افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 20 شباط ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 30 آذار، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 2 آذار ، 2024
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 27 تشرين الأول، 2022

اللواء
رسالة إسرائيلية حارقة على الغازية.. وضغط لإبرام اتفاقية عدم اعتداء
جلستان لمجلس الوزراء الجمعة ونهاية الشهر.. والدستوري علَّق موادَّ في الموازنة
لم يتأخر وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من محاولة استثمار الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الاسرائيلية عند السادسة من مساء امس على اطراف المنطقة الصناعية في الغازية، بالايحاء بأن الغارتين اللتين استهدفتا «بنى تحتية لحزب الله في صيدا» ورأيتم ماذا فعلنا.. ولدينا اهداف كثيرة، وستصل الى بيروت على حدّ زعمه..
ودحضت الوقائع المباشرة لجهة ان القصف بالطائرات، والذي هز محيط المخيمات وصيدا والجوار، ضرب مصنعين احدهما للمولدات الكهربائية والثاني للألمنيوم والحديد، وهما مشهوران على تقاطع الاوتوستراد الذي يربط بين الجنوب ذهاباً واياباً، والغازية ومغدوشة وقرى اقليم التفاح، فضلاً عن قرى شرقي صيدا.
ولئن كان مقربون من المقاومة، يعتبرون القصف كضرب من الضغط النفسي والمعنوي على الجمهور اللبناني، في ضوء توجه بنيامين نتنياهو الى تجميد الحرب المزعومة ضد رفح عند الحدود الجنوبية مع مصر، وإفشال مساعي صفقة تبادل الاسرى، وصرف الانظار عن العزلة الدولية، بالسعي لفتح جبهة الجنوب، عبر غارات مفتوحة، مراهناً على ان الاميركيين والاوروبيين واطرافا عربية واقليمية لا ترغب بتوسيع دائرة الاشتباك، وفتح حرب طاحنة جديدة على غرار ما يحصل منذ اشهر في غزة.
وحسبما بات معروفاً، فإن هذا التطور الخطير، وضع المقاومة امام خيارات جديدة، متروكة للعمل في الميدان، سواء على مستوى الصواريخ التي لم توضع بالخدمة بعد او عمل المسيرات الانقضاضية بنسختها المتطورة.
وعند الحدود الجنوبية، ساد توتر داخل المستوطنات الاسرائيلية خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان، ودوت صافرات الانظار في مستوطنات افيفيم، بركام ودالتون.
وربط مصدر دبلوماسي بين التصعيد الاسرائيلي والضغط باتجاه انتزاع دعم اميركي وفرنسي لأية عملية تقوم بها اسرائيل، عبر التوصل الى تسوية تقضي بابعاد حزب الله مسافة بين 10 و20 كلم، وتتضمن حسب صحيفة «معاريف» «تشريع حق اسرائيلي شن هجمات ضد لبنان إن بادر حزب الله الى انتهاك الاتفاقية والاقتراب مجدداً من الحدود»، على ان تكون دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدولة اللبنانية شركاء في الاتفاقية.
وقال المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية ان بلاده لا تدعم توسع الحرب بين لبنان واسرائيل، وان واشنطن تضغط لاحترام الخط الازرق وعودة السكان الى منازلهم على طرفي الحدود.
مجلس الوزراء
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الثالثة والنصف من بعد ظهر الجمعة، ببند وحيد هو مشروع قانون معالجة اوضاع المصارف واعادة تنظيمها والموزع على الوزراء، عى ان يصار الى عقد جلسة آخر الشهر الجاري 29/2/2024، بعد الانتهاء من اعداد جدول الاعمال، وسيتطرق الى توسع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
وأفادت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن نسبة المعترضين على بند أوضاع المصارف ارتفعت ما قد يهدد بفقدان نصاب الجلسة التي يدعو إليها الرئيس ميقاتي.
الخماسية على مستوى السفراء
رئاسياً، تعود اللجنة الخماسية على مستوى السفراء العاملين في بيروت الى التحرك وهي لهذه الغاية تعقد اجتماعاً عند الرابعة من بعد ظهر اليوم بكامل اعضائها في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر بدعوة من السفير ماغرو.
