افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 5 تشرين الثاني، 2022

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 نيسان، 2019
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 16 أيلول، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 20 آب، 2020

“مساعدات”
يبدو أن تساؤل بعض المواطنين عن مصير المساعدات الأوروبية التي تصل إلى لبنان مقبول وصحيح نوعاً ما. فقد كشفت منظمة إيد وتشAid watch  في تقريرها السنوي (2022) عن “نتائج مثيرة للقلق” في هذا الشأن. وقالت إن “المساعدات الإنمائية الخارجية التي قررها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لم تتضاعف في عام 2021 مثلما ينبغي أن يكون”. وفيما يتصل بأنشطة الفيدرالية الأوروبية للمنظمات غير الحكومية ـ كونكورد/ Concord، لاحظ التقرير “أنه بدلاً من مضاعفة هذه المساعدات، نجد أن 1 يورو من كل 6 يورو مدرجة في ميزانيات المساعدات الإنمائية إلى الخارج لن يصل إلى الجهات المحتاجة” له. وأشار التقرير إلى “تدنٍ هائل” في الإلتزام الأوروبي بزيادة هذه المساعدات. وقال إن “الاتحاد الأوروبي تعهد بتخصيص 0.7 بالمئة على الأقل من دخله القومي الإجمالي للمساعدات الإنمائية الرسمية بحلول عام 2030. لكنه “حتى عام 2021، أي قبل 9 سنوات من الموعد النهائي لتنفيذ الإلتزام، وصلت نسبة هذه المساعدات إلى 0.48 بالمئة من الدخل القومي الإجمالي. وهذه النسبة أدنى بقليل من نسبة 0.50 بالمئة التي تحققت في عام 2020”. ويخلص التقرير إلى انتقاد هذا التراجع بالقول، أنه “من الواضح أنه لا يزال هناك طريقاً طويلاً يجب أن نقطعه حتى تصل المساعدات الإنمائية الأوروبية إلى حيث تشتد الحاجة إليها” في الخارج. ويشدد بأنه “حان الوقت لزيادة وتجويد هذه المساعدات أكثر بكثير”. انتهى التقرير. والسؤال لمَ لا نقرأ في لبنان مثل هذا النقد التحليلي لفاعلية دفع وصرف المساعدات الإنمائية الأوروبية، رغم تضخم عدد “المنظمات غير الحكومية” المحلية التي تتلقى “أموالاً أوروبية” باسم بلدنا. عجباً… لماذا.

هيئة تحرير موقع الحقول
‏السبت‏، 11‏ ربيع الثاني‏، 1444 الموافق ‏05‏ تشرين الثاني‏، 2022

 

الأخبار
توترات تنذر بانفجار على الساحة المسيحية: هل بدأت سياسة الانتقام الجسدي من العونيين؟
إسرائيل تضغط على المغرب

التوتر الكبير الذي يسود «الشارع المسيحي» منذ وقت غير قصير، بدأ ينفجر على شكل توترات بين مناصرين للتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وأنصار النواب التغييريين المعارضين لرئيس الجمهورية ميشال عون قبل انتهاء ولايته وبعدها. والمخاوف التي عبر عنها مسؤولون كبار في الدولة ومرجعيات دينية وحزبية من حصول احتكاكات تؤدي إلى توترات أمنية، بدأت تترجم على الأرض مواجهات كان البارز فيها ما شهدته قناة «المر تي في» أول من أمس، خلال عرض حلقة من برنامج «صار الوقت» الذي يقدمه الإعلامي مارسيل غانم. وهي الحلقة التي توقفت بعد مواجهات واشتباكات بالأيدي قبل أن تتطور إلى عمليات إطلاق نار، ما دفع بالجيش اللبناني وأجهزة أمنية إلى التدخل، لحماية بعض مناصري التيار الذين نقل عدد منهم إلى المستشفيات (تقرير رلى إبراهيم).
مجموعة من الفيديوات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أول من أمس تستعرض مشاهد للتضارب وإطلاق الرصاص داخل استوديو برنامج «صار الوقت» الذي تقدمه قناة MTV وخارجه. إلا أن اللافت أن متناقلي هذه المشاهد، فسروها بما يتناسب وخلفياتهم السياسية. فدان الفريق المناصر لخط المحطة السياسي تعرّض شباب التيار الوطني الحرّ للمحطة وربط أداء شبابه بالتوتر و»الحقد» المحتقن بعد نهاية العهد. في حين وجدت أحزاب 14 آذار و»تغييريوها» في ما حصل فرصة لإعلان التضامن مع محطتهم في وجه خصومهم العونيين معتبرين ما حصل تعدّياً على «حرية الإعلام». هكذا، تنافست أحزاب القوات والكتائب والأحرار والاشتراكي والرئيس فؤاد السنيورة والنواب فؤاد مخزومي وأشرف ريفي وبولا يعقوبيان وبلال الحشيمي ومصباح الأحدب ورفاقهم مثل فارس سعيد وإيلي محفوض (قبل أن ينضم إليهم الوزير السابق وئام وهاب) على التغريدات المتعاطفة مع المر. وتطابق رأي هؤلاء مع بيان نقابة المحررين التي دانت «الاعتداء» متبنية رواية 14 آذار نفسها.
