افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 3 شباط، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏‏‏‏الخميس، 07‏ نيسان‏، 2022
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 29 آب، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 28 تشرين الأول، 2022

الأخبار
باريس تعد بتدخل لدى واشنطن لحلحلة الغاز المصري والكهرباء الأردنية: عين فرنسا على MEA والبريد والمرفأ
مواجهة عون ــ وفرنجية: الانتخابات في دائرة الخطر
بدأ السفير الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، أمس، زيارة لبيروت استهلها بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء الطاقة وليد فياض والأشغال علي حمية والمالية يوسف الخليل، على أن يلتقي في مقر السفارة الفرنسية اليوم خبراء وموظفين وسياسيين واقتصاديين.
وبحسب المعلومات، ركزت محادثات دوكان الذي وصل إلى بيروت بعد مصر والأردن لاستطلاع ما وصلت إليه مفاوضاتهما مع لبنان، على ملف الطاقة. وهو أعلن قبل وصوله إلى بيروت أن محادثاته مع الجانب المصري بيّنت أن عدم منح الولايات المتحدة استثناءات من قانون قيصر هو ما يؤخر استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن. علماً أن البنك الدولي سارع إلى تبرئة الجانب الأميركي، إذ أكد وفد البنك الدولي الذي اجتمع بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أول من أمس في واشنطن، أن القرض مجمد حالياً وليس مدرجاً على جدول أعمال البنك لعدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون ربط الملف بعقوبات قانون قيصر.
غير أن السفير الفرنسي نقل، في الاجتماع الذي جمعه بميقاتي وفياض، أنه سمع في القاهرة وعمان إشادة بما أنجزته وزارة الطاقة العام الماضي في ما يتعلق بتلبيتها الشروط المطلوبة من الولايات المتحدة والبنك الدولي أو بتفاصيل العقد الذي سيؤمن كهرباء بأسعار منخفضة لارتباط السعر بالنفط الخام وليس الغاز أويل. كذلك اطلع من وزير الطاقة على كل العقود والوثائق التي أنجزتها الوزارة والبنك الدولي. وهي وثائق تثبت وصول لبنان إلى المرحلة النهائية من التفاوض التي كان يفترض أن تكلل بالتوقيع قبيل تعطيله بطلب أميركي مباشر. ونقلت مصادر أن دوكان المرسل أبدى دهشته لما سمعه، مشيراً إلى أنه سيبدد الشكوك الأميركية لدى زيارته قريباً للولايات المتحدة ويستوضح حول العوائق التي عطلت الاتفاق. وأكد دوكان أن باريس ستسعى لدى الجانب الأميركي والبنك الدولي لتذليل هذه العقبات، شرط أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى خطوة سريعة بشأن الهيئة الناظمة.
ولكن لم يعرف ما إذا كان الفرنسيون حصلوا على تفويض ببحث هذا الأمر، أم أنه جزء من لعبة الضغوط على لبنان بما خص هوية الرئيس الجديد للحكومة، وبشأن برنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي. علماً أن باريس مهتمة حالياً بتعزيز حضورها الاستثماري في لبنان، عبر تقديم عروض لتشغيل قطاعات ومرافق أساسية، إما عبر عقود خاصة مع الشركات الفرنسية أو من خلال شراء أسهم في شركات خاصة تعود ملكيتها للدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، جرت الإشارة إلى اهتمام فرنسي ببعض القطاعات المرشحة للخصخصة الكاملة أو الجزئية، خصوصاً شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) التي يجري مصرف لبنان دراسات لتحديد قيمتها السوقية، معتمداً على الأرباح التي حولتها الشركة إلى مصرف لبنان (مالك الشركة) عن عام 2020 والتي بلغت نحو 60 مليون دولار. وبحسب المعلومات الأولية، يجري العمل على تحديد قيمة الشركة بأكثر من مليار دولار، على أن يصار إلى وضع قانون لبيع نحو 49 في المئة من أسهمها. وتشير مصادر إلى رغبة شركة النقل الفرنسية العملاقة (CGM) بإدارة رجل الأعمال اللبناني الفرنسي رودولف سعادة، والتي وسّع في الأعوام الثلاثة الماضية عملها من الشحن البحري إلى النقل الجوي وحقّقت أرباحاً بأكثر من 10 مليارات دولار، في الاستحواذ على حصة كبيرة في «ميدل ايست». وفيما أكد مقربون من الشركة الفرنسية أن المعروض عليها هو 10 في المئة فقط من اسهم الشركة اللبنانية، نُقل عن رئيس «ميدل إيست» محمد الحوت أنه في حال وُضع اقتراح التخصيص قيد التنفيذ، سيجري تقييد الحصص بحيث لا يتجاوز سقف أي مساهم 3 في المئة.