واشارت ‎مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع المرتقب لسفراء دول اللجنة الخماسية مؤشر إلى استئناف البحث في الملف الرئاسي، من دون أن يعني أن هناك أي معطى جديد، وقالت أنه ربما يجري الاتفاق على معاودة نشاطها واجرائها لعدد من اللقاءات، مؤكدة أن ذلك يتبلور بعد الاجتماع مع العلم أن الواقع الراهن لا يوحي بمناخ إعادة تشغيل المحركات الرئاسية.
‎وأشارت هذه المصادر إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على إجراء الحوار في هذا الملف لم يتبدل وبالتالي قد تكون أي حركة جديدة من دون أي نتيجة ملموسة.
وفي الاطار الداخلي، يكرر رئيس التيار الوطني الحر المعزوفة اياها بعد اجتماع تكتل لبنان القوي بعد ظهر اليوم، من خلال مؤتمر صحفي يخصصه للحملة على الحكومة ورئيسها.
وكشف مصدر نيابي في التيار الوطني الحر ان كتلة لبنان القوي بصدد اعلان الموافقة على اي دعوة للحوار يدعو اليها الرئيس نبيه بري، شرط ان تتحدد ضوابطها، وتؤدي الى اعادة فتح مجلس النواب امام الجلسات المتتالية.
الموازنة.. والحاكم
مالياً، علق المجلس الدستوري امس، مفعول المواد 36 و45 و72 و93 و94 من قانون الموازنة العامة 2024، الى حين البت بالمراجعة التي تقدم بها نواب من كتلة «الجمهورية القوية» امام المجلس، للطعن بالقانون لاسباب منها: غياب قطع الحساب، على ان يصدر المجلس قراره النهائي خلال شهر من تاريخ تقديم الطعم.
وفي الاطار المالي، نقل عن حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، الذي شارك في لقاء الوفد النيابي اللبناني مع اعضاء الجالية اللبنانية في العاصمة البريطانية قوله ان لبنان كان بعيداً عن المؤسسات المالية في الفترة الماضية، واليوم قد تكون علاقات المصرف المركزي باباً لاعادة فتح هذه العلاقات، مشيراً الى ان المصرف يعمل على المحاسبة الداخلية وإنهاء العلاقة المالية مع الدولة واعادة رسم العلاقة مع وقف تمويلها الامر الذي ادى الى ايجابيات بالنسبة للاحتياطي المالي وتوقيف صيرفة، وهناك فائض في ميزان المدفوعات.
اما عن استرداد الودائع، فطالب بـ «ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع». وأشار الى أن «الثقة بالمصارف لن تعود من دون معالجة الودائع، ولكن في النهاية، لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي». وشدد على «ضرورة الانطلاق في الإصلاحات الهيكلية، التي يمكن البدء بها منذ هذه اللحظة، كما إعادة هيكلة القطاع العام».
وفي باريس يعقد الثلاثاء المقبل مؤتمر لدراسة الوسائل الكفيلة بدعم الجيش اللبناني.
التطور العسكري الأخطر
ميدانياً، وصف القصف الاسرائيلي على اوتوستراد الغازية مساء امس، بالاخطر في الحرب الجارية في الجنوب، لجهة استهدافاته وتوسعه الى حدود مدينة صيدا عاصمة الجنوب.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية استهدفت مستودعات اسلحة لحزب الله قرب صيدا، وذلك رداً على انفجار قطعة جوية عثرنا على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر امس.
لكن المصادر على الارض، قالت ان المستودعات التي استهدفها العدو الاسرائيلي مساء امس كان تحتوي على مواد صناعية، موضحة ان الدخان الاسود الذي نجم عن قصف الهنغار المحاذي لاوتوستراد الغازية – صيدا ناجم عن مواد شديدة الاشتعال من بينها المازوت والزيوت الصناعية.
