افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 15 حزيران، 2023

هل تحدث “7 أيار” ثانية، وماذا جرى في “جامع الخاشقجي”؟
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 30 نيسان، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 9 تشرين الثاني، 2023

الأخبار
داعمو فرنجية يثبّتونه وأوساط جنبلاط «تنعى» أزعور… وانفجار «التغييريين»
«المتقاطعون» فشلوا في امتحان الـ 65
128 نائباً جلسوا أمس مُقابل «الصندوقة» الزجاجية تحت أعين نائبين (آلان عون وهادي أبو الحسن) أوكِلت إليهما مراقبة عملية إسقاط المغلّفات التي تحتوي على أوراق الاقتراع السري. ومن فوق، مقاعِد خُصّصت لسفراء دول غابوا ما عدا سفيرَيْ بلجيكا والاتحاد الأوروبي. بينما كانت وسائل إعلام محلية وعربية ودولية على الموعد مع جلسة أرادتها القوى السياسية «استطلاع أرقام» بين طرفَي الصراع.
«المنازلة» دارت بين فريق داعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وآخر متقاطِع ظرفياً حول وزير المال السابق جهاد أزعور. جلسة لم تتطلّب أكثر من ساعة لانعقاد دورتها الأولى التي انتهت إلى توازن سلبي في الحسابات الرقمية، إذ لم ينَل أيّ من المرشحين الـ 86 صوتاً المطلوبة لإعلانه رئيساً. أما في الحسابات السياسية فكانَ كلامٌ آخر.
سقطَ «استعراض القوة»، وطارَ أزعور رغمَ كل الزخم الخارجي والداخلي وعمليات التهويل وحتى الترغيب، ولم ينجح داعموه في تحصيل 65 صوتاً له كما روّجوا منذ اليوم الأول. فيما ثبّت الفريق الآخر مرشحه حاصداً له أكثر مما توقّع الجميع.
تعامل المغالون مع جلسة أمس باعتبارها يوم «الملحمة الرئاسية» في وجه المرشح المدعوم من المقاومة. دخل هؤلاء القاعة، وسبقتهم سجالات وبيانات عالية السقف وتوقّعات أعلى، وممارسة ترهيب على النواب، تحديداً المستقلين والتغييرين. أما داخلها، وقبلَ الاقتراع، فلم يجِد النائب طوني فرنجية مكاناً له في كل القاعة، وجلس محاطاً بزملائه من التيار، أسعد درغام وشربل مارون وجيمي جبور. كانَ الأخير حريصاً على التقاط «سيلفي» مع «صديقه» الزغرتاوي، لكن ليسَ أحرص من النائب جبران باسيل الذي «دردش» طويلاً مع «ابن ابن المنظومة ومرشح منطق الفرض والعنجهية»، وفي الوقت نفسه «أجلسَ» إلى جانبه إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، في مشهد فسّره كثيرون بأنّه للتثبت من التزامهم بالتصويت لأزعور.
ومن مفارقات الجلسة أيضاً، سلامات مباغتة بين نواب «الأضداد». جميل السيد وأشرف ريفي، باسيل مع نواب من حزب الله، تمتمات بين وضاح الصادق وحسن مراد، مصافحة حارة بين فرنجية الابن ونعمة أفرام وهمس مطوّل بينَ الأخير وعدد من نواب حزب الله وحركة أمل.
في الشكل بدأت الجلسة بضحكات متبادلة بينَ الجميع، قبلَ أن تعود وتنتهي على تجدّد الخصام إثر النتيجة المفاجئة. وبعدَ عملية الفرز التي تولّاها الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، بمشاركة أمينَي السر والمفوّضين الثلاثة، حصد فرنجية 51 صوتاً، وأزعور 59 صوتاً وتوزّعت الأصوات الأخرى بين 6 للوزير السابق زياد بارود، و8 أصوات حملت شعار «لبنان الجديد»، إضافة إلى صوت لقائد الجيش جوزيف عون، وآخر لجهاد العرب (ملغى) وورقة بيضاء وصوت ضائع. احتدم الجو السياسي مجدّداً وحاولَ فريق أزعور التستّر على صدمته من الحصيلة النهائية، بالتفجّع على «عدم دستورية الجلسة» بسبب عدم فرز الأصوات مجدّداً بعد اكتشاف أن عدد الذين صوّتوا هم 127 نائباً، وقد صرّح ضاهر عقب الجلسة أن الصوت الضائع هو مغلّف فارغ لنائب وضعه من دون أن يصوّت.
نتيجة الأمس، تشكّل بداية لجولة جديدة ستدور رحاها خارج أروقة ساحة النجمة، على المستويين الخارجي والداخلي. وفي انتظار لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان غداً الجمعة في باريس، وما سيحمله معه المبعوث الفرنسي الجديد إلى لبنان جان إيف لودريان، يُمكن الإشارة إلى عدة نقاط:
– تجدّد الجدال البيزنطي حول حق تطيير النصاب.
