على أن الإشكالية الرئيسية الداخلية لا تزال محصورة بجدل كبير داخل الجبهتين المتقابلتين. من جانب القوات اللبنانية ليس هناك مؤشر على أنها قادرة، ولو بدعم سعودي، على توفير أي دعم إضافي لمعوض، ولا يبدو أن هناك خياراً بديلاً غير انتظار التوصيات الخارجية بدعم قائد الجيش العماد جوزيف عون. في موازاة ذلك، تزداد الشرذمة في صفوف النواب «المستقلين» و«التغييريين»، والأمر نفسه ينسحب على الحزب التقدمي الاشتراكي الذي نقل عن رئيسه النائب وليد جنبلاط أنه «مستمر في تأييد معوض، لكنه يؤيد الحوار الذي يقود إلى حل توافقي، وهو مستمر بالتشاور مع السعودية في ما خص الملف الرئاسي».

الدخول القطري
وفي جبهة حلفاء حزب الله، تتفاقم المشكلة المتعلقة بعدم توفير إجماع على دعم فرنجية، وسط أجواء تفيد بأن النائب جبران باسيل حسم أمره بصورة نهائية، وأنه لن يسير بفرنجية تحت أي ظرف، في ظل تلقي باسيل وآخرين معطيات مباشرة، من خلال لقاءات عقدت في لبنان وخارجه، بأن العواصم الكبرى مستعدة لتوفير ضمانات لكل القوى السياسية إن سارت في دعم ترشيح قائد الجيش. وعلمت «الأخبار» أن القطريين ليسوا بعيدين من هذا الخيار، بل إن مسؤولاً كبيراً في الدوحة قال ذلك صراحة أمام زوار لبنانيين، مكرراً الإشارة إلى أن بلاده مستعدة للدخول بقوة في برنامج مساعدة لبنان في حال التوافق على قائد الجيش بمباركة أميركية وفرنسية وبغطاء مباشر من البطريركية المارونية.

حكومياً الضوء أصفر

وفي موازاة الملف الرئاسي، لا تزال دعوة الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة إلى الانعقاد مثار جدل وتوتر سياسي، هو لا يزال ينتظر مواقف القوى المشاركة في الحكومة، وعلى تواصل يومي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لتحديد الموقف، كما مع حزب الله الذي أكد أن «هذا الأمر لا يزال قيد النقاش». وقالت مصادر مطلعة أن «الحزب ملتزم بالاتفاق مع التيار الوطني الحر وهو يرفض حتى اللحظة انعقاد جلسة لا يشارك فيها التيار ولا يزال يتشاور مع النائب باسيل الذي يرفض رفضاً قاطعاً المشاركة»، مشيرة إلى أنه «لن يتراجع وهو يدرس جدياً التصعيد في وجه أي جلسة يدعو إليها ميقاتي».

