البناء
الانتفاضة الطالبية الأميركية تتسع… ورموز الإدارة والكيان يتهمونها باللاسامية
أبو عبيدة بعد 200 يوم حرب: القسام جاهزة لمواصلة القتال والتفاوض بشروطها
المقاومة تستهدف قيادة جولاني قرب عكا والمعادلة «بتوسّع منوسّع وبتعلّي منعلّي»
تبدو التداعيات التي تركها طوفان الأقصى ومن بعده حرب الإبادة على غزة، وصولاً الى الردع الاستراتيجي الإيراني الذي رسم حدوداً جديدة لحضور القوة الأميركية في المنطقة، قد تحولت إلى تحديات بنيوية للنظام الأميركي، مع التموضع الطالبي والشبابي تحت سقوف فكرية تمس الأمن الاستراتيجي للهيمنة الأميركية، سواء لجهة المطالبة بتفكيك كيان الاحتلال وتبني الدعوة لمنح الحرية لفلسطين وشعبها على كامل التراب الفلسطيني، ونفي للسردية الصهيونية لتاريخ فلسطين وقضيتها، أو لجهة فتح النار على دور الدولة العميقة ومحركاتها التي تمثلها كارتلات صناعة السلاح، أو لجهة التمسك بحرية الإعلام وتحريره من هيمنة سيطرة الليبرالية المتوحشة، ووضع صياغات جديدة لإعلام يعبر عن التنوع الفكري والثقافي في المجتمع الأميركي ويحترم التعدّد الحضاريّ في العالم. ومع اتساع الانتفاضة الطالبية بعد القمع الوحشي لطلاب جامعة كولومبيا، وبدء تظاهرات واعتصامات في العديد من الجامعات الأميركية والغربية، بدا أن أركان إدارة الرئيس جو بايدن ومعهم قادة الكيان يخوضون حرب وجود مع الانتفاضة الطالبية، ويرسمون سقفاً للمواجهة يبدأ من اتهام الانتفاضة باللاسامية والسعي لاضطهاد اليهود، وانتهاء بالقول إنها مجرد امتداد لقوى المقاومة، حيث قالت وول ستريت جورنال، إن حماس وحزب الله والحوثيين يقفون وراء الانتفاضة.
في المنطقة كانت إطلالة للمتحدث باسم قوات القسام أبو عبيدة، تناول فيها مسار الحرب خلال الشهور التي مضت على انطلاقتها، مؤكداً أنها لم تصب قدرة المقاومة على القتال، مجدداً أن المقاومة ماضية في القتال حتى تحقيق الأهداف وأن إطالة أمد الحرب بلا طائل إذا كان الرهان على ضعف المقاومة وراء ذلك، مضيفاً أن هذا الرهان يحمل نيّة مبطنة للتخلص من أسرى الكيان لدى المقاومة، مضيفاً أن الاعتقاد بأن التلويح بـ معركة رفح يخفي خشية الكيان من تأثير متصاعد لجبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن، وما ترتب على الردع الاستراتيجي الإيراني، لكنه لن يؤثر مطلقاً على شروط المقاومة لتبادل الأسرى.
على جبهة لبنان، نفذت المقاومة نقلة نوعية في أدائها باستهداف قيادة لواء جولاني ووحدة ايغوز قرب مدينة عكا المحتلة الساحلية، والنقلة التي فاجأت جيش الاحتلال وتركت ذعراً كبيراً بين المستوطنين، عبر هجمة نفّذتها طائرات مسيّرة فشلت القبب الحديدية في التصدّي لها، جاءت ترجمة لمعادلة رسمتها المقاومة، عنوانها «بتوسّع منوسّع وبتعلّي منعلّي»، أي أنه كلما وسّع الاحتلال مدى النار جغرافيا فإن المقاومة سوف تفعل المثل وكلما زاد الاحتلال قوة نيرانه سوف تزيد المقاومة نيرانها.
