، فضلاً عن أنه من حق حزب الله أن يفتح المعركة مع «إسرائيل» من بوابة مزارع شبعا لكي يعيد الأراضي المحتلة والحقوق والسيادة اللبنانية على الطاولة وفي الواجهة، بعدما انتهك العدو هذه السيادة وداس على الحقوق وتجاهل القرار 1701 باعتداءاته المستمرة على الجنوب.
على الصعيد الميداني، واصلت المقاومة عملياتها النوعية ضد مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن حزب الله، في بيان، أنه «وبعد رصد دقيق ‏وترقب لقوات العدو، وعند وصول آلية من نوع هامر الى موقع المطلة وتجمّع الجنود حولها استهدفها ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏بصاروخ موجّه ما أدى إلى تدميرها وسقوط الجنود بين قتيل وجريح».
كما أعلن الحزب في سلسلة بيانات، استهداف تجمّع لجنود ‏العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية، والتجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة. كما استهدف تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع رويسات العلم بتلال كفرشوبا المحتلة بالأسلحة ‏الصاروخية، وتجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي في موقع بيّاض بليدا بقذائف المدفعيّة، كما استهدفوا التجهيزات ‏التجسسيّة في موقع الرادار بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة ودمّروها.
وفي سياق آخر، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى أننا «نحن لا زلنا كحزب الله عند موقفنا، أي تجاوز إسرائيلي لهذا السقف المعمول به في المواجهة سنردّ عليه بالمقدار التناسبيّ، وأي تصعيد إذا بلغ مستوى معيناً سنواجه هذا المستوى بما يستلزم حتى لو أدى الأمر إلى أقصى ما يمكن، لكن لا انسحاب من المواجهة ولا تراجع عن المساندة والحماية، ولا يمكن أن نقبل بإقفال هذا الملف إلَّا بعد إقفال ملف غزَّة وتوقف إطلاق النار هناك».
وكشف قاسم تفاصيل عملية عرب العرامشة النوعية وقال في كلمة له في احتفال: «تحصَّن الإسرائيلييون في مبنى مدني على أساس أن لا يعرف أحد، وقرروا إنشاء مركز معلومات ومتابعة للجبهة، ولكن الإخوة في المقاومة راقبوهم وصوَّروهم عند دخولهم وعند خروجهم لمدة شهر وكان التصوير والمراقبة يتمَّان بشكل يوميّ، ثم قاموا بعملية مزدوجة (صاروخ موجَّه وطائرة مسيَّرة)، والإسرائيلي اعترف بثمانية عشر بين قتيل وجريح، وادعى أنَّ 6 منهم في حالة خطر. هذا يعني أنَّ حضور المقاومة قويّ، فالمقاومون يراقبون العدو بالعين المجردة وبالوسائل التقنية التي تصوّرهم وتعرف أين هم، وهذا إنجاز كبير».
وأضاف: «البعض يسأل هل هنالك تغيير عند الحزب بعد الردّ الإيراني؟ هل هناك مثلاً مساومات أو تطورات معينة؟ أقول لكم لا يوجد تعديل بعد الرد الإيراني بل التغيير في المنطقة والتغيير بالاستراتيجية والتغيير بالردع الاستراتيجي، لكن بالنسبة لموقفنا كحزب الله في عملية المواجهة لا تعديل ولا تغيير».
في غضون ذلك، شهدت باريس اجتماعات فرنسية – لبنانية حول عدد من الاستحقاقات لا سيما رئاسة الجمهورية والحدود الجنوبية وملف النازحين السوريين.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اجتماعًا مطولًا تناول العلاقات اللبنانية الفرنسية والأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وفق المكتب الإعلامي لميقاتي. ثم انتقل ماكرون وميقاتي الى غداء عمل موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعن الجانب الفرنسي كل من سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
وخلال الاجتماع، جدّد ماكرون تأكيد دعم فرنسا الجيش اللبناني في المجالات كافة، والتشديد على الاستقرار في لبنان وضروة إبعاده عن تداعيات الأحداث الجارية في غزة. وأعاد تأكيد المبادرة بشأن الحل في الجنوب والتي كانت قدّمتها فرنسا في شهر شباط الفائت، مع بعض التعديلات التي تأخد بالاعتبار الواقع الراهن والمستجدات، وفق مكتب ميقاتي.