– تكريس المعادلة السلبية التي تمنع انتخاب رئيس، بسبب امتلاك كل من الأطراف سلاح تعطيل. فالفريقان يملكان سلاح النصاب، وقد استخدمه داعمو فرنجية أمس لمنع انعقاد الدورة الثانية، تماماً كما استخدمه بعض خصومهم سابقاً. بينما القوى التي تقف في النصف (حتى الكتل التي صوّتت لأزعور قد تتراجع لاحقاً، مثل كتلة اللقاء الديمقراطي) تملك سلاح الثلثين في الدورة الأولى والنصف زائداً واحداً في الدورة الثانية.
– سقوط «استعراض القوة» لفريق أزعور، وفشله في دفع الطرف الآخر إلى التنازل والذهاب نحو خيار ثالث.
يبقى لفرنجية بلوك من 51 صوتاً مرجّح للارتفاع مع تبدّل الظروف الخارجية
– اهتزاز التقاطع الظرفي بين التيار الوطني الحر وبقية فريق «التقاطع» وسط ترجيحات بعودة الخلاف على أي اسم جديد بعدما بات متعذّراً الإكمال بأزعور، كما قال نواب من كتلة وليد جنبلاط.
– تثبّت الاهتزاز داخل التيار الوطني الحر، وسط شكوك بأن نواباً من الكتلة صوّتوا لفرنجية، وهو موضوع سيكون محل نقاش داخل قيادة التيار في الأيام المقبلة.
– أعلن فريق فرنجية أنه أكثر تمسكاً بمرشحه، خاصة بعدَ أن وجدَ أن أي منافس له لن يحظى مع كل الزخم والدعم المسخّر له أكثر مما ناله أزعور. بينما سيبقى لفرنجية بلوك من 51 صوتاً مرجّح للارتفاع مع تبدّل الظروف الخارجية.
وفي ردود الفعل على نتائج الجلسة، كانت لافتة دعوة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الفريق الآخر إلى «ملاقاتنا في منتصف الطريق» من خلال «سحب مرشحه الحالي وطرح اسم آخر»، فيما دعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى الحوار ووقف العناد الذي يجرّ العناد. بينما ركّزت القوات على «لا دستورية الجلسة»، في مقابل «وجوه قاتمة لعدد كبير من النواب التغييريين». وقال أحد النواب إن ما جرى «يكفي لإعادة النظر في كل التحالف القائم بين أعضاء الكتلة، لأن الفوارق باتت كبيرة». وأشار إلى «وجود مضبطة اتهام بحق الفريق الذي قادته النائبة بولا يعقوبيان في ممارسة أشكال غير مسبوقة من الضغوط على أعضاء الكتلة لإجبارهم على التصويت لأزعور».
خارجياً، انتقدت الولايات المتحدة «تطيير النصاب» ودعت إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت، فيما نُقل عن مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس ستستغلّ نتائج جلسة الأمس لإطلاق جولة جديدة من الاتصالات في لبنان وخارجه للوصول إلى تسوية سريعاً.

 

اللواء
«البازل الإنتخابي»: تلاطم داخل جدران البرلمان
بري يجدِّد الدعوة للحوار وواشنطن تنتقد تعطيل النصاب.. و5 نواب تمرَّدوا على باسيل
يمكن القول أن كل فريق داعم لهذا المرشح أو ذاك، فرحون بما تحقق لديهم في صندوقة الاقتراع: داعمو المرشح سليمان فرنجية مع حلفائهم يتحدثون عن «انتصار» بإبعاد المرشح الخصم، على الرغم من حصول فرنجية على 51 صوتاً، ويذهب النواب ورؤساء الكتل الذين دعموا او تقاطعوا على ترشيح جهاد ازعور، بحصوله على 59 صوتاً الى ان انتصاراً حصل ايضاً، مع قراءة ليست واحدة: فرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعتبر النتيجة انه من غير الممكن تجاهل المكوّن المسيحي.. ورئيس حزب الكتائب، الذي يصف ما حصل بـ«الانتفاضة» لينتهي المطاف برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي كشف عن الاستمرار بترشيح جهاد ازعور لسبب بسيط هو انه نال من الدورة الاولى 59 صوتاً، ولو حصلت الدورة الثانية لكان بالطبع رئيساً، متهماً فريق الممانعة بأنه مصرٌّ على تعطيل الانتخابات الرئاسية.
على الجهة المقابلة، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير علي حسن خليل ان هناك طائفة كاملة ترفض ترشيح ازعور، ومحاولة إلغاء مرشحنا (سليمان فرنجية) هو ما يسمى «الفرض».
في هذا التلاطم الانتخابي، حدّد الرئيس نبيه بري الدعوة الى الحوار، رافضاً رمي كرة المسؤولية على هذا الطرف او ذاك في اطالة امد الفراغ، مؤكداً على حوار بدون شروط لا يُلغي حق احد بالترشح.
وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما خرج عن جلسة الإنتخاب يستدعي التوقف عنده لجهة النتيجة والأصوات التي حصل عليها رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور والمواقف التي صدرت في اعقابها من الكتل الداعمة للمرشحَيْن، مؤكدة أنه بعدما يجري الأفرقاء قراءاتهم لما ساد الجلسة من مناخات فإن المرحلة المقبلة هي مرحلة تقييم من دون أن يعني أن الملف الرئاسي سيُترك جانبا لاسيما أن فريقي المعارضة والممانعة أعلنا بشكل مباشر وغير مباشر احرازهما التقدم.
‎وقالت انه لم يُعرف بعد ما إذا كانت هناك من دعوة انتخاب جديدة ام أن هناك فرصة ممنوحة للنواب قبل الخطوة التالية، ولكن السؤال المطروح ما إذا كانت مواقف الكتل ستتبدل في ضوء معطيات جديدة ودخول خارجي على الخط من خلال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، الذي يُفترض ان يحمل معه خارطة طريق تتبلور مع القمة اليوم في الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي وصل الى باريس امس في زيارة تستمر لبضعة ايام، وستتناول الملف اللبناني من بين تفاهمات الشرق الاوسط.
تحدّدت صورة «البازل الانتخابي» الذي جرى عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس بين جدران البرلمان، عبر تلاطم في الارقام والتموضع، في اتصالات لم تنقطع حتى فجر الاربعاء في رسم السيناريوات، وتحديد المواقع ضمن متابعة دقيقة تناولت توزيع الاصوات الثابتة والمتغيرة..
ولم تخرج النتائج على اللوحة التي رسمتها «اللواء» في عددها في 7 حزيران الجاري اذ اشارت وفقاً للاحصاءات الى حصول المرشح فرنجية على 51 صوتاً، وهذا ما حصل، في حين اشارت الى احتمال وصول المرشح ازعور الى 61 صوتاً، لكنه حصل على 59 صوتاً، فيما بقيت الاصوات الاخرى اي 18 صوتاً موزعة بين لبنان الجديد (8 نواب) هم: ‎أحمد الخير – أحمد رستم – عبد العزيز الصمد – وليد البعريني – محمد سليمان – سجيع عطية – عماد الحوت – نبيل بدر.
‎زياد بارود (6) وهم: ‎شربل مسعد – أسامة سعد – عبد الرحمن البزري – حليمة القعقور – الياس جرادي – سينتيا زرازير.
‎ العماد جوزف عون 1
‎النائب إيهاب مطر
‎وفي ما خصّ الورقة الملغاة والورقة البيضاء والظرف الفارغ ‎يرجح أن يكون التصويت بالورقتين الملغاة والبيضاء والظرف الفارغ، قد حصل بين النواب التالية أسماؤهم: النائب ملحم خلف – النائب جان طالوزيان – فريد البستاني – الياس بوصعب.
وأبلغ الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر النواب بأن هناك مغلفاً كان فارغاً ولم يكن بداخله أي ورقة، ومن الممكن أن يكون صاحبه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بحسب الترجيحات.
أما كيف توزعت الاصوات، وكيف جاء التصويت: حصل المرشح ازعور على كل اصوات كتلة الجمهورية القوية (19 صوتاً) و4 نواب للكتائب، و4 نواب لتجدد، و7 نواب سنة هم: وضاح الصادق، فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، بلال الحشيمي، بلال عبد الله، ابراهيم منيمنة وياسين ياسين و12 نائباً للتيار الوطني الحر هم: جبران باسيل، جورج عطا الله، جيمي جبور، شربل مارون، سليم عون، سامر الثوم، سليم عون، ادغار طرابلسي، نقولا الصحناوي، غسان عطا الله، سيزار ابي خليل وندى البستاني، في حين ان النواب: الياس بو صعب، وابراهيم كنعان، وآلان عون، وأسعد درغام وسيمون ابي رميا صوتوا بمعظمهم لفرنجية.
واللافت ان نواب اللقاء الديمقراطي الـ8 صوتوا لمصلحة ازعور وحرصوا على عدم الظهور الاعلامي والاكتفاء بما حصل مع الدعوة الى التوافق والحوار، وباقي الاصوات أتت من التغييريين 6 نواب والباقي المستقلين (4 نواب) والنائبين غسان سكاف وميشال ضاهر.
اما فرنجية، فالذي لم يحصل على اي صوت درزي، فنال اصوات الشيعة كاملة و9 اصوات للسنة هم: عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، نبال الصلح، فيصل كرامي، حسن مراد، محمد يحيى، طه ناجي، كريم كبارة وقاسم هاشم و4 من التكتل الوطني المستقل، وثلاثة نواب ارمن، وبعض اصوات من تكتل لبنان القوي، وهم 5 نواب على الأرجح، ومن الممكن ان يكون بدل احدهم النائب فريد البستاني.
وقائع جلسة الانتخاب
انتهت الجلسة الثانية عشرَة لإنتخاب رئيس الجمهوريّة، امس الأربعاء كسابقاتها بفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس، وشهدت بعض المفاجآت لجهة عدد اصوات المرشحين المعلنين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والمرشح غير المعلن رسمياً الوزير الاسبق زياد بارود.فيما برز صوت واحد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.
