افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 19 آذار ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 10 ايلول، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 13 أيلول، 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 23 تشرين الأول، 2023

اللواء
«الخماسية» لا تعمل في الوقت الضائع: غطاء عربي – دولي لإنجاز الاستحقاق
بري لتكرار اللقاءات والراعي لفتح المجلس.. وتصحيح مرسوم الزيادات أمام مجلس الوزراء اليوم
في رأي مصادر سياسية إن ما يجري على جبهة لقاءات سفراء اللجنة الخماسية في بيروت مع القيادات الرسمية والروحية والسياسية المعنية بصورة مباشرة بإنهاء الشغور في الملف الرئاسي، لا يندرج ولا ينبغي ان يندرج في اطار «شراء الوقت» او الحركة في الوقت الضائع، بل أبعد من ذلك، اقله ابقاء جذورة الملف الرئاسي حيّة، فعندما يحين الوقت، تكون كل الاجراءات جاهزة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقالت المصادر لـ«اللواء» ان ثمة ما يلوح في الافق، ويعكس جدية الحركة الدبلوماسية، التي تقاطعت في نقاط عدة مع مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» النيابي، الذي طرح مبادرة للخروج من المأزق، ما تزال تنتظر جواب حزب الله عليها.
الجلسة اليوم
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة 10 من صباح اليوم اذا توفر النصاب لها، لبحث بنود مؤجلة من جلسات سابقة، فضلاً عن رفع الحد الادنى للأجور في القطاع الخاص الى 18 مليون ليرة لبنانية شهرياً.
يشار الى ان الرئيس نجيب ميقاتي قام بعد ظهر امس بزيارة خاطفة خارج لبنان، ثم عاد ليلاً ليترأس الجلسة، في ضوء اجوبة الوزراء حول المشاركة.
ويتضمن جدول اعمال الجلسة 27 بنداً حول مواضيع مالية وادارية وجامعية وعسكرية، وتخص وزارة الاشغال لجهة السلامة المرورية، فضلاً عن نقل اعتمادات.
وأهمها:
1. تصحيح الفقرتين ٣ و ٤ من البند أولاً من المادة السادسة من المرسوم رقم ١٣٠٢٠ تاريخ 28/2/2024 المتعلق بإعطاء تعويض مؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي.
2- مشروع قانون يرمي إلى تعديل المادة ٤٥ من المرسوم الإشتراعي رقم ١٤٤ تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته قانون ضريبة الدخل وإلى الإجازة للمكلفين بضريبة الدخل إعادة تقييم إستثنايئة لمخزونهم ولأصولهم الثابتة وإلى اعتماد معالجة إستثنائية لفروقات الصرف الإيجابية والسلبية الناتجة عن الذمم المدينة والدائنة بالعملية الأجنبية وعن الحسابات المالية بالعملة الأجنبية.
3- مشروع قانون يرمي إلى تعديل القانون رقم ٤٤٩ تاریخ ١٧/٨/١٩٩٥ وتعديلاته المتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الإسلامية العلوية في لبنان.
4- طلب وزارة العدل الموافقة على تعيين محام فرنسي لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محكمة التمييز الفرنسية.
5- طلب وزارة العدل الموافقة على تعيين محاميين ألمانيين لتمثيل الدولة اللبنانية أمام المحاكم الألمانية.
6- عرض وزارة المالية إقتراحات لمعالجة أزمة فقدان الطوابع المالية الورقية.
7- طلب وزارة الدفاع الوطني الموافقة على دفع مستحقات المستشفيات والمراكز الطبية العلاجية المدنية لعام ٢٠٢٤ عن الفترة التي تسبق تصديق الإتفاقيات.
١٤. طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على تعديل المادة الثالثة من المرسوم رقم ١٢٩١٦ تاریخ 18/1/2024 تحويل إنشاءات امتياز كهرباء زحلة إلى مؤسسة كهرباء لبنان لجهة قيام المديرية العامة للإستثمار في الوزارة بالجردة مع شركة كهرباء زحلة بدلاً من مؤسسة كهرباء لبنان).
19- طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على مشاريع مراسيم تتعلق ببعض الجامعات وترمي إلى تعديل تسمية اختصاصات تعديل تسمية كليات الترخيص بإستحداث برامج دمج كليات، إستحداث فروع جغرافية والغاء تراخيص فروع والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
23- طلب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية نقل اعتماد بقيمة (١٠,٥) مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة الى موازنتها للعام ٢٠٢٤ (بدلات أتعاب وصيانة).