كما يبدي الفرنسيون اهتماماً بالاستثمار في قطاع البريد عبر شراء شركة ليبانون بوست أو الحصول على عقد تشغيل لها إضافة إلى كازينو لبنان ومصارف يمتلكها المصرف المركزي، إضافة إلى الاهتمام بمؤسسة كهرباء لبنان وبالمرفأ بعدما فازت «CGM» بعقد إدارة مقر الحاويات، فيما تعرض شركات فرنسية أخرى مشروع إدارة شاملة للمرفأ. أضف إلى ذلك الاهتمام المركزي الفرنسي بملف النفط والغاز عبر التحالف الذي تقوده «توتال»، والذي يعدّ مفتاح الاستثمارات الفرنسية. ويبدي الفرنسيون تفاؤلاً بأن يكون لهم اليد الطولى في إدارة هذا الملف، إن هم أحسنوا إدارة الانتخابات الرئاسية وحصلوا على مرادهم بشأن هوية المرشح لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.
لذلك، تأتي زيارة دوكان عشية الاجتماع الخماسي (فرنسا والولايات المتحدة ومصر والسعودية وقطر) المقرر عقده في باريس الاثنين المقبل، للبحث في الملف اللبناني، والذي تتوقع جهات سياسية لبنانية أن تخرج عنه إشارة إلى المرشح الذي يعتقد المجتمعون أنه الأقرب إلى مواصفات التحالف الغربي – العربي، وأن الاجتماع قد يمهّد لما يشبه الإعلان عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
مواجهة عون ــ وفرنجية: الانتخابات في دائرة الخطر
رغم أن حركة بكركي في ما يتعلق بالملف الرئاسي بلا بركة، وجاءت متأخرة، إلا أن الصرح يواصل محاولة تقديم أولوية إجراء الانتخابات كمبدأ، من دون تزكية مرشحين، وإن كان يرى في أسماء محددة أهليّة للرئاسة. إذ تشدّد بكركي على أنها لن تمارس ضغوطاً على القوى المسيحية للاتفاق على مرشح توافقي كاسم، أو لتقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى اسم مرشح واحد. وإذا كان مشهد النواب المجتمعين في بكركي سيذكّر حكماً بما جرى في أواخر الثمانينيات، تبقى الخشية من الوصول إلى النتيجة نفسها. علماً أنه، في حينه، كان موزاييك النواب المسيحيين منوعاً، بعكس الاصطفاف الحزبي الضيق الحالي الذي يفرض على النواب الالتزام بخيارات قياداتهم. كما أن النواب، يومها، انطلقوا من مروحة واسعة من أسماء مرشحين من داخل صفوفهم، على عكس اللائحة المصغرة المتداولة حالياً. إضافة إلى أن اللقاء الذي يفترض أن يجمع نواب الكتل المسيحية الحزبية (قبل أن يتبلور موقف النواب المستقلين من الاصطفاف الطائفي) كان يمكن أن يختزل، خارج بكركي، بلقاء قيادات هذه الكتل، كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في شكل أساسي كأكبر كتلتين، في إطار حواري حول الرئاسة.
ما جرى حتى الآن في بكركي لم يخرج بعد عن الصور التذكارية. في حين أن النقاش الفعلي يدور في مكان آخر، ويحصر المشهد الرئاسي في شخصين: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون. والخشية المسيحية المعارضة هي أن تؤدي هذه المواجهة، إذا لم تجر الانتخابات سريعاً، إلى تطيير الانتخابات الرئاسية إلى أمد بعيد… وقد يكون ذلك هو المقصود.
كان الاعتقاد السائد لدى فريق 8 آذار، وحتى لدى بعض أوساط المعارضة، بأن هذه القوى ضمنت 65 صوتاً لفرنجية. على هذا الأساس كانت زيارة فرنجية «الرئاسية» إلى بكركي. وفيما كان الانشغال بإعادة ترتيب الحسابات الدقيقة والتأكّد نهائياً من صحة التزام النواب المعنيين بالتصويت، تبين أن ثمة أصواتاً نيابية بدأت تتفلت على الطريق، فتفرملت الاندفاعة التي أوحت في ساعات قليلة بأن انتخاب فرنجية أصبح في الجيب.
