افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 6 أيار، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس، 19 أيار 2022
اتحاد العائلات البيروتية: معركة كسر عظم و«حركة تصحيحية»
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 30 كانون الأول، 2019

اللواء
ارتياح لبناني للحراك السعودي.. والأسماء في قبضة السيناريو النيابي
قلق مسيحي من نضوج التفاهمات.. واستطلاع أوروبي لضغوطات الأزمات على الرئاسة المفقودة
الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي وليد بخاري في يومها الثالث،موضع متابعة دقيقة، باعتبارها نقطة الضوء الكاشفة لمسارات إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان كأولوية للمملكة العربية السعودية، مستمدة من روح الطائف، التي أدت الى اعادة بناء المؤسسات، وتكريس مبدأ الوحدة الاسلامية- المسيحية.
وفي غمرة الانخراط الاميركي والفرنسي والعربي في البحث عن مقاربة ممكنة للاحتكام مجددا الى المجلس النيابي وكسر حلقة التصلب والمراوحة في المواقف، كان لافتا ما قاله النائب المستقل غسان سكاف من بكركي، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من ان «هناك بصيص امل في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وقد حصرنا الاسماء بـ3 من اصل 11 تم البحث فيها».
وفي المقلب المسيحي الآخر، تتكثف الاتصالات البعيدة عن الاضواء لمواجهة اي احتمال لوصول سليمان فرنجية الى بعبدا في ضوء تراجع «القنوات» او الاعلان عن عدم وجودها اصلاً.
وفي الاطار ينقل عن اجواء التيار الوطني الحر انه ليس في وارد التراجع تحت اي اعتبار عن رفضه لتغطية وصول فرنجية الى قصر بعبدا.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الحركة السياسية التي سجلت مؤخرا تحت عنوان الأستحقاق الرئاسي قد تخف نوعا ما لاسيما إن لم يتم تلقف المساعي بشأنها،ولاحظت أن المعارضة بدورها تنتظر الساعة الصفر لإطلاق أسماء مرشحة جديدة لكن المسألة تتصل بتوحيد الخيارات بين افرقائها.
وقالت المصادر أن كلام البطريرك الراعي يوم الاحد في عظته قد تؤشر إلى مناخ معين لاسيما بعد اللقاء الذي جمعه مع السفير السعودي وليد البخاري الذي اوصخ عدم تدخل بلاده في هذا الإستحقاق.
في هذه الأثناء، رأت المصادر أن رئيس تيار المردة النائب فرنجية لن يقدم على أي خطوة تتصل بإنسحابه من السباق الرئاسي ما لم تصل إليه اجواء مقفلة بالنسبة إلى بقائه كمرشح مطروح.
حركة بخاري
وقوبلت حركة السفير بخاري بارتياح لبناني، نظرا للمقاربة الصحيحة الجارية للاستحقاق الرئاسي، وما يمكن ان يترتب عليه من تحسن في الوضع الداخلي اللبناني.
ففي المصيطبة، كانت محطة بارزة للسفير بخاري اذ التقى الرئيس تمام سلام، الذي كشف ان البحث تركز على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن منعا لاطالة مدة الفراغ ودخول لبنان في المجهول»، حسب مصدر موثوق به في دارة المصيطبة.
ووفق ما اعلن بخاري في تغريدة له عبر «تويتر»: جرى عرض المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية، والعلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، وحرص المملكة على استقرار لبنان وازدهاره.
ولاحقاً، استقبل بخاري في مكتبه بالسفارة نظيره الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف. «وجرى استعراض العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين واستعراض أبرز مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المُشتركة لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
ويزور بخاري اليوم بنشعي للقاء المرشح سليمان فرنجية، بوصفه رئيس تيار المردة، وفي اطار المواكبة لما يجري، زار فرنجية بعيدا عن الاعلام عين التينة، للاطلاع على ما تجمع لدى رئيس المجلس، ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي السياق كانت زيارة لنائب رئيس المجلس الياس بوصعب الى بنشعي حيث تباحث مع فرنجية بنقاط، لم تعكس حقيقتها التصريحات التي صدرت عنه بعد الزيارة.
وفي موقف، يحمل دلالات، غرَّد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قائلاً: اعلنا دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الاخرى مرشحها او مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي.
الوفد القطري
الى ذلك، لم يظهر اي جديد في حركة الوفد القطري البعيدة من الإعلام، والذي تردد أنه يضم شخصيتين رفيعتين أحدهما من وزارة الخارجية والثاني من جهاز أمني، لكن معلومات «اللواء» انه التقى المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، ومسؤولين في حزب الله ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وشخصيات اخرى.