24- إلغاء مرسوم يتعلق بنقل إعتماد من إحتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الداخلية والبلديات.
25- مشاريع مراسيم ترمي إلى قبول الهبات المقدمة من جهات مختلفة لصالح الوزارات والإدارات وإعفائها من الرسوم الجمركية والمرفئية والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
26- إصدار مشاريع مراسيم وكالة عن رئيس الجمهورية تتعلق بشؤون وظيفية ….. على سبيل التسوية ومواضيع أخرى متفرقة والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
27- المشاركة في مؤتمرات واجتماعات تعقد في الخارج على نفقة الإدارة أو على حساب الجهة الداعية والمبينة تفصيلاً في الجدول المرفق ربطاً.
وتأتي الحركة الدبلوماسية من اجل الاستحقاق الرئاسي، وسط ترقُّب كبير لمفاوضات التوصل الى هدنة لتبادل الاسرى ووقف اطلاق النار في غزة، والتي تجري في قطر بمواكب مباشرة من الرئيس جو بايدن، الذي يخوض الانتخابات في واشنطن، وغمار المواجهة على ارض غزة، وسائر الجبهات ذات الصلة.
ومع ان البعض يعتقد ان الحرب ستكون طويلة، اذا ما امعن بنيامين نتنياهو بعناده، والمضي قدماً الى الحرب، في المناطق التي خرج منها او التطلع الى حرب في رفح.. فإن المسار السياسي، لا يجب ان يتعطل، وفقا لمصادر اللجنة الخماسية، وهو يوفر غطاء دبلوماسياً دولياً وعربياً لحماية لبنان من اي تهور اسرائيلي، بتوسيع دائرة الاشتباكات.
ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لا يمكن الاستنتاج منذ الآن ما بمكن ان ترسو إليه لقاءات اللجنة الخماسية في ما خص الملف الرئاسي لاسيما أن هذا الحراك لن يخرج بمبادرة جدبدة تختلف عما كان متفقا عليه لجهة إتمام هذا الأستحقاق وقيام تفاهم عريض على هذه الخطوة.
وأكدت هذه الأوساط لـ«اللواء» أن المواقف التي صدرت عن السفير المصري تعكس وجود خارطة طريق انما الأمور مرهونة بخواتيمها، ومعلوم أن اللجنة الخماسية لم ولن تلتزم مرشحا للرئاسة ولم تتبن أي مرشح وتؤيد كل مسعى يدعو إلى انجاز الانتخابات حتى وإن كانت هناك صعوبة في الأمر.
ورأت أن عمل اللجنة متواصل و في ختام جولاتها تتضح الصورة بشكل أفضل بشأن التوجه المقبل.
عين التينة المحطة الأولى
وفي اول تحرك لهم، استهل سفراء اللجنة الخماسية لقاءاتهم بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وهو اللقاء الثاني للجنة معه وشارك فيه سفير المملكة العربية السعودي وليد بخاري، وسفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير المصري علاء موسى، والسفيرة الاميركية ليزا جونسون والسفير الفرنسي جيرفيه ماغرو.
ووصف الرئيس بري اللقاء بأنه كان جيداً، وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة انجاز التفاهم، توصلاً لتحقيق الاستحقاق.
وحسب السفير المصري علاء موسى فإن اللجنة لمست مرونة، خلفتها تعاود الاتصالات من اجل خطوات فعلية تؤدي الى اجراء الانتخابات.
ثم زارت اللجنة بكركي، وقال البطريرك الماروني مار بشارة الراعي امام اللجنة الخماسية ان الالتزام بالدستور اللبناني هو بوابة العبور لانجاز اي استحقاق.
واستغرب سلوك طريق شائك قد لا ينجح، فيما الدستور واضح، والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس النيابي، متمنياً التوفيق للسفراء في مسعاهم، رافضا عرف الحوار التقليدي.
واشار موسى من بكركي الى ان الخطوات مبنية على مراحل، والخطوة الاولى، هي في عودة التشاور مع الكتل المعنية وفقاً لخارطة طريق قيد الاعداد.
واليوم، تزور اللجنة الرابية ومعراب في اطار التشاورات الجارية مع القيادة اللبنانية.