كذلك جدّد الجانب الفرنسيّ التأكيد على «أولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والإفادة من الدعم الدوليّ في هذا الإطار لإتمام هذا الاستحقاق والموقف الموحّد للخماسية الدولية». كما جدّد الجانب الفرنسي تأكيد أن «فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون وليس لديها أي مرشح محدد»، مشيراً الى «توافق الجانبين الفرنسي والأميركي على مقاربة الحلول المقترحة». كما تطرّق البحث إلى موضوع النازحين السوريين في لبنان، فوعد الجانب الفرنسي بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
بدوره لفت ميقاتي الى أننا «تطرقنا بشكل خاص الى ملف النازحين السوريين وشرحت لماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الأعداد الهائلة للنازحين. وجدّدت المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا خصوصاً». وأشار إلى «أنني تمنّيت على ماكرون أن يطرح على الاتحاد الأوروبي موضوع الإعلان عن مناطق آمنة في سورية بما يسهّل عملية إعادة النازحين الى بلادهم، ودعمهم دولياً وأوروبياً في سورية وليس في لبنان».
ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر مواكب لزيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى باريس الى أن «اجتماعه مع قائدي الجيش الفرنسي والإيطالي كان إيجابياً وجاء استكمالاً لاجتماع روما الذي قدّم خلاله العماد عون دراسة عن حاجات الجيش ووضعه وحاجاته لوجيستياً ومادياً، في ضوء التحدّيات التي يواجهها. ومنذ ذلك الحين، درس قائدا الجيش الفرنسي والإيطالي عرض العماد عون الشامل، واستوضحا بعض النقاط لتحديد الخطوات الواجبة للمساعدة في إطار خطة معينة، خاصة في ما يتصل بالوضع في الجنوب، وحاجيات الجيش والتطويع، وغيره». وأشار المصدر إلى أنه سيتمّ تشكيل لجنة مشتركة من كل الأطراف المجتمعة، لدرس الحاجات وكيفية تأمين الدعم والتمويل اللازمين».
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة الرئيس ميقاتي وقائد الجيش الى فرنسا ليست محضَ صدفة، بل هي منسقة في إطار شعور الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش بأخطار جمّة ومتعددة الأوجه على لبنان، تبدأ بالحرب في غزة وعلى الجبهة الجنوبية والتداعيات الاقتصادية وأزمة نزوح الجنوبيين، واحتمالات توسُّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافة الى الفراغ الرئاسي الذي يهدد استمرار منظومة عمل المؤسسات وشلل تسلل إلى كافة مفاصل الدولة، ما يعمّق فجوة الانهيارات المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل أزمة النزوح التي أرهقت كاهل البلد وباتت تشكل خطراً وجودياً على لبنان. لذلك غادر المسؤولون الى الدول الكبرى لإيصال الصرخة وإطلاق النداء والإنذار الأخير بأنه في حال لم تتحرّك هذه الدول المانحة والصديقة للبنان، فإنه لن يستطيع الصمود لبضعة أشهر وسينهار كل شيء، ولن ينفع التحرك بعد فوات الأوان.
ووفق معلومات «البناء» فإن جهات أمنية لبنانية نقلت تحذيرات لدول كبرى من تأثير أزمة النزوح على الواقع الأمني في لبنان، ومن تزايد موجات الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين إلى أوروبا عبر البحر. لكن مصادر معنية بملف النزوح كشفت لـ»البناء» عن ممانعة أميركية لعودة النازحين السوريين الى سورية، وضغوط أوروبية على مراجع لبنانية كبيرة للجم تحرّكها في ملف النزوح ملوحة بسلاح العقوبات المالية. ولفتت المصادر إلى أن الرئيس القبرصي عرض على الحكومة خلال زيارته الى لبنان، زيادة المساعدات المالية للنازحين لإبقائهم في لبنان، وتحدث عن مناطق آمنة في سورية يمكن إعادة بعض النازحين إليها.
وليل أمس، وزعت دوائر الرئاسة الفرنسية بياناً لفتت فيه الى ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اكد خلال لقائه ميقاتي في باريس، «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان و»إسرائيل»»، بحسب ما نقل الإليزيه.
وتابعت أن «ماكرون يواصل التحرّك من أجل استقرار لبنان بحيث تتم حمايته من الأخطار المتصلة بتصعيد التوترات في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، ذكر بالالتزام الفرنسي في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وشدّد على مسؤولية الجميع حيالها لتتمكّن من ممارسة مسؤولياتها في شكل كامل».