أما المؤيدون للتيار وفريق 8 آذار عموماً، فدعموا رواية شباب التيار بأن ثمة «كميناً» أعد مسبقاً بحقهم، وأن جمهور النائب وضاح الصادق عمد إلى استفزازهم خلال الدقائق الأولى من البرنامج عبر شتم العهد والرئيس ميشال عون. وقد استخدم الفريقان وسائل تدعم روايتيهما، فتناقل الفريق الأول تغريدة لشاب عوني عبارة عن «سيلفي» من داخل الاستوديو مذيلة بعبارة «نحنا والنايب شربل مارون ناويينلك يا مارسيل»، مقابل نشر الفريق الثاني لرسالة على الواتساب منسوبة إلى الإعلامي مارسيل غانم وموجهة إلى صحافي يدعى محمد نمر يدعوه فيها إلى البرنامج ويقول له: «محضرين كل الوسائل الخاصة وميشال المر مجهز كل شي لطرد موالي عون – باسيل وفي أمن مسلحين ناطرينن بالخارج للقيام بالواجب».
لكن العنصر الحاسم في الخلاف السياسي الذي نشب على خلفية الاحتقان المتبادل بين الجمهور المؤيد للنائب وضاح الصادق والجمهور المؤيد للنائب شربل مارون، وانضم إليه عناصر أمن محطة المر (غالبيتهم عناصر في «القوات اللبنانية» أو مؤيدون لها)، وعمدوا إلى ضرب الشباب العوني مما أدى إلى دخول 5 شبان إلى المستشفى. الخلاف بدأ عندما قدم ناشط من التيار يدعى الياس الزغبي مداخلة للرد على وضاح الصادق، فحصل توتر بين الجمهور لا سيما بعد قول الزغبي للصادق أنه من الطبيعي ألا يدري ما حصل في 13 تشرين، لأنه يومها كنت تائهاً بين نشيدين وطنيين. تلا ذلك تلاسن ما بين شاب عوني وشاب من جمهور الصادق من منطقة الضنية، ثم دخل عنصر أمن المحطة وهو قواتي ليقول للعوني: «سدّ نيعك» ويبدأ بضربه. قبل أن يلحق به عناصر الأمن في الخارج ويبدأوا بضرب العونيين.
حاول غانم تدارك الوضع بتكليف أحد مرافقيه استدعاء الزغبي من بين الجمهور لتهدئة رفاقه العونيين، لكن «أمن» المر استبق وصول الزغبي إلى غانم وعاجله بالضرب وبالركل حتى بدأ غانم بالصراخ عليهم لردعهم: «رح تقتلوه». وبالفعل، يعاني الزغبي من إصابة في شبكة العين ورضوض في الجمجمة. في هذه الأثناء، اتصلت ناشطة من التيار بمن هم في الخارج للمساندة، لكنهم اصطدموا بعناصر الأمن ولم يتمكنوا من الدخول، بل أخرج العناصر العونيون إلى الخارج وباتوا مطوقين من الناحيتين.
وهنا تختلف الروايتان، يقول موظفو الـ «أم تي في» إن إطلاق النار بدأ من «الحرس القديم» وهم مجموعة عونية من القدامى الذين كانوا متجمعين على بعد أمتار من مدخل المحطة، عندها أتى عناصر أمن المحطة بأسلحتهم، وبادروا إلى إطلاق النار في الهواء عندما تقدّم «الحرس القديم» باتجاههم محاولين الدخول إلى الاستوديو. فيما تقول الرواية العونية إن الشبان لم يكن بحوزتهم سلاح والدليل أن لا فيديو يظهر ذلك بين كل المقاطع التي انتشرت وأنهم استدرجوا إلى كمين حيث جرى ضربهم بالبنادق والعصي ما استدعى نقل بعضهم إلى المستشفيات. وتشير إلى أن مارسيل غانم «اخترع» خبر انتشار عناصر من التيار أمام المدخل، فيما هؤلاء الشباب تم منعهم من الدخول إلى الاستوديو في بداية الحلقة.
بين الروايتين الثابت أن ميشال المر استخدم السلاح في وجه شباب غير مسلحين، وانهال رجال أمنه بالضرب على العونيين كما لو أن ثمة ثأرا. وتقول مصادر في «أم تي في» إن المشكلة تفاقمت مع وصول فريق من مغاوير الجيش بحيث بدأوا بضرب كل من يمرون بقربه بدءاً بالحرس القديم ثم بعناصر أمن المحطة. بالتزامن مع ذلك، كان العقيد معوض المسؤول عن الأمن في المتن الشمالي والذي وصل بلباسه المدني، يتكلم مع نائب رئيس مجلس إدارة المحطة حبيب غبريل. ولما شاهد غبريل «السكيوريتي» يتعرضون للضرب من قبل الجيش طلب منهم التوقف مشيراً إلى أن هؤلاء ليسوا إسرائيليين، فانهالوا عليه بالضرب أيضاً وعلى العقيد معوض من دون أن يتعرفوا إليه. وإلى داخل الاستوديو وصلت فرقة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بناء لطلب وزير الداخلية بسام المولوي لإخراج وضاح الصادق ومحمد نمر اللذين اختبآ في الصالون المجاور للمحطة. لكن «المعلومات» لم تتمكن من إخراجهما بعد رفض الجيش ذلك باعتبار أنه الجهة الموكلة بفرض الأمن وحماية الضيوف. فانسحب عناصر المعلومات، فيما حضر عناصر أمن الدولة أيضاً لضمان حماية النائب شربل مارون الذي كان يبحث عن زوجته وابنه. وقد استمر الاشتباك إلى ما بعد منتصف الليل.