حمل سفراء اللجنة الخماسية هواجس وتساؤلات المكوّنات السياسية إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وحصلت على بعض الإجابات التي ستُعيد إبلاغها إلى الكتل السياسية. وأشارت مصادر عين التينة لـ «البناء» إلى أن اللقاء كان إيجابياً طرحت خلاله وجهات النظر تجاه حل الأزمة الرئاسية انطلاقاً من استفسارات الكتل السياسيّة ومبادرة الرئيس بري الحواريّة. وأبدت مصادر دبلوماسية لـ«البناء» اقتناعها بأهميّة الحوار في الوقت الراهن والذي لا مرّ مفرّ منه، مع إشارة المصادر إلى أن المساعي جارية لإحداث خرق ما وتقدّم على مستوى تقريب وجهات النظر، معتبرة أن لا زيارة قريبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، فهذه الزيارة ستكون رهن ما تتوصل إليه اللجنة في بيروت.
وقال السفير المصري علاء موسى من عين التينة: «الرئيس بري كما العادة، هو فعلاً لديه إجابات للاستفسارات وأتصوّر أنها سوف تساعدنا كثيراً في الفترة المقبلة، عندما نتواصل مرة أخرى مع الكتل السياسية التي كانت لديها هذه الاستفسارات، لكن اللقاء بشكل عام كان إيجابياً وخطوة جديدة ومهمة ممكن أن نبني عليها من أجل مزيد من الخطوات إبتداءً بانتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن».
وأضاف: «إن الحوار او النقاشات تفضي إلى شيء توافقي. وهذا شيء في غاية الأهمية، إنه في جلسة نيابية يدعو لها الرئيس بري وبنصاب كامل. وهذا شيء في غاية الاهمية. والأمر الثالث أن الرئيس بري تحدث عن أهمية وضع إطار زمني لهذه الانتخابات ونرجو انه في الفترة المقبلة تجعلنا نصل الى هذا النطاق الزمني الذي سيكون قريباً».
هذا ويزور موفد فرنسي رفيع عين التينة قبل نهاية الأسبوع الحالي في محاولة منه لحلحلة ملفي الرئاسة والنزوح، خصوصاً بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
إلى ذلك فإن الأسبوع الحالي مصيريّ بشأن المساعي القائمة على خط الاستحقاق الرئاسي من قبل كتلة الاعتدال وفي نهايته أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير ستطلع كتلة «الاعتدال الوطني» اللبنانيين على نتائج المبادرة وحصيلة المشاورات التي أجرتها مع الكتل، كما قال النائب سجيع عطية، معتبراً أن مبادرة الاعتدال الوطني تتلاقى إلى حد بعيد في خلاصتها مع اللجنة الخماسيّة الدوليّة.
وزارت أمس، كتلة الاعتدال الوطني التيار الوطني الحر وحزب القوات، وأبلغ النائب جبران باسيل الكتلة أن الأساس هو التوافق على رئيس إصلاحي وسيادي ووطني. أمّا إذا تعذّر ذلك، فإنّ التنافس الديمقراطي، من خلال التصويت، يبقى أفضل بكثير من الفراغ. وأشار باسيل إلى أنه «يجب ضمان حصول جلسة الانتخاب من خلال التزام الأطراف المشاركة بورقة مكتوبة توضح كل النقاط المتفق عليها، على أن تعطى الأولوية لتوافق المشاركين على اسم واحد، خلال فترة محدّدة بثلاثة أيام مثلًا. وإذا تعذّر ذلك، فمن خلال جلسات انتخاب متتالية في دورات متتالية لفترة ثلاثة أيام خلال اسبوع».
في حال تعذّر وصول أي مرشح إلى سقف الـ65 صوتًا خلال هذه الدورات، أعطى باسيل أفكاراً للكتلة لكيفية ضمان حصول ذلك في الأسبوع الذي يلي.
