الفلسطينيون في جنين المدينة والمخيم انتصروا على العدوان الصهيوني وشيعوا الشهداء

الفلسطينيون في جنين المدينة والمخيم انتصروا على العدوان الصهيوني وشيعوا الشهداء

الولايات المتحدة تلزم تلامذة المدارس الثانوية بالتدريب العسكري
في الطريق إلى آستانة …
الأسد في خطاب سياسي شامل : ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، والأخونجي أردوغان أجير صغير عند الأمريكي

شيّع آلاف الفلسطينيين 11 شهيداً فلسطينياً ارتقوا خلال العدوان الصهيوني الأخير على مدينة ومخيم جنين، الذي استمر قرابة 48 ساعة، وقد وُوري الثرى 9 منهم في مقبرة الشهداء بمخيم جنين، فيما دُفن شهيدان في مسقط رأسيهما في فحمة وميثلون بمحافظة جنين، أما الشهيد عدي خمايسة (22 عاماً) فقد شُيع في مسقط رأسه بلدة اليامون غرب جنين يوم الثلاثاء.
وسار في التظاهرة الجنائزية الحاشدة عدد من المقاومين الملثمين الذين أحاطوا بأسلحتهم جثامين رفاقهم الشهداء.
وانطلقت مواكب التشييع من مراكز طبية ومستشفيات نقلت إليها الجثامين أمس الثلاثاء، بعد تعطل الثلاجات في مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين نتيجة العدوان، حيث خرجت المواكب الجنائزية من كل من مستشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين، وبلدات عرابة، وقباطية وفقوعة في محافظة جنين، ونُقل معظم الشهداء إلى المستشفى الحكومي، حيث خرجت من هناك جنازة شارك فيها الآلاف على شكل جنازات متتالية للشهداء الذين لفّهم الأهالي بأعلام فلسطين، وراية حركة الجهاد الإسلامي، وراية كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلحة لحركة فتح، وراية حركة حماس.

تشييع شهداء العدوان على جنين (العربي الجديد)تشييع شهداء العدوان على جنين (العربي الجديد)

وهتف المشاركون للمقاومة الفلسطينية، ولا سيما “كتيبة جنين”، وهي المجموعة المقاومة في المخيم تتبع لسرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، ورددوا عبارة “الكتيبة ما بتموت”، في رسالة تحدٍّ للاحتلال الصهيوني، الذي فشل جيشه في اقتحام مخيم جنين رغم الحرب الوحشية التي شنها على سكانه المدنيين الفقراء والدمار الذي نشره في شوارعه وحاراته.

ودفن في مقابر مخيم جنين الشهداء سميح أبو الوفا (20 عاماً)، وحسام أبو ذيبة (18عاماً)، وأوس هاني حنون (19 عاماً)، ونور الدين مرشود (16 عاماً)، ومحمد الشامي (23 عاماً)، وأحمد عامر (21 عاماً)، ومجدي عرعراوي (17 عاماً)، وعلي الغول (17 عاماً)، ومصطفى قاسم (16 عاماً). فيما شيع الشهيد جواد نعيرات (22 عاماً) في مسقط رأسه ميثلون جنوب جنين، وخرج موكب تشييعه من بلدة فقوعة في جنين وصولاً إلى بلدته، وقد استُقبِل جثمانه على الأكتاف، وأدى الأهالي صلاة الجنازة عليه في ساحة مدرسة ميثلون بعد صلاة الظهر مباشرة، قبل الخروج بجنازة شعبية له ومواراته الثرى في مقبرة البلدة.

كما ودعت بلدة فحمة جنوب غرب جنين جثمان الشهيد عبد الرحمن صعابنة، حيث انطلق موكب تشييعه من بلدة عرابة المجاورة حيث كان في ثلاجات أحد مراكزها الطبية، ونُقل إلى المستشفى الحكومي في مدينة جنين، وشيّع في المدينة مع باقي الشهداء، قبل نقله إلى مسقط رأسه ووداعه في منزله، والسير به محمولاً على الأكتاف في شوارع فحمة، وأداء صلاة الجنازة عليه في ساحة عامة قبل دفنه في مقبرة البلدة.

وتوافد الفلسطينيون من جنين والمدن والمخيمات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، كما حضر فلسطينيون من الأراضي المحتلة عام 1948 للمشاركة في تشييع الشهداء، فيما التحقت بالجنازة مسيرة من نابلس جاءت تهتف لجنين وأبطالها الشهداء والأحياء.

تشييع شهداء العدوان على جنين (العربي الجديد)

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، إن “الجنازة كانت حاشدة، وقد شارك فيها الفلسطينيون من كل أنحاء الضفة الغربية حباً فيمن قاوم الاحتلال، وكانت ممزوجة بالحزن والنصر، حيث إن الجنازات تكون عادة مهيبة، لكنها اليوم امتزجت بطعم النصر والحرية”.