واكدت معلومات مصادر «اللواء» انه لم يحمل اسماً لرئاسة الجمهورية ولا اي مبادرة جديدة، وان زيارته تهدف الى استطلاع اراء القوى السياسية في اطار التحضير لعقد اللقاء الخماسي العربي– الدولي قريباً في الدوحة لنقل آخر الاجواء اللبنانية الى المؤتمرين.
الوفد البرلماني الاوروبي
وفي تحرك آخر، وفي اطارِ جولتِه على عددٍ من المسؤولينَ السياسيين، التقى الوفد البرلماني الأوروبي رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في بيت الكتائب المركزي في حضور النواب: الدكتور سليم الصايغ، الياس حنكش، وضاح الصادق، مارك ضو، نعمت افرام والوزير السابق زياد بارود.
وضم الوفد الاوروبي: رئيس الحكومة الروماني السابق النائب في الاتحاد الاوروبي داسيان سيولوس، عضو لجنة الدفاع في الاتحاد الأوروبي النائب كريستوف غرودلر، وعضو لجنة الخارجية الفرنسية النائبة صاليما يانبو، والنائب جورجيوس كريستوس الصحافي المناهض للفساد.
وحسب بيان لحزب الكتائب، اكد الوفد على القرارات والتوصيات التي تقدمت بها كتلته النيابية في البرلمان الاوروبي، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الفساد وملاحقة المسؤولين اللبنانيين وتجميد اموالهم، كما الدفع نحو تحقيق العدالة وعدم السماح بالافلات من العقاب وتوجيه القضاء الاوروبي لدعم استقلالية القضاء اللبناني في التحقيقات بدءا من قضية تفجير بيروت وصولا الى سرقة اموال المودعين.
كذلك تركز النقاش حول موضوع رئاسة الجمهورية وكيفية تحقيق اختراق في العملية السياسية من دون فرض مرشح فريق على الفريق الآخر، والتأكيد على ان الرئيس المقبل يجب ان يكون حرا ومستقلا عن اي فريق يسعى لتسخيره لمصالحه الفئوية، وبالتالي من الضروري العودة الى اصول اللعبة الديمقراطية وعدم محاولة فرض معادلة اما هذا المرشح او التعطيل وكذلك الخروج من معادلة السلة التي تتضمن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وفي موضوع النازحين استطلع الوفد الآراء حول كيفية المساعدة على معالجة الملف. فقدم رئيس الكتائب شرحاً مفصلاً لرؤية حزب الكتائب لحل ازمة السوريين في لبنان طالباً من الاتحاد الأوروبي اعتماد مقاربة مختلفة للمعالجة وضرورة اعتبار معظم السوريين في لبنان لاجئين اقتصاديين بعد توقف القتال في سوريا والمساعدة على اعادتهم الى بلدهم سالمين، وتقديم الدعم لهم في بلدهم لاعادة بناء قراهم ومدنهم، مؤكداً ان لبنان لا يمكنه الاستمرار وحيداً في تحمل اعباء هذا الوجود في ظل ازمته الراهنة.
كما زار الوفد الاوروبي ممثلي التيار الوطني الحر في المقر العام في ميرنا شالوحي، حيث التقى كلاً سيمون أبي رميا، ندى البستاني، وسيزار أبي خليل، وجرى البحث في التطورات على الساحة اللبنانية.
وحسب بيان للتيار، جرى البحث في التطورات على الساحة اللبنانية لا سيما الانتخابات الرئاسية التي يجب ان تبقى شأنا لبنانيا. وسلّم التيار الوفد ورقة الأولويات الرئاسية التي يجب ان تشكل ورقة إنقاذية يتوافق عليها الجميع اذ على الرئيس ان يتمتع بدعم مسيحي ويكون لديه بعد وطني. كما تناول اللقاء الاصلاحات المطلوبة خصوصا لجهة مكافحة الفساد حيث عرض التيار للخطوات التي قام بها في هذا الاطار من رفع نوابه للسرية المصرفية كما لاقتراحات القوانين التي تقدموا بها في موضوع مكافحة الفساد.
كما التقى عضوا كتلة اللقاء الديمقراطي النائبان بلال عبدالله وراجي السعد الوفد النيابي الأوروبي. وكشف عبدالله عبر أن «اللقاء الديمقراطي» شرح للوفد أهمية المساعدة بتسوية سياسية داخلية تنتج رئيسا توافقيا يستطيع أن يلمّ الشمل اللبناني، ويقوم بالإصلاحات المطلوبة ويعيد فتح لبنان على عمقه العربي والدولي.