وادت الغارتين الى اصابة 14 شخصاً بجروح ومعظم هؤلاء من العمال السوريين.
الى ذلك، اعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا بركة ريشا بالاسلحة المناسبة واصابوه اصابة مباشرة.

 

الأخبار
وفد أميركي إلى بيروت للبحث في دعم الجيش
رُغم استبعاد خروج الجبهة الجنوبية عن دائرة التصعيد المضبوط، فإنّ تمادي العدو الإسرائيلي في ضرب العمق اللبناني، كما في بلدة الغازية أمس، بدأ يثير مخاوف جدّية من احتمال توسيع الحرب بخطأ طائش ترتكبه إسرائيل، أو عامل غير محسوب يدخل على الخط، يحوّل التصعيد الإسرائيلي الى حرب بلا ضوابط ولا سقوف، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أخيراً.التطور الميداني غير المسبوق، أمس، يأتي بعد أيام على اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وتمّ التطرق خلاله إلى «الوضع في الجنوب والجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وعلمت «الأخبار» أن الموفد الأميركي أكد لميقاتي أن الولايات المتحدة «ماضية في مساعيها لإنجاز اتفاق يؤدي الى وقف إطلاق النار»، لكنه رأى أن «نضوج مساعي خفض التصعيد ومنع انزلاقه الى صدام كبير غير ممكن حالياً». وتحدث هوكشتين عن «تعقيدات تتحكم بالمساعي الديبلوماسية تحت سقف قرار المقاومة الحاسم بعدم وقف إطلاق النار في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة».
وتزامنت عودة ميقاتي أمس الى لبنان من ألمانيا، حيث التقى أيضاً رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن وبحث معه في عمل اللجنة الخماسية، مع معلومات عن اجتماع سيعقده سفراء الخماسية عصر اليوم في قصر الصنوبر. وفي انتظار تبلور الصورة بشأن خلفية هذا اللقاء، أكدت مصادر سياسية أن «الاجتماع يأتي بدعوة من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وسيكون نسخة عن اللقاء الذي سبقَه بدعوة من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري»، مشيرة إلى أن «اللقاء يهدف الى التداول في آخر التطورات لكن لن يصدر عنه شيء عملي، لا في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية ولا الملف الرئاسي». وكما جرت العادة، «قد يكون هناك بيان يتناول ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية مع تحديد المواصفات»، علماً أن «الفجوة بين عواصم الخماسية في ما يتعلق بمقاربة الملف اللبناني لا تزال كبيرة على عكس ما يحاول السفراء الإيحاء به».
لا زيارة قريبة للودريان ولقاء لسفراء الخماسية في قصر الصنوبر اليوم
ولفتت المصادر إلى أن كل ما يحكى عن مواعيد لزيارة سيقوم بها الموفد الفرنسي الموكل بالملف اللبناني، وزير الخارجية السابق، جان إيف لودريان غير دقيق. وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن «لبنان لم يتبلغ حتى اللحظة أي معلومات عن زيارة للودريان إلى بيروت، ولا طلباً لمواعيد مع المسؤولين الرسميين».
على صعيد آخر، وفيما تحضّر باريس لاستضافة مؤتمر يخصّص لدعم الجيش اللبناني، تقول المعلومات إنه سيكون في 27 الجاري، على أن تستضيف روما مؤتمراً مماثلاً مطلع الشهر المقبل، علمت «الأخبار» أن وفداً من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي سيصل إلى بيروت اليوم، وسيلتقي ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون، وربما وزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وتهدف الزيارة الى البحث في أوضاع المؤسسة العسكرية والمساعدات التي تحتاج إليها، على أن يرفع الوفد تقريراً إلى الكونغرس لاتخاذ قرار في ما يتعلق بدعم الجيش.