موسكو: علاقتنا مع فرنجية تاريخية ومع قائد الجيش مهنية
فيما لا تهدأ محركات الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية في الملف اللبناني، تبدو الجبهة المقابلة باردة للغاية. إذ إن طهران ودمشق توكلان الأمر إلى حزب الله بوصفه «الحليف الموثوق»، فيما تبدو روسيا في حالة تلقي أكثر من مبادرة.
وقد أكّدت مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيس السوري بشار الأسد كرر أمام أكثر من زائر أن دمشق مهتمة كثيراً بالملف اللبناني، لكنها تعتبر أن حزب الله هو الأقدر على تشخيص الموقف. وهو أمر يضيف عليه ديبلوماسيون سوريون انشغال دمشق بأوضاعها الداخلية وعلاقاتها التي تركز على تعزيز الوضع الاقتصادي.
وفي الموازاة، تستقبل موسكو موفدين ومسؤولين لبنانيين، يقتصر البحث معهم على دائرة وزارة الخارجية، خصوصاً نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف الخبير في شؤون لبنان. وهو التقى أخيراً زواراً ناقشوا معه الملف الرئاسي إلى جانب ملفات أخرى. وقد نقل هؤلاء أن «الموقف الروسي من الملف الرئاسي يؤكد على ضرورة حصول الانتخابات الرئاسية سريعاً». أما في ما يتعلق بأبرز المرشحين، فإن «علاقة تاريخية تربط روسيا بعائلة المرشح سليمان فرنجية»، مع التأكيد على الانفتاح على أي رئيس ينتخبه مجلس النواب «بناء على تعاونه، خصوصاً أن التجربة مع لبنان في السنوات الأخيرة لم تكن مشجعة، مع تبني لبنان السياسة الأميركية في العديد من الملفات ضد روسيا». أما بالنسبة إلى المرشح الجدي «غير المعلن عنه» حتى الآن، قائد الجيش جوزيف عون، فيقول الروس إن «العلاقة معه تقنية حصراً، وترتبط بملف المساعدات للجيش»، مشيرين إلى أنه «سبق أن وجهنا دعوة له لزيارة روسيا عام 2019 لكنه لم يلبّها متذرعاً بالوضع السياسي والأمني الحساس الذي رافق حراك 17 تشرين».

 

الجمهورية
رتابة رئاسية وفواجع معيشية .. ومؤشرات الى تبدُّل الخيارات
لم تأت الجلسة الانتخابية الرئاسية الثامنة بأفضل مما جاءت به سابقتها السابعة، وإنما حملت مؤشرات الى تبدّل منتظر في خيارات الاحلاف والتكتلات النيابية والسياسية، وكذلك في خيارات العواصم المهتمة بالاستحقاق الرئاسي والذي يُنتظر ان تتبلور في وقت ليس ببعيد.

فما جرى في جلسة الامس ارتفاع في عدد الاوراق البيض وتراجع في اصوات النائب ميشال معوض. الارتفاع دلّ الى ان اصحاب الاوراق البيض ينتظرون المقاربات الخارجية والداخلية حول الاستحقاق الرئاسي، والتراجع دلّ الى بدء العد العكسي لانسحاب معوض الذي لَمّح الى أنه ينسحب الى مرشح آخر «سيادي» إذا اعتنق ما طرحه في حملته الانتخابية.

واذا كانت الجلسات الانتخابية تحافظ على رتابتها فإن الازمة الكبرى التي تضرب البلاد تحافظ على تفاقمها بحيث لا يكاد يمرّ يوم إلا وتشهد فصلاً جديداً، خصوصاً بعدما بدأ اعتماد سعر الدولار الجمركي الجديد على اساس 15 الف ليرة ما تسبّب بارتفاع جنوني في اسعار كل المواد الاستهلاكية، وكذلك في استمرار ارتفاع سعر الدولار قاضماً المزيد من قيمة العملة الوطنية وقدرتها الشرائية.

لن تلد جلسات مجلس النواب في تاسعتها الخميس المقبل المولود الرئاسي ولا احد يتوقّع أي خرق في هذا الجدار في الوقت الراهن، لكن الحكومة التي يعتبر رئيسها نجيب ميقاتي انها «ام الصبي» يعدّ العدة لعقد جلسة لها لا مَحالة. وبحسب ما قالت مصادر قريبة من السرايا الحكومية لـ»الجمهورية» فإن هذا القرار بعَقد الجلسة قد اتخذه ميقاتي وسيضع كل الوزراء ومن خلفهم مرجعياتهم السياسية في اجوائه.

