افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 5 تشرين الأول، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين الأول من شباط، 2021
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم ‏‏الثلاثاء، 26 نيسان‏، 2022
«مساهمة» المصارف في خفض عجز الموازنة: مَن يكذب على اللبنانيين؟

اللواء
الداخلية تنوب عن الدولة في إعلان الحرب على النزوح السوري العشوائي
شرطان لعودة لودريان.. والفراغ الطويل يطرح على الحكومة ملء الشواغر
تقدَّم الاشتباك الداخلي مع المفوضية العليا للاجئين (UNHCR) على ما عداه من استحقاقات، سواء الملف الرئاسي او الاستحقاقات المالية والتربوية، وحتى القضائية، في وقت فضحت مياه المنخفض الجوي «الياس» اجراءات تنظيف مجاري المياه والطرقات في العاصمة، وعند تقاطعاتها مع الضواحي، مع انتشار أمكنة الفيضانات، قرب جامع الخاشقجي باتجاه نفق قصقص، ونفق شاتيلا باتجاه الطيونة، وقطع الطريق (بسبب الفيضانات) من جسر المطار باتجاه السفارة الكويتية.
وتناوب على الاتهامات وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي حمية، الذي رمى المسؤولية على المواطنين الذين يرمون نفاياتهم في الطرقات، فيما اتهم آخرون الوزارة بالتقاعس، وصولاً الى البلديات.
شرطان لعودة لودريان
ووسط هذا الخواء، والانهماك في يوميات التردي في المجالات كافة، كشفت مصادر سياسية النقاب عن معلومات يتم تداولها، مفادها ان معاودة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان مهمته في لبنان، مرتبطة بتحقيق شرطين اساسيين،اولهما حصوله على استعداد مسبق من الاطراف السياسيين للتنازل عن الشروط والشروط المضادة التي تقف حائلا للمضي قدما في مسار حل ازمة الانتخابات الرئاسية، وثانيا التعهد بمناقشة الخيار الثالث الذي اعلن عنه في اخر موقف له بخصوص مهمته لحل الازمة، بعد فشل الطرفين المتخاصمين بايصال اي من مرشحيهما في اخر جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية.
واشارت المصادر الى انه في حال لم يتلق لودريان اجوبة واضحة من قبل الاطراف المختلفين بخصوص طروحاته لحل الازمة، يبدو انه سيتريث كثيرا ويدرس بهدوء الاحتمالات المقبلة التي سيقدم عليها مع ممثلي دول اللجنة الخماسية، وقد يكون من بينها تعليق غير معلن لمهمته،لحين انقشاع الاجواء السياسية الاقليمية والدولية اكثر ،وبروز مواقف وعوامل ايجابية مشجعة، لتفادي اي سقطة او تعثر يؤديان الى فشل مهمته نهائيا.
وربطاً قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تعليق لجلسات مجلس الوزراء وإن الدعوة لإنعقاد جلسة جديدة تتم عندما يحين موعدها، واشارت إلى أن الآلية المتبعة سابقا لجهة إرسال المواضيع قيد النقاش إلى الوزراء ستتواصل.لكن المصادر نفسها لاحظت أن الحكومة محاطة بحقل ألغام لعل أبرزها ملف النازحين في ضوء متابعة القرارات التي صدرت عنها إلا إذا تقرر سحب الملف من التداول الحكومي.
وتحدثت عن سلسلة ملفات تحضر في اجتماعات حكومة تصريف الأعمال لاسيما إذا طال امد الشغور وابرزها ما يتصل بالشواغر، مؤكدة أن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحضر البنود التي تدرج على جدول الأعمال، لا سيما في قيادة الجيش وتعيين رئيس جديد للاركان في ضوء المطالبة الدرزية بانجاز هذا الملف.