وعلى خط النزوح، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً وأمنياً وقضائياً خصّص لبحث ملف السجناء والمحكومين السوريين. بعد الاجتماع قال وزير العدل هنري خوري: «المشكلة لا يمكن حلها إلا بالتواصل مع الدولة السورية، وبالتالي استناداً الى المشاورات والتداول الذي حصل في الاجتماع، فمن الطبيعي ان يكلف اللواء الياس البيسري القيام بهذه المهمة والبحث في كيفية تنفيذ العمل لحل موضوع السجناء والموقوفين، وهذا الأمر يتطلب بالتأكيد دراسة كل ملف والوقوف على حجمه، لأن الموضوع لا يتم من خلال عملية واحدة، بل على العكس من ذلك فنحن ننطلق من القوانين اللبنانية، أي نميّز بين الذي لديه إقامة شرعية والذي ليست لديه هذه الإقامة. ومن الطبيعي أننا لا نستطيع معاملة الفريقين بالطريقة ذاتها، فالنزوح السوري لم ولن يتوقف، وبالتالي علينا تنظيم هذا النزوح وفقاً للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، وعلينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكانية تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل ان ينتهي الموضوع الى إيجابيات»… كما وتابع الرئيس بري الأوضاع الأمنية خلال استقباله المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
الى ذلك أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الى القائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس المستشار زياد طعان متابعة المواضيع التي تمّ التطرق اليها خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي نهار الجمعة الماضي الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولهذه الغاية التقى القائم بالأعمال، يرافقه السكرتير الأول في السفارة يوسف جبر، بنائب مديرة شمال أفريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية إيمانيول سوكه. تناول البحث متابعة المبادرة الفرنسية حول خفض التصعيد على الحدود الجنوبية للبنان، الجهود الفرنسية الهادفة إلى إنهاء الشغور الرئاسي، المسعى الفرنسي لتنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني، وموضوع النازحين السوريين في لبنان.
وتزور لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لمتابعة ملف النازحين السوريين والاطلاع على خطة الحكومة التي ستتقدم بها في مؤتمر بروكسيل للنازحين.
على ضفة الانتخابات البلدية التي لن تحصل حيث سيتمّ التمديد للبلديات في جلسة مجلس النواب غداً وفق اقتراح القانون الرامي إلى تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية المدرج على جدول الأعمال، في حين أن أعضاء تكتل الجمهورية القوية سيقاطعون الجلسة التشريعية المقرّر عقدها يوم الخميس أيضاً ستغيب كتلة تجدد عن الجلسة. وكذلك أعلن حزب الكتائب عدم مشاركته في جلسة التمديد للبلديات. أما نواب الاعتدال فسيحضرون وسيصوّتون مع التمديد. وكذلك نواب تكتل لبنان القويّ، وهذا يعني أن الجلسة ستعقد بنصاب دستوري.
ميدانياً التصعيد الإسرائيلي مستمر، استشهدت مريم قشاقش والطفلة سارة قشاقش وأصيب ستة أشخاص إثر غارة إسرائيلية على منزل في بلدة حانين الجنوبية في قضاء بنت جبيل، في تصعيد إسرائيلي لافت مع استهداف مدنيين. واستهدف الطيران الإسرائيلي المسيّر سيارة على طريق أبو الأسود بين بلدتي عدلون ومفرق بلدة الخرايب مقابل النبي ساري – صور، ما أدّى الى سقوط شهيد. ورداً على العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون شنّ حزب الله هجوماً جوياً مركباً بمسيرات إشغاليّة وأخرى انقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال مدينة عكا المحتلة وأصابت أهدافها بدقة. وأيضاً استهدف حزب الله تجمّعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع العاصي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة. واستهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة، كما استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في حرش راميم بقذائف المدفعيّة وتمت إصابته إصابة مباشرة.
وأغار الطيران الحربي على بلدة طيرحرفا أيضاً، مساء أمس، مّما أدّى إلى سقوط إصابة طفيفة. وشن الطيران الحربي غارة على هونين بين مركبا وحولا، كما نفذ عدوانا جويا مستهدفا بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل بصاروخين من نوع جو – أرض. كما تعرّضت اطراف بلدة علما الشعب لقصف مدفعي. وشن الطيران غارة جديدة استهدفت بلدة حولا بئر المصلبيات.
اللواء
جبهة الجنوب تقترب من المجهول.. وواشنطن لوقف التصعيد
برّي والخماسية: اتفاق على الحوار.. وماكرون يوفد وزير الخارجية
مائتا يوم من الحرب المدمّرة والهيستيرية تلعب اسرائيل دورها كأكبر دولة معتدية في الشرق الاوسط، كأخطر الكيانات على الاستقرار «والسلم والأمن» الدوليين وما تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تواجه وتقصف المستوطنات وتدفن جنود الاحتلال في رمالها، في وقت ما تزال فيه جبهة الجنوب تواجه، وتقصف المقاومة مواقع وتجمعات الجنود، وآخرها، وللمرة الأولى، تستهدف الصواريخ شمال عكا، مستهدفة مقر قيادة لواء غولاني، (المكلف بالحرب في الشمال) ومقر وحدة ايغوز في ثكنة «شراعا» شمال عكا.