وذكرت هذه المصادر ان هناك نوعا من اتفاق ضمني بين ميقاتي والثنائي الشيعي والاطراف الممثلة داخل الحكومة غير «التيار الوطني الحر»، على انه لن يعقد جلسة لمجلس الوزراء الا في حال الضرورة القصوى وهذا فعلاً ما وصلت اليه الحال، واذا اثمرت الاتصالات يفترض ان يوجّه الدعوة مطلع الاسبوع المقبل لجدول اعمال طارىء تتقدمه الاوضاع الاستشفائية من باب وضع سقوف للمستشفيات لتتمكّن من تطبيق الزيادات التي لحظت في الموازنة العامة على التعرفة، اذ ان وزارة المال ابلغت انها غير قادرة على صرف هذه المستحقات من دون مرسوم. كذلك يجري تحضير جدول اعمال لا خلاف عليه وتُجمع على ضرورته الاطراف السياسية. واذ اعتبرت المصادر انّ قرار الدعوة الى مجلس وزراء سيكون مُحرجاً لوزراء «التيار الوطني الحر» قبل غيرهم، كشفت في المقابل ان البعض منهم أقرّ بضرورة عقد الجلسات وقد يُحرج في حال لم يلبِ الدعوة خصوصا لجدول اعمال يمس بأمن الناس».

جلسة الانتخاب
وكانت جلسة الانتخاب الرئاسية الثامنة قد كررت مشهد الجلسة السابقة للجمهورية، وبعد فقدان النصاب القانوني رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى الخميس المقبل، مؤكدا انه «اكثر الناس حرصاً على انتخاب رئيس للجمهورية، أمس قبل اليوم، وهذا الأمر لا يوجّه إلي»، وذلك في معرض ردّه على مداخلة للنائب «القواتي» أنطوان حبشي قال فيها ان «الممارسة الحاصلة تضع مجلس النواب خارج دوره، ونرى كيف تتعطّل جلسات الانتخاب». وتوجّه الى بري بالقول: «القصة عندك دولة الرئيس، وجزء من المعطلين هم اقرب المقربين اليك».

وبعد فرز اوراق الاقتراع التي بلغ عددها 111، جاءت النتائج كالتالي: 52 ورقة بيضاء، ميشال معوض: 37 صوتا، عصام خليفة: 4، «لبنان الجديد»: 9، «لاجل لبنان»: 1، بشارة ابي يونس: 1، بدري ضاهر: 1، وزياد بارود: 2.
ردود فعل
وفي ردود الفعل بعد الجلسة لاحَظ النائب ابراهيم منيمنة أن «هناك مرحلة مراوحة كاملة واستمراراً للجلسات السابقة، والمؤسف اليوم الاستمرار في التعطيل، واعتقد ان هناك حداً أدنى خصوصاً في ما نراه من فيضانات المياه في الشوارع وغيرها من الامور، فهذا اداء جهنمي في التعطيل».

وبدوره قال النائب ميشال معوض: «ما يحصل في كل اسبوع هو عملية طلاق مع الدستور بين جزء من المجلس واللبنانيين. ولا نستطيع ان نكمل على هذا المنوال». واصاف: «انّ أي رئيس للجمهورية سواء أكان يشكّل امتدادا للنهج القائم وخاضعا لمنطق السلاح ومحاصصة الدولة، هذا الامر أوصَلنا الى هنا وأي رئيس للجمهورية رمادي، ربما يكون «آدميّاً» ويضع المشاكل تحت السجادة، سيكون هناك المزيد من الانهيار للشعب اللبناني».

اما نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب فرأى انه «يجب الوصول الى توافق. لا أحد من الافرقاء يتفق مع أحد، وهناك مرشح تتراجع أصواته وورقة بيضاء زادت اصواتها، وهناك تنوّع اليوم. نحن في لبنان ننتخب الرئيس دائما بطريقة تقليدية. عندما اطالب بتعديل دستوري ليس معنى ذلك انني ضد الطائف، واذا اكتشفنا انّ في الدستور ثغرات، فهذه الثغرات أدّت، بعد خروج الجيش السوري من لبنان، الى فراغ وراء فراغ».