في هذه الساعات القليلة، أُعيد درس الملف الرئاسي من كل جوانبه، وبدا لكل فريق أن أمراً ما يطبخ في شكل يوحي بأن أحداثاً دراماتيكية ستحصل وتفرض إيقاعاً رئاسياً يضع المعارضة والتيار الوطني في زاوية ضيقة. إذ إن الطرفين مختلفان على كل شيء إلا على معارضة وصول فرنجية. لذا أصبح التداول بخيارات بديلة أكثر إلحاحاً في مرحلة الخوف من التزام أصوات نيابية، ولا سيما سنية، بالتصويت لفرنجية، وانطلقت حركة مضادة لإعادة طرح مشهد رئاسي جديد على الطاولة. من هنا صار اسم قائد الجيش أكثر تقدماً باعتبار أنه يمكن أن يحظى، وهنا الكلام تحديداً عن الدعم المحلي، بأصوات نيابية، أكثر مما يمكن أن يحصل عليه أي مرشح آخر من اللائحة المتداولة.
لا يتميز قائد الجيش سوى بالمنصب الذي يتبوأه. لكن القاعدة التي بدأت تتكرس بالاتفاق على قائد الجيش حين يتعذر الاتفاق على مرشح آخر، تحمل في طياتها الإطاحة بكل مفاهيم العمل السياسي والحزبي والتمثيل الحقيقي. وقد تكون هذه المواصفات تحديداً هي التي تجعل من عون مرشحاً مقبولاً، وتجعل نواباً يتسابقون إلى الإشادة به والانضمام إلى حلقته. وإذا كانت زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى اليرزة استثماراً علنياً في توقيت رئاسي، من دون أن تصل إلى تبنّ رسمي من الرياض لقائد الجيش، إلا أن مفعولها محلياً لدى نواب يدورون في فلك الرياض قد يكون مجدياً بالنسبة إلى فريق عون. علماً أن ثمة ميلاً فطرياً لدى سياسيين بالاصطفاف الفوري إلى جانب أي مرشح رئاسي تتقدم حظوظه، فكيف إذا كان قائداً للجيش.
لكن بقدر ما يتقدم اسم عون، يتمسك الفريق الداعم لفرنجية بمرشحه، ما يخلق معادلة توازن لا تفضي حتى الآن إلا إلى مشهد لا انتخابات رئاسية فيه قريباً. فتصبح المعادلة متأرجحة بين حرق الاسمين، أو فرض أحدهما بقوة تدخل خارجي. وثمة رهان لدى فريق 8 آذار على دور السعودية في تمرير اسم فرنجية قياساً إلى الحوار السابق بينه وبين الرئيس سعد الحريري قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، بغضّ نظر سعودي، ما فُهم يومها على أنه مباركة لاسم فرنجية. لكن واقع الحال بما يتعدى زيارة البخاري إلى اليرزة، أن السعودية ليست في وارد التدخل رئاسياً، ولا في وارد دعم فرنجية. وهذا أمر يعرفه الساسة اللبنانيون من لقاءات باريس، وليس فقط من حلفاء الرياض في بيروت، ما يعني أن إعادة حسبة الأصوات ستأخذ في الاعتبار كل المؤشرات المحلية. وحتى الآن، ما من غلبة لأي من المرشحين، على رغم أن فريق 8 آذار قادر على جمع أصوات لفرنجية تؤهله ليكون مرشحاً أول، وليس رئيساً مضموناً. في حين أن عون لم يحظ بعد بهذا العدد من الأصوات، فاسم قائد الجيش، كما العبرة الدائمة، سينزل من فوق، وفق معادلة إقليمية دولية. وحينها سيصبح التعديل الدستوري المطلوب في خبر كان، أو يحط في درج رئيس المجلس النيابي الذي يرفضه اليوم فيما قفز عنه حين انتخب الرئيس ميشال سليمان رئيساً.
مع كل ذلك، تبقى المعادلة الأكثر واقعية اليوم هي أن لا انتخابات رئاسية، ما يجعل الباب مفتوحاً لمتغيرات في لوائح المرشحين الذين ستتجدد أحلامهم بكرسي الرئاسة الضائعة.

 

اللواء
تحرك دولي ـ عربي لانتخاب رئيس.. وتحييد الكهرباء عن عقوبات قيصر
بخاري في اليرزة.. ورعد في الرابية.. و«صيرفة» ممنوعة على القطاع الخاص!