 

البناء
اليمن يسقط طائرة أميركية ويحرق سفينة بريطانية… وواشنطن: التحدي الأصعب منذ الحرب العالمية‪
غارات على أهداف مدنية في الغازية… والاحتلال: قصف مخازن سلاح رداً على مسيّرة استهدفت طبريا‪
‬ حزب الله: أعددنا لكل الاحتمالات وأسوأ الفرضيات وكل نقطة في الكيان في مرمى صواريخنا
يبدو كيان الاحتلال حائراً بين البدء بعملية عسكرية في رفح وبين التريّث، كما أوضح كلام عضو مجلس الحرب بيني غانتس، عن “أنه ما لم تتلقَّ حكومة الكيان عرضاً مناسباً من حماس قبل بدء شهر رمضان فإن الضوء الأخضر سوف يمنح لجيش الاحتلال لبدء معركة رفح”، بينما لا تزال التساؤلات المربكة تسود الأوساط الإعلامية في الكيان عن ماهية الخطوة اللاحقة على جبهة لبنان بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فيما جبهة البحر الأحمر تسجل تطورات نوعية تمثلت بنجاح أنصار الله إسقاط طائرة مسيّرة أميركية أعترف الأميركيون بسقوطها، لكنهم قالوا إنهم يحققون في ظروف السقوط، بينما انشغلت الأوساط الغربية الإعلامية بخبر احتراق سفينة بريطانية بعد إصابتها بصاروخ كروز إيراني في خليج عدن، بعد رفضها الانصياع لتعليمات الجيش اليمني بالعودة والتقيّد بقرار منع عبور السفن البريطانية للبحر الأحمر.
الكلام الأميركي الصادر من واشنطن يتحدث عن أعقد وأصعب المعارك البحرية التي تواجهها القوات الأميركية، منذ الحرب العالمية الثانية.
على جبهة لبنان، الحدث هو الغارات الإسرائيلية على منطقة الغازية قرب صيدا، وبعد الكلام الإسرائيلي عن استهداف أحد مخازن سلاح المقاومة رداً على استهداف طائرة مسيّرة لمنطقة بحيرة طبرية على تخوم الجولان السوري المحتل، فيما أكدت كل التقارير الإعلامية الآتية من منطقة الغازية أن الاستهداف طال مصنعاً للمولدات الكهربائية، ونقطة سكن للعمال السوريين في أحد البساتين، فيما أكد النائب حسن فضل الله أن «المقاومة وضعت كل السيناريوهات وجاهزة لأسوأ الاحتمالات، وكل نقطة في الكيان الإسرائيلي في مرمى صواريخ المقاومة»، مشدداً على أن «أهداف الاحتلال العسكرية سقطت في فلسطين ولبنان بسبب صلابة المقاومة، والعدو ليس في وضع يتيح له إملاء شروط».
بعد النبطية والصوانة وسّع العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب متجاوزاً مرة جديدة قواعد الاشتباك الجغرافية من خلال غارات متتالية على الغازية المتاخمة لمدنية صيدا، وذلك لإظهار استعداده لتوسيع منطقة العمليات باتجاه شمال الليطاني. إلا أن أكثر من مصدر سياسي استبعد عبر «البناء» اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله و»إسرائيل»، لأسباب عدة لا سيما رفض أميركي متكرّر لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان لتجنّب تدحرجها الى حرب على مستوى المنطقة لا تريدها الادارة الأميركية الحالية لأسباب انتخابية داخلية واستراتيجية على الصعيد الدولي.
وأشار المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل ويربرغ في تصريح تلفزيوني إلى أننا “لا ندعم توسع الحرب بين لبنان و”إسرائيل”، ونضغط لاحترام الخط الأزرق وعودة السكان الى منازلهم على طرفي الحدود”.
ميدانياً، وقرابة الخامسة عصر أمس، نفذ الطيران المسير الإسرائيلي غارتين في منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب على الحدود الجنوبية. وشوهدت أعمدة الدخان تغطي سماء المنطقة. وهرعت سيارات وفرق الإسعاف الى مكان الغارتين.
وأفادت معلومات غير رسمية عن سقوط 14 جريحاً جراء الغارة الإسرائيليّة في محيط الغازية معظمهم من العمّال السوريين والفلسطينيين، ودمار هائل وحريق كبير.