وأورد البيان أيضاً أن «فرنسا ستتحرّك في هذا الاتجاه مع جميع من هم مستعدون للمشاركة في شكل أكبر، وخصوصاً شركاءها الأوروبيين، وفق ما توصل إليه المجلس الأوروبي الطارئ» الذي عقد الأربعاء والخميس في بروكسل.
كذلك، تشاور ماكرون هاتفياً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكرّر دعوته «المسؤولين السياسيين الى إيجاد حل للأزمة المؤسسيّة التي تضعف لبنان».
قضائياً، تسلَّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار من مخابرات الجيش ملفّ التحقيق الأوّلي في جريمة منسق هيئة «القوات» في جبيل باسكال سليمان، وأحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان طالباً إجراء المقتضى القانونيّ. وأحيل مع الملف ستة موقوفين من التابعيّة السورية بينهم الموقوفون الأربعة الذين نفّذوا الجريمة بداعي سلب المغدور سيارته بحسب إفاداتهم الأولية.

 

اللواء
ماكرون يكشف عن تنسيق مع الأميركيين و3 مطالب لبنانية للسير بخارطة الـ1701
تراجع حدّة الاستهدافات جنوباً.. وأبوصعب خارج التيار ومآخذ متزايدة للثنائي على باسيل
بصرف النظر عن اللغط الموزع بين «المسخرة الاسرائيلية» والغموض الايراني في ما خصَّ الردّ على ردّ إيران على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، فإن المشهد الاقليمي آخذ في البلورة، في ضوء تبدُّل الأولويات بين القوى الكبرى، عالمياً وفي الاقليم، في ما خص مجريات الحرب في غزة، وهي تقترب من نهاية شهرها السابع، بين تفاهم أميركي- اسرائيلي على إنهاك «حماس» ومنعها من تحقيق أي نصر، مهما كانت حجم عمليات القتل والتدمير بحق الفلسطينيين في القطاع وخارجه، وسعي دول «المحور» المدعوم من إيران إلى تكريس معادلة «القوة المقابلة»، بصرف النظر عن حجمها وتأثيرها على مجريات الصراع وآفاقه وتسوياته.
وفي السياق، تحتل المحادثات التي جرت في الأليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون والرئيس نجيب ميقاتي، والتي انضم اليها قائد الجيش العماد جوزاف عون، من زاوية وضع اللمسات على تعديلات ممكنة للورقة الفرنسية الخاصة بتطبيق القرار 1701، وانعكاساته على الجبهة المحتدمة في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله.
ولئن اثنى الوفد اللبناني، على الجهود الفرنسية الداعمة للإستقرار في لبنان، وتوفير ما يلزم لتمكين الجيش اللبناني من القيام بدوره في الجنوب والحفاظ على الأمن والاستقرار، فإنه في الوقت نفسه، اعتبر ان الحل يبدأ من الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على الجنوب ولبنان، مع الحرص اللبناني على الالتزام بالسعي لمنع توسع المجابهة من الجانب اللبناني.
واعتبر الرئيس ميقاتي ان المدخل لحل الأزمات في لبنان هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الاصلاحات.
وفي المعلومات حول الرئاسة، ان الفرنسيين، ومعهم الجانب القطري يرون ان أحد الخيارات التحضير لمؤتمر حوار يعقد خارج لبنان على غرار مؤتمر الدوحة عام 2008.
وفي إطار الربط بين ما يجري في الجنوب وملف الرئاسة، نقل عن مقربين من الثنائي ان «الأميركيين أبلغوا اصدقاء لحزب الله استعداد واشنطن تسهيل الملف الرئاسي واعطاء الحزب الرئاسة ومكاسب حكومية، اذا اوقف التصعيد على الجبهة الجنوبية.
الأليزيه: مشهد مثير للإهتمام
وشهد قصر الأليزيه الفرنسي اجتماعاً غير مسبوق، حضره الى الرئيس ماكرون كل من الرئيس نجيب ميقاتي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تيري بوركهارد والموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لورديان الآتي لتوه من الولايات المتحدة الأميركية.. اضافة الى السفير هيرفيه ماغرو.
بدأ الاجتماع ثنائياً تخلله غداء عمل، واستغرق ثلاث ساعات، بعد انضمام الوفد العسكري اللبناني والفرنسي إليه.
البحث تركز حول الورقة الفرنسية لإنهاد الاشتباكات الدائرة في الجنوب، والملف الرئاسي، والمساعدات الفرنسية والغربية للجيش اللبناني..