مَنْ ينتظر مَنْ؟
الحراك الداخلي ينتظر الحراك الخارجي، أم بالعكس الخارج ينتظر أن يرى رغبة لبنانية على الأقل، للاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
إذا كانت بكركي المعنية، بالدرجة الاولى، مسيحياً، بتوفير الأرضية المناسبة لاتفاق مسيحي على مرشح او مرشحين، مع العلم ان التجارب الماضية، في سنوات سابقة لم تكن مشجعة، فذهب الصرح الى الاعلان عن ان مهمته ليست تسمية المرشحين، بل الذهاب الى المهمة الوطنية.. وحث النواب على القيام بواجباتهم حصلت على تفويض روحي، ودعم فاتيكاني، ولكنها تنتظر بدورها ما سيحصل في الاجتماع الدبلوماسي الخماسي الاثنين المقبل في باريس، يحضره ممثلون عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، والهدف تشجيع الطبقة الحاكمة في لبنان على الخروج من الطريق المسدود، الذي عمق الازمة، مع تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذا الملف، كان على طاولة محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في المملكة العربية السعودية. وكشفت الناطقة باسم الوزارة آن- كلير ليجاندر، ان الوزيرة كولونا اعربت عن قلقها من انسداد الافق السياسي في لبنان.
وقالت الناطقة ان فرنسا بحثت مع الجانب السعودي وسائر الشركاء في المنطقة سبل «تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وايجاد مخرج للأزمة».
والابرز في بيروت، كانت زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس الى قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، الذي يتقدم موضوع ترشيحه بقوة للرئاسة الاولى. وجرى البحث في مواضيع مختلفة، حسب بيان قيادة الجيش.
بالتوازي، إستقبل رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، القائم بأعمال سفارة الكويت الوزير المفوض عبدالله سليمان الشاهين، وكان بحثٌ شامل في القضايا الراهنة في لبنان والمنطقة .
تعويم التفاهم
وفي الاطار المحلي، ولمناسبة مرور 17 عاماً على التوصل الى اتفاق مارمخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وفي محاولة لتعويم التفاهم المهدَّد بالسقوط، زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد الرابية، والتقى الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون.
لكن مقربين من التيار الوطني الحر نقلوا اجواء تشاؤمية عن زيارة وفد حزب الله لعون واصفين الحديث الذي دار باللقاء بالمتشنج وغير الودي، بعدما تناول عون العلاقات بينه وبين الحزب، وما تخللها من مطبات، معددا وقائع ومحطات وقوف الحزب الى جانب خصوم التيار بعرقلة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة، محملا اياه جانبا من مسؤولية تعثر العهد وفشله القيام ببناء الدولة، بينما لم يقصر هو شخصيا وتياره، بالوقوف الى جانب الحزب في الاستحقاقات المفصلية، وتحمل الكثير من التبعات والانتقادات التي وصلت الى حدود فرض العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، جراء ذلك .
واشار هؤلاء إلى ان عون ابدى استياءه من تأييد الحزب دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جانب واحد، بالرغم من اعتراض ورفض باسيل وكتلته، لهذا الموقف، ما يعني عدم الالتزام بالتحالف والاستهانة بموقف اكبر رئيس كتلة نيابية مسيحية، وهذا يرتب تداعيات ونتائج غير محمودة على استمرار التحالف بين الطرفين لاحقا.
وقال هؤلاء المقربون انه عندما حاول النائب رعد مرارا، حرف النقاش باتجاه آخر، لتهدئة الاجواء، كان عون يعبر عن استياءه من تدهور العلاقات مع الحزب الى هذا الدرك، بالرغم من محاولات رئيس التيار وهو شخصيا لاعادة الامور الى طبيعتها، ولكن من دون جدوى، لافتا ان ما يحصل ليس في مصلحة الطرفين.
ولاحظ هؤلاء المقربون ان اجواء اللقاء الباهتة، تمثلت باستقبال عون منفردا لوفد الحزب، وبغياب ملحوظ لاي مسؤول من التيار، وكأن ذلك كان متعمدا، بينما لوحظ أيضا ان تصريح النائب رعد بعد اللقاء كان معدا ومكتوبا سلفا، ومضمونه لم يعبر عما دار على ارض الواقع.
والاهم ما نقله هؤلاء المقربون عن باسيل، بأن اجراءات الطلاق بين التيار وحزب الله قد بدات فعليا، جراء تمسك كل طرف بمواقفه وخياراته، لا سيما من مسالة انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
مهمة دوكان
بالتزامن مع هذه الحركة كان منسق المساعدات الفرنسية الى لبنان بيار دوكان، يجري سلسلة مشاورات مع الرئيس نجيب ميقاتي والفريق المكلف موضوع اعادة التيار الكهربائي، وشارك في الاجتماع في السراي الكبير وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي استغرب ما نقل عن مسؤولين في صندوق النقد الدولي من ان عدم وضع القرض بـ300 مليون دولار، للكهرباء سببه عدم وفاء لبنان ووزارة الطاقة بالالتزامات المطلوبة..