جنبلاط يمارس التهدئة
باشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال الأيام الماضية، سياسة استباقية لمنع أي توتّر بين محازبيه وأنصار التيار الوطني الحرّ بالتزامن مع خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وما رافقه من تحركات لأنصار التيار في الشارع. وقبل يوم الأحد الماضي أبلغ جنبلاط مسؤولي المناطق والمسؤولين الحزبيين والنواب بضرورة التهدئة، ومنع أي احتكاك في الجبل بين الاشتراكيين والعونيين خلال انتقالهم من القرى إلى بعبدا لوداع عون، وعدم القيام بحملات إعلامية أو استفزازات للجمهور العوني. وانعكس الأمر في التصريحات الهادئة لنواب الاشتراكي في جلسة الخميس. ويبدي جنبلاط قلقاً على الوضع الأمني في ظل الفراغ والتجاذب القائم في الساحة المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وعدم وضوح حلول في الأفق، ومن مساعي أطراف إلى توتر أكبر في البلد لتحريك المياه الراكدة، ما يدفعه إلى العمل على تحييد الجبل عن تداعيات التوترات المحتملة.
إسرائيل تضغط على المغرب
في سياق الضغوط الأميركية – الإسرائيلية على دول عربية لإعلان الخصومة مع إيران وحزب الله، استجابت الرباط أخيراً لشن حملة ضد إيران والحزب على خلفية حربها مع جبهة البوليساريو. وتولى السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال إرسال رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يطلب فيها التدخل للضغط على إيران والحزب لوقف ما اسماه «عملية تقويض الأمن في دول المغرب العربي». وتحدث السفير المغربي عن أن «لإيران وحزب الله تواجداً في منطقة في جنوب الجزائر لتدريب مقاتلي البوليساريو وتسليحهم بطائرات مسيرة من صناعة إيرانية». ومع أن المغرب لم يقدم أي دليل على هذه الاتهامات التي بدأ توجيهها قبل مدة، إلا أن الحكومة اللبنانية تدرس الأمر على نحو جدي لاحتواء الموقف المغربي بعدما قال هلال إن «المغرب سيرد بقوة وسيتعاطى مع تبعات الأمر». مع الإشارة إلى أن لبنان لم يتبلغ رسمياً أي معطيات حسية تثبت الادعاءات المغربية كما هي الحال بالنسبة لدول أخرى من بينها الجزائر التي تصف ادعاءات المغرب بأنها استجابة لضغوط من قبل جهات معادية لإيران وحزب الله.

 

اللواء
الفراغ الرئاسي: الرياض لرئيس من رحم الطائف وواشنطن تحذّر من الأسوأ
«حزب الله» يقترب من تسمية فرنجية.. وميقاتي للتحقيق في تهرُّب جمركي
غداً، يكون قد مضى أسبوع كامل على مغادرة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قصر بعبدا، ايذاناً بطي صفحة، ليست مضيئة بتاريخ لبنان، وضعت البلد على سكة الانقسامات، وكادت ان تعيد عقارب الساعة الى الوراء، بمعنى تجاوز دستور الطائف، وإغراقه باشكالات، ومطالبات، بهدف تصديعه او تجاوزه لنظام حكم لا يخدم وحدة الثوابت التي تضمنتها مقدمة الدستور، لجهة الوطن الواحد النهائي لجميع ابنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، عربي الهوية والانتماء، وملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان، وبمبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، والانماء المتوازن للمناطق ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً كركن اساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام، الى آخر المسلمات الوطنية من «أ» الى «ي»، كما وردت في مقدمة الدستور المعمول به اليوم.
وعليه، تتجه الانظار اليوم الى مؤتمر احياء الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف الذي تنظمه الرياض في قصرالاونيسكو بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، وبمشاركة حشد من النواب والقوى السياسية والفعاليات. على ان يشهد الاسبوع المقبل جلسة جديدة هي الخامسة لانتخاب رئيس جمهورية، من دون ظهور اي بوادر تفاهم او اتفاق حتى الان وسط التجاذبات والمواقف العامة القائمة.
وعشية المؤتمر الذي تقيمه السفارة اليوم، زار السفير بخاري السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي حيث بحث معه في موضوع «اتفاق الطائف».
ويكتسب مؤتمر الاونيسكو اهمية بالتزامن مع الجهود المبذولة لانتخاب رئيس الجمهورية، على قياس الطائف، كدستور، انهى الحرب الداخلية، وفتح الباب امام الاستقرار، وعرف لبنان طوال مرحلة الحم بموجبه من مراحل من النمو والازدهار، والسيطرة على الانهيارات المالية، وعلى مستوى الدولار قبل التوصل الى اتفاق الطائف العام 1989.
وفي السياق، اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل ليست إلا رقما يتم إضافته إلى سجل الجلسات الانتخابية السابقة من حيث تعذر انتخاب رئيس للبلاد، مشيرة إلى أن هناك إمكانية أن يتم طرح أسماء قد تشكل مفاجأة، ولفتت إلى أن الأيام المقبلة تشهد. تكثيفا للاتصالات قبيل جلسة الانتخاب، على ان الثنائي الشيعي لم يحسم أمره بعد في دعم أي شخصية مع العلم أن معطيات أشارت إلى أن كتلة التنمية والتحرير تميل الى النائب السابق سليمان فرنجية.
ورأت هذه المصادر أنه في المقابل توحي الأجواء أن النائب ميشال معوض يحوز على أصوات المعارضة مع أصوات إضافية، لكنها غير كفيلة لأيصاله إلى سدة الرئاسة.