وأكد سفير عربي لـ«اللواء» ان اللجنة تحضّر للمرحلة المقبلة، وستظهر نتائج عملها بما هو مرسوم وآتٍ بالنسبة للبنان، في المرحلة المقبلة.
«القوات» تحبط دعوة باسيل
وردت «القوات اللبنانية» على دعوة باسيل لعقد اجتماع تحت مظلة بكركي وبدعوة منها بعبارة «سلم سلاحك اولاً» اي ما لم يعلن التيار الوطني الحر وجوب تسليم حزب الله لسلاحه، فلا مبرر للقاء.
كتاب جوابي لدمشق
دبلوماسياً، وجّه لبنان كتابا جوابيا الى الجانب السوري ردا على الرسالة الاحتجاجية التي وجهتها الى الخارجية اللبنانية اواخر شباط الماضي، على تشييد مراصد مراقبة على الحدود الشمالية الشرقية اللبنانية مع سوريا. وأكد لبنان احترامه الكامل لسيادة الأراضي السورية وقيامها بكل ما يلزم بهدف منع عمليات التسلل والتهريب. وشدد على ان هذه المراصد تشكل  جزءًا من نظام القيادة والسيطرة لضبط الحدود وقد بنيت بمساعدة عدد من الدول الصديقة وهي تدار من قبل الجيش اللبناني فقط.
وفي ما يتعلق بإثارة الجانب السوري موضوع  إدارة الابراج  من قبل ضباط بريطانيين ولبنانيين والقول بأنها تشكل أبراج تجسس يبني عليها العدو الاسرائيلي كامل معلومات الاستطلاع في العمق السوري، كان الرد اللبناني من قبل قيادة الجيش  ان تلك المراصد تهدف إلى مراقبة الحدود ومنع تسلل الارهابين وضبط أعمال تهريب الاشخاص، المخدرات، الاسلحة والممنوعات من والى لبنان، أما التجهيزات الموجودة عليها فهي مرتبطة حصرا بقيادة الجيش اللبناني والكاميرات المنصوبة عليها موجهة إلى الاراضي اللبنانية ولا يتم توجيهها إلى داخل الاراضي السورية، بل يقتصر ذلك على الحدود من الجهة اللبنانية بغية مراقبة حركة عبور الاشخاص والآليات خارج المعابر الشرعية ووقف أعمال التسلل والتهريب.
الوضع الميداني
ميدانياً، نفذت القوات الاسرائيلية سلسلة اعتداءات على القرى الجنوبية، فاستهدفت ميس الجبل – كروم الشرافي، واغارت طائرات حربية على بلدة عيتا الشعب، كما هاجمت الطائرات المعادية العديسة وكفركلا.
ورد حزب الله مساء امس بتنفيذ عمليتين جديدتين ضد المواقع الاسرائيلية خلف الحدود مع لبنان. فعند السابعة والربع مساءً استهدف الحزب موقع حدب يارين بالاسلحة الصاروخية، ثم استهدف موقع بركة ريشا بالصواريخ كما قصف موقع زبدين في مزارع شبعا، ثم موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية.

 

البناء
بوتين: الناتو في أوكرانيا ونحن عشية حرب عالميّة… التفاوض مع غير زيلنسكي
بايدن ونتنياهو وربط نزاع: منح مفاوضات الدوحة فرصة وتجميد عملية رفح
اقتحام الشفاء لاغتيال المبحوح ومحاولة اعتداء على صباحي بعد تظاهرة مع غزة
قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صورة الواثق بقوة بلاده وقدرتها على مواجهة التحديات في خطاب الفوز الرئاسي بأغلبية ساحقة تعبر عن قناعة الشعب الروسي بقيادة وفّرت شروط تحقيق تقدّم اقتصادي نوعي في ظل الحصار والعقوبات واستمرار حرب توضع لإسقاط روسيا فيها كل إمكانات حلف الناتو. وفي ظل الإنجازات التي تظلل فوز بوتين كان خطاب الرئيس المنتصر موجّهاً للغرب بقيادة الولايات المتحدة التي يذبل نموذجها الديمقراطي في سباق رئاسي أقرب للتسابق نحو المقبرة الجماعيّة مع التحذيرات المتلاحقة من الحرب الأهليّة. وقال بوتين إن حلف الناتو بات موجوداً بجنوده في أوكرانيا وإن هذا يعني أن العالم يقف عشية الحرب العالمية الثالثة، مبدياً الاستعداد لحل تفاوض، لكن على قاعدة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ليس الشخص المناسب لصناعة حل بين روسيا وأوكرانيا.