وأشارت معلومات “البناء” إلى أن “الغارات استهدفت هنغارات ومستودعاً لصناعة الإطارات والمولدات ومحيط معمل لصناعة رخام الحجر (البلاط)، ما أدى الى اشتعال النيران في الموقعين ودمار كبير”، ولفتت الى أن لا وجود لبنى تحتية أو صواريخ لحزب الله في المنطقة.
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن شركة المولدات “إنفينيت باور” كانت المستهدفة في غارة الغازية وصاحبها ينفي وجود أي مخازن أسلحة ويقول إن المكاتب والمولدات احترقت. وكان لافتاً أن الغارات الأولى التي استهدفت الهنغارات في الغازية تقفل عادة الساعة الرابعة عصراً، ما يعني أن العدو الإسرائيلي اختار هذا التوقيت لتجنب سقوط مدنيين خوفاً من رد المقاومة بعد المعادلة التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المقاومة لن تسكت على استهداف المدنيين، وأن ثمن سفك دماء المدنيين اللبنانيين سيكون دماء.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إنه تم استهداف مستودعات لـ”حزب الله” قرب صيدا، رداً على انفجار قطعة جوية معادية تمّ العثور على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم (أمس)”.
وكرر العدو تهديداته للبنان، وزعم المتحدث باسم حكومة الاحتلال إيلون ليفي، أن “على حزب الله أن يتراجع عن حدودنا وسنحقق ذلك دبلوماسياً أو عسكرياً”.
وفيما أفيد عن حدث أمني حصل في طبريا صباح أمس، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس بـ”إطلاق صفارات الإنذار في “علما” و”كرم أبو زمرا” و”دلتون” و”غوش حلب” و”سعسع” و”ميتات” و”أفيفيم” و”برعام” و”يارؤون” في الشمال”.
وكانت المقاومة في لبنان استهدفت موقع ‏بركة ريشا التابع للعدو الصهيوني في الجليل الغربي بشمال فلسطين المحتلة، كما استهدفت موقعي العدو في الرمتا والسماقة بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مستخدمة الأسلحة المناسبة وحققت إصابات مباشرة في العمليات الثلاث.
وأعلن جيش الإحتلال “إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان”.
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن “المرحلة الراهنة هي الأقسى والأخطر في غزة ولبنان والمنطقة لأن “إسرائيل” على شفير الهزيمة المدوية التي تضع مصير الكيان على المحك، لأن ما حصل في 7 تشرين الماضي شكل زلزالاً عسكرياً وأمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً لن تستطع أي حكومة إسرائيلية على احتوائه، ومهما بلغ الدعم الخارجي، لأن الكثير من المعادلات تغيّرت ما سيفرض موازين قوى جديدة عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية في المنطقة لصالح المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية ومحور المقاومة على حساب القوة والتفوق الذي يتباهى به الكيان الإسرائيلي”، لذلك “سيفرغ الاحتلال الإسرائيلي والأميركي، وفق الخبراء، كل ما فيه جعبتهم من أهداف عسكرية وأمنية في غزة ولبنان وسورية والعراق وربما في إيران ومن غير المستبعد الدخول بعملية برية الى رفح، وذلك لمحاولة تحقيق إنجازات ميدانية ولو معنوية لتحسين الوضع التفاوضي للاحتلال في المفاوضات وإجبار حركة حماس على خفض سقف مطالبها وشروطها خلال التفاوض في القاهرة”.
ورأى الخبراء أن “أقصى ما يمكن أن يحققه الإسرائيلي والأميركي هو الحد من الخسائر الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي بعد ضربة 7 تشرين الأول حتى الآن”. واستبعد الخبراء “أي حرب شاملة بين لبنان و”إسرائيل” التي لا تستطيع خوض حرب على جبهتين لا سيما أن الحرب مع حزب الله ستكون أصعب بأضعاف من الحرب مع حركة حماس”.
