الولايات المتحدة تلزم تلامذة المدارس الثانوية بالتدريب العسكري

الولايات المتحدة تلزم تلامذة المدارس الثانوية بالتدريب العسكري

أميركا تواجه انخفاض استثمارات الدول الأجنبية في سندات الخزينة التي تصدرها
وفود سورية ومصرية تقدم العزاء بشهداء الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية
غزة تُشْهِرُ سيف القدس : “الجحيم الصاروخي” ينتظر “إسرائيل”

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إنه في المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يجبر الآلاف من التلامذة على اجتياز صفوف عسكرية ضمن “فيلق تدريب ضباط الإحتياط المبتدئين في الجيش” من دون أن يكون لهم أي خيار آخر.

وتحدثت الصحيفة عن تلامذة من مدرسة ثانوية في ديترويت وجدوا أنفسهم في حصة من برنامج “تدريب ضباط الاحتياط الصغار”، الذي يموّله الجيش الأميركي ومصمم لتعليم مهارات القيادة والانضباط والقيم العسكرية، وإعطاء الطلاب فكرة عن العمل العسكري.

وذكرت أنه خلال الصف، “كان على الطلاب ارتداء الزي العسكري والامتثال لأوامر المعلّم”، مشيرةً إلى أنّه “عندما طالب العديد من الطلاب السماح لهم بالخروج من الصف، رفضت إدارة المدرسة، وقالت إنه صف إلزامي”.

ويدرِّس هذا البرنامج عسكريون قدامى في نحو 3500 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ومن المفترض أنه  “اختياري”، بحسب ما أكدته الصحيفة. لكن “بيانات التسجيل في برنامج “تدريب ضباط الاحتياط الصغار”، أظهرت أن عشرات المدارس الأميركية جعلت البرنامج إلزامياً، أو وجهت أكثر من 75% من الطلاب في الصف الواحد إلى دروس التدريب العسكري”.

وبحسب الصحيفة، فإن “هذا البرنامج هو محط جدل واسع منذ تأسيسه قبل أكثر من قرن. واليوم، يقول ذوي الطلاب إن “أطفالهم يُجبرون على ارتداء الزي العسكري، وطاعة سلسلة من الأوامر، وتلاوة تصريحات وطنية في فصول لم يرغبوا في الالتحاق بها أبداً”.

كذلك، وجدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “الغالبية العظمى من المدارس التي لديها هذه الأعداد العالية من الطلاب الملتحقين بصف التدريب العسكري، سجلت نسبة كبيرة من الطلاب الأميركيين الأفارقة، وتلك التي تنتمي إلى أسر منخفضة الدخل”.

وبحسب موقع “زبيا”، الذي يعنى بالإحصاءات، فإن الهسبانيين واللاتينيين، يشكلون 16.8% من الجيش الأميركي، فيما يشكّل الأميركيون ذوو البشرة السوداء 14.2%، في حين يشكل الأميركيون البيض النسبة الأكبر بنسبة 58.1%.

كما نشر الموقع المذكور بيانات تظهر أن نسبة الأميركيين البيض الذين يلتحقون بصفوف الجيش الأميركي تنخفض، في حين ترتفع نسبة الأميركيين السود والأميركيين الآسيويين. وقد ذكر الموقع الرسمي للجيش الأميركي عام 2021، أن “هناك أكثر من 90 ألف جندي أميركي من أصل أفريقي يخدمون في العنصر النشط للجيش”.

وفي السياق عينه، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال سابق، أن “الأميركيين الأفارقة مرئيين بشكل كبير في الجيش الأميركي، لكنهم غير مرئيين تقريباً في القمة” (مراكز قيادية عليا)، وأن  المستويات العليا في الجيش لا تزال محصورة بالرجال البيض”.

وبينما يصرّ مسؤولو البنتاغون منذ فترة طويلة على أن برنامج “تدريب ضباط الاحتياط الصغار” ليس أداةً للتجنيد، ناقشوا علانية توسيع البرنامج الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار في السنة، والذي تضاعف حجمه 3 مرات منذ سبعينيات القرن الماضي، كوسيلة لجذب المزيد من الشباب إلى الخدمة العسكرية، وفق ما ذكرت نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة أن “الكتب المدرسية للبرنامج تزيّف أو تقلل من شأن إخفاقات الحكومة الأميركية”، فيما رأى منتقدوا ومناهضوا البرنامج، أن هدفه “غسل أدمغة” الطلاب.

ويأتي تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، في وقت يواجه فيه الجيش الأميركي نقصاً في العديد، وفشلاً في تحقيق  أهداف التجنيد الخاصة به لهذا العام.

هذا وأقرّ سلاح الجو الأميركي في شباط/فبراير الماضي بعزوف المجندين عن الانضمام إلى صفوفه، ولا سيما بين الأقليات نتيجة ممارسات القمع ضد المتظاهرين بعد مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد.

وأشارت دراسة أجراها البنتاغون حينها، إلى انخفاض في معدّل الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، حيث بلغ نحو 2% خلال 2019-2020. وأوضحت الدراسة أنّ معدّل اهتمام الأميركيين الأفارقة تقلّص من 20% في عام 2019 إلى 11% في العام التالي، قبل أن يتراجع مجدداً إلى 8% في خريف 2020.

وفي الإثر عدّل الجيش الأميركي شروط الانتساب إليه، حيث أسقط شرط أن يكون المجندون المنتسبون إلى صفوفه حاصلين على دبلوم المدرسة الثانوية، في محاولة واضحة لزيادة عديد قواته.

ووفقاً لموقع “Military.com”، فإنّ “الجيش والقوات المسلحة سارعوا هذا العام وقدموا مزايا سخية بشكل متزايد وتعديلات في السياسة في محاولة لتحسين أعداد المجندين”.

ومن ضمن هذه المزايا أيضاً، خفف الجيش أيضاً من لوائحه المتعلقة بوضع وحجم وعدد الأوشام التي قد يحملها المجندون.

وكالات، الإثنين، 12 كانون الأول 2022

COMMENTS