في تطورات الحرب الإسرائيلية الأميركية على غزة، كان الحدث في مجمع الشفاء الطبي حيث اقتحمت وحدات إسرائيلية المجمع واغتالت العميد في شرطة غزة فايق المبحوح انتقاماً من نجاحه في إحباط مخططها بتشكيل روابط العشائر والوجهاء كبديل لحماس. والمبحوح هو الذي نظّم اجتماع العشائر والوجهاء مع المنظمات الأمميّة قبل يومين الذي حسمت فيه مرجعية أجهزة حكومة حماس في ملف المساعدات في شمال غزة.
في مصر، أفادت تقارير إعلامية عن تعرّض أمين عام المؤتمر القومي العربي حمدين صباحي وعدد من النشطاء المصريين لمحاولة اعتداء من مجموعة من راكبي الدراجات المجهولي الهوية إثر قيام صباحي ورفاقه بتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية المصرية مساندة لغزة. وتبعت الحادث مواقف تضامنية دعت الحكومة المصرية والأجهزة القضائية والأمنية في مصر إلى كشف المرتكبين وإحالتهم أمام القضاء المختص لينالوا عقابهم المناسب.
سياسياً، سجل اتصال بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهى الى ما وصفته مصادر في المعارضة “الإسرائيلية” بربط النزاع، قالت إنه تضمن اتفاقاً على منح مفاوضات الدوحة فرصة جدية بالتعامل الإيجابي مع السعي للتوصل الى اتفاق، كما تضمن اتفاقاً على تأجيل عملية عسكرية في رفح. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قد تحدث عن الحوار بين بايدن ونتنياهو فقال إن “الرئيس بايدن ونتنياهو ناقشا موضوع الهدف المشترك للقضاء على حماس لكن هناك حاجة لخطة واضحة وإن عدد المدنيين الأبرياء الذين لقوا حتفهم في هذا الصراع أكثر من كل حروب غزة مجتمعة، و”إسرائيل” لم تقدم بعد خطة لحماية المدنيين في رفح”، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو السبيل الأمثل لعودة الرهائن، مضيفاً أن نتنياهو وافق على إرسال فريق إلى واشنطن لبحث عملية رفح لأن عملية رفح ستعمّق الفوضى في قطاع غزة، ولأن عملية برية كبيرة في رفح ستكون خطأ، مضيفاً أن “إسرائيل” يمكن أن تحقق الانتصار وتحفظ أمنها دون اجتياح رفح، مشدداً على أن بايدن أكد أن على “إسرائيل” القيام بكل ما في وسعها لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وسجّلت الجبهة الجنوبية تراجعاً في حدّة العمليات العسكرية وسط ترقب نتائج المفاوضات في قطر التي استُؤنفت بعدما قدّمت حركة حماس مقترحاً لاتفاق هدنة ووقف إطلاق النار.
وعلمت “البناء” أن المجتمعين في الدوحة بمن فيهم رئيس الموساد الإسرائيلي يدرسون مقترح حماس على أن تعلن حكومة العدو موقفها من المقترح، في ظل انقسام يسود الحكومة الإسرائيلية بين من يقبل المقترح مع تعديلات لمصلحة “إسرائيل” وبين من يرفضه لا سيما التيار المتشدّد. فيما استمرّ العدو الاسرائيلي بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني على وقع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة.
