افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 2 تشرين الأول، 2023

العسكريون المتقاعدون أغلقوا مدخل المرفأ ويعتصمون أمام مصرف لبنان
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 19 أيلول، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 31 آب، 2022

اللواء
الوساطات في الدوامة.. و«مجلس اليأس» لا إصلاحات ولا رئيس!
إنتخابات تنافسية في المجلس الشرعي.. وباسيل يهاجم الأجهزة وفرنجية
أسبوعان، وتكون انقضت اربع سنوات على اندلاع تظاهرات واحتجاجات 17 (ت2) 2019، قبل ثلاث سنوات من نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وحدث ان جرت انتخابات نيابية، في العام 2022، وأتت بالمجلس النيابي الحالي، الذي عجز عن تحقيق اي تشريع يتصل بقوانين تسهم بتجاوز الازمة، كدمج المصارف او الاصلاح المصرفي والكابيتال كونترول، واعادة الاموال المهربة الى الخارج، وايجاد آلية، تمكّن من تسديد ودائع المواطنين.
مع هذا العجز، الذي لا يحتاج الى دليل، بات اللبناني، يوما إثر يوم يعيش صدمة عجز نوابه، من القدامي والجدد، والمنتمين للمنظومة والمتحررين منها، فضلا عن التغييريين.. عن ملء الشغور الرئاسي، او السير في اية خطوة من شأنها ان تعطي الامل للمواطن، بيوم افضل او حل على الطريق ولو بعد حين.
والسؤال يستمر: متى انتخاب الرئيس، وماذا عن عروض ممثلي المجموعة الخماسية في البحث عن رئيس يقبل به نواب لبنان، عبر الكتل المؤلفة للمجلس النيابي، لا سيما الكتل المسيحية، التي اصطفت حول رفض النائب السابق سليمان فرنجية، لسبب واحد اوحد: انه مرشح حزب الله، والمنظومة..
وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، فإن الوساطات، سواء الفرنسية او القطرية والمصرية ما تزال في الدوامة، لا تراجع ولا تقدم، بانتظار جلاء المشهد الاقليمي، على مستوى الازمات المتفاقمة، في عدد من النقاط الساخنة.
وتضيف المصادر ان المجلس الحالي مصاب بالعجز، الامر الذي ادخل اليأس إلى الوسطاء، في ظل تعثر عمليات التعافي والاصلاح والانتقال الى ادارة سياسية ودستورية جديدة.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التنسيق بين قوى الممانعة لم يتوقف يوما في الملف الرئاسي وإن الخيار الثالث لا يزال غير مكتمل الصورة بالنسبة لها، وأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعلن تعليقه الدعوة إلى الحوار لن يُقدم على أي مسعى جديد وهو في انتظار الحراك الجاري في الوقت الراهن.
وأوضحت المصادر نفسها إلى أن المعارضة في الوقت نفسه لم تقترب إلى الاتفاق على أي خيار جديد لأن في اعتقادها أن الأساس يبقى العمل على الدعوة لجلسات انتخاب متتالية ، مؤكدة أن الجهد لإزالة مسألة التحفظات التي يملكها كل فريق متروك للمسعى الجديد والإمكانات المتوافرة في هذا الشأن، ولذلك من المرتقب أن تتوسع دائرة الأسماء المرشحة والتي تدخل ضمن الخيار الثالث الجديد، إلا أن الإشكالية تبقى في السير به من قبل القوى السياسية.
واشارت مصادر ذات صلة الى ان مسار ازمة الانتخابات الرئاسية، مايزال يدور في حلقة مفرغة بسبب استمرار الخلاف الداخلي بين طرفي الازمة على حاله ، وتعثر المساعي والجهود الاقليمية والدولية في احداث خرق بجدار الازمة،بفعل تضارب المصالح بين دول اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي تتولى مهام الوساطة لمساعدة لبنان على تجاوز ازمته،مع ايران التي تعطل كل الجهود المبذولة بواسطة حليفها حزب الله، لتبقي ملف الانتخابات الرئاسية ورقة بيدها للمقايضة بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب عموما،ما يبقي الازمة تراوح في دوامة طرح الحوار كشرط مسبق لاجراء الانتخابات الرئاسية ، او بالابقاء على مرشح الحزب سليمان فرنجية ، او طرح مواصفات تعجيزية لأي مرشح للرئاسة؟ ما يُبقي الازمة تراوح مكانها،بل وتستفحل ضررا وخرابا على كل المستويات.