إلى ذلك، كررت المصادر ان البلد دخل مرحلة الشغور ورفع السقوف دون أي قرار بخفضها،وهذا يعزز أهمية على استحالة الوصول إلى أي تفاهم وانتخاب رئيس للبلاد قريبا.
وسط ذلك أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أنّ «الوضع في ​لبنان قد يزداد سوءًا، مع فراغ غير مسبوق في السلطة».
ووفقا لما اشارت اليه «اللواء» فإن الاتجاه لدى فريق 8 آذار الجهر بتسمية النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، بصرف النظر عن موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وقالت مصادر قيادية في 8 آذار لـ «اللواء» ان الملف اللبناني بشقيه السياسي والاقتصادي اكبر من جبران باسيل بكثير… قد يكون الرجل قادرا بمكان ما على الحصول على مراعاة شخصية من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حول بعض الملفات الداخلية غير الاستراتيجية، ولكن عند الحقيقة فان الاولويات والاستراتيجيات تتقدم على اي ملف اخر، وبالنسبة للحزب فان انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية بات اولوية استراتيجية غير قابلة للنقاش، وهذا الملف خرج من الزواريب اللبنانية الداخلية الى التفاهمات الاقليمية والدولية والعربية حول الملف اللبناني برمته، من هنا، فان مسالة الوقوف عند خاطر باسيل في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية خاضعة للمعايير الاخلاقية التي يتعاطى بها حزب الله مع حلفائه فقط لا غير بانتظار اللحظة الاقليمية والدولية التي ستأتي بفرنجية الى قصر بعبدا (راجع ص 3).
شيا: المواصفات الرئاسية
وعلى الخط الرئاسي، دخلت السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، اذ دعت لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع مصالح لبنان أولاً، في حساباته، ويكون قادراً على الحديث مع المجتمع الدولي.
وبالنسبة لحزب الله صرحت شيا بأنه «لا أجادل في أن حزب الله يمكن أن يكون براغماتيا أحيانا ولكنني لست في موقع يمكن أن يقيم مدى براغماتيهم في موضوع اتفاق الترسيم لأننا لا نتحدث معهم ولا حتى عبر وسطاء».
ووصفت السفير شيا في لقاء مع عدد من الإعلاميين، اتفاق ترسيم الحدود بأن اتفاق تاريخي، مطالبة بأخذ روحية بروحية في معالجة مشكلات أخرى عالقة.
مشيرة الى ان الاتفاق قد يكون ارضية لتفاهمات في المستقبل.
وقالت: لبنان بحاجة ماسة الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشروطه الثمانية، واعتبرت ان قرض الـ3 مليارات، ليس هو الاساس فالأهم من الاموال، هو الاتفاق» لانه يأتي بالاستثمارات لاحقاً بحد ذاته.
ورمت المسؤولية في ما خصَّ استجرار الغاز والكهرباء، على وزارة الطاقة، اذ طالت المفاوضات، وطالبت بتحسين الجباية، وانشاء الهيئة الناظمة للكهرباء، وهما شرطان يطالب بهما البنك الدولي لتوفير التمويل اللازم.
بروفة الخميس
بالمقابل، طرحت التعديات التي حصلت من قبل مناصري التيار الوطني الحر ضد المشاركين في حلقة «صار الوقت» الخميس الماضي، واستقدام عناصر من الجيش اللبناني للسيطرة على الموقف، مخاوف من لجوء اطراف تشعر بالاحباط السياسي من استخدام التوترات الامنية، وتوسيعها الى ايجاد بؤر توتر في غير منطقة.
وبقيت اصداء الفوضى التي شهدتها محطة ام تي في مساء امس بفعل غضب مناصري التيار الوطني الحر من المحطة، تتردد مثيرة موجة ردود فعل مستنكرة ومتضامنة مع المحطة ومع الحريات، اجتمع الرئيس ميقاتي اليوم مع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وتم البحث في الوضع الامني وعمل وزارة الداخلية. وشدد مولوي على «الامساك بالأمن خصوصا في هذه المرحلة».
نشاط ميقاتي
مع تسلحه بتوصية المجلس النيابي بمواصلة تصريف الاعمال بعد الفراغ الرئاسي، واصل الرئيس ميقاتي معالجة القضايا الملحة، فترأس امس، إجتماعا لممثلي الدول والهيئات المانحة من اجل مكافحة وباء الكوليرا،وشارك فيه وزير الصحة فراس الأبيض، وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض وسفراء: الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، كوريا الجنوبية، سويسرا، النمسا، استراليا، المانيا، الدانمارك، ايطاليا، كندا، المملكة العربية السعودية، القائم بأعمال سفارة الكويت، السكرتيرة الاولى لسفارة اليابان، القائم بأعمال سفارة النروج وممثلون عن البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، برنامج الأمم المتحدة الانمائي، اليونيسف، ووحدة إدارة المخاطر والكوارث في رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الانماء والاعمار.
كما التقى وزراء الداخلية بسام المولوي، والثقافة وسام مرتضى والاعلام زياد مكاري وتابع معهم شؤون وزاراتهم. كما إلتقى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وتم خلال اللقاء عرض للتطورات الأوضاع السياسية المحلية والدولية.
والبارز في نشاط ميقاتي امس ايضا لقاء سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق البحث «الى موضوع اتفاق الطائف، في ضوء اللقاء الذي تقيمه السفارة السعودية اليوم في قصر الاونيسكو، لمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للاتفاق».