«حزب الله»
وفي جديد موقف «حزب الله» من الاستحقاق الرئاسي قال نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أمس: «نحن قلنا مراراً وتكراراً انّنا مع انتخاب الرئيس في أسرع وقت، لكنَّ هذا الانتخاب يتطلب اتفاقاً مع عدد من الكتل النيابية وعدد من النواب حتى يأتي الرئيس، لأنَّ الانتخاب يحتاج إلى نِصاب حتى يتحقق انتخاب الرئيس، ونحن وحدنا لا نستطيع تأمين النصاب كما أنّ غيرنا وحده لا يستطيع تأمين النصاب. وبناءً عليه لسنا وحدنا من ينتخب الرئيس بل نحن والكتل النيابية الأخرى وشركاؤنا في المجلس النيابي. نعم إنّ لـ«حزب الله» كُتلة وازنة وله تحالفات مؤثرة ولكن لا بُدّ من تفاهمات أوسع من أجل تأمين انتخاب الرئيس. عندما يرمون المسؤولية علينا ويتهموننا بأننا نعطِّل الرئاسة، نقول لهم: هل نحن نستطيع المجيء بالرئيس لوحدنا؟!». واضاف: «يرمون المسؤولية علينا من أجل تغطية عجزهم عن فرض رئيس استفزازي لا يصلح لإدارة البلاد. نحن واضحون، نريد رئيساً لديه مواصفات محددة لمصلحة لبنان، يحمل همّين أساسيين: الأول إنقاذ البلد اقتصادياً، والثاني أن يكون قادراً على الحوار مع كل الأطراف ليجمعهم من أجل التباحث في القضايا الخلافية والمستقبلية، على أن تُحال القضايا الخلافية السياسية إلى الحوار، ومن هذه القضايا «الاستراتيجية الدفاعية» لا أن تكون متصدرة قبل الإنقاذ».
فرنجية والسعودية
من جهته، قال وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، في حوار متلفز، انه «من الوهم التفكير أن العلاقة سيئة بين سليمان فرنجية والسعودية، وأذكّر في هذا الإطار بالعلاقات العائلية بين الجانبين، وبالوثيقة الدستورية التي أطلقها فرنجية وكانت المسودة الأولى لاتفاق الطائف، ما يعني أننا من مؤسسي الطائف». واعتبر أن «كسر العلاقة مع دول الخليج خطأ مميت، وفرنجية لن يكمل في المسار الرئاسي ما لم يتأمّن الدعم العربي له».

وكشف أن «الفرنسيين لا يمانعون في وصول سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا»، لافتاً الى «أنهم الأكثر اطلاعاً على الملف اللبناني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاجأني خلال لقائي به على هامش القمة الفرنكوفونية في جربا، بِمَدى إلمامه بأدق التفاصيل اللبنانية».

النازحون السوريون
من جهة ثانية تناول امس كل من بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ملف النازحين، في لقاء كل منهما على حِدة مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
واكد رئيس مجلس النواب للموفد الاممي «أن حجم الاعباء التي يتحملها لبنان من جراء أزمة النازحين السوريين باتت كبيرة وكبيرة جداً وهي تنذر بعواقب خطيرة على لبنان وعلى اللاجئين». فيما ابلغ ميقاتي الى غراندي «وجوب تنسيق المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة، لأنه لا يجوز أن يبقى هذا الملف ورقة تضغط على الواقع اللبناني، في وقت لم تعد للبنان القدرة المالية والخدماتية والسياسية على تحمل تداعيات هذا الملف». وشدد على أن «الاولوية في هذه المرحلة هي لإعادة النازحين السوريين تباعاً الى بلادهم بعد استقرار الاوضاع في سوريا».