وأضاف عبدالله «لقد تطرقنا للتقارب السعودي – الإيراني وضرورة استفادة لبنان منه بإطار خفض السقوف السياسية والحث على الإسراع في عملية انتخاب رئيس للجمهورية بتسوية داخلية لبنانية مستفيدة من المناخ العربي والدولي والإقليمي، ومن شأنها اعادة رسم تشكيل حكومة إصلاحية والشروع بخطة التعافي الإقتصادي لإنقاذ ما تبقى من البلد».
وتابع عبدالله:«ناقشنا مفصّلاً الأوضاع الداخلية اللبنانية الاقتصادية والسياسية، والوضع الدستوري، وأوضاع النازحين السوريين وأهمية معالجة هذا الملف على قاعدة تخفيف العبء عن لبنان وايجاد الحل السياسي المنطقي بالعودة الآمنة والطوعية وتأمين الضمانات العربية والدولية، بالإضافة إلى ضبط الحدود».
كما زار الوفد قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. كما استقبل عون القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان، وجرى التداول في شؤون مختلفة.
ميقاتي في لندن
الى ذلك، غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى لندن لتمثيل لبنان في حفل تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث، والتقى امس، ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح في مقر اقامة ولي العهد في لندن.
شارك في الاجتماع وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى وسفير الكويت بدر محمد العوضي.
وجرى في خلال اللقاء عرض العلاقات الوطيدة بين لبنان والكويت وابرز المستجدات على الساحتين العربية والدولية.
الاستماع الى خليل
على الصعيد القضائي، انتهت جلسة الاستماع التي عقدت امس، إلى وزير المال يوسف خليل من قبل الوفد القضائي الاوروبي، وقد دامت نحو ساعتين ونصف الساعة، وغادر خليل قصر العدل، بعدما شرح طبيعة عمله في مصرف لبنان. ووعد بتقديم مستندات تتضمن النصوص القانونية الخاصة بالمصرف المركزي.
وتسلمت الوفود مستندات من رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومن ندى مخلوف الموظفة في شركة «ديلويت» للتدقيق المالي.
وأنهت الوفود مهمتها وغادرت بيروت مساء.
وبعد قرار صرفها من الخدمة القضائية استمرت المواقف المؤيدة والمعارضة لأدائها،، وناشدت القاضية غادة عون المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في تغريدة عبر تويتر انقاذ الشعب المظلوم والمسروق من «المافيا»، وقالت: لقد طُردت من منصبي لا لأسباب تتعلّق بالفساد والإهمال بل لأسباب تافهة.
ويستعد التيار الوطني الحر لتسيير تظاهرة مساء غد امام منزل القاضي سهيل عبود، بوصفه رئيس المجلس التأديبي للقضاة، في بلونة- كسروان، للضغط باتجاه كسر قرار طرد عون من القضاء.

 

البناء
انهيار أسهم المصارف الأميركية… وبايدن يحذر النواب من خطورة عدم رفع سقف الدين
الصفدي يبشر باستعادة سورية لمقعدها في الجامعة الأحد… ما يعبّد طريق الأسد إلى القمة
البخاري الى بنشعي… وسكاف: لائحة بكركي ثلاثة… فهل يشارك الرئيس المنتخَب في القمة؟
وسط اشتعال جبهات أوكرانيا، وإعلان روسيا أن العقاب على استهداف الكرملين لم يبدأ بعد، وسط تأكيدات هروب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى فنلندا وإقامته فيها، تتزايد احتمالات التصعيد على جبهات القتال، بينما في السودان تتصدّر الأحداث المساعي المبذولة للتوصل إلى جولة مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، تتصدّرها المباحثات التي ستجري في اجتماع مجلس الجامعة العربية يوم غد الأحد، بينما حملت أخبار واشنطن تطوراً خطيراً في الأسواق المالية تمثل بالتسابق على سحب الودائع من أكثر من مئة مصرف ترتب عليها انخفاض متفاوت في أسعار أسهم مئة وثلاثين مصرفاً، وبلغ الانهيار نسبة 45% في بعضها، كما كان حال مصرف باك ويست، وبالتوازي كان الملف المالي الحكومي على نار حامية، حيث يتمسك النواب الجمهوريون بعدم تمرير تشريع يرفع سقف الدين، حيث تقترب أكثر فأكثر مع اقتراب أول حزيران، المهلة الأخيرة قبل نفاد القدرة على تمويل الدولة، وهو ما دفع الرئيس جو بايدن إلى تحذير النواب الذين سوف يلتقيهم الثلاثاء من خطورة ما يفعلونه، متهماً الجمهوريين باتخاذ اقتصاد البلاد رهينة برفضهم رفع سقف الدين ما لم يتم إدخال تعديلات جوهرية على الموازنة.