كانت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي ترأسها الرئيس بري، مختلفة بالشكل إذ لم يغب عنها أي نائب (حضرجميع اعضاء المجلس 128 نائبا). أمَّا الأهم، فإنها كانت حافلة ببعض المفاجآت لاسيما أن هناك ورقة اقتراع اختفت ولم يُعرف ما هو مصيرها أو ما الذي كُتب عليها. إلا أنه وبعد تدقيق أولي، قيل أنها تضمنت إسم الوزير السابق زياد بارود، لكن هذا الأمر لم يجرِ تأكيده بتاتاً.
أما على صعيد الأرقام البارزة فقد فكانت المفاجأة ان حاز المرشح جهاد أزعور 59 صوتاً خلافاً للتقديرات التي كانت تعطيه ما بين 62 و64 صوتا، مقابل 51 صوتاً لفرنجية بينما كانت التقديرات انه لن يحوز اكثر من 45 او 47 صوتاً.
انطلقت الجلسة عند الساعة 11 صباحاً بحضور جميع الكتل النيابية، إذ لم تُقاطع أي كتلة ما دلّ على حدة الاصطفافات والانقسامات والسعي لتثبيت حضور الكتل الوازنة والمؤثرة، وسط إجراءات أمنية مُكثفة. وبعد تلاوة المواد الدستوريّة الخاصة بانتخاب الرئيس، تمّ توزيع الأوراق على النواب الحاضرين للاقتراع.
وفي مستهلّ الجلسة، وخلال عملية توزيع الأوراق على النواب الحاضرين، طلب النائب ملحم خلف الكلام بالنظام، إلا أنّ بري خاطبه علناً بالقول: «ممنوعٌ مناقشة أيّ أمر». إلا أنّ خلف آثر الإستمرار في كلمته، وقال: منذ 5 أشهر وأنا والنائبة نجاة صليبا نيبتُ في المجلس وأقول إن اللبنانيين تعبوا من الفراغ ومن ألاعيب السياسيين. هنا، قاطع بري خلف بالقول: «مش وقتا ومش عم بسمعك»، لكن الأخير أكمل كلامه قائلاً: أدعو النواب إلى عدم مغادرة القاعة العامة حتى تحقيق إنتخاب رئيس للجمهورية وذلك في جلساتٍ مفتوحة.
وكان لافتاً أيضاً أن بري، ومع بدء توزيع الأوراق على النواب، طلب من أحد الموظفين في البرلمان، قلمَ حبرٍ ليكتب إسم المرشح الرئاسيّ على الورقة، وقال: «معي قلم رصاص أحسن ما يقولوا علامة».
وبعدها، سارت عملية الإقتراع السري لتبدأ مرحلة فرز الأصوات. وهنا، لوحظ توافد مجموعة من النواب من كتل نيابية مختلفة للإشراف على العملية، في خطوةٍ احترازية منهم للمراقبة. فسأل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الرئيس بري : «إلن حق النواب الباقيين يطلعوا يتفرجو عالفرز». هنا، وعلى ما يبدو، أجاب بري بعدم الاعتراض على الأمر، والدلالة على ذلك هو إستمرار مواكبة مختلف النواب للفرز.
وإثر ذلك، بدأت عملية الفرز، وجاءت نتيجة جلسة الاقتراع الأولى على النحو التالي:
- سليمان فرنجية: 51 صوتاً
- جهاد أزعور: 59 صوتاً
– لبنان الجديد: 8 أصوات (من كتلة الاعتدال الوطني)
- زياد بارود: 7 اصوات (من نواب التغيير)
– جهاد العرب (ملغاة) صوت واحد
– جوزيف عون: صوت واحد
– ورقة واحدة بيضاء.
وقد غادر بعض نواب كتلة التنمية والتحرير قاعة المجلس، بعد الإدلاء بأصواتهم، عندما بدأت عملية فرز واحتساب الأصوات.
وإثر عملية الفرز، تبيّن أن هناك 127 ورقة تم احتسابها وأن هناك ورقة قد اختفت. وخلال تدقيق أولي تم إجراؤه، قيل إنّ الورقة الـ128 ضمّت صوتاً لبارود.
وحصل سجالٌ علني إذ طالب العديد من النواب بإعادة دورة الانتخاب او اعادة فرز الأصوات لمعرفة ماذا تضمّنت الورقة، لكنّ الرئيس نبيه بري قال: «هذه الورقة لا تُقدّم ولا تؤخر بالنتيجة»، وبالتالي لم تجرِ عمليّة إعادة الفرز.
لكن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر اعلن لاحقاً أن «هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت. وأبلغت ممثلي الكتل النيابية باستعدادي لإعادة الفرز في مكتبي، لكنهم لم يرغبوا في ذلك، لثقتهم بأن الصوت الضائع يعود لوجود مغلف فارغ».