من جهة ثانية، وجه رئيس الحكومة كتابا الى كل من وزارات الداخلية والبلديات والمالية (ادارة الجمارك) والدفاع الوطني والعدل والأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع والنيابة العامة التمييزية، يتعلق بإدخال بضائع من دون إستيفاء الرسوم المفروضة، جاء فيه: صرح أحد النواب بأن في مرفأ بيروت مافيا تقوم بإخراج أي كونتينر وتوصله لأي تاجر مقابل 5 إلى 10 الآف دولار من دون المرور بالجمارك. للتفضل بالاطلاع وإجراء التحقيقات اللازمة بالسرعة الممكنة بإشراف القضاء المختص والإفادة.
الى ذلك، ذكرت بعض المعلومات ان الرئيس ميقاتي سيزور مصر نهاية الاسبوع المقبل، للمشاركة في قمة المناخ العالمية التي تنعقد هذا العام في القاهرة يومي الاثنين والثلاثاء، على ان تشكل الزيارة مناسبة لمتابعة المحادثات التي اجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة الجزائر، خصوصا لجهة المساعدات المصرية الموعودة لا سيما اللقاحات في مواجهة الكوليرا وقد باتت في عهدة وزيري الصحة في البلدين.
كما علمت «اللواء» من مصادر السرايا الحكومية انه ستكون للرئيس ميقاتي لقاءات مع عدد من رؤساء وحكومات وممثلي عدد من الدول العربية والاجنبية المشاركة في القمة للبحث في مختلف الاوضاع المطروحة محلياً واقليمياً ودولياً.
مواقف
وفي المواقف ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ان «وضعنا بعد الفراغ الرئاسي ليس على ما يرام، فالحاجة والضرورة تقتضي إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتفاهم والتوافق، على الشخصية التي تلبي طموح اللبنانيين، بالحماية والعدالة والإنصاف، لا يكون مرتهنا للإملاءات من الداخل أو الخارج، لا يهاب في مصلحة وطنه أحداً، قادر على إخراج الوطن من الأزمات، التي تتفاقم في جميع المرافق الحياتية، وفي مقدمتها المعيشية والمالية، بالانفتاح على دول العالم بشرقه وغربه، باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب لفلسطين».
وغرّد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن عبر «تويتر»: «يغيب الحوار وتحل التوترات، ونعود الى جلسات إنتخاب أسبوعية أشبه بمسرحية مملة لا فائدة منها طالما لم نتوافق على رؤية إنقاذية وشخصية قادرة وجامعة، كل مواطن ومسؤول حر وحريص يشعر بالخجل من هذا العجز والإنحدار، لا تركنوا للعجز ولا تنتظروا الإملاءات الخارجية، حافظوا على الكرامة الوطنية»!
وتوقع عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية «ان تكون جلسة انتخاب الرئيس المقبلة كسابقاتها، لأنه لم يتم التوافق بعد على اسم للرئيس».
الوضع المعيشي
على الصعيد المعيشي، وعشية مناقشة اللجان النيابية المشتركة الكابيتال كونترول الاثنين، صدر جدول جديد لأسعار المحروقات امس، لحظ ارتفاعاً في سعر صفيحة البنزين بنوعَيه 9 آلاف ليرة، أمّا سعر صفيحة المازوت فتراجع 13 ألف ليرة، وقارورة الغاز 3 آلاف.
وقال رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله،: بعد ثلاثة أشهر من اليوم سيدفع الشعب فاتورة كهرباء مدولرة قابلة للزيادة في سعر الكيلو واط. فإلى الشارع والى الساحات للتصدي لرفع الدعم الكلي عن الكهرباء، ومن خلال الهاء الشعب بمناكفاتهم التحاصصية واشتباكهم السياسي ومن خلال الفراغ الكلي الذي اوصلونا اليه يحاولون تمرير كل متطلبات صندوق النقد الدولي وشروطه، ويبقى الخوف الاكبر هو ما يحضر للقطاع العام ولموظفيه في كافة الادارات ولمتقاعديه ومحاولتهم التخلص من ما يقارب 300 الف موظف ومتقاعد في القطاع العام.
المغرب يُحبط عملية تهريب مليوني حبة كبتاغون آتية من لبنان
أعلنت الشرطة المغربية أنها أحبطت، أمس، في ميناء طنجة شمال المملكة، عملية تهريب دولية لأكثر من مليوني حبة من مخدر الكبتاغون، كانت على متن باخرة قادمة من لبنان باتجاه ميناء في غرب أفريقيا.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان إنها تمكنت من «إجهاض عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المؤثرات العقلية، وحجز مليونين و18 ألفا و500 قرص مخدر من نوع كبتاغون».
وأوضحت أن هذه الشحنة تم ضبطها داخل حاوية بضائع كانت على متن باخرة تحمل علم دولة أوروبية، «انطلقت من أحد الموانئ بدولة لبنان ومتوجهة صوب ميناء في دولة في غرب أفريقيا»، لم يتم تحديدها.وأشارت إلى فتح تحقيق للكشف عن كافة «المرتبطين بالشبكة الإجرامية المتورطة في محاولة تهريب هذه الشحنات الكبيرة من المؤثرات العقلية … وتحديد تقاطعاتها وروابطها الإقليمية والدولية»، فيما لم يعلن بعد عن توقيف مشتبه بهم.
وتُعد حبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع، وتباع بسعر رخيص في الأسواق، ويرى فيها البعض بديلاً رخيصاً عن الكوكايين.