وفي سياق ذلك، أشارت صحيفة “ليبيراسيون- LIBERATION» الفرنسيّة، الى أنّ “حزب الله، المدعوم من إيران والّذي يتمتّع بقوّة عسكريّة أكبر بكثير من قوّة “حماس”، قام منذ سنوات ببناء شبكة عسكريّة تحت الأرض أكثر تطوّرًا من تلك الموجودة في غزة، يبلغ طولها عدّة مئات من الكيلومترات، ولها تشعّبات تصل إلى إسرائيل، وربّما إلى سورية”.
وأشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خلال حفل تأبيني في بلدة طيردبا، الى”أننا في مرحلة نقترب فيها من إجهاض أهداف العدوان، وصحيح أننا نتكلّف الخسائر والتضحيات، ولكن تكليفنا أن نُسقط أهداف العدوان، وهذا هو معنى النصر الذي نسعى إليه، فعندما نسقط أهداف العدو من عدوانه، ويعود خالي الوفاض، ومفلساً من تحقيق الأهداف، فهذا يعني أننا انتصرنا عليه”.
بدوره، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” حسن فضل الله، أن “المقاومة وضعت كل السيناريوهات وجاهزة لأسوأ الاحتمالات، وكل نقطة في الكيان الإسرائيلي في مرمى صواريخ المقاومة”، مشدداً على أن “أهداف الاحتلال العسكرية سقطت في فلسطين ولبنان بسبب صلابة المقاومة، والعدو ليس في وضع يتيح له إملاء شروط”.
وشدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق في حفل تأبيني في النبطية الفوقا، على أنّ “أيّ توسعة للعدوان الإسرائيلي على لبنان إذا كان الهدف منها الخروج من الهزيمة، فالهزيمة ستتعمق وإذا كان الهدف إطالة عمر نتنياهو السياسي فإنّ أيّ حرب مع لبنان ليس لها إلّا نتيجة واحدة وهي أن تُسرّع في هزيمتهم وفي سقوط نتنياهو”. ولفت إلى أنّ “المقاومة لا تؤخذ بالتهديد والوعيد والترهيب لأنّ حماية أمن أهلها وبلدنا فوق كل اعتبار ولا تساهل ولا تهاون ولا تردّد في الردّ على العدوّ الإسرائيلي إزاء استهدافه للمدنيين”.
وأكد قاووق أن “ردّ المقاومة على مجزرتي النبطية والصوانة وقصف كريات شمونة كان رداً أوليًّا لا نهائيًّا وأن “ردّ المقاومة له تتمة والأيام ستؤكد ذلك”. وقال: “العدوّ يعلم أن هدفه من المجازر لن يتحقق لأنهم يريدون من خلالها كسر قرار المقاومة، والمقاومة لن تسمح للعدو بأن يحقّق أيّ مكاسب”.
على الصعيد الرسمي، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، “المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها الاستفزازيّة لتوسيع دائرة الحرب، واستدراج لبنان إلى حرب يسعى جاهداً لمنع حصولها، نظراً إلى تهديدها أمن واستقرار لبنان والمنطقة برمّتها، ولن ينتج منها سوى الويلات والخراب”.
في غضون ذلك، برزت مؤشرات على إعادة تحريك الملف الرئاسيّ بعد غياب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عن لبنان، حيث علمت “البناء” أن السفير السعودي كان في السعودية لإجراء مشاورات مع المسؤولين السعوديين بشأن الوضع في لبنان والملف الرئاسي. وأفيد أمس عن اجتماع سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر الصنوبر، يجمع سفراء الخماسي الدولي في لبنان، إلا أن أوساطاً سياسية لفتت لـ”البناء” الى أن “لا معطيات جدية على اقتراب التوصل الى تسوية رئاسية في ظل خريطة المواقف والاصطفافات النيابية والسياسية الحالية”، إضافة الى “التطورات في الجنوب والمنطقة، ما وضع الملف اللبناني والرئاسي الى آخر سلم الأولويات فضلاً عن الخلاف على اسم الرئيس ومقاربة الملف بين أعضاء الخماسية”. وأوضحت المصادر أن الظروف الإقليمية والدولية غير ناضجة لعقد تسوية سياسية في لبنان تمهد لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة النهوض الاقتصادي والمالي. مرجحة تأجيل الملف الرئاسي لما بعد تهدئة الجبهة الجنوبية وتوقف العدوان على غزة.