واشار ماكرون ان التعديلات على الورقة الفرنسية تأخذ بالاعتبار المستجدات على واقع ما يجري في المنطقة.
وفي ما خص الملف الرئاسي، دعا ماكرون للاسفادة من الدعم الدولي والموقف الموحد للخماسية، مؤكداً ان فرنسا تدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون، وليس لديها اي مرشح محدَّد، وأن هناك توافقاً فرنسياً أميركياً على مقاربة الحلول المقترحة.
وذكر الرئيس ميقاتي بالمخاوف التي تنتابه من استمرار العدوان الاسرائيلي، وملف النزوح السوري، والمخاطر المترتبة عليه، وطالب ماكرون بالعمل من اجل مناطق آمنة في سوريا وأن تأتي مساعدات الاتحاد الأوروبي الى السوريين على أرضهم.
وذكرت مصادر لبنانية ان اجتماع العماد عون مع قائدي الجيش الفرنسي والايطالي كان ايجابيا وجاء استكمالا لاجتماع روما الذي قدم خلاله العماد عون دراسة عن حاجات الجيش ووضعه وحاجاته لوجيستيا وماديا، في ضوء التحديات التي يواجهها. ومنذ ذلك الحين، درس قائدا الجيش الفرنسي والايطالي عرض العماد عون الشامل، واستوضحا بعض النقاط لتحديد الخطوات الواجبة للمساعدة في اطار خطة معينة، خاصة في ما يتصل بالوضع في الجنوب، وحاجيات الجيش والتطويع، وغيره. واشارت الى ان سيتم تشكيل لجنة مشتركة من كل الاطراف المجتمعة، لدرس الحاجات وكيفية تأمين الدعم والتمويل اللازمين. كل ذلك لا بد ان يسبقه قرار سياسي ووقف إطلاق نار على ان يواكب سياسيا على مختلف المستويات.
محلياً، أوضحت أوساط نيابية معارضة لـ«اللواء» أن الإصرار على الحوار من قبل قوى الممانعة لانتخاب رئيس الجمهورية مرفوض انطلاقا من مبدأ أساسي وهو التمسك بجلسة الانتخاب، إذ ليس منطقيا أن يجر الحوار جلسات من دون نتيجة، في حين أن انعقاد جلسات انتخاب متتالية يبقى في أولويات المطالبات.
وقالت هذه الأوساط أن الثنائي الشيعي لا يزال على تمسكه بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، والايام المقبلة تظهر ذلك، وبالتالي فإن جهد اللجنة الخماسية في إيجاد قواسم مشتركة قد ينسف من قبل قوى الممانعة.
إلى ذلك افيد أن اللجنة الخماسية تتحضر للخطوة المقبلة لجهة تقييم خلاصة جولاتها ولقاءاتها والانتقال إلى نشاط جديد.
نواب المعارضة في واشنطن
وفي واشنطن، يتابع وفد نواب قوى المعارضة (31 نائبا) لقاءاته في العاصمة الأميركية. وقد استهل لقاءاته باجتماع في الكونغرس مع ممثلين عن لجنة الصداقة اللبنانية- الأميركية والتي باتت تضم 36 نائباً..
كما عقد النواب لقاء موسعاً مع النادي اللبناني في البنك الدولي ومؤسسة النقد وأكاديميين لبنانيين في واشنطن. كما التقى مسؤولي الشرق الاوسط ولبنان في الخارجية الاميركية.
بوصعب خارج التيار العوني
حزبياً، بات بحكم المؤكد ان نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، أصبح خارج التيار الوطني الحر، في ضوء سلسلة طويلة من الخلافات والتباينات مع رئيس التيار جبران باسيل.
وفهم ان لا قرار علني باعتبار بوصعب خارج التيار العوني، بل سيعامل على هذا الأساس ضمن الأطر التنظيمية..
مآخذ متزايدة
وفي سياق متصل، نقل عن قربين من «الثنائي الشيعي» ان المآخذ تتزايد على أداء باسيل، فهو «لن يكسب أعداءه وسيخسر حلفاءه إذا استمر بالمناورة واللعب تحت الطاولة مع بعض الدول العربية والأوروبية.
وحسب معلومات هؤلاء ، فإن باسيل أرسل رسائل علنية وغير علنية فحواها استعداده للانفصال عن حزب الله والتعامل معه على طريقة وليد جنبلاط اذا جرى التسليم بموقعه في تزعم الموارنة والبت بالملف الرئاسي.