في المنطقة تتجه الأنظار غداً نحو اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي سوف يبحث مبادرة عربية لوقف النار في السودان، لكن مصدر الاهتمام يعود لكون الاجتماع سوف ينعقد مجدداً الأحد للبحث بقرار لاستعادة سورية مقعدها في الجامعة العربية، وهو ما بشر باقتراب حدوثه وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، الذي قال إن لدى سورية ما يكفي من الأصوات لاستعادة مقعدها. ووفق مصادر عربية متابعة لمجريات التحضير للقمة العربية فإن السعودية التي قادت انعقاد اجتماعَيْ جدة وعمان، كانت تقوم بالتحضير للقمة العربية، وتوفير الظروف لمشاركة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد فيها، فضمنت الرياض في اجتماع جدة بمشاركة دول مجلس التعاون مع مصر والأردن والعراق تفويضاً خليجياً بتمثيل المجلس في اجتماع عمان الخماسي المشترك مع دمشق والقاهرة وبغداد وعمان، الذي خرج ببيان يثمن مواقف سورية لجهة التعاون في ضمان الأمن وعودة اللاجئين والعفو العام، ويعلن تأييدها في مواجهة الإرهاب وتفكيك الميليشيات وانسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية، بما مهّد الطريق لمناقشة استعادة سورية لمقعدها على قاعدة نتائج الاجتماع الذي أبلغت فيه سورية المشاركين بما سبق لها وأكدته مراراً، لكنه شكل هذه المرة مدخلاً لموقف عربي يتيح حسم أمر استعادة سورية لمقعدها، تمهيداً لمشاركة رئيسها في القمة، من موقع التسليم بانتصار سورية والعلاقة المميزة بينها وبين السعودية التي تقف خلف كواليس كل هذه التحضيرات.
لبنانياً، قطعت الرياض المرحلة الأولى من مسيرتها نحو المداخلة الرئاسية بإعلان أن الأولوية هي لانتخاب رئيس وإنهاء حال الفراغ الرئاسي، أي رفع الغطاء عن سلاح تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، ونقل الملف الرئاسي من خطر التعطيل الى المنافسة، وبالتوازي أبلغت رفع الفيتو عن المرشح سليمان فرنجية، وكان السلاح الرئيسي لمعارضي فرنجية يقوم على ثنائية تعطيل النصاب، والفيتو السعودي، ويبقى أن الكتل النيابية الصديقة للسعودية والتي ليس لديها مشكلة مع انتخاب فرنجية، سوف تقوم باستطلاع درجة التشجيع على السير بانتخاب فرنجية. والمعني هنا كتلة اللقاء الديمقراطي وعدد من النواب المستقلين، يزيد مجموع النواب الذين يمثلونهم عن العشرين نائباً، بما يضمن بانضمامهم الى انتخاب فرنجية حسماً للمعركة الرئاسية لصالحه، ويجري الحديث عن زيارة للسفير السعودي وليد البخاري الى بنشعي اليوم للقاء الوزير السابق سليمان فرنجية، في لقاء هو الأول منذ الاجتماع الذي دعت إليه السفارة السعودية في ذكرى اتفاق الطائف في اليونسكو وكان تلقى فرنجية معاملة متميّزة خلاله، وتحمل الزيارة رسالة واضحة لمن يهمه الأمر بأن القنوات مع فرنجية سالكة، بينما قالت مصادر نيابية إن النائب غسان سكاف نجح خلال لقائه مع البطريرك بشارة الراعي بحصر لائحة بكركي من أحد عشر اسماً مرشحاً الى ثلاثة، بينهم المرشحان سليمان فرنجية وميشال معوض، ورجحت أن الاسم الثالث هو الوزير السابق زياد بارود، وسط سعي من بعض نواب التغيير والمستقلين لجعله مرشحاً مشتركاً مع التيار الوطني الحر، الذي لم يسحم خياراته بعد في حال الدعوة لجلسة انتخاب قريبة، وسط تساؤلات امام انعقاد القمة العربية واستضافتها الرئيس السوري، عن فرضية الدعوة لجلسة انتخاب رئاسية قبل القمة تتيح مشاركة الرئيس اللبنانيّ المنتخب في القمة ولقائه بالقادة السعوديين؟
وواصل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري جولته على القوى السياسية اللبنانية وزار أمس الرئيس تمام سلام في دارته في المصيطبة وتم عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. وتم التشديد على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن منعا لاطالة مدة الفراغ ودخول لبنان في المجهول»، بحسب بيان صادر عن مكتب سلام.
