تقرير ديبلوماسي عن مؤتمر موسكو للسلام : روسيا تعبر من بوابة العجز الأميركي الشرق أوسطي

وقائع العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الـ 135
دراسات تؤكد انتشاره : مطالبة دولية لـ”حكومة كردستان” في العراق بحظر ختان البنات
تدهور الديموقراطية الأميركية : اتهام متدربين مسلمين بالتجسس في الكونغرس

خاص ـ الحقول / كشف تقرير ديبلوماسي عربي أن “موسكو جادة في الإعداد لمؤتمر سلام شرق أوسطي، يمكن أن تستضيفه ما بين أواخر العام الحالي ومطلع العام المقبل”. ولفت إلى أن “الجهد الروسي يستند إلى تحليل الاوضاع الحالية في الشرق الاوسط، حيث عجز البيت الابيض عن اخراج عملية المفاوضات من المأزق بمفرده، كما أن الحوار فلسطيني ـ الإسرائيلي الذي رعته واشنطن بعد مؤتمر انابولس تشرين الثاني 2007، قد فشل تماما”.

ويضيف التقرير “لقد اصبح واضحا ان انحياز الولايات المتحدة الى المصالح الإسرائيلية دون سواها، يسقط عن الولايات المتحدة صفة الوسيط النزيه في العملية السلمية في الشرق الاوسط”.

ويقول التقرير “إن الدول العربية والإسلامية تابعت هذا الإنحياز الأميركي إلى جانب إسرائيل، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث منعت واشنطن، بانتظام، كل محاولات الامم المتحدة لوقف ذلك العدوان. كما أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، الآن، يلقى حماية أميركية، حيث تمارس الديبلوماسية الأميركية عسفا واستبدادا ضد جهود المجتمع الدولي الهادفة الى تسوية الوضع حول القطاع الفلسطيني المحاصر، وتأمين ظروف الحياة اللائقة لمواطنيه”.

ولاحظ التقرير “أن الموقف الديبلوماسي الأميركي مع إدارة الرئيس باراك أوباما لا زال ضعيفا في الشرق الأوسط، لأن البيت الابيض يساند رفض حكومة نتنياهو للالتزامات التي تعهدت بها تل ابيب في اطار عملية مدريد للسلام، خصوصا ما يسمى وديعة رابين. وفي الأسابيع الأخيرة، فشلت إدارة اوباما في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية”.

وتناول التقرير “محاولات واشنطن إضعاف سوريا وايران ضمن اطار محادثات السلام، وإخراج حركة المقاومة الإسلامية / حماس منها، من خلال تكرار الإتهامات بدعم الإرهاب أو تأييده. وهذه المحاولات تبين أن إدارة أوباما لا تفهم التغيرات العميقة التي حدثت في دول الشرق الأوسط، على الأقل، خلال سنوات الحكم البوشي”.

ويتهم التقرير “إدارة الرئيس الأميركي أوباما بتعمد التصعيد الديبلوماسي والسياسي، برفض اعتبار حماس لاعبا مهما في الملعب السياسي الشرق أوسطي. فهذا الرفض يكشف أن واشنطن تؤيد واشنطن وتشجع استمرار الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني. ما يعطي إسرائيل ذريعة رفض استئناف الحوار مع السلطة في رام الله، بدعوى أن محمود عباس عاجز عن فرض السيطرة في جميع الاراضي الفلسطينية، وبالتالي غير قادر على تأمين تنفيذ الاتفاقيات المحتملة”.

وعن انفراد الأميركيين بدور الراعي للمفاوضات العربية ـ “الإسرائيلية”، أكد التقرير الديبلوماسي “ان سعي الولايات المتحدة الى احتكار تسوية الازمة في الشرق الاوسط، يدفعها إلى التشهير بدور الأعضاء الآخرين في اللجنة الرباعية الدولية وإحباط مساعيهم لاقتراح حلول اخرى للازمة، لأنها تحصر دورهم بدعم الدور الأميركي دون سواه”. وأعطى “مثلا على ذلك في وضاعة دور الاتحاد الاوروبي في المسألة الشرق أوسطية. إذ إنه يقتصر على تقديم دعم مالي واقتصادي لجهات فلسطينية تحددها الادارة الاميركية، وتفرض على الأوربيين تسليم المساعدات لهذه الجهات المحظية لدى الأميركي و…الإسرائيلي”.

ويكشف التقرير أيضا “أن العاصمة الروسية تقرأ هذه الظروف بدقة، ولذلك تريد اتخاذ خطوات نشيطة لإعادة إحياء العملية التفاوضية، لأن جمود المفاوضات، برأي موسكو سوف يعزز في الجانب العربي والإسلامي، وفي الجانب الإسرائيلي، مواقف الراديكاليين الذين يحبذون للحل العسكري”.

وقد تطرق التقرير “لآلية عمل مؤتمر موسكو الدولي الخاص بالشرق الاوسط، حيث ستتمكن جميع الاطراف المعنية من المشاركة، والتقدم بآرائها بشأن كيفية حل الوضع القائم ضمن اطار دولي واسع. كذلك، يوفر المؤتمر فرصة لهذه الأطراف لتعرض مصالحها واهتماماتها، وتقترح أساليب ملائمة للحل”.

وخلص التقرير إلى “أن اهمية انعقاد مؤتمرموسكو، تنبع من ضرورة معالجة الوضع السياسي والانساني في قطاع غزة، كما أن استضافة موسكو للمؤتمر، هو ضمان تحرر المشاركين فيه من ضغوط الدولة المنظمة للمؤتمر، مثلما جرى في مؤتمر أنابوليس الأخير، حيث اردات الولايات المتحدة فرض جدول أعمالها وأهدافها الخاصة على المشاركين”.

ويبدي التقرير تفاؤلا “من نتائج مؤتمر موسكو، بسبب العلاقات الخاصة التي تجمع روسيا إلى كل من سوريا وحزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين المحتلة، وهذه العلاقات تنعش التوقعات بإمكانية حدوث تقدم على مسارات التفاوض السورية واللبنانية والفلسطينية مع إسرائيل”.

أواخر تموز/يوليو 2009

COMMENTS