وكان عدد الشهداء جراء استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني على جنين، منذ فجر الإثنين، قد ارتفع إلى اثني عشر شهيداً،  فيما أُصيب 100 آخرون، بينهم 20 شخصًا، وُصفت جراحهم بالخطيرة. وأعلن الاحتلال، أنّ عدوانه البري والجوي على جنين سيتواصل، فيما أجبر جيش الاحتلال الأهالي في جنين ومخيّمها على مغادرة منازلهم، وذلك تحت تهديد القصف.

وأجلى الهلال الأحمر الفلسطيني حوالي 3000 شخص، من المخيم، في حين استهدفهم الاحتلال بالقنابل المسيلة للدموع خلال خروجهم من المخيم.من جهته، أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أن “جيش الاحتلال يتعمد هدم المنازل في المخيم، بعد تشريد أعداد من الأهالي، موضحًا أن حجم الدمار كبير”.

واعتدى جنود الاحتلال الصهيوني على المواطنين الذي خرجوا سيرًا على الأقدام وأطلق عليهم سيلاً من القنابل المسيلة للدموع خلال خروجهم من المخيم ما أدى لاختناق العشرات من الأطفال والنساء.

وتشن قوات الاحتلال عدواناً على مخيم جنين منذ ساعات فجر أمس، حيث قصفت طائرات الاحتلال الحربية عشرات المنازل والأهداف في المخيم، بالتزامن مع اقتحام المئات من القوات الخاصة في الاحتلال المدينة من مختلف محاورها، وطوقت الشوارع المحيطة بالمخيم، مستخدمة أكثر من 100 آلية عسكرية ما بين ناقلات جند وجيبات عسكرية وجرافات،.

ويتصدى المقاومون الفلسطينيون بأسلحتهم الرشاشة لقوات الاحتلال التي تهاجم جنين، كما ألقوا عددًا كبيرًا من القنابل المحلية الصنع نحو آليات الاحتلال، وأسقطوا عدّة طائرات مسيّرة.

قالت مصادر فلسطينية إن “طيران العدو الاسرائيلي استهدف مساء الاثنين وفجر الثلاثاء أهدافا جديدة في مدينة جنين ومخيمها، كما وتواصل قوات الاحتلال اقتحامها لأحياء جنين لليوم الثاني على التوالي، وسط دمار كبير”.

وأفادت المصادر ان طيران الاحتلال قصف مجددًا اهداف مدنية في جنين، فيما لا تزال الطائرات بمختلف الأنواع تحلف في سماء المدينة وعلى ارتفاعات متفاوتة”. وقد دفع جيش العدو بمزيد من التعزيزات العسكرية التي انطلقت من حواجز عسكرية إسرائيلية عدة باتجاه مدينة جنين.

ويتصدى المقاومون، للعدوان الإسرائيلي المتصاعد، إذ أن الاشتباكات المسلحة لم تتوقف، سواء إطلاق الرصاص أو تفجير العبوات.
وقد فجرت المقاومة عبوات ناسفة في آليات عسكرية إسرائيلية واستهدفت الجنود الصهاينة بصليات من القنابل والرصاص خلال محاولات التقدم في جنين.

وكان المواطنون الفلسطينيون في مدينة جنين ومخيمها قد شيعوا الشهداء يوم الأربعاء بعد إعلان جيش العدو الصهيوني عن انهزامه أمام صمود مقاومي المخيم وبأسهم، رغم عدم تكافؤ القوى إطلاقاً.كما قاموا بطرد وفد من سلطة الحكم الذاتي حضر للسير في موكب التشييع. ولوحق المطرودون بهتافات غاضبة من سلطة محمود عباس : “يا للعار يا للعار بعتوا المخيم بالدولار، وبرة وبرة”، وبهتافات تشيد ببطولة مقاتلي كتيبة جنين.

وقفة تضامنية في غزة وأنحاء فلسطين

وفي وقت سابق تعرض مقر السلطة لتظاهرة احتجاج من قبل شبان غاضبين عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها، إثر العدوان الذي استمر يومين، فيما أطلق الأمن الفلسطيني قنابل الغاز والصوت تجاه المحتجين.

واعتقل جيش العدو اكثر من مئة شخص، قبل ان يفرح عن عددًا منهم، والآخرين تم نقلهم إلى مراكز التحقيق، كما وخلف العدوان دمارًا في البنية التحتية. وأفادت مصادر محلية، بان سكان جنين اشتكوا من عدم وجود مياه في “الخزانات”، وانقطاع التيار الكهربائي.

وخشية من رد المقاومة، أعلن جيش الاحتلال، في بيان له، نشر بطاريات من القبة الحديدية في جنوب فلسطين، وشمالها، تحسبًا لعمليات إطلاق صواريخ نحو البلدات المحتلة. وأضاف بيان جيش الاحتلال، ان العملية العسكرية في جنين، يشارك فيها مئات الجنود من وحدات وتشكيلة مختلفة، منها القوات الخاصة.