ولئن بقي الملف الرئاسي غارقاً في وحول التعنت من هنا او هناك، وتصويب هذا الفريق باتجاه الخصم، فإن السجالات لم تتوقف، وكانت بطلتاها امس نائبتان واحدة من كتلة التنمية والتحرير (نائبة صور عناية عز الدين) والثانية من الجمهورية القوية (نائبة بشري ستريدا جعجع)، فقالت عز الدين: من لا يملك الشجاعة للحوار مع الآخر من اجل مصلحة لبنان وانقاذه، هو حتماً، وانت من بينهم سوف يلجأ الى التضليل والتعطيل، وهذه مدرستكم..
وكانت النائب جعجع قالت من معراب امس: هناك من يضع مفتاح مجلس النواب في جيبه، ويستغل موقفه الدستوري لمحاولة فرض رأي فريقه على أغلبية اللبنانيين، وتساءلت: من لا يساعد على انتخاب الرئيس النواب الذين بقوا في القاعة ام الذين اسرعوا في الخروج من الجلسة حتى قبل فرز اصوات الجولة الاولى.
وفي الاطار الرئاسي، زار سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، للتعارف، واستعراض آخر معطيات الجمود الرئاسي في البلد.
ومضى التيار الوطني الحر في لعبة المفاضلة بين الفراغ، وما اسماه بـ«الخيار الخاطئ في موقع الرئاسة الاولى»، فرأى ان الفراغ ربما يكون اقل خطراً، رافضا التهويل بفقدان «جنة الحكم»، داعياً الى التوافق الوطني على اسم يحمل في شخصه مؤهلات الرئاسة في هذه المرحلة، ويملك رؤية اصلاحية انقاذية، لمواجهة التحديات وابرزها النزوح الجماعي للسوريين.
وحضر موضوع الرئاسة الاولى، بين الرئيس نجيب ميقاتي والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي زارت قبل ظهر امس السراي الكبير، وبحثت معه، الى الرئاسة، مسار المباحثات مع صندوق النقد الدولي، وسير عمل الحكومة.
وفي شأن متصل، عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا لـ«اللجنة المكلفة وضع اقتراحات لتعديل قانون النقد والتسليف»، شارك فيه الوزير السابق ابراهيم نجار واعضاء اللجنة.
مولوي: مطلبنا ليس تنظيم الوجود السوري بل الحدّ منه
ونابت وزارة الداخلية عن الدولة لكل من اعلان ما يمكن تسميته «الحرب» على النزوح السوري العشوائي.
وفي اول اجتماع من نوعه، ترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي اجتماعاً للمحافظين ورؤساء البلديات، ناقش خلاله دور هؤلاء في الحد من الانتشار السوري العشوائي في البلاد، كاشفاً عن اتخاذ عدة اجراءات تتعلق بالاوضاع القانونية للسوريين، وتنظيم عقودهم، وفقاً لمستندات شرعية، تحت طائلة الملاحقة، واعلن مولوي: لا يمكننا أن نبقى في حال تراخٍ تجاه الوجود السوري في لبنان، ولن نسمح بعدد السوريين في كل شقة لاكثر من عائلة، مؤكداً: بلدنا ليس للبيع، ولن نقبل باستباحة بلدنا وتغيير ديمغرافيته مقابل المال، مضيفاً: لن نقبل بأي مساعدات تهدف للتغاضي عن وجود اي سوري غير قانوني.
وفي اطار الاستنفار الحاصل بوجه الوجود السوري العشوائي، كشف النائب في كتلة الجمهورية القوية غياث يزبك عن توجّه كتلة «القوات» الى توقيع عريضة نيابية لاقفال مكتب المفوضية السامية للاجئين، لانها اصبحت «مفوضية سامية للتسويق للاحتلال السوري المستجد».
نفط وغاز
كهربائياً، ضرب وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض موعداً في 24 ت2 المقبل، لبلورة اتفاق ممكن مع نظيريه المصري طارق الملا والاردني صالح الخرايبة في ما خص استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، بعد انجاز العقود، والتعثر الذي تبيّن ان مرده يعود الى عدم حماس البنك الدولي للتمويل، ومفاعيل قانون العقوبات الاميركي على سوريا المعروف بقانون قيصر.