وتنفي المصادر السياسية علمها بموعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان الى لبنان مجددا، وقالت ان اي مسؤول لم يتبلغ موعد هذه العودة بعد ، بالرغم من كل ما تردد عن احتمال عودته في غضون ايام معدودة. ولكنها شددت على ان ما رشح من معلومات شحيحة عن اجتماع الرياض الذي جمع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع لودريان مؤخرا، وتم خلاله بحث نتائج المهمة التي يقوم بها الموفد الرئاسي حتى الان ، تصب في خانة تجديد الثقة بالموفد الرئاسي الفرنسي واعطائه مهلة اضافية لكي يتمكن من انجاز مهمته .
واعتبرت المصادر ان الموفد الرئاسي الفرنسي،يعمل ما بوسعه لجوجلة الافكار والطروحات التي تكونت لديه منذ تكليفه بهذه المهمة، وبالتنسيق مع الموفد القطري الذي يجول على القيادات والمسؤولين اللبنانيين في هذا الوقت بالذات للبناء عليها، والانطلاق منها بالمرحلة المقبلة، لكي يستطيع تحقيق الاختراق المقبول في جدار الازمة المعقدة، لئلا تكون زيارته المقبلة عديمة الجدوى وكسائر الزيارات السابقة.
انتخاب المجلس الشرعي
على خط انتخابي، فاز 24 عضواً، بانتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في بيروت والمناطق، طغى عليها التنافس.
ووصف المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان اجراء الانتخابات بأنه تطبيق للقوانين المرعية الاجراء، حرصا على النهوض «بمؤسساتنا التي هي جزء من النظام العام للدولة».
وكانت صناديق الاقتراع افتتحت عند الساعة التاسعة من صباح امس، واستمرت حتى الواحدة ظهرا، بإشراف المفتي دريان ومساعديه.
عند الواحدة، بدأت عمليات فرز الاصوات، واسفرت النتائج، التي جرت في اجواء ديمقراطية عن دخول عناصر تجديدية للمرة الاولى، فازت بعضوية المجلس.
ففي بيروت، فاز كل من عبد الحميد التقي ومازن شربجي، ومحمد مكاوي كأعضاء جدد، وفي الشمال فاز كفاح الكسار.
وفي طرابلس، الفائز الجديد وائل زمرلي، ومظهر الحموي الذي لم يفز في الدورة الماضية.
وفي البقاع عضوان جديدان: محمد العجمي ويونس عبد الرزاق، وفي جبل لبنان، فاز كعضو جديد حمزة شرف الدين.
هجوم باسيل
وجدد امس رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل هجومه على فرنجية من دون ان يسميه، فليس هدفنا «رئيس تربى بكنف المنظومة بيتنشق هواها وبياكل من منافعها»، بل هدفنا ان ننقل لبنان الى نظام اقتصادي مالي جديد فيه الانتاج والمبادرة الفردية، وهذا يتطلب انتخاب رئيس جمهورية ملتزم بهكذا النموذج وباصلاح بنيوي للدولة».
واعلن باسيل من زحلة: «كل الذين ينتظرون تغير موازين القوى لايصال مرشحهم الى الرئاسة واهمون، كالرهان على ضربة لحزب الله او لايران، او سقوط الاسد، او الرهان على تفاهم سوري- سعودي او سعودي – ايراني.
وقال باسيل: مسؤوليتنا ان نتصدى لخطة النزوح.. مسؤوليتنا ان نفضح الذين يتآمرون على وجودنا، من الخارج ومن الداخل، ومن يستثمر في الوضع الحالي للوصول الى الرئاسة ويعطي اوراق اعتماد بسكوته عن التوطين».
وقال: آلاف النازحين يعبرون الحدود عبر معابر غير شرعية ومعروفة بتشجيع دولي وبتواطؤ داخلي»، محذّراً من «خطر وجودي حتمي على لبنان»، مطالباً بـ«إقفال الحدود».