وفي النهاية، رفع رئيس مجلس النواب الجلسة لإنفراط نصابها إثر خروج نواب «الثنائي» منها. ووصفت عضو كتلة الجمهورية القوية النائبة ستريدا جعجع، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بأنها «غير دستورية لانه كان من المفروض اعادة التصويت او احتساب الاصوات. وما حصل لا يليق بكرامتنا».لكن لوحظ ان اياً من نواب المعارضة اعترض على فرط النصاب كأنهم كانوا ينتظرون حصول ذلك بل بحثوا عن صوت اضافي لأزعور عبر الورقة الضائعة.
وبدا من نتيجة الفرز ان لا مؤيدي فرنجية وأزعور حصلوا على مرادهم، ولا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرض ايقاعه الكامل على مجريات الجلسة نتيجة حصول خصمه فرنجية على نسبة اصوات اعلى مما كان مقدراً، وهو رقم كان قابلا للزيادة في حال جرت الدورة الثانية للإقتراع بتصويت عدد من نواب تكتل الاعتدال الوطني وآخرين له.
وفي هذا المجال، أكد عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير، أن الكتلة صوّتت بورقة «لبنان الجديد» خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء (أمس). وفي تصريح من مجلس النواب، أعلن الخير أن تكتل «الاعتدال» سيصوت في الجلسة الانتخابية المقبلة لمرشح معين، وذلك من الدورة الأولى.
كما اعلن النائب المستقل إيهاب مطر عبر حسابه على «تويتر»: منحت صوتي لقائد الجيش عون.
فرنجية وأزعور يشكران
وبعد الجلسة، غرد فرنجية بعد انتهاء الجلسة: كل الشكر للنواب الذين إنتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني، وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية.
كما اصدر الوزير أزعور بياناً قال فيه: أتقدم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم، من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم (أمس).
مواقف خارجية
وفور انتهاء الجلسة صدرت مواقف عن عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية، فغرد السفير الإيراني مجتبى أماني عبر حسابه على «تويتر»: أكدنا ودعونا مراراً على أن الحل الوحيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، هو عبر الحوار والتفاهم والإجماع الداخلي».
وعبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد «عن إحباطه لفشل مجلس النواب اللبناني مجدداً بانتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أنّ عرقلة التصويت على اختيار رئيس جديد تؤخر حل الأزمة الاقتصادية في لبنان».
وقال الوزير البريطاني عبر «تويتر«: أنّ لبنان بحاجة ماسة إلى رئيس لتوحيد البلاد، وتقديم رؤية للإصلاح، ومحاربة الفساد، والدفاع عن سيادة القانون.
كماغرّدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر» كاتبة :جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان، ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي.
قلق أميركي
دولياً، ‎أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة قلقة من مغادرة أعضاء البرلمان اللبناني للغرفة لمنع التصويت على انتخاب رئيس.
وأشارت الوزارة الى أن الولايات المتحدة تعتقد أن قادة ونخب لبنان يجب أن يتوقفوا عن وضع مصالحهم وطموحاتهم فوق شعب بلادهم.
واعتبرت أن الشلل السياسي في لبنان في نهاية المطاف هو قضية يجب على القادة اللبنانيين حلها.
ملف النازحين
على صعيد متابعة ملف عودة النازحين السوريين، وصل الوزير عبدالله بوحبيب الى بروكسل للمشاركة اليوم ممثلا لبنان في المؤتمرالخاص بموضوع النازحين السوريين، ويحمل ورقة العمل اللبنانية لتنظيم ادارة ملف النزوح السوري التي اتفق عليه في مجلس الوزراء امس الاول.

 

البناء
بري يتحدى العقوبات ويربح عليها جولة سيادة… ويفاجئ بمهارة إدارته معركة فرنجية والجلسة
51 فرنجية مقابل 51 أزعور لولا انقلاب جنبلاط… و75 لـ فرنجية لو لم ينقلب التيار
فرنجية: 24 نائباً سنياً ومسيحياً… وأزعور: 6 سنّة مع تجرّع السم ولا نائب شيعيّاً
لم تكتمل فرحة نواب القوات اللبنانية وتهليلهم للتلويح بالعقوبات الأميركية على رئيس المجلس النيابي نبيه بري، التي نسبوا إليها دعوة الرئيس بري الجلسة الانتخابية، بعدما تسرّب عن التلويح بالعقوبات إذا لم تنعقد الدورة الثانية بسبب تعطيل النصاب ومشاركة كتلة التنمية والتحرير في تعطيله، فتحدّى بري التلويح بالعقوبات بموقف سيادي وربح الجولة، بينما سجلت له مصادر سياسية ودبلوماسية نجاحه في ظروف التجاذب القاسي الذي سبق ورافق الجلسة الانتخابية مهارته في هندسة التصويت لصالح المرشح سليمان فرنجية من جهة، ومهارته في تجاوز المطبات التي كانت الجلسة معرضة للوقوع فيها من جهة موازية، بينما حلّ التوتر على نواب الفريق المتقاطع على التصويت لصالح أزعور بعد الحديث عن بلوغ الـ 67 صوتاً في بوانتاج الأمس، والضغوط التي مورست على النواب بذريعة أن الفوز قريب والأمر يتوقف على صوت، فجاءت النتيجة المخيّبة تشعل الغيظ والغضب، ويجري الحديث عن تحقيقات يُجريها أركان التقاطع لمعرفة مصدر الخيبة.