وذكرت مصادر إعلامية أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيكون في بيروت خلال الأسابيع المقبلة وقبل شهر رمضان لـ”إعلان المعايير والمواصفات التي تحدد ملامح رئيس الجمهورية”. ولفتت الى أن “ملامح رئيس الجمهورية ستكون مبنية على جولة لقاءات وزيارات ثنائية أو ثلاثية لسفراء الخماسية مع أطراف لبنانية، واللقاء النيابي المستقل الذي يضم كتلتي الاعتدال ولبنان الجديد سيكون مبادراً الى حوارات تحت سقف مجلس النواب على أن يتم تسليم الدفة الى الرئيس نبيه بري لاحقاً”. وأضاف “لودريان سيستكمل مساعيه مع الطرف الأميركي بعد أن التقى كلاً من الطرفين المصري والخليجي في الأيام الماضية”.
وأشار رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، في حديث تلفزيوني الى أن “ترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سيادياً وإلا تكون تضحيات الشهداء ذهبت سدى وتكون أكبر خسارة للبنان”، لاقتاً الى أن “انتخاب الرئيس يكون بعقد جلسات متتالية والتصويت بين المرشحين المطروحين”. وأضاف “أقبل كل الصيغ والمحاولات للتوصل الى انتخاب رئيس لكن التفاهم صعب تماماً كعقدة الحرب حيث الحل معقد”. وأضاف: “الهدف الأبعد هو السطو على صلاحيات الرئيس وهناك انقلاب على الطائف والدستور اللبناني وهذا أمر خطير جداً، وطبعاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لا يستطيع القيام بكل المخالفات لوحده بل هناك من يدعمه وإلا كان سقط سريعاً”. وأردف “الحكومة غير شرعية والحلول محلّ رئيس الجمهورية يكون بالإجماع والدستور يقول ذلك”.
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة الجمعة، وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها والموزع سابقاً على السادة الوزراء. وفق بيان لمكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما أعلن المكتب أن “ميقاتي بصدد الدعوة أيضاً لجلسة أخرى صباح نهار الخميس المقبل بجدول أعمال يصار إلى توزيعه لاحقاً. للتفضل بتأكيد التواجد في لبنان والحضور في التاريخين المذكورين تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبين أن النصاب مؤمن. مع تذكير السادة الوزراء بتزويدنا بملاحظاتهم على مشروع قانون معالجة أوضاع المصارف خلال اليومين المقبلين كحدّ أقصى ليتسنى جمعها في جدول واحد وتوزيعه قبل الجلسة تمهيداً لمناقشتها”.
في السياق، زار وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، حاملاً معه ملفات تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الساحة الداخلية.
واستهلّ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرّق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره.
وأوضح منصوري خلال اللقاء أن “مصرف لبنان اتخذ مجموعة قرارات لبناء المؤسسة داخلياً، فالمصرف المركزي يعمل على المحاسبة الداخلية وإنهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، وإعادة رسم العلاقة مع الدولة مع وقف تمويلها ما ساهم بايجابيات عدة خصوصاً بالنسبة للاحتياطي والاستقرار النقدي مع توقيف منصة “صيرفة”، وشراء الدولار من السوق، وهناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم”.
وعن استرداد الودائع، دعا منصوري إلى “ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع”.
وعلق المجلس الدستوري، مفعول المواد ٩٤/٩٣/٧٢/٤٥/٣٦/ من قانون الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٤ إلى حين البتّ بالمراجعة، بعد أن تقدم عدد من النواب في كتلة “الجمهورية القوية” بالطعن بقانون الموازنة إلى أسباب عدّة، أبرزها “غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة”. على أن يصدر المجلس قراره النهائي في مدة أقصاها شهر من تاريخ تقديم الطعن.

COMMENTS