وقال باسيل في كلمة من بعلبك – الهرمل: «أعداد النازحين باتت أكبر من قدرة الأرض على استيعابهم، وسياسيًّا نحن صمدنا وتحمّلنا كلّ الضغوط لدرجة العقوبات، لكن لبنان لا يحتمل والخطر أصبح كبيراً»، متسائلاً: «أين الحكومة اللبنانية من الموقف الخطير الذي يبشّرنا ببقاء النازحين؟ أين القرار السياسي والعسكري الأمني الذي يمارس النأي بالنفس عن ضبط الحدود؟ الوقت حان والحقائق تنكشف تباعاً ويلوموننا كيف نصوّب على قيادة الجيش والأجهزة».
وشدد على اهمية اقرار اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني امام الهيئات الاقتصادية في البقاع الاوسط وزحلة.
ومن المفترض ان يتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له في احتفال بعيد المولد النبوي الشريف الى الاوضاع الداخلية، وما يجري في الاقليم، فضلا عن دلالات المناسبة.
نيابياً ومالياً، تتمثل حكومة تصريف الاعمال ممثلة بوزير المالية يوسف خليل امام لجنة المال والموازنة بحضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لسؤالها عن كيفية صرف الحكومة اموال الـ SDR دون وجه قانوني.
وكانت لجنة المال، طلبت من وزير المالية ايداعها تقريرا مفصلا عن عملية السحب حيث قدم جردة بها، وعلى ضوء هذه الجردة ستقوم لجنة المال بمساءلة الحكومة عن «كيفية صرفها ولماذا خالفت ما تعهدت به، اي عدم صرف اي مبلغ قبل العودة الى المجلس النيابي؟».
بوحبيب: ما حدا ح يشيل الزير من البير
وحول مهمة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب انه بعد عودته الى بيروت من نيويورك، سيجري اتصالا بنظيره السوري فيصل المقداد لتحديد موعد لزيارته للبحث في ملف اعادة السوريين الى بلادهم.
واعرب بوحبيب عن اعتقاده ان لا هو ولا غيره «ح يشيل الزير من البير» نظرا للمواقف الدولية والسورية المتعلقة بعدم التحمس لعودة النازحين.
وهاجم وزير المهجرين عصام شرف الدين الوزير بوحبيب ووصفه بالخانع والمتواطئ.
وهكذا، بدا السجال الوزاري يتقدم على معالجة كيفية وقف النزوح السوري.

 

البناء
تفجير انتحاري في أنقرة… وحزب العمال يتبنى… وأردوغان يلوح بالعملية العسكرية
الموفد القطري يعرض مقايضة سحب ترشيح فرنجية بسحب ترشيح قائد الجيش
حردان في احتفال «القومي» بـ 1000 منتمٍ جديد: قانون الانتخاب سبب الفراغ الرئاسي
الانفجار الانتحاري الذي هز أنقرة صباح أمس، تحوّل إلى حدث بارز مع إعلان حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عنه، وإعلان الرئيس التركي رجب أردوغان أن العملية العسكرية التي تستهدف قواعد الحزب شمال شرق سورية باتت وشيكة بعد تأجيلها عدة مرّات، محمّلاً المسؤولية للأميركيين دون تسميتهم، لأنهم مَن يحتضن الجماعات التي تقدّم الدعم للحزب المسؤول عن هذه العمليات، ولم يتضح طابع وحدود العملية التي تحدّث عنها أردوغان، ولا ما إذا كانت ستتم بالتنسيق مع الدولة السورية والشريكين الرئيسيين في مسار أستانة روسيا وإيران، وكيف ستتعامل مع الاحتلال الأميركي في المنطقة المفترضة للعملية، ولا ما إذا كانت ستنشط مساعي المصالحة التركية مع سورية وفقاً للمبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أم أنها تجمّدها؟
لبنانياً، نقلت مصادر نيابية عن مضمون المساعي التي تقوم بها الدوحة في مسار استحقاق رئاسة الجمهورية، أن جوهر الهدف القطري المتفق عليه مع واشنطن هو السعي لسحب ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وأن القطريين لا يمانعون بسحب ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون مقابل سحب ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بعدما فشلت مساعي مقايضة سحب ترشيح فرنجية مقابل سقوط ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وقبله النائب ميشال معوض.