لكن هذا المخدر ليس منتشرا في المغرب، بخلاف الحشيشة التي تعد المملكة أهم منتجيها في العالم، وتعلن الشرطة المغربية بشكل متواتر إجهاض عمليات لتهريبها نحو أوروبا على الخصوص.

 

البناء
تصدع الاتحاد الأوروبي من بوابة العلاقة بالصين: ألمانيا تتميز تحت ضغط الأزمة
الخامنئي: العالم يتغير بتراجع أميركي وانتقال الثقل الاقتصادي الى آسيا وصعود المقاومة
اتهامات متبادلة في إشكال أم تي في والملف عند الجيش والقضاء… ودعوات للخطاب العقلاني
انشغلت الأوساط الدولية عموماً والأوروبية خصوصاً بالزيارة المفاجئة للمستشار الألماني أولاف شولتز الى الصين، وما رافقها من مواقف ألمانية تدعو للاستثمار على دور الصين في الوساطة مع روسيا من جهة، ولبناء علاقات تعاون اقتصادي مفتوحة مع الصين. وتحدث المصادر الألمانية المرافقة لشولتز عن اعتراضات أميركية وأوروبية، ومنها مواقف لوزيرة الخارجية الألمانية لخطوة شولتز، خصوصاً بعد مصادقته على بيع حصة كبيرة تعادل ربع الأسهم من مرفأ هامبورغ الألماني لشركة صينية، وتحدث الإعلام الأوروبي عن رفض شولتز عرض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على شولتز أن يترافقا معاً في الزيارة لإعطائها الطابع الأوروبيّ، معتبراً العرض محاولة لتمييع وظيفة الزيارة التي يريدها شولتز إعلان انفتاح على دور سياسي واقتصادي للصين بصفتها دولة عظمى. وحضرت قراءة الزيارة في الصحف الأميركية بصفتها تعبيراً عن ظهور أولى علامات الإعياء على أوروبا واقتصادها تحت وطأة تكاليف الحرب في أوكرانيا والخصومة مع روسيا.
إقليمياً لفت الاهتمام، الكلام الصادر عن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، الإمام علي الخامنئي في ذكرى اقتحام الطلاب الإيرانيين للسفارة الأميركية في طهران، ليلاقي الكلام الروسي الصيني في قراءة المشهد الدولي المتغير، مع تقديم شرح مفصل من زوايا جديدة لفهم المتغيرات، ومما قاله الخامنئي أن «النظام العالمي الحالي في حالة تغير، وسوف يسود نظام جديد». وقال إن «هناك ثلاثة خطوط عريضة في هذا النظام الجديد، وهي انزواء أميركا، وانتقال القوة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية من الغرب إلى آسيا، وانتشار فكر المقاومة وتوسّع جبهتها مقابل الغطرسة».
لبنانياً، مع استمرار الغموض حول آفاق الخروج من المأزق الرئاسي والعجز الحكومي، بعدما سحب رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته للحوار، في ظل المواقف المعلنة لبكركي خصوصاً وكتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، جاء الإشكال الذي شهدته استديوهات قناة أم تي في خلال برنامج صار الوقت، بين جمهور المشاركين في البرنامج، وتدخل جهاز أمن القناة في الإشكال، وتبادل التيار الوطني الحر والقناة الاتهامات بالمسؤولية عن الإشكال، بعدما وضع الجيش حداً للإشكال الأمني ووضع القضاء اليد على البتً بتحديد المسؤوليات، بينما فتح الإشكال العين على مستوى التشنّج الذي يهدّد بأكثر من حادث أمني، وفرض الدعوة لتهدئة الخطاب السياسي، والابتعاد عن الحقن والتحريض الذي يهدد الاستقرار، ويشارك فيه أغلب الأطراف ولا يتورّعون عن منحه البعد الطائفي.
لم يمر الأسبوع الأول من الشغور في سدة الرئاسة الأولى على خير، فقد عاد الأمن الى الواجهة ليملأ الفراغ الرئاسي الذي يترافق مع وجود حكومة تصريف أعمال متنازع على دستوريتها وشرعيتها، وقد شاهد اللبنانيون نموذجاً من التفلت الأمني على الهواء في استديو «أم تي في» بين مناصري التيار الوطني الحر ومناصري النائب وضاح الصادق، فيما يستمرّ المجلس النيابي بعجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية بسبب تشتت الكتل النيابية وصعوبة اتفاق 4 أو 5 كتل على مرشح، ما يزيد المخاطر من حصول أحداث أمنية متنقلة في مناطق مختلفة مع توافر مؤشرات أمنية مقلقة تمثلت باكتشاف الأجهزة الأمنية شبكات إرهابية تتحرّك على الحدود اللبنانية السورية وبعض الأفراد بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي ويزداد الخطر في ظل تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وقد حذرت مصادر مطلعة عبر «البناء» من خطر استغلال جهات داخلية وخارجية الفراغ السياسي والاشتباك الطائفي حول صلاحيات الحكومة المستقيلة في إدارة شؤون البلد، والظروف الاقتصادية والاجتماعية، لمحاولة إشعال الوضع الأمني وتهديد الاستقرار الأمني الذي نعم به لبنان خلال العام الماضي، وتحقيق أهداف سياسية مبيّتة. مشيرة الى أن الأجهزة الأمنية لا سيما الجيش اللبناني سيكون لهم دور كبير في حماية السلم الأهلي.
