كان خبيراً في "النووي" و"الصاروخي" : سوريا شيَّعت العالم عزيز إسبر الذي اغتاله العدو الصهيوني في مصياف

كان خبيراً في "النووي" و"الصاروخي" : سوريا شيَّعت العالم عزيز إسبر الذي اغتاله العدو الصهيوني في مصياف

وحدة الدولة ومؤسساتها بين اللامركزية الادارية واللامركزية السياسية
شاهد من مدينة الرقة : إنزالات جوية أميركية لاختطاف مئات الشباب وسوقهم إلى جهة مجهولة؟
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حتى يومها الـ 25

شيعت سوريا اليوم الشهيد الدكتور عزيز علي إسبر مدير مركز البحوث العلمية، الذي استشهد برفقة سائقه قبل يومين، إثر تفجير عبوة ناسفة بسيارته في مدينة مصياف بريف حماه. ومع تفاصيل الاغتيال وملابساته لا تزال غامضة حتى الآن، لكن أيادي العدو الصهيوني واضحة في هذه الجريمة. فهذا العدو هو المستفيد الأول من استهداف العقول والخبرات العلمية السورية، التي تشكل القاعدة الأساس في إعادة بناء الصناعات السورية وتطويرها.

وكان طيران العدو الصهيوني قد استهدف مركز البحوث الذي يديره الشهيد إسبر، أكثر من مرة. فأغار عليه في 22 من تموز/يوليو الماضي، وفي أيلول/سبتمبر 2017، بعد نشر الولايات المتحدة اتهامات كاذبة عن دور المركز بـ"المساعدة في تطوير وصنع أسلحة كيميائية". وقد نفت دمشق هذه الإتهامات، وأكدت أنها دمرت برنامجها للأسلحة الكيميائية، بموجب اتفاق أميركي ـــ روسي، عقد 2013.

وأشارت وسائل إعلام صهيونية إلى ان "اغتيال العالم السوري رسالة إلى دمشق مفادها أن العاملين في مراكز الأبحاث تحت الخطر أيضاً". ورأت صحيفة "جيروزاليم بوست" ان اغتيال إسبر يذكّر بعمليات اغتيال أخرى لمسؤولين في المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية.

وقد استفاد العدو الصهيوني من ظروف "الحرب الهجينة" التي شنت ضد سوريا، لكي تصعد استخباراته حرب الإغتيالات ضد الكوادر العلمية السورية. فالشهيد عزيز علي الإسبر العالم في الفيزياء الذرية والحائز على الدكتوراه في الوقود الصاروخية، لم يكن الأول المستهدف من قبل العدو وعملائه. فقد اغتالت الإستخبارات الصهيونية من قبل، العالم الشهيد نبيل زغيب المهندس في المشروع الصاروخي السوري، والعالم النووي الشهيد أوس خليل الذي اغتيل في سيارته بحمص، والشهيد حسن إبراهيم خبير الحرب الالكترونية وغيرهم.

ونقلت مواقع عربية عن "مصدر حكومي سوري"، أن قدرات الشهيد إسبر ومهامه العلمية، "تؤكد المصلحة الصهيونية باغتياله، فهو أحد أبرز مكامن القوة العسكرية السورية وبإمكانه  تطوير الأسلحة المختلفة وأولها الأسلحة الصاروخية". وأضاف ان الشهيد إسبر عمل على تطوير وترميم القدرات العسكرية للجيش السوري والتي من شأنها أن تُعيد النديّة مع العدو وترجعها لمربع ما قبل الحرب الإرهابية الغربية على سوريا.

وأكد المصدر أنّ "الاستهدافات الجوية الصهيونية عن قرب وإسقاط سوريا للمقاتلة الصهيونية [في يوم 10 شباط / فبراير الماضي] بيَّنَ للعدو قدرات سوريا المتنامية رغم الحرب التي ما تزال قائمة وعمل على ردعه عن الأجواء السورية، ما اضطره للاستهداف عن بعد الأمر الذي لم يجدِ نفعاً بالنسبة له، وبالتالي دخلت اعتداءاته مرحلة جديدة بعمليات الاغتيال للعلماء التي تهدف لمنع الصناعة العسكرية السورية من استعادة دورها".

واشار المصدر إلى أنّ "العدو الصهيوني يدرك أنه خسر في الحرب ويحاول فرض معادلات وقواعد اشتباك جديدة بما يناسب مصالحه و لن ينجح في ذلك، سواءً إن اعتمد على أدواته الإرهابية أم تدخل بشكل مباشر بعمليات استخباراتية ولن يستطيع منع الصناعة العسكرية السورية من استعادة دورها واستهدافه للخبرات والعقول السورية لن ينجح وسيخسر في رهانه على قدراته الاستخباراتية كما خسر في الحرب".

كما نقلت مواقع عربية تصريحات لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام العبد الله، قال فيها ان عملية اغتيال الشهيد إسبر "تأتي في سياق الأستهداف المستمر للأدمغة السورية من قبل العدو الصهيوني، ما يؤكد ضعف العدو وارتباكه أمام عودة تنامي القدرات الدفاعية السورية". وقال العبد الله "كما يستهدف العدو المراكز الاساسية والخدماتية في سوريا، ويسعى إلى شل الحركة في المناطق السورية، فإن خطته تهدف إلى اضعاف وتدمير القدرات العلمية البارزة في سوريا".

مركز الحقول للدراسات والنشر
الإثنين، 6 آب / أغسطس، 2018