على الصعيد الوطني والقومي، مناسبتان لاحتفالين حاشدين للحزب السوري القومي الاجتماعي، الأولى في ذكرى عملية الويمبي التي كانت الإشارة الأهم لنهوض العاصمة بيروت في إطلاق مسيرة مقاومة الاحتلال وصولاً للتحرير، والثانية حفل تخريج ألف منتسب جديد للحزب، تحدّث خلاله رئيس الحزب أسعد حردان الذي اعتبر أن الفراغ الرئاسي هو ثمرة النتائج المشوّهة للانتخابات النيابية، بسبب القانون السيئ للانتخابات، داعياً الى الإسراع بالسير بقانون الانتخاب الذي نص عليه الدستور من خارج القيد الطائفي وفق نظام النسبية، وإنشاء مجلس الشيوخ.
ولا يمكن القول، بحسب مصادر سياسية لـ»البناء» إن هناك غموضاً يكتنف الملف الرئاسي، بقدر ما يمكن القول إن لا بوادر إيجابية لإيجاد حل للأزمة الرئاسية، فحتى الساعة لا شيء تظهّر من اتصالات المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في السعودية يوحي أن الحل الرئاسي على الأبواب، وسط تأكيد المصادر نفسها أن الرياض تدعم التوجه القطري لجهة دعم الخيار الثالث بعيداً عن المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وانتخاب رئيس مرشح على مسافة واحدة من كل الأطراف، مع تشديد المصادر على أن المبادرة القطرية ليست مرفوضة من إيران، وأن هناك تواصلاً مستمراً بين المسؤولين القطريين وحزب الله رغم ان الأخير لا يزال يؤكد تمسكه بترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية.
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان خلال احتفال أقامه الحزب في “دار سعاده الثقافية الاجتماعية” في ضهور الشوير، احتفاء بنحو ألف من المنتمين الجدد والذين أتموا الحلقات الإذاعية: “نحن نريد للبنان المنعة والقوة والسيادة والكرامة، نريده نطاق ضمان للفكر الحرّ، ودولة مؤسسات ومواطنة وعدالة اجتماعية. ولذلك نؤكد على الدوام، بأن يذهب الجميع إلى تطبيق الدستور الضامن لوحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، لا إلى صناعة دساتير فتنوية تفتت وتقسم. لو أن الدستور طبق في لبنان، لما وصلنا إلى قانون انتخابي هجين، نرى نتائجه اليوم تعطل انتخاب رئيس للجمهورية، وتفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية. نعم، نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، هي التي أوصلت لبنان إلى الفراغ والتعطيل، لا بل إلى مربع خطير مفتوح على كل احتمالات الفوضى. وما هو مؤسف أن البعض يعرف مكمن الخطر وحجمه ويصرّ على التعطيل ورفض الحوار. العناوين كثيرة، لكن ما يهمنا نحن عنوان رئيس، هو تثبيت هوية لبنان المقاوم، وتأكيد حقيقة انتمائه إلى محيطه القومي، وتحصين وحدته وصون سلمه الأهلي”.
وكانت نظمت منفذية بيروت في “القومي” احتفالاً بذكرى “تحرير العاصمة بيروت في 29 أيلول 1982 وتحية للشهيد خالد علوان وشهداء الحزب والمقاومة”، في قاعة الشهيد خالد علوان، تحدّث فيه رئيس الحزب السابق حنا الناشف حيث عرض للوضع اللبناني الداخلي، لافتاً إلى أن “غالبية السياسيين لا يزالون يتلهون بخلافهم على نوع الملائكة”. وقال: “مع أن النيران تحيط بهم من كل جانب، والمخاطر تحدق بهم والانهيار الكامل على قاب قوسين منهم وأدنى والناس ترمقهم بعين الغضب والازدراء وقد عضّ الجوع والعوز والفقر غالبيتهم، فهم لا يزالون يستولدون من كل مطلب مطباً ومن كل موقف قضية، ومن كل استحقاق أزمة..”.
الى ذلك يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في الثامنة من مساء اليوم خلال المهرجان المركزي الذي يقيمه الحزب بمناسبة ذكرى المولد النبوي. وسيتطرّق بحسب مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى عدد من الموضوعات السياسية المحلية والإقليمية، لا سيما الملف الرئاسي بعد التحرك القطري ومآل الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، فضلاً عن التطورات في سورية والقضية الفلسطينية لا سيما بعد التواصل السعودي – الاسرائيلي.