في المقابل شددت مصادر حركة حماس لـ”البناء” على أن المقترح الذي قدّمته الحركة لا يمسّ الثوابت التي وضعتها الحركة منذ بدء العدوان ولا تفرّط بالمكتسبات والإنجازات التي تحققت في عملية 7 تشرين والصمود الأسطوري الميداني للمقاومة والشعب الفلسطيني خلال أشهر الحرب. ولفتت الى أن المقترح يهدف الى إسقاط المنطق الإسرائيلي الذي يتذرّع بشروط حركة حماس لرفض وقف العدوان على غزة، وتهدف الحركة الى تسهيل المفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، لكن ضمن المبادئ والثوابت والحقوق الفلسطينية. لكن هذه المرونة التفاوضيّة لا تعني تراجعاً في الميدان الذي ستبقى يد المقاومة هي الطولى فيه ويبقى هو الفيصل في هذه الحرب. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة مستمرّة في عملها الميدانيّ وتكبيد العدو خسائر باهظة ولن توقف النار حتى ينسحب جيش الاحتلال من كامل غزة وفق المقترح الذي قدّمته الحركة وإدخال المساعدات الإنسانيّة وتبادل الأسرى وفق مراحل حتى الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
على صعيد الجبهة الجنوبيّة، واصلت المقاومة في لبنان عملياتها النوعيّة، فاستهدفت موقع ‏”رويسة القرن” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابةً مباشرة. كما استهدفت تجمعًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في “تلة الطيحات” بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابةً مباشرة. كذلك، استهدفت موقع ‏”زبدين” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وموقع “‏بياض بليدا” بقذائف المدفعية وأصابته إصابةً مباشرة.
في المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت بلدة العديسة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة ميس الجبل واستهدفت غارة منزلاً في البلدة قرب مسجد الإمام علي في الحي الغربي.
في غضون ذلك، أشارت أوساط دبلوماسية لـ”البناء” الى أن قناعة لدى الإدارة الأميركية ودوائر القرار الأوروبي بأن الجبهة الجنوبية باتت مرتبطة بجبهة غزة، وأن حزب الله لن يوقف عملياته العسكرية حتى يتوقف العدوان على غزة، وهذا ما أحدث قلقاً وإرباكاً شديدين لدى حكومة العدو ولدى رؤساء الأقاليم لمستوطنات الشمال الذين يمارسون الضغوط على المستوى السياسي الإسرائيلي ويحذرون من أن أغلب مستوطني الشمال لا يريدون العودة في ظل الواقع الحالي في الشمال وتحكّم حزب الله بمصيرهم لفترات طويلة. والمقلق أكثر وفق الأوساط هو إذا ما طال أمد الحرب في غزة ما هو مصير الشمال في ظل الواقع الحالي، وما الذي يضمن عدم دخول حزب الله الى الجليل في مراحل لاحقة؟ ولذلك تضيف الأوساط أن الضغوط الدبلوماسية وجهود الموفدين الذين يزورون لبنان بكثافة تركزت على تخفيف حدة العمليات العسكرية وفتح جولة مفاوضات للتوصل الى اتفاق على الحدود يكون جاهزاً للتنفيذ فور حصول هدنة في غزة ويضمن أيضاً الحؤول دون اشتعال الجبهة مجدداً في مراحل لاحقاً فيما لو عادت الحرب الى غزة.
إلا أن الموفدين تبلغوا من الحكومة اللبنانية ومن حزب الله بأنه لا يمكن فصل الجبهتين وأن حزب الله سيلتزم بالهدنة في غزة وسيوقف العمليات العسكرية في الجنوب مؤقتاً، مع ربط الوقف الدائم لإطلاق النار بأمرين: توقف العدوان على غزة بشكل دائم، والثاني انسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وفق القرارات الدولية لا سيما من نقطة بـ1 ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبطبيعة الحال الغجر الشماليّة.
وفي سياق ذلك، اعتبر اللواء احتياط في جيش الاحتلال الصهيوني إسحاق بريك أنَّه “لا يمكنك الكذب على الكثير من الناس لفترة طويلة”، مشيرًا إلى أنَّ “ما يجري في قطاع غزّة وضد حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلًا أم آجلًا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكلّ خفاياها”.
وفي مقال له في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أكَّد بريك أنَّه “لا يوجد تفكير استراتيجي ولا معالجة للمشاكل الحقيقية للبلد لأنهم يفضلون العيش في الأوهام”، وأضاف أنَّ “الجبهة الداخلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب في قطاع غزّة”.
على الخط الرئاسي، بدأ سفراء اللجنة الخماسية جولتهم على المرجعيات والقيادات السياسية، وكانت عين التينة أولى محطات السفراء، حيث استقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “اللقاء: “كان اللقاء جيداً وسيتكرّر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم توصلاً لتحقيق الاستحقاق”.