وأبلغ السفير دوكان ميقاتي وفياض ان مهمته تتحدد في ان يقنع الادارة الاميركية بتحييد لبنان والدول التي ستمر خطوط الكهرباء في اراضيها من مصر الى الاردن ومصر من عقوبات قصير المفروضة على سوريا.
وقال دوكان انه في غضون اسبوعين سيزور واشنطن للبحث في هذا الموضوع، مؤكداً ان الصندوق ما يزال عند شرطيه للمساعدة في قطاع الطاقة، وهما: التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء.
فقد إجتمع الرئيس ميقاتي صباح امس، في السرايا الحكومية مع الموفد الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان السفير بيار دوكان ، الذي اكد في خلال الاجتماع انه «يزور لبنان في اطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة».
وقال: انه سيزور الولايات المتحدة الاميركية في خلال اسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد ملف الكهرباء عن (عقوبات) «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة.
واكد «على ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة، وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».
وشدد «على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لإعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
وزار دوكان ايضا وزير الطاقة والمياه وليد فياض  لأكثر من ساعتين ناقلا رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون وتوجيهه «لبذل كل الجهود من اجل تذليل كل العقبات لتنفيذ كل اتفاقيات نقل الغاز من مصر والكهرباء من الاردن»
واكد فياض انه زوّد دوكان «بالوثائق التي تثبت الكم الهائل من الأعمال التي قامت بها الوزارة تلبيةً لشروط البنك الدولي، ومنها نُسخ عن العقود الموقعة مع كل من الاردن ومصر وسوريا، وملف التمويل كما حضّره البنك الدولي والذي كان جاهزاً منذ آذار 2022 متضمناً وثيقة تقييم المشروع ومسودة اتفاقية القرض تمهيداً لإدخالنا في مرحلة المفاوضات قبل أن يعود ويُجّمد البنك الدولي هذا الموضوع أي التمويل».
ووفق السفارة الفرنسية، سيزور دوكان نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف الخليل، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيروت، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، للتطرّق إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت.
وأشارت السفارة الى ان «دوكان سيتطرق إلى الإصلاحات التي تمّت المباشرة بها في قطاع الطاقة، لا سيما أن التقدمّ في تنفيذها شرط أساسي لإطلاق المشاريع الإقليمية المتعلّقة بشبكات الربط البينيّ في مجال الطاقة، بدعم من البنك الدولي».
وقالت: تحشد فرنسا جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة. وتبقى فرنسا على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضا من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي (TotalEnergies) ونيكسان (Nexans).
القرض الدولي مجمّد
في المقابل الكهربائي، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد إجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع مسؤولي البنك الدولي في واشنطن، ان المسؤولين ابلغوهم ان قرض تمويل إستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمّد حاليا وليس مدرجاً على جدول اعمال البنك الدولي. والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر كون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسوريا».
وقال: سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد. مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع.
جلسة حكومية قريباً
حكومياً، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا لـ«لجنة الإنقاذ التربوي» شارك فيه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي الذي قال بعد الاجتماع: بحثنا في القضايا التي تؤدي الى انقاذ العام الدراسي في المدارس الرسمية والخاصة والجامعات اللبنانية والخاصة، وقد تم استدعاء مدير عام وزارة المال لبحث القضايا المالية المتصلة بطلبات ومطالب اساتذة التعليم الرسمي والمتعاقدين ومطالب اساتذة الجامعة اللبنانية والمتعاقدين والمدربين فيها، وكذلك مطالب اساتذة الجامعات الخاصة، في ما يتعلق بالقرار المتصل الصادر عن وزارة المالية باستقطاع جزء من ضريبة المداخيل التي تدفع لهم «بالفريش دولار»، وتم الاتفاق على خطة تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء تكون مخصصة تحديدا لانقاذ العام الدراسي.
سئل: متى ستعقد هذه الجلسة؟ أجاب: في وقت قريب جدا، والرئيس ميقاتي هو من يعلن عن موعدها.
الدولار والمحروقات
وسط هذه الاجواء، واصل الدولار ارتفاعه وإن سجّل بعض الانخفاضات غداة دخول قرار رفع السعر الرسمي لصرف الدولار الى 15 الف ليرة امس الاول لكن بقي سعره بين 62 و63 الفاً.
في السياق، ارتفعت امس اسعار المحروقات، كما رفعت «نقابة أصحاب محطات المحروقات» و«نقابة موزّعي المحروقات» مجتمعتَين، كتاباً إلى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض يوم الإثنين طالبتا فيه بتسعير المحروقات للمحطات بالدولار الأميركي «تفادياً للخسائر التي يمكن أن يتكبدها المستهلك والمحطات، وذلك لعدم استقرار سعر صرف الدولار في السوق السوداء». وعليه تنمنتا على وزير الطاقة «التجاوب مع مطلبنا في القريب العاجل»
قضائياً، اعلن المحامي واصف حركة انه لن يذهب الى قاضي التحقيق في الادعاء عليه من القاضي زاهر حمادة، حتى لو اقتضى الامر اصدار مذكرة توقيف بحقه..