وقال عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق : “إن جماعة التحدي والمواجهة بمشاريعهم الخاسرة والمغامرات غير المحسوبة وبإفشالهم المبادرات والتوافقات، صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد، لأنهم هم سبب كل هذه الأزمات، ولا يريدون الحل”. وأوضح أن “هناك مبادرات خارجية ودولية وداخلية لحل الأزمة الرئاسية، ولكن لا يوجد أي تقدم باتجاه الحل، والسبب أن جماعة التحدي والمواجهة أفشلوا كل هذه المبادرات لرهانات خاسرة، لأن لديهم مشروع المواجهة، فلا يريدون لا الحل ولا التوافق ولا التفاهم”.
وأكّد رئيس حزب التيار الوطنيّ الحر النائب جبران باسيل، أنّ الهدف هو نقل لبنان إلى نظام اقتصاديّ ماليّ جديد فيه الإنتاج والمبادرة الفردية والتخلّص من النموذج الحاليّ القائم على الريع والزبائنية السياسية.
وأوضح خلال جولة بقاعية أنّ “التيار يطرح ضمن الطائف قانون اللامركزية الموسعة، وأنّه يتحاور في خصوصه مع حزب الله ومستعدون للتحاور مع الجميع، كما طرح من ضمن خطّة الإنقاذ، قانون الصندوق الائتمانيّ الذي منافعه ومردوده أهمّ بكثير من ديون صندوق النقد الدوليّ”.
وشدّد على أنّ المنظومة كرّست التفاوت الإنمائيّ بين المناطق من خلال مركزية القرار الإداريّ والماليّ، مثلًا، بعلبك – الهرمل تملك قدرات كبيرة تحوّلها اللامركزية إلى أقوى المناطق اقتصاديًا.
ودعا باسيل الى انتخاب رئيس للجمهورية “منو رابي بكنف المنظومة بيتنشق هواها وبياكل من منافعها».
وقال: “ننبّه من خطر وجودي حتمي على لبنان، ونطالب بإغلاق الحدود، يتهموننا اننا نتناولهم بالرئاسة، كل همّهم الرئاسة وارضاء الخارج”. وتابع: “وجودنا مهدّد والمسؤولية ليست على النازح المغلوب على أمره او المدفوع بالتحريض وبالوعود والحاجة، المسؤولية على المتآمرين”.
وفي ما خصّ ملف النازحين فإن الداخل يترقب الاجتماع المرتقب بين وزير خارجية لبنان ونظيره السوري فيصل المقداد للبحث في ملف عودة النازحين، علماً أن مصادر مطلعة على الملف تشير لـ”البناء” إلى أن هناك اعتراضاً محلياً على تولي وزير الخارجية هذا الملف خاصة أنه يحاول دائماً التملّص من مسؤوليته في هذا الشأن. واعتبرت المصادر أن الموقف السوري ليس إيجابياً من بوحبيب الذي لم يبد ترحيباً بتسلمه الملف فهو بدل ان يوازن بين مطالب الغرب في هذا الملف ومصلحة البلدين (لبنان وسورية)، فإن مواقفه غالباً ما تكون على حساب لبنان. وشدّدت المصادر على ضرورة الإسراع في زيارة الوفد اللبناني الى سورية، من أجل وقف تدفق النازحين السوريين عبر الحدود والذي يتطلب تعاوناً أمنياً وسياسياً بين البلدين.
ولفتت المصادر الى أن لبنان لا يزال بحاجة الى الداتا التي لا تزال مفوضية اللاجئين ترفض تسليمه إياها، فالسلطة السياسية والأجهزة الأمنية لا يمتلكون أي إحصاءات رسمية حيال الأرقام الحقيقية للنازحين. واذ شددت المصادر على أهمية دور الجيش عند المعابر دعت الى عدم تحميله مسؤولية تقاعس بعض المعنيين والأحزاب، واعتبرت أن إطلاق الحملات المنظمة على الجيش وقائده في هذه الفترة ليست الا سياسية، فمن هو مهتم بحل ملف النازحين لا يقاطع جلسات مجلس الوزراء التي تخصص لهذا الملف على وجه التحديد، مع إشارة المصادر الى ان هناك 25 ألف متسلل سوري تم توقيفهم من قبل الجيش، وهذا يؤكد أن الجيش يقوم بواجبه رغم كل امكانياته وعديده.
وأوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب أنه “إذا ذهبت الى دمشق “مش رح شيل الزير من البير” في ملف النازحين، وتمّ الاتفاق أنه حين عودتي إلى لبنان أحدد مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تاريخاً للقاء، وأنا أخذت المبادرة بزيارة سورية وسأكرر الزيارة وهناك ضغط دولي علينا “حتى ما نعمل شي” في ملف النازحين.
في المقابل توجه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين لوزير الخارجية بالقول: “إنت لسانك طويل وأنا تحملتك المرة الماضية وإنت بشو شاطر؟ انت خانع ومهادن ومتواطئ”. ورداً على كلام بوحبيب بأنه لا جدوى من زيارة سورية، قال شرف الدين: “هلق منشوف”.
الى ذلك، تعقد لجنة المال والموازنة جلسة غداً، لمتابعة موضوع إنفاق أموال حقوق السحب الخاصة، ومناقشة السند القانوني الذي اتبعته الحكومة لهذا الإنفاق.

 

الأخبار
القطريون في لبنان: مبادرة أميركية حفراً وتنزيلاً
لم يفارق القطريون مربّع اهتمامهم الأساسي بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون. سؤالهم الدائم لكل من يلتقون به، هو رأيه بعون، وكيفية حل أزمة الاستحقاق الرئاسي… دون أيّ إضافات. صحيح أن سؤالهم الدائم عن قائد الجيش يجعله مرشّحهم، لكنهم لم يقولوا أبداً ذلك بشكل واضح: لم يفصّلوا له البزّات الرئاسية أو يلتقطوا له «صورة الرئيس» أو «يفتحوها» للفريق الإعلامي المحيط به ليوسّع دائرة الاستقطاب.
أراد القطريون تعطيل اندفاعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية باتجاه بعبدا. وضعوا العصي في دواليب «البوانتاجات» التي استعجلت بعض الماكينات القيام بها، لكنّهم لم يكبّدوا أنفسهم عناء إعداد «بوانتاج» مضاد لقائد الجيش. ولم يقفوا على خاطر وليد جنبلاط أو بعض النواب المستقلّين الذين أعلنوا دعمهم له من أجل تعزيز حماستهم للقائد أقله. فهم لا يخوضون أبداً تلك المعركة التقليدية بالعدّة التقليدية. ما يقومون به اليوم، هو عَود على بدء: سؤال عن قائد الجيش، سؤال عن كيفية حل الأزمة الرئاسية وعرقلة أيّ «تقدم» محتمل لفرنجية.
في كل جولاته، يطرح الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الأسئلة، ولا يقدم أجوبة أو تصورات. وفي كل جولة، يوسّع القطريون رقعة حركتهم لتطاول ثلاثة أو أربعة أشخاص إضافيين. يفضّلون الغداء أو العشاء على اجتماعات العمل التقليدية؛ يريدون لقاء لا اجتماعاً، بضع ساعات لا بضع دقائق، مع حرص على إفساح المجال أمام المسؤولين اللبنانيين للاستفاضة، «ليجودوا بكل ما لديهم» كما يشتهون دائماً، مستفيدين من النزعة اللبنانية الدائمة نحو الكلام أكثر من الإصغاء. وفيما يثني القطريون بشكل دائم – ولافت – على ما يقوله مستضيفهم؛ يثنون بالحماسة نفسها على المستضيف الأول والثاني والثالث والرابع حتى لو كان لكلّ من هؤلاء رأيه الذي لا يتفق أحد معه به. هذا هو الدرس الأول في دورات حل النزاعات التي تلقّاها المسؤولون القطريون: لا يجادلون أبداً، يثنون، ثم يثنون أكثر، ثم يبالغون في الثناء. يعتقد من يستقبلهم أنه أقنعهم بالكامل برأيه؛ يمكن أن يصدق (سمير جعجع مثلاً) أنه هو من يرسم لهم سياستهم في البلد والمنطقة. وحين يُسأل المستضيف لاحقاً عما حصل في الاجتماع سيسارع إلى نقل ما قاله هو إلى ضيوفه لا ما سمعه منهم، إذا كان يسمع في الأساس. مع العلم أن المشكلة ليست في «السمع»، فهم لا يقولون شيئاً جوهرياً في الأساس. وهم يثنون على غالبية الأسماء التي ذُكرت أمامهم، مبالغين في الثناء حتى على من يعرفون أن لا ذرّة أمل له.