ملف سليمان أمام القضاء
قضائياً، اما في جديد ملف خطف في جريمة اغتيال منسق «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، فتسلَّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار من مخابرات الجيش ملفّ التحقيق الأوّلي في الجريمة، وأحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان طالباً إجراء المقتضى القانوني. وأحيل مع الملف ستة موقوفين من التابعية السورية بينهم الموقوفون الأربعة الذين نفّذوا الجريمة بداعي سلب المغدور سيارته بحسب إفاداتهم الاولية. ولا تزال الجهات الأمنية تنتظر توقيف اثنَين سوريين من المطلوبين في هذه الجريمة من الأمن السوري الذي كان وعد بتسليمهما من اصل خمسة مطلوبين بينهم لبنانيون.
الوضع الميداني
ميدانياً، شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على عيتا الشعب والمنصوري وعيترون، بعد استهداف المنازل في الخيام وكفركلا.
وعصراً، استهدف حزب الله موقع بياض بليدا، بالاسلحة المناسبة، حسب بيان الحزب. كما استهدف الحزب آلية من نوع «هامر» في موقع المطلة، فضلاً عن تجمع لجنود الاحتلال.

 

الأخبار
الخماسية – حزب الله: لا رئيس قبل تسوية غزّة
يُفترض عدم التقليل من أهمية اجتماعات سفراء الدول الخمس بالافرقاء المناوئين لحزب الله. بيد ان المغزى الفعلي لجولاتهم في ما يقدمه لهم او يحجبه. يملك الثنائي الشيعي القفْل والمفتاح معاً: قفْل البرلمان علّقه حزب الله على بابه، والمفتاح عند الرئيس نبيه برّي. غالب الظن عند الثنائي ان لا تفتح الابواب الا لاستقبال سليمان فرنجية رئيساً
اجتمع سفراء الدول الخمس بمعظم الافرقاء المعنيين بانتخاب الرئيس، ترشيحاً او اقتراعاً، وسمعوا منهم مجدداً ما كانوا سمعوه تكراراً، فرادى ومجتمعين. كما بعد كل اجتماع، سابقاً وفي اليومين المنصرمين، يمدّون استنتاجاتهم بجرعات من التفاؤل، لاحظوا بعض الايجابيات، وفق السفير المصري علاء موسى، من طراز وجود «مشتركات» بين الافرقاء. في الواقع اضحى انتخاب الرئيس أبعد مما كان.في الاهتمامات المعلنة والتصريحات اليومية لثلاثة اطراف هم الاكثر التصاقاً بالاستحقاق والأكثر تأثيراً في حصوله او في تعطيله، كالثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، انهم يغرّدون في أسراب متباعدة: الاول ينتظر ما بعد حرب غزة، والاخيران يتسابقان على مواجهة النزوح السوري وتداعياته السلبية. هم الافرقاء الثلاثة الممسكون بفيتو نصاب جلسة الانتخاب عددياً وميثاقياً مذ الشغور، وهم وحدهم المعنيون بإحداث خرق في مواقفهم للذهاب الى مجلس النواب والتصويت.
اما ما لم يسع سفراء الدول الخمس، قبلاً والآن، الوصول اليه في مهمة مستعصية، فيكمن في بضعة معطيات، منها:
1 – استمرار انقسام الكتل في البرلمان من حول ترشيح رئيس تيار المردة. حزب الله يقول انه فريق وازنٌ له الحق في ان يكون له مرشح. حجته ان على الفريق الآخر الأخذ في الاعتبار رأيه، مقدار اخذه هو في الاعتبار رأي الفريق ذاك. ذلك ما يؤول الى اعتراف الحزب بعدم تمكنه من ايصال مرشحه الى الرئاسة. لكن ايضاً عدم تمكن الفريق الآخر من اخراج فرنجية من السباق الرئاسي او حمل الحزب على التخلي عنه.
بين هذين النقيضين لا يُسمع من اي من السفراء الخمسة اسم محدّد يقترحونه بديلاً من فرنجية، كما من اي ندّ لفرنجية بغية استبعاده. عبارتهم الغامضة: التفكير في مرشح ثالث ليس الا.