على ان الأنكى على هذا المسار هو استبعاد العاملين في القطاع الخاص من الاستفادة من عمليات «صيرفة»، الامر الذي يحدث اشكالات مالية ونقدية لجهة تذويب رواتبهم، وعدم المساواة مع العاملين في القطاع العام.
كورونا: 192
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «192 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1228639، كما تم تسجيل حالتي وفاة»
كذلك نشرت الصحة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات23.

 

البناء
السودان يقدم مثال الانهيار في ظل التطبيع… والمعارضة تنفي صلاحية المرحلة الانتقالية
رعد ينقل لعون تحيات نصرالله: متمسكون بالتفاهم ومقاربة المختلف بالحوار والتفهم
البنك الدولي ودوكان ينعيان استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري… والفيتو أميركي
أكمل رئيس المجلس الرئاسي في السودان عبد الفتاح البرهان الخطوات التي بدأ بها على طريق التطبيع مع كيان الاحتلال منذ ثلاثة أعوام مع اللقاء العلني الذي جمع البرهان مع رئيس حكومة الكيان في أوغندا. وجاء استقبال البرهان لوزير خارجية الكيان إيلي كوهين بهدف استكمال الخطوات التطبيعية، بالرغم مما أظهرته تجربة السنوات الماضية من عقم الرهان على التطبيع في مساعدة الحكومة السودانية على كسب الودّ الأميركي بما يتيح تدفق الأموال على اقتصاد يترنح. وهي الوصفة التي قدمها الأميركيون للحكومة السودانية، ويشكل السودان النموذج الذي يمكن فهم ما يجلبه التطبيع لبلدان يشبه وضعها لبنان وسورية، بخلاف ما يقدّمه دعاة التطبيع من مثال لا علاقة لوضعه الاقتصادي بالتطبيع كحال دولة الإمارات، التي تنعم باقتصاد مزدهر سابق على الخطوات التطبيعية، بل يذهب بعض المحللين للقول إن المستفيد من التطبيع في حالة الإمارات هو كيان الاحتلال وليس الإمارات.
في الداخل اللبناني جاءت زيارة وفد قيادي من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للرئيس السابق العماد ميشال عون في منزله في الرابية، فرصة لتأكيد تمسك حزب الله بالتفاهم مع التيار الوطني الحر الذي لعب العماد عون دوراً رئيسياً في إرسائه، كما قال النائب رعد، الذي أضاف «نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الأسس التي أسهم الرئيس العماد ميشال عون في إرسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية وتفهم متبادل بعيداً من الضوضاء والصخب».
على صعيد ملف الكهرباء حملت الأنباء الواردة من واشنطن التي يزورها وفد نيابي برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، ما يفيد بأن مشروع استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري قد دفن، ناقلاً عن كبار مسؤولي البنك الدولي عدم وجود المشروع على جدول أعمالهم، بخلاف ما نقله المبعوث الفرنسي بيار دوكان عن ربط القرض من البنك الدولي بشرطي التحقيق المالي في وضعية كهرباء لبنان، وتعيين الهيئة الناظمة، في محاولة لتبرير الدعوة للانتظار الذي قد يمتدّ لسنتين وأكثر حتى نهاية التحقيق المالي، أسوة بما جرى في التحقيق الخاص بمصرف لبنان، بينما تؤكد المصادر المصرية أنها لم تتسلّم حتى تاريخه اي وثيقة أميركية تؤكد أن المشروع لا يخضع لعقوبات قانون قيصر، ووفقاً للمصادر التي تتابع الملف لا مكان للحيرة في تفسير أسباب العرقلة، لأن الفيتو الأميركي الذي منع الهبة الإيرانية هو الذي يمنع أي محاولة لاستنهاض الكهرباء باعتبارها مفتاح النهوض بالاقتصاد، فيما يواصل المتمسكون بالترويج للدور الأميركي برفض الحديث عن حصار أميركي يتعرّض له لبنان.
فيما سجل تراجع الزخم السياسي في الملف الرئاسي، ملأ السفير الفرنسي المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان الفراغ بجولته على المسؤولين اللبنانيين، وقبيل أيام من ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، برزت زيارة وفد حزب الله الى الرابية حيث التقى الرئيس ميشال عون.