وكررت وزارة الخارجية الأميركية أنها «تستمر في إجراء محادثات مباشرة مع شركائنا في اسرائيل، والشركاء الإقليميين الآخرين لتجنب أي نوع من التصعيد الخطير في شأن العمليات بين حزب الله واسرائيل.
وترددت معلومات عن زيارة خاطفة محتملة «لآموس هوكشتاين» الوسيط الاميركي، إلى المنطقة، والتي قد تشمل لبنان لوقت قصير، إذا ما حصلت الزيارة ، وحددت له المواعيد المطلوبة.
نفت مصادر ديبلوماسية، تبلغ المسؤولين معلومات عن زيارة مرتقبة، للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان ايف لودريان، كما تم تداوله، في بعض وسائل الإعلام ،وكذلك الامر بالنسبة لزيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، الى لبنان .
وقالت المصادر ان ما تم تداوله به لا يعدو كونه استنتاجات وتوقعات وليست معلومات مؤكدة، وشددت على ان عودة اي من المبعوثين، الاميركي او الفرنسي، تتطلب تلقي المسؤولين اللبنانيين، أجوبة ايجابية عن مجمل الأسئلة التي طرحها على حزب الله بخصوص وضع الحزب وموضوع سلاحه ومستقبله جنوبا، وهذا لم يحصل بعد.
ويصل السبت في 7 الجاري إلى بيروت وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجور نيه، في إطار الدور الفرنسي في ما خصّ القرار 1701 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
الحوار نقطة البدء
رئاسياً، نقل سفراء الخماسية الذين زاروا أمس عين التينة، وهم السفراء: وليد بخاري (المملكة العربية السعودية) علاء موسى (مصر) الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني (قطر) هيرفيه ماغرو (فرنسا) آماندا بيلز (القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة).الرئيس نبيه بري فأبلغوه أن مسألة الدعوة إلى جلسات حوار تسبق جلسات الإنتخاب باتت مسألة مفروغ منها.
وقالت مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي لـ «اللواء» أن اقتراح الخيار الثالث من أجل كسر الجمود الرئاسي ما يزال غير ناضج، ورأت أن البحث به لم تكتمل عناصره بعد ، وهذا لا يعني أنه سحب من التداول .
وأكدت المصادر نفسها ان اللجنة الخماسية لا تزال تسعى لإيجاد نقاط مشتركة بين الكتل النيابية، ما قد يعني أن مسعاها قد يستغرق وقتا ، فيما برز تأكيد لرئيس مجلس النواب نبيه بري حول وضع إطار زمني للإستحقاق الرئاسي، معلنة أن ذلك لا يعني أن هناك جلسة انتخاب قريبة ، فطالما أن الأفق مسدود والتوافق غائب، فإن فرضية عدم انعقاد هذه الجلسة قائمة .
وفهم من مصادر السفراء أن الأجواء اتسمت بالايجابية وأن أسئلة بعض السفراء تركزت على آلية الدعوة للحوار ومسارها، وكيفية عقدها، وما يلي ذلك.
وحسب المعلومات المتوافرة، فإن السفراء سيتواصلون مرة جديدة مع الكتل، لشرح ما سمعوه من الرئيس بري، وإقناع الجهات المترددة بالتجاوب مع جلسات الحوار قبل الانتخاب.
وربط السفير الفرنسي ماغرو بين تنشيط المساعي وتقدمها، ومجيء الموفد الرسمي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي يتابع تحركات الخماسية إلى بيروت.
وذكرت بعض المصادر أن «الخماسية» ألمحت أمام الرئيس بري إلى ضرورة الالتفات إلى الخيار الثالث، إذا كان المطلوب التوصل فعلاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب.