كما حذّرت من محاولة بعض الجهات الإقليميّة من إدخال لبنان في توتر سياسي ببعد طائفي ومذهبي للتشويش على إنجاز ترسيم الحدود الذي تحقق بوحدة المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة والدولة. وتشير الى ما كان قد حذر منه قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل أيام من محاولات لضرب الأمن، وتشديده على أن الجيش لن يسمح باستغلال حالة الفراغ لاستهداف الأمن.
وتفاعل الإشكال الذي حصل داخل استديو محطة «ام تي في» وخارجه مساء الخميس الماضي بين مناصري التيار الوطني الحر ومناصري النائب وضاح الصادق، على المستويين السياسي والقضائي والإعلامي، في ظل اتهامات متبادلة بين التيار وإدارة المحطة بتدبير هذا الإشكال لأهداف سياسية.
وتوقعت أوساط سياسية عبر «البناء» أن تتحرك ملفات عدة أمنية وقضائية دفعة واحدة وكانت نائمة في الأدراج، وذلك لخلق حالة توتر وضغط سياسية الى الحد الأقصى لاستخدامها في التفاوض في الاستحقاق الرئاسي.
وإذ أشار الإعلامي مارسيل غانم الى انه تقدم بدعوى قضائية ضد التيار، متهماً إياه بالتخطيط للهجوم على المحطة بهدف شد العصب الطائفي للتيار في الساحة المسيحية، كشف مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن مناصري التيار الذين كانوا يشاركون في حلقة «صار الوقت» تعرضوا لكمين محكم ومدبّر من القناة والقيمين السياسيين على البرنامج والمحطة داخل الاستديو واستكمل خارجه، موضحة أن أغلب الجرحى هم من طلاب الجامعات ما يدحض كل الحديث عن وجود حرس قديم للتيار ومناصرين أتوا من خارج المنطقة لتنفيذ مخطط وفق ما ادعى مقدّم البرنامج. متوقفة أمام الكم الكبير من الشتائم والاستهداف والتحريض السياسي الذي تعرّض له التيار ورئيسه جبران باسيل والرئيس ميشال عون، حيث تم تحميل العهد مسؤولية مسلسل الانهيارات الاقتصادية والمالية والأحداث الأمنية حتى تفجير مرفأ بيروت، ما يجافي الحقيقة ويمنح صك براءة لكل منظومة الفساد وتدمير لبنان منذ عقود واستكملت هذا التدمير بوضع عراقيل أمام مسيرة العهد في الإصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة.
وكشف المصدر أيضاً عن وجود مسلحين تابعين لحماية المحطة وعمدوا الى اطلاق النار في الهواء لإرهاب مناصري التيار، داعياً القوى الأمنية والأجهزة القضائية الى تفريغ محتوى كاميرات المراقبة في المنطقة بداخل الاستديو وخارجه لكشف حقيقة ما حصل. مشدداً على أن الوقائع الأولية تكشف عكس ما تم بثه من أكاذيب وتلفيق.
أما الهدف من افتعال هذا الاشتباك الأمني، فيعزو المصدر السبب الى استكمال استهداف التيار سياسياً بعدما أصيبوا بصدمة بالمشهد الذي شهده محيط قصر بعبدا أثناء انتقال الرئيس ميشال عون الى الرابية، فأرادوا احتواء هذا المد الشعبي الكبير الذي سيصرف ويترجم في السياسة في القريب العاجل لا سيما في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية المقبلة، وأكد المصدر العوني أن المعركة مع المنظومة لم تنتهِ بخروج الرئيس عون من قصر بعبدا، بل ستبدأ وستتجسّد بمراحل ومواقع عدة.
وإذ علمت «البناء» أن أحد كوادر التيار الوطني الحر سيعقد مؤتمراً صحافياً لشرح ملابسات الحادث، وموقف التيار منه، أشار المصدر أن التيار لم يقرر الخطوات الذي سيلجأ اليها لتبيان الحقيقة والادعاء على إدارة القناة بسبب تهجمهم على مناصري التيار.
وحضرت حادثة «أم تي في» والوضع الأمني عموماً، في اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الذي شدد على «الامساك بالأمن خصوصاً في هذه المرحلة». كما اجتمع ميقاتي مع وزير الإعلام زياد مكاري وتم البحث في شؤون سياسية وإعلامية.
ومن المتوقع أن يؤدي مؤتمر إحياء الذكرى الـ33 لتوقيع اتفاق الطائف الذي ينظمه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الى مزيد من التوتر الطائفي والسياسي في ظل الاتهامات التي توجهها السعودية وحلفاؤها في لبنان لقوى أخرى كحزب الله والتيار الوطني الحر بالمسّ بالطائف.
وعلمت «البناء» أن السفير البخاري سيوجه رسائل عالية السقف للتأكيد على الحضور السعودي المباشر بالساحة السياسية اللبنانية وبأن المملكة هي المرجعية للطائفة السنية في لبنان ولا تعترف بأي قيادة أخرى، ما يعني تكريس السعودية كأمر واقع بحيث تجري مفاوضاتها في الاستحقاقات والملفات لا سيما رئاسة الجمهورية، وليس كما كان سائداً في السابق حيث كان الرئيس سعد الحريري وقوى أخرى وكلاء للسعودية في لبنان. كما سيحذر البخاري الأطراف اللبنانية وجهات خارجية منها فرنسا من أي مس باتفاق الطائف لكونه المظلة الوحيدة المتبقية لضمان استمرارية مصالحها وحضورها ومشاركتها في النفوذ في لبنان وذلك بعد إقصاء الحريري وتشتت القوى السنية بين ولاءات وانتماءات عدة، ولذلك تريد السعودية اظهار أن أغلب النواب السنة تحت لواء السفارة السعودية في لبنان.