من جهته، شدد السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء على أن “الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق وأعلنه، سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الإعلام، أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية. والحقيقة تحدّثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات للخماسية مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات”. ولفت الى أن “الخرق الملموس الذي تحقق في الملف الرئاسي، هو أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق في ما بينها هو شيء مهم للغاية. وعندما نتحدث عن التوافق معناه، ان الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولاً إلى أمر يتفق عليه الجميع. وهذا ما نبحث عنه”.
ووصفت مصادر مطلعة لـ”البناء” لقاء الخماسية في عين التينة بالهام حيث دار نقاش مستفيض حول الاستحقاق الرئاسي وإمكانية اختراق جدّي في جدار الأزمة الرئاسية ومدى التوصل الى قواسم مشتركة بين الأطراف السياسية ووضع آلية لإطلاق حوار دعت اليه كتلة الاعتدال وسبق ودعا اليه الرئيس بري. وكان لافتاً الحضور الدبلوماسي المرافق للسفيرة الأميركية والسفير الفرنسي وحضور مستشاري الرئيس بري محمود بري وعلي حمدان، ما يدل على أن النقاش دخل في تفاصيل الملف الرئاسي.
ولفتت مصادر وزارية لـ “البناء” الى ان الحراك الخماسي لا يعني اقتراب التوصل الى تسوية سياسية للأزمة الرئاسية بل هي لقاءات تمهيدية لتحضير الأرضية بانتظار نضوج الظروف الإقليمية والدولية للتسوية في لبنان. لافتة الى ان لا انتخاب رئيس قبل اتضاج المشهد الإقليمي بعد حرب غزة والتداعيات المرتقبة على مستوى المنطقة وموازين القوى الجديدة. ووضعت المصادر تسريب أسماء والحديث عن المرشح الثالث في اطار اللعبة الإعلامية وحرق المرشحين. مجددة التأكيد على تمسك الثنائي حركة امل وحزب الله بدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية.
وكانت اللجنة الخماسية زارت بكركي، حيث اجتمعت مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقد أكد السفير المصري بعد الزيارة ان “لقاء سفراء “الخماسية” مع البطريرك الراعي بالغ الأهمية وكان الهدف من اللقاء إعلامه واستشارته في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها”. اضاف: “الخطوات مبنية على مراحل عدة والخطوة الأولى هي في الحديث مع الكتل كافة من أجل انتخاب رئيس وفق خريطة طريق سنقدّمها”. تابع: لمسنا مرونة في الفترة الماضية ستساعدنا على خلق الأرضية للتمهيد لبدء خطوات فعليّة لانتخاب رئيس. وقال: “حراكنا سيستفيد من حراك كتلة الاعتدال ونحن نبني على تحرّك الداخل لعلّنا نسهّل خلق الأرضية المشتركة لإنجاز الاستحقاق”. وأوضح “نحن لا نتحدّث عن أسماء بل عن التزام إذا توفّر فإنّ الحديث سيبقى أسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة”.
وأشارت مصادر بكركي إلى أن “البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس”. أضافت: “البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي.»
ويزور سفراء اللجنة الخماسيّة اليوم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في معراب.

 

الأخبار
حراك «الخماسية»: إثبات وجود قبل الدخول في عطلة جديدة
لا صوت في بيروت يعلو صوت الحرب في غزة، باستثناء التأهب الرسمي والدبلوماسي لمواكبة أي تطور على الجبهة الجنوبية، في ظل تمسّك المقاومة بمعادلة «لا فصل للساحات ولا ترتيبات سياسية في الجنوب ما دامت المجرزة متواصلة في القطاع»، مع تأكيدها على أن لا «تقريش» لتطورات الجبهة في الملفات الداخلية.ومع التسليم بهذه المعادلة بعد محاولات ترغيب وترهيب متعددة، استأنف سفراء دول اللجنة «الخماسية» (الولايات المتحدة، قطر، مصر، فرنسا والسعودية) حراكهم أمس، بجولة استهلّوها بلقاءين أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي.
التصريحات العلنية لم تخرج عن العموميات بالتأكيد أن اللقاءات «تناولت الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خصوصاً استحقاق انتخاب رئيس جديد للبنان»، وأن هناك توافقاً «على ضرورة التفاهم لإنجاز الاستحقاق». وصرّح السفير المصري علاء موسى، باسم زملائه، بأن «التحرك يأتي في إطار بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس في أقرب فرصة، وسنتناول هذه التفاصيل مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات».