في حصيلة نتائج الجلسة الانتخابية تحدثت مصادر نيابية عن مجموعة أرقام قالتها الجلسة، الأولى أنه لو بقي النائب السابق وليد جنبلاط على موقفه المحايد، لنال فرنجية الرقم ذاته الذي ناله أزعور أي 51 لكل منهما، ولو بقي على التزامه الضمني السابق بالتصويت لفرنجية لكانت انقلبت النتيجة 59 فرنجية و51 أزعور، أما لو بقي التيار الوطني الحر على تموضعه الأصلي الذي يضمّ حزب الله وحلفاءه ومنهم فرنجية لكانت النتيجة لصالح فرنجية 75 صوتاً، إذا احتسبت أصوات جنبلاط، أما إذا أضيفت أصوات لبنان الجديد التي يمكن أن تصوّت لصالح فرنجية بمجرد تبلور ظرف إقليمي مساعد، فترتفع حظوظ فرنجية الى رقم الـ 83، ما يعني أنه دون تصويت التيار لصالحه يبقى بأصوات جنبلاط والاعتدال قادراً على الفوز بـ 67 صوتاً.
في الحصيلة أيضاً أن الـ 51 صوتاً لصالح فرنجية جاءت نتيجة تصويت 27 نائباً شيعياً، ما يعني نيل فرنجية 24 صوتاً من النواب السنة والمسيحيين، ويظهر احتساب توزّع أصوات السنة أنه نال منهم 12 صوتاً، بينما نال منافسه أزعور 6 أصوات فقط، منها ثلاثة فقط بالأصالة هي أصوات وضاح الصادق وأشرف ريفي وفؤاد مخزومي، بينما تضاف إليها أصوات بلال عبدالله الاشتراكي، والنائبين ياسين ياسين وإبراهيم منيمنة اللذين وصفا التصويت له بتجرّع السم، وبقي تسعة نواب سنّة خارج الاصطفاف ستة منهم في التصويت للبنان الجديد وثلاثة منهم صوّتوا لصالح زياد بارود، وهكذا يكون فرنجية نال 39 صوتاً من السنة والشيعة مقابل ستة فقط لصالح أزعور منهم اثنان صرّحا أنهما تجرّعا السم. وهذا يكشف ان الشحن الطائفي الذي مورس بوجه فرنجية تحت عنوان الاستنهاض المسيحي لم ينجح بحرمانه من تأييد 12 صوتاً مسيحياً، لكنه وفّر له دعم 12 نائباً سنياً إضافة للـ 27 صوتاً شيعياً، فيما الموقف الاشتراكي والدرزي ضمنه يبقيان على غير اصطفاف تصادمي، رغم تصويتهما لصالح أزعور.
التحقت الجلسة الثانية عشرة بالجلسات الإحدى عشرة التي سبقتها من دون انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يستطع فريق المعارضة والحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر مع كل الحشد الإعلامي والسياسي والتهويل والدعم الخارجي والضغوط السياسية والمالية على مجموعة من النواب، تأمين 65 صوتاً لانتخاب الوزير السابق جهاد أزعور. وإن مرّت الجلسة بسلاسة من دون سجالات وإشكالات باستثناء غموض «الصوت الضائع» الذي تبين أنه مغلّف فارغ، لكنها حملت مفاجآت لم تكن في حسبان فريق المعارضة و»التيار»، لجهة تقلص الفارق بعدد الأصوات بين أزعور الذي نال 59 صوتاً فقط، مقابل 51 صوتاً لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعدما توقعت المعارضة أن ينال 43 صوتاً، الأمر الذي يخرج أزعور من السباق الرئاسي رغم ادعاء فريق المعارضة بقدرتهم على تأمين أكثرية الـ 65 لانتخابه رئيساً في الدورة الثانية. فيما أثبت الثنائي وفريقه السياسي امتلاكه ثلث المجلس النيابي وقدرته على تعطيل جلسة الانتخاب وبالتالي عجز الفريق الآخر على انتخاب رئيس من دونه في أي جلسة مقبلة.
ووفق معلومات «البناء» فإن الضغوط السياسية والمالية على عدد من النواب المستقلين استمرّت حتى فجر الأربعاء للتصويت لأزعور.