ووعد فياض ان البحث يمكن ان يتطرق الى التمويل من خلال مؤسسة كهرباء لبنان بعد ايجاد حل للعملة الصعبة، وذلك خلال مؤتمر النفط والغاز الذي سيعقد في بيروت.
أمطار المنخفض انتبهوا من الكوارث!
على الارض، فضحت الامطار الصباحية التي جاء بها المنخفض الجوي «الياس» الذي بدأ بالانحسار ظهراً، وضع المسارب المائية المنهك، والمجاري في الشوارع العريضة، ومجاري تصريف المياه على الاوتوسترادات..
ولاحظ وزير الاشغال ان السيل في ضبيه جرف معه الاتربة والرمول واغصان الاشجار، وقساطل المياه، وكاد يتسبب بكوارث..

 

البناء
الأزمة الدستورية الأميركية تنذر باحتمال عدم إقرار الموازنة والشلل المالي والتشريعي
سرايا القدس تستعرض مقدراتها بصواريخ جديدة وطائرات مسيّرة… وشعار الضفة لن تسقط
وزارة الداخلية تبدأ بتطبيق قوانين التراخيص والإقامات على النازحين السوريين عبر البلديات
كشفت الأزمة الدستورية التي عصفت بواشنطن مع إسقاط رئيس مجلس النواب بأصوات من حزبه الجمهوري، عمق الأزمة التي تحكم مستقبل الحياة السياسية والدستورية التي تمتدّ منذ اقتحام مبنى مجلس النواب قبل أقلّ من ثلاث سنوات بقليل، حيث فشل مجلس النواب متوقع التكرار كما في المرة السابقة، مع إضافة احتمال امتدادها مدة أطول، في ظل صعوبة إيجاد مرشح بارز يملك الحضور التشريعي والخبرة الدستورية، والقدرة على الفوز في وقت واحد، بينما النواب الجمهوريون المعارضون يتمسكون بشروطهم الأصلية لأي تسوية تطلبها قيادة الحزب لتسهيل انتخاب مرشح آخر لرئاسة مجلس النواب، فيما يكشف السجال حول الدعاوى المقامة بوجه الرئيس السابق دونالد ترامب عن فقدان قيادات الحزبين الجمهوري والديمقراطي قدرة السيطرة على الوضع، وينطرح في واشنطن بقوة السؤال حول إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية خلال عام، وإمكانية انتهائها بتسليم الخاسر بخسارته، بينما تنادي بعض الأصوات في الحزبين بتفادي مواجهة بين ترامب وبايدن.
في غزة نظمت سرايا القدس عرضاً عسكرياً حاشداً تميّز بظهور أسلحة جديدة، منها مضادات للمدرعات، ومنها صواريخ جديدة، والأهم فيها سلاح الطائرات المسيّرة، واختُتم العرض العسكري بكلمةٍ لمسؤول الدائرة العسكرية في حركة الجهاد، وعضو مكتبها السياسي، أكرم العجّوري، قال فيها إنّ الاحتلال «أراد التطبيع لعزل المقاومة وتهميشها والقضاء على القضية الفلسطينية». وشدّد العجّوري على أنّ مخطّطات ومؤامرات الاحتلال لن تفلح، مُضيفاً أنّ سرايا القدس «تعد وتضرب في كل الساحات». كما أنهى كلمته بعبارة «الحسم قادم بإذن الله»، وكانت المعادلة التي أكدت عليها الكلمة أن الضفة لن تسقط، وأن المقاومة فيها لن تتوقف.