وفي سياق الحراك النيابي، التقى وفد من كتلة الاعتدال الوطني رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي كشف أنه أبلغ الوفد أن خياره رئيس إصلاحي وسيادي ووطني، وإذا تعذر، فإن التنافس الديمقراطي، من خلال التصويت، هو خيار يتقدم على الفراغ.
وكرر باسيل مطالبته بالتوقيع على ورقة مكتوبة تتعلق بالتزام المشاركين في الحوار، وتتضمن 1 – السعي إلى التوافق – 2 – عدم مقاطعة جلسات الانتخاب – 3 – الإلتزام بالتصويت المتفق عليه في الاسبوع الذي يلي.
التمديد للبلديات
وغداً، يعقد مجلس النواب جلسة نيابية للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية وسط تصاعد الاشتباكات بين التيار الوطني الحر وحزب «القوات اللبنانية» ، الذي يحمل على باسيل وفريقه بالقبول بالمشاركة في جلسة التمديد.
وتستبق كتلة «القوات» البرلمانية الجلسة بمؤتمر صحفي، تعقده لشرح وجهة نظرها من معارضة المشاركة في الجلسة، ومعارضة التمديد أساساً..
البيسري للتواصل مع دمشق حول السجناء
وفي إطار معركة وضع النازحين السوريين، لا سيما السجناء منهم، كلّف الاجتماع الوزاري الأمني الذي عقد في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بالتواصل مع السلطات السورية، لتسلم السجناء المحكومين، في حال تمّ الإفراج عنهم، في إطار سياسة الحد من الإكتظاظ في السجون اللبنانية.
وحسب المعلومات، فإن فكرة تكليف البيسري التواصل مع السلطات السورية، أتت على خلفية، اعتراض وزير العدل هنري خوري، على الصيغة المطروحة، ومطالبته، بأن يسير الملف وفقاً للاصول الجنائية والاتفاقيات مع الدولة السورية.
وقال خوري: «كما قلت الموضوع يتطلب التواصل مع السلطات السورية ونأمل ان نتوصل الى نتيجة لنخفف من زحمة السجناء داخل السجون اللبنانية، لان الجميع يعرفون ان هناك جرائم كبيرة جدا، لذلك علينا حل هذا الموضوع من خلال البحث في إمكانية تسليم السلطات السورية الموقوفين السوريين داخل لبنان، ونأمل ان ينتهي الموضوع الى ايجابيات.. كما وتابع الرئيس بري الاوضاع الامنية خلال إستقباله المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.
الوضع الميداني
ميدانياً، بلغت ضربات حزب الله الصاروخية مدينة عكا، ومقر قيادة لواء غولاني رداً على تمادي العدو بالقصف بالطائرات المسيّرة والحربية منازل الآمنين، سواء عن الحدود الجنوبية، أو على مسافات بعيدة، كقصف سيارة على طريق عدلون، ثم استهداف بلدة حنين حيث سقطت امرأة شهيدة، و5 جرحى كما استهدفت منزلاً في بلدة طيرحرفا من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات قاتلة.
ولاحقاً، نعى حزب الله الشهيد حسين علي عزقول الذي استهدف الطيران الاسرائيلي سيارته في منطقة سكنه في عدلون.