وتناول البحث المستجدات السياسية والوضع العام في لبنان. وشدّد الرئيس عون خلال اللقاء على «أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين».
من جهته، وصف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اللقاء بـ «الودّي جداً» وقال «نقلنا إلى الرئيس ميشال عون التحيات الحارة والسلام من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله واخوانه في القيادة وأعربنا خلال اللقاء مجدداً عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة في ما بيننا، التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الأهلي وحصنت السيادة الوطنية عبر ردع جدي وحقيقي وفره التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة». وأشار إلى أن «هذه العلاقة التشاركية وفرت مناخاً مؤاتياً لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والتي لم ترق لكثر. اليوم نحن على بعد أربعة أيام فقط من مناسبة إرساء هذه العلاقة التشاركيّة المهمة التي تكرّست بدءاً من ٦ شباط ٢٠٠٦ في لقاء كنيسة مار ميخائيل قبل ١٧ عاماً وما زالت، نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الأسس التي اسهم الرئيس العماد ميشال عون في إرسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية وتفهّم متبادل بعيداً من الضوضاء والصخب».
وشدد رعد على أن «بلدنا اليوم بحاجة الى تضافر جهود الجميع وفق هذه الأسس للنهوض من الأزمة الراهنة واستئناف مسيرة بناء الدولة لوطن حر سيد مستقل منفتح على العالم على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وأِشارت مصادر مقربة من الحزب والتيار لـ»البناء» الى أن زيارة وفد الحزب الى عون ستنعكس ايجاباً على العلاقة بين الحزب ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وسيرخي برودة على الخلاف بينهما وستساهم مع المواقف التي أعلنها رعد بتعزيز تفاهم مار مخايل مع تنظيم الخلاف بينهما حول الملف الرئاسي والحكومي، ولاقت جهود الحزب بتقليص هذا الخلاف وتنظيمه واحتواء التصعيد الأخير بين الطرفين من خلال زيارة وفد الحزب الى ميرنا الشالوحي ولقائه مع النائب باسيل الذي كان بمثابة جردة حساب للعلاقة ومصارحة عميقة وشرح وجهات النظر في كافة القضايا والملفات».
ولم تسجل الحركة الرئاسية أي جديد بانتظار استكمال الجهود التي يقوم بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه كافة الأطراف بالتوازي مع الحراك الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذا الصعيد، في محاولة لتأمين أغلبية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو التوصل الى تفاهم حول مرشحين توافقيين يجري الاختيار منهم لانتخابه رئيساً»، لكن معلومات «البناء» من أكثر من جهة سياسية تؤكد أن المواقف والتوجهات والمصالح متضاربة ولا زالت متباعدة والتوافق بعيد جداً حتى الساعة وقد لا يتحقق في المدى المنظور، لأن رئاسة الجمهورية تتطلب جملة ظروف داخلية وخارجية غير متوافرة الآن».
واستمرت حملة الترويج لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح توافقي، وكانت لافتة في التوقيت زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى العماد عون في مكتبه في اليرزة، حيث تناول البحث شؤوناً مختلفة، وما إذا كانت تعكس موافقة سعودية على ترشيح عون.
ويبدو أن ترشيح النائب ميشال معوّض قد سقط بضربة جنبلاطية، ما يفتح الباب أمام انسحابه أو تخلي الكتل الداعمة له عنه، وسجل معوّض عتبه على جنبلاط لجهة طريقة تعامله مع ترشيحه، ولفت معوّض الى أنّ المشكلة في مبادرة رئيس الاشتراكي، ليست بالتخلي عني بل بأنها غير منسّقة بشكل كافٍ معي ومع المعارضة، وستؤدي الى مزيد من التشدد لدى الطرف الآخر بدليل رفضهم أسماءه وتمسّكهم برئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، واستجداء الدعم السعودي له».
وأشار في حديث لقناة الـ «أم تي في»، الى أن «الحائط المسدود ليس في ترشيحي، بل بالتخلي عن المشروع السيادي وسأناقش الأمر مع جنبلاط واتمنى عدم تكرار اخطاء الماضي، لأن البلد لا يحتمل مزيدًا من المساومات واسماء جنبلاط مقبولة لدينا لكن تنقصها موافقة الطرف الآخر».
لكن حظوظ فرنجية لا زالت مرتفعة وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» والتي نفت المعلومات التي تشاع عن أن الثنائي حركة أمل وحزب الله سيسير بتسوية توصل قائد الجيش الى الرئاسة ضمن ضمانات سياسية – أمنية – استراتيجية، مؤكدة تمسك الثنائي بفرنجية الذي لم يفقد فرصته بعد ويمكنه تأمين أغلبية الانتخاب بـ 65 نائباً في حال توافر نصاب الانعقاد.