وتساءلت مصادر الفريق الداعم لفرنجية: لماذا لم يستطيعوا تأمين 65 صوتاً لأزعور في الدورة الأولى طالما يدّعون قدرتهم على ذلك في الدورة الثانية؟ ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «النتائج أثبتت بأن فريق «التقاطعات» فشل فشلاً ذريعاً بإسقاط فرنجية أولاً بتقليص عدد أصواته الى حدود الـ40، ورفع عداد أزعور الى ما فوق الـ60 ليكون هذا الفارق الكبير الذريعة للتصعيد وفرض أزعور وإحراج الثنائي وإخراج مرشحهم من السباق، لكن الذي حصل هو العكس تم تثبيت حضور وقوة فرنجية وأنه يحظى بكتلة نيابية ثابتة وصلبة مع تزايد احتمال زيادة هذا العدد بانضمام كتل معينة صوتت لأزعور أو نواب من الاعتدال الوطني والمستقلين ليصل الى الـ 65 صوتاً، في المقابل الرقم الذي ناله أزعور هو السقف الأعلى فضلاً عن أن أزعور هو المرشح الوحيد الممكن التقاطع عليه بين أطراف المعارضة والاشتراكي والتيار والتغييريين». وتساءلت المصادر: «هل يستطيع أزعور الصمود الى الجلسة المقبلة المرجح أن يطول أمدها؟».
وفق معلومات «البناء» فإن المهلة الممنوحة لأزعور من إدارة صندوق النقد الدولي بتعليق عمله في الصندوق ونيل اجازته السنوية، ليست مفتوحة، ولذلك سيكون هناك موقف لأزعور خلال أيام من هذا الأمر.
وأشار رئيس المجلس إلى أن «بعد جلسة اليوم كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ ولنعترف جميعاً بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وانتهاج سياسة الإنكار لن نصل الى النتيجة المرجوة التي يتطلع اليها اللبنانيون والأشقاء العرب والأصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدّده وأن بداية البدايات لذلك هو الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار… ثم الحوار… ثم الحوار. نعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح». وأضاف «حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحدّ أو تخوين. حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة». وختم «آن الاوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق، فهل نحن فاعلون؟».
وبنصاب 128 نائباً للمرة الأولى، انعقدت الجلسة الانتخابية الرئاسية في ساحة النجمة أمس، برئاسة الرئيس بري الذي بدا مرتاحاً لسير عملية التصويت، وأتت نتيجة فرز الأصوات على الشكل التالي: 59 للوزير السابق جهاد أزعور، 51 صوتاً للوزير السابق سليمان فرنجية، صوت لقائد الجيش جوزيف عون، 6 أصوات للوزير السابق زياد بارود، 8 أوراق تحمل عبارة «لبنان الجديد»، ورقة ملغاة كتب عليها جهاد العرب وورقة بيضاء وورقة ضائعة، إلا أن بري أعلن أنها ذهبت لبارود.
وصوّتت لفرنجية كتل التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة وكتلة التوافق الوطني وكتلة المردة والنواب جهاد الصمد وجان طالوزيان ومحمد يحيى ونواب حزب الطاشناق وربما صوت لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب وبعض النواب السنة المستقلين وفق معلومات «البناء». في المقابل صوّتت لأزعور كتل اللقاء الديموقراطي والقوات والكتائب اللبنانية وتجدّد والتيار الوطني الحر و9 نواب من التغييريين وعدد من المستقلين كغسان سكاف ونعمت أفرام، والاعتدال بشعار لبنان الجديد، وصوّت النواب الياس جرادي وحليمة قعقور وفراس حمدان وتكتل صيدا جزين لزياد بارود، فيما منح النائب إيهاب مطر صوته لقائد الجيش.
وسجلت إشكالية على فرز الأوراق حيث بلغ عددها 127 لا 128 وطالب نواب بإعادة الفرز، إلا أن بري رفض ذلك، وحسم أن الورقة الضائعة هي لصالح بارود، قبل أن يعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر أن «هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت». وأضاف: أبلغت ممثلي الكتل النيابية باستعدادي لإعادة الفرز في مكتبي، لكنهم لم يرغبوا في ذلك، لثقتهم بأن الصوت الضائع يعود لوجود مغلف فارغ». وبعد أن انسحب نواب أمل وحزب الله وآخرون من الجلسة بعد الدورة الأولى، أعلن بري رفع الجلسة لفقدان النصاب، ولم يحدّد موعداً لجلسة مقبلة.
وقد ظهرت الصدمة على وجوه نواب المعارضة داخل المجلس وخارجه، وساد التوتر والقلق والغضب في صفوفهم بعد إعلان النتائج، وقد ظهر ذلك في مواقفهم التصعيدية والاتهامية ضد فريق الثنائي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لم يسلم منها فرنجية.
وخلال الجلسة غرّد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية عبر على «تويتر»: كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع».
ولفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الى أن «كل ما قاموا به على مدى أسبوعين لن يوصلهم إلى نتيجة، بل يزيدون من تعقيد الأزمة وإطالة أمد الفراغ، إن من لديه الحرص على موقع الرئاسة يبحث عن الفرص الحقيقية، وليس عقد التقاطعات الظرفية، للحؤول دون وصول مرشح طبيعي. نحن سنمارس حقنا الدستوري في انتخاب من رأينا فيه المواصفات التي يحتاجها البلد». وأشار الى ان «مرشح التحدي والاستفزاز والفريق الواحد أياً تكن حوله التقاطعات، لا يملك أي فرصة جدية خصوصاً في ظل توازنات المجلس والبلد». وقال: «نحترم رأي كل الفئات اللبنانية ولا نفرض رأينا على أحد ولا نقبل أن يفرض الآخرون رأيهم علينا والحل سيبقى بالحوار غير المشروط والتفاهمات الوطنية، لأن بلدنا محكوم بمنطق الشراكة الوطنية وبصيغة العيش المشترك المكرسة في مقدمة الدستور».
وعلّق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على ما حصل في جلسة اليوم، في تغريدة على حسابه عبر تويتر، وقال: «جلسة اليوم أثبتت كما قلنا أمس، إن لا أحد يستطيع تخطّي المكوّن المسيحي في رئاسة الجمهورية وإن لا فرض للرئيس من أحد على أحد، وإن التيار ملتزم ويتبع قناعاته فقط…. كل عناد سيقابله عناد آخر فلا حلّ إلا بالتوافق على البرنامج وعلى الرئيس من دون إقصاء أو تشاطر، ولا نجاح لأي رئيس بلا برنامج متفق عليه. أسقطوا الشروط المسبقة فهذا ليس حوار، وأقلعوا عن نظريات الفرض والتحدّي فهذا ليس لبنان، ولاقونا إلى ورقة الأولويات الرئاسية والأسماء التي تتناسب مع البرنامج السيادي الإصلاحي الخلاصي».
بدوره قال رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، عبر «تويتر» «لو جرت الدورة الثانية اليوم كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة. ما جرى في مجلس النواب، وبعيداً من التفاصيل، هو تعطيل حقيقي وفعلي ليس لجلسة اليوم فقط لا غير، وإنما لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ككل».
إلا أن النائب طوني فرنجية ردّ على جعجع بالقول: «حكيم، لو عقدنا 10 دورات متتالية لما أنتجنا رئيساً! والسبب ببساطة ان من اختار التقاطع على الوزير السابق جهاد أزعور يدرك جيداً ان لا حظوظ له». ورأى فرنجية، عبر حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي، أن «كل الغاية من التقاطع على أزعور كانت قطع الطريق على سليمان فرنجية وإقصاءه من السباق، وهذا ما لم ولن يحصل».
وتتجه الأنظار الى ما بعد جلسة الانتخاب التي أظهرت أحجام القوى السياسية وأعطت للقوى الدولية والإقليمية صورة عن موازين القوى النيابية قبل الحراك الدولي المرتقب باتجاه لبنان.
الى ذلك نقلت جهات سياسية لبنانية عن مصدر ديبلوماسي رفيع لـ«البناء» عن ضغوط دولية كبيرة على لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، كاشفة أن الملف اللبناني سيكون من ضمن الملفات التي سيبحثها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غداً الجمعة في فرنسا، لافتة الى أن وزير الخارجية الفرنسي السابق سيزور لبنان بعد لقاء بن سلمان – ماكرون وبتفويض من اللقاء الخماسي وسيطرح أكثر من حل على الأطراف اللبنانية.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن الفرنسيين لم يتراجعوا عن مبادرتهم التي طرحوها أي فرنجية – نواف سلام، وسيعيدون إحياء هذه المبادرة بصيغة أخرى وسيحاول لودريان إقناع أطراف داخلية ومسيحية تحديداً بهذا الطرح، لكنه سيعمل في التوازي على تقريب وجهات النظر بين الأطراف للاتفاق على حل توافقي قد يكون مرشحاً ثالثاً.
وسجلت سلسلة مواقف خارجية تعليقاً على الجلسة، فقد أعلنت الخارجية الأميركية في بيان، بأن «واشنطن منزعجة لمغادرة أعضاء بالبرلمان اللبناني القاعة لمنع التصويت على انتخاب الرئيس».
وأشار وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اللورد طارق أحمد في تصريح له، الى اننا «نشعر بالإحباط لعدم تمكُّن مجلس النواب اللبناني من انتخاب رئيس جديد، وعرقلة التصويت تؤخر حل الأزمة الاقتصادية في لبنان».
وغرّدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر» كاتبة «جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة اليوم في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوّض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لإعادة البلاد إلى مسار التعافي».
على صعيد آخر، استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤسس»حزب الكرامة» ‏في مصر والأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي، بحضور ‏مسؤول وحدة العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي.
وبحث السيد نصر الله مع صباحي الأوضاع العربية عمومًا وتطورات فلسطين المحتلة والمهام ‏الملقاة على القوى الحيّة في الأمة تجاه هذه القضية المقدسة، بالإضافة إلى أهمية تفعيل الأطر ‏القومية والجامعة لهذه القوى لخدمة هذا الهدف.

COMMENTS