من جهته، أكد غراندي «أن المجتمع الدولي مستعد لزيادة حجم مساعداته في هذا المجال وصولاً لمساعدة النازحين السوريين في بلادهم». واضاف: «ان المفوضية السامية لحقوق الانسان مسؤولة عن اللاجئين ونحن نواصل حشد الموارد الدولية لهم وللأشخاص الذين يرغبون منهم في العودة إلى سوريا، وهناك دفعات عادت منذ أسابيع، ونحن نواصل تقديم الدعم لهم». وتابع: «نحن نقدّر احترام لبنان للعودة الطوعية لسوريا وهو جانب مهم من هذه العملية. كما نعمل مع الجانب السوري ومع الحكومة السورية على إزالة العوائق الجدية التي تراكمت على مر السنين والتي تمنع الناس من العودة. حقّقنا بعض التقدم ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل من أجل أن يكون الناس واثقين من اتخاذ القرار بالعودة».

عقوبات
على صعيد آخر أعلنت وزارة ​الخزانة الأميركية​ ان الولايات المتحدة فرضت امس عقوبات​ على أفراد وشركات، بزعم تقديمهم خدمات مالية ل​ـ«حزب الله»​ وتسهيل شراء ​أسلحة​ له.

وقالت الوزارة، في بيان، «ان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة اتخذ إجراءات ضد شخصين وشركتين مقرهما لبنان بسبب تقديم خدمات مالية لـ«حزب الله»، إلى جانب شخص آخر شارك في تسهيل شراء أسلحة للجماعة. ومن بين الأشخاص الذين فُرضت عليهم عقوبات عادل محمد منصور، الذي كان يقود مؤسسة شبه مالية يديرها «حزب الله»، وحسن خليل، الذي عمل على شراء أسلحة لمصلحة «حزب الله»، وناصر حسن الذي عمل مع جهة قدمت خدمات مالية للجماعة»، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة.

وخلال الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شبكة دولية لتهريب النفط قالت إنها تدعم «حزب الله» و«فيلق القدس» الإيراني، واستهدفت عشرات الأشخاص والشركات والناقلات.

 

النهار
إمعان في العقم… واتساع “بلوكات” التعطيل!
قد تكون الانطلاقة غير المفاجئة نوعا ما بالتسعيرة الجديدة للدولار الجمركي من دون صدمات كبيرة بعد خففت وطأة الفصل الثامن من حلقات العقم التي تتسم بها جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية والتي أضاف اليها عداد الجلسات امس جلسة ثامنة لم تحمل أي مؤشرات جديدة سوى الامعان في العقم العبثي من جهة واتساع “بلوكات” التعطيل حتى على ايدي نواب لا ينتمون الى كتل التصويت بالاوراق البيضاء . وإذ زادت الجلسة قتامة المشهد في ظل الازمة الرئاسية والسياسية المتجهة على نحو واضح الى مزيد من الانسداد لمدة يصعب للغاية وضع حدود زمنية لها ولو من ناحية تقديرية ، بدا بديهيا ان تزداد المخاوف الموازية من تصاعد الاحتقانات السياسية في قابل الأيام نظرا الى توقع جولات سجالية وخلافية في شأن ملفي انعقاد جلسات التشريع النيابية كما جلسات مجلس الوزراء علما ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لم يقرر بعد الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء ولا موعدها بعد فيما برزت معالم رفض “التيار الوطني الحر” لعقد الجلسة واتجاهه الى الضغط على الوزراء الذين كانوا يحسبون عليه كما يعمد الى حشر القوى والكتل المسيحية ولا سيما منها “القوات اللبنانية” في خانة العامل الميثاقي لجعلها ترفض انعقاد الجلسات الحكومية . غير ان اوساط السرايا تقول ان اعلان موعد الجلسة لا يزال مرهونا بالاتصالات التي ما زال يجريها الرئيس ميقاتي مع الاطراف السياسيين، وفي حال قرار توجيه الدعوة سيكون ذلك قبل نهاية الاسبوع المقبل، نظرا الى ان ميقاتي سيغادر الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية- الصينية التي تعقد في الرياض يوم الجمعة في 9 الجاري، تلبية للدعوة التي وجهها اليه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.