لبنانياً، تصدرت إجراءات وزارة الداخلية خط المواجهة في قضية النزوح السوري في ظل دعوات أميركية وأوروبية متلاحقة لمطالبة لبنان بالتكيّف، والدعوة لتقديم مساعدات مالية للبنان لقاء القيام بذلك، وحضر المحافظون ورؤساء البلديات الكبرى إلى وزارة الداخلية بدعوة من الوزير بسام مولوي، ليكشفوا عند خروجهم من الاجتماع الموسّع المخصص لملف النازحين، عن توجّه وزير الداخلية نحو تطبيق قوانين ربط بقاء النازح السوري بامتلاكه إقامة صالحة للعمل وترخيص بمهنته أو مؤسسته التجارية، وإقفال المؤسسات التي لا تنطبق خلالها هذه الشروط بالرغم من التهديدات الأوروبية للبنان إذا فعل ذلك.
فيما تراجع الملف الرئاسي الى الخلف بعد وصول المبادرة القطرية الى طريق مسدود بانتظار جولة موفد جديد قد يكون مبعوث الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان بعد إرجاء زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الى لبنان، بقيت أزمة النزوح السوري في واجهة المشهد والخطر الداهم وسط تفاعل غير مسبوق للملف على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والأمنية.
وحذرت مصادر نيابية وسياسية مطلعة من مخطط دولي للنزوح الممنهج والمبرمج الى لبنان من خلال تسهيلات لوجستية وأمنية وقانونية ومالية للنازحين للعبور من سورية الى داخل الأراضي اللبنانية، ملمّحة الى إقامة نوع من النزوح المركز أي «كانتونات» في مختلف المناطق اللبنانية لكي يصبحوا جزءاً من النسيج اللبناني والبنية الاقتصادية والعمالية والدورة الاقتصادية ما يصعّب إعادتهم الى سورية وبالتالي دمجهم في المجتمع ثم توطينهم بشكل مقنّع في لبنان، كما أشار بيان الاتحاد الأوروبي العام الماضي وتوصيات ومقررات المجلس الأوروبي منذ 3 أشهر. ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «مفوضية الشؤون للنازحين السوريين وبعض جمعيات «أن جي أوز» يواصلون مخالفة القوانين المحلية وتشجيع النازحين في سورية للسفر الى لبنان وتخويف النازحين من العودة الى سورية وتقديم شتى الإغراءات المالية لهم، ورفض منح المديرية العامة للأمن العام داتا المعلومات عن النازحين رغم إرسال الأمن العام أكثر من مراسلة للمفوضية».
وأكدت مصادر رسمية لـ«البناء» أن أياً من الأجهزة الحكومية والأمنية لا يملك أرقاماً دقيقة عن عدد النازحين ولا معلومات عن أماكن انتشارهم ومِن مَن يتلقون المساعدات وقيمتها ومتى يذهبون الى سورية ويعودون الى لبنان.
وكشفت مصادر أمنية لـ«البناء» أن 500 نازح سوري يدخل يومياً عبر الحدود الى لبنان بطرق التهريب غير الشرعية، وتتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المئات منهم رغم الإمكانات التكنولوجية التي بحوزة الأجهزة الأمنية المولجة ضبط الحدود ومنع التهريب. موضحة أن النازحين يستخدمون أساليب متعددة للعبور، حيث تنشط عشرات عصابات التهريب المؤلفة من سوريين ولبنانيين ينسقون في ما بينهم لإتمام العملية بنجاح مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وأشار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، إلى أنّ «موضوع الوجود السوري الكثيف في لبنان يتخطّى إمكانات البنى التحتية والدولة، والمواطنون لا يمكن أن يتحمّلوا هذا الوجود»، لافتاً إلى أنّ «عدداً كبيراً من الجرائم المتنوّعة والكبيرة يرتكبها السوريون في لبنان بنسبة تفوق الـ 30 في المئة، وهذا الموضوع يستدعي التعاون للحفاظ على بيئتنا وصورة بلدنا وهويته». وأضاف مولوي في مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن نبقى في حالة تراخٍ أو «تطنيش» حيال الوجود السوري، وعمّمنا على كلّ البلديات أنّنا سنُحاسب كلّ شخص مقصّر بحقّ شعبه وبلدته ولن نسمح بالوجود السوري العشوائي»، طالباً من البلديات «تقديم تقرير دوريّ كلّ 15 يوماً عمّا فعلته بشأن الوجود السوري من قمع مخالفات وإزالة تعديات».