ويزور بخاري اليوم بنشعي للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تردد أنه زار والوزير السابق يوسف فنيانوس رئيس مجلس النواب نبيه بري في أعقاب زيارة البخاري الى عين التينة أمس الأول.
وأشارت أوساط مطلعة لـ«البناء» الى أن «طبخة التسوية الرئاسية على النار وصارت أقرب من أي وقت مضى على الرغم من بعض العقد التي لازالت تعيق طريق التخريجة النهائية للتسوية، لا سيما العقدة المسيحية»، لافتة الى أن زيارة السفير السعودي بالشكل الى المرجعيات السياسية بعد عودته من السعودية وتغير في خطابه والمصطلحات التي استخدمها والرسائل بين السطور تشكل دليلاً على ليونة في الموقف السعودي وهذا بدا واضحاً في ملامح وجه الرئيس بري خلال استقباله السفير السعودي».
وتلفت المصادر الى أن «الوساطات التي يقوم بها أكثر من طرف لا سيما نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب غسان السكاف وآخرين للبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه للأطراف المعارضة لانتخاب فرنجية لا سيما وأن هذه الأطراف لا تستطيع الاستمرار بسياسة التعطيل لمدة طويلة وفي نهاية المطاف ستذهب مكرهة لتسمية مرشح أو اثنين والنزول الى المجلس النيابي لخوض المعركة الانتخابية ضد المرشح المدعوم من ثنائي حزب الله وحركة أمل»، موضحة أن التقارب السعودي – السوري اضافة الى التفاهم الايراني السعودي سينعكس حكماً على لبنان في وقت قريب».
وفي سياق ذلك، نقل مصدر نيابي لبناني وفق معلومات «البناء» عن جهة ديبلوماسية متابعة للزيارات المتبادلة بين سورية والسعودية، أنه وخلال استعراض المسؤولين السوريين والسعوديين للملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي، طلبت السعودية ضمانات مباشرة من سورية لكي تغطي تسوية سياسية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ومشاركة السعودية في تقديم الدعم المالي للبنان.
وفي اطار جولاته على الاطراف السياسية زار بوصعب رئيس المردة سليمان فرنجية في بنشعي. وقال بعد اللقاء: وجدت لديه كل الانفتاح للتواصل والحوار والتفاهم مع كل الفرقاء.
بالتوازي زار النائب غسان سكاف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. وقال سكاف بعد اللقاء: «هناك بصيص امل في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وقد حصرنا الاسماء بـ3 من اصل 11 تم البحث فيها».
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة الوزير السابق غازي العريضي، وعرض معه للاوضاع العامة والمستجدات السياسية.
وأطلق حزب الله سلسلة مواقف في الشأن الرئاسي تعكس تمسكاً بدعم ترشيح فرنجية مع الانفتاح على الحوار للتفاهم مع الأطراف الأخرى اذا كانت تملك خيارات بديلة لديها مواصفات تتطلبها المرحلة الراهنة لا سيما أجواء الانفتاح الاقليمي وضرورة تنفيذ خطط للنهوض الاقتصادي وفق ما تقول مصادر الثنائي لـ«البناء»، والتي شددت على أن لا خيارات بديلة لدى الفريق الداعم لترشيح فرنجية وعلى الأطراف الأخرى تقديم البدائل ومستعدون لبحثها، لكن لماذا تضييع الوقت وتعريض لبنان لخطر الانهيار الكبير طالما هناك مرشح كفرنجية يملك كامل المواصفات التي تتناسب وضرورات المرحلة. وكشفت المصادر أن الثنائي لا يمانع اتفاق الأطراف الأخرى على اسم أو أكثر والنزول الى المجلس النيابي للتصويت والاحتكام الى الدستور واللعبة الديموقراطية.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الى أننا «أكدنا مراراً على المقاربة الإيجابية بطرح اسم مرشح للرئاسة، واليوم أصبحت الأمور واضحة أكثر محلياً وإقليمياً، ولا ينفع الاستمرار بالمقاربة السلبية برفض الآخر من دون تقديم البديل». وأكد قاسم، عبر حسابه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أن «حزب الله لم يتوقف عن مدِّ اليد إلى شركاء الوطن بالحوار للتوصل إلى انتخاب الرئيس».
ولفت الى أننا «أعلنَّا دعمنا لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الأخرى مرشحها أو مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي».
بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «تعالوا لنتفاهم لاختيار الرئيس الأصلح لبلادنا في هذه المرحلة التي نريد منها أن تحفظكم وأن تحفظ مصالح الجميع. يقولون لنا أسقطوا مرشحكم وتعالوا لنتفاهم، هم لا يريدون الحوار بل يريدون أن نتخلى عن مرشحنا، فيما يريدوننا أن نستمع الى أسماء مرشحيهم ونتحاور حول الاسماء التي يطرحونها ثم يتهموننا بأننا نرفض الحوار ونرفض التفهم والتفاهم».