وعلمت «البناء» من مصادر قواتية أن كتلة الجمهورية القوية لن تصوّت لفرنجية علماً أنه لا يحظى بأغلبية حتى الساعة، لكن في حال حصل على أغلبية لانتخابه فلن نحضر الجلسة وسنقاطع لثلاث جلسات متتالية ونحاول كسر هذه الأغلبية، وإذا لم نستطع سنحضر في الجلسة الرابعة.
وينعقد اللقاء الأميركي الفرنسي السعودي المصري في 12 الشهر الحالي من أجل لبنان، ووفق المعلومات فإن اللقاء قد يخرج بورقة عربية دولية تدعو لبنان الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإنجاز الإصلاحات، وستجدّد دعمها للبنان وللمؤسسات الأمنية والعسكرية لا سيما الجيش اللبناني ودعم صمود المجتمع اللبناني عبر مساعدات إنسانية. وتشير المعلومات الى أن مقررات الاجتماع لن تؤدي إلى نتيجة، بل ستعمّق الخلاف والانهيار الاقتصادي والتوتر الأمني لا سيما إذا تضمنت الورقة بنوداً سياسية تتعلق بقضايا خلافية كسلاح حزب الله والحدود وأزمة النازحين السوريين وشروط صندوق النقد الدولي، وبالتالي المخاوف أن تتحول الورقة الى دفتر شروط دولي للبنان وإما السير به أو تحميل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية الانهيار.
وكان السفير دوكان جال على المسؤولين أمس، واجتمع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، وأكد دوكان خلال الاجتماع أنه «يزور لبنان في إطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة».
وشدد على انه «سيزور الولايات المتحدة الاميركية خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الآيلة الى تحييد ملف الكهرباء عن «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة». ولفت «الى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».
وشدد «على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الأساسي لإعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
وتردّدت معلومات عن اجتماع عقد بين دوكان وعدد من النواب في منزل النائب فؤاد مخزومي في بيروت.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد اجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع البنك الدولي في واشنطن، أن المسؤولين في البنك الدولي أبلغوهم أن قرض تمويل استجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمد حالياً وليس مدرجاً على جدول أعمال البنك الدولي والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر لكون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسورية.
وقال بو صعب: «سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، وتجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد»، مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع».
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» أن «موقف صندوق النقد الدولي يعكس إرادة أميركية غربية خليجية بتمديد الحصار الاقتصادي والمالي والكهربائي على لبنان والذي بدأ عملياً في 17 تشرين 2019، والهدف زيادة الطوق حول عنق لبنان لفرض تسوية سياسية ورئاسية لتمرير الإملاءات والشروط الخارجية، ويعكس موقف صندوق النقد والتجاهل الدولي والإقليمي للملف اللبناني، وبالتالي سيعرقل أي تسوية رئاسية وتمديد الفراغ لأشهر عدة»، وتوقعت أن تتفجر ملفات عدة مالية واقتصادية وقضائية هذا الشهر لا سيما في ملف المرفأ، ما سيؤدي الى الفوضى القضائية والأمنية والمالية.
ووفق معلومات «البناء» فإن القاضي طارق بيطار يعتبر أنه لم يعزل وسيستمرّ بعمله بغض النظر عن إجراءات مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وسيقوم بخطوات عدة وقد يصدر مذكرات توقيف بحق المدعى عليهم والمستدعين للتحقيق أمامه بحال لم يمثلوا، ما قد يدفع بالمقابل القاضي عويدات الى إصدار مذكرة توقيف بحق بيطار بحال لم يمثل أمامه، ما سيأخذ العدلية الى اشتباك كبير وفوضى عارمة قد تتحول الى أمنية.
في غضون ذلك، واصل الدولار ارتفاعه بالتوازي مع دخول قرار رفع السعر الرسمي لصرف الدولار إلى 15 إلفاً حيز التنفيذ.
وارتفعت أسعار المحروقات، كما رفعت «نقابة أصحاب محطات المحروقات» و»نقابة موزّعي المحروقات» مجتمعتَين، كتاباً إلى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبتا فيه بتسعير المحروقات للمحطات بالدولار الأميركي «تفادياً للخسائر التي يمكن أن يتكبّدها المستهلك والمحطات، وذلك لعدم استقرار سعر صرف الدولار في السوق السوداء».
وعلمت «البناء» أن منصة صيرفة حُصِرت بموظفي القطاع العام، ومنعت المصارف موظفي القطاع الخاص من الاستفادة من المنصة.

COMMENTS