وتابع: «أيّ مختار يُعطي إفادة كاذبة أو مزوّرة سنحقّق معه في الدوائر المختصة في وزارة الداخلية… «بلدنا مش للبيع» ولن نقبل بهذا الأمر. لن نقبل بالتغاضي عن مصلحة بلدنا لقاء مساعدات معيّنة أو مال معيّن يُدفع من أيّ جهة كانت». كما أكّد «أنّنا نريد خطة لإعادة النازحين ضمن إطار زمنيّ واضح واجتماعاتنا ليست لتنظيم الوجود السوري، ولن نقبل بأيّ مساعدات تهدف للتغاضي عن وجود أيّ سوري غير قانوني».
ويواصل حزب القوات اللبنانية المزايدة في ملف النزوح في حين كان من الأطراف التي شجعت على النزوح وفق مصادر سياسيّة ونظمت الزيارات لتقديم المساعدات والإغاثة للنازحين من بداية الحرب السورية ووقفت مع التنظيمات الارهابية التي قاتلت الدولة والجيش في سورية. ودعت القوات الى «توقيع عريضة نيابية تطالب بإقفال مكتب الـ UNHCR في لبنان».
وفي سياق ذلك، يواصل رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية وعضو لجنة الصداقة الاوروبية اللبنانية النائب سيمون أبي رميا حملته ضد التداعيات السلبية للنزوح السوري على لبنان في لقاءاته بين باريس وستراسبورغ، حيث التقى نواباً أوروبيين وفرنسيين من مختلف الكتل النيابية. وحمل أبي رميا معه ملف النزوح بالأرقام والوقائع شارحًا خطورة الوضع وعارضًا لعدد السوريين في لبنان الذي تخطّى المليونين ومئة الف نسمة اي ما يساوي أربعين في المئة من سكان لبنان. وتطرّق أبي رميا في لقاءاته في البرلمان الأوروبي الى تكلفة النزوح على لبنان التي ناهزت الخمسين مليار دولار.
وكشفت مصادر «البناء» أنه وبعدما تفاعل ملف النزوح على نطاق واسع وعقب كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن احتمال فتح الحدود البحرية أمام قوارب الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا، تلقت مرجعيات سياسية وحكومية سلسلة اتصالات من سفراء غربيين يستفسرون عن أبعاد كلام السيد نصرالله وحدود ما يمكن أن تذهب اليه الأمور، وطلب السفراء من المرجعيات الإيعاز للأجهزة الأمنية التشدّد بإجراءاتها على الحدود البحرية لمنع تسرّب قوارب النزوح عبر البحر الى أوروبا.
كما أفادت المصادر أنه يجري إعداد وفد وزاري مؤلف من 5 وزراء للتوجه الى سورية خلال أسبوع للتواصل مع الحكومة السورية لوضع خطة لإعادة ما يمكن من النازحين في الوقت الراهن والتعاون والتنسيق الأمني والقانوني للحدّ من النزوح الى لبنان.
وحذرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي «المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية من الوقوع ضحية «إيهام السوريين أن باستطاعتهم تأمين سفرهم من لبنان إلى دول أوروبية، إما عبر تهريبهم بطرق غير شرعية أو من خلال تأمين تأشيرات سفر إلى الخارج مقابل بدل مادي. ويتم اختطاف الضحايا عند وصولهم إلى المناطق الحدودية، ومن ثم نقلهم إلى خارج الحدود اللبنانية، واحتجازهم في داخل غرف ضمن الأراضي السورية تقع على مقربة من الحدود، حيث يتمّ تعذيبهم بوحشية وتصوير عمليات التعذيب، وإرسال الصور والفيديوهات إلى عائلة الشخص المخطوف بهدف الضغط عليهم والإسراع في دفع فدية مالية لقاء تحريره».