وعلمت «البناء» أن الضغوط السعودية نجحت بتأمين حضور أغلبية النواب السنة لحضور المؤتمر باستثناء البعض الذين لا يوافقون على السياسة السعودية في لبنان والذين سبق وقاطعوا اجتماع السفارة السعودية منذ حوالي الشهر.
ويحضر المؤتمر نواب سنة ومن طوائف أخرى، وشخصيات سياسية شاركت في الطائف كالأخضر الإبراهيمي.
وكان ميقاتي استقبل أمس السفير البخاري وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق البحث الى موضوع «اتفاق الطائف»، في ضوء اللقاء الذي تقيمه السفارة اليوم.
وفي موقف أميركي لافت، اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أنّ «الوضع في لبنان قد يزداد سوءًا، مع فراغ غير مسبوق في السلطة».
وذكرت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، في حديث لصحافيين، «أنّني لا أجادل في أن «حزب الله« يمكن أن يكون براغماتياً أحياناً ولكنني لست في موقع يمكن أن يقيم مدى براغماتيتهم في موضوع اتفاق الترسيم لأننا لا نتحدث معهم ولا حتى عبر وسطاء».
في غضون ذلك، لم يسجل المشهد الرئاسي أي جديد، في ضوء المراوحة التي أظهرتها وقائع ومواقف الكتل النيابية في جلسة مناقشة رسالة الرئيس عون الى المجلس النيابي، والتوتر السياسي والطائفي الذي رافقها.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيستمر في مساعيه لإدارة حوار بالمفرق بين القوى السياسية على أن يتولى حزب الله التواصل والحوار مع الرئيس عون والنائب باسيل، لمحاولة التوصل الى قواسم مشتركة للاستحقاق الرئاسي ومواصفات موحدة لمرشحين يجري تسويقهم لدى الأطراف الأخرى. لكن الأوساط استبعدت أن يتغير المشهد الرئاسي حتى جلسة الخميس المقبل التي دعا اليها الرئيس بري. متوقعة استمرار الفراغ لأشهر عدة قبل أن تتوافر ظروف داخلية وإقليمية ودولية مساعدة لانتخاب الرئيس، متوقعة أن يتحرك الملف الرئاسي جدياً بعد الانتخابات النصفية الأميركية وتبلور المشهد الإقليمي لا سيما المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وعلى الرغم من الحراك الذي يدور على خطوط القاهرة والرياض وطهران وباريس، لمحاولة إيجاد مساحة مشتركة بين اللبنانيين حيث يجري البحث في مجموعة أسماء وفق معلومات «البناء»، توقع مصدر ديبلوماسي سابق لـ»البناء» أن يتريث الخارج بالتدخل الفعلي لإيجاد حل للأزمة اللبنانية بسبب انشغال قوى إقليمية ودولية بالصراعات والحروب وأزمة الطاقة العالمية، ومشيرة الى أن استمرار قوى سياسية وكتل نيابية على مواقفهم من ترشيح مرشح معين يعكس عدم حماسة الخارج للتدخل المباشر.
وإذ نقل عن باسيل قوله إن تكتله النيابي لن يصوّت بورقة بيضاء في الجلسة المقبلة، نفت مصادر التيار الوطني الحر عبر «البناء» هذا الأمر، موضحة أن التكتل لم يحسم موقفه بعد، على أن يحدد توجهه بعد اجتماع التكتل الثلاثاء المقبل.
وشدد البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الى أن «مقدمة الدستور تشير الى أن لا شرعية لسلطة تناقض الذي هو العيش معًاً مسيحيين ومسلمين بالاحترام المتبادل، وضمانة عقيدة كل دين وممارساته وتقاليده، والمشاركة المتوازنة في الحقوق والواجبات، وفي حكم البلاد وإدارة الدولة. انه الحوار اليومي بين المسلمين والمسيحيين القائم على ثلاثة: حوار الحياة، وحوار الثقافة، وحوار المصير. هذا العيش المشترك في لبنان يتعثّر حاليًا لان قاعدة لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه كما تعلنه مقدمة الدستور، لم يواكبه بكل أسف لدى البعض من شعبه «الولاء للبنان دون سواه».
في المقابل رأى رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله»، الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك ان «وضعنا بعد الفراغ الرئاسي ليس على ما يرام، فالحاجة والضرورة تقتضيان إنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتفاهم والتوافق، على الشخصية التي تلبي طموح اللبنانيين، بالحماية والعدالة والإنصاف، لا يكون مرتهناً للإملاءات من الداخل أو الخارج، لا يهاب في مصلحة وطنه أحداً، قادر على إخراج الوطن من الأزمات، التي تتفاقم في جميع المرافق الحياتية، وفي مقدمتها المعيشية والمالية، بالانفتاح على دول العالم بشرقه وغربه، باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت الغاصب لفلسطين».
على صعيد آخر، توفي جريح جديد من جرحى انفجار مرفأ بيروت، وهو شهيد الدفاع المدني عبد الرحمن بشيناتي.
وتوعّد المتحدّث باسم «تجمع أهالي شهداء وجرحى ومتضرّري انفجار مرفأ بيروت»، ابراهيم حطيط السلطة بتحركات صاعقة «نشلّ به حركة مطار بيروت الدّولي بأيّ وقت من الأوقات، ما لم نلمس تجاوبًا قريبًا».