يسأل الموفد الأمني رأي اللبنانيين بقائد الجيش وهمّه يتركّز على إطاحة فرنجية
خبرة القطريين في الملف اللبناني تجعلهم يقدّرون سعر «النفوذ» في لبنان وكيف يُشترى ومدة صلاحيته، وهم بعد تورّطهم الفاشل والخاسر في الحرب السورية يعودون من جديد إلى الملف اللبناني، لكن بحذر أكبر. فلا يريدون غير ما يريده الأميركيّ حفراً وتنزيلاً من دون أيّ تغيير أو تعديل كما حاول الفرنسي أن يفعل. وهم، أيضاً، قادرون على الحديث مع الجميع، من حزب الله الذي لا يمكن للأميركيين الكلام معه مباشرة، إلى جبران باسيل المعاقَب أميركياً، إلى مجمل الأفرقاء الذين حالت الكبرياء الفرنسية دون إصلاح آلية التواصل معهم. وإذا كان الدخول القطري على أيّ ملف يعني دخولاً أميركياً فإن البعض يفترض أنه دخول يمهّد حتماً لحوار وتسويات وحلّ كما حصل في عدة تجارب، لكن ذلك قد لا يكون أكيداً كما حصل في سوريا: حيث عرض القطريون على القيادة السورية باسم «الأخوّة والتنسيق» تخلياً طوعيّاً عن بعض السلطة (كانت ستتبعه مطالبات أخوية أخرى)، والتجربة علّمتنا، كيف أنه بمجرد رفض القيادة السورية العرض، تحوّل الوسيط المفترض إلى رأس حربة في الحرب.
واضح أن التحرك القطري يأتي بإيعاز أميركي، وهو يدخل إلى لبنان من بابَي حزب الله والتيار الوطني الحر، لكنه لا يزال يقتصر على عرقلة أيّ تقدم ممكن لفرنجية، وتوسيع هامش «العلاقة الاجتماعية»، وتثبيت ترشيح قائد الجيش، من دون إعلان رسمي حتى الآن. ولم يكشف القطري بالتالي بعد عن أوراقه، لم يقل: «هذه مبادرتي». يسأل عن رأي الأفرقاء بعون لكنه لا يسأل عمّا يمكن أن يغيّر رأيهم به، سواء أكان سلباً أم إيجاباً؛ فهل يبقى هو نفسه مثلاً جوزف عون بالنسبة إلى سمير جعجع وسامي الجميل وبعض التغييريين والمستقلّين إذا تبنّى حزب الله ترشيحه؟ هل يقبل به باسيل إذا تعهّد بالعمل لإقرار اللامركزية الإدارية المالية والصندوق الائتماني خلال عهده؟
لم يدخل القطري نفسه بعد في كل هذه الزواريب، ولم يفعل كما فعلت فرنسا. فهو لا يطرح مبادرة أو مقايضة، ولم يقل من يمكن أن يكون رئيساً للحكومة في أول العهد المقبل، ومن يقترح لوزارة المال أو حاكمية المصرف المركزي أو قيادة الجيش أو رئاسة مجلس القضاء الأعلى.
حتى اليوم لا توجد مبادرة قطرية؛ يوجد ضابط أمني يصول ويجول، بعيداً عن الأنظار؛ يحضّر الأرضية لعمل قطريّ ليس معلوماً إذا كان قريباً جداً أو بعيداً جداً، تماماً كما لا أحد يعلم ما إذا كان يثبّت الاستقرار كما حصل في بعض الساحات أو يفجّره كما حصل في ساحات أخرى. لقد كان لدى الفرنسيين ما يخسرونه في لبنان فيما ليس لدى القطريين ما يمكن أن يقلقوا بشأنه، وهو ما يطمئن الأميركيين أكثر إلى دورهم كـ«وسيط»، مع افتراض قطريّ خاطئ بأن نجاحهم في المبادرات بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يُترجم نجاحاً لبنانياً أيضاً.

COMMENTS