أما عملياً، فقد تقاطعت المعلومات حول اللقاءين على «عدم وجود وقائع جدية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية»، وأن ليس «لدى السفراء الخمسة رؤية محددة بالنسبة إلى هذا الملف»، باستثناء «التأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت وعلى أهمية التشاور بين القوى السياسية حول اسم توافقي». وبحسب أكثر من مصدر مطّلع «خرجت الخماسية من التسميات، بسبب الخلاف بين أعضائها على المرشحين، إذ إن لكلّ منهم مرشحاً، وعادت إلى التركيز على المبادئ العامة التي تتمحور حول ضرورة التشاور بين القوى السياسية، وحول الانتخاب وضرورته في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتحتّم وجود رئيس للجمهورية». وقالت المصادر إن حراك السفراء الخمسة «يهدف فقط إلى إثبات الحضور والإيحاء بوجود اهتمام إقليمي ودولي بهذا الملف»، إذ إنهم «يدركون جيداً استحالة تحقيق انفراج في الأزمة الرئاسية قبل وضوح الصورة حيال مآل الحرب في غزة وتداعياتها على الجبهة الجنوبية». إلا أنهم، وفق المصادر، «يعملون وفقَ القاعدة التي يعمل عليها (المبعوث الأميركي عاموس) هوكشتين، بوضع إطار عام للاتفاق السياسي جنوباً في انتظار التوصل إلى هدنة في غزة، وحين يتحقق هذا الأمر يُصبِح سهلاً الحديث عن المفاوضات في لبنان». وبالمثل، فإن «الخماسية تحاول أيضاً وضع إطار للانتخابات الرئاسية من خلال خلق قاعدة مشتركة بين القوى السياسية يُمكن الانطلاق منها فورَ انتهاء الحرب لانتخاب رئيس توافقي». وكشفت المصادر أن «الملف الرئاسي لم يكن وحده محور الحديث في لقاءات الخماسية، بل تمّ التطرق إلى الوضع الأمني والمخاوف من تطور الأمور تصعيدياً»، ومن هذا المنطلق «جرى التشديد على فكرة انتخاب الرئيس في أي هدنة قريبة».
وفيما يفترض أن يستكمل السفراء جولتهم على مختلف المسؤولين والكتل، من بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل (من دون مشاركة السفيرة الأميركية ليزا جونسون) ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد (من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي وليد البخاري)، رجّحت المصادر أن تدخل الخماسية بعد هذا الحراك في عطلة جديدة، مع سفر البخاري إلى بلاده في إجازة من منتصف شهر رمضان إلى ما بعد الأعياد، وفي ظل عدم تحديد موعد زيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصاً أن «الاتصال بينه وبين الرئيس بري قبلَ أيام لم يحمل ما يدفعه إلى المجيء إلى بيروت».
لا وقائع جدّية يُبنى عليها للتفاؤل في ما خصّ الانتخابات الرئاسية
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، واستهدف مقاوموه أمس مواقع زبدين و‏رويسة القرن وبياض بليدا وبركة ريشا وحدب يارين وتجمعاً ‏لجنود العدو في تلة الطيحات. واستهدف الطيران الحربي المعادي بالصواريخ بلدة العديسة ومنزلاً في ميس الجبل وبلدة عيتا الشعب، فيما قصفت مدفعية العدو أطراف العديسة وكفركلا وحولا والجبين.
وفي الإطار، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الولايات المتحدة إلى الضغط على إيران ولبنان لسحب حزب الله إلى خلف نهر الليطاني، معتبراً أن البديل عن ذلك سيكون حرباً شاملة. فيما كتب الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس جلعاد في «يديعوت أحرونوت»، أنه «إذا أرادت إسرائيل إعادة الآلاف من سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، فهي أمام طريقَين؛ إمّا مواجهة شاملة مع حزب الله ثمنها الاستراتيجي باهظ جداً، ولن تساعدنا الولايات المتحدة فيها، أو ترتيبات أمنية محسّنة على أساس قرار مجلس الأمن الرقم 1701، يسمح بإبعاد قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني»، معتبراً أن «الإنجازات التي حقّقها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان مهمة. لكن، من دون تحرُّك سياسي، ليس هناك أفق لإنهاء المواجهات وعودة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم».

COMMENTS