2 – تكمن العقبة الكأداء المستمرة منذ آذار 2023، مذ اعلن رئيس المجلس نبيه برّي ترشيح فرنجية ولاقاه بعد ايام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في اصرارهما على ترشيح رئيس تيار المردة وطلب اجراء حوار من حول ترشيحه، توصلاً الى تقديم الضمانات الكفيلة باقناع المتحفظين عنه بالقبول به. في حسبان حزب الله يدور الحوار المتوخى من حول هذه النقطة بالذات، لا سواها. هو المنطق نفسه الذي ساقه نصرالله امام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبيل الشغور عام 2022، بتأكيده له ان الفرصة متاحة لوصول فرنجية الى الرئاسة، الموعود بها قبلاً، على انه يضمن شخصياً لباسيل كل ما يطلبه منه. رد فعل باسيل يومذاك معارضته انتخاب فرنجية رغم تأكيد نصرالله ان خلافهما «ليس في السياسة بل في الصراع على السلطة».
لا يمانع حزب الله في العودة الى المبادرة الفرنسية الاولى: رئيس الجمهورية لنا ورئيس الحكومة لكم
للسبب هذا يرفض مناوئو فرنجية في الاحزاب المسيحية الحوار. كلا الفريقين يضع في طريق انتخاب الرئيس شرطه التعجيزي: الاولون الذين لا يتخلون عن فرنجية، والاخيرون المصرّون على اخراجه سلفاً من الترشح.
3 – يُعيد حزب الله، مرة بعد اخرى، التذكير بالمبادرة الفرنسية الاولى السنة المنصرمة – وكان وافق عليها – بربطها انتخاب رئيس يطمئن اليه بتسمية رئيس للحكومة يطمئن اليه خصومه. طُرح آنذاك فرنجية والسفير السابق نواف سلام في تقاسم حصة متكافئة بين طرفيْ الانقسام. في الحجة المساقة للعودة الى المعادلة الفرنسية المطفأة، انها حلّ ممكن لتثبيت موازين قوى داخلية تأخذ في الاعتبار مصالح الافرقاء جميعاً على ان الانقسام الحالي ليس سوى نسخة مجددة عن تحالفيْ 8 و14 آذار.
ليست تلك الحجة الوحيدة المساقة.
منذ ما بعد اتفاق الطائف درجت المعادلة هذه: رئيس الجمهورية في حصة السوريين، ورئيس الحكومة في حصة الغرب والعرب. ذلك ما رافق ثنائية الرئيسين الياس هراوي ورفيق الحريري، وثنائية الرئيسين اميل لحود والحريري. بخروج سوريا من لبنان وانتقال الدور والنفوذ الى حزب الله، ثُبّتت المعادلة نفسها في عهد الرئيس ميشال سليمان وصولاً الى عهد الرئيس ميشال عون: رئيس للجمهورية يوافق عليه حزب الله دونما ان يقف في طريق تسمية رؤساء الحكومات المتعاقبين ذوي المصالح المالية والتجارية العميقة والعلاقات الشخصية عند العرب والغرب. توالياً الرؤساء فؤاد السنيورة وسعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وصولاً الى حسان دياب الذي اوصله الحزب الى السرايا من غير ان يُحسب عليه.
في حسبان حزب الله، لئن يشعر بأنه اقوى افرقاء الداخل، بيد ان له شركاء دائمين عرباً واميركيين في تكوين السلطة اللبنانية: إما رئيس الجمهورية لنا ورئيس الحكومة لكم، او العكس.
4 – ليس تحرّك الخماسية سوى ادارة الوقت الضائع الى حين أوان تسوية حرب غزة بعدما ادخلت الاستحقاق الرئاسي في مدارها. نُقِل الى حزب الله ما اسرّ به السفير السعودي وليد البخاري امام أكثر من طرف محلي، ان ليس لسفراء الدول الخمس سوى التحرك جولة بعد اخرى قبل التوصل الى وضع تقرير اخير بالحصيلة، يُرفع الى وزراء خارجية دولهم فيجتمعون لبتّ انتخاب الرئيس عند ابرام حلول حرب غزة التي تشمل، في ما تشمل، استقرار الجنوب لكن ايضاً الاستقرار الداخلي اللبناني. عندذاك سيكون الحزب، وحده دون سائر الافرقاء اللبنانيين، جالساً الى طاولة الكبار مباشرة او من خلال ايران، لانجاز تسوية ما بعد حرب غزة.
الموقف نفسه يتحدّث عنه فرنجية امام زواره. يقاسم حزب الله في وجهة نظره بأن عامل الوقت يصبّ في مصلحته ما دامت حرب غزة ستفضي في نهاية المطاف الى اتفاق يكون الحزب في صلبه. عامل الوقت بازاء استمرار الشغور الرئاسي طال اكثر او قصُر ليس في لبّ انشغاله وهو يخوض الشق اللبناني في حرب غزة.

COMMENTS