ووشهدت قرى ومدن فلسطينية، وقفات ومسيرات وفعاليات تضامنية واسنادية مع أهالي مخيم جنين، وطالبت المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان. ونددت فصائل المقاومة الفلسطينية، العدوان، وأكدت أن خيارات الرد واسعة وشاملة.
ونظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، مساء أمس الإثنين، وقفات عدّة في جميع محافظات قطاع غزة، تنديدًا بعدوان الاحتلال الصهيوني على جنين شمال الضفة المحتلة.

وشارك في الوقفات أعضاء من اللجنتين؛ المركزيّة والفرعيّة للجبهة، وقيادة الجبهة وأعضاؤها في قطاع غزة، وممثلو القوى الوطنية والإسلامية وجماهير شعبنا.

وألقى كلمة الجبهة الشعبية في محافظة شمال قطاع غزة عضو اللجنة المركزيّة العامة ومسؤول المحافظة لؤي الزعانين، أمّا في المحافظة الوسطى ألقاها عضو اللجنة المركزيّة العامة للجبهة الشعبيّة هاني الثوابتة، وفي محافظة خان يونس ألقاها عضو اللجنة المركزيّة الفرعيّة للجبهة الشعبيّة صالح السيقلي.

وخلال الوقفات المتزامنة، قالت الجبهة “إننا نقف اليوم التحامًا مع شعبنا في مخيم جنين الذي يتعرض لهجمةٍ صهيونيّةٍ مسعورة أدت إلى ارتقاء كوكبة من الشهداء الأبطال، وقصف عشرات المنازل، وتدمير كبير في البنية التحتية”، مضيفةً أنّ “العدو الصهيوني المجرم يتوهم أنّه بهذه المجزرة الجديدة والجرائم الجديدة يستطيع أن يكسر شوكة المقاومة، أو أن يقتل إرادة المقاومة المتجذّرة والمتأصّلة في جنين وأبنائها ومقاومتها الباسلة”.

ونبّهت الجبهة، إلى أنّ هذه الوقفات جاءت وفاءً لدماء شهداء جنين الزكية، مؤكدةً على “خيار استمرار المقاومة، وعلى التحامنا وتكاتفنا مع مقاومينا وجماهير شعبنا في هذا المخيم الصامد”

سوريا : العدوان على جنين جريمة حرب

أدانت سورية بشدة العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، والذي يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مؤكدةً دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم تلقت سانا نسخة منه: تابعت الجمهورية العربية السورية بكل قلق العدوان الإسرائيلي الوحشي على أشقائنا الصامدين في جنين بفلسطين المحتلة، والذي أدى إلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء وإصابة العشرات، وهي تعرب عن تعازيها لأهالي الشهداء والجرحى والحكومة والشعب الفلسطيني.

وأضافت الوزارة: إن سورية تدين بشدة هذا العدوان الصهيوني الجديد والذي يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتؤكد أن سياسة التصعيد الإسرائيلية ليست إلا تعبيراً عن عجز الاحتلال عن مواجهة تمسك الشعب الفلسطيني الشقيق بحقوقه التاريخية المتمثلة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وجددت الخارجية دعم سورية الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال والحصول على حقوقه كاملةً، داعيةً الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري والعاجل لإيقاف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، ومساءلتهم وفقاً لمبادئ القانون الدولي على الجرائم التي يقترفونها بحق الشعب الفلسطيني.

مصر تندد : العدوان “الإسرائيلي” على جنين انتهاك سافر للقانون الدولي
طالبت مصر الأطراف الفاعلة والمؤثرة دوليا بالتدخل من أجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى الذى تزداد معاناته يوما بعد يوم.
ونددت مصر، بأشد العبارات، بالاعتداء على مدينة «جنين» فى الضفة الغربية، مؤكدة رفضها الكامل الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين باستخدام مفرط وعشوائى للقوة، بما يمثّل انتهاكا سافرا لأحكام القانون الدولى والشرعية الدولية، ولا سيما القانون الإنسانى الدولى الذى يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال.
وحذرت مصر، فى بيان لوزارة الخارجية، من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلى المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدى إليه من تأجيج حالة الاحتقان، ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطينى، وتقويض المساعى المبذولة من قِبل مصر والشركاء الإقليميين والدوليين، لخفض التوتر فى الأراضى المحتلة.
ومن جانبه، ناشد أحمد أبوا لغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أنصار السلم فى العالم التدخل الفورى لوقف هذه العملية المشئومة والإجرامية، بينما نددت الأمانة العامة للجامعة بأشد العبارات، بالعدوان الذى شنه جيش الاحتلال الإسرائيلى على مدينة جنين.

مركز الحقول للدراسات والنشر
الثلاثاء، 4 تموز/يوليو، 2023
آخر تحديث : الجمعة، 7 تموز/يوليو، 2023

COMMENTS