على الصعيد الرئاسي، لا جديد بانتظار عودة لودريان، وأشار مصدر نيابي لـ«البناء» الى أن الدور الفرنسي لم ينته وفرنسا لن تترك لبنان للقطري وستعيد إحياء مبادرتها بصيغة أخرى، لأن أي فشل لفرنسا يشكل انكساراً لها لا سيما في لبنان.
وقالت مصادر مواكبة للحراك القطري لـ«البناء» إن الموفد القطري الذي يجول على القوى السياسية حاول في اجتماعاته مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية جمعهما على مرشح واحد لعرض الاسم على الثنائي الشيعي، لكنه فشل، كما حاول في لقائه مع الرئيس نبيه بري ومع معاون السيد نصرالله الحاج حسين الخليل إقناعهما بخيار المرشح الثالث من منطلق مبدئي من ثم يتمّ طرح أسماء مقبولة لدى الثنائي تترافق مع ضمانات سياسية وأمنية تتعلّق بعملية تأليف الحكومة وسلاح المقاومة، إلا أن الموفد القطري قوبل بالرفض، وسمع كلاماً واضحاً في الضاحية وعين التينة مفاده التمسك برئيس المردة سليمان فرنجية وأن لا خطة ب ولا مرشح ثالث.
وقالت مصادر «الثنائي» حركة أمل وحزب الله لـ«البناء» إن وفاة المبادرة الفرنسية وسحب مبادرة الرئيس بري لا يعني سقوط فرنجية، بل إن المبادرة القطرية تهدف الى إسقاط المرشحين فرنجية وجهاد أزعور، ثم إسقاط معادلة فرنجية وقائد الجيش، ولهذا السبب يجري تسويق قائد الجيش لكي يوضع مقابل فرنجية فيسقط الاثنان ويتم الانتقال الى مرشح آخر.
وعلمت «البناء» أن واشنطن جدّدت عرضها عبر قنوات ديبلوماسية على حزب الله بتسهيل ترسيم الحدود البحرية مع مراعاة الشروط الإسرائيلية، مقابل تسهيلات أميركية بالملف الرئاسي. وهذا ما دفع السيد نصرالله الى التطرق الى هذا الملف وردّ الرسالة الى واشنطن.
ووفق ما كشفت لـ«البناء» مصادر نيابية تزور واشنطن أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتاين سيعود الى بيروت في الشهر الحالي، لإعادة طرح ملف الترسيم البحري.
والتقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في زيارة تعارف بعد توليه مهامه الجديدة كسفير لبلاده في لبنان، وكانت مناسبة لعرض مجمل التطورات السياسيّة والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
بدوره، لفت المجلس السياسي في التيار الوطني الحر خلال اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وهو الأول منذ الانتخابات الأخيرة لرئاسة التيار، الى أن التيار يبذل كل المساعي لتأمين توافق وطني على اسم يحمل في شخصه مؤهلات الرئاسة في هذه المرحلة ويملك رؤية إصلاحية إنقاذية وقدرة على التعاون مع حكومة إصلاحية لمواجهة عدد من التحديات والمخاطر الداهمة ليس أقلّها: النزوح الجماعي للسوريين باتجاه لبنان بما يعنيه من تهديد سيادي كياني يستوجب الحفاظ على لبنان الواحد الحرّ المستقلّ والإنهيار المالي الذي يتعمق في غياب أي خطة إنقاذية.
ورأى التيار أن الخيار الخاطئ في موقع الرئاسة الأولى ستكون له انعكاسات سيئة ربما أخطر من الفراغ، الاّ أن الأولوية تبقى لانتخاب رئيس وإعادة تكوين السلطة والبدء بالحل الإنقاذي. كما استغرب المجلس صمت حكومة تصريف الأعمال تجاه الإعلان الأميركي والأوروبي الواضح برفض عودة النازحين السوريين الى بلادهم. وحمّل المجلس الحكومة بوصفها صاحبة القرار السياسي عدم مسؤولية تنفيذ الأجهزة العسكرية والأمنية الإجراءات التي سبق اتخاذها في مجالس الوزراء لجهة ضبط الحدود لمنع التدفّق المشبوه لآلاف النازحين.