الأخبار
تفعيل معادلة «التوسيع بالتوسيع»: مُسيّرات المقاومة إلى «ما قبل حيفا»
بعد 200 يوم من «حرب حقيقية» وفق المعلّق العسكري في قناة «كان» العبرية، عمّق وصول مُسيّرات حزب الله إلى شمال عكا، أي «ما قبل حيفا»، المأزق الذي يواجهه الكيان في مجمل الساحات، ومن ضمنها جبهة لبنان، حيث فشل تماماً في فك الارتباط بينها وبين جبهة غزة، أو في فرض وقائع ميدانية جنوب الليطاني بهدف تقييد عمليات المقاومة وردعها. ولعل أبرز الرسائل التي حملها استهداف حزب الله أمس مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا، شمال عكا، رداً على اغتيال الشهيد حسين عزقول في منطقة عدلون في الجنوب، «إطلاع» العدو على عيّنة مما ينتظره من ردود، وفقاً لمعادلة «بتوسّع منوسّع» التي أكّدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.في أكثر من محطة منذ اندلاع الحرب الحالية، حاول العدو إحداث خرق في المعادلة القائمة مع لبنان، وفي كل مرة كان حزب الله يُقابل هذه المحاولات بردود تُحبط أهدافها وتحافظ على وتيرة الاشتباك الدائر على الحدود. ويبدو أن العدو الذي وسّع اعتداءاته أمس باستهداف عزقول، كان يستند إلى رهان على أن يكون الرد ضمن السقف الذي سبق أن أرسته المقاومة رداً على ضربات شكَّلت تجاوزاً للقواعد. غير أن حزب الله فاجأه باختيار هدف عسكري نوعي لا سابق له منذ نحو سبعة أشهر. وعلى وقع هذه المفاجأة، رأت جهات إعلامية في كيان العدو أن إدراج هجمات حزب الله على أنها خاضعة لمنطق مُحكم أصبح من الماضي بعد السابع من تشرين الأول، وبعد الهجوم الإيراني الضخم على إسرائيل.
وقد انطوى رد حزب الله، في هدفه ومكانه وسياقه وأسلوبه، على رسائل عدة وفي اتجاهات متعددة، إذ بدَّد أي رهان يمكن أن يكون قد راود العدو (وهو المرجّح ذلك بعدما انكشف حجم القصور الاستخباري الإسرائيلي في فهم من يواجهون العدوان من غزة إلى إيران مروراً بلبنان واليمن)، بأن حزب الله قد يكتفي بالسقف الذي أرساه في ردود سابقة، تجنباً للتدحرج إلى سيناريوهات دراماتيكية. وفي هذا الحال، فإن ذلك يمنح العدو هامشاً أكبر لتوسيع نطاق الاستهداف، وهو ما أحبطه الردّ السريع.
كذلك، أكّد حزب الله بالأفعال ما سبق أن تعهّد به بأن تجاوز العدو لخطوط محددة في قواعد الاشتباك، سيُقابل بتوسيع نطاق الردود في العمق الإسرائيلي. في ضوء ذلك، شكّل الاستهداف نوعاً من المفاجأة التي تتيح لمؤسسة القرار السياسي والأمني في تل أبيب تصوّر مروحة من سيناريوهات التصعيد التي يمكن أن تطاول العمق الإسرائيلي رداً على أي تصعيد للعدو، ما يضعه أمام خيارات ضيقة ومُكلفة. أضف إلى ذلك أنها ترسّخ حضور إرادة حزب الله وقدراته في حسابات جهات التقدير والقرار في تل أبيب، وهي من أهم العوامل التي مكَّنت الحزب حتى الآن من إسناد غزة وتوفير الحماية لعمق لبنان وكبح أي محاولة لتوسيع نطاق المعركة بدون أثمان.
أبرز الرسائل التي حملها استهداف شمال عكا «إطلاع» العدو على عيّنة مما ينتظره من ردود
والمؤكد أن الارتقاء في الردود، الموازي للعمليات اليومية، يُفاقم الضغوط على القيادتين السياسية والأمنية. وإذا كان استهداف مقر قيادة لواء غولاني وإيغوز في ثكنة شراغا، أتى رداً على ما سبق من اغتيالات، فإنه يعني بالنسبة إلى قيادة العدو أن هذا المسار سيتواصل ويتكرر في مقابل أي اعتداء مشابه بما يماثله في العمق الإسرائيلي. ويعني ذلك أيضاً، أنه بات على العدو أن يوطِّن نفسه لما هو أبعد مدى إن اقتضى الميدان ذلك.
في الخلاصة، تساهم هذه المحطة من المواجهة في تعميق المأزق الإسرائيلي إزاء جبهة لبنان وتقدّم لقيادة العدو عيِّنة ملموسة من النتائج التي تنتظره في حال عمد إلى توسيع نطاق المعركة في عمق جنوب لبنان. الموقع الجغرافي للاستهداف وعنصر المفاجأة فيه يفرضان على العدو أن يأخذ في الحسبان أن قفزة نوعية إضافية قد تصل إلى حيفا، وأن ذلك يمكن أن يتحقق في سياق اعتداء وتوقيت لم يُحسب له حساب.
COMMENTS