واعتبر أن «قد يطول الوقت حتى يستوعبوا الحقيقة، لكن هذا شأنهم لأن الإستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس له علاقة برسم مسار البلد الاستراتيجي»، وقال: «لا يمكن أن يحصل تسامح وتساهل في اختيار الشخص الذي يشكل ضمانة لهم ولأمنهم ولسيادتهم ومصالحهم، والشخص الذي لا يدار من قبل الاعداء على الهاتف هذا ما نصبو إليه وما نصبر من اجله». اردف: بلدنا جزء من منطقة تزحف باتجاه تسوية أوضاعها وترتيب مصالحها بالتي هي أحسن، وتنحو باتجاه وقف الحروب لكن في لبنان هناك من يصر على شرذمة الموقف اللبناني وتصديع المجتمع اللبناني وتضييع فرصة أن يلتئم اللبنانيون لحفظ مستقبلهم ورعاية شؤونهم وصون مصالحهم والدفاع عن بلدهم «.
وكما سبق وأشارت «البناء» وصل وفد برلماني اوروبي الى لبنان أمس وضم رئيس الحكومة الروماني السابق النائب في الاتحاد الاوروبي داسيان سيولوس، عضو لجنة الدفاع في الاتحاد الأوروبي النائب كريستوف غرودلر، وعضو لجنة الخارجية الفرنسية النائبة صاليما يانبو، والنائب جورجيوس كريستوس الصحافي المناهض للفساد، والتقى الوفد النائب محمد رعد في حارة حريك.
كما التقى الوفد على التوالي نواباً من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
على صعيد آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، «أننا أبلغنا موقفنا لمفوضية اللاجئين وهم بصدد تسليم بيانات النازحين السوريين»، مشددًا على «أننا لن نقبل بإعطاء إقامات للنازحين السوريين في لبنان».
ولفت، في حديث تلفزيوني إلى أنّ «الدخول غير الشرعي يجعل كمية أعداد السوريين أكبر بكثير»، مؤكدًا على «ضرورة العودة الآمنة للنازحين السوريين»، إلى بلدهم. وأوضح مولوي، «أننا نريد كل البيانات للنازحين السوريين، وهذا قرار سيادي، ونحن بصدد تنظيم وجود النزوح السوري»، معتبرًا أنّه «من غير المقبول أن يكون لبنان مغيّبًا عن الاجتماعات بشأن النازحين».
وغداة قرار صرفها من الخدمة القضائية الذي استأنفته امام الهيئة العليا للمجلس التأديبي، ناشدت القاضية غادة عون المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في تغريدة عبر تويتر انقاذ الشعب المظلوم والمسروق من»المافيا»، وقالت «لقد طُردت من منصبي لا لأسباب تتعلّق بالفساد والإهمال بل لأسباب تافهة».
على خط قضائي آخر، عقدت امس في قصر العدل جلسة الاستماع إلى وزير المال يوسف خليل من قبل الوفد القضائي الاوروبي، وقد دامت نحو ساعتين ونصف الساعة، غادر بعدها خليل.
وأفاد مصدر قضائي لوكالة «رويترز»، بأن «المحققين استجوبوا اليوم وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل بشأن علاقته بالبنك المركزي وشركة فوري أسوشيتس المملوكة لرجا التي حصلت على عمولات من بيع سندات»، مؤكداً أن «خليل أبلغ المحققين الأوروبيين أنه لم يسمع بشركة فوري من قبل». وذكر المصدر، أن «المحققين الأوربيين أنهوا مهمتهم في لبنان بعد جلسة اليوم. ولم يتضح على الفور ما إذا كانوا يعتزمون العودة إلى لبنان لإجراء مزيد من التحقيقات».

 

الأخبار
قطر تعود إلى ترشيح قائد الجيش
عودة أمميّة للمطالبة بتوطين السوريّين
لم تحمل المناخات المتعلّقة بالملف الرئاسي جديداً نوعياً، في انتظار الاجتماع المُفترض بين السفير السعودي في بيروت وليد البخاري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، باعتبار أنّ ما يصدُر عن جنبلاط سيُعطي إشارة واضحة إلى المسار الرئاسي. إذ إن جنبلاط، ومعه نواب مستقلّون خصوصاً من السنّة، كانوا قد أبلغوا رئيس مجلس النواب نبيه بري وغيره بأنّ موقفهم النهائي من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سيكون متاثراً بالموقف السعودي.