وسجل اشتباك سياسي على خط القوات اللبنانية – حركة أمل، إذ قالت عضو تكتل القوات النائب ستريدا جعجع: «ما قول رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري الخاسر من عدم انعقاد طاولة الحوار هو (الخاسر من عدم انعقاد طاولة الحوار هو جميع اللبنانيين الذين ينتظرون إتمام هذا الاستحقاق، ولا سيما في ظل التحديات الهائلة التي تواجه البلد)».
فردّت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عناية عز الدين بالقول: «عفواً يا صاحبة السعادة، لا نود أن ننزلق الى الرد على «الاسطوانة المشروخة» التي دأبت أنت وزملاؤك على تردادها في إلقاء المسؤولية على غير من يتحملها في إطالة أمد الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. لا يا سعادة النائب لا تستوي المقارنة بين ممارسة الحق الدستوري في الحضور أو الخروج من الجلسات النيابية وهذا حق، وبين من يعمد عن سابق إصرار وترصّد على انتهاج سياسة التدمير الممنهج والتعطيل للمؤسسات والسلطات الدستورية وفي مقدمها مجلس النواب إشباعاً لأحلام ونزوات حزبك القديمة والمستجدة والتي يعرفها القاصي والداني وهذه جريمة».

 

الأخبار
المنصب الماروني الثالث إلى الشغور
مع استمرار الشغور مخيّماً على المركزيْن المارونيَّيْن الأوليْن، رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان، بدأ العدّ العكسي لوصول الفراغ إلى الموقع الماروني الثالث في قيادة الجيش، مع اقتراب انتهاء ولاية قائده جوزف عون في الربع الأول من كانون الثاني المقبل، فيما لا تزال الطرق مسدودة أمام المخارج المطروحة لمنع امتداد عدوى الشغور إلى المؤسسة العسكرية، حيث انعكاساته أصعب من رئاستَي الجمهورية والحاكمية، بسبب الفراغ في منصب رئيس الأركان الذي تُناط به مسؤوليات القيادة مع انتهاء ولاية القائد.
قبيل نهاية ولاية رياض سلامة، كانَ البعض يراهِن على تدخّل خارجي لحماية الموقع وضغط داخلي يرفض إفراغ المواقع المسيحية، ولا سيما في الفئات الأولى. انتهت ولاية سلامة في تموز الماضي، وتسلّم نائبه الأول وسيم منصوري الموقع بالإنابة، ولم تقم قيامة الغرب. واليوم ثمّة من يتعامل مع استحقاق قيادة الجيش وفقَ المنوال نفسه، علماً أن الأزمة هنا مختلفة، بعد تقاعد رئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم (الموقع للطائفة الدرزية) قبل ستة أشهر من دون تعيين بديل منه، وهو الأمر المنوط بوزير الدفاع موريس سليم الذي يعارض قيام حكومة تصريف الأعمال بتعيينات، التزاماً بموقف التيار الوطني الحر.
البحث يتقاطع حول أربعة مخارج: تأجيل تسريح قائد الجيش، أو تعيين أعضاء في المواقع الشاغرة في المجلس العسكري (وبينها رئاسة الأركان)، أو إقرار اقتراح قانون مقدّم من كتلة «اللقاء الديمقراطي» برفع سن التقاعد إلى سنتين لجميع العاملين في الأسلاك العسكرية والأمنية، أو تسلّم الضابط الأعلى رتبة في المؤسسة مهام القائد. ويظهر حتى الآن أن جميعها مستحيلة لأسباب عدة:
– في ما يتعلق بتأجيل التسريح، فقد نصّ عليه قانون الدفاع الوطني في حالتين: وضع اعتلال لم يُبت به أو بناءً على قرار وزير الدفاع الوطني المبني على اقتراح قائد الجيش، في حالات الحرب أو إعلان حالة الطوارئ أو أثناء عمليات حفظ الأمن. وفيما تؤكد مصادر سياسية استحالة أن يطلب قائد الجيش الحالي جوزف عون تمديد مهلة التسريح، فإن العلاقة المتوترة مع وزير الدفاع موريس سليم لا تسمح بذلك، فضلاً عن أن مجلس الوزراء لن يستطيع إصدار مرسوم يمدّد مهلة التسريح.
– خيار تعيين أعضاء المجلس العسكري الذي فقد نصابه القانوني منذ حوالي عام بعد تقاعد ثلاثة من أعضائه (من أصل ستة)، هم رئيس الأركان (درزي) والمدير العام للإدارة (شيعي) والمفتش العام (أرثوذكسي)، يبدو مستبعداً في ظل اعتراض التيار الوطني الحر على أن تقر حكومة تصريف الأعمال تعيينات في مراكز الفئة الأولى، في غياب رئيس الجمهورية، ورفضه مشاركة الوزراء المحسوبين عليه (وبينهم وزير الدفاع) في أي جلسة حكومية.
– اقتراح قانون رفع سن التقاعد إلى سنتين لجميع العاملين في الأسلاك العسكرية والأمنية، بصرف النظر عن رتبهم، الذي تقدّم به نواب «اللقاء الديمقراطي»، يبدو أيضاً معدوم الحظوظ بسبب تركيبة مجلس النواب الحالية، إذ هناك كتل كثيرة لن تسير به، فضلاً عن أن التيار الوطني الحر ليس في وارد تأييده.
– الحل الأخير ترفضه غالبية الأطراف ويؤيده رئيس التيار جبران باسيل، هو تكليف العضو المتفرّغ في المجلس العسكري اللواء بيار صعب (كاثوليكي) بمهام القائد بمرسوم يصدر عن وزير الدفاع. وقد بدأ مقرّبون من باسيل يعدّون «فتوى» دستورية لتغطية التكليف، بعدما اعتبر قائد الجيش أن الأمر غير قانوني.
وعلمت «الأخبار» أن التواصل بين التيار الوطني الحر والاشتراكي حول هذا الملف لم يصل إلى نتيجة، وأن الاسم الذي كانَ مقترحاً كحل وسط لرئاسة الأركان ووافق عليه النائب السابق وليد جنبلاط (العقيد حسان عودة) «سُحب من التداول، بسبب تعنّت باسيل وإصراره على تسلّم صعب»، بحسب مصادر مطّلعة.
وعليه، يثير الأداء السياسي في التعامل مع الشغور على رأس المؤسسة العسكرية ارتياباً، إذ إن انعكاسات الفراغ في هذا المنصب أخطر من غيره فهي تتصل بالوضع الأمني، إذ ثمة إجماع على أن العمود الوحيد الذي لا يزال يتّكئ عليه البلد حتى الآن، هو الاستقرار الأمني، ولو كان هشاً. لذا فإن الفراغ في المؤسسة العسكرية يعني حكماً، في حال استمرار الشغور الرئاسي، الانفراط التام وانفجار الهدنة المترنّحة أصلاً، حيث لن تكون هناك قدرة على حماية الهيكلية الإدارية للجيش من الضعف والتشظي. والمُشكلة تكمن في أن ثمة من يراهن على تدخل الأميركيين في الوقت المناسب لمنع الجيش من الانهيار، بعدما استثمروا فيه لسنوات. غير أن الأداء الأميركي في المرحلة الماضية يؤكد استعداداً للتعامل مع الأمور ببراغماتية، كما حصل مع حاكمية مصرف لبنان، حيث تخلّى الأميركيون عن «موظفهم» المالي، وتعاملوا بعملانية مع تسلّم مسؤول شيعي إدارة القطاع المصرفي الذي يُعتبر من حصتهم. وقد يكون خيار ترك المؤسسة العسكرية للمصير نفسه آخر صاعق للخارج لإشعال فتيل الفوضى الشاملة!

COMMENTS