في غضون ذلك، عادت قطر، ضمناً، إلى طرح ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. إذ يواصل المسؤول القطري جاسم آل ثاني زياراته على القيادات السياسية في لبنان. وفيما يحرص على التأكيد أمام من يلتقيهم أن موقف الدوحة مطابق لموقف الرياض وأن بلاده لا تملك مبادرة تتخطّى السعودية أو تعمل بشكل منفصل عنها، إلا أنه بخلاف ما يشاع لا يزال يدعو معظم المعارضين لترشيح فرنجية الى دعم ترشيح قائد الجيش للرئاسة.
وفي ما يتعلق بالموقف السعودي، علمت «الأخبار» أن البخاري الذي عقد لقاءات علنية وأخرى بعيدة عن الأضواء في اليومين الماضيين، أوضح أن ما تغيّر في موقف بلاده يقتصر على إعادة تثبيت المعادلة التي كانت قائمة عام 2016 لجهة أن الرياض لا ترشّح أحداً، وفي الوقت نفسه لا تضع فيتو على أحد، ولا تمانع وصول من يتّفق عليه اللبنانيون. ونقل زواره أن الرياض لا تجد نفسها مضطرّة إلى أن تكون في موقع المتدخّل أو الشريك في أيّ تسوية مقبلة أو فرض وجهة في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لن تكون معنية بخوض معركة فرنجية أو غيره، كما لن تكون خلف أي محاولة لتعطيل انتخابه.
وفي هذا السياق، برز الى الواجهة موقف أميركي ضاغط يستعجل إجراء الانتخابات الرئاسية. ونقل عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أنها حثّت بري على الإسراع في المشاورات ودعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة للانتخاب. وبحسب المصادر، «أوضح رئيس المجلس للسفيرة الأميركية أن الدعوة الى عقد جلسات جديدة رهن وجود مرشح جدّي من الطرف الآخر، وفي اللحظة التي يبرز فيها مرشح يعطي إشارة الى جديّته لناحية وجود كتلة وازنة خلفه، سيدعو الى عقد جلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس».
وفي السياق، حرص بري على إبلاغ فرنجية أن موقفه هذا لا يعني أنه يدعو الى نقاش جديد حول اسم المرشح الأوفر حظاً، مؤكداً له تمسّكه بترشيحه، وأن المهم الآن العمل على منع تعطيل نصاب الجلسات، ومواصلة الحوار مع الكتل المتردّدة لحشد الأصوات لمصلحة فرنجية. وقد كان بري واضحاً أيضاً بأن موقف السعودية إيجابي لناحية إسقاط الفيتو غير المعلن عليه، لكن يجب انتظار المزيد من المشاورات الفرنسية – السعودية لإقناع الرياض بدعم التسوية. وفي هذا الإطار، قالت المصادر إن «باريس أبلغت فرنجية وغيره بهذا الجو وبأن هناك تقدماً إيجابياً في الموقف السعودي، لكن الأمور لا تزال تحتاج إلى وقت».
وفي السياق، عُلم أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يعدّ لجولة جديدة من المشاورات مع القوى المسيحية، وقد باتَ واضحاً له أنه لا مجال لوضع لائحة مفتوحة لأسماء مرشحين، لذا يحاول إقناع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمستقلين بالتوافق على اسم لا يستفزّ الطرف الآخر. لكن جهود الراعي تصطدم حتى الآن بموقف القوات التي تصرّ على ترشيح شخصية «قادرة على مواجهة حزب الله» وعلى الإيحاء بإشارات إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون»، بينما يرفض التيار الوطني ترشيح قائد الجيش من الأساس، كما يرفض ترشيح أيّ شخصية لا يقبل بها حزب الله.
عودة أمميّة للمطالبة بتوطين السوريّين
تمخّضت المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) لـ«مساعدة» لبنان على معالجة أزمة النازحين السوريين، فأنجبت وثيقة سلّمتها إلى الأمن العام اللبناني، لا تخدم سوى تثبيت «نظريّة المؤامرة» بوجود مشروع دولي لتوطين النازحين في لبنان (تقرير فراس الشوفي).
أتت الوثيقة في سياق الاتصالات والمراسلات المتبادلة بين الدولة والمفوّضية، بعد الاتفاق على تبادل المعلومات، الأسبوع الماضي، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واللجنة الوزارية، وبين الأمم المتحدة والمفوّضية.
والوثيقة عبارة عن اقتراح لإعادة عقارب الساعة إلى عام 2015، تاريخ توقف الحكومة عن تسجيل السوريين الذين لم يتم تسجيلهم منذ ذلك التاريخ في خانة اللاجئين، ما يحتّم على الدولة اللبنانية منحهم حقّ الإقامة بصفة لاجئ، مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات على عاتق الدولة. ومع أن لبنان لم يوقّع اتفاقية اللاجئين لعام 1951، إلا أن موافقة الدولة على هذه الوثيقة تعني توقيعاً شبه رسمي. وهو ما يرفضه لبنان اليوم، وقد أبلغ موقفه للمفوّضية وللأمم المتحدة بناءً على الأسباب نفسها التي منعته من توقيع الاتفاقية قبل 72 عاماً، وهي الخشية من توطين الفلسطينيين الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية عام 1948 (وقبله وبعده).
مصطلح التوطين ليس غريباً عن لبنان. والحديث عن التوطين يتبعه فوراً حديث عن التقسيم. هذا ما حصل قبل الحرب الأهلية وخلالها، وما يحصل اليوم. استُخدمت (وتستخدم) مسألة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان سابقاً كمحرّك سياسي لهدفين. الأول، تصفية اللاجئين في لبنان لتصفية القضية الفلسطينية وطمس حقوق الشعب الفلسطيني واستبدال فلسطين بوكالة «الأونروا»، إما عبر تسفير (تهجير المخيمات وتدميرها) إلى أبعد ما يمكن عن فلسطين، أو عبر تجنيس ما تبقّى من الفلسطينيين، وهو ما ترفضه أساساً غالبية الفلسطينيين واللبنانيين. والثاني، تحويل التوطين إلى محرّك سياسي غرائزي يقوّي حجّة فريق لبناني له نفوذه التاريخي وسط المسيحيين ويعمل على مشروع تقسيم لبنان.
اليوم، المشهد ليس بعيداً كثيراً عما كان عليه، وتسبب الانهيار الاقتصادي وتراجع أحوال غالبية اللبنانيين، وتورط سوريين في أعمال جنائية وأمنية، في انتشار الدعاية الرافضة لوجود النازحين. لكنّ هناك أسباباً أخرى، لا تقلّ أهمية، إذ لا تزال مسألة النازحين ورقة ضغط على الوضع اللبناني وعلى الحكومة السورية معاً، وخصوصاً الآن، في ذروة التحوّل في الموقف العربي نحو دمشق، وفي ذروة الإنهاك الاقتصادي لسوريا ووجود مناطق ومدن مدمّرة وأراضٍ تحت الاحتلالين التركي والأميركي. مع ذلك، تؤكّد دمشق استعدادها لاستقبال من يريد العودة، كما حصل مع 540 ألف سوري أعادهم الأمن العام قبل عام 2019، وترحّب بأي مساعٍ لبنانية لحلّ الملف بما يخدم مصلحة اللبنانيين والسوريين والدولتين معاً، على ما ينقل أكثر من مسؤول لبناني يزور دمشق، وما يقوله مسؤول سوري لـ«الأخبار». وهذا ما يؤكّده، أيضاً، التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري عبر مكتَبَي التنسيق العسكري وربما على مستوى أعلى من التنسيق، لإعادة حوالي 70 مواطناً سورياً من لبنان إلى سوريا قبل أيام.
مع ذلك، لا يزال لبنان يعلن عن خطوات في الإعلام فقط. ولم تصدر أي مبادرة جدية تجاه دمشق، ولا يبدو أن لبنان، على مستوى الدولة المركزية، يملك خطة لإعادة النازحين. كل ما حصل عملياً يقتصر على إعلان الأمن العام إعادة تفعيل آلية العودة الطوعية التي كانت سارية قبل جائحة كورونا، وإعطاء وزير الداخلية بسام المولوي توجيهاً للبلديات بالإحصاء والتشدّد في الإجراءات الأمنية والإدارية، فيما من المرجّح أن يكرّر الجيش اللبناني إعادة سوريين إلى داخل سوريا بالتنسيق مع دمشق. حتى إن حزب الله قد يعاود التحرّك في هذا الملفّ، كما فعل قبل سنوات.
لكنّ ذلك لا يكفي طبعاً. مع العجز ومرور الوقت والإحباط من الحلول السريعة، تفقد الحكومة دورها لمصلحة «القبائل» اللبنانية، ويتحول ملفّ النازحين إلى وقود لتغذية قوى التطرّف، ومحفّز للأمن الذاتي ولدعوات التقسيم، ما يلقي بالمسؤولية على مفوّضية شؤون اللاجئين، لمشاركتها في ترجمة سياسات مموّليها في استمرار هجومهم على دمشق واستخدامهم للبنان خدمة لسياسات الهجرة الأوروبية والغربية، مهما تباينت معهم في